|8|ثمـانيـة أعـوام
قراءة ممتعة مقدما 💖
أستمتعوا 💓
🌿🌿🌿🌿🌿🌿 🌿🌿🌿
غسلت يدي جيدا بالمعقمات بعد أنتهاء الجراحة، ما أن خرجت من غرفة العمليات حتى شاهدت الطبيبة هيلين مع الدكتور البرت قام بألقاء التحية علي ثم سلمها بعض التقارير وخاطبني
« سيد جوسفير ربما اليوم أو غدا نأتي أنا والطبيبة لزيارتك للناقش المشروع الجديد»
« هذا شرف لي أن تزوراني في أي وقت »
أعقبت وأنا أخذ تقارير المشروع منها ثم أضفت
« والآن عن إذنكما سأعود إلى البيت »
حييتهم ثم غادرت .
دلفت المنزل الساعة الحادية عشر صباحًا؛ حيث عدتُ من المشفى بعد أن تم أستدعائي في الساعة السادسة فجرًا بغرض حالة طارئة ، كنت مُنهك القوى نوع ما، فليلة أمس تأخرتُ كثيرًا في تنويم لووي .
وجدت أمي بالمطبخ قد أنهت من تغذية لووي، فقامت بمسح المائدة، بينما أنا أبتسمت لهيئت لووي عند رؤيته يرشَق وجهه بالمياه وهو يدندن ، كان منظره لطيف.
أكملت طريقي إلى غرفتي وهناك غيرت ثيابي باهمال فقد أنتابني النعاس فجائي وبدأت بأطلاق التثائب لا أراديا ، ربما علي أن أخذ قيلوة سريعة؛ فعشر دقائق لن تضر ؟
ولكنني أعلم إذا نمت في غرفتي ربما تتحول القيلولة إلى ساعات وهذا ليس جيد ؛ لذا فضلت النوم في مكان أخر أكثر صَخبًا حتى يذهب النعاس عني .
بعدها توجهت إلى غرفة الجلوس (الصالة) التي تنتصف المنزل حيث تطل على المطبخ والحمام من جهة اليمين ومن الجهة الأخرى غرفة نومي وبجانبها غرفة والدتي التي بجوارها السُلم الذي يؤدي إلى الطابق الثاني الذي يحتوي فقط على غرفة وحمام، رميت جسدي على الكنبة وأرخيت رأسي على المقعد لأريحهُ قليلًا ،
ِ
سْدالُتُ جُفُونٌ عيني وبدأت أغوص في الأحلام
لكن !
مالبثت في لحظات سمعت صوت والدتي
« ماتيو سأذهب إلى منزل أخيك للبقاء على الأطفال؛ فزوجته تريد الذهاب إلى السوق مع جيول ،لذلك راقب لووي جيدًا»
رفعت يدي وأنا مغمض العينين ولوحت لها بأن لا تقلق ... ثم
شعرت بثقل على بطني مع حركة قد أزدادت على صدري ، أنتقلت إلى وجهي ، علمت أنه لووي؛ لذلك حوطته بذراعي خشية أن يسقط
أزداد تخبطهُ علي وبدأ بصفع وجنتاي مع بعض الكلمات التي لم أفهمها فقد أستسلمت للنوم تمامًا،
عقبها قرص خدي مما جعلني أفتح عيني بصعوبة فلا أعلم ماذا جرى له ، قهقهة بسعادة قائلا
« ماتيو أستيقظ .. العب معي»
ثم قبلني برقة ولكنني للأسف كنت قد عاودت أغلاقها بحكام فقد ثملت من التعب والنعاس قد أخذ مني مأخذ ولم يعد لدي طاقة للمقاومة
غطيت في سبات عميق للأسف ولم أعلم كم مكثت ولكنني أستفقت على صوت الضوضاء !
فتحت عيني بالكاد فالصداع فتك بيّ، خُيل إلي أنني أشاهد لووي يركض يمينًا وشمالًا وهو يحمل أشياء !
