الثالِث|سوقُ الرَقيق.

-
تعلَم ذلِك الشعور؟

عِندما تشعُر أنَّك غدوتَ أصَمٌّ عن العالَم،وصوتُ نبضاتُك المُضطرِبة،أنفاسُك المُتسارِعة هُو فقَط مَن يتغَلغَلُ لداخِل أذُنيك.

حالةٌ مِن الذُعرِ قد أصابَت شون ريثما يُناظِر الفتى الذى لا ينوِ على خيرٍ البتّة،ريثما الفتى إبتسمَ على شرودهِ،ليشرَع بالهجومِ عليهِ.

تفادى شون الضربةِ سريعاً،ليُحاوِل الفتى الهجوم عليهِ مُباغِتاً إيّاه،لكِن شون صدَّر سيفهُ بدلا عنهُ،مُدافِعاً عن جسدهِ الهزيل.

هو مُدافِعٌ بارِع،لكِن فشلَ بالهجوم.

ظلّ الفتى وشون على تِلك الحالةِ لفترة،الفتى يُهاجِم و شون يُدافِع،وسطَ تهليل و صياح الجميع بفوزِ أحدهُما على الأخر.

دون سابِق إنذارٍ قد غرزَ الفتى سيفهُ بكتِف شون خطأً بدلاً مِن أن ينحَر رقبتهِ،ليترُك شون سيفهُ و يسقُط أرضاً،مُمسِكاً بكتفهِ بألمٍ.

إبتسمَ الفتى بخُبثٍ مُمسِكاً بسيفهِ بقوّةٍ ريثما يُفكِّر بكيف سيُزهِق روح شون،أيذبحهُ أم يتركهُ ينزُف حتّى الموت؟

"هيّا شون! لا تستلِم!"صاح هارى بغضبٍ خوفاً على شون،ريثما يُطالِع الفتى الذى قد رفعَ سيفهِ كىّ يضربهُ.

"شون!"صاح هارى بقوّةٍ وكأنّهُ يحذّرهِ،قبلَ أن يضرِب الفتى السيف بالأرض عِندما إبتعدَ شون سريعا.

"أجل!"صاح هارى مُجدداً ضارِباً قبضتهِ بباطِن كفّهِ الآخر،ليُصارِع شون الألمِ جاعِلاً ملامِحهُ تتعانَق،قبلَ أن يستقِم مُلتقِطاً سيفهُ.

تِلك المرّةِ حاولَ الهجوم على الفتى،فتفاجئ الفتى بالأمر لكِنهُ تفادى ضربة شون سريعاً ليُباغِتهُ بالأُخرى.

ظلّا يتبارزان دون أن يُصاب أحدهُما بشيئٍ،فيُدافِعوا تارة و يُهاجِموا تارةً أُخرى.

كادَ الفتى أن ينَل مِن شون بمُحاولةٍ لإزالة رقبتهِ،لكِن شون إبتعدَ مِمَّ سبَّب خدشاً برقبتهِ آلمهُ.

وضعَ شون يدهُ الحُرّة فوق عنُقهِ المُصاب،ريثما الفتى كاد يُهاجِمهُ مِن جديدٍ،لكِنّ قد طفحَ كيلهُ،هو لا يُريد أن يُقتَل بتِلك البشاعة.

"كفى!"صاح شون بغضبٍ قبل أن يرفَع سيفهِ بكِلا يديهِ،غارِساً إيّاه عميقاً برأس الفتى،ليهوى جسدهُ أرضاً،جُثّةٌ خاوِيةٌ مِن الروح.

طالعَ شون جسد الفتى بصدمةٍ،قَبل أن يستمِع لصياح الجميع بإسمهِ كونهُ قد إنتصَر.

"لقد أخبرتُك!،يُمكنُك فعلُها!"صاح هارى مُشجِّعاً شون بحماسٍ،ليرفَع شون أنظارهِ مِن الفتى ثُم يجلِس على الأرضِ مُسنِداً رأسهُ بين كفّيهِ عِندما خارَت قواهُ.

"عالجهُ!،نحتاجهُ مِن أجل السيِّد.."أمر الحارِس صديقهُ مُشيراً لشون،ليومئ لهُ جاذِباً جُثمان شون المُرهَق برفقتهِ.

