عَروس المِيراث | 02
عَروس الميراث | JK
اهلاً بِكم في الجُزء الثاني 🫀
شكرا على تفاعلكم اللطيف في الفصل الاول ✨
اتمنى ان تمنحوها مزيدًا من الحب في هذا الفصل ايضًا ♥️
لِنَبدأ
•••
أفصَح عن هَويتِه لِمَن بَقت تُناظِره فاغِرَة الفاه تُراقِب صورتِها بِداخل هاتِفه ، رَمِشت بعدم استيعاب و هَرعت نَحو مكتب الشُرطيّ تَنتشِل هاتِفها الذي كان تحت الرَهن حَتى قامَت بِفتحه لتفقَّد الصورة التي بَعثتها لها امها
دَخلت على المُحادثَة تضغط على الصورَة التي تحمَّلت و أظهَرت وَجه مُتجهِّم جاد ، بدا أنَّهُ تم تصويرِه رُغمًا عَنه ، عقدَت حواجِبها بشدَّة تَرفعُ مُقلَتيها نحو من ينتصِب امامها بِعدم تَصديق
- ان..انهُ ا..انت حق..حقًا !
فغَرت فاهِها اكثَر و دَنت مِنه بِضع خُطواتٍ تمدُ يدِها التي لامَست بها عِضديه المُنتفِخَين و صَدرِه مُتحدثَة تحت صَدمته هو من جُرأتها
- اللعنَة من اين لك بِهذه العَضلات ؟ لقد كُنت نَحيلاً كَعود شجرة الزَيتون !
صغَّرت عَينيها ما إن فَسخ يدها عنهُ مُصِّرًا على أسنانِه بِغَضب إذ قال موبِخًا بِصوتٍ هامِس كَيّ لا يَسمعهُ الأخرون
- انتِ لازلتِ طويلَة اليدِ و اللسان ، اياكِ و مَد يدكِ مُجددًا ، استَحي
لَم تُعجبه نَظرتها المُتلاعبَة و هي تَبتسِم بِخُبث مُتحدثَة بِحاجبٍ مَرفوع
- لِما ؟ أحبيبُ الماما خَجول ..؟
غَمزتُها تلك أثارَت جُنونه و جَعلته يودُّ خَنقها ، هو تَمالك نَفسه و هَتف بِصوتٍ هادِئ للغايَة
- انتِ مُستوعبة حَجم المُشكلة التي وضعتِ نفسكِ بها ؟
راقَب مَلامِحها الهادِئَة يَرى بُروز غمازَتيها حينَما اطبقَت على شَفتيها تُناظِره بِبَراءة تامَة ، تُجيد اكتِساب عدَّة ادوارٍ و ذلك يَجعله يُفكر انها تليق لان تَكون مُمثلَة بارِعَة بِلا شَك
حينَما ارادَت الحَديث كليهِما نَظرا نحو مَدخل المركِز حيثُ دَخل بِضع جُنود أجانِب يَرتدون بِذلاتهم العسكريَة المُشاهبَة لِما تلبسهُ الصَبية
مَلامِحهم الاجنبيَة تؤكِد حتمًا انهم من الجهَة الامريكيَة ، و هُم هُنا بلا شك ليأخذوا الفتاة مَعهم دون تَردد فَهي مُنتحلَة جنسيَة بَلدهم
نَظر جونغكوك اليها يقتطِب حواجِبه بشدَّة يجدِها تختبئ خَلفه مُباشرَة بينما تطِّل برأسها عليهم اذ هَمست لهُ
- افعل شيئًا هيَّا ! لا تَدعهم يأخذونني
لَف رأسهُ اليها يُناظِرها و هي تتبِع جَسد قائدهم الذي وقف امام مُدير المركز مُتحدِثًا بِلغته الانجليزيَة
- مرحبًا ، وصلنا بَلاغ ان هُنالك مُنتحل الجنسيَة هُنا ، جئنا لناخذه
تلقَّى جُيون قرصَة قويَة من خَطيبته جَعلته يتأوه بألم لِفرط شدِتها ، ناظرها بِغَضب يجدِها تُشير بِعُيونها نَحوهم لعلَّه يتصرَف
مُدير المركز بالفِعل اشرّ على آلميرا التي تُخفي نفسها وراء خَطيبها واشيًا بِها بِحديثه الهادِئ
- المعنيَة بالأمر ، هاهي ذا
وَجه العسكريّ الامريكيّ عَينيه نحو جونغكوك الذي توتَّر و شَحُبت ملامِحه ، حافَظ على اتزانِه يُمسك بِذراع خطيبتِه يُخرجها من وراءِه حتى يَجعلها تُقابل الجُنود بهيئتها المُشابهَة لَهُم
طالعته الصُغرى بِغَضبٍ مَخفيّ وراء نظراتِها المُميتَة ، كَيف يُمكنه ان يَكِشفها لهم بهذه السُهولة ..؟ لَيس و كانها لم تكُن تظهر اساسًا من وراء ظَهره
وَجهت بصرها نَحو العسكريّ الذي تَقدم مِنها بِضع خُطواتٍ بحاجِب مَرفوع ، نَقل عينيه الزرقاء تِجاه جونغكوك الهادِئ حَيثُ قال
- اذًا ، سنستِلمها و نتكفل بِعقابها نحن
ادار جونغكوك عينيه السَوداء ناحيَة آلميرا يُناظرها بِعنايَة بينما يُقلِّب افكاره بِرأسه ، هل سيُسلمها أم يتخِذ قرار بَديل و هو حتمًا سيؤدي لضررٍ وَخيم
لن يَشتبِك مع القُوات الامريكيَة لاجل خَطيبته مَثلاً ..!
