السابِع|قلوبٌ مُنكسِرة.
-
"مَن هو؟"تسائَل هارى ليُدحرِج زين عينيهِ بكللٍ،قبلَ أن يعود أدراجهِ سيراً جِهة الحديقة،جاعِلاً مِن هارى يتبعهُ بخُطاهُ بتروٍّ،ريثما يُطالِع الخدَم مُحاوِلاً معرِفة مَن هو.
عادَ بأنظارهِ لزين الذى قد إختفى خلف اللوحةِ مِن جَديد،ليُعاوِد الجلوس أمامهِ،جاعِلاً مِن زين يستكمِل رسمهِ و كأنَّ شيئاً لَم يكُن.
"مَن هو ذلِك؟"عاوَد هارى الحديث مُتسائِلاً،لينظُر لهُ زين هُنيهاتٍ،قبلَ أن يعود بنظرهِ للوحةِ ناثِراً ألوانهِ.
"أحد أبناء أكبَر صانِع حُلى بالمملكة،يأتى كُل هُهينةٍ و الأُخرى كىّ يُلقى التحيّة،خصّيصاً على الآنِسة روز.."سخرَ زين ليرفَع هارى حاجبيهِ بدهشةٍ،أهو بذلِك الفراغ كىّ يأتى و يُلقى التحيّة.
"لرُبما يودُّ خُطبتُها.."رجَّح هارى ببساطةٍ ليومئ لهُ زين بعد ثوانٍ،قبلَ أن يضع الفُرشاةِ مِن جديدٍ بالكوب كى يُزيل اللون.
"أعتقِد.."همسَ زين مُدثِّراً الفُرشاةِ باللونِ البُنىّ،ليومئ لهُ هارى قبلَ أن يُعاوِد النظرِ للشُجيرة.
فتحَت جوارديا الباب لروز لتدلِف حيثُ يقبَع ذلِك الشاب يحتسى قهوتهِ،قبلَ أن تجذِب روز كفُّها كىّ تجلِس برفقتهُما كما إتفقا سويّاً.
إستقام الفتى المُدعى بـ تشريڤِن بإبتسامةٍ واسِعة فورما لمحَ روز بطلّتها ذات الرونَق لتُبادلهُ بتزيُّفٍ بالِغ،قبلَ أن تتنهَّد بكللٍ عِندما إنحنى مُقبِّلاً يدها ذات القُفّازات البيضاء الأنيقة.
"كيفَ تُبلين عزيزتى؟"تسائَل جاذِباً يدها بلُطفٍ ليُجلِسا بجانِبهُ،فلا إراديّاً قد أفلتَت يد جوارديا.
"بخير.."همسَت مُجييبةً قبلَ أن تُبعِد كفّهُ عن خاصّتها،ثُم تُشير لجوارديا بالجلوسِ بجانِبها بتربيتٍ.
"ماذا!،أستجلِس برفقتُنا؟"تسائَل تشريڤِن بإنزعاجٍ لتعقِد روز حاجبيها بغضبٍ،ريثما جوارديا تنظُر لهُما بتردُدٍ عائِدةً لمكانِ وقوفِها.
"أخبرتُك مُسبقاً تشريڤِن!،جوارديا صديقتى المُقرّبة.."صرَّحَت بحِدّةٍ جاعِلةً مِن جوارديا تُحاوِل تهدِأتها عبر إمساك يدها.
"هى خادِمة!،عارٌ على خطيبتى أن تكون صديقتُها المُقرّبة خادِمة،تبدو وضيعة.."واجهها بحِدّةٍ مُشيراً لجوارديا بإشمئزازٍ،لتنظُر لهُ جوارديا بإنكسارٍ،قبلَ أن تُفلِت يد روز مُترجِّلةً مِن الغُرفة.
"رودى!،إنتظرى أرجوكِ.."نهضَت روز خلفها سريعاً لتتمسَّك بثيابها،جاعِلةً مِن جوارديا تلتفِت لها بعينين دامِعتينِ.
