أجابت تالا بهدوء :
-" أعتقد أن أهم قانون في العائلة يفترض أن يكون احترام الضيف "
ثم مسحت فمها بالمنديل، و نهضت عن مقعدها، ليستشيط الجد غضبا و يقول مخاطبا حفيده مجد :
-" إنتظرني في مكتبي "
ثم التفت إلى تالا و قال لها بشيء من الهدوء :
-" تناولي غذاءك بنيتي، هو لم يقصد ذلك "
لكنها أجابته ببرود :
-" لا يمكن العودة للمائدة بعد النهوض منها " صمتت قليلا لتضيف  :
-" هذا من قوانين عائلتي "
إتسعت عيني الجد و هو يتذكر بأنه سمع ذلك الكلام من قبل، و بالنبرة ذاتها، تذكر ابنته، و جعله ذلك يشعر بالغصة في حلقه، ليقول بنبرة غريبة :
-" أعتذر منك بالنيابة عن حفيدي "
ثم أشار لها إلى الكرسي ليحثها على الجلوس، إلا أنها أجابت بتهذيب :
-" سررت بالتعرف عليكم، سأنتظر منار في الحديقة "
و أثناء ذلك كان يور بالكاد يبتلع طعامه، و لو نظر إليه أحدا لانتبه فورا للتوتر على ملامحه.
كسر والد يور الصمت بعد خروج تالا قائلا :
-" ذكرتني بشخص ما "
ليرمقه والده بحدة فيتابع تناول طعامه بهدوء
لم تحب تالا وجودها بذلك المنزل، لكن كان عليها أن تتابع تلك التمثيلية لتعرف الحقيقية، رغم أنها تعرف بأن يور سيفعل المستحيل لإيقافها، لكنه أيضا يدرك جيدا بأنها لا تقف في منتصف الطريق، و أنها تنهي كل ما تبدؤه.

كان هنالك جدار في الحديقة كتب فيه الكثير من الحروف، لكن حرفين قد وضعت علامة ( x ) عليهما، أي حذفا، وقفت تالا تنظر إلى ذلك الجدار إلى أن فاجأها صوت يور و هو يقول :

-" الحرف الأول من إسم كل فرد في العائلة "

إلتفتت إليه لتقول

-" هنالك الكثير من الحروف، أكثر مما يمكن أن يتسع في هذا المنزل "

-" لا يعيش الجميع هنا " ليجيب

-" لماذا حُذف هذين الحرفين "
لكن من أجاب هذه المرة لم يكن يور بل منار التي قالت :
-" إسم عمتي و زوجها، السيد و السيدة أيور، تبرأ منهما جدي، و قطعت علاقتهما مع العائلة، يمنع كليا ذكر سيرتهما "
بلع يور ريقه و كان ليخرس شقيقته لو لم تكن تالا تراقب تصرفاته

قالت تالا باستغراب و هي تعرف جيدا بأن منار تتحدث عن والديها :
-" لماذا تبرأ منهما ؟ "