ام سَيفعل ؟
•••
- جونغكوك ؟ مالذي تَفعله هنا ؟ الم تُسافر ؟
تَحدث العَقيد الذي وَضع عينيه على هيئة جُيون ما ان وَطئت حُجرة القيادَة ، رآه يتجِه نحو الاريكَة و يجلِس عليها بِتكاسل مُتنهدًا بِثقل
- طرأ عليّ امر هام وُجب حلَّه
قَرن العقيد حواجِبه مُتعجبًا ثُم قام بِوضع مُجسم الكرة الارضيَة من بين يديه مُتحدثًا بتعجُب
- اسمَع ، وردتني انباء ان ابنَة المُشير جونغ هُنا ، اليسَت هي نفسها خَطيبتك ..؟
رَفع جونغكوك عَينيه نحوه بينَما يُدلك جَبينه بِصُداع ، تَحدث مُتداركًا كَلامه بعد بِضع ثوانٍ قائِلاً
- من اين علِمت انها هُنا ؟
وسَّع العقيد عَيناهُ مُنذهلاً اذ قال بعدَما اراح ظَهرهُ على الكُرسيّ بتفاجُئ
- اذًا هي هُنا حقًا ؟ اين هي؟
لم تُعجبه اجابَة العسكريّ امامهُ البتَّة ، هو صُعق حينما اجابهُ الاصغر سنًا بِبرود بعدما اراحَ ظهرِه على الاريكَة
- سلمتها الي القُوات الامريكيَة ، جاءت مُنتحلة الشَخصية
انتَفض جونغكوك على صَوت العقيد الذي خَبط يداهُ على الطاولَة بقوَّة صارِخًا بحدَّة
- ماذا ..؟ سَلمتها الي القُوات الامريكيَة ..؟
نَظر جونغكوك اليه مُنصدِمًا من اندفاع قائده الذي ابتعَد عن كُرسيه و اقتَرب منهُ على عجلَة ، اخرَج انفعالِه به قائِلاً
- ناهيك عن كونِها خَطيبتك ايها الداعِر ، تلك ابنَة المُشير مؤسس هذه الثَكنة ! اتعلم ان وَصله الخبر مالذي سيفعلهُ بنا ..؟
ارتَفع طَرف شِفاه الاصغر ساخِرًا ، كان في قِمَة جُموده و هو يَتحدث بِدون اكتِراث
- تِلك ..؟ هه ، بدل ان تُشفق عليها ، عليك ان تُشفق على الذين ذَهبت مَعهم ، انها ليسَت سهلة البتَّة ، ستُجيد تدبر امرها
بُروده يستفِّز العقيد الذي مَسح على وَجهه بِعدم تَصديق ، جَلس امام الاصغر سِنًا و تَحدث بِهدوء لعلَّه يستوعِبه
- اسمَع ايها الارعن ، تِلك تكونُ خَطيبتك ، اي زوجتك المُستقبليَة ، اتقول لي انهُ بيديك الاثنتين سَلمتها الي رِجال اخرون يأخذونَها معهم ..؟ بعيدًا عن كُل شَئ هي امرأة ! تَخيل مالذي قد يَفعلونه بها ؟ اليسَت لديك نخوَة ؟
اعتَدل جونغكوك في جَلسته و قَد بدأ يهتمُ بِحديث العقيد بَعض الشَئ ، قَرن حواجبه بخفَّة يُنصت اليه حينَما اكمَل
- و ان حَدث لها شَئ ، لا انت و لا انا و لا هذه الثكنَة ستكونُ موجودَة ، هل تفهمني ؟
يُحاول الاكبر سِنًا قدر استطاعتِه تدارُك اعصابِه كيّ لا يَتركبُ جُرمًا في الاصغر الذي دلَّك عُنقه من الخَلف و قال
- لكنها خالفَت القوانين ..! ليس لانها ابنَة المُشير يحِق لها فِعل ما تُريد!
