الثالِث و العِشرون|مأمَن.

-
واقِعٌ مؤلِم تتكثّفهُ الأشواك الحادّة،وما بين الحيرةِ و الغضبِ قد ظلّ هارى يُنصِت لزين ملِيًّا ريثما يُخبرهُ عمّا حدثَ برفقتهِ بالسوق،غير راضِيًا عن ذلِك الواقِع الذى يحيا بهِ وكُل تِلك الآلَآم التى يُعاصرها.

فزين لا يستحِق كُل ذلِك العناء.

"رأيتهُ بمتجرِ الأقمشةِ برِفقة العامِل،ريثما يتِم تدوين معايير جسدهِ لأجل هِندام الزِفاف.."بدأ زين حديثهُ ثُم ختمهُ برشفةِ نبيذٍ مرَّت مرور الكِرامِ بجسدهِ.

"رسمَ أكثَر إبتسامةٍ مُزيّفة قد رأيُتها،ومِن ثُم رحَّب بى و بجوارديا بحرارةٍ مُطلِعًا إيّانا عن سبب وجودهِ بالمتجر،بعد أن تسائلَ عن سبب تواجُدنا بسوق المملكةِ بالطبع.."إسترسَل بهدوءٍ مُطالِعًا الحديقةِ أمامهِ برويّةٍ،ريثما هارى يستكمِل عملهِ بعدما أدخل الثمرات لداخِل القصر.

"أعتقِد أنّ مارلين ستدعوه اليوم لمُناقشة الأمر،ويبدو أنّهُ ينوِ على شيئٍ ما و لَن يقوم بإلغاء مراسم العُرس بسببه.."أضاف زين مُنهيًا النبيذ ثُم جلسَ أرضًا بجانِب الشجرةِ التى يعملَ بِها هارى.

"لرُبما يفعَل.."حاولَ هارى بثَّ بعض الأمَل بقلبِ زين المُتألِّم،فتلقّى بسمةٌ ساخِرة قد رُسِمَت فوق شفتيه ريثما يُخرِج سجارتهِ ليُشعِلها.

"بنِسبة صِفرٌ فاصِل خمسون صِفرًا ثُم واحِد.."سخرَ زين نافِثًا دخان سجارتهِ بتروٍ،مِمَّ جعلَ هارى يتنهَّد مُتسلِّقًا للأسفَل ليجلِس بجانبهُ.

"مارلين ستخضَع لأوامرهِ،أعلَم.."أضاف بخفوتٍ مُستنشِقًا سجارتهِ مِن جديدٍ،مِمَّ جعلَ هارى يلتقِطها مِن بين يديهِ ليُرسيها بين ضفاف شفتيهِ.

"أتُدخِن؟"تسائَل زين بتعجُّبٍ لينفُث هارى الهواء مُعيدًا نظرهُ إليهِ،ثُم يبتسِم مُناوِلاً السجارةِ لهُ.

"كنتُ مُدمِن خمور بالخامِسة عشَر،وأستنشِق السجائِر برفقتُها بين الفترةِ و الأُخرى.."صرَّح هارى ليُهمهِم زين مُستنشِقًا السجارةِ طويلًا،ثُم إلتفتَ عِندما إستمع لخيول إحدى العربات تصِف أمام القصر.

"ها قد أتى صاحِب الحِذاء الثمين.."سخرَ زين عِندما رأى تشريڤِن يترجَّل مِن العربةِ بشموخٍ و غرورٍ واهٍ،قبلَ أن يسير بخُطاهُ لداخِل حديقة القصر مُلقِيًا نظرة على مارلين بالأرجاء.

إلتقطَ زين و هارى الجالِسان ليبتسِم بجانبيّة بادِية،قبلَ أن يسير بخُطىً رويّة جِهتهُما حتّى شعرا بهِ،ولَم يلتفِتا.

"أصدِقائى!"صاح فاتِحًا ذراعيهِ مُرحِّبًا بِهُما،ليلتقِط هارى السجارةِ مِن زين مُستنشِقًا إيّاها،قبلَ أن ينفث دُخّانها يدهسها أسفَل قدمهِ غير عابِئًا لهُ.

"لقد خدشتُما قلبى.."سخرَ بنبرةٍ بالِية ليتنهَّد زين بكللٍ،مِمَّ جعلهُ يبتسِم بجانبيّةٍ مِن جديدٍ مُتجِهًا للقصر.

