الحادى عشَر|أوّل رقصَة.

-
"لا شيئ سيّد سكارز،هو فقَط قضى أيّاماً يرسُم لوحةً و بالنهايةِ قد فسدَت.."حاولَ هارى إنقاذ الأمر مُمسِكاً بزين الذى كان يُناظِر سكارز بحِدّة،قبلَ أن يضعهُ خلف ظهرهُ خوفًا مِن أن يفعَل ما هو خطأٌ.

"أووه،ذلِك سيئ.."أشفقَ سكارز على زين مُرتشِفًا مِن كأس النبيذ القابِع بكفّهِ الأيمَن،مِمَّ جعلَ زين يُحاوِل دفعَ هارى عنهُ كىّ يواجِه سكارز بالحقيقة بلحظة غضبٍ.

"أجل سيئ،عِندما يكون الأمـ..-"صاح زين بغضبٍ ليلتفِت هارى مُدثِّرًا فاههُ بكفّهِ،ريثما زين إستكمَل صياحهُ الغاضِب المكتوم بكفّ هارى،فخرجَ على هيئة همهماتٍ غاضِبة.

"أنا سأعود للداخِل.."عقَّب سكارز بكللٍ عائِدًا أدراجهِ للداخِل،مِمَّ جعلَ زين يدفَع يد هارى بعيدًا عن فمهِ بقوّةٍ بنظراتٍ حادة.

"ماذا هُناك؟"إلتفتَ كلاهُما لصوتِ روز الذى إنطلقَ مِن خلفيّهما بغتةً،ليُطالِعها زين بلهفةٍ ريثما هى تُبادلهُ بقلقٍ بعدما إنشغلَ تشريڤِن و تركَت هى الحفل.

"لا شيئ.."أجاب هامِسًا ثُم تنهَّد طويلاً غير قادِرًا على رفعِ نبرتهِ عن نبرتُها،ليشعُر حينها بروز و هى تُعانقهُ عِناقٌ كان بحاجتهِ كىّ يستكين.

"أعلَم أنّهُ بسببى.."همسَت روز ريثما تستشعِر أنفهُ يسير ذِهاباً و إيابًا على عنُقِها بلُطفٍ،وذراعيهِ مُطوِّقان خصرُها بقوّةٍ خشيةً أن ترحَل.

'هوائى و كيانى أنتِ،بحاجتُكِ أكثَر مِن حاجتى لإسترجاع ذاتى لأنّى أسترجعُها برفقتُكِ أنتِ وحدكِ'

"الأمر غدىٰ صعبًا للغايةِ روزى،ظننتُ أنّهُ سيكون هيِّنًا،لكِن صِدقًا لا أستطيع أن أتحمَّل كَم الألَم المكنون بروحى،تِلك الحُرقةِ الى تُلهِب فؤادى عِندما أراكِ برفقتهِ تكاد تطرحنى أرضًا لأُصبِح جُثمانًا خاوٍ مِن الروح،أحتاجُكِ جوارى روزى.."همسَ بضعفٍ ثُم أغلَق عينيهِ بتنهيدةٍ كخِتامًا،ليشعُر بِها تُداعِب خُصلاتهِ كالعادة دون حديثٍ يُذكَر،عالِمةً أنّهُ سيرضَى بالصمتِ كإجابة لأنّهُ يعلَم أنّها بجانبهُ بالفِعل.

إلتفتَ هارى الذى كان يُراقِبهُما بأعينٍ حزينة على طرقٍ فوق كتفهِ ليجِدها جوارديا،مِمَّ جعلهُ يُطالِعها كىّ يطمئِن،فيجِد عينيها ليستا باكِيتان كالسابِق.

"فلنترُكهُما وحدهُما،هى قادِرةٌ على إخماد روحهِ و إعادتُها،وهو قاِدرٌ على إحتواءِها داخلهِ.."عقَّبَت جوارديا قبلَ أن ترسِم إبتسامةٍ على وجهُها مُردِفةً:
"وراقِصنى أيُّها الوسيم.."

نظرَ ليدها التى بسطتها كدعوةٍ كىّ يُراقِصها على موسيقى الحفل التى تُعزَف مِن داخِل قصر آل سكارز اللّامِع،مِمَّ جعلهُ يلتقِطها ليُقبِّل باطِنها،جاذِبًا إيّاها بعيدًا عن روزين.

توقّفا ببُقعةٍ بعيدةٍ عن الجميع،هى بالثوبِ القصير الذى ترتديه عادةً و هو بقميصٍ كقلبهِ و بِنطالاً كلاسيكيّا فضفاضًا.

