الرابِع عشَر|أمومةٌ مُدثَّرة.
-
موقِفٌ لا يُحسَد عليهِ أحَد،إذ أن السيّدة مارلين بدَت بنظَر هارى شيطانٌ بقِناع ملاكٍ فطالعها بحِدّة،ريثما جوارديا رأت بِها شيئًا غريبًا،وكأنّها كانَت تُحاوِل كبح شعورٌ ما بداخِلها،تُحاوِل إخماد قلبِها الذى ينبُض سريعًا جراء عِناق روز الغير متوقَّع بالمرّة.
رفعَت مارلين ذراعيها و حاوطَت جسَد روز التى تضُمها بشغفٍ بالِغ،حتّى باتَت تشعُر بسعادتها تنبُض داخِل قلبها هى.
نظرَت جوارديا لهارى الذى لازال يُلقى نظرات حادّة لمارلين،قبلَ أن تعود بنظرِها لهُما فتجِدهُما يبتعِدا سويًّا.
تنحنحَت مارلين بتوتُّرٍ بادٍ،قبلَ أن تُناظِر جوارديا قائِلةً:"عودةٌ حميدة جوارديا.."
"أشكُركِ سيّدة مارلين.."أجابتها جوارديا بخفوتٍ جاعِلةً مِنها تومئ بخِفّة،قبلَ أن تترجَّل مِن الغُرفةِ دون أن تتفوّه بحرفٍ آخر.
صنعَت طريقها جِهة غُرفتها سريعاً مُغلِقةً الباب،ثُم إستندَت عليهِ مُحاوِلةً إستعادة قوّتها الخائِرة.
أجُل ذلِك جراء عِناقٌ؟،ماذا إن شاركتها أسرارُها؟،ماذا إن إنتقَت ملابسُها و كانتَ كجوارديا بالنسبةِ لها؟،تصنَع برفقتُها ذِكرياتٌ لطيفة عِوضًا عن القديمة الواهِية؟
إزدردَت مارلين لُعابها لتتخِذ مجلِسًا فوق فِراشها،قبلَ أن تُغلِق عينيها بتنهيدةٍ.
'أُمّى'
تِلك الكلِمة صدُرَت بطريقةٍ أربكَت بِها مشاعِر مارلين و أمومتها،تِلك أوّل مرّة تنطِقها بتِلك السعادة.
كلّهُ بسبب جوارديا.
طرقَت سوزانا الباب دالِفةً،جاعِلةً مِن مارلين تزفُر بكللٍ مُستقيمةً مِن الفِراش لتضعَ بعض الحُلى.
"سيّدتى،جِئت لنتحدّث بالأمر مُجددًا،وأُكفِّر عمَّا أقترفتهُ مِن أخطاء.."بدأت سوزانا حديثُها بنبرةٍ خجِلة،جاعِلةً مِن مارلين تُهمهِم مُلتقِطةً قِرطًا ذهبيًّا كىّ ترتديه.
"أى أمر؟"تسائلَت مُستنكِرةً ثُم طالعتها بطرفِ عينها اليسُرى،قبلَ أن تُعاوِد إلتقاط حُلى أُخرى.
"أمر تِلك جوارديا سيّدتى،أعنى..أنا لـ..-"
"إنسِ الأمر!،لَن نُناقِشهُ،ليسَ الأن على الأقلّ.."قاطعتها مارلين ناهِرةً إيّاها بحِدّةٍ،مِمَّ جعلَ سوزانا تتعجَّب مِن أمرها.
"لكِن،هى..-"
"واللعنة أصمُتِ قليلاً،أغرُبِ عن وجهى!"صاحَت مارلين بنفاذ صبرٍ تارِكةً ما بين يديها بقوّةٍ،جاعِلةً مِنها تنحنى بخِفّة كإعتذارٍ،مُترجِّلةً مِن الغُرفة.
تنفَّسَت سوزانا بغضبٍ كاد يُشعِل خُصلاتُها البيضاء،مِمَّ جعلها تقبِض فوق كفّها بقوّةٍ.
"سأُريكِ غضبى.."تمتمَت بغضبٍ لتسير بخُطىً سريعة حيث لا يعلَم أحد.
إلتفتَت لهُم روز لتُعاوِد الجلوس بجانِب جوارديا،قبلَ تبتسِم إبتسامةٍ صغيرة مُردِفةً:
"لقد شعرتُ لأوّل مرّةٍ أنّها أُمّى.."ختمَت حديثُها بتنهيدةٍ،ثُم إستقامَت مِن مقبعُها مُحضِرةً صينيّة الطعام،ريثما هارى ساعد جوارديا بالإعتدال بجلستِها كىّ تتناول الطعام.
