.22.
🍁
.
.
بعد الذي حصل البارحة كنت مرهقةً جدًا وفي الواقع اسعدني رحيله لانني لا أعلم ما يجب علي فعله أن بقي.
لكنني حقًا اشعر بالفضول حول اختفاءه المفاجئ ومعنى حديثه المريب.
هل يقصد أن له علاقةً بكراستي بشكلٍ ما؟
ففي النهاية أنا نسبتها لي دون ان استأذن من مالكها، وربما تكون خاصته!
لكن لمَ لم يأخذها وحسب حين سنحت له الفرصة وفر هاربًا؟
لازلت لا أفهم.
وضعت كتبها في الخزانة وتبقت كراستها بين يديها، وشعرت برغبة في تأمل تلك الجملة مجددًا علها تتوصل الى شيءٍ جديد.
" أنا الذي بين.. أنا الذي بين يديك؟."
أخذت تعيد الجملة اكثر من مرة محاولةً استيعاب أي شيء، ثم نفثت انفاسها بتعب بينما تدعك جبينها.
شعرت بأحدهم يقف بمحاذاتها ولكنها ظنت انه يقصد خزانته التي بجانبها فلم تعره اهتمامًا.
ولكن بعد بضع ثوانٍ اخرى شعرت بأنه ساكن ولايفعل شيئًا فرفعت بصرها نحوه مقطبة الحاجبين.
" اللعنة! كيف أتيت هنا! "
أفزعها حين رأته يحدق بها بصمت فخرج صوتها عاليًا بعض الشيء الا انها تداركت الامر واخفضته بينما ترمقه بصدمة.
وكالعادة لا رد منه.
" يجب ان تذهب! أنت لست طالبًا هنا! "
حدثته بنبرة راجية كي يرحل قبل أن يراه احد الاداريين فتصبح مشكلة معقدة.
وكـ ردٍ قام بمشابكة يدها بخاصته قصد أن يذهبا سويًا ولكنها اوقفته عن التقدم بينما تنفي برأسها :"كلا، لا يمكنني الذهاب معك! يجب ان تذهب بمفردك"
ترك يدها ولسببٍ ما شعرت أنه جُرح من حديثها وبدأ ضميرها يأنبها، ولكنها لاتعلم ما العمل فلم يبقى الكثير على بداية الدوام.
" إيما! "
هتفت صديقتها التي ظهرت فجأة بينما تلوح لها بإبتسامة شاقةً خطواتها نحوهما.
اللعنة هذا حتمًا ليس وقتها!
" من هذا؟ "
تسائلت مشيرةً بإصبعها نحو الواقف بمحاذاة إيما.
" ا-انه طالبٌ جديد! كان يسألني عن الاتجاهات"
"ولمَ لايرتدي الزي المدرسي؟ "
أضافت سؤالًا ترمق الاخر بشك، وبفعلها هذا تستنزف كل طاقة إيما الفاشلة في الكذب.
" أظن انه لم يشتري واحدًا بعد.. "
حكت رأسها تحاول عدم اظهار ارتباكها امام الاخرى التي استمرت بتفحص الفتى من رأسه حتى اخمص قدميه.
" أدعى جيسكا، ماذا عنك؟ "
سألته بإبتسامة مادةً يدها لتصافحه، وكما هو متوقع.. لقد ظل صامتًا يحدق نحوها بجمود أثار حنقها.
" لمَ لا يرد؟ هل أكل القط لسانه؟ "
" ربما هو فتىً خجول ولا يحب الحديث مع الغرباء"
ردت بينما تفرك كتفها وكل مايجول في خاطرها هي صلاوتٌ أن ترحل رفيقتها قبل أن تبدأ بتعقيد الامر بأكاذيبها.
" أولست غريبةً كذلك؟ كيف تحدث معك انت؟ أم اختفى صوته فجأة؟ "
سخرت عاقدةً ذراعيها لصدرها مستمرةً بدحج الاخر بإزدراء.
اختفى صوته؟
معها حق! هو لا يملك صوتًا!
وبالصدفة أنا لم كتب مشهدًا يتحدث فيه من قبل!
لم أصف له صوتًا خاصًا به، فهاهو هنا يعجز عن الكلام!
اعتقد انني بدأت افهم معنى جملته!
-لعل كراستي ليست مجرد أوراق في النهاية..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top