"هيّا أمامى!"صاح الحارِس مُخرِجاً سوطهِ بعدما مرَّ مِن فوقِ جسد الفتى الميّت المُكبَّل دون رحمة،ليستقِم الجميع سريعاً،عائِدين أدراجهِم جِهة الحظيرة.

طالعَ هارى ذلِك المكان حيثُ إختفى شون بقلقٍ،قبلَ أن يدلُفوا جميعاً للحظيرةِ و يُغلِق الحارِس الباب.

جلسَ هارى ببُقعتهِ مُتنهِّداً،مُنتظِراً أن يأتى شون سالِماً ولا يفعلوا بهِ شيئاً.

"لا تقلَق،طالما يُريدونهُ مِن أجلِ أحدهُم فلَن يقوموا بأذيّتهِ.."أخبرهُ الفتى الذى رافقهُ منذُ دقائِقٌ ثُم إبتسم،ليومئ لهُ هارى برويّةٍ،آمِلاً أن يكون حديثهُ صحيحاً.

دقائِقٌ قد إنقضَت،ليُفتَح الباب مِن جديد،قَبل أن يدلُف شون بأكبالهِ ريثما كتِفهُ مُحاوطاً بقِطعةٍ مِن القِماش،و رقبتهِ مخدوشةٌ خدشاً بدى طفيفاً.

"وأخيراً.."همسَ هارى قبلَ أن ينهَض مُساعِداً إيّاه بالجلوس،ليتنهَّد شون مُرسِياً رأسهِ فوق ساقىّ هارى تِلك المرّة،لكِن بإرهاقٍ مُضاعَف.

"أنتَ بخيرٍ؟"تسائَل هارى بهمسٍ ريثما يُلقِ نظرةً على ملامحهِ،ليجدهُ قد أغلَق عينيهِ بالفِعل.

"لقد..لقد قتلتُ نفساً تُعانى.."همسَ شون بألمٍ،مِمَّ جعلَ هارى يتنهَّد طويلاً،عالِماً أن شون بداخِلهُ سلامٌ لو خرجَ للعالَم سيُصبِح العالَم أفضَل.

"لو لَم تفعَل لكان قد قتلَك شون،على الأقلّ هو أصبَح برفقةٍ مَن هو أرحَم مِن تِلك البشَر.."طمأنهُ هارى مُعيداً رأسهُ للحائِط خلفهُ،قبلَ أن يُداعِب خُصلات شون كعادتهِ كىّ يغفو.

تنهَّد شون بخفوتٍ،ثُم همسَ قبل أن يغفو قائِلاً:
"ليتَ الربُّ يأخُذنا لجوارهِ.."
-
|صباحاً|

تركَ هارى الجميع غافِياً بعدما إستيقَظ بساعتهِ البيولوچيّة كالعادة،وبقى يُصلّى للربِّ مِراراً كىّ يُنقِذ الجميع مِمَّ هُم عليهِ الأن،وأن يرحَم عائِلتهِ المُتوفّاه.

"إننى بأشدِّ الحاجةِ لعطفُك،لرحمتُك ياربّى،إنقذنا جميعاً،نحنُ الإضعَف و لَك كُلُّ القوّة.."همسَ هارى ضامّاً كفّيهِ سويّاً بتمنٍ،قبلَ أن يعود لوضعهِ مِن جديد،راسِماً الصليب فوق جبهتهِ ثُم صدرهِ.

"أصليّتَ لأجلى؟"خرجَ صوتُ شون مِن العدَم لينظُر لهُ هارى،قبلَ أن يومئ لهُ مُبتسِماً.

"لقد صليّتُ لأجلِنا جميعاً.."أخبرهُ هارى ليتثائَب شون فارِكاً مُقلتيهِ،قبلَ أن يرفَع رأسهُ مِن فوق ساقىّ هارى.

"إننى مُتفائِلٌ اليوم،أشعُر و كأنَّ شيئٌ جيّد على وشكِ الحدوث.."صرَّح هارى مُعيداً خُصلات شون للخلفِ،ليومئ لهُ شون بإتفاقٍ.

