|7|سبـعـة أعـوام
قراءة ممتعة مقدما 💖
أستمتعوا 💓
🌿🌿🌿🌿🌿🌿 🌿🌿🌿
عندما أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة وخمسة وعشرين دقيقة ظهرًا كنتُ جالسًا على الحاسوب أفعل بعض التقارير عن مرض تورم الخلايا الدبقية، وقد صُعب علي المبحث الثالث في التقرير
إلى أن رن هاتفي كان الطبيب دوكيو يريدني أن أكون بديله في غيابه ، لذلك وضعت التقرير في الدرج وأعدت أدواتي إلى مكانها ثم خرجت من الغرفة .
ألقيت نظرة على لووي الذي كان منشغلًا بمشاهدة الرسوم المتحركة .
تنهدت براحة فأمي اليوم موجودة لذلك ذهبت إلى والدتي واخبرتها أن تراقب لووي إلى حين عودتي .
تأفأفت بضجر قائلة
« ماتيو متى يأتي اليوم الذي تتخلص فيه من ادمانك إلى أن يموت شخص تحت يديك؟ حينها تنتبه لنفسك »
أجبتها باسما وأنا أمسد ظهرها
« أماه فقط أدعو لي بالتوفيق »
تركتها تتخبط في مكانها، ثم تسللت بهدوء إلى الخارج دون أن يراني لووي .
أستغرقت في العمل ولم أنتهِ إلى المساء وأمست الساعة التاسعة مساءً .
عدت إلى المنزل وجدت أمي نائمة ثم أخذت حماما ساخنا بعدها خرجت وأنا أضع المنشفة على رأسي أجفف شعري إلى أن نظرت إلى سريري حيث لووي لا يزال مستيقظا .
كان مستلقي على بطنه ، يدندن بعض التهويدات وفي يدهِ أقلام الاصباغ...
أنتبهت إلى الملائة كيف تلطخت بالاصباغ ! ثم وسعت عينيّ أكثر على الأوراق التي يشخبط عليها...
كان التقرير الذي أمضيت يومين في كتابت الفصول الأولى ..
بالكاد منعت نفسي من الصراخ عاليا أو توجيه ضربة له فأنا لا أحب إستخدام العنف ، نعم العنف ليس من شيمي وأكتفيت بصرخة خافتة
« ياااا»
كُل الذي أستطيع القيام به الأن ، هو أنني سحبت القلم من يده ثم رفعته من خصره من أعلى السرير وقلت بلهجة عسكرية
« لوو أذهب إلى الحمام أغسل أسنانك حتى تنام لقد جاء موعد نومك»
تأفأف بعبوس ثم قال بلطف شديد
« ماتيو أرجوك دعني أرسم المزيد ؟ .. أرجوك ؟»
قلت بصوت قليلًا مرتفع وأنا أشير إلى باب الغرفة
« كلا.. سوف تنام حالًا ودون أي كلمة»
غادر الغرفة وهو خافض رأسهِ بخيبة، بينما أنا أطلقت صرخة ضجر عالية فقد ضاع تعبي هباءً منثورا
وأنا أنظر إلى التقرير كيف أمتلأ بالشخابيط وبعض الأوراق قد مزقت منه .
حملت الأصباغ و وضعتها أعلى الدولاب حتى لا يفكر بأن يرسم بأشيائي، ثم جمعت بقايا التقرير و وضعته في الدرج ربما يحتاج لي من الأن فصاعدا قفل .
عقبها قمت بتغير غطاء السرير بأخرى جديد، إثناء ذلك
عاد لووي ثم قال بسعادة وهو يضع يداه على الملائة
« هل تسمح للوو بمساعدتك ؟»
كانت كلماتهِ بلسمًا على الجرح حيث أزالت جميع الغضب من جسدي لذلك أجبتهُ بحنان
« بالتأكيد.. كيف أرفض مساعدة عزيزي لوو»
توجهتُ نحوهُ وحملتهُ من خصره و أنقضضت عليه بالقبل، بينما هو كان يحرك أطرافه لا أراديا ويقهقه عاليا .
بعدها رتبنا السرير حتى ننام عليه .