انتفَض مفزوعًا ما ان خَبط العقيد يديه فوق الطويلَة القريبَة منهما و صَرخ به بِنفاذ صَبر بعدما كَبت غيضه لفترةٍ طويلَة
- هُنالك استثناءات ! ليس لانها ابنة المُشير ، بل لانها خطيبتك ، انت مُتأكد من انك آهل لتتزوَج ..؟ برأيي دَع الفتاة و شأنها
نَظر جونغكوك اليه مُحاولاً ايصال وِجهة نَظره حينما قال مُفسرًا
- اسمَعني ، انت حقًا لا تعرِف آلميرا ، هي سَتُراقِصهم على اصابِعها العشرَة ، سيأتون بِها قريبًا يرمونَها امام باب الثكنَة بعدَما تُفقدهم صوابِهم
حَبس العقيد انفاسِه في صَدرِه يُحاول السيطرَة على اعصابِه قدر استِطاعته ، استقام يَمسحُ على وَجهِه لِيعود نَحو مكتبِه مُتحدِثًا
- انت لم تترُك لي مَجالاً اخر ، اجمَع فِرقتك و تَوجه الي الثكنة الامريكيَة لاستعادَة الفتاة
نَهض جونغكوك من وراءِه يُناظِره بحاجبين مَعقودين ، لم يكُن يُعجبه اقتِراح العَقيد ألا انَّ نَبرة الاكبر الحادَة ارغمتهُ على الصَمت حينما اكمَل
- انهُ امر عَسكريّ ..!
ادَّى جُيون تَحيتهُ العسكريَة بعدَما وَقف باستِقامَةٍ يضعُ احدى يَداهُ وراء ظهره و الثانيَة بالقُرب من رأسه قائِلاً
- سيدي العَقيد
امَعن العقيد النَظر بِه بينَما يُصغِّر عَيناه بِحنق حيثُ قال
- لا تَعُد الا و خَطيبتك بِجانبك ، ان وَصل القرار الي المُشير سينتهي امرُنا
قَضم جونغكوك وَجنتهُ الداخليَة بينَما يضغطُ على قَبضته بقوَّة ، لم يُرد الاحتِفاظ بحديثه بِداخله و قال
- ليس لانها ابنَة المُشير تُحسنون مُعاملتها لارضاء والِدها ، ان اخطأت فَيتوجب عِقابها ..! هذه هي القوانين ، القانون فوق الجَميع
دلَّك العقيد جبينهُ بقلَة حيلَة بعدَما جلس على كُرسيه يائِسًا اذ قال بعدَما تنهد
- آسفُ لاجلِها ، لانها تتزوَج رَجُل ان استدعَى الامر يقتلُها من اجل عملِه
كانَت اجابَة جُيون صادِمَة حينَما قال مُؤيدًا حَديثه
- ان وَضعتني في مَوقفٍ استدَعى عليّ قتلُها لاجل الوَطن ، انا لن اتردد بِذلك ، لِهذا ، انا ارفُض الامر العسكريّ
شابَك يداهُ وراء ظهرِه يُناظِر قائِده بِحاجبين مَعقودين حيثُ اكمَل
- انا مُتوقف عن الخدمَة هذِه الفترَة ، لِذا لا يُمكنك توجيه الاوامِر اليّ ، استأذنك
لم يترُك مَجالاً للاكبر سِنًا بالحَديث فَهو غادَر مُغلقا الباب خَلفه بِضيق ، تَوجه نحو حُجرته في الثكنَة بينما يقتطِب حواجبه بِغَضب
- مالذي جاء بِها من الاساس ..؟ كَيف تسمحُ لنفسها ان تستهتِر بالقوانين الامنيَة ! هذه البلد مُحرمَة عليها تمامًا
شدّ على قَبضتِه يُواصِل سيرِه نَحو جَناح فِرقته مُقلبًا بِضع افكارٍ في رأسِه المليئ بالفوضَى حيثُ اتم حَديثه مع نَفسه
- لا اُصدق اني بسببها ضيعتُ طائرتي ، سانتظرُ اكثر من اسبوعٍ لِقُدوم الطائرة الثانيَة
دَفع باب جَناح جُنوده الذين استقاموا من فوق الاريكَة بمُجرد ان رأوه ، لَمح طيف صَبية تجلِسُ بينهم و دُموعها تُغرق وَجهها اذ ما ان رأته نَهضت بِدورها تُجفف مَلامِحها
