|12|أثنـا عشـر عـامًا

بدأت بعض الذكريات تحاول التسلل والعودة إلى ذاكرة لووي ولكن سرعان ما تتبخر حيث يعود إلى وضعه الطفولي.

ثم أخذت بعض الهواجس تتخبط في عقلي عندما يسترجع لووي ذاكرته، هل سوف يغادر المنزل؟ عقب إن تعلقنا به!

شعرت بوخز في داخلي ثم أنتشلني صوت أمي ينادي بأسمي، نهضت من السرير وتوجهت إلى غرفة الجلوس ( الصالة) وجدتها تجلس ثم أسترسلت موضحة
«اليوم سوف يأتي أخاك هو وأبنائه لذا أذهب وأشتري لهم العصائر الباردة»
أومأت بالموافقة وغادرت المنزل لشراء المشتريات.

قدم أخي هاريسون لزيارتنا وكنوع من التغيير أخرجنا أربع كراسي إلى بهو المنزل وجلسنا فيها أنا وبجانبي هاريسون ومن الجهة الأخرى أمي والكرسي الأخير فارغ كون رفض كل من لووي وتين وليو وتيو الذي أحضره أخي معه للجلوس فيه حيث ذهبوا ليلعبوا ويطاردوا.

ألتفتت أمي صوب هاريسون وأردفت مازحة
« هاريسون أستحلفك بالله هل وجدت الفتاة المنشودة؟»

عدل هاريسون من جلسته ثم تنهد مرتين وأستطرد
« أبشري يا أم ماتيو لقد وجدتها»

عقدت ما بين حاجبيّ على كلامهم ثم أفصحت بقليل من الضجر « هاي! عن ماذا تتحدثون وعن أي فتاة منشودة تقصد؟ »

تجاهل الاثنين كلامي وغمزت أمي لأخي ليكمل حديثه عن الفتاة، وضع هاريسون يده إسفل حنكه كأنه يتذكر شيءً ثم فتح أجفانه وأسترسل
« أماه الفتاة التي وجدتها كاملة مكملة فهي طويلة وجميلة ولديها مرتب مناسب»

بادرت أمي إلى سؤاله مستفسرة
« وما هو عملها؟ »

«تعمل عارضة أزياء في نادي رولان »

جعدت أمي وجهها ووضعت قدم فوق الأخرى قبل أن تقول بقليل من النفور « لم تعجبني هذه المرأة، هل وجدت نساء أخريات؟ »

عند سماع حوارهما تدخلت بغضب
« عن أي مؤمرات تحيكون ضدي؟ كم مرة أخبرتكم أنا عزفت عن الزواج »

كأن عربدتي قلتها مع الهواء فأمي وهاريسون أكملوا حديثهم كأنني غير موجود، مخاطبا أمي بنبرة واطئة
« حسنا إذا لم تعجبكِ عارضة الازياء هناك يوجد في حيينا أرملة حسناء توفي زوجها قبل ست سنين... كذلك قريبة زوجتي أوليڤ لقد تخرجت هذا العام من كلية الحقوق وهي تتمتع بجمال لابأس به؟ »

أستقمت من مكاني وغادرت صوب الأولاد فلم أعد أحتمال سماع المزيد

كانوا يلعبون بكرة القدم، لووي وتيو فريق وتين وليو فريق أخر، جلست على قارعة المنزل أراقبهم بصمت إلى أن أكملوا لعبتهم عندها تحدث تين مخاطبا لووي بتهلل
« هل تعلم لقد أشترى والدي قبل يومان دراجة لذلك في المرة القادمة عندما تأتي لزيارتنا أنت وعمي سوف أسمح لك بركوبها »

أشرق وجه لووي ونطق
« نعم أنا أحب إن أركب الدراجة »

ثم بدأ تين يستطرد مواصفات دراجته للأخر، كذلك بدأ ليو وتيو بالفصاح عن مميزات دراجاتهم، رأيت التماع عينا لووي عند سماع الثلاثة يتحدثون عن مغامراتهم عن الدراجة وكيفية الركوب عليها ممتع جدا.

عقب ساعتين غادر هاريسون وأولاده المنزل بينما هرول لووي شطري وأعقب
« ماتيو مارأيك إن نزور منزل تين، أنا أريد الذهاب إليهم »

أجبته بفتور وأنا أصلح الخزانة
« لقد كانوا عندنا اليوم، لمَّ نذهب لزيارتهم؟ على الأقل فاليمضي يومان حتى تتشوق لرؤيتهم »

لم يعجب لووي بالرد الذي ذكرته، أخفض كتفه وعقد حاجبيه ثم هرول صوب أمي وجأر
« أماه أخبري ماتيو إن يصطحبني إلى منزل تين؟ »

ألتفت أمي نحوه عقب إن كانت مشغولة في حمل الكرسي وخاطبته
« سأخبره إن يأخذنا غدًا.. اه لحظة! »

ثم سرعان ما غيرت نبرة صوتها نحو الفتور
« للأسف ماتيو غدًا يكون يوم خفارته ولهذا سوف لن يستطيع أخذنا إلا عقب ثلاثة أيام »

تغيرت تعابير وجه لووي إلى المكفهرة عندها دنت أمي شطره وأحتضنته قائلة
« حسنا صغيري إذا كنت مُصر نستطيع أستأجار سيارة أجرة ونذهب إليهم »
ثم ولجوا بعدها إلى داخل البيت.

