يَنهش جوَارحها <٥>
_ أذكر الله ♡
ألا يزال الألم يَنهش جوارحي ؟
ولما ينهشني يا الله ؟
هل انا مُدنسه ؟
مَلعونه ؟
التساؤلات في ظلامها وانعدام ادراكها لازالت لم تتلاشى، حتى عند تلاشيها..!
' منبوذه من الرب، مُدنسه '
' الرب لا يُطهر ذنوبك في الألم '
يا الله .. كأنهُ اصابها في مقتل
الوجع حيثُ لا عوده، في الدرك الأسفل .
شارده في نومها وفي صحيها، حتى باتت لا تُدرك كم ظلت طريحة الفراش
لم تعد تعرف متى تكون نائمه ؟ ومتى كانت مُستيقظه ؟
لم تكن تشعر بالطعام الذي تطعمها اياه إيڤالين وكأنها مسلوبة الإراده والحواس .
مسدت إيڤالين خصلات سيڤار في حنان، علها تأخذ قدر قليل من آلامها
توقعت ان تلتزم الآخرى الصمت، لكن عكس توقعاتها قد تكلمت
" هل الرب يُطهر ذنوبنا في الألم ؟ ام أني مَلعونه ، مُدنسه ؟ "
حينها اتسعت حادقتان إيڤالين دون تصديق
هل هذا ما يرهقها ؟
ليس الأجبار او الأغصاب.!
ايقنت أن في طياتها الشرقيه معدن نادر، أو ربما لا وجود لهُ بتاتاً في سواها
وهذا الشيء تحديداً ما هوس بهِ چون .
حينها تنهدت مع حنان أمومي بالغ بعدما زالت الدهشه عن معالمها
" لا عزيزتي، لم يُلعن بشر، حتى المُلحد الذي لا يعترف بوجود الرب بل وايضاً ينكرهُ.! "
" اثناء وجودي في بلادي قابلتُ فتاه، لم تكن على نفس عقيدتي، لكنها قالت شيء جعلني احتمل ما يحدث لي دون التفوه بكلمه "
" اتسائل عما اخبرتكِ ؟ "
" قَالت .. هناك فئه من البشر مَحبوبه أكثر من قِبل الرب، لذا يحب ان يختبرهم كي يروا مدى طاعتهم واخلاصهم للعقيده ، قالت ، كلما زاد الألم زاد حب الرب لي.! "
"اوافق تلك الفتاه في بعض النقاط سيڤار، الالم لا يسبب دائماً ثغور مُظلمه، أصبري عزيزتي علهُ خير"
" اخاف الا اكون من تلك الفئه إيڤالين، اخاف ان اكون من الأخرى، المُبتليه، التي غُضب عليها "
" هونٌ عليكِ سيڤار ، التفكير في هذا الامر مؤلم، لكن أعلمي ، النقاء و الط.."
قاطع حديثها نداء اثنتان او ثلاث من الخادمات
" انظري مثلا لأبتلائي حيثُ الرب ارسل لي اكثر الفتيات غباءاً على وجهِ الارض، لو تركتهن وهله انهار القصر فوق رؤوسنا "
ضحكت سيڤار بخفه بينما تجفف دموعها، لذا قبلت إيڤالين رأسها في حنان
" لازلتِ نقيه حبيبتي لذلك انهضي كما أعتدتِ وعودي تلك المُتمرده الوقحه "
ابتسمت في وهن لأجل وقع تلك الكلمات عليها، ثم همست قبيل رحيل الاخرى
" لكن ايڤ .. لماذا اختارني چون ؟ ، لما لم يتركني ؟ ، لما جعلني اظل هنا ؟ "
" وقع اختيارك بعشوائيه سيڤار ، أنتِ اول امرأه تنال استحسانه منذ فتره "
" لما ؟ "
" هناك شيء مُميز فيكِ "
القتها ثم رحلت تاركه المُتلقيه عائمه وسط افكارها
' لو صرتِ عاديه .. سيمل دون شك '
" لكنني لا يجب ان انتظر اكثر هُنا "
' اذاً لتكون خطتان . '
***
بوابة الحقد التي فتحتهَا كريستن على ذاتها لازلت حتى الآن تحرق فؤادها وتُلهبه، حتى تفحم وتشبع بالحقد .
طوال الأشهر الفائته حرصت على الأنتقام، وها هو العجوز بين اناملها، كخاتم من الفخار تعجنه كما تبتغي
الامر لم مُقتصر على العجوز فقط .
الاب والأبن!