- هَذِه ..؟
رَفع حاجِبه مُتسائِلاً بَعدما نَظر تِجاه اتباعِه مُنتظِرًا اجابَة مُقنعَة ، سُرعان ماتلقاها من تايهيونغ الذي اشار بيدِه عَليها قائِلاً
- هذِه خَطيبتي ، لاڤينيا
أمعَنت لاڤينيا النظر بِه لِتقترِب منهُ بسرعَة تُناظِره بِقلق
- انت من القيت القَبض على صديقتي ميري ..؟ اين هي ؟ لِما اخذتها ؟
ناظَرها الاكبر سِنًا بِجُمود مُحاولاً تهدئَة اعصابِه التالفَة حيثُ اجاب ساخِرًا
- ان صَح القَول ، من المُفترض ان تكونين بِجوارِها
رَفع عينيه السَوداء تِجاه تايهيونغ و نَطق بِصرامَة يُحاول كَبت غيضِه
- قُلت انها ستكونُ متواجدَة حين ذَهابي ، رؤيتها امامي يجعلُني بالكاد اسيطر على نَفسي كيّ لا ابلغ عَنها لِذا خُذها من هُنا
دَنى تايهبونغ مِن خَطيبته حتى يُمسكها و يأخذها بِرفقته لكِّن لاڤينيا لَم تُطاوعه بَل دنت من جونغكوك تُمسكه من ياقتِه بِغَضب
- اين اخذتها اخبرني ..؟ هي ليسَ لها ذنب ، انا من جلبتها الي هُنا ، ارجوك اعِدها
اعتَرت مَلامح الخَوف أوجه الجُنود و مِنهم تايهيونغ الذي تسمَّر مكانهُ بعدَما تجمَّدت دماءِه في عُروقِه ، لا احَد يستطيعُ توقع رد فِعل قائِدهم الذي امسَك بِمعصميّ الصَبية يُخفض يديها عَنه بينما يقتطبُ حواجبه بشدَّة
- الزمِ حَدكِ ..!
كَلمتَين لا ثالِث لَهمُا ، القاءهُما بِنبرَةٍ قاسيَة لا يَتخللها ذرَة وِد حتَّى ، تَركها نافِضًا يديها بقوَّة ثُم اكمَل مسيرهُ الي غُرفته
- هل هذا مُتخلف ؟؟ تايهيونغ جِد حَلاً
تَحدثت لاڤينيا بَعدما حَبست انفاسِها حتى رَحيل القائِد ، التَفت نحو خَطيبها تُناظره بِعينين باكِيتَين ، تُلقي اللوم على نَفسها لانها سَبب مجيئها الي هُنا
- لاڤينيا سنجِدُ حلاً ، ارجوكِ اهدئي و لا تُحادثي جونغكوك مُجددًا ، انهُ صعب المِراس ذا مَزاجٍ حاد
تحدَث تايهيونغ بينما يقترِب من خَطيبته و يسحبُها للجُلوس بِجانبه ، راح يُطبطبُ عليها بِرفقٍ حتَى يُهدأ من روعِها لَكنها لم تكُف ثانيَة عن البُكاء
في حين أن جُيون دَلف الي الحَمام يُزيل مَلابسه للحُصول على حَمامٍ بِمياه شديدَة البُرودَة ، يُصحصح كُل ذرَة خُمول بِداخله بينَما يعقدُ مابين حاجِباه بِشدَّة ، كُلَّما طرأ على ذاكِرته مَوقف التقاءِه بها في المَطار زاد غَضبه
لَكم جِدار الحَمام امامه بِانزِعاج مُتحدِثًا بِغَضب
- تلك الدودَة الصغيرَة ، لازالت طويلَة اليد كلسانها الذي يُنافس الافعى في سُمه ، لِما فقط اتت الي هُنا ..؟ و زواجنا بَعد بِضع اسابيع
اغمَض عيناهُ مرخيًا جَبينه ضِد الجِدار يُناظر اقدامِه بينما يُدحرج افكارِه وسط عقلِه مُتنهِدًا بِحنق
- كَيف ساعودُ الي كوريا بدونها ..؟
غادَر الحَمام بعدَما ارتدى مَلابِس مُريحَة ثُم سَلك وِجهتهُ الي فِراشه يَتمددُ عَليه باهمال ، تذكَّر انها الساعَة التي يُفتح بها الانترنت لِذا انتَشل هاتِفه يُطالِع تاريخ اليَوم
- انهُ الاحَد ..!