أفقت بعد صراع مع الصداع لمدّة أربع دقائق، لأجد الكارثة البيئية التي قد حصلت
رمشة عدّة مرات قبل أن استوعب أن لووي قد قلب المنزل رأسًا على عقب
فقد نقل جميع الملابس والألعاب من غرفتي وغرفة والدتي ونشرها في البيت على الأرض والارائك والطاولات ، أما قدور المطبخ لا أعلم لمَّ أصبحت تقبع في وسط الصالة و !!
توسعت حدقيتيّ أكثر عند رؤية ثلاث من كتبي المهمة في المغسل الذي يقع إسفل السُلم !
وقبل أن أنطق حرفًا رن هاتفي المحمول ، رفعته حتى إجد الطبيبة هيلين
« مرحبا ماتيو أنا ذاهبة لأصطحاب الدكتور البرت ، خمس دقائق ونأتي لزيارتك»
أجبت بتلقائية وأنا أنظر إلى الفوضى
« ماذا ؟؟ ..أقصد أهلا وسهلا بكم»
أغلقت الخط بعد ثلاثون ثانية، وأنا قفزت بسرعة ومن شدّة الصدمة لم أعلم عندما حملت لووي في يد وبعض الملابس في اليد الأخرى، وأخذتهُ إلى الطابق الثاني أخبئهُ هناك ، حيث لا نزوره سوى المرات القليلة جدًا، فقد كان هاريسون سابقا يقطن فيه قبل أن يتزوج وينتقل .
أجلسته في الغرفة وخاطبته بصرامة وأنا أرمقه بنظراتي
«سوف يأتون زوار ويجب ألا يعلموا بوجودك ، لذلك عليك أن تكون هادئًا ولا تصدر أي ضوضاء ! وألا عاقبتك»
بيد أنه لم يهتم بعربدتي فقط أبتسم أبتسامتهُ التي لا أطمئن لها أبدا .
عدت بسرعة وحملت القدور إلى المطبخ ، أشعر أن قلبي سيتوقف من كثرة الهرولة، كيف نقل هذا المشاكس ! جميع هذه الأشياء !
ثم بدأت أركض كالأحمق بأقصى سرعة كعداء مرثون، أرفع الألعاب وأضعها في أقرب غرفة كذلك باقي الملابس والأغراض، وقبل أن اتنهد براحة مُعتقدًا أنني قد أرجعت كل شيء إلى مكانه سمعت صوت جرس الباب
أردت التوجه لفتحه لأشهق بقوة مع توسيع مآقيّ عند رؤيت ملابس أمي الداخلية في الممر الذي أمام المدخل
خبئتها بسرعة البرق ثم أصلحت نفسي وأخذت شهيق وزفير قبل أن إفتح الباب وأنا أبتسم
« تفضلوا بالدخول»
كان الدكتور البرت في بداية الأربعينات من عمره جثل القامة عريض المنكبين، أسود الشعر مع بعض الخطوط الرمادية التي تتخل خصلات شعره العكشة وعلى الرغم من أنه حسن العشرة وذات طابع فكاهي ألا أن عيبه الوحيد التقاعس في العمل وكثير التهرب والأتكاء على الغيّر، وقد حاول أكثر من مرة التودد للدكتورة هلين والزواج منها ولكن الاخيرة رفضته بحترام فقد أصبح عندها ردة فعل عكسية عقب أنفصالها من زوجها الأول الذي كان سكيرا طوال وقت، بينما الدكتور البرت اضطر في الأخير إلى الزواج من طبيبة أخرى
و كانت الدكتورة هيلين أمرأة جذابة أو لنقل أن فيها شيء مُلفت للنظر يجذب الرجال من حولها ويجعلها محط أنظار الجميع على الرغم من أنها متوسطة الجمال
لكن مع شخصيتها المهيمنة وعيناها التي تنافس لون السماء زرقةً وشعرها الأسود ممزوج باللون الأحمر الفاتح تصل خصلاته إلى أسفل من كتفها بقليل وطولها المتوسط تجعلها رائعة الجمال
دخلا المنزل بعد أن صافحتهم ثم اجلستهم على الريكة وأنا أعقب
« خذوا راحتكم، فالبيت بيتكم ريثما أعدّ القهوة»
« لا تتعب نفسك سيد جوسفير ، فنحن جأنا نناقش أمر المشروع»
أجابني الدكتور البرت بسرعة ولكنني تجاهلت طلبه وصنعت القهوة وقدمتها لهم في غضون دقيقتان ثم أحضرت الملفات وحمدتُ الله أنني خبأتها جيدًا من لووي لكانت في خبر كان .