في صباح اليوم التالي نَبهتُ أمي على أن تنتبهَ على لووي إذا حاول التقرب من كتبي أو تقاريري والعبث بها، لم تعطني أي أجابة مقنعة للأسف .
قمت بتخبأة جميع أو أغلب الكتب المهمة ثم توجهت إلى المشفى بقليل من الراحة وقد أعتذرت من مسؤول قسم الجراحة على أنني سوف اتأخر في أعطائه التقرير .
لذلك أمرني بالعود إلى المنزل وإنجاز التقرير
أول يوم لي أعود باكر من الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحا .
تهلل وجه أمي وأطلقت تصفيرة عالية ثم هتفت
« معجزة القرن !!»
ضحكت لمبالغتها الزائدة ثم أفصحت موضحًا
« في الحقيقة المشفى ينشر بحوث في نهاية كل شهر حتى يتقدم المشفى ويرتقي أكثر كلما زادت عدد البحوث التي تعرض في نهاية الشهر»
توجهت إلى غرفة الجلوس وقد أحضرت حاسوبي وبدأت العمل على التقرير من جديد .
هرول لووي نحوي أحتضني ثم هَتف ببشاشة مع وضع يداه على قدمي
« ماتيو هيا اللعب معي ؟»
أبتسمت ثم وضعت يدي أسفل ذقنه و قبلته من جبهته قائلا
« عزيزي قلبي أذهب ولعب في العابك أنا مشغول كما ترى، لذلك لا أستطيع أن اللعب معك وأتمنى إلا تضايقني في عملي وإلا اضطررت إلى العود إلى المشفى والعمل فيه»
أشار بسبابته نحو الحاسوب وأردف
« إذن، دعني ألعب به قليلًا ؟»
رمقته بنظراتي وقلت ببرود
« أذهب واللعب بعيدًا عني، أعتذر هذا ليس للعب»
مطّ شفتيه غير مقتنع بينما أنا عدت إلى عملي، هو أستمر في المشاغبة لمدة ثلاث ساعات بعدها شغلَ مع والدتي .
أنغمست في العمل إلى أن أمست الساعة الرابعة مساءً (عصرا)، رفعت رأسي وبدأت أمسد رقبتي التي تشنجت أثر الجلسة الغير مريحة
بعدها أرتشفت من القهوة التي أعدتها والدتي لي من الجيد أنها موجودة اليوم .
وقبل أن أعاود العمل على الحاسوب أنتبهت إلى لووي الذي كان في الحديقة المنزل دخل مهرولا وابتسامة تشق فمه من الطول إلى الطول .
توسعت بؤبؤيّ أكثر فأكثر من هيئته وفتحتي ثغري لا أراديا
كان سابحا في الوحل بينما يمسك بيداه بعض الصلصال وينقلهُ إلى حيث الغرفة !!!
أنتبهت إلى غرفتي وجدتها قد تلوثت بالوحل !!!
دخل المنزل ومشى على السجاد بينما اقدامه مملؤة بالوحل وقد لوثها !!
أشعر أني سوف أنهار لأنني أصبحت محاصرا بالجراثيم من جميع الأتجاهات بسبب أفعال لووي
ياالهي !!
« اااه»
صرخت بتلقائية
برزت الشرايين من عروقي وأنا أراه إلى أين يتوجه؟ بل كيف سمح لنفسه باللعب به ؟ ونقله إلى المنزل !
معجزة القرن تحدث لي كثيرا هذه الأيام، فقد ضبطت نفسي ولم أصرخ عاليا أو أصب جام غضبي عليه فكلما فعلته أستقمت بعدوانية و توجهت نحوه سريعا .
وحملته بغتة من الوراء من خصره وأخذته إلى حيث الحمام وفعلت لهُ دوش سريعا ثم أطلقت سراحه
ما أن أخرجتهُ من الحمام حتى تحول لونه أزرق
خفت عليه كثيرا لا أعلم ماذا جرى له؟؟ قدمت والدتي واخذتهُ ثم احتضنته حينها ظهر صراخهُ العنيف ..
