نبضُ قَلبه والرَقصه <١٣>

_ اللَحظه المُنتظره ❤

قد يحلم البغضُ بالأستيقاظ جانب الحبيب، والبعض الأخر لا يريد سوى السلام الذهني حِين الأستيقاظ في فراشٍ واسع مُريح .

وهذا تحديداً ما كانت تبحث عنهُ سيڤار و ظلت تنبش وراءه بضراوه ولَوثه

السلامُ الذهني الذِي لم تجده بجانب أسرتها ولا حتى بجانب الرجل الذي يقيم معها علاقه وقد تملكها

لطالما كانت تركض، وتركض في أحلامٍ مُبعثره كانت تستخفها بسخريه؛ فهي أبداً لا تُحب الهروب!

تعشق مواجهة الألم بالتقبُل والرأس المَرفوع

لكن وقتها ... هي هربت من چون

هربت من إبن سانتيغو للمره الثانيه، لكن هذه المره كانت عزيمتها أكبر، وحينهَا عرف أنها ستكون لُعبة مطارده لذيذه

أتبع جسدها الراكض بأبتسامه واسعه وصوته يدنو فِي المكان مع دندنه

" يا إلهي ..
لعبة الهروب والأختباء! "

كاد يدنوا حراسه نحوها لولا يده التِي أرتفعت تشير لهم بفتح البوابه

وستبدأ المُتعه.!

تعمقت سيڤار في الركض جهة النهر، تحديداً على نهاية ضفته حيثُ كان هناك غابه واسعه أرادت الأختباء فيها

" والأن ، تلهث الشابه كالكلاب ناحية الغابات المُتكثفه، تُرى أيّ وحش سيقضُم دماغها ؟ "

وبينما سيڤار تركض وعقلها مُنغمس في ضرورة الأستمراريه، طار حذائها مِن سرعة عدائها وسقط على الأرض أمامها، حيثُ أُغلق فخ كبير جداً كاد أن يبتر قدمها كلياً

أنطلقت من ثغرها صَرخة مَفزوعة ثم أتجهت لليمين تُغير أتجاهها المُستقيم بتلقائية، فسمعت صوت چون الضَاحك

" مَرحى! ، كاد يتعثر كلبِي في فخِي اللذيذ "

ذمت شفتاها والغابه تزداد عُمقاً وأتساعاً، فشعرت أن الغرب كالشرق والشمَال كالجنوب، وكُلهم على حدى!

بالتأكيد كانت تَعرف الأتجاهات، لكن خطوات السافل من خلفها ورغم بُطئها، كانت تحتويها

" كَلبي يستمر فِي الركضِ دون يأس ، تُرى أي طريقٌ سيسلك ؟ "

تعثرت سيڤار أمام مُفترق ثلاث طرق، لذلك نهضت وقد أتخذت الطريق الأيسر كحل سريع عشوائي

"أختارت قاعة المَافيا الروسيه، يال الذكَـاء! "

سخر مع نبره أفزعتها وسببت رجفه فِي دماغها، كان من الغباء أن تُفكر فِي العودة أو أن تتوقف عن الركض بعد قطعها تلكَ المسافة

" هناك فخٌ أشد روعه بعد ستة أقدام منكِ، لا تخطي عليهِ "

توقفت عن العدو وعيناها تعد أمامها ست خطوات، لم تكن تصدقه ، ولم يكن هناك منطق في الأمتثال لهُ ، لذا قررت أن ترمي حذائها المُتبقي هناك

وبخصوص الحذاء فقد سقط في حفره عميقه كانت مردومة بأوراق الشجر الخَفيفه

أتسعت حادقتاها وألتفتت للوراء بتشوش

إن كان يريد أن يُمسك بها .. لما حذرها من فخٍ كاد يتسبب فِي كسر عنقها بل وأقدامها أيضاً ؟

ظهر مِن علىَ بعد أميال منها، عيناها المشوشتان تحتوي خاصته التِي ترددت بين الغضب والأستمتاع

تلكَ الأبتسامه الصغيره على ثغره، أبتسامه غاضبه أرهبتها لكنها أيضاً جمعت عاطفه أشد لذه ولذه .