ما أن بدأنا نندمج بالحديث حتى رفعت عيني ، لأجد لووي يحمل أحدا الثياب ويريد رميها علينا من الأعلى، كون الطابق الثاني يطل علينا مباشرةً
أنفرجت بؤبؤيّ ثم نظرت إلى حيث الأطباء ومن الجيد أنهم مشغولين في المشروع لذلك حركت رأسي للجانبين وأنا أخاطبه دون صوت
« كلااا لا تفعل ، لا تفعل»
ولكنه قهقهة بشر بنبرة سكوت
ابتلعت ريقي وقبل أن أرمقه بحدّة
خاطبني الدكتور البرت وهو يعدل مناظره التي يرتديها
« دكتور جوسفير هل تظن أن تكاليف توسعت القسم الجديد ستتناسب مع واردات المشفى؟»
أبتسمت واجبته دون وعي
« نعم نعم»
ما أن عادوا النظر إلى الخرائط ، حتى رمى لووي أحدًا الثياب ، التقطتها بأعجوبة بالغة، وخبأتها تحت الأريكة
ثم أنتبهت لهم وعدّت لمراقبته كلما سنحت الفرصة ، لأراه يرمي التشيرت الداخلي الخاص بي ، سقط على بعد متر ، توجهت نحوه وقمت بتخبئته بقدمي أسفل المنضدة .
بقيت أدعو الله ألا ينتبهوا على وجوده ، ولا على حركاتي أثناء تخبئة الأشياء التي يسقطها لووي من الأعلى ، ومن الجيد أن يده صغيرة؛ ولا يرمي سوى الأشياء الخفيفة والتي أستطيع ألتقاطها بسرعة .
مضى الوقت ببطء عليّ، وأنا منشغل في لووي ثم
رفعت رأسي بعد رؤيتهم مازالوا يتناقشون لأتفاجأ أنه
يحمل معطف أمي الشتوي الضخم ويريد أن يرميه على الطبيبة هيلين
حركت يديّ بكلا وأنا أهدد دون صوت
ولكن دون جدوى
حيث رأيته يهزه رأسه معاندا بنعم
ثم نظر نحوي بخبث وأبتسم أبتسامته الشريرة
ووجه يده من أعلى السور، لأهتف لا أراديا
«كلااا»
نظر كلا من الطبيبة والدكتور البرت نحوي مستغربين لرفضي لاقهقه ببلاهة
وأنا أحرك يدي للجانبين
« أعني ...»
ثم أكملت بأقرب فكرة خطرت على ذهني
« توسعت القسم ليست فكرة صائبة أظننا نحتاج إلى بناية مستقلة واسعة لأهل الجراحة، حتى نستوعب العدد الذي يأتينا من المرضى»
تهلل وجه الدكتور البرت وأظنه أعجب في فكرتي، ثم أستدار إلى الدكتورة هيلين لمناقشة الفكرة، بينما أنا عدت لأرى لووي قد رمى المعطف بقوة نحوها ، لذا تحركت يدي بسرعة ودفعتها دون وعي على صدر الدكتور البرت بشدة ولم أعلم أن يدي جاءت على مؤخرتها في دفعها .
جفل الدكتور البرت عند التصاق الطبيبة به، بينما هي اعتذرت منه بحياء بعد أن تحول وجهها إلى طماطة، بعدها أستدارت نحوي وأنا أرى شرارة الغضب تتطاير من اعينها ثم همست بنبرة مهددة أسمعها أنا فقط
« ماتيو ماذا فعلت !!»
