٢
أنير : اسم باللغة الأمازيغية يعني ملاك
__________
تأكدت تالا من كلام يور بعد أن لاحظت أن أغراض والديها قد اختفت، و صورهما التي كانت معلقة بالجدران أيضا، كل شيء قد اختفى بين ليلة و ضحاها، و كأنهما لم يعيشا بذلك المنزل يوما، كان وقع ذلك على تالا كالصاعقة، رغم أن الوضع لا يختلف كثيرا عن ما كان عليه، فقد كانت وحيدة حتى في وجود والديها. كانت كمخطوفة في منزل خاطفيها.
غيرت تالا ثيابها و ذهبت للجامعة ببرود غير معهود، كانت صديقتها ريم بانتظارها، لتقول بحماس :
-" تالا، هل تعرفين ما حدث ؟ أنير قد عاد "
لم تهتم تالا بالموضوع، فقد كانت شاردة الذهن تفكر في ما يخفيه والديها، إلى أن وقف أنير فجأة أمامها، و همس في أذنها :
-" أهلا بك أيتها الملاكمة "
ثم ابتسم بخبث
كانت تالا تخفي موضوع تداريبها على الملاكمة، فلم ترغب بأن يعرف أحدا من زملائها شخصيتها الأخرى، شخصيتها المختلفة تماما عن تالا التي يعرفونها. سرت قشعريرة في جسدها، تلاها توتر شديد، حتى شحب وجهها.
لاحظت ريم توتر تالا لتقول : " هل أنت بخير ؟! "
لكن تالا عجزت عن سماعها بسبب ارتباكها، لذا قالت لأنير بصوت يكاد لا يسمع :
-" لا أعرف عما تتحدث "
ثم استأذنت للاتجاه إلى دورة المياه، تنظر إلى المرآة أمامها بانزعاج، و مشاعر مختلطة، و ما أن لحقت بها ريم حتى تظاهرت بأن لا شيء قد حدث، و أنها على أتم ما يرام.
دخلت قاعة المحاضرات، و تجاهلت نظرات أنير الخبيثة، فهي لا تدرك من أين عرف بمسألة تداريبها، شعرت بأن تلك الحصة كانت الأطول على الإطلاق، لكنها تجاهلت ذلك و غادرت فور نهاية الحصة.
كان يور بانتظارها ليخبرها بأن هناك رجلا بانتظارها لكن ليس عليها أن تتوتر أو تظهر له أي شيء. كان ذلك الرجل الأربعيني بانتظار تالا مرتديا بذلة رسمية سوداء، قام بتحية تالا فور رؤيتها، و دخل صلب الموضوع مباشرة، إذ بدا من الأشخاص الذين يقدرون الوقت كثيرا:
-" مرحبا آنسة، لا أريد أن أطيل الموضوع، أنا أبحث عن السيد أيور، الذي كان يسكن هنا قبل انتقالك "
لتجيب تالا بهدوء :
-" لا فكرة لدي عن ذلك، لقد اهتم والداي بمسألة الشراء، لذا لم يكن لي أي لقاء مع السيد أيور، و والداي خارج البلد حاليا لذا لن أستطيع سؤالهم الآن "
إقتنع الزائر الغريب بكلام تالا و استأذن باحترام قبل أن يغادر.
تنفس يور الصعداء، لترمقه تالا بحدة و تقول :
-" هناك ما تخفيه عني، أعرف ذلك ".
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top