إبتسمَ لها مِن جديدٍ إبتسامةٍ لطيفة،قبلَ أن يُحاوِط خصرُها بذراعهِ،وأصابعهِ قد حُفِرَت بتجاويف يدُها يُصبِحا كاليد الواحِدة.

بادلتهُ الإبتسامةِ مُرسِيةً كفّها فوق كتفهِ،ليتمايلا سويًّا على تِلك الموسيقى المُنبعِثة برقصة الملوك و الملِكات،وكأنّهُما بحفلةٍ كلاسيكيّة وليسا بخُطبة.

"كيفَ لكِ أن تبقين مُبتسِمةً رُغم كُل ما يحدُث؟"همسَ مُتسائِلاً ريثما يُطالِع عينيها اللتان أصبحتان أكثَر فِتنةً عن قُرب،مِمَّ جعلها تعقِد حاجبيها بإبتسامةٍ.

"إسمَح لى أن أوجِّه ذات السؤال لك يا سيّد مِزراع.."قهقهَ على اللقبِ ريثما لازالا يتمايلا،لتُقهقِه برفقتهِ قبلَ أن يجعلها تدور حول ذاتُها و يجذبُها لهُ مُجددًا لتُصبِح أقرَب.

"لقد إعتدتُ أن أبتسِم للآناس الجميلة،اللطيفة و ذات الحِسُّ الراقى .."عقَّب مُغازِلًا إيّاها بطريقةٍ غير مُباشِرة،مِمَّ جعلها تبتسِم بخجلٍ ليبتسِم على خجلِها.

"أنا أيضًا إعتدتُ على الإبتسام،لكِن للآناس الوسيمة و اللطيفة فحسب.."غازلتهُ كذلِك ليفهَم المغزى مِن حديثُها الغير مُباشِر،مِمَّ جعلهُ يُقهقِه مِن جديدٍ مُرسِيًا رأسهُ فوق خاصّتها،لتُرسى خاصّتُها فوق كتفهِ.

"منذُ أن وقعَت عيناى عليكَ وأنا مُتيّقِّنةً أن هُناك عِلاقةٌ ما سوف تجمعُنا،وها نحن أصدِقاء.."إسترسلَت بهمسٍ لا يسمعهُ سواهُما،مِمَّ جعلهُ يلُفّها لتدور حول ذاتُها مِن جديدٍ و تعود ليُصبِح وجهُها أمام وجههُ.

"لرُبما نُصبِح أكثَر يومًا.."همسَ ثُم إبتسمَ عِندما لاحظَ إضطراب أنفاسها فيبتعِد،مِمَّ جعلها تتنفَّس الصعداء مُقهقِهةً.

"أصبتنى بالتوتُّر بقُربَك ذاك.."صرَّحَت ريثما تنظُر لعينيهِ كما يفعَل،مِمَّ جعلهُ يبتسِم مِن جديدٍ كما يفعَل مادام برفقتُها.

"هارى يُراقِص حسناء!،يالها مِن مُعجِزة!"صرخَت جوارديا فزعًا دافِنةً ذاتُها بعناق هارى بعدما إستمعَت لصوت شون مِن خلفها فجأة،ليرفَع لهُ هارى إحدى حاجبيهِ.

"وأنتَ ماذا كُنتَ تفعَل مثلاً؟"تسائَل بإستنكارٍ مُتحسِّساً خُصلات جوارديا التى رفعَت رأسُها لتُطالِع شون،مِمَّ جعلهُ يُقهقِه بصخبٍ كالأبله.

"سِييرا رحلَت للعمل و تركتنى هُنا وحدى.."عقَّب فارِكًا خُصلاتهِ الناعِمة،ليُقهِقه هارى مُحاوِلاً إغاظتهِ.

"أنتَ وحدَك وأنا لدىّ جوارديا،وداعًا!"أضاف هارى قبلَ أن يجذِب جوارديا عائِدًا أدراجهِ جِهة روزين.

"الموسيقى قد إنتهَت بالفِعل.."علَّقَت جوارديا ريثما تُحاوِط خِصر هارى،لينظُر لها رافِعًا حاجبيهِ بتعجُّبٍ بادٍ.

"فِعلًا؟"أومأت لهُ جوارديا قبلَ أن يُقهقِها سويًّا مُستكمِلان طريقُهما،فكِلاهُما لَم يلحظا أنّها قد إنتهَت حقًّا.

