التاسِع|حُبٌّ كامِن.
-
تعجَّب هارى مِن أمر زين الذى بدىٰ بأوّل الأمرِ أنّهُ يكِنّ الحِقد لروز،بدىٰ و كأنّهُ يبغضُ أنفاسها التى تُطلِقها زفيراً.
بالنهاية غدَت الأمورِ واضِحة،فهو يفعَلُ ذلِك كىّ يُبعِد الشكوكِ بعيداً عنهُما،ليحمى حُبّهُ الذى يسكُن بداخِل قلبهِ يكمُن.
"متزوِّجان!"عقَّب هارى بصدمةٍ هامِساً ريثما يُطالِع زين الذى يُعانِق روز حالياً،مُتحسِّساً خُصلاتها بطريقةٍ تُبدى كَم هو يهيمُ بِها و يهتَم.
"أجل،لكِن لا تُخبِر أحداً،فقَط أنا أعلَم.."حذّرتهُ جوارديا بخفوتٍ ليومئ لها سريعاً،قبلَ أن يشعُر بِها تُعاوِد جذبهِ ليستكمِلا سيرهُما و يترُكا لزين و روز مساحتهُما التى لا يتمتعوا بِها سوى لدقائِقٍ،رُغم عقدُ الزواج الذى يربِط بينهُما.
مؤلِمٌ كونَك تجِد مَن تُحب أمامُك ولا تستطيع البقاء برفقتهِ أينما شِئت،و كأنَّ الظروف تقِف كالحائِل بينكُما.
"منذُ متى و هُما مُتزوِّجان؟"تسائلَ هارى بفضولٍ كالعادة،لتُعاوِد جوارديا تأبُّط ذراعهِ مُجييبةً:
"منذُ العام الماضى،أتسائَل كيفَ لهُما أن يتحمّلا ذلِك الثقَل فوق كاهليهِما،أعنى..هُما يتقابلان بالخفاء،يتعاملان بنبرةٍ خالِيةٍ مِن المشاعِر أمام العالَم،لا يُمكنهُما فِعل ما يُريدان إلّا بتخطيطٍ مُسبَق،حتّى أنهُما قد مارسا الحُب مرّةً واحِدةً فحَسب منذُ زواجهُما.."
"أُشفِق عليهما.."تمتَم هارى بخفوتٍ مُتنهِّداً،لا يتخيّل حتّى أن يُصبِح مثلهُما يوماً.
"أجدها شجاعةٌ مِن زين كونهُ قد تزوّجها،لكِن بذات الوقتِ فهى ورطة!،أنظُر!،هى حتّى سيتِم خُطبتها قريباً جداً وأنا أعلَمُ بذلِك،رُغم أنّها مُتزوِّجةٌ مِن رجلٌ آخر.."علَّقَت جوارديا خاتِمةً حديثُها بتنهيدةٍ،ليُهزهِز هارى رأسهُ بقِلّة حيلة،لا يعلَم ماذا كان سيفعَل لو كان زين حالياً.
"أجل،أعنى..لو كنتُ بمحلّهِ لما كنتُ سأفعلَ شيئاً،لرُبما سأُراقِبها بقلبٍ كالفُتات و هى تُصبِح مِلكاً لغيرى رُغم أنّها مِلكاً لى و حبيبتى أنا.."صرَّح هارى مُعاوِداً النظَر لحيثُ يقِف زين و روز ليجِدهُما يتحدّثان ريثما هى لازالت بعناقِ زين،قبلَ أن يُقهقِها سويّاً مُتناسِيان كُل شيئٍ سيئٍ كونهُما سويّاً.
"لرُبما لو كنتُ بمحلّهِ لكنتُ جازفتُ و قمتُ بتخريب الحفلِ و أخذتُ حبيبتى و الهرَب.."قهقهَت جوارديا جاذِبةً إنتباه هارى مِن جديد.
"سأُسانِدهُ كىّ تُصبِح مِلكهُ.."همسَ هارى لتنظُر لهُ جوارديا بعدمِ فهمٍ.
"عنيتُ أننى سأُسانِد زين حتّى تُصبِح روز مِلكهُ أمام العالَم،لُربما سأجعلهُما يتقابلان أكثَر و أقوم بالتغطيةِ عن الأمر حتّى تسنَح لهُما الفُرصةِ بالبوحِ بهِ.."إسترسَل هارى مُبتسِماً لتتسِع إبتسامة جوارديا بسعادةٍ،قبلَ أن تُقبِّل وجنتهِ بقوّةٍ مِن هول السعادة.
"أنتَ رائِع.."عقَّبَت جوارديا مُعاوِدةً السير برفقتهِ،ليبتسِم هارى مُجدداً كالأبله على تِلك الشفتين اللتين لمستا وجنتهِ.