اوصل الانترنت بهاتِفه و دَخل على احد التَطبيقات المُميزَة لَديه ، كان بَرنامج لِقراءة الرِوايات و القِصص المُتنوعَة ، لم تكُن تجذِبه سِوا كاتبَة واحِدَة اعتاد على قِراءة ما تَكتب مُنذ سَنواتٍ طويلَة
دَلف على حِسابها يتفقَّد ان كانَت أنزلَت الفَصل الاخير من روايتِها ، لَكنه تعجَّب ما ان لم يِجد أي تَحديثٍ قَريب
- غَريب ..! قالَت انها ستنزلُ الفصل الاخير يَوم الاحد ، لم يسبِق و ان اخطأت في مواعيدِها من قَبل
دَلف على مِنصتها يقرأ تَعاليق القُراء إذ رأى المِئات يَشتكون
- لِما تأخرتِ في نشر الفَصل ..؟ انها الساعَة التاسِعَة مَساءًا ..!
- نحنُ متحمسون للغايَة ، رجاءًا انزليه حالاً ، لدينا مدارس بالغد لا نستطيعُ السَهر
- لقد تأخرتِ كَثيرًا ! مرت ساعتين على الموعِد الذي اخبرتِنا به ، انها ليست عوائدك
كان يَقرأ التعليقات في صَمتٍ بينما يقتطِب حواجبه بخفَّة ، اعتَدل في جلستِه مُتمتمًا بِهدوء
- الجَميع يسأل عن الفصل و لم يسأل احد عَنها ..! ماذا لو لم تكُن بخير ؟
استَجمع شجاعتِه لِيبدأ في ترتيب احرُفه لِكتابة تَعليق على مِنصتها بحسابِه الوهميّ ، بالطَبع لن يكتُب اسمه الحقيقيّ و مَعلوماته الشَخصيَة الاصليَة
- هل انتِ بخير ..؟ اطرأ معكِ حَدث ما ؟ اتمنى ان تكونين بصحَة جيدَة ، نحن سننتظرُ الفصل دامكِ بخير
زمّ شِفاهه لِيُغلق هاتفه يضعهُ فوق صَدرِه بينَما يُناظر سَقف الغُرفَة ، رَسم على شِفاهه ابتِسامَة هادِئَة بِمُجرَّد ان تذكَر حُروفها التي تستطيعُ مَنحه عدَّة مَشاعِر يُصعب عليه الشُعور بِها واقِعًا
هو من النَوع الذي يَمقُت الحُب ، بَل لا تستهويه مَشاعر الرومنسيَة من الاساس ، لكِن رواياتِها بالنسبَة اليه شَئ يُصعَب وَصفه
إذ تَستطيعُ نَقل صُورَة سليمَة للغايَة عن الحُب تَروقه و تجذِبه للقِراءَة حَتى بات مُدمِنًا ، يكادُ يُصبح مهووسًا ، في كُل موعِد للفصَل نهاية الاسبوع يَترُك كُل انشغالاتِه مهما كانت مُهمَّة و يجلِس ينتظرُها تُحدث بِلهفَة
لا يُنكر انهُ احسّ بالاحباط لانّه لم يجِد تحديثًا اليَوم ، لَكِّن المُشكلة العالقَة برأسه الهتهُ عن التفكير بالفَصل ، بِمُجرَّد ان وطئت آلميرا عَقله حتى تَلاشت ابتِسامته و حلّ على تعابيره التَّجهُم
- تِلك المُزعجَة
فصل الانترنت عن هاتِفه لِيضعهُ في الشاحِن ثُم استَلقى على جانِبه يستعِد للنوم بعدما طَرد كُل الافكار التي تتردد على ذِهنه بِصُعوبَة
ماذا لو حَدث لها مَكروهًا لَدى الامريكيون ..؟
الاسوَء .. ماذا لو تَعدوا عَليها !
ليتهُ يستطيعُ نَكر أنَّها جَميلة
جذَّابة بِشكلٍ آسِر ، بِشكلٍ ما لَم يستطِع الكذب على نَفسه بغير ذلِك
لطالَما كان جَمالها مُميز بالنسبَة اليهم كَـ كُوريون
كانَت بِبشرَة سَمراء تميلُ للبَياض ، لم تكُن ناصِعَة كَمِثلهم إذ لونِها الحنطيّ مُميز و مُلفت للغايَة ، امتلكَت غمازَتين يَزدنها جاذبيَة كُلَّما ابتَسمت
لِما يتذكَّر مَلامِحها التي لم يُطل النظر اليها و هو على وَشك النوم ..؟
تقلَّب على جانِبه الاخر يُعدل وِسادته بينَما يُتمتم
- غدًا سيصلُ الخبر الي المُشير ثُم سيرسِلون لها من يجلِبُها ، انا لن اتدخَل ، لن اكسِر مبادئي لاجلِها
اغمَض عينيه يعتصِرهُما بشدَّة كما لو انَّه يُجابه خَياله الذي يُجسدها لهُ دون انقِطاع ، شدّ قبضتيه بِغيض يَقضمُ على شِفاهه بقوَّة
- آلميرا غادري عَقلي حُبًا بالرَب ، دعيني انام
صاح مُنفعلاً قَبل ان يُعيد التَقلب ينامُ على ظَهرِه ، حرِص على وَضع الغطاء على جَسده بِعنايَة ثُم فَتح مُقلتيه يُناظر السَقف
- الجو بارِد ، حتمًا الزنزانَة ستكونُ متجمدَة و مُظلمَة ..!
