|4|أربـعة أعـوام


ملاحظة نسيت ذكرها في الفصل السابق:
بعض الكلمات ستكون باللغة العامية حتى تلائم السن ولكي تكون أكثر فكاهية للقارئ 🙈

🌹💐🌼🌸🌺

أستخرجت علبة الدواء من البراد، حتى بدأ سباق الماراثون

هكذا أصبح حالي منذ شهر تقريبًا ،كُلما قدم موعد العلاج

تبدأ لعبة المطاردة القط والفأر، بيني وبين المشاغب
يجعلني أعاني كثيرًا في إعطائه الدواء.

أعلم أنه يكره طعم الدواء
على الرغم أن طعمهُ ليس بهذا السوء، لكن الصغار يحبون أن يعاندوا الكبار ولا يسمعوا كلامهم .

ذهبت إلى غرفة الجلوس مهرولًا خلفه حتى توجه إلى الغرفة النوم .

حسنا لقد حفظت، جميع الأماكن التي سيختبئ فيها

سأجدهُ أما تحت المنضدة أو في الدولاب الملابس

أو خلف الباب

رأيتهُ يختبئ خلف الستار الحجرة، وقد ظهر جزء من سيقانه

النحيفة من الأسفل .

قهقهت في داخلي ثم أدعيت البحث عنه.

قائلًا بصوت مسموع

« لوو العزيز أين أنت؟ هل أنت في الخزانة ؟»

ثم فتحت الخزانة التي بجانب السرير، وأردفت بعد مدّة بأسى
« كلا ليس هنا، إذن أين أختفى ؟»

وضعت يدي على رأسي متظاهرًا بالتفكير
« ربما يكون أسفل الطاولة؟ لنرى »

سمعت قهقهته المكتومة من خلف الستار، حتى مسكت نفسي من الضحك

وقلت متصنعًا الجدّية
« ما هذا الصوت ؟ أنه قادم من خلف الستار، ماذا يوجد خلفه؟ »

أزحته قليلًا حتى نظرت إليه وأنا غاص في الضحك
ثم هتفت " ها قد وجدتك "

أنقضيت عليه حملتهُ، وبدأت أدغدغه من خصره، بينما هو أطلق العنان لقهقهته، مع تحريك قدماه في الهواء لا أراديا .

لم أتركه في حال سبيله إلى أن وافق على شرب الدواء.

.
.
.

عندما أمست الساعة الثانية ظهرًا غيرت ملابس لووي إلى أخرى جديدة بنطال أزرق وقميص رمادي؛ فقد جاءني استدعاء طارئ من المشفى ولا يحتمل التأجيل وأمي لم تكن موجودة في البيت

لذلك قررت أخذه إلى منزل أخي
حتى يلعب مع الأطفال؛ خلال فترة ذهابي .

ركبت سيارتي البيضاء ووضعته في جانبي مع وضع حزام الأمان له، وكان منزل أخي يقع على بعد عشرون مترا من الشارع الذي نقطن فيه مطل على نهر مانثاناريس من جهة الخلف بينما من الأمام يوجد متنزه ناحية اليمين وكشك صغير لبيع الحلوى من الجهة الأخرى.

طرقت الجرس حتى فتحت زوجة أخي الباب بعد دقائق بوجه متجهم وكنت قصيرة القامة تميل إلى البدانة بعض الشيء، ينسدل شعرها الناري إلى كتفيها بصورة مهملة مع أعين ثاقبة تخترق العالم من خلالها.

ألقت عليّ التحية من طرف أنفها ثم أكملت وهي تمضغ العلكة
« هاريسون ليس في المنزل»

أجبتها باسمًا

« حسنا اوصليه سلامي لهُ، فأنا في عجل من امري، وأريد أن أضع لووي لمدة ساعة؛ ريثما أنتهي من عملية أحد المرضى»

أخذت لووي إلى حيث الأطفال

تين ذات العشر سنوات ثم تايل ذات السبع سنوات وبعدها التوئم تيو و ليو ذو الخمس أعوام، وأخر العنقود الصغير جيول ذات الثلاث أعوام لم يكن موجودًا

سألت عنه لتجيبني بأنه قد خرج مع والدتي، شعرت ببعض الأسف فقط كنت أود رؤيته .

تركت لووي مع تين أكبر إبناء هاريسون يلعب معه في السيارات الصغيرة، وقد أنطلق لووي معهم باللعب.

ابتسامة طفيفة طغت وجهي عند رؤية ابتسامتهم البريئة ثم تسللت بهدوء إلى خارج المنزل.

توجهت إلى المشفى ونسيت نفسي وأجريت ثلاث عمليات خلال ثلاث ساعات ونصف .

حسنا ما دامت الأخبار تبشر بخير ولم يتم الإتصال عليّ من قبل أخي أو زوجته
فالأمور جيدة .

أنتظرت قدوم عملية أخرى ولكن لسوء الحظ أقصد لحسنه لم تأتي؛ لذلك قررت العودة .

ذهبت إلى منزل أخي وكان لووي لا يزال يلعب مع الأطفال لعبة الكراچ.

عندما ترى منظر الصغار وهم يلعبون بانسجام مع زقزقت ضحكاتهم، شعور لا يوصف كنسمة هواء باردة في فصل الصيف .

توجهت نحوهم لأول مرة وبدأت باللعب معهم
ربما بقاء لووي معي في الأيام السابقة أعطاني شعور مختلف أتجاه الأطفال .

عقب مرور نصف ساعة قدم هاريسون.

جلست معه في غرفة الضيوف تقع مباشرة بعد باب الدخول وفي نهايتها باب أخر يطل على الصالة التي تتصل بباقي غرف المنزل، وكانت غرفة واسعة رحبه يحيط به مجلس مهيب، بعد التحية وسلام وسؤاله عن عمله وأحاوله

خاطبته بصرامة بطرف عيني

« ما العيب لو تبقي لووي معك، إلا ترى أنه قد انسجم مع الأطفال، وأنس صحبتهم، ولا أظنهُ سوف يفتعل المضايقات»

أرتبك وتحمحم ثم أعقب بصوت عال يحاول فرض قوته
« وما المشكلة لو اعتنيت أنت به ؟»

وضعت يدي على وجنتي واجبته ببرود
« تعلم أنني مشغول جدًا بعملي، ولا أمتلك الوقت الكاف للاعتناء به»

« لا تتحجج بالعمل، كذلك أنت لديك ادمان حبذا لو تقلل منه وأمي فرحت بمجيء لووي وقالت لي هذا الطفل سوف يخرج ماتيو من ادمانه»
جأر بانزعاج وهو يحتضن يداه

هكذا إذن، تخميني كان صحيحًا على تغير تصرفات أمي أتجاهي، والدتي المسكينة تحاول معي ولكن لا حياة لمن تنادي .

غيرت طريقة حديثي بنبرة لينة لعل المعني يقتنع
« أسمع الأمر فقط أجد أن لووي سوف يسعد أكثر بالبقاء هنا مع الأولاد في مثل سنهِ تقريبا، بينما بقائهُ معي فقط سكْون وضجر بالنسبة له»

رمقني بنظرات غير مقتنعة، بعدها بدأنا نتحدث في أمور أخرى إلى أن سمعنا صوت فتح الباب.

ودخول والدتي تكلمت بعض الجمل مع زوجة أخي أوليڤ لم اميزها جيدًا ثم تخيلت صراخ جيول

« ماتيو ماتيو هنا ! أين هو؟»

ثم صوت جلبة..

هل سمعت صوت جيول
حبيب عمه، أكثر شخص من إبناء هاريسون متعلقا به، حسنا لا تعاتبوني أنا أحبهم جميعا ويجب إلا أنحاز لأحد ولكن هو فقط صغير لذا أنا أفضله قليلًا

نهضت للذهاب إليه وأستقباله في عناق دافئ ...

قدم إلينا جيول ثم هرول بسعاد نحوي

« عمي، عمي»

فتحت ذراعي لاستقبال في حضن كبير قائلًا ببشاشة
« حبيبي قلبي جيول»

.
.
.

ولكن قبل أن يصل لي بأقل من متران حدث أمر غير متوقع...

قُذِفت كرة في اتجاهه ونحو وجهه بالتحديد، أدت إلى سقوطه و سيلان بعض الدماء من أنفه!

وسعنا أعيننا أنا و هاريسون بدهشة، مع نهوضنا من مكاننا بالتزامن

في وسط فزعي و علو صرخات جيول

أنتبهت على لووي كان في أحضاني وقد حملته دون أن أعلم؟ بينما يحيط رقبتي بذراعيه!

نظرت نحوه بدهشة، فمتى أتى؟؟

بينما هو تكلم بلطف شديد جداً يخاطبني
« ماتيو لقد صنعت بيتا بالمكعبات أريدك أن تلقي عليه نظرة»

تنهدتُ ببعض الحزن وأنا أنظر إلى جيول الذي أحتضنه والده، ووضع له بعض المناديل حتى يوقف الدماء التي تخرج من أنفه

وقبل أن أطيل النظر إليه وضع لووي يداه على وجنتي وحرك رأسي بالقوة لأراه حتى لا يسمح لي برؤية جيول .

نظرت إليه بأستغراب وأنا أرى ابتسامته المصطنعة البريئة لي.

لقد نسيت أمر هام، غيرة الأطفال سيما إذا كان الطفل أصغر منه .

وأنا الأحمق قمت بمديحهِ أمام لووي
مما أدى إلى هذه النتيجة المأساوية

حسنا بعد ما حدث أنتفضت زوجة أخي وأرادت ضرب لووي الذي تشبث بي خائفا منها .

وحاولت أقناعها بأن عقله لا يزال صغيرًا وإنما حدث سوء فهم ولكن لا جدوى؛ مما أدى إلى طردنا من المنزل من قبلها بعصبية، لا أعلم كيف هاريسون يتجرعها؟ لذلك أنا عازف على عدم الزواج؛ أخال جميع النساء مثلها

عقبها اقامت الدنيا على صغيرها .

.
.
.

عدت إلى البيت متخبطا بعض الشيء، وبعد تغيير ثيابنا قدم لووي نحوي

وجلس في حجري بينما أنا نظرت إليه ثم قلت له ببعض العتاب

« لماذا قمت بإيذاء الصغير، هو لا يزال طفل گنگون* وأنت قمت بفعل الأوى له**»

أفرج عن راحة يده ثم قال ببراءة مصطنعة
« الكرة لقد انزلق من يدي، أنا لم أكن أقصد»

نظرت إليه من طرف عيني قائلًا
« انزلقت من يدك !»

رفع قبضته الصغيرة ثم أكمل
« نعم لقد انزلقت من يدي ثم أتجهت من تلقاء نفسها نحو الگنگون، إنها كرة سيئة يجب أن تعاقب»

زفرتُ الهواء من فمي على هذه الحجة ثم
هتف لي وهو يرفع سبابته نحوي

« وأنا وأنا أيضا أوى أمتلك .. هيا.. هيا قبلها حتى تذهب»

مسكت اصبعه الصغيرة وبحثت عن الجرح الذي يقصدهُ ولكن لم أجد سوى خدش مضى عليه دهر من حدوثه وبالكاد يرى

قربت أصبعه إلى فمي وبدأت أقبله عدت مرات بينما لووي أبتسم برضا .

عقب الانتهاء قلت بفرح
« والأن لقد اختفت الأوى»

قهقهة قائلًا
« نعم اختفت»

ثم أستطرد وهو خافض عيناه مع أبتسامة شريرة تزين ثغره
« لكن يوجد أوى أخرى»

تنهدت من تصرفاته الطفولية التي لم أعتد عليها بعد،
ثم قلت بحزن مصطنع

« حبيبي لديه أوى أخرى وأنا لا أعلم ، أين هي؟»

كشف عن ساقه لأجد جرح مضى عليه أسبوع على الأقل ثم

صرخ « هنا، هنا»
وهو يشير بسبابته

تكلمت بابتسامة واسعة
« إذن لأقبلها حتى تختفي»

رفعت قدمه وقبلتها بعمق بينما هو قهقهة عاليًا.

بعدها أحتضنني بينما أنا أردفت وأنا أمسد شعره الحريري
« والأن هيا بنا إلى النوم»

نزل من فوق فخذي ثم مسك يدي وسحبني نحو السرير .

______________________________________

ارائكم :

* كنكون : مصطلح عامي شائع في العراق يطلق على الطفل الرضيع ،أو أي طفل عمره دون عمر أربع سنوات .
** الأوى: مصطلح عامي شائع يطلق على الإصابة أو الجروح عند الأطفال.

| طبعا اشون ما تحاولون اتقنعون الطفل ترى هذا الطفل اصغر منك ولازم تلعب معه وما اضربة ، سوف لن يقتنع ويبدأ صراخ الطرفين 😔|

| فكرة البارت جاءتني
ابن سوسو لمن ينجرح يأتيني بوسي الأوى وبعدها ايطلعلي كل الجروح القديمة لا واحد ولا ثنين حتى لو شخبوطة بالقلم الجاف هم لازم ابوس ويعتبرها اوى، الى ان اني اضوج والتعب واكول بعد ماكو راحن كلهن 😂|

If you loved the part please
❤&🗯

See you later my sweet 💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top