"أجل،أنا أيضاً.."وافقهُ شون مُبتسِماً،قبل أن يتخِذ مجلِساً بجانبهِ مُنتظِراً قدوم الحارِس.

"أتشعُر بتحسُّنٍ؟"تسائَل هارى مُشيرا بحديثهُ لكتفهِ،ليومئ لهُ شون مِن جديد.

"قليلاً.."همسَ خاتِماً حديثهُ بتنهيدةٍ،ليومئ لهُ هارى،قبل أن يحِلّ الصمتِ مُجدداً.

دقائِقٌ و قَد فُتِح الباب مِن قِبَل الحارِس برِفقة سوطهِ اللعين،بنظرتهِ الحادّة المُعتادة بمُقلتيهِ.

"إنهضوا يا قِطع القذارة!"صاح الحارِس ضارِباً بسوطهِ على الأرض لينتفِض الجميع مِن نومهِ،قبل أن يستقيموا سريعاً ليسيروا أمامهِ تِباعاً.

أحضَر الحارِس الآخر ذلِك السِلسال الطويل الذى كان يربُط بينهُما جميعاً،ليبدأ بتكبيلهُم كأوّلِ مرّةٍ،ريثما الآخر ذهبَ مُحضِراً الجِواد.

"يبدو أننا سنذهَب مِن هُنا!"همسَ شون لهارى مِمَّ جعلهُ يومئ،قبلَ أن يتِم تكبيلهُم جيّداً ببعضهُم البعض.

إمتطى الحارِسان جواديّهما مُمسكان بطرفً الأغلال كالعادة،ليسير الحارِس الأمامىّ بجوادهِ،ويتبعهُ البقيّةِ والحارِس الآخر خلفهُم.

ساروا لبِضع كيلو متراتٍ قليلة،حتّى وصلوا لذلِك التجمُّع الهائِل،الذى يتواجدُ بهِ الكثير مِن العبيد أشباهُهم.

"سوق الرقيق!"همسَ أحدهُم بتعجُّبٍ ريثما الحارِسان نزلا مِن فوقِ الجواد ليبدأوا بفكِّ أغلالهُم.

"هيّا!"صاح الحارِس دافِعاً كُل مَن تمّ فكِ أكبالهِ بعيداً قليلاً،حتّى أصبَح عددهُم كامِلاً،عشرون فرداً.

"أين هو؟"سأل الحارِس صديقهُ لينفى بعدمِ علمٍ،مِمَّ جعلَ الآخر يتنهَّد،ريثما الجميع يقِف خلفهُم بصمتٍ.

"لقد أتيت.."صوتٌ جديدٌ قد ظهرَ ليلتفِتا لهُ سريعاً،قبل أن يُصافِحاه بحرارةٍ بدَت.

المالُ آتٍ.

"إنّهُم أمامُك،إختَر مَن شِئت!،وذلِك هو الفتى المُتَّفَق عليهِ قبلاً.."جذبَ الحارِس شون مِن بينهُم ليُخرجهُ جاعِلاً مِن شون يُطالِع هارى بخوفٍ،لكِن هارى قد أومأ لهُ مُطمئِناً.

"جميعهُم مِن السُكّان الأصليّون.."علَّق الحارِس الآخر مُبدِياً رغبتهِ برفعِ السِعر،ليُهمهِم الرسولُ مُفكِّراً لثوانٍ ريثما يُطالِع أجسادهُم.

أجسادٌ ستُباع بثمتٍ بخسٍ كىّ تُسخَّر للعمل فحسب.

إبتسِم الرسول المُرسَل بجانبيّةٍ مُتنهِّداً،قبل أن يرفَع يدهُ مُشيرا جِهة هارى بِثقةٍ ليقول:

"أُريدُ ذلِك الفتى.."
-
حلو الفصل؟ عارفة انكوا زهقتوا عشان لسة البطلة ماظهرتش،بس استحملونى معلش😂
حلو ان الفصول مش طويلة اوى؟
هارى و بيرلا وحشونى:( هُما بيبعتوا لكُم سلام معايا هُما و إبنهُم الصُغيّر اللطيف😂❤️
بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top