حقاً رائع كريس
شعرت بالفخر يتغلغل اعمَاقها
قد تمنت وقتها أن ترى سيڤار ما تفعلهُ الآن
ترى انتقامها ، الخلاص لروحها المُهدره
كانت مثَاليه في فستان زفافها، قبل أن تسمع صوت ضميرها النابع من داخلها
' لم تكن سيڤار تفخر '
" بل كانت ستفخر "
' لا أظنها ستفخر بموت نفسك '
" حقاً ؟ يالها من نفس مسكينه اذاً "
' لازال هُناك امل كريس، لازلنا في البدايه '
" لا احتاج نصائح لعينه "
حينها اتسعت حادقتاها بذهول، مُشاهده انعكاسها يتبدل الى هيئه لم تتخيل ان تراها مُجدداً ..
عينان اختها ، الغاضبه، الحزينه
الصفعه على وجهها بسبب والدهما، الكدمات على ذراعيها لازالت واضحه!
حتى ملابسها القديمه لم تتغير
' لا اشعر بالأرتياح في نعشي كريس ، اعتزلي تلك اللُعبه ، النهايه سيئه '
تراجعت كريس للوراء بسبب الذعر، وعيناها تتفحصان اختها بلا تصديق
" لا .. لا .. لن تكون سيئه "
' سيئه كريس ، لا اشعر بالأرتياح '
" حلي عني سيڤار ، اتركيني باللهِ عليك "
وحينها توقف كل شيء .
" ليس واقع ، ليس واقع "
تنهدت كريس خوفاً ثم مسحت العرق الجاري على جبهتها كي لا يفسد تبرجها
" اقسم بأسم الرب العزيز ان اتابع حتى النهايه "
قالتها وعيناها تناظران كفها المُرتجف
" كريس؟ "
سمعت طرقات والدتها مع صوتٍ مُستفسر، لذا ضبطت انفعالها ومسحت دموعها بحذر
رمقت المرأه نظره اخيره متوجسه، قد وجدت ذاتها بها ..
تنهدت للمره الثانيه على التوالي، تتجهز لحياه جديده أختارتها، رفعت ذيل الفستان ثم سارت خارج الغرفه حيثُ سيارة زوجها العزيز .
في مكانٍ آخر
مسحت سيڤار دموعها الأخيره امام المرأه، حينها عزمت على القوه والصمود
" الضعف لا يجلب سوى الالم ، لذا لا يجب ان أضعف . "
قالتها بأقتناع تام ثم خرجت خَارج الغرفه مع خطوات سريعه
ستواجهه
تباً لها إن لم تواجهه
وستعود موطنها .
هي تريد ان تعود! بأي وسيله كانت ..
إن لم يعيدها، سترحل عن قصره، او قد تريه معدنها الحقيقي
وصلت مكتبهُ وكالعاده الحارس الأصلع واقف امام الباب هناك
ناظرها مستفسراً لذا دفعتهُ على غفله ثم اقتحمت المكتب
ظنت انها ستجد چون وسط أطلال الأوراق مُنغمس في عمله، لكنها وجدته يتحسس بحادقتيه مفَاتن احدى النساء المُتعريات امامه
اشمئز وجهها بينما تُراقب عيناه الجامده تناظراها، كأنها افضل من تلك العاريه
كأن جسدها المستور بالنسبة له أكثر اثاره
تشنج وجهها ولم تمنع ذاتها عناء اخفاء ملامحها المُشمئزه بينما لم يقطع تواصلهما البصري، حتى عندما جاء الحارس وحاول أن يبرر، اشار له چون دون ان يناظر سواها
كانت تلك المرأه تنتظر طرده لسيڤار كي تتابع عملها، لكنه اشار لها بلا اكتراث
حينها تراجعت مع ملامح مصعوقه
رفضها..؟!
اين الجوع في نظراته التي كانت لا تزاح عن مفاتنها المُغريه!