جعَّد جَبينه يتذكَّر ذلك الموقِف الذي جرا في طُفولتِهما ، جَلس يُدلك جَبهته باصابِعه لعلّ صُداع رأسه يَزول
- هي تكرُه و تخافُ الظُلمة و الاماكن الضيقَة ، لكنها كَبرت الان! كان ذلك في الماضي ، هي حتمًا تجاوزَت تِلك الفوبيا
مَرر يداهُ على وَجهِه بِبُطئ يستجمعُ شتاتِه ، حاول النَوم مُطولاً لَكنها عَجِز و عاود الجُلوس مُتحدِثًا في يأس
- انا لن اتدخَل ، هي عَليها نَيلُ عقابها لِتتعلم ، جونغكوك ابقَى خارج الموضوع و لا تَحشُر انفك
يُوجه حَديثه الي نَفسه و هو يَنهضُ لارتداء مَلابِسه ، لا يَعلمُ اين سَتقودهُ قَدماه ، لكِنه خَرج مُغادرًا الثكنَة بأسرِها
•••
بِداخل اربع جُدرانٍ تتمركَز الصبيَة ذات الثاني و العِشرون من عُمرها ، تجلسُ عند زوايَة الحُجرَة بينما تقطبُ حواجِبها بِغَضبٍ شَديد
بعيدًا عن المَوقف الذي وُضِعت بِه ، لا تَستطيعُ تصديق أن خَطيبها سلمها بِسُهولَة دون ان يُناقِش حتَّى
بَل قال لهُم بعدَما تجاوزَها و رَحل دون اكتِراث
خُذوها ..!
كَيف تمكن من فِعل ذلك بِها ..؟
كُرهها لهُ ليس عَبثًا ، منذ طُفولتهما تَمقُته ، لا تُصدق ان والدها يُجبرها على الزواج مِنه ، هي مُدركَة انها سَتخرج بِحُلول الصَباح ما ان يصِل الخبر الي أبيها ، لكن مَوقف جُيون اغاضَها
وَضعت يديها على وجهِها تمسحُ بِرفقٍ على خُصيلاتِها تبعدهم عن محط بصرِها مُتحدثَة بِضيق
- جيون العاهِر ، اُقسم اني سانتقمُ منك بمجرد ان اخرج مِن هُنا ، ساقفُ بالمرصاد لِهذا الزواج ، لن اكونُ على اسمك و لو على جُثتي ، ايها الديوث العاهَة ، الا يكفي اني اتحملُ تخلفك ..؟
كان هُنالك جارّ لَها في الرُكن المُجاوِر يُحاول مُحادثتها ، هو يُغازلها مُنذ ساعاتٍ لعلَّه يلفتُ انتباهِها لكنها تجاهلتهُ و اختبئت عند الرُكن
استَمعت الي صَوت فتح زِنزانتها ، كُل الزنازِن قُربها مُمتلئة و مكتضَّة عدا خاصتها التي تَحملُ شريكًا واحِدًا فقط ، رَفعت عينيها الي الرَجُل الذي تَم دفعه الي الداخِل و الاغلاق عَليها مَعه
دفعَت حاجِبها عاليًا تَرى هيئته ، يلبسُ ثيابًا سَوداء بالكامِل بينَما يجُر اقدامِه الي الطَرف الاخر يجلِسُ عنده مُكتفيًا بالتِزام الصَمت
هل هي الان مُحتجزَة مع رَجُلين ..؟
يالهُ من مَشهد مُثير !
سَخِرت دافعَة طرف شَفتها ، رأت الرَجُل الاول ينهضُ من مكانِه حتَى يجلِس بالقُرب مِنها إذ بدأ خيالُها يُصوِّر لها مَشاهد كارثيَة ما يَزيدُها الامر هَلعًا
هي الانثَى الوَحيدة هُنا حُبًا بالرَب ..!