"أراكُما بحفل زفافى!"صاح بعدما سار مِتراتٍ بصوتٍ دالِفًا للقصرِ ليبحَث عن مارلين كالعادة،فلرُبما تبدو هى الشخص الوحيد الذى يُجالِسهُ عِندما يأتى.

لا أحد يُحبِّذ تواجدهِ بالقصر.

تنهَّد هارى طويلاً ثُم رفعَ هو و زين رأسهُما عِندما إستمعا لخربشةٍ فوق العُشب تُعلِن عن قدوم أحدهُم،ليلحظا جوارديا تسير جِهتهُما ريثما تلتفِت خلفُها كُل هُنيهةٍ،قبلَ أن تتخِذ مجلِسًا بجانِب هارى مُعانِقةً جسدهُ لتدفِن ذاتُها بداخِلهِ.

"بِتُّ أخشى البقاء وحدى وهو بالقصر.."علِمَ هارى أنّها تُشير لتشريڤِن بحديثُها ليُحاوِطها بذراعهِ ضامًّا إيّاها لصدرهِ،قبلَ أن يطبَع قُبلةٌ فوق رأسها.

"لَن أجعلهُ يؤذيكِ،لا تخافِ.."طمأنها راسِمًا إبتسامةٍ سعيدةٍ فوق ثغرهِ،فها هى قد أتَت إلى ذراعيهِ عِوضًا عن ذراعىّ والدها لتحتمى بِهما.

ذلِك أضفى نوعًا مِن الحُب على قلبهِ

'ذراعيكَ بِهما دِفئ المنزِل،يحتويانى حينما أغدو أكثَر خوفًا مِن واقعى'

"سأذهَب لروز،أخشى أن يُحاوِل فِعل شيئًا لها.."تحدَّث زين مُستقيمًا لينثُر الثرى عن ملابسهِ مُرتديًا قُبّعتهِ ثُم رحلَ،لتتنهَّد جوارديا مُغلِقةً عيناها.

بخُطى رويّة قد سار زين لداخِل القصر مُعدِّلًا قُبعتهِ التى لا تُفارِق خُصلاتهِ سوى أثناء النوم و بعض الوقت،ثُم صنعَ خُطاهُ لغُرفة روز مُطالِعًا تشريڤِن بنظرةٍ خاوِية،ريثما يُلقى بسخافاتهِ على الخدم المسكين جعلَ مِن زين يكاد يتقيّأ.

لطالما فكَّر زين ملِيًّا بأمر تشريڤِن،يشُك أحيانًا أن هُناك شيئًا قد جعل مِنهُ رجلٌ قاسٍ و بارِد وحاد الطِبًاع،رُغم ذلِك فهو لَم يُشفِق عليهِ يومًا.

طرقَ زين باب غُرفة روز ليتلقّى الصمت،مِمَّ جعلهُ يدلُف ليجِد الغُرفة مُظلِمة فيعلَم أنّها لازالت نائِمة.

أغلَق الباب برويّةٍ ثُم سار ليقوم بإشغال إحدى الشموع فتُنير الغُرفة،جاعِلةً مِنهُ قادِرًا على رؤية روز الغافِية فوق فِراشُها بملامحٍ هادِئة و رقيقة.

إبتسمَ مُتخِذًا مجلِسًا جوارها،ثُم دنا ليُقبِّل شفتيها قُبلةٌ صغيرة كىّ تستيقِظ.

لَم يكُن يعى أنّها ستُصاب بالذُعر فعقد حاجبيها لردّة فعلها عِندما وجدها تنهَض بخوفٍ وعينين مُتسعتين لتنظُر لهُ ريثما تُدثِّر جسدها عنهُ.

"أووه زين،ظننتُك تشريڤِن اللعين.."همسَت براحةٍ ماسِحةً على وجهُها ليتنهَّد بغضبٍ بادٍ،مِمّّ جعلها تترُك الشرشف مُحاوِطةً وجههُ بكفّيها جاعِلًة مِنهُ ينظُر إليها،ثُم تبتسِم بإعتذارٍ.

"أعتذِر حبيبى أنت،هو فقَط يفعَل ما هو غير مُتوقِّع البتّة.."همسَت بلُطفٍ ثُم أرسَت شفتيها فوق خاصّتهِ لتُقبّلهُ بإشتياقٍ و عُمقٍ،جاعِلةً مِنهُ يُحاوِط جسدها بلُطفٍ.