تنهدت مع ضيق ورعب بينما تلتقط فستانها من فوق الأرض كي ترحل في اقل من ثانيه
" أي عاصفه جلبت الاميره النائمه هُنا ؟ "
" انتَ مُقزز! "
قالتها لذا تلاشت الأبتسامه عن وجهه وحل محلها الجمود فقط
اخرج سيجاره يُشعلها ثم قال مع نبره فاتره
" لن اعيد السؤال مجدداً لَذه ، سأحطم قدماك لأقتحامك مكتبي لكن لاحقاً، والآن ، ما الذي تريده عاهرتي ؟ "
أبتسمت مع مكر خافت تُخفي عواقب تلك الكلمه على نفسِها، ثم قالت تستخف بعقليته
" اريد الانفصال عنك فكما ترى علاقتنا لا تسير على نحو جيد، اعني انت مختل خائن وانا مُختله كارهه، الأمور لا تسير هكذا "
ظل يناظرها ثانيه قبل أن يتلاشى الغضب عن ملامحه ويتحول الى ضحكه مُطلقه نابعه من اعماقه
في لحظه واحده
صار من المسخ الذي قتلها مئة مره الى وحش اخر اكثر طيبه وبراءه
تلك الضحكه التي لم تسمعها منذ مجيئها
هل كانت ساخره ؟ لا، بدت فقط .. عاديه
لكنها لم تحب ابداً رؤيته سعيد، لذا نهرته
"لا تسخر مني! انا لا اريد ان اتابع في هذه العلاقه"
" حقاً لذه؟، اذاً.. اين تذهبين بعد انفصالنا ؟ "
ناظرته كأنه رجل بلا عقل أو تفكير ، كأنه اغبى من عرفت ، ثم همست مع براءه
" اعود لأبي "
اوه الهي ، اباها الذي اقام جنازتها منذ اليوم الأول من رحيلها ؟
.. حباً في السماء!
تنهد مللا ثم نهض عن مَجلسه واضعاً كأس الشراب الذي لم تلحظه سوى الآن جانباً
" كانت فقرة فكاهه جيده، والان تعالي هُنا "
تنهدت غضباً ثم سارت نحوه، بالتأكيد لم ترد ان تعيد شريط حزنها في شهورها الاولى من عنف مبالغ بهِ لذا سارت دون أعتراض
وقفت امامه
لكن لم تزاح عيناها من على صدرهِ .
' سيصفعكِ ، يصفعكِ ، يصفعكِ '
حاولت أن تقاوم يدها كي لا تحمي وجهها، أن تسيطر على ارتجافها
وهو كان مُستمتع بذلك الخوف
الكره والنفور
فقط ما أن يفرغ لها.!
لعق شفاهه برغبه وساديته مُتعطشه الى سماع صرخات ورؤية دموع سوداء من كحلها الغَجري ..
لكن ويال الاسف .. هي لا تَملك ذلك الكحل الآن، لذا قد يكتفي بدموعها النقيه الطاهره
اتسعت حادقتاها عندما سحبها صافعاً شفتاه على عنقها دون أن يتردد
شهقت بسبب الأشمئزاز بينما تحاول دفعه
" ليس الان! "
" انتِ ملكي يا صغيره ، وأنا اريد تلك المُمْتلكات الآن "
' حسناً سيڤار ، الى الخطه البديله ، لنري الوغد ما هي قوة النساء '
رفع رأسه مع نظرات ماكره عندما احاطت عنقه بأغراء مُصطنع ظناً انها ضعفت امام الرغبه ..
لكن تحولت تلك النظرات الى ظلام تام عندما همست ضد اذنه ماكره
" صدقني ، كنتُ اتمنى ان ارى تلك الملكيه لأن القديمه تكاد تتلاشى "
اشتدت يده حول خاصرتها متملكاً، لذا تابعت مع همس أنثوي أشعل غرائزه
" لكنني في فترتي الشهريه "
الصمت هو ما حل على المكان بعدها
تجولت قبضته من خاصرتها حتى خصلاتها يجرها مع عنف مُبالغ بهِ، كأنها زوجته التي رفضته دون مُبرر
احتدت حادقتاه بتحذير يناظر خاصتها الخائفه، كأنه يحاول الوصول الى اعماقها
أرتجفت شفتاها من الألم، لكنها تآوهت في صمت كي لا يزداد رد فعله عنفاً
امتدت يده في حركه جريئه من فوق ثيابها يتأكد من وجود الصحيه، لذا فرغ فمها دون تصديق ..
تسائلت إلى اي مدى تمتد وقَاحته ؟ يمتد ظلامه وجنونه ؟
عزمت على صفعهِ بسبب حقدها الذي فاض، لكن قبيل سقوط تلك اليد على وجنته، امسكها، بينما ترى شيء في عينيه يتبدل
علمت أن ما رأتهُ من قبل لا شيء امام تلك النظرات
مُظلمه، غاضبه، وصلت حتى تلابيب روحها
" لازلتِ لا تدركين بالفعل "
قالها أسفل جناح نبره مُظلمه، عميقه، جعلت تلك القشعريره المؤلمه تسري في جسدها
وفي لحظه واحده صرخت حتى تمزقت حبالها كما تحطم كفها بين قبضتهُ
حاولت أن تمنع لسانها عن الترجي لذا ظلت تصرخ بسبب الألم
صارت عيناه جنونيه، مُستمتعه ، لكن الغضب اطغى واكبر
كل ما فعلتهُ لا يُغتفر، أن تتحداه، تناظره كأنه الغبي في لعبته، ترفضهُ مئات المرات وهو يموت عليها دون سبب لعين
تريد الرحِيل ، وفوق هذا كله ، ترتكب أسوء الخطايا المكنونه في محاولة صفعه .