"شُكرًا.."تمتمَت مُتناولِةً المِلعقة لتبدأ بتناوُل الطعام،مِمَّ جعلَ هارى يُقبِّل خُصلاتُها مُبتعِدًا.
"سأذهَب لأرى إن أتى زين أم لا.."أخبرهُم لتومئ كِلتاهُما،مِمَّ جعلهُ يُرسِل إبتسامةٍ مُترجِّلًا مِن الغُرفة.
سار بالأروِقةِ شارِدًا بعالمهِ الغريب،لا يعلَم لِمَ حتّى يُفكِّر ماذا كان سيفعَل لو رحلَت جوارديا،ولا يعلَم لِمَ يشُك بأمر سوزانا،فدون شيئٍ هو قد إستمعَ لحديثُها هو و تِلك مارلين ولا يستبعِد أنهُما وراء كُل ذلِك.
"ولِمَ تأتِ بعد يومًا واحِدًا مِن الخُطبة،أذلِك جنون؟"إستمعَ هارى لصوت زين المُتسائِل بسُخريّةٍ واضِحة،ليستنتِج أنّهُ يقِف برِفقة تشريڤِن و يلتفِت لكلاهُما.
"بل إشتياق،إشتقتُ لخطيبتى.."أجاب تشريڤِن بتحدٍ ليُناظرهُ زين ببرود،مِمَّ جعلَ هارى يتجِه إليهِ سريعًا خوفًا مِن أن يفتعِل شيئًا.
"زين يا فتى،أحتاجُك،مرحبًا شراڤين.."قاطعهُما هارى جاذِبًا زين مِن ذراعهِ،قبلَ أن يبتسِم لتشريڤِن بتزيُّفٍ راحِلاً مِن أمامهِ برِفقة زين.
"أُدعى تشريڤن،سيّد تشريڤِن.."صاح مِن خلفهِ بغضبٍ ليتجاهلهُ هارى مُقلِّبًا عينيه بكللٍ،قبلّ أن يُحرِّر ذراع زين بالحديقة.
"أنتَ جُننت لتقِف برفقتهُ وحدُك؟"همسَ هارى بحِدّةٍ ليزفُر زين برويّةٍ،جاعِلاً مِنهُ يُعاوِد التساؤل قائِلاً:
"ماذا إن فقدت سيطرتُك و ضربتُه؟،سيأتى السيّد و السيّدة سكارز و يسألونك عن الدافِع لفِعل ذلِك،أستُخبرهُم حينها أنَّك تُحبّها؟،ستُخبرهُم أنّك تغار مِنهُ؟"
"كُف عن إضعافى!"صاح زين بوجههِ بغضبٍ،ثُم تنهَّد مُبتعِدًا إنشاتٍ ليُحاوِط وجههُ بكفّيهِ لثوانٍ قبلَ أن يُبعِدها مُظهِرًا ملامِح وجههُ المُحبَطة.
"أنتَ لا تعلَم كَم الأمر صعبٌ هارى،حتّى أن قرار زواجُنا ذلِك لَم يكُن هيّنًا،مُجرّد ورقةٌ كتبناها كالعهدِ لأنفُسنا شهدَت عليها جوارديا فحسب،منذُ ذلِك الحين و أنا لَم أنَم،لَم أعُد لسابِق عهدى،كُل يومٌ أحلَم بذات الكابوس،أحدهُم ينتشِلها مِن بين يداى و تُصبِح زوجتهِ بالعلَن،ليُخبرنى كَم أنا ضعيفٌ و قليل الحيلة.."همسَ بنبرةٍ مُنكسِرة ريثما ينظُر لهارى تارةً و يُلوِّح بذراعيهِ فى الهواء تارةً أُخرى.
إزدردَ لُعابهِ ليدفَع خُصلاتهِ السوداء للخلف،ثُم عاودَ النظر لهارى ليزفُر بسُخريّةٍ هامًسًا:
"أعتقِد أنّها سيأتى لها يومٌ و تكِل منّى،لرُبما لَن تتحمَّل البقاء بالخفاء كثيرًا،حتّى أنا لا أنوى إبقاء ذلِك بالخفاءِ كثيرًا.."
صمت لهُنيهاتٍ،قبلَ أن تتكثَّف الدموع عِند ضِفاف عينيهِ ليسترسِل:"وددتُ لو قُتِلتُ قبلَ أن أراها.."
"تعال.."همسَ هارى فاتِحًا ذراعيهِ لأجلهِ،مِمَّ جعلَ زين يندفِع لعناقهِ باكِيًا بقوّةٍ،وكأنّهُ إنتظرَ أن يُعانِقهُ أحدهُم كىّ يبكى.