رفعت يدي بتلقائية ثم نطقت ببلاهة
« أنا آسف لقد زلقت يدي بالخطأ ولم أقصد»
قلت هذا وأنا أمسك يدي بحماقة
تدخل الدكتور البرت وهو يصافحني
« حسنا أظن زيارتنا قد أنتهت ونشكرك على هذا الاقتراح سوف نذهب لنعيد الخطة من جديد»
قال هذا وهو يسحب هيلين نحو الخارج .
ما أن أغلقوا الباب خلفهم، حتى تنهدت بعمق، براحة، لا أعرف كيف أصف شعوري؟ لا أصدق أنني نجوت دون أن يكتشفاني!
أدرت نفسي شطرهُ حتى أجد لووي قد نزل، عندها تصاعد الغضب لدي فقد حدث كل هذا وأصبحت أبلهًا أمام الدكتورة بسببه، ثم توجهت نحوه ومسكتهُ بكلتا يدي من كتفاه وأنا أخاطبه بحدة
« والآن جاء وقت العقاب، هل تظن أنني سأتركك هكذا؟»
ما أن مسكته وحملته خمسة أنشات للأعلى عن مستوى الأرض
حتى فُتِحَ الباب، ودخلت الدكتورة هيلين!
وسعت عيني بوسع عند رؤيتها، بينما هي نظرت نحونا بتعجب و أستطردت وهي تشير إلى الأريكة
« لقد نسيتُ مفتاح السيارة، هل تسمح لي بأخذه؟»
أنزلتُ لووي بسرعة وأحمر وجهي بخجل
كلا، كلا لقد كُشِفَ أمري !!
ثم وجهت أصابعها نحو لووي مستفسرة
«من هذا اللطيف ! كنت أعلم أن هناك صغير في منزلك من حديثك المرمز عن الأطفال»
أستأنفت حديثها هُنَيَّةٌ وهي تضع أصبعّي الابهام والسباب أسفل حنكها كناية التذكر
«بالمناسبة أليس هذا الصبي نفسه الذي أجرينا له عملية قبل مدّة على ما أذكر؟»
تنهدت بخيبة واخفضت بصري من التخبط الذي وقعت به، بينما هتف لووي بتفاخر وهو يتقرب نحوها
« أنا لوو صديق ماتيو الوحيد»
أسترسلت بغبطة وهي تحتضنه بود
« ما رأيك أن تصبح صديقي أيضًا وأخذك كل يوم إلى منزلي لتلعب مع ادميز »
بادلها لووي العناق وهو يعقب بتهلل
«نعم فماتيو لا يسمح لي بالخروج أبدا»
نظرت إليه لدقائق ثم خاطبته بحزن مصطنع
« آه ماتيو لا يجعلك تخرج ! أعلم أنه شخص قاسي، ولكن لا تحزن أنا سوف أخرجك في نزهة، وأجعلك تتعرف على أبني أنه في مثل سنّك تقريبا»
قهقهة لووي لعرضها وصاح بسعادة
« نعم خذينا إلى مدينة الملاهي»
فصلت العناق عن الصغير ثم هَمت بالمغادرة، ولكنني أوقفتها من معصمها قائلًا بصرامة
« طبيبة هيلين أتمنى ما شاهدته في منزلي لا يعلم أحد به من الخارج !»
نظرت نحوي لدقائق بستغرب ثم أنتزعت معصمها من يدي وأكملت بنبرة مرتفعة مهيمنة
« دكتور جوسفير لا أظن أن وجود طفل في منزلك سيؤثر على مستقبلك المهني ! ويسيء إلى سمعتك ؟... ولا تخف سوف لن أبوح لأحد لذا لا تقلق من ناحيتي»
أنهت حديثها وغادرت بضجر،
أردت أن أجادلها ولكن وجود لووي جعلني أتراجع في آخر لحظة واكتفيت بغلق الباب خلفها .
ألتفت لووي صوبي عقب الذي حدث وأفصح بنبرة عالية
« ماتيو لماذا صرخت عليها؟ أنها لطيفة وقد أصبحنا صديقين لذلك يجب أن تعتذر منها»
دهشت مما تفوه به! ماذا فعلت حتى أعتذر؟
ولسبب مجهول شعرت بالضجر في داخلي
____________________
ارائكم:
If you loved the part please
❤&🗯
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top