دفعها على الطاوله الزجاجيه بعنف، لذا تحطمت، وغُرز القليل من الزجاج في ظهرها
ازداد نحيبها بسبب العجز، ادراكها بالألم كان كبير لدرجه جعلتها عاجزه عن فقدان الوعي
لاحظ ما تمر به لذا قهقه خافتاً، ثم شمر عن ساعديه
" والآن لنبدأ حسابنا، بدأً من اقتحامك مكتبي، حتى كوني مقزز وارادتك للرحيل "
رفعت رأسها بصعوبه تناظره دون تصديق، الم .. و رَهبه.!
" آسفه .. ابتعد عني "
" الآن آسفه ، ها ؟ الآن! "
تابع مع نبره مُغتاظه
" اكره امثالك، حتى انك لا تحتملين نتائج اختياراتك الغبيه ، اللقيطه "
دار حول جسدها المُثبت فوق شظايا الزجاج مدندناً برضى نسبي
" الطفله المسكينه، تحطمت فقراتها، قد دخلت عرين المسخ دون تفكير .. تؤ تؤ تؤ "
هز رأسه للجانبان مع يأس مُصطنع، ثم انحنى امام وجهها المذعور ، هامساً ..
" ما الذي سأفعلهُ بكِ الآن ؟ "
" ار..حمني "
" الرحمه لا تجوز لعاهره "
اغلقت حادقتاها بسبب الحسره عندما شعرت به يسحبها من خصلاتها كي تنهض
كرهتهُ ، كرهته حد اللعنه
حد النفور
حد الألم
حد الموت
امسك خصلاتها مع إحكام ، واليد الاخرى حول فكها يمنعها من السقوط
" لم ينتهي حديثنا بعد ولا اكترث لأمر شهريتك اللعينه ، سأتيكِ الليله "
ازداد نحيبها، لذا قهقه بأستمتاع بينما يتركها تطرح الأرض ، كأنها لا شيء
" توماس .. استدعي الطبيب "
لم يدركها بعدها سوى الظلام وقلة الحيله، علها كانت لحظات مهربها منهُ .
***
" أوافق "
قالتها مع ملامح جَامده، توافق على جلد ذاتها
علمت أن كل شيء انتهى منذ لحظة تفوهها تلك الكلمه، ولا سبيل للعوده
كانت تلعب لعبه خطيره مع الوغد العجوز، وأبنه الوحيد الذي ناظرها مع ابتسامه خافته
أبتلعت اللعاب الذي تشكل في فمها عندما رأت الألم والأنكسار يتجسد في تلك البسمه
كان لُعبه ، تسلت بها شهور
ادعت عليه الحب ، وفي ذات اللحظه اقتحمت حياة والده الفَاسد
معها شعر كأنه امتلك العالم ، ارادها ، اراد ان يهبها روحه لكن يال السخريه ..
فهي قد انتزعتها .
" مُبارك لكما ، يمكنك تقبيل العروس "
حينها فصل تواصلهما البصري ، وناظر الحائط عوضاً عن المشهد القادم
ناظرت العجوز مع ابتسامه ماكره، وبادرت في طبع قُبله سطحيه على شفتيه
لكنهُ رآها .. هو رأها
عَلِمت عندما رفع يده يزيل دمعته الخائنه، لذا كرهت ذاتها أكثر مما كانت تفعل .