كل ما تستطيع تميزه من كلماتهِ الغير مفهومة هو كلمة طين
مسدّت والدتي ظهره ثم أردفت بكل رقة
« ماتو الشرير لا يجعلك تلعب بالطين ؟؟»
حينها صرخ بصوت رهيب
« الطين»
حينها تنهدتُ وقلت بثابت
« بالتأكيد اللعب بالوحل ممنوع منعاً باتا، ممـــَنوع»
أخر كلمة كررتها بصوت واضح
ثم أضفت بصوت مرتفع نسبيا
« هذه المرة لقد سامحته ولم أعاقبه، في المرة المقبلة سوف لن أتهاون أبدا »
وشددت على الكلمات الأخيرة
ثم تركتهم وذهبت ونظفت المكان في المعقمات بينما السجاد أرسلتهُ إلى المغسل .
عقب الإنتهاء وجدت لووي نائم لذلك تنفست الصعداء ، وتوجهت إلى حاسوبي وسهرت على التقارير إلى حين انتهائها .
في شروق اليوم التالي ذهبت من الصباح الباكر وسلمت التقارير ثم فعلت أحدا العمليات وعدت مبكر في تمام الساعة الثانية عشرة ونصف ...
أشعر أنني أصبحت أعود إلى المنزل مبكرّا هذه الأيام كثيرا؛ ربما بسبب وجود لوو.
قمت ببعض الأعمال بينما لووي كان قد أنتهى برنامجه المفضل، ذهب نحو غرفة والدتي مدة من الزمن .
ثم توجهتُ إلى غرفة الجلوس تصفحتُ التلفاز قليلًا، بينما أشاهد لووي يوزع ابتسامات هنا وهناك ويحوم حول أمي ..
راقبتهُ قليلًا فتصرفاته لا تعجبني بالبتة، رن هاتفي قاطعا سلسلة تفكيري، رفعته لأجده الدكتور البرات
« مرحبا دكتور جوسفير هل تستطيع أن تكون بديلي اليوم ؟ فأنا لدي بعض العمل»
أجبته دون تأخير
« لا تقلق يارجل أنجز عملك بطمأنينة»
ذهبت إلى غرفتي وغيرت ثيابي ثم توجهتُ إلى الباب الخارجي نحو الحديقة لأجدَ لووي يلعب بالوحل!
فتحت فاهي وعيني، كأنهُ لم يسمع تهديدي لهُ يوم أمس، بينما هو أنتبه ليج، ضحك بشّر ورفع كلتا يديه حتى يريني الوحل الذي يملأ يديه
كأنهُ يتحداني !!
ضبطتُ نفسي بالكاد ثم أردفت بغضب منخفض
« لـ ووي الم أقل لك، اللعب بالوحل ممنوع ؟"
قهقه بغبطة قائلًا
« أماه لقد سمحت لي»
تدخلت والدتي في مجرى الحديث قبل أن أغضب أكثر
« ماتيو ما كل هذا الأنفعال ؟»
تكلمت بعصبية بصوت مرتفع
« أماه !! كيف تسمحين له بأن يلعب بالوحل ؟ إلا تعلمين أنه سوف يلوث المنزل ؟؟»
أجابتني ببرودها الذي سيقتلني يوما
« هدئ من روعك سوف أغسل يداه قبل أن يدخل المنزل، والآن أذهب إلى عملك ودعه يلعب على راحته»
تنهدت بسخرية وأنا أضع يدّي على خصري بستهجان
« وكأنني سوف أترك منزلي عرض للجراثيم .. تؤتؤ لم تحزروا جيداً»
نظرت والدتي باستغراب تحاول أن تفهم ما أرمي إليه، دخلت البيت وبعد دقائق خرجت وأنا أحمل مرشاش الديتول وهتفت
« سوف أحمي منزلي من الجراثيم أو أي ملوث تحاول أمي أو لووي إيصالهُ لي»
قهقهت والدتي بقليل من الدهشة على تصرفي وأعقبت
« إلا تريد الذهاب إلى المشفى اليوم؟»
هززت رأسي الى الجانبين واكملت
« سوف لن أغادر عتبة المنزل إلى أن أطمئن على منزلي»
« وعملك ؟؟»
هتفت بصوت متعجب
صرخت بعصبية عالية
« اليوم ليس لي وسوف أبقى»
ثم أتصلت على الدكتور البرت وأعتذرت لعدم مقدرتي على الذهاب، بينما أمي خاطبتني بعتاب ظاهري ولكن الحقيقة نبرة صوتها تدل على السعادة الغامرة لأنني تعذرتُ عن الذهاب ..