يكادُ قلبُها يَخرُج من اضلُعه بِسبب تسارع نَبضاتِه
حاوَلت تجاهلهُ حينَما ادارَت رأسها للنحوِ الأخَر ، لم يقتصِر الامر على مُحاولته لِمُحادثتها بَل مَد يدهُ لِلتغزل بشعرِها الاسوَد كَعُيونِها ، دَفعتهُ بِعُنفٍ و صاحَت به حينَما طفح كَيلُها
- ابتعد عني ايها السافِل ! اياك و لَمسي
لم تُعجبها نظراتِه اليها حينَما وبختهُ و دَفعته لِذا قَررت النُهوض للاختِباء في الزاوية الثانيَة حيثُما يمكُث الرَجل الثاني ، بدا هادِئًا على عكس الهائج الاول
بِمُجرد ان نَهضت مَسكها الاول من قدمِها يَجرُها نحو الاسفَل حَتى سقطَت ارضًا ، صَرخت بِه لِتقوم بِركله بساقِها الثانيَة مُتحدثَة
- ابتعِد عنِّي ، دَعني
كانَت تستطيعُ رؤية تجاهل الحارِس لما يحدُث ، كانَّه يُشجع الرِجال على التحرُش بالنِساء دون أي تدخُل و ذلك زاد ضيقتِها اكثَر
- اتظُنين انكِ ستفرين مني ..؟ ما مِن احد هُنا يستطيعُ منعي عنكِ
يُحادثها بِلُغته الانجليزيَة بينَما يستمِر بسحبها نحوهُ من قَدمِها مُتجاهلاً صُراخِها ، ما ان رَغِبت في ضَربِه تفاجئت بِتدخُل الرجل الثاني الذي مَسك الاول من شَعرِه الطَويل و جرَّه على الارض بِعُنف
ابتَلعت ريقِها تُراقِبه و هو يحشُره عند الزاويَة و يَركُله بعنفٍ في مُنتصف بَطنِه و على سائِر جَسدِه غير مُبالٍ لِألمِه و اصواتِ تأوهاتِه العاليَة
جَلست على رُكبتيها تُناظِره بِذهُول ، بدأت تُصفق باعجابٍ شَديد مُتحدثَة
- وااه ! انت مُذهل ، اجل هكذا اضرِبه ، لقنهُ درسًا ذلك العاهر
وَقفت تقترِب منهُ حتى تُشارِكه في ضربِه لَكنها صُدمت ما إن اتضحَت لها مَلامِح الرَجُل ، عادَت خُطوة الي الوراء تُناظِره يُطالعها بِحاجبٍ مَرفوع
- جونغكوك ..؟
ازال جُيون قُبعته عن رأسه يُناظِرُها بِعدم رِضَى ، اقتَرب منها خُطوَة اضافيَة يُمعن النَظر في عُيونها الكُحليَة كَخاصتِه
- ارايتِ الي اين اوصلتِ نفسكِ ..؟ لما اتيتِ الي هُنا آلميرا ؟
شدَّت على اصابِعها بخفَّة و هي تُناظِره وسط حِلكة الظَلام تِلك ، كان هُنالك نور خافِت يتسرَّب من النافذَة بفعل القَمر إذ اجابتهُ قائِلَة
- انت من فَعلت هذا بي ، انت سَمحت لهم بأخذي
رأت تعابيره الغاضِبَة تتشكَّل بِمُجرد أن انهَت حديثِها ، تَحدث قائِلاً بِانزِعاجٍ واضِح
- بل انتِ اساسُ المُشكلَة ، لِما تأتين الي هُنا من الاساس ..؟ مابكِ مُستهترة بهذا الشَكل ، زواجنا بَعد اسابيع حُبًا بالرَب
عَقدت حواجِبها بشدَّة و نَطقت بينَما تقضمُ شفتها بِغَيض واضِح
- زواجُنا..! لا تَقُل لي انك تُطاوع والدينا بشأن هذا القرار التافِه ! جونغكوك انت تعرِف حقيقة مَشاعري نحوك جيدًا
اجابتهُ الخاليَة من المشاعِر هي اكثَر ما يَجعلُها ترفض هذا الزَواج تمامًا
- الزواج قَرار لا نتخذه وِفقًا للمَشاعِر ! افهمتِ ..؟ والدكِ ادرى بِمصلحتُكِ
هي ثارَت و لم تعُد تستطيعُ السيطرَة على مَشاعِرها ، تَحدثت مُنفعلَة بِه
- كَيف يُمكنك ان تقول ان الزواج بعيدًا عن المَشاعر ..؟ هل ساتزوجُ حَجرًا ..؟ بِحقك كَيف ساتزوج رَجُل لا استطيعُ تخيل نَفسي معه حتَى ! ان كنت حضرتك لا تهتمُ للاحاسيس ، انا اهتم ، لِذلك عليك اخبار والدي انك لا تُريد الزواج مني
