٣

-" لا أعرف أكثر مما تعرفين " قال يور بقلق
لكن تالا لم تقتنع بكلامه، كانت تعرف بأن خلف صمته قصة طويلة، و رغم أنها ليست واثقة من مدى استعدادها لسماع الحقيقة، إلا أنها بحاجة لمعرفتها.
-" الأمر لا يتعلق بديون فحسب أنا واثقة من ذلك " قالت تالا و هي تصر أسنانها بحنق، حاول يور المغادرة و الإفلات من أسئلتها، لكنها باغتته بتثبيته على الجدار بحدة، و التفت قبضتها حول عنقه بقوة، حتى كاد يختنق، لتسأله مجددا :
-" ما الذي تخفيه ؟ "
ثم أفلتته ليتنفس، ليقول بنفس متقطع :
-" أنت .. أنت محقة .. الأمر متعلق .. متعلق بعصابة "
إتسعت عيني تالا بصدمة لتقول بغير تصديق :
-" ما الذي تهذي به ؟! "
-" لا أعرف ما كانت تقوم به تلك العصابة، لكن بالطبع ليست أعمالا قانونية " قال يور بتوتر، و نظره مثبت في الأرض، عاجزا عن النظر في عيني تالا
-" أخبرني بما تخفيه " قالت تالا، ثم أعادت دفعه بقوة على الجدار
-" كان يدير عصابة .. هذا كل ما أعرفه " قال يور بتردد

كان وقع الصدمة على تالا أشد بكثير مما توقعت، مر شريط حياتها أمامها، و لكن لم تتذكر شيئا يجعلها تثق في كلام مساعد والدها، لم يكن هناك شيء غريب غير إصرار والديها على إخفاء هويتها، هل كان ذلك فعلا لحمايتها ؟! هذا ما كانت تتساءل عنه، اتجهت إلى الشرفة و جلست على الكرسي الخشبي الهزاز، لعل الهواء يساعدها على تصفية ذهنها، لكن لا شيء كان كافيا لإيقاظها من تلك الصدمة.

اتخذت تالا قرارها بحل لغز اختفاء والديها، أو ربما بالتعرف عليهما، و على الجانب الذي لم تره من شخصيتيهما، كانت تعرف بأن الطريق إلى ذلك طويل، و ربما قد يعرض حياتها للخطر، لكنها لا تستطيع أن تتابع حياتها و كأن لا شيء حدث و يحدث.

رن هاتف تالا معلنا ورود اتصال من أنير، أجابت بهدوء غريب

-" مرحبا أنير، كيف حالك ؟ "
-" بخير، ماذا عنك ؟ "
-" بخير.. سمعت أنك مريضة فأردت الاطمئنان عليك "
تذكرت بأنها تحججت بالمرض للتهرب من الحصة
-" صرت أفضل حالا الآن "
-" سعيد لسماع ذلك، لكن يؤسفني أنك لم تري الأستاذ الجديد "

لم تكن تالا مهتمة بالتعرف على الأستاذ الجديد، و تعرف أن أنير أيضا غير مهتم، لذا فهناك موضوع آخر خلف مسألة الأستاذ

-" الأستاذ الجديد هو أحد زملائك بنادي الملاكمة .. خبر صادم أليس كذلك ؟ " قال أنير بخبث، فزادت نبرة صوته من استفزاز تالا، لكنها قالت بهدوء عكس الحرب التي بداخلها :

-" أنا صدقا لا أعرف عن ماذا تتحدث، و لا أدري من يخبرك بأشياء كهذه ".

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top