"أين هُما؟"همسَ هارى بتساؤلٍ عِندما لَم يجِدهُما بذات المحلّ الذى تركهُما بهِ،مِمَّ جعلَ جوارديا تلتفِت باحِثةً عنهُما برفقتهِ.

"علِمت أين هُما!،تعال.."جذبتهُ برفقتُها لداخِل القصر حيث غُرفة زين بالطابِق الثانى،مارّان بالحفل الذى لا يزال صاخِبًا و تشريڤِن مشغولٌ برِفقة بعض كوادِر المملكة.

وصلا عِند الغُرفةِ لتفتَح جوارديا الباب برويّةٍ و تدلُف برِفقة هارى مُغلِقةً الباب،قبلَ أن تدلُف لجناح النومِ خاصّة زين لتجِدهُما هُناك بالفِعل.

"ما بهِ؟"تسائلَت جوارديا بقلقٍ عِندما وجدَت زين غافِيًا بإرهاقٍ ريثما جسدهِ يقبَع بين ساقىّ روز و رأسهُ فوق صدرُها،مِمَّ جعلَ روز تلتفِت لهُما قبلَ أن تلتفِت لهُ مُجددًا.

"أخرَج مكنون صدرهِ فبكى،ثُم غفى.."صرَّحَت روز ثُم ختمَت حديثُها بقُبلةٍ فوق رأسهِ،ليُطالِع هارى و جوارديا بعضهُما قبلَ أن يلتفِتا لها مِن جديد.

"إبقِ برفقتهِ قليلاً،إن حدثَ شيئًا سنأتى و نُطلعكِ بالأمر،فقَط إغلِق الباب خلفُنا جيّدًا.."طلبَ هارى بخفوتٍ لتومئ لهُ روز بإنصياعٍ،مِمَّ جعلهُ يجذُب جوارديا مِن جديد كىّ يترجّلا مِن جديدٍ كىّ بستكمِل غفوتهِ براحةٍ.

علَّ تِلك الغفوة التى يحصُل عليها بفتراتٍ مُتباعِدةٍ تُشفى غليلهُ ولو قليلاً.

فورما ترجّلا أغلَق هارى الباب خلفهِ برويّةٍ تارِكًا المِقبَض،قبلَ أن يلتفِت لجوارديا التى تُراقبهُ قائِلاً:

"إذهبِ أنتِ و إحضرِ لهُما ما يلزَم،حالما أبحَث أنا عن السيّد و السيّدة سكارز،حسناً؟"أومأت لهُ سريعًا ليُقبِّل جبينُها راحِلاً،فيُجبَل قلبِها لتِلك الحركة الصغيرة و اللطيفة التى صدرت مِنهُ.

"يالكَ مِن لطيفٌ هارى.."همسَت مُبتسِمةً ريثما تُطالِع جسدهُ الذى ينحنى مُحاوِلاً إلتقاط أىّ صوتٍ بأىّ غُرفة،قبلَ أن تسير بالإتجاه المُعاكِس كىّ تفعَل ما طلبهُ مِنها.

إستأنَف هارى بحثهُ هُنا و هُناك عِندما تيقَّن أنّها ليسَت بالحفلِ،فهى حتمًا فهى جالِسةً مع السيّد سكارز يتناقشان كالعادة بأمورٌ خاصّة.

ذهبَ جِهة غُرفة جلوسهُما الخاصّة ليضعَ أذُنهِ فوق الباب مُحاوِلاً التركيز،ليستمِع لصوتٍ أُنثوّىٍ يصدُر مِن الداخِل فيعلَم أنّها هى.

"لكِن سيّدتى،لا أسـ..-"إستوعَب هارى صوت سوزانا الأجشّ سريعًا ليعقِد حاجبيهِ بتعجُّبٍ،فتواجُدها برِفقة السيّدة مارلين أثارب ريبتهِ بشِدّة.

نبضَ قلبهِ مِراراً قبلَ أن تتسِع عينيهِ بصدمةٍ و خوفٍ على الحديث الذى غادَر فاه السيّدة مارلين بغضبٍ على حين غُرّةٍ:

"لا لكِن!،تِلك جوارديا قدّ تعدَّت حدودها و يجِب أن أُبعدها عن روز!،ستستخدمِ سحرُكِ اللعين عليها و إنتهى!"
-
هوب هوب😂😂
اشتموا عادى هُما يستاهلوا الشتيمة
حلو الفصل؟ و الاحداث؟
شايفاكوا ياللى عايزين تخشوا ف الرقصة😂
بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top