"لا أستطيع البقاء برفقتُكِ،آسِفة لأنّى نكثتُ وعدى.."همسَت بخفوتٍ مُبعِدةً يد روز عنها،قبلَ أن تفتَح الباب خارِجةً.
إلتفتَت روز لتشريڤِن بغضبٍ لتجدهُ يرتشِف القهوةِ ببرودٍ،مِمَّ جعلها تُشدِّد على قبضتُها صارِخةً:
"لعنة الإله عليكَ يا وقِح!،أخرُج مِن منزلى حالاً!"
توسَّعَت عينىّ تشريڤِن بصدمةٍ،قبلَ أن يترُك كوب القهوةِ مُستقيماً.
"أنتِ تقومين بإخراجى مِن المنزِل لأجل تِلك الخادِمة البخِسة؟"تسائَل بتعجُّبٍ و بعض الغضَب،لتذهَب روز فاتِحةً الباب لأجلهِ.
"مَن لا يُقدِّر صديقتى أىّ لا يُقدِّر تواجُدى أو حتّى حُبّى جِهتُها،لذا إرحَل.."صرَّحَت روز مُشيرةً للباب المفتوح،لينظُر لها بغضبً عارِم،قبلَ أن يُعدِّل هِندامهِ مُغادِراً الغُرفةِ سريعاً.
زفرَت روز بقِلّة حيلة،قبلَ أن تترجَّل مِن الغُرفةِ باحِثةً عن جوارديا بالأرجاء كىّ تُراضيها.
لرُبما جوارديا هى الجانِب المُضيئ بحياتُها،وذلِك جعلها تتعلَّق بِها كُل يومٍ أكثَر مِن ذى قَبل.
ترجَّلَت للحديقةِ باحِثةً عنها حيثُ تجلِس دائِماً،لتجِدها تقبَعُ أسفَل إحدى الشِجيرات،ريثما هارى يجلِس بجانِبها يُربِّت على ظهرِها بلُطفٍ و زين يتحسَّس خُصلاتُها برويّةٍ و لُطفٍ على الجانِب الآخر أثناء بُكاءُها،مِمَّ جعلها بتردُّدٍ تذهَب جِهتُها بتقاسيمٍ قد إرتسمَ عليها الحُزن.
"رودى.."نادَت على إسمُها ليلتفِت الجميع إليها،لكِنّها ركَّزَت أنظارُها على جوارديا التى تبكى ريثما تُناظِرها.
"أنا آسِفة،أعنى..تعلمين أنّهُ سليط اللِسان،لكِن هو لا يعلَم أنّكِ أقرَبُ مِن صديقةٍ بالنسبةِ إلىّ.."إعتذرَت روز بنبرةٍ خافِتةٍ ريثما دموعِها إحتوَت مُقلتيها،قبلَ أن تجثو على رُكبتيها أمامُها.
"أترُكيها،يكفيها بُكاءً اليوم.."همسَ زين بحِدّةٍ جاذِباً جسد جوارديا أكثَر لهُ عِندما حاولَت مُعانقتُها،لتُربِّت جوارديا على صدرهِ برويّةٍ.
"لا بأس.."همسَت جوارديا مُبعِدةً يدهُ مِن حولِها،قبلَ أن تُعانِق روز طويلاً،جاعِلةً مِنها تبكى بعناقُها لِمَا آلَت إليهِ الأمور مؤخَّراً.
تِلك ليسَت المرّة الأولى التى تبكى بِها جوارديا جراء حديث تشريڤِن المنبوذ.
"لا تكرهينى رودى.."همسَت روز بإنكسارٍ شاهِقةً،لتتحسَّس جوارديا خُصلاتُها وسَط نظرات هارى و زين لهُما.
طالعَ هارى وجه زين الذى تنهَّد مُستقيماً ليرحَل،تارِكاً ثلاثتهُما سويّاً حتّى يعود لملجأهِ الدائِم.
لوحاتهِ.
"لا أستطيع.."همسَت جوارديا مُبتسِمةً مُربِّتةً على ظهرِ روز،ليشعُر هارى بأنّ تواجُدهِ ليسَ لهُ أهميّة،فينهَض تابِعاً زين.