"أنا أسِف،لقد قسوتُ عليكَ بحديثى كالأحمَق.."إعتذرَ مِنهُ هارى واعِيًا لأطنان الألم التى يحمِلها زين بداخلهُ،أن بين طيّات إبتسامتهِ حُزنٌ قد كَمُنَ ولَم يظهَر سوى القليل مِنهُ،حُزنٌ قد أثقَل كاهِلهُ بشِدّة.
"إنتظِر،فلتستكمِل بُكاءُك كىّ أُصبِح ذلِك الصديق الجيّد الذى تبكى بعناقهِ.."عقَّب هارى عِندما كاد زين يبتعِد جاعِلاً مِنهُ يُقهِقه مُكفكِفًا دموعهِ،قبلَ أن يتنهَّد طويلًا شاعِرًا ببعض الراحة.
"أفضل؟"تسائلَ هارى بلُطفٍ ليومئ لهُ بإبتسامةٍ صغيرة تُعبِّر عن إمتنانهِ.
"أجل أفضَل.."
"جيِّد،هيّا لأُخبِرك شيئًا بغاية الأهميّة،يكاد يكون أهم منّى.."صرَّح هارى مُحاوِطًا كتفىّ زين ليسير بالحديقة،مِمَّ جعلهُ يُقهقِه قليلاً ثُم يلتفِت لهُ.
"أعتقِد أن سوزانا هى مَن فعلَت ذلِك بجوارديا.."إسترسَل هارى ثُم أضاف:
"أعنى،أنظُر لها،الطبيب قال أنّها ليسَت بِها شيئٌ أبدًا،ثُم عاد و أخبرنا أنّها تتنفَّس دون نبض قلبٍ يُذكَر،ثُم غدَت بخيرٍ،ألا تعتقِد أن الأمر لهُ علاقةٌ بالسِحر؟"
"ولِمَ سوزانا قد تُحاوِل إيذاء جوارديا؟،كِلتاهُما ليسَا لهُما علاقةٌ ببعضهُما البعض.."تسائَل زين بإستنكارٍ بالِغ رُغم حديث هارى المنطقى،فزين يعلَم أن لا شيئٌ يجمَع بينهُما البتّة.
"لقد إستمعت البارِحة لحديثُها هى و السيّدة مارلين،كانت السيّدة مارلين تُخبرها أن تُمارِس سحرها اللعين ذاك على جوارديا.."شرحَ هارى الأمر مُجييبًا على جميع الأسئِلة برأسهِ.
"أتمزَح!،لِمَ لَم تُخبرنى؟"إحتد زين قليلًا مِن صدمتهِ جاعِلاً مِن هارى يصفَع كتفهِ بإنزعاجٍ.
"مساءً كُنت غافِيًا،صباحًا حدَث ما حدَث،كيف و متى أُخبرك؟،لا أستطيع إفشاء أمرُها حتّى.."عقَّب هارى مُبعِدًا ذراعهِ عن كتِف زين،مِمَّ جعلَ زين يتنهَّد بقِلّة حيلة.
"لا أعلَم،تِلك ليسَت المرّة الأولى التى تُحاوِل السيّدة مارلين إيذائها بِها.."صرَّح بخفوتٍ غير عالِمًا ما ستُصبِح عليهِ الأمور بعد ثوانٍ،لا يُكشَف لهُ القدر.
"لنعود.."همسَ عِندما تلقّى الصمت مِن هارى الشارِد،ليومئ لهُ هارى ثُم يصنعا طريقهُما جِهة الغُرفةِ خاصّة روز.
هوى قلبَ كليهِما ذُعرًا عِندما وجدا جوارديا مُلقاةً أمام باب الغُرفةِ تبكى و حولها بعض الخدم المذعور،ريثما هى تطرُق الباب بقوّةٍ مُحاوِلةً الدلوف.
"إفتَح أيُّها العاهِر الوضيع!،أُقسِم أننى سأُقطِّع جسدُك لفُتات!"صاحَت بغضبً وصوتٍ جهورىّ ليركُض كلاهُما إليها،قبلَ أن يدنو هارى مُسانِدًا إيّاها للوقوف.
شهقَت مُتشبِّثةً بهِ بقوّةٍ كىّ تنهَض ريثما تستمِع لصُراخ روز المذعور مِن الغُرفةِ دون أن يتحرَّك أحدًا ليُنقِذها،قبلَ أن تتوسَّل زين بضعفٍ:
"إنقذها زين أرجوك،تشريڤِن يُحاوِل إنتهاك حُرمة جسدها!"
-
ليك ربنا يحرقك يا تشريڤن يا زبالااع😂😂
حلو الفصل؟
الأحداث لحد دلوقتى؟
القصّة نكد صح؟ هبسطكوا متقلقوش استنوا😂
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top