' لا سبيل للعوده كريس '
ابتلعت حسرتها ثم ابتعدت عن الاخر تُخفي اشمئزازها وتدفنه عن الشهود
أستدارت مواليه الجميع ظهرها تتحسس وجهها بضياع
" الهي كريس ، ما الذي فعلته في نفسك ؟ "
همست خافته، لكن لم يدم كفها على وجهها مطولا، لأن الآخر حاوط خصرها قائلا
" عروسي الخجول "
سحبت شفاها بين اسنانها تجبر ذاتها على الخضوع، كانت وهله تعيد بها عتاب نفسها قبل ان تزيل يدها عن وجهها
" فقط انا سعيده.. لا أعرف كيف اصف سعادتي "
" سعيده كريس ؟ "
" بالطبع سعيده! ، أحببتك منذ اول لحظه رأيتك فيها، لكنك لم تكن تحبني ، احببت اختي ولم ترى سواها "
" والآن تغير كل شيء "
قاطع حديثهما صوت ابنهُ
" مُبارك لك أبي "
ربما وصل صوته الى مسامع والده ، لكنه وصلها هي حتى جوارحها
ندمت وهله على كسره بمثل هذه الطريقه
لم يكن مُحبذ ان تدخله في انتقامها
' شاهد فساد والده في صمتٍ كريس، والصامت عن الحق ، شيطانٌ أخرس '
كان الشيطان الأخرس في كل شيء، رآى كل شيء وظل صامتاً
حتى عندما كسرته ذلك الصباح مُستخدمه خبر زواجها، لم ينبس بكلمه، ناظرها مع نفس الأبتسامه وقال
" الى متى كريس ؟ "
حينها مال رأسها مكراً بينما تجيب
" الى المدى البعيد مِينا "
" مبارك لكِ فساد نفسك "
" مُبارك لكَ الألم، حبيبي "
خرجت من شرودها على صوت ابواق السيارات، لكن لم تدم في وعيها، قد غاب عقلها مجدداً على احدى ذكراه
" أحبكِ "
" الى اي مدى ؟ "
" الى مدى مؤلم كريس، الى اللا مدى، لا اعلم لما و كيف ، لكن ما اعلمه ، انني احبك "
خرجت من شرودها للمره الثانيه على يد اليخاندرو بينما يتحسس خصلاتها
خصلات تشبه خاصة سيڤار ، تلك الأنثى التي جذبته ، كما لم تفعل واحده قط .
الأختلاف بينها وبين كريستن كان واضحاً لهُ، كريس مجنونه ذلك الجنون الفاسد، بينما سيڤار مُختله نَقيه
كانت لتكون من العاهرات المميزات بعد تدريبها دون شك ..
دس سبابتهُ عند رقبة كريس، مع شهوانيه ارتجفت لها الآخرى
تلك الصغيره التي يمسها الآن أحبتهُ ، وهو لا يخون احبائه .. تقريباً
ارتفع ثغره بأبتسامه تجسد الرغبه
سيڤار مُختلفه ..
هي لم تحبه، لذا بيعها وأجبارها على تقبل حقيقة كونها ملاذاً لأكثر من رجل ، كانت خطتهُ
لكن الأن ، كريستن له وحده حتى يتأكد من محبتها .. مُصطنعه كانت ام صَادقه .
لم يعي كلاهما عينان مينا التي لم تتوقف عن مراقبتهما ..
مراقبتها هي بالآحرى
رأى الشهوه والشك يغلفان عينا والدهُ ، يُقابل خاصتها النادمه ، الشارده .
بغض تلك الأصابع التي كانت تعبث في عنقها، خاصرتها، لكن لا شيء يفعلهُ ..
هي من وَضعه في هذا الموقف، كي يراها تائهه لغيره ، ولا يقدر على مساعدتها .
رغم فسَادها، كانت فاتنته ومحبوبته وصغيرته
كانت خاصتهُ ، في أعماقه
ربما هي خيانه لوَالده، ولنفسه .
لكن الحب هكذا ..
أبتسم مُنكسراً، ثم أعاد ابصاره نحو الطريق
لُعبه مُشفره ليست بين انامل أحد
صف مينا سيارتهُ عند أحد المنازل المُنعزله
خرج من السياره، وهذه المره لم يقدر على تصنع أبتسامه امامهما
قد تلاشت قوته، ولكنه صمد ليلتها، لا يعرف كيف صَمد ، لكنه شكور للرب .
فتح الباب لوَالده، اليخاندرو الذي احاطه بين ذراعيه، كما يَفعل دوماً
كان اليخاندرو رجل سيء، وبرغم سوءه وقُبح افعَاله ، أحب مينا ، اكثر من نفسهِ ..
لحظتها ولجت كريس واقفه أمامهما، لذا فصل اليخاندرو العناق مُناظرها برغبه لم يتلكف أخفائها امام ولده
" مُبارك لكِ "
امآت مع أبتسامه خافته، ودموع مَخفيه
ابتعد اليخاندرو صوب الأشجار المصفوفه على الجانبين جانبهما
" لا أستطيع أن افعل شيء كريس ، كوني بخير هذا الشهر "
ناظرته جموداً ، حتى دموع حادقتاها قد جفت ، والأنتصار طغى على عاطفتها
" شكراً لكسركِ إياي "
قبيل أجابتها التي تجسدت في أبتسامه منتصره، دس اليخاندرو زهره بيضاء خلف اذنها، لذا جف حلقها وأصفر وجهها
هل سمع مينا ؟
أبتلعت تُخفي ما في بالها من مخَاوف، وعزيمتها على الأستمراريه تقودها
حينها أبتسم مينا يأساً ثم صعد السياره راحلا، يجر خيبتهُ وراءه .