"جوارديا!،نحتاجُكِ.."إلتقطَت جوارديا صوتِ إحدى الخادِمات لتلتفِت لها سريعاً،قبلَ أن تومئ لها تارِكةً ذراع هارى.
"سأعود لَك إن أمكَن.."أخبرَت هارى ثُم شعرَت بيد الخادِمة وهى تجذبها برفقتُها،ليُقهقِه هارى عِندما وجدها تُلوِّح لهُ كالبلهاء.
تنهَّد هارى طويلاً بإبتسامةٍ،قبلَ أن يُقرِّر البحث عن شون،ريثما يُطالِع جوارديا هامِساً:
"أنتِ الرائِعة جوارديا.."
-
|مساء اليوم التالى|
بتمامِ السادسةِ مساءً كان تقريباً كُل شيئٍ إنتهى،جميع الخدمِ يلتفّون بالقصرِ كالنحلِ يتأكدون مِن أن كُل شيئٍ و كُل إنشٍ مُجهَّزٌ لإستقبال الحضور.
هارى قد أنهى عملهِ باكِراً و شارَكهُم الأمر،كان يُساعِد كُل مَن يجِدهُ أمامهُ سواء بالمطبَخ أو بتنظيف القصر،أو حتّى إعداد الساحة الكبيرة التى ستُقام بِها الخُطبة.
سارَ سريعاً كىّ يذهَب للمطبخِ عِندما علِمَ أنّهُم بحاجةٍ للمُساعدة،فإلتقطَت عينيهِ جوارديا التى تسير أمامهِ على بُعدِ خطواتٍ تحمِل بعض الأشياء الثقيلة.
إبتسمَ ليسير جِهتُها حتّى يحمِل تِلك الأشياء عِوضاً عنها،حتّى كادَت تتعرقَل لكِنّهُ أمسكها سريعاً مِن خصرُها مُسانِداً أيّاها لتلفِت لهُ.
"أووه،كان ذلِك وشيكاً.."عقَّبَت مُقهقِهةً ليُقهقه هارى برفقتُها مُبعِداً يديهِ عن خصرُها،قبلَ أن يستقِم بوقفتهِ مُرجِّحاً:
"دعينى أحملهُم بدلاً عنكِ.."
"لا بأس حقّاً،سأضعهُم بالقبوِ و أعود.."رفضَت إعطاءهِ الصناديق الثقيلة بلُطفٍ،مِمَّ جعلهُ يُصِر.
"ولّينى إيّاهُم فحسب،وأنتِ إذهبِ لروز،هى تحتاجُكِ.."إبتسمَت جوارديا لتفهُّمهِ ثُم ناولتهُ الصناديق بحذرٍ،ليرفعهُم مُتمسَِكاً بهِم بقوّةٍ.
صعدَت جوارديا الدرجِ النظيف جِهة غُرفة روز،ثُم طرقَت الباب طرقةً واحِدة حتّى تعلَم روز أنّها هى.
"تعالِ رودى.."صاحَت روز مِن الداخِل لتدلُف جوارديا للغُرفةِ ثُم تُغلِق الباب،مُطالِعةً الخدَم الذين يقِفون يُساعِدون روز بإرتداء ثوبِها الطويل الذهبى.
الثوب الذى رفضَت إرتداءهِ إلّا برِفقة زين.
إبتسمَت لها روز بحُزنٍ لتتجمَّع الدموع بمُقلتىّ جوارديا على حالِ صديقتها المُقرَّبة،مِمَّ جعلَ روز تُلاحِظ الأمر و تتنهّد.
"أخرُجن جميعاً.."أمرَت الخدَم مُعيدةً أنظارُها للأسفلِ لينحنوا جميعهُم بتقديرٍ لها،قبلَ أن يترجَّلن مِن الغُرفةِ و تبقى جوارديا برفقتُها فقَط.
تقدَّمَت جوارديا لتُعانِق كتفيها بذراعِها،لترفَع روز عينيها الدامِعتين كخاصّة جوارديا وعلى ثغرها إبتسامةٌ ساخِرة.
"لطالما حلِمتُ أن أرتدى ذلِك الثوبِ لأجلهِ كونهُ يُحبّهُ،هو مَن صمَّمهُ لى رودى.."همسَت روز بنبرةٍ حطَّمَت قلبِ جوارديا،قبلَ أن تسترسِل قائِلةً:
"لكِن أنظُرِ لى!،مُثيرةٌ للشفقة!،سأرتديه ليتِم خُطبتى مِن شخصٌ غير مسئولٌ أمام عينىّ زوجى و حبيبى.."
تنهَّدَت مُجدداً ماسِحةً دموعِها برويّةٍ،قبلَ أن تهمِس بتساؤلٍ و حسرة:
"تُرى كيفَ يشعُر الأن وهو يرى تحضيرات الخُطبة بأُمّ عينيهِ؟"أرسَت جوارديا رأسُها فوق كتفِ روز بألمٍ،عالِمةً كَم هو مؤلِمٌ بالنسبةِ لزين الأن.