ورُغم أنّهُ أمامها ليلًا و نهارًا،إلّا أنّها لا تستطِع تقبيله سوى بالخِفية.

إبتعدَت روز بعد ثوانٍ طويلة لتنظُر لهُ عن قُربٍ،قبلَ أن تبتسِم مِن جديدٍ مُتحسِّسةً لحيتهُ الثقيلة بعض الشيئ فيُطالِع وجهها كالطِفل.

"لقد نمَت لحيتُك كثيرًا.."همسَت مُمرِّرةً أناملُها فوقها بخِفّة،قبلَ أن تتسائَل قائِلةً:
"أتتذكَّر آخِر مرّة قد أزلتُها لأجلك؟"

"أجل.."أجاب مُقهقِهًا ريثما يسترجِع تِلك الذِكرى التى لا تُنسى،فكِلاهُما قد سقطَ على الأرضِ بعدما صرخَت روز فزعًا لجرحها لهُ دون وعىٍ مِنها.

"كَم أودُّ أن نهرُب بعيدًا زين،بمنزِل صغيرٍ جِدًّا نقوم ببناءهِ سويًّا،لا يُهِم أين أو كيف سنحيا،كُل ما أُريد هو أنت.."همسَت روز مُستشعِرةً يدهُ التى تسير فوق خُصلاتها الحمراء بلُطفٍ،مِمّ جعلَ حديثُها يرسِم إبتسامةْ صغيرة فوق ثغرهِ.

"أتمنّى روزى حقًّا،أتمنّى.."همسَ بقِلّة حيلة تحوى نبرتهُ لتُأخذهُ بعناقٍ دافئ،جاعِلةً مِن رأسهِ يرسى بمثاليّة بجانب عنُقِها فيتنهَّد.

"كَم أُحبُّكِ روزى.."همسَ مُصرِّحًا ثُم قبَّل عنُقها بلُطفٍ،لتجذِب جسدهِ جِهة خاصّتها فيهوى كلاهُما فوق الفِراش.

"كَم إشتقتُ إليكَ زين.."همسَت مُحاوِطةً عنُقهِ بلُطفٍ مِمَّ جعلهُ يُقبِّلها مِن جديدٍ فتُسقِط قِبّعتهِ عن رأسهِ،قبلَ أن يبسِط ذراعهِ ضاغِطًا فوق الشمعةِ فتنطفئ.

"أتعنين أن تِلك الزهرة حزينة؟"تسائلَ هارى مُشيرًا للزهرةِ بين يديها فهى تبدو ذابِلة،مِمَّ جعلها تومئ لهُ بخِفّة.

"أجل،هى بعيدة عن عائلتُها،فحزينة.."أجابتهُ مُتحسِّسةً الزهرةِ بلُطفٍ ليُقهقِه على تفكيرُها الطفولى مُبتسِمًا،ثُم يلتقِط الزهرةِ مِن بين يديها مُتسائِلاً:

"أيُمكِن أن نُصبِح عائلتُها؟"

"بالطبع!،سنعتنى بِها حتّى تذبَل ثُم نحفظها بكِتابٍ مِن إنتقاء كِلانا.."وافقتهُ الرأى بإبتسامةٍ ثُم إلتقطتها مِنهُ مُجددًا ووضعتها بينهُما ليُصبِحا عائِلتها.

"مرحبًا يا زهرة،تِلك أُمُّكِ جوارديا و أنا أبيكِ هارى.."رحَّب هارى بالزهرةِ مُربِّتًا عليها لتُقهقِه جوارديا بصخبٍ،جاعِلةً مِنهُ يُقهقِها برفقتُها.

"أشتمُ رائِحة سجائِر هُنا.."تمتمت بعد ثوانٍ ثُم نظرَت لهارى الذى يُطالِعها ببراءةٍ،مِمَّ جعلها تبتعِد قليلاً جاذِبة فكّهُ بيديها ثُم تضغَط عليهِ،فينفتِح فمهُ لا إراديًا.

إستنشقَت فاههِ ثُم عقدَت حاجبيها ليبتسِم بين يديها،قبلَ أن يسمعها تتسائَل:"أنتَ تُدخِّن؟"

"لا،فقَط شاركتُ زين لفائِفهُ.."تحدَّث بطريقةٍ مُبعثرة ركيكة نظرًا ليدها التى تضغَط على فكّهِ،مِمَّ جعلها تُبعِد يدها ضارِبةً إيّاه فوق فاههِ فيتألَّم.

"زين لعين أخبرتهُ مِرارًا ألّا يُدخِّن مُجددًا،فلا تفعَل مِثلهُ يا أحمَق.."نهرتهُ بحِدّة لطيفة جعلَت مِنهُ يبتسِم،فأبعدَت وجهها عنهُ بغضبٍ و كأنّها تُعاقبهُ.

"أنتِ تقلقين علىّ؟"تسائَل بنبرةٍ طفوليّة مُرسِيًا رأسهُ بجانِب رأسها بإبتسامةٍ ثُم أضاف:"لَن أتناولُها مُجددًا لأجلُكِ،إنّهُ وعد.."

"أحمَق.."تمتمَت بخفوتٍ ليُقهقِه مُقبِّلًا وجنتُها بلُطفٍ،قبلَ أن يجذِب جسدها للخلف فيستلقى كِلاهُما فوق الحشائِش،جاعِلًا مِن قهقهتيهما تعلو بأرجاء الحديقة.

"أترُك الخدَم و إتبعنى.."أنصَّت مارلين بحِدّةٍ لتشريڤِن ثُم سارَت جِهة غُرفتها ليُرسِل قُبلةٌ بالهواء للخادِمة المُمتعِضة مِن تصرُّفاتهِ،قبلَ أن يتبعها مُغلِقًا الباب خلفهِ.

"حديثى لَن يحتمِل أىّ نوعٌ مِن السُخرية،لذا إنصِت جيّدًا و عِ لِما سأقولهُ.."بدأت مارلين حديثُها بجديّة ثُم إتخذَت مجلِسًا بمجلِسهُما المُعتاد،ليجلِس أمامها بكللٍ مُدحرِجًا عينيهِ.

وضعَت الخادِمة كأسىّ نبيذ مِن نحاسٍ خالِص أمامهُما ثُم إنصرفَت،ليلتقِط تشريڤِن كوبهِ مُرتشِفًا مِنهُ.

"لَن أُطيل بحديثى،سأدخُل بصُلب الموضوع.."إسترسلَت ليُهمهِم بلا إكتراثٍ مُعيدًا نظرهُ إليها فأضافَت:
"أنا أودُّ إلغاء ذلِك العُرس.."

توقَّفَت الرشفة الثانِية بحلق تشريڤِن فجأة ليبصُق النبيذ أرضًا ثُم يبدأ بالقهقهةِ بصخبٍ كالمُختلّ،لتعقِد مارلين حاجبيها على ردّ فعلهِ الغريب.

"يا إلهى.."همسَ مُقهقِهًا بخِفّةٍ ثُم تحمحَم بإبتسامةٍ جانبيّة،مُعاوِدًا الإرتشاف مِن نبيذهِ قبلَ أن يُردف بقولهِ:

"أنتِ تتطلّعين للمُستحيل مارلين.."سخرَ مُلقِيًا بالكأسِ بعدمِ إكتراثٍ لتبدأ الحِدّة بأخذ طريقها لوجه مارلين.

"ألا يكفيك إنتقامًا!"صاحَت بغضبٍ بغتةً ليُقهقه بخِفّةٍ مِن جديد،ثُم يعود بظهرهِ ليستريح فوق المِقعَد.

"ليسَ إنتقامًا،هل سأرفُض إنهاء عُرسى لأجل إنتقامًا لَن يُعيد أبى،أنتِ غبيّة؟"تسائَل بسُخريةٍ ليُحطِّم توقُّعات مارلين تمامًا،فتتوتَّر قليلاً جاعِلةً مِنهُ يلحَظ الأمر.

"أخبرنى مقصدُك بوضوح.."أمرَت بنبرةٍ يحويها الغموض،مِمَّ جعلهُ يرفَع ذراعيهِ ليستنِد بِهُما على أذرُع المِقعَد،قبلَ أن يبتسِم إبتسامةٍ بارِدة مُصرِّحًا:

"أنا أُحب روز.."
-
شراشيبااىى
فصل للسهرانين؛)
حلو الفصل؟
حد اتصدم ف تشريڤِن؟
عندى درس بكرة و حاجة قرف
بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top