' لم تكن الفتاه التي احببتُهَا '
' لن أنتظر عودتها '
' لقد انتهينا كريس '
***
أستيقظت صوفيا من نعاسها الذي لم ترد أن تنهض منه ابداً ..
لكن الواقع دَائم .. حازم .. مُر!
ظلت مُغلقه عيناها بسبب التوجس، وشريط الأمس يَدور في عقلها
هي لم تسكر وتتودد له بالطبع
نعم .. هي لم تفعل .
لعنت تحت انفاسها بينما تفتح حادقتها، تمنت داخلها ألا تجده كي لا تقتله دون تردد هذه المره!
تمنت الا تراه .
' لا أريد ان اقتلهُ ربي، لا اريد أن انتزعهُ مني '
لكن ما يتمناه المرء ، لا يحصدهُ دائماً
" أستيقظت سنيوريتا أخيراً "
" أخرج إندرو ، اخرج رجاءاً "
" لما ؟ حتى انكِ لم تباشري عملك في الأمس "
جزت اسنانها غيظاً
الحديث معهُ لا يجدي
علمت أنه يفعل هذا لكسرها مثلمَا كسرته
ليذيقها مرارة ما ذاقه
ارتفع ثغره مكراً، ثم اعتلاها بينما يلثم عنقها ..
" تذكرين كيف كنا نفعلها صَحيح ؟ "
تابع، بينما يتعمد ان تتضارب أنفاسه عنقها
" بحب ، عشق نقي صادق "
اختفت ابتسامته عندما رفعت سلاحها على رأسه من الخلف
" حركه اخرى إندرو ، واحده اضافيه لعينه ، لأفجر هذا الرأس اليابس "
ظل هناك فقط ثانيه واحده قبل ان يرفع رأسهُ مع عينين جامدتين
انسحبت من أسفل جسده، بينما يشير فوهة سلاحها عليه
" أخرج "
" وإن لم أفعل ؟ "
انطلقت رصاصتها تقتل صمت المكان
نعم لم تخترقهُ ..
هي مرت من جانب كتفهِ تماماً، حدث خدش هناك سبب جرح عميق
لكن ليس نفس عمق حسرتهُ
" والآن بعدما اتضحت الصوره، أنصحك بالخروج أو سؤذيك، وإن فعلتُ، اذيت نفسي إندرو ، وانا لا اريد ان اموت مرتان "
رأى الصدق في عينيها ..
في دماءه على كتفه، في الالم، في الحسره .
لذا خرج لاعناً تحت أنفاسه سَاخطاً
" للمرة الآخيره صوفيا ، سأنسحب "
في الوقت ذاتهِ وفي نفس المَسكن، سحبت سيڤار الغطاء على جسدِها بينما تعتدل توالي ظهرها للحاضرين
' لم استشعر الذل ابداً أمام أحد، لم اشعر بالمراره عندما كان يتلمس ظهري يعقم تلك الجروح ، أنكر شعوري بالالم في تلك الفتره من حياتي ، بل انكر وجودي تماماً . '
" انتِ صغيره مَحظوظه، الزجاج كان سطحي، ولم يخترق الكثير جلدك "
" ستتشوه ؟ "
سمعت صوته العميق ذو البحه، يسأل الطبيب المُسن
كادت تحتضر، وهو يكترث بالمظهر الخارجي لجسدها ، ولا شيء سوى جسدها
وماذا توقعت غير ذلك، في النهايه .. هي ليست هُنا، سوى لهذا .
تجَاهلت غصتها مُتحججه انها للمره الاخيره
' للمره الأخيره سيڤار '
" لا سيدي ، لن يحدث اي تشوهات، فقط فتره حتى تلتئم جروحها "
حينها عم الصمت على الغرفه، لذا علمت ان الجميع قد غادر
سارت دموعها في صمت، ارادت ان تستدير كي تهرب وتباً لكل شيء، لكن وقبل ان تفعل شعرت بهِ يصعد الفراش من ورائها
مال على اذنها من فوق الغطاء ، ثم همس ويده تداعب بطنها
" انظري الى اين أوصلتِنا ؟ عاهره عنيده . "
تابع مقهقهاً في خفه
" ستعاقبين على ايصالنا لهذا الحد ، أظن .. علاقتنا لم تعد جيده الآن وهذا بسببك "
تنهد بينما يسحب يده من عليها
" اُفضل الا تتشوهين، أعني من قد يحب عاهره مشوهه ؟ "
اغلقت حادقتيها في مراره ، الم ، قهر
وقلة حيله .