شعرَت روز بجوارديا وهى تبتعِد،لترفَع يدها مُكفكِفةً دموعِها كما جوارديا فعلَت،قبلَ أن يُقهقِها سويّاً.
"عودِ هيّاً،حتماً والدتُكِ تنتظِر.."طلبَت جوارديا مُربِّتةً على كتِفها لتومئ لها بتنهيدةٍ،ثُم يستنِدا سويّاً ليستقيما.
عادَت روز أدراجها للداخِل ريثما جوارديا سارَت جِهة زين و هارى،لتُحاوِط كتِفَ زين مُتعمِّنةً باللّوحةِ،قبلَ أن ترتسِم على وجهُها ملامِح الإعجاب.
"تبدو وسيماً هارى.."عقَّبَت مُقهقِهةً ليبتسِم هارى قبلَ أن ينظُر لها بطرفِ عينيهِ ليجِدها تنظُر لهُ مُبتسِمةً.
"لأننى مَن أرسُمه.."تفاخَر زين بإبتسامةٍ بلهاء لتصفعهُ جوارديا فوق كتفهِ،جاعِلةً مِنهُ يُقهقِه مُجدداً مُزيلاً ملامِح العبوسِ مِن وجههِ.
دلفَت روز لغُرفتُها دون عرقلة والدتُها لها،لتقوم بخلعِ ثوبِها و قُفّازاتها قبلَ أن تُلقى بذاتُها على الفِراش بتنهيدةٍ.
ساعاتٌ إنقضَت ثُم شعرَت بيدٍ تُحرِّكها بعُنفٍ أثناء غفوتُها،لتفتَح عينيهِ بنُعاسٍ مُراقِبةً والدتُها التى تنظُر لها بحِدّةٍ.
"كيفَ تتعاملين مع تشريڤِن بتِلك الطريقةِ لأجل خادِمة لعينة؟"تسائلَت جاذِبةً ذراعيها بغيظٍ،لتدفعها روز بملامحٍ حادّة.
"تِلك الخادِمة التى تنعتيها باللعينة لولا وجودها جانبى لكنتُ أنهيتُ حياتى حتماً،وأترُككِ تبكين تحسُّراً علىّ لسنوات.."صرَّحَت روز ثُم إستقامَت مِن مقبعُها مُلتقِطةً ثوباً مِن الخِزانة مُناسِباً للجلوس خارِجاً بالحديقة.
"أتُهددينى روز!"صاحَت والدتُها بغضبٍ لتتنهَّد طويلاً،ثُم تلتفِت لها بملامحٍ خاوُية مِن المشاعِر.
"لا تهديد،أُمّى..فقَط ضعى ذاتُكِ محلّ إبنتُكِ التى تودّين بيعُها لشخصٍ غير مسئول يحيا بمال والدهِ،أذلِك عادلاً؟"إنكسرَت نبرة روز لتُشيح بأنظارُها بعيداً،ريثما ترتدى الثوبِ ساتِرةً جسدُها بهِ.
"أجل،أفضَل مِن أن تبقى حِملاً على عاتقى زيادةٌ عن الخمسةٌ و العِشرون عاماً الماضِية.."كلماتُها كانَت بارِدة،حطَّمَت قلب روز لفُتات.
تعلَم أن والدتُها لَم ترغَب بِها حتّى أثناء حملها بِها،كونها حملَت بِها قهراً حتّى لا يُقال عنها عقيم جعلها تبغِضها،تُعاملها كالعبيد.
"أترُكينى بمُفردى.."همسَت بخفوتٍ صانِعةً طريقُها للمرآةِ،لتستقِم والدتُها مِن مقبعُها،قبلَ أن تُردِف قائِلةً بنبرةٍ حازِمة:
"ستتِم الخُطبة بالغد،و الزِفاف سيكون بعد سِتّون يوماً مِن الأن.."
-
شراشيبى الريبي😂🤭
حلو الفصل؟
ام روز رخمة؟ ايوة رخمة 😂😂😂
أتمنّى تكون القصّة حلوة لحد دلوقتى
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top