الخامِس و العِشرون|مهما بعُدَت المسافات.
-
ثِمّة مشاعِرٍ مُقدّسة تنبثِق مِن القلوبِ لبعضها دون ميعادٍ مُسبَق،فبمُجرَّد أن يعترِف المرء بحُبّهِ يجذُب مشاعِر مَن يُحِب إليهِ لا إراديًّا حتّى يُصبِحا بروحٍ واحِدة.
أرسى هارى جسدها بثقلٍ فوق الأرضيّة البارِدة ثُم إستندَ بكفّيهِ على جانبيها لاهِثًا الهواء بخفوتٍ،لترفَع جوارديا كفّيها مُتحسِّسةً خُصلاتهِ المُتعرِّقةِ بلُطفٍ.
رسم إبتسامةٍ لطيفة بإرتجافٍ طفيفٍ يحوى جسدهِ،مِمَّ جعلها تُطالِعهُ بقلقٍ هامِسةً:
"أنت بخير؟"
"أنا بخيرٍ.."أجابها مِن بين أنفاسهِ مُبتسِمًا مِن جديدٍ،لتنُاظرهُ لثوانٍ قبلَ أن تُحاوِط وجنتيهِ بين كفّيها جاعِلةً مِنهُ يُقبِّل شفتيها بخِفّة ثُم باطِن كفّها قُبلاتٌ مُتتالية برويّةٍ.
طبعَت قُبلةٌ فوق جيينهُ بلُطفٍ،ثُم أخذَت برأسهِ لتُرسيها فوق صدرُها و تتحسَّس خُصلاتهِ مُتنفِّسةً برويّةٍ فيُغلِق عينيهِ بوهنٍ.
"ساقُكَ بارِدة.."عقَّبَت هامِسةً ليبتسِم بعينين مُغلقتين دافِنًا ذاتهِ أكثَر بعناقُها،مِمَّ جعلها تسير بقدمها فوق ساقهِ بخِفّة كىّ تجعلهُ يدفأ،رُغم أنّها تعلَم أنّ الطقس بارِدًا و جسدهِ حسّاسًا.
وكأنّهُما وحيدان بالعالَم،فمِن جِهةٍ يتراقَص الجميع بالحفلِ على الإيقاع الهادئ،بينما هُما مُستلقِيان بزاويةٍ بعيدة فوق أرضيّة المطبَخ البارِدة غير عابِئان لأحدٍ.
"أشعُر بالإنتماء.."همسَ بعد ثوانٍ ثُم رفعَ خضرواتيهِ ليُطالِع عينيها التى قد أُغرَم بِها منذُ زمنٍ،مِمَّ جعلها تتحسَّس خُصلاتهِ بلُطفٍ ثُم تبتسِم.
"أشعُر بالإرهاق.."همسَت لهُ ليُقهقِها سويًّا قبلَ أن تعود السكينةِ بينهُما،فتُضفى نوعًا مِن الدفئِ و الهدوء المُريح.
سِتّون دقيقةٍ قد إنقضَت دون حديثٍ يُذكَر،جوارديا تقوم بتحسُّس خُصلاتهِ بعينين مُغلقتين كخاصّتهِ،ريثما هو بين الفترةِ و الأُخرى يلمِسُ يدها بلينٍ،أو يُقبِّل عنُقها بخِفّة.
بسطَ يدهُ بجانِب رأسها مُلتقِطًا ثيابهِ ليستقِم مِن فوق جسدها بخِفّة و يرتديها،مِمَّ جعلها تنهَض بجذعها مُدثِّرةً صدرِها العارى بذراعِها الأيمَن ثُم تلتقِط ثوبِها لُتدِّثر بهِ جسدها.
ترجّلا للحديقةِ مِن الأبواب الخلفيّة ريثما كفّيهُما يجتمِعان بإشتباكٍ قوى،قبلَ أن يقوم هارى بجعلها تدور حول ذاتُها برقصةٍ على الموسيقى المُتوغِّلة للآذان،مِمَّ جعلها تُقهقِه بصخبٍ عائِدةً لجسدهِ مِن جديدٍ.