نهض عنها وغادر ، لذا حينها ابعدت الغطاء عن وجهها تقززاً لانه لامسه
نهضت من فوق الفراش بصعوبه بالغه
' إما الآن .. أو ابداً '
سمعت المُحرك يدار في الأسفل بقوه رهيبه، تلاه احتكاك عجلات سياره لذا اغلقت حادقتاها لوهله
رحل مُسرعاً هذه المره ..
لكنها غفلت أنه لم يكن الراحل .
نهضت من فوق الفراش، لامست قدميها الأرض البارده لذا ارتجفت من برودتها
خرجت من الغرفه مع خطوات بطيئه، لكنها فجأه توقفت مع عينين ضيقتين تتأكد من انعدام تواجد احد في هذا الأثناء
لم تجد احد بالفعل لذا سارت وحواسها مُنتبهه لاقل صوت قد يصدر حولها
المنزل كان مُعتم، لذا وجدت صعوبه في السير، جانب عقلها المشوش لكنها تحاملت .
وصلت بداية السلم فبدأت تنزلق ببطىء
درجه ، وراء درجه ، تجر درجه
حتى وصلت للنهايه ومع كل خطوه تتخذ يرتسم الأمل على محياها
انهت درجات السلم فوصلت حيثُ الباب الرئيسي لذا تنهدت ببطىء بينما تفتحهُ
مُغلق.!
كادت تبكي لكن عاد الامل يغزوها عندما وجدت المفاتيح تلتمع على طاوله صغيره
جربت الاول ، ثم الثاني ، الاجابه كانت في الثالث حيثُ فَلح .
فُتح الباب مصدراً صرير عالي جف دمها عليه، هو لا يصدر هذا الصوت عادةً
ابتلعت في توجس، ثم غادرت ببطىء مُغلقه الباب خلفها تحسباً لأي مخاطر
اعتادت أن تستغل السيء في الجيد ، وصرير الباب قد يكون تنبيه جيد لها .
لحسن الحظ لم يلاحظها أحد بينما تخرج، حيثُ الصرير لا شيء امام قهقهاتهم العاليه
كانوا متجمعين عند البوابه الرئيسيه، امام النيران يضحكون كأنهم في مُخيم مَا .
استغلت السيارات المصفوفه على جوانب القصر كي تختبأ، ولحسن الحظ أن الاجواء مُظلمه لدرجه كبيره
" من هُناك! "
جف دمها بينما تراقب احد الحراس ينهض صارخاً بها
انحنت دون ان تفكر ثم حاولت ان تزحف مُسرعه خلف اخر سياره مصفوفه
سمعت اصواتهم تقترب لذا انحنت مُناظره تلك الأحزيه من اسفل السيارات
" ماذا رأيتَ توماس ؟ "
" اشعر انني شاهدت أحد عند السيارات "
سمعت قهقهات ساخره من الرجال بينما صوت الصفع يَرتفع
" ما بالك يا ساقط ؟ ، بات أصلعنا خائف من حكاوي ستيڤ . "
سمعت صوت رابع يجيب عليهم في جديه
" اظنني رأيت الظل يا رجال "
" تباً لن يُسَر السيد بهذا الخبر "
استغلت أنشغالهم بالحديث لتزحف خلف بُنية القصر حيثُ السيارات مصفوفه على جوانبه
رأت الاضائه تحوم حول تلك النقطه التي تركتها، لذا ركضت مع اقصى سرعه تمتلك نحو اكبر شجره هناك
تسلقت الشجره في سهوله نسبيه، هي اعتادت على تسلق الاشجار، لكنها لم تعتاد على التسلق مع الالم المكنون بها
وقفت على طرف السور مع عينين متوجستين من ارتفاعه الشاهق
الطريق فارغ كما لو كان زراعي ، لا وجود للبيوت من حوله
امامها وجدت نهر فائق الروعه بسبب انعكاس هلال القمر عليه
كان ليكون مشهد رائع، لو اختلف موقفهَا
استدارت تلقي نظره اخيره على القصر
لكنها لم تسر بما رأت، رأت جسد تدرك هيئته، واقف على شرفه يراقبها مع ملامح جامده
قشعريره تملكتها وهو يناظرها بتلك الطريقه، كان بعيد عنها، لكنها لمحته، وقد علمت انه غاضب للغايه
ابتلعت في هلع عندما استدار فجأه عازماً على القدوم لها مع خطوات متهوره
ناظرت الجانب الاخر مسرعه ، إن قفزت، تحطمت قدماها او ربما ماتت.!