ثرثرتُها سَببت لهُ ضَجيجًا بِداخل عَقلِه ، فوجِئت بِتقدمِه مِنها حَتى راحَت تعودُ ادراجِها الي الوراء حدّ التصاقِها بالجِدار البارد خَلفها ، عُيونِه البارِدَة الخاليَة من المشاعِر تَزيدُها تشبثًا بِموقفِها
هي لا تَستطيعُ تَحديد شُعوره نحوِها من نَظراتِه الميتَة تِلك ، بالكاد تَستطيعُ تمييز مِزاجِه الذي حتمًا هو سَئ دون نِقاش
شدَّت على يَديها بقوَّة تُنصِت اليه يَقولُ مُصِّرًا على كلماتِه حرفًا حَرف
- حُسِم هَذا الامر ، سَواء أكان بِمُوافقتكِ او دونَها ، لا اخالكِ وقحَة للدرجَة التي تَجعلُكِ تَقفين بجرأة لِرفض قرار الكِبار
ارتَفع طرف شَفتها ساخِرَة من حَديثه حيثُ قالَت
- ان كان هَذا القَرار يُشكل عائقًا لِحياتي ، فَنعم انا وقحَة ، سارفُضه و بِقوَة ، سَترى كَيف ساقفُ بِوجه ابي و اباك و اُخبرهما بِكُل جرأة اني ارفُض الزَواج مِنك ، انت اخر من اتخيله زوجًا لي ، بل لا اتخيلك اساسًا ، كنتُ قد نَسيتُ وجودك على هذا الكَون لولم يَخرُج لي والدي بِهذا الخبر السَخيف
تَكُن له ضغينَة يُصعَب نِسيانُها ، طُفولتها معهُ لم تكُن جيدَة ، هي اخذَت وقتًا طويلاً لتتعافَى مِما حَدث بِسببه سابِقًا لِذا تَمقتهُ بشدَّة
لازال كَما هو ، بارِد صَلبّ لا يُراعي شِعور غَيرِه
ذَلك تَحليلُها لهُ و لِشخصيتِه
وِجهة نَظرِها عَنه
كَما توقعَت تمامًا ، حديثِها لم يُشكل لهُ فارِقًا فَعُيونه التي تَصفها بالخاليَة من الحَياة لم تَهتَّز و لو لِثانيَة ، يستطيعُ الثبات على وَجهٍ واحِد دون ان يُكوِّن اي تَعبير حتَّى ، كُل ما يُجيده الابقاءُ على وَجه مُتجهِّم حَذِر طيلَة الوَقت
- ان استطعتِ قول ذلك الي والدينا ، لكِ منِّي ما شئتِ
تَحدث بِهدوءٍ تام يُمعن النَظر في عُيونِها السَوداء ، ذلك القُرب بينهُما أضجرها إذ قامَت بِوضع يديها فوق صَدرِه تُحاول ردعه و ابعادِه الي الخَلف مُتحدثَة
- لا اُريد منك شَئ سِوا ان تكون بعيد عنِّي
نَظر الي يديها صغيرَة الحَجم مُقارنَة بِجسدِه الصَلب ، لم تستطِع جعله يتزحزح و لو إنشًا و ذَلك ما جَعله يبتسمُ ساخِرًا ، هي لَم تتوقَع انخفاضِه الي مُستواها مُراعيًا قُصر قامتِها في حُضورِه ، نَظر بِداخل كُحليتيها المُتزنَة و هَتف بِما أفقدَها صَوابها تمامًا
- شِئتِ ام أبيتِ ، خِتام هذا الشَهر سَتكونين على إسمي
•••
3078 ✅
اهلا بكم في ثاني تشابتر 🤍
🪐 ما رايكم في الفصل الثاني من الروايَة ..؟
هل بدأت تتضح الشخصيات..؟
🪐 كيف وجدتم الابطال ..؟
🪐 شخصية جونغكوك ؟ 👀
🪐 آلميرا ..؟
دامها تكرهُ جيون ، كيف ستقبل الزواج منه لاحقًا ..!
🪐 لديكم ايّ توقع بخصوص هذا الموضوع ..؟
🪐 برأيكم لما هي تكرهه ..؟
🪐 كَيف ستخرُج من السجن دامه رَفض ان يتدخل ..؟
ايضًا ، كيف وصل هو الي السجن ؟
هنالك احداث نارية قادمَة 🔥
انتظروها على شَوق
اراكم في التشابتر القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🤍
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top