إتخذَ هارى مجلِسًا أسفَل شُجيرةٍ صغيرة بزاويةٍ تُظهِر الحفل بأكملهِ،ثُم جذب جسدها بلُطفٍ ليُجلِسها بعناقهِ مُقبِّلًا رأسُها بتروٍ جاعِلًا مِنها تنظُر لهُ مُتحسِّسةً وجنتهُ.
"أنتَ لطيفٌ كالطِفل.."عقَّبَت مُبتسِمةً ليعقِد حاجبيهِ بإبتسامةٍ على تعليقها للتوّ،لرُبما كونهُ قد أزال لحيتهُ و شاربهُ مُؤخّرًا.
"كيف؟،أعنى..أيبدو مظهرى بريئًا لذلِك الحد لتعُدّينى طِفلًا؟"تسائَل مُقهقِهًا لتومئ لهُ سريعًا فيُقهقِه أكثَر،مِمَّ جعلها تندفِع و تُقبِّلهُ لجمال مظهرهِ الباسِم.
"شفتاكِ كالنعيم المُقدَّس،تُزيل خطاياى.."همسَ هارى بعد ثوانٍ ثُم قبّلها مِن جديدٍ لتبتسِم مُحاوِطةً خصرهُ بساقيها ريثما تُبادلهُ.
إبتعدَت بعد ثوانٍ طويلة مُرسِيةً جبينها ضِد خاصّتهِ قبلَ أن تهمِس بمُزاحٍ:"أصبحَت شفتاى بخطاياك الأن.."
"فلتُعيدِ لى خطاياى إذَن.."همسَ مُتحسِّسًا خصرُها لتُعاوِد تقبيلهُ وسطَ صياحات الجميع و قهقهاتهم بالخلف حيثُ الحفل الهادئ نسبيًّا.
أرسَت رأسها فوق صدرهِ مُحاوِطةً خصرهِ ليضُم جسدها القصير إليهِ أكثَر،مُستنِدًا برأسهِ فوق خاصّتها بلُطفٍ.
'لا تُقسِمُ بالقمَر،فهو مُتغيِّرٌ كُل شهرٍ وأنا لا أودُّ أن يتغيَّر حُبُّك لى مِثلهِ'
"أنظُرِ كَم حياة الثراءِ غريبة.."همسَ هارى مُطالِعًا الحفلِ أمامهِ لتُهمهِم مُطالِعةً برفقتهِ،قبلَ أن تسمعهُ يسترسِل قائِلًا:
"لا تعلَمِ كَم أنا شاكِرٌ لذلِك القصر و تِلك المِهنة التى قد جمعتنى بكِ.."إبتسمَت مُقبِّلةً رقبتهِ برويّةٍ ليرسِم إبتسامةٍ فوق ثغرهِ،مُطالِعان الحفلِ بهدوءٍ و سكينة تتربَّع بأرواحهما المُحبّة.
ترجَّل زين مِن غُرفتهِ بوهنٍ يحوى ساقيهِ ليسير عائِدًا للحديقةِ حيثُ يجد ذاتهِ بين اللوحات،لَم يستطِع البقاء بالغُرفةِ وحدهِ وسطَ شياطينه التى تبُث فِكرة الإنتحار برأسهِ مِرارًا،وهو لا يودُّ الرحيل قبلَ الحصولِ على روز لهُ مِن جديدٍ.
حتّى لو كان ذلِك آخر ما قد يفعلهُ بحياتهِ.
ترجَّل مِن بين الحضورِ غير عابِئًا إن رأتهُ فلَن يُشكِّل فارِقًا أبدًا،لرُبما فقَط سيزداد ألمهِ برؤيتها برِفقة تشريڤِن.
حدثَ فِعليًّا عِندما ركضَت عينىّ روز خلفهِ بلهفةٍ مِن بين آلاف الحضور،لتترُك تشريڤِن المشغول برِفقة أحدهُم و تتبعهُ بخُطى سريعة دافِعةً الحضور بخِفّة مِن أمامها.