لم تجد اي اشجار تستعين بها في الناحيه الاخرى
" لا اللعنه .. لا! "
حينها سمعت صدى الصرير ، لذا دفنت وجهها بين كفيها في ضياع
" أيها الرب ، ارجوك "
انتحبت باكيه بينما تردد مُجدداً
" ارجوك الهي "
قالتها مع قلة الحيله، ثم بدأت تزحف على السور، بعيداً عن الشجرة الكبيره
لنرى كيف سيصل لها الوغد في الأعلى
ظلت تزحف وتزحف، مُتجاهله الالم والبرد وخصلاتها المُداعبه من قِبل الهواء ..
حتى رأت خلاصها عند احد الاركان .
صندوق قمامه مُغلق، شعرت أن الحياه تبسمت في وجهها
" خطي خطوه اضافيه وسأفجر دماغك اللعين "
تصلب جسدها بينما تلف رأسها ببطىء
تمنت ان يُبطىء الزمان، كما كانت حركتها
وجدت چون يراقبها مع ملامح جديه، وسلاحه مُصوب جهتها
لاحظت أن رجاله يلتفون من عند البوابه الرئيسيه لذا ناظرته في تحدي
انتصار ..
ثم قفزت دون ان تفكر كرتان .
قفزت متحديه اياه، قد سمعته يلعن تحت انفاسه متوعداً اياها بأبشع الاشياء .
تأكدت انه لا يجب أن يضع أصبع عليها
وقعت فوق الصندوق بثقل جسدها على كفها المُضمد لذا صرخت صرخه رجت سكون الليل
انتحبت بينما تنهض مع ملامح متألمه مذعوره تركض بأقصى قوتها
' إمَا الآن أو ابداً '
وقتها ظهر وميض مصباح سياره من خلفها
ظلت تركض وتركض وتركض دون يأس
كلما فقدت انفاسها وجدت ذاتها عازمه على النجاة أكثر ..
' لاجلكِ سيڤار، افعليها لأجلك '
لكن بدأ جسدها يخونها
هي لم تكن خارقه كي تتعرض لكل تلك الصدمات النفسيه والجسديه دفعه واحده
فجأه انحرفت السياره امامها ثم دلف خارجها مع تلك الملامح التي لم تُحبذها
ارتجفت شفتيها فزعاً، لازال هناك فرصه، كان وحده ولا وجود للحرس!
ركضت في الجهه المُعاكسه
لكن وفي اقل من لحظه حاوطها بذراعيه ليسقط فوقها مطرحاً اياها الأرض
وقعت، وقبل ان ترمش سحب ذراعاها خلف ظهرها مع شيء من العنف المُفرط
انتحبت وصرخت لكن كفه الأخر كمم فمها
كان مُلتصق بها، متملك لك انش على تلك الارض الصلبة والرطبه
بدأت تشعر بالمياه البارده تغزو الارض، لم تشهد احد على طول الطريق يقيها شره ، حتى الحرس لم يتبعوها .
وقتها همس عند اذنها لتستشعر اسنانه المضغوطه وانفاسه المُتسارعه .
" هذا سيء، مُشين، غير مُتوقع "
كان من الصعب التنفس خلال الامطار التي ازدادت ، وثُقل جسده فوقها
سحب ذراعاها اكثر لذا انتحبت مع الم لا مثيل لهُ .
" الأمطار زادت اثارتي ، لم اكن اريد ان افعل هذا الآن .. "
ترك ذراعاها وجسده يثبتهما ثم بدأ يتحسس نهاية ثوبها القصير يرفعه ..
" لكنكِ تَستحقِين الأمر "
وحينها أقتحم حصونها ببرية ظلامه، حصون برائتها، متعمداً نشر الوانه الداكنه بها
الوان لم تكن مُحببه
فقدت وعيها فوق تلك الامطار، حيثُ شَهدت قلة الحيله والألم
كفه منعها من الصراخ
الصراخ الذي كان يساعدها على التنفس لاحقاً
هي فقدت وعيها من النفور والأختناق ..
وهي مشاعر سيئه تجسد مالا نُحب .
" هَلاكِي "
كانت اخر كذبه التقطتها مسامعها ..
فهو هلاكها الحرفي والحتمي .
يُتبع ..
***
رأيكم يهمني 🌟
اي ملاحظات او انتقاد ؟
توقعات ؟
جهزت اختلاف في طريقة السرد من اول البارت القادم لانني لست راضيه عن بعض النقاط، هو سيكون صغير، لكن بارز أظن
الوصف سيظل كما هو ، سأحاول ان اعدله تعمقاً فقط
اخذنا اجازه بسبب المرض 🌚💔
حفظ الله الوطن العربي كله ، وشعوب العالم الصالحين ان شاء الله ☹❤
غسل اليدين والتزام المنزل من الاجراءات الهامه لحصر المرض ومنع أنتشاره
دمتم سالمين وفي صحه جيده ❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top