ظلت تناظره وهو فعل المثل

كان يشعر أنها ستحتمي بهِ من الفخوخ والوحوش والمافيا

سترتمي بين أحضانه، وسيحتويها حتى يزرع الآمان في قلبِها ثم يُعيد النظر في عقابها

لكنها فِي النهايه أدرات له ظهرها

خذلتهُ .

وتابعت الركض بسرعه أكبر بعدما تحاشت الفخ المَفتوح

" ينطلق الكلب مَره أخرى، أوه عذراً ، إنه خيلٌ عربي مُهتاج يحتاج إلى عداء يمتطيه "

أرتفعت نبرته حين زئر بتلذذ

" وَ تباً كم سأحب أمتطائه "

بعد جملته التي أرهبتها وجدت نفسها عازمه أكثر على الركض

وقد تخلى عقلها عن أي فرصه للعودة

طرق كثيره ورؤيه مشوشه وركض مُستمر أرهقها، حتى ظهر مبنى مهجور أمام أبصارها

كاد يلوح على ثغرها أبتسامة نَصر

لولا الرجال في بذلات رسميه على جوانب المبنى، الذي حين رأها أحدهم، رفع عليها الزناد بلا تردد وقد أطلق چون زئير عالي

" ســــيــــڤــــــــار! "

لكن ذلك الرجل لم يكن قد فهم خطأه وكارثته، إلا حين أنطلقت الرصاصه في صدرها فوق قلبها تماماً .

كاد جسدها يَطرح الأرض لولا يد چون التي أحاطت خاصرتها بأحتواء

وأراد في تلكَ اللحظه أنتزاع قلبه الأسود وغرزه بين أضلعها بدلا من خاصتها المَجروح

بدأ أنفها يقطر دماً من فرط وجعها، وعيناها تلوح بتشوش

" أنـ-ا .. هـ-ذا غـــ-ـريــــ-ب .. مــؤلــ-ـم .. لــــكــــن لــذيـــ-ـذ جـــ-ـداً .. أهـــ-ـو المـــ-ـوت ؟"

" شــــشــــش .. أعرف يَا ملاذي ، اهدأي "

قالها بعينين حزينتين، ويده تضغط على صدرها محل إصابتها

" لـيـت ألـمـكِ هــذا ألـمـي، لــيــت إصـابـتـكِ تــلـك كــانـــت فــيّ قـلـبـي، فرغـم أنهـا فـيـكِ، إلا أن ألـمــهـا كـلـه لــيّ "

كادت تتحدث وهذا لم يُسبب سوى إجهاد أكثر فيها، لذلكَ أمرها چون بمراره

" أغلقي عيناكِ، وعندما تفتحيها، سيكون كل شيء على مَا يُرام "

حينها نظرت إليهِ نظره جعلت حواسه تنقلب رأساً على عَقب، نظرت له بألم ورجاء أستشعره .. وكم تعمدت الشرقيه إوجاع حواسه بعدها.!

ثمَ ببساطه فقدت إدراكها بين ذراعه كما أعتاد دوماً، لكن قلبه تقطع هذه المره من الوجع المُر عليها

تسائل داخله ، أهذا شعور الألم ؟ الفُقدان والغربه المَريره ؟

شعور الخوف؟!