"حبيبى..بالطبع قلبهُ يؤلِمهُ و يحتاج عناقى.."همسَت مُجدداً شاهِقةً بخفوتٍ قبلَ أن تبدأ بالبُكاء بحسرةٍ على حالها،لتضُمها جوارديا لعناقُها أكثَر فى مُحاولةٍ لتُخفِّف عنها ولو ذرّةٍ مِن الألَم الذى تحملهُ داخلها.
"أنا أتنفّسهُ رودى،أُريدهُ أرجوكِ.."همسَت روز بتوسُّلٍ لتتنهَّد جوارديا مُكفكِفةً دموعها،قبلَ أن تُبعِد روز مُتجِهةً للنافِذةِ خاصّة غُرفتها.
طالعَت الحديقةِ لتجِد هارى يعود مِن جِهة القبو بعدما وضعَ الصناديق بهِ،مِمَّ جعلها تصيح بهمسٍ قائِلةً:"هارى!"
نظرَ هارى حولهِ كالأبله،لترفَع جوارديا صوتُها أكثَر لأجلهِ مُلوِّحةً بذراعيها.
"هُنا،نافِذة روز.."رفعَ هارى نظرهُ بعُقدة حاجبيهِ التى إنحلَّت فورما وجدَ جوارديا،ليُلوِّح لها بإبتسامةٍ.
"أحضِر زين لغُرفة روز رجاءً.."صاحَت بهمسٍ مُجدداً ليومئ لها سريعاً،قبلَ أن يدلُف للقصرِ باحِثاً عن زين.
دلفَت جوارديا للغُرفةِ لتجِد روز تُطالِع ذاتُها بحُزنٍ بالمِرآه،ولَم تمُر ثوانٍ حتّى فُتِح باب الغُرفةِ ليدلُف مِنهُ زين مُغلِقاً إيّاه بالمِفتاح.
إلتفتَت لهُ روز بلهفةٍ و بسُرعةٍ سارَت إليهِ لتدفِن ذاتُها بعناقهِ جاعِلةً مِنهُ يتنهَّد براحةٍ نابِعةً مِن صدرهِ لرؤيتها،ريثما جوارديا تُناظرهُما بإبتسامةٍ قبلَ أن تجلِس على الفِراش.
"روحى أنتِ.."همسَ زين بولهٍ مُقبِّلاً رأس روز بلُطفٍ شديد،ريثما روز تبكى بعناقهِ بحُرقةٍ مُصدِرةً آهاتٍ خافِتة تُعبِّر عن ألمِها،كأنّها بالفِعل كانَت تنتظِرهُ كىّ تُفرِغ بُكاءِها برفقتهِ.
أبعدها بعد ثوانٍ ليُطالِع ثوبِها و مظهرها الأخّاذ،قبلَ أن يبتسِم بحُزنٍ،مُعيداً خُصلاتُها الحمراء للخلف.
"و كأنّكِ ملاكاً.."علَّق بُلطفٍ رُغم تِلك الحُرقةِ التى يشعُر بِها جراء رؤيتها بذات الثوب الذى صمّمهُ خصّصياً لذلِك اليوم الذى ستُصبِح بهِ مِلكاً لهُ.
"لا أُريد زين،لا أُريد.."همسَت بحُرقةٍ مُعيدةً رأسها لصدرهِ،مِمَّ جعلهُ يتنهَّد مُغلِقاً عينيهِ ريثما يستشعِر نبضاتُها المُضطربةِ ضِد صدرهِ.
"ليتنى أستطيع قتل والدتُكِ تِلك.."همسَ زين بحقدٍ نابِعٍ بصدقٍ مِن قلبهِ،لتتنهَّد روز مُغلِقةً عينيها بإرهاقٍ.
"يكفى.."همسَت جوارديا ببُكاءٍ مُكفكِفةً دموعِها ليُقهقِه زين و روز سويّاً على قلبُها الحسّاس،قبلَ أن ينتفِضوا جميعاً عِند سماع طرقاتٍ سريعةٍ فوق الباب.
"مَن يطرُق؟"تسائَلَت روز بصوتٍ عالٍ،لتتلقّى ردّ هارى الذى أجاب قائِلاً:
"إنّهُ هارى،لقَد وصلَ تشريڤِن توّاً.."
-
هتشتمونى؟،الله يسامحكوا😂😂
حلو الفصل؟
الاحداث لحد دلوقتى ترتيبها كويس ولا انا متسرعة ف حاجة؟
K6VX_x مستنيّة الشتايم اللي هتطلع منك علي تشريفن ومامت روز😂😂😂
تانى يوم ف القصر😂❤️
حضن جماعى تانى عشان اعوضكوا
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top