******

بعد مرور ثلاثة أيام قررت إن أفاجئ لووي لذا قبل أن اعود إلى المنزل عرجت إلى السوبرماركت ثم أبتضعت شيء مميز إلى صغيرنا، حملته بالسيارة وعدت إلى البيت

وضعت الهدية في بهو الدار ودلفت إلى الداخل، سحبت بعض الهواء إلى رئتي وهتفت
« لوو أين أنت؟ لقد عدت»

خرج لووي من غرفة والدتي هرول نحوي مسرعا وألقى بنفسه عليّ أحتضنته بدفئ ثم أسترسلت الحديث
« لقد أحضرت لك مفاجئة، أحزر ما هي؟ »

صرخ بنبرة عالية وهو يقفز
« أنا أحب المفاجأت، أين هي؟ أين هي؟ أريد أن أراها؟ »

ضحكت على منظره ثم وضعت كفي على وجهه حتى أحجب عنه الرؤية وقدته نحو الخارج بينما هو كان يقهقه على تصرفي هذا

أخذت حيث الهدية ثم أبعدت يدي قائلا
« تراا»

فتح عيناه حتى رأى الدراجة الهوائية التي أشتريتها له صرخ بنبرة عالية جدا من الفرح ثم قام بحتضاني للحظات قبل أن يهرول نحو الدراجة يتفحصها بعينين تتلألأ من البهجة

عندها أخبرته إن يركبها ويسير فيها في الشارع المخصص للدراجات ولكن للأسف بيد أنه لا يجيد ركوب الدراجة.

حينها خاطبته بتشجيع
« أركب الدراجة وأنا سوف أوازنك من الخلف ولا تقلق سوف لن أجعلك تقع »

بدأت بمحاولة تعليم لووي ركوب الدراجة ولكن للأسف كان يعتمد عليّ كليا في التوازن ولم يكن يسمع النصائح التي كنت أوجهها له ولم أنتبه للوقت عندما مضت ثلاث ساعات إلى أن هبط الظلام وأنا أحاول إن أعلمه أصول قيادة الدراجة ولكنه كان سيء جدا بمعنى الكلمة ولم يستطع إن يتخطى ثلاثة أمتار من دوني مما جعلني في الأخير إلى أن أفقد أعصابي وصرخت بسأم
« من الأفضل أن نعود إلى البيت وغدًا نواصل تعليمك ركوب الدراجة »

كانت والدتي تراقبنا عن كثب بقليل من الدهشة فكيف أني قد سخرت وقتي لتعليم لووي ونسيت أمر هاتفي الذي كان في المنزل يرن بجنون لمحاولة في أستدعائي إلى المشفى!

في ذلك المساء بالكاد أستطعت أن أجعل لووي ينام فهو لا يظفر يذكر لي الدراجة وأنه يريد اللعب المزيد بيها وأنا كنت أجيبه بقليل من الخيبة فأنا توقعت أنني سوف أجعل لووي ينشغل عني بركوب الدراجة ولكن الأخير يأبى مفارقتي حتى عقب أحضار الدراجة!

في صباح اليوم التالي أقصد في فجر اليوم التالي أيقظني لووي وهو يفصح بنبرة حاول جعل جميع البراءة التي يمتلكها فيها
« أرجوك ماتيو هيا نذهب نلعب في الدراجة »

أستقمت من نومي بهيئتي المزرية شعر عكش وعينين نصف مفتوحة كأنني لا أزال في الحلم ولم أميز كلام لووي جيدا ثم سرعان ما عدت إلى الفراش وسحبت الغطاء حتى أغطي رأسي ولكن لووي سحب الملائة بقوة وأنا بدوري كنت أسحب وأنا أصرخ بنبرة نعسة
« أرجوك دعني أنام »

بينما هو بدأ يصرخ
« هيا ماتيو كفى نوم، دعنا نذهب نلعب بالدراجة »

أعدت التوسل بنبرة مبحوحة أثر النوم
« أن الصباح لم يحل بعد لذا دعنا نكمل النوم وعندما نستيقظ أعدك سنلعب إلى المساء »

عاود لووي سحب الغطاء إلى أن أستطاع أنتزاعه مني ثم عاود عقبها إلى سحب الوسادة من إسفل رأسي بعد أن نجح في الأستيلاء على الغطاء

عقب ثلاثين دقيقة جميع النعاس الذي كان عندي قد تبخر وأجبرت إلى الذهاب معه ومساعدته على التوازن في ركوب الدراجة وأنا أتأفأف

بعد التفكير أظنني كنت مخطئ في شرائها
كان عليّ عدم أحضارها من الأساس إذا كنتُ سأقضي معضم الوقت في تعليمه

____________________________________

ارائكم :

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top