إتخذَ مجلِسًا أمام لوحتهِ المليئة بالألوان المُبعثرة حيثُ كان يفرِغ بهِا غضبهِ وألمهِ،ليُمسِك بالفُرشاةِ خاصّتهِ مِن جديدٍ و يُعاوِد العبثَ بألوانهِ على اللوحة دون فائِدة.
طالعتهُ روز مِن على بُعد خُطواتٍ مِن مقبعهِ بحُزنٍ بادٍ،غير عالِمةً بِما يشعُر الأن حتى،هى لا تتخيّل مُطلقًا أن ترى زين برِفقة أُخرى يتزوّجان،تكاد تصيح صيحةً جهوريّة تُحطِّم القصر بأكملهِ.
سارَت جِهتهِ برويّةٍ حامِلةً ثوبها الأبيض بين كفّها كىّ لا تسقُط،ثُم توقَّفَت بجانبهِ لتُطالِع ما يرسمهُ لهُنهياتٍ قبلّ تنظُر لهُ،جاعِلةً مِنهُ يستنشِق عبقُها الفوّاح و يتوقَّف عن الرسم.
إزدردَ لُعابهِ عِندما شعرَ بكفّها فوق كتفهِ لتضغَط فوقهِ،قبلَ أن يلتفِت لها برويّةٍ مُطالِعًا وجهها الذى يبدو رقيقًا و جميلًا رُغم الآلآم بين طيّاتهِلمِمَّ جعلها تبتسِم بدموعٍ تكتَّلَت عِند ضِفاف مُقلتيها.
"كيف..كيفَ أنت؟"تسائلَت بخفوتٍ رُغم عِلمها بالإجابةِ مُسبقًا،جعلتهُ يبتسِم إبتسامةٍ بالكاد رأتها قبلَ أن يومئ لها برويّةٍ.
"أتنفَّس.."أجابها مُتنهِّدًا لتُغلِق عينيها لثوانٍ،قبلَ أن تفتحهُما مِن جديدٍ ثُم تُحاوِط عنُقهِ لتضمّهُ لها بلُطفٍ.
"أنتَ أعلَم بقِلّة حيلتى،آسِفةٌ جِدًّا.."همسَت ذارِفةً دموعها فوق كتفهِ ليُحاوِط جسدُها مُربِّتًا على ظهرها بخِفّة رُغم أنّهُ بحاجةٍ لِمَن يُربِّت على روحهِ المُتألِّمة.
"أنا بخير.."همسَ مُحاوِلًا طمئِنتها بنقيض شعورهِ،لتنفى برأسُها بغير رِضًا واعِيةً بكَم الألَم الذى يُخفيه داخلهُ.
تمنَّت لو أخذَت الألمِ بعيدًا.
"أنا أُحبُّكَ أنت.."همسَت مُجددًا ليُجبَل قلبهُ مُنفطِرًا على حالهُما لفُتاتٍ،لو القدر عادِلًا لكانَت تبكى بعناقهِ فرحًا الأن،ترتدى ثوبِ الزِفاف الأبيَض لأجلهِ.
"أنتِ روزى.."همسَ بحُبٍ مُستنشِقًا عبقُها طويلًا لتُمرِّر كفُّها بين خُصلاتهِ بهوادةٍ قد إشتاق لها كثيرًا.
"روز!"إبتعدَت عنهُ فورما إستمعَت لصوتِ تشريڤِن مِن خلفها لتُكفكِف دموعها سريعًا،قبلَ أن تلتفِت لهُ لتجِدهُ يقترِب جِهتهُما.
"ماذا تفعلين؟"تسائَل عاقِدًا حاجبيهِ ريثما يُطالِع زين،لتنظُر لهُ روز لهُنيهاتٍ قبلَ أن تُعيد نظرها لتشريڤِن.
"كنتُ أسألهُ إن كان بإمكانهِ رسمى بالثوب.."أجابَتهُ بنبرةٍ طبيعيّة ليتنفَّس زين الصعداء بتروٍّ،مِمَّ جعلَ تشريڤِن يبتسِم بجانبيّةٍ مُردِفًا:
"فلترسُم كِلانا بالداخِل،إحضر أدواتُك و إتبعنا.."
-
فصل قصير:( نأسف للقرف😂
دمتوا بخير يا شراشيبي❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top