« ماتيو أنت بالتأكيد لا تصغر عقلك مع الطفل؟ هذه أول مرة أخبرك أن تغادر إلى عملك؟»
ربما هذا أول أو ثاني مرة لي أعتذر فيها، كنت دائمآ أذهب إلى المشفى دون أي كلل ولكن الآن لا أعلم لمَّ غضبت هكذا ؟؟
ربما لا أريد لهذا الصغير أن ينتصر عليّ ويلوث منزلي
أجبتها وأنا أرمق لووي
« بل سوف أصغر عقلي .. حتى أحمي المنزل»
قهقهت أمي وهي تهز رأسها للجانبين بينما لووي لوح بانتصار بيديه ثم هتف
« سوف العب ولن تستطيع منعي، فأماه سوف تعاقبك»
تكلمت بغيض صاك على أسناني
« أيها المشاكس هل تظن أنك انتصرت فقط لأن أمي سمحت لك ؟»
ثم حمل لووي الوحل بيديه نحوي وقال بقهقهة
« يمكنك أن تلعب معنا ؟»
« شكرا، لا أريد»
أجبته ببرود حاد وأنا أنظر بتقزز نحو الصلصال
أستمر المشاكس باللعب وأنا بقيت أراقبه وهو يلعب بأنسجام وسعادة .
بدأت اتأفأف فهذا غير صحيح ! نعم غير صحيح ، تحركت حولهم بضجر ثم رمقتهم وجأرت
« أماه، هذا يكفي لقد لعب لوو كثيرًا بالجراثيم، هيا أمنعيه وغسلي يديه قبل أن يصاب بالمرض»
صرخ لووي بحتجاج نحوي
« لوو لم يلعب كثيرا»
مسدت أمي ظهره وقالت بحنان
« لا عليك من عربدت ماتيو، ألعب حتى تأخذ كفايتك»
أشرت لها بسبابتي بتهديد وأزمجرت بضجر
« أماااه .. هيا أمنعيه لم أعد اطيق أكثر»
رمقتني ببرود وقالت بصرامة
« أذهب إلى عملك وكفاك أرهاق نفسك بمراقبتنا، فقد بدأت أسأم تصرفاتك الصبيانية»
صحت عاليا وأنا أعكش شعري من الغيظ لم أعد أحتمل أكثر
« أمااااه !!»
أنهيت صراخي وأنا أحرك جسدي بنفور
قالت بنفعال وهي تشير إلى الخارج
« أنا أمرك بأن تذهب إلى عملك الأن، فقد بدأت تزعجني كثيرًا»
هززت رأسي إلى الجانبين بخيبة وقلت بقهر
« أمي لقد لوث ملابسه، هذا يكفي أرجوكِ، أنا لا أفهم لمَّ لا تمنعيه !»
نهضت من مكانها بينما أنا صرخت عاليا وأنا أرفع يدي بستسلام
« حسنا، حسنا سأراقب بهدوء، ولكن لا تنفعلي هكذا»
ثم أنتبهت على نظرات لووي الشريرة نحوي ورأسه المرفوع في أنتصار ..
اااه، لا أصدق أن هذا يحدث لي .
______________________________________
| مرة في الظهر رجعت من العمل تعبانة جدا، فعلى اساس نومت ابن سوسو بحضني ونام ، اني نمت واهلي اصلان نايمين قبلي وهو بقى وحدة بالساحة 😎
كعدت من النوم على صياح والدتي علينا ، اريد افهم ماذا حدث ، وجدناه المدخل رمل الحديقة للبيت في المطبخ والصالة والحمام، بين قوسين لايص الأمة لوص 😂😂
من ذاك اليوم اصبحنا نفعل خفر على من يبقى معه في الظهر 😁|
ارائكم :
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top