وكالعَاده حين يكون الحاضر سافلا، سنهرب إلى الماضي، قبل أعوام و أعوام بل وقبل ولادة أكبر أبناء سانتيغو

ذلكَ الماضي الذِي جمع بين سانتيغو وخادمته المُميزه إيڤالين، ولأننا على أرض الواقع، لن يَحصد سانتيغو نهايه سعيده ؛ لأن فِي الحقيقه الفروق الطبقيه تكون أقوى من أي حبٍ في الظروف العاديه من الضغط ودرجة الحراره

سارت إيڤالين على نهجه كما أمرها، فِي النهار تدرس وترص أوراقها وتذاكر فروضها، وفي الليلِ تُرتب مكتبه ثناء تحديقاته المستمره

فسرت تلك التحديقات أنها لمجرد التحقق، بسبب أنعدام الأمان نحوها أو خوفاً من أختلاس أمواله وأوراقه

فِي النهايه سانتيغو في الواحده والعشرون من عمره، لم يعد مُراهق ، بات بالغاً وواعياً .

لم تُدرك إيڤالين أن سانتيغو أئتمنها على ما هو أشد أهميه من أموال فانيه وأوراق مطبوعه، لقد ائتمنها على قلبهِ.!

ومَا أجمل أن يأتمن رجل على امرأته قلباً، حتى وإن كان فاسداً

لكن الحب ليس دائماً كافي ، وليس دائماً دليل ملمُوس ..

" تعالي ، وأكتبِي أسمك "

أعلن سانتيغو ثم أشار لها بالأقتراب، حينها أرتسم على ثغر إيڤالين أبتسامه مُتحمسه كي تُطبق ما تعلمته عملياً أمام الوصيّ عنها.!

" حاضر سيدي ، أنظر كم خطي رتيب! "

قالتها بفخر ويدها تلتقط قلمه المُغلظ بالذهب الأبيض ، ثم خطت على سطر مُرتب قصير في صفحه ملطخة بالكلمات

لم تكن ترى أعين سانتيغو التي لاحت على نهاية ظهرها ،لكنها سمعت صوته الذي أوضح إتساع أبتسامتهُ

" يالهُ من خطٍ رتيب مُمتلىء .. "

أتسعت أعينها بلا فهم وحين ناظرته تابع ببراءه

" بالجمالِ "

أومأت له مع أبتسامه سعيده بسبب تعرض خطها للمدح، وألتمعت عيناها بدفىءٍ آسر

" متى ستتمِ الخامسة عشر ؟ "

" بعد يومان أو ثلاث أيام "

تتسع أبتسامته أكثر ثم دندن

" إذاً تبقى ثلاث سنوات ، ويومان، وخمسة دقائق ، لتبيتِ أمرأه مُكتملة النُضج "

تبسمت إيڤالين بلا فهم لتُجاري حديثه، و حينها تلاشت أبتسامته وتابع مع نبره أرهبتها

" امرأه ، كامله ، يا ، إيڤا-لين . "

أرتدت للوراء حين أنتفض من فوق الكرسي ويده تمر على أسمها المصكوك في تلكَ الورقه

" امرأه كامله ، para mi "
_ لي أنا _

زالت أبتسامة إيڤالين ثم قالت بأعين ضيقه

" أنتَ أسباني أم إيطالي ؟ "

زالت لمعة الأمتلاك عن أعينه تتحول إلى الغرور، ثمَ أردف بفخرٍ غليظ

" أسباني ، أباً عن جِد "

" أنا ولدتُ هُنا ، وصدقاً لا أعلم جنسية أجدادي ، ليست مُعضله صحيح ؟ "

" لا بأس ، فقريباً ستصبحين Dama española"
_ السيده الأسبانيه_

لازالت أنامله تمر موضع الحبر فوق أسمها بطريقه حيرتها

" سأذهب إلى النومِ يا سيدي "

أومأ لها مع عقلٍ مأخوذ ، فتابعت

" عِمتَ مساءاً "

ثم وببساطه خرجت، ولازال هو فِي مكانه يتفقد الورقه الرسميه التي وقعت عليها

دليل عبوديتها لهُ.!

عبوُديه أبديه زال منها الرحمه والحب .

وكانت بدايه لدومات عِده، ودواير لا نهاية لها

كانت كارثه قديمه شابهت كارثة الحاضر وإبن سانتيغو أمام جسد امرأته بعد أن قام بالعمليه الجراحية لها ؛ لأن الطبيب اللعين سيستغرق دقائق كي يصل، وقد كانت تحتاج إلى عنايه فوريه

لم يَرغب چون في خسَارتها أو تركها بين الحياة والموتِ ، مهما كلفهُ الأمر

حتى لو أضطر إلى تمزيق جلدها وحرقها وألهاب روحه التِي تألمت لأجلها

يده ملوثه بدمها والرصاصه في طبقٍ من الفضه جانبه، وأيضاً الدماء تلوث أقدامه، دماء من تجرأ على إصابة امرأته

لم يقم چون بقتلهِ، فالموت رفاهيه لم يكن أستحققها

ومع تلكَ التجربه المريره التي كان يتعرض لها كثيراً، بل وفي بعض الأحيان يقوم بحرق جسده وإخراج الطلقات بيديه المُجرده، لم يشعر أبداً بنفسِ الألم

السُخريه أنه أخرج الكثير من الرصاصات من جسدهِ قديماً، لكن ولا مره كانت صعبه ، مؤلمه وجارحه كتلكَ التي فعلها الآن

وضع السكين جانباً ويده ترتجف من شدة الألم، ثم تراجع للخلف خطوه واحده وقد توعد لها بعذاب لا مفر منهُ هذهِ المره

أيقن أنه كـ-چون سانتيغو وريث هاريسون، سيعجز المره القادمه في إجراء أي جراحه لها

مهما كانت حالتهَا ، لنّ يحتمل كل مره .. رؤيتها بين الحياةُ والموتِ .

قدم صاحب الإجتمَاع والذي كان اليد اليُمنى للرئيس أعتذاره الحار من الزعيم شخصياً بل وقدْ تسائل عن تعويض، مادي كان أو معنوي

لكن لا تعويض البته عن سيڤار ، أو أي شيء يمسها بالخيرِ أو بالشر

حينها شَرع الزعيم شخصياً في المُطالبه بلقاء فوري يَمنع كارثة الأشتداد مع تلكَ العائله والتي لها بُنيه عريقه متعددة الجنسيات

لم يكُن ضعيف أبداً ولمْ يكن خصماً سَهل، يعلم الجميع من هو أنطونيوس الذي قتل المرأه التي هام بها، فقط لأجل المَجد والأعمال وكي لا تُلطخ أسمه فِي لائحة العاشقين .

مَر الوقت سريعاً وأجتمع چون بأنطونيوس مباشرةً على طاوله نظيفه مُنعزله في منتصف المبنى

" أعتذاري الحار سيد چون ، لم أكن أعرف البته ما حدث ، تعليماتي كانت أن يُقتل أي لعين شاهد أخطاء أجدادنا، ولم يكن يعلم رجالي من هي وما صلة قرابتها بكَ "

" ما الذي تريده ، يا عزيزي أنطو ؟ "

سأل چون بنبره فاتره وبارده، لا يشوبها سوى الفراغ التام

قامت شفتيه بنفث دخانها الرمادي الذِي لاق كثيراً بالإضاءه الخافته

كان وغداً بلا قلب فارغ الروح والجسد، حتى جاءت هي وأشعلت بصيص فيهِ

وذلكَ البصيص لا يلتمع سوى أمامها ولها ، لها هي وحدها .

أرتفع ثغر أنطونيوس بأهتمام وتناثر شعره الأسود على جبهته بسبب لفحه بارده من الريَاح

أسنانه البيضاء تَظهر في لمحه سريعه حين قال ببساطه

" فِي الحقيقه ما أريده هو اللا شيء، لا أريد عدائات خاصه معكَ، لذا أنا مُستعد لأي شروط يُمكن التفاوض فيها "

" أريد من تجرأ على إصابتها ، أريده حيّ "

أرتفع حاجب أنطونيوس بوصله، ثم أعلن

" لقد قام بإتباع إجراءات رسميه، لكن .. إن كانت رأس واحده تنقذ مئات الرؤوس من الدمار ، فتلكَ الرأس لكَ "

أمأ چون بلا أكتراث حين ضغط أنطونيوس على السماعه فِي أذنه وقال

" أحضرهُ لِي "

ثمَ أخفض إصبعه

" كيف حالهَا ؟ "

قالها بعد فَتره من الصمت، لمْ يكن مَنع فضوله لرؤية المرأه التي يهتم بها الآخر للحد الذي يجعله يهدد بإشعال دماراً لا نهاية لهُ

وعكس توقع أنطونيوس حال على چون لفحه من المشاعر هددته بالموتِ وإشعال حروباً لن تُخمد لأجل تلكَ المرأه، لم تكن لمحه جيده لكنها أفضل من الفراغ على أي حال .

"أنتَ على أستعداد لحرق اليابس في سبيلها"

قالها أنطونيوس ثم أرجع ظهره للوراء، ويده تمسك الآخرى فوق الطاوله برُقيّ

" قُل لي يا سيد أنطونيوس، كيف كان شعورك حين ألقيتَ سجارتك على جسد عشيقتك بعد إغراقها في البنزين "

" شعور رائِع ، كأضواءِ ليلة العيد "

قالها بألم عمِيق رغم الظلام التام الذِي لاح على أبصاره، ثم تابع بتحذير

" الحب فِي عالمنا له طريقان لا غير ، حينَ تُرغب امرأه نقيّه خارج مُجتمعنا "

طرق أنطونيوس على المكتب ثم تابع ببساطه

" الأول أن تخدرها لتقتُلها دون أن تشعر بالألم، و الثاني أن تتركها ترفض شخصِكَ -وستهرب-، وحينها سيقتلك وريث ُ الأب الروحي ، فالحب بطاقه خاسره يا سيد چون "

" من الجيد إذاً أن المرأه التي تخصني، لا أنا أحبها ، ولا هي نقيّه "

" هل كانت تهرب منكَ ؟ "

تبسم چون بهدوء ثم أجاب

" لربمَا لعبة الأختباء هي الأقرب لها، هذا ما يَحدث في العاده حين ترخي اللجام حول كلبكَ، ينطلق كالخيل ناحية اللِعب والرفاهيه "

" النسَاء يا رجل "

تنهد أنطونيوس بتعب ثم تابع

" لأمتطائِهم مُتعه وإدمان، لكنهنَّ مَصدر إزعاج حقيقيّ "

أومأ چون بالإيجاب والسجاره فوق ثغره مُستهلكه ، تكَاد أن تنتهي

" أتمنى أن تكون خيال جيد في النهايه "

قالها أنطونيوس بمكرٍ وعيناه لا تُزاح عن خاصة چون التِي لاح عليها الأستمتاع

" إسأل والدتك "

" هذا غريب، هل أنتَ أبِي المفقود إذاً ؟ "

" اسأل الخيل الجامح . "

أنفجر أنطونيوس ضاحكاً، وكاد يبتسم چون في المُقابل لولا دلوف أحد الرجال للغرفه بعد أن طرق الباب، رأسه مَحني وعيناه تناظر الأرض بجمود

" أنا من قام بإصابة السيده "

أعلن وعيناه لا تُزاح من فوق الأرض، فِي تلكَ اللحظه كان متأكد أن نهاية الخطيئه سيئه دائماً، وهذا ما يحدث حين يخون الأخ أخيه

ببساطه الرجل الذي قنص سيڤار ، خان أخوه مع زوجته بسبب جرعه مُفرطه من الكحول، الذنب على عاتقه لن يزول سوى بعد مماته

وتباً كم كان فخور لأنه سيموت كالرجل الحقيقيّ بين يدين أكثر الرجال شُهره وظلام

" هل من أمنياتٍ آخيره ؟ "

وجه أنطونيوس حديثه للحارس وعيناه تراقب چون الذي جمدت ملامحه وأُظلمت أبصاره، ورغم ذلك لم ينