|3|ثـلاثة أعـوام

.

ملاحظة //
كل بارت سوف يمثل عمر عقل لووي

🌺🌼🌻🌹💐🌸🌷🥀💐🌺🌸🌼🌻🥀🌹

8: 00 am

خرجت من الحمام بعد أن نشطت جسدي جيدًا أشعر بطاقة كبيرة جدًا ، أظنني أستطيع الأن أن انهي عشرة عمليات على الأقل .

أريد أن أفرغ هذه الطاقة بممارسة هوايتي المفضلة، اقصد عملي .

قبل التوجه إلى غرفتي لارتداء صدريتي البيضاء التي تزيدني هيبة و وقار ، رن جرس الباب .

دقائق حتى دخل أخي الأصغر هاريسون إلى الصالة الداخلية التي تعتبر غرفة الجلوس لدينا والتي يفصلها ممر صغير عن الباب الخروج، تكلم بابتسامة تنم على الشر على ما أعتقد

« مرحبا أخي الحبيب كيف حالك »

مهلا، مهلا! هل قال أخي الحبيب؟ إذن تخميني صحيح فـهاريسون لا يقول أخي الحبيب إلا إذا
أحضر معه مصيبة أو فعل مصيبة .

ثم هتف بسعادة
« مفاجأة... »

أبتعد ليظهر الطفل الذي كان يخبئهُ خلفهُ وأشار إليه
« ماتيو تعلم أن أخاك يمتلك خمسة أطفال وليس له طاقة لاحتمال طفل أضافي لذلك سوف تعتني به، كذلك لا أظنك سيء ولا تريد مساعدة أخاك في التربية »

وسعت عيناي، قليلا اريد أن أفهم ما يرمي إليه؟

ثم أكمل تبريره
« لا داع لأن أبرر لك، فهذا الفتى هو نفسه الشخص الذي قمت بعلاجه وأخبرت الشرطة أنه فقد ذاكرته، لذلك عليك بالاعتناء به إلى حين استرجاع ذاكرته حتى، استطيع أخذه إلى مركز التحقيق، وسؤاله عن الشخص الذي تهجم عليه »

تكلمت بتلقائية كريبورت ناطق مع علامة استفهام تخرج من رأسي
« ماذا، ماذا، أعتني بمن ؟؟ ...»

استدار بسرعة وخرج قبل أن أتلقى جوابا بينما أنا صرخت بأتجاهه بنبرة مرتفعة وأنا ارفع يدي عقب أن استوعبت ما يرمي إليه
« هاي! أنتظر، هل جننت، تعلم أنني مشـ.. غول»

أكملت أخر حديثه ببهوت بعد رؤية الصبي كيف ينظر نحوي وإلى المكان برعب.

دقائق حتى خرجت والدتي من الغرفة الثانية مرتدية ملابس الخروج، توجهت نحو الفتى قبلته بلطف ثم نظرت لي بعيون، لا أظنها أيضًا تبشر بخير! لا أعلم ماذا جرى لهما اليوم؟ ثم أنتبهت على الكيس الذي أحضرته فتحته حتى يظهر جبل الالعاب .

وسعت عيناي وأنا أرى كيف الألعاب قد تناثرت في المكان ثم ربتت على شعر الصبي قائلة.
« عزيزي لوو، ماتيو سوف يلعب معك، هو شخص لطيف جدًا، ويحبك كثيرًا.»

أستدارت لي ثم قالت وهي ترمقني بنظراتها
« من الأفضل أن تلعب معه بهدوء حتى لا يشعر بالغربة ويبكي، وأنا الأن ذاهبة لاعين زوجة أخيك في رعاية احفادي»

وسط دهشتي أكملت أمي بهدوء قاتل
« أنت خُذ اليوم إجازة»

ماذا؟؟ هل قالت إجازة!!! مستحيل أنا ماتيو جوسفير الطبيب الأكثر شهرة، أخذ أجازة !! .


مسكت رأسي ثم بدأت أردد كلمة

إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة
إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة
إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة إجازة

انتشلني من ذُعري صوت خطواتها التي تشير إلى المغادرة؛ لذا عجلت القول واسترسلت موضحًا علّها تغير رأييها
« تعلمين أنني مشغول ولستُ متزوج، حتى أمتلك خبرة في رعاية الأطفال؟»

ألتفتت نحوي قليلًا ثم أعقبت هزاءًا
« أعلم أنك عجوز يناهز الخامس والثلاثين وما زلت تأبى أن تتزوج»

بادرت باحتجاج هائج مع عقد حاجبيّ
« أماه! لن أسمح لك بتكبير عمري فعمري أربع وثلاثين وعشرة أشهر ولن...»

قبل أن أكمل سلسلة اعتراضاتي وجدتها قد غادرت المنزل .

في وسط الحيرة وصراخي الداخلي، أنتبهت إلى الصبي .

كان ينظر الصغير لووي نحو المكان بأستغراب وشعر بالغُربة ثم انذرت عيناه على أنهُ على وشك البكاء

توجهت بسرعة نحو الألعاب ورفعتها وأنا اقهقه بحماقة
«

ما رأيك أن نلعب هههه»


قلت هذا وأنا الوح بأول سيارتان وقعت في يدي ثم أردفت
« بيب عنعن عنعن عااان»

تقرب مني وحمل أحد السيارات الحمراء اللون ثم نظر نحوي ببشاشة وأكمل
«

نصنع كراچ »


« نعم، ننعم »
قلت بخيبة كبيييرة جدًا ...

عقبها بدأ ينقل السيارات نحوي وأنا أرتبها واصفها .

بعدها هتف وهو يشير بسبابته
« هنا، هنا »

لعبت بالسيارة وحركتها، بيدي، نحو المكان الذي أشار إليه، بعدها فعلت المُثل مع أخريات، نقلتهن وأنا اتصنع الابتسامة .

مع كل سيارة احركها يجب عليه أن اصدر صوتًا معينًا
« ويوي ويوي... عاان عاان .. بيب بيب »

الهي الرحمة ما هذا العذاب النفسي؟

ماذا يحدث! أنا الطبيب الأكثر شعبية والذي لا يجد وقت يحك رأسه، أصبح مربية! .

هذا يسمى، كفر بالطب، وكفر بالوقت الذي اضيعه على هذه الحماقات

في وسط شرودي جاءني صوت في إذني
« طوووت طووت »

رفعت عيناي، لأشاهد السيارة التي يلعب بها لووي
خلف السيارة التي أمسك بها .

ثم هتف، بعبوس وهو نافخ خديه
« سيارتك فعلت ازدحام مروري، هيا تحرك، »

بحق المسيح أنا الطبيب العب بهذه الخزعبلات
عوضً عن أنقاذ أرواح الناس، أجالس الاطفال؟؟
في أي عام حدث هذا ؟؟

اللعنة، اللعنة .. استقمت..

حتى رأيت لووي كيف أنتبه لي ..

يا الهي ما هذه النظرة؟

اللعنة، مثلما وقفت عدت إلى الجلوس مرغمًا، وتحريك السيارة على مضض .

بدأت أتعب وهذا الصغير لا يمل أبدا ، لم يبقَ مكان لم نحرك السيارات إليه .

ثم قلت له بابتسامة واسعة جدًا، وأنا افرج فمي من العرض إلى العرض
« لوو.. ما رأيك أن تلعب، بينما أنا اذهب..»

قبل أن أكمل جملتي
صرخ « لاااا»

قلت بكل رقة مع رفع يداي بترجي
« أرجوك نصف ساعة فقط وأعود للعب معك»

« لا لا لا»
قالها وهو يهز رأسه للجانبين.

عدت إلى اللعب مُجبرًا ، حركت السيارة بعصبية ثم رفعتها فجأة بعد أن سئمت، لقد تعبت حقًا، أنا في أخر عمري أصبح جليسة اطفال ؟؟

أردت أن أرميها في أبعد نقطة ولكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة بعد أن أنتبهت إلى لووي الذي، كان يصب تركيزه علي .

أعدت السيارة إلى مكانها وأخذت نفسً عميق بينما لووي رفع سيارته وإعادتها كأنه يقلد ما فعلته .

من حُسن حظي أنني أستطعت التحكم بغضبي لكنت الأن قد علمته تصرف خاطئ ويصبح من صعب اقناعه بتركها .

حل المساء، وأمي لم تعد بعد، لا أعلم لمًّ تتعمد مضايقتي ، تعلم جيدًا أنني لا تحمل البقاء لساعة، انقضى النهار وما زلت في المنزل وهي لم تعد بعد .

هذا أول مرة لي أبقى في المنزل كل هذه الوقت .

من الجيد أنني أستطعت اقناع لووي بترك اللعب بالسيارات والتوجه إلى مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة .

لقد جاءتني بعض الوساوس الشيطانية بالتسلل إلى الخارج أثناء انشغال لووي بالمشاهدة ولكن للأسف لا أظنها فكرة سديدة بتاتا ترك الأطفال في المنزل وحيدهم .

فجاءة سمعت صوت كعب أمي، أنتفضت إلى الباب كأسد ضاري قد خرج من سجنه.

ما أن خطّت عتبة الباب حتى صرخت وأنا أرفع يداي بعصبية
« لماذا تأخرتِ نصف ساعة عن موعدك المعتاد؟»

عوضً عن الإجابة شاهدت ساعة معصمها، ثم نظرت لي بطرف عينها
وقالت ببرود
« بل جاءت قبل نصف ساعة من الوقت المقرر، لذلك أغلق فمك»

لااااااا ، لا أعلم ماذا جرى لإمي حتما ذلك الـهاريسون قد غسل دماغها أو زوجته فعلت ذلك
لا تفسير منطقي أخر على هذا الذي يحدث معي .

ثم هتفت أمي نحوي مستفسرة
« ماتيو هل قمت بطعام الصغير؟»

تكلمت بشرود وأنا أحرك كتفيّ بلا مبالاة
« كلا، هو لم يقل لي هو جائع»

ضربتني بالحقيبة التي تحملها ثم قالت بصوت غاضب
« أحمق الأطفال لا تدري بنفسها متى تجوع، أين هو الآن»

مسكت رأسي وأنا أقول بصوت منخفض
« اخخ اخ على هذه الأم الشريرة»

ثم هتفتُ بعصبية
« هو يشاهد التلفاز، لماذا قمتي بضربي؟»

أعادت ضربي ولكن هذه المرة على ذراعي ثم خاطبتني بحزم

« أسمع الاطفال صنفان، صنف المريح الذي لا يعرف الشبع ويظل يطالبك بالمزيد..
وقسم الأخر المتعب الضعيف والذي لا يشتهي الأكل مطلقًا وللأسف بدى لي من هذا الصنف، لذلك عليك أن تطعمه عندما يشغل باللعب أو مشاهدة التلفاز حتى لا يعلم بنفسه عندما يأكل»

مسدتُ ذراعي ثم قلت باستهجان
« أطعم من؟؟»

توجهت نحو المطبخ وعادت بعد دقائق تحمل صينية فيها الحساء قامت بإعطائهُ لي قائلة
« قم بطعامه ريثما استحم»

أخذت الصينة ثم هتفت بضجر
« أماه، تعلمين أنني لا أجيد أن اطعم أحدهم، فكيف تريدينني أن أفعل هذا !»

لم تجبني وإنما استدارت واعطتني ظهرها متوجهة نحو الحمام .

صرخت بأسى
« يااه»

ذهبت إلى حيث لووي مليء بالغيظ من تصرفات أمي، كان مستغرقا بالمشاهدة

جلست بجانبه وأخذت الملعقة بمضض
و وضعت لقمة في فمه، حينها أنتبه علي ثم قهقه لي قائلا بعد أن ابتلع اللقمة
« عمّ»

أجبته بانزعاج واضح وأنا صاك أسناني لكي أكبح غضبي
« نعم عمّ، هيا أفتح فمك ودعني أطعمك العم بسرعة و ننتهي الصحن»

بدأت اطعامهُ بينما هو عاد إلى مشاهدة التلفاز، ثم أستخرجت المنديل من جيبي ومسحت فمهُ كلما تلطخ ثغره .

حسنًا لم يكن الأمر سيئا إلى هذا الحد، فهذه أول مرة أطعم أحدهم
ولا أنكر لقد شعرت ببعض السعادة وأنا اقوم بالاعتناء به .

على الرغم من أن اليوم قد ضاع عليّ ولم أقم بفعل أي عملية إلا أنني شعر ببعض البهجة في مجالسته .

.
.

في السابعة والنصف تمامً كنت جالسًا على الأريكة قدم لووي نحوي كان يضع يداه عن عينه يفركها من النعاس الذي أنتابه ذكرني بأبن أخي جيول عندما يأتي وقت نومه

ثم نام على الأريكة بينما وضع رأسهُ في أحضاني تثائب مرتان ثم اغمض عيناه، لم تمضي دقائق حتى غطى في النوم

حملتهُ بهدوء إلى غرفة أمي ولكن..
اوقفتني والدتي في منتصف الطريق كأنها نقطة تفتيش
« خذه إلى غرفتك ماتيو»

تكلمت بصوت غاضب منخفض حتى لا أيقضه
« اماه تعلمين أنني لا أحب أن ينام أحدًا معي على السرير»

أجابتني ببرود وهي تشير بيدها بأن أخذه إلى غرفتي
« وأنت تعلم أنني لا اطيق أن ينام أحد معي على السرير ، ولكن لا بأس بأن أنام في غرفتك بجانبه إلى حين عودتك من المشفى»

اه الآن عرفت هذه الصفة السيئة من أين ورثتها؟ ثم أكملت حمله إلى سريري و وضعت الغطاء عليه، وبعدها أحببت أن الاطف أمي، فاصطنعت الضجر وتنهدت قائلًا وأنا احتضن يداي
« لهذا السبب مات والدي سريعا لأن زوجته لا تتحمل أن ينام أحدًا بجانبها»

صرخت علي مع اصطباغ وجنتيها بحمرة طفيفة
« تأدب يا ولد قبل أن أغير رأي وأجعلك لا تذهب إلى العمل»

هتفت وأنا ارفع يداي مستسلما
« حاضر، حاضر»

عقبها نظرت لي ثم تكلمت بإحباط
« اه ماتيو، اليوم ليس يومك، لمَّ تصّر على التطوع للأخرين، لمَّ لا تستريح اليوم ، صدقني هم يستغلوك ، لا يذهبون إلى العمل ويتسكعون وأنت تذهب وتقوم بواجبهم وتشجعهم على الرذيلة؟»

توجهت نحوها ثم قبلت ُ رأسها ثم قلت
« أعتذر لا استطيع سوى أن امارس مهنتي»

نظرت لي بيأس بينما أنا قلت لها باسمًا
« أماه اعتني بلووي في غيابي، سوف لن اتأخر»

تركتها بتخبط فأنا أعلم إنها فعلت كل ذلك لتبعدني عن العمل ولكن للأسف أنا لا أستطيع أن أرى شخص يحتاج إلى المساعدة ولا أنقذه ، حتى لو لم يكن يومي .

______________________________________

عيد سعيد كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية🌹

ارائكم :

لطفا أي اخطاء املائية أخبروني بها 🌷

If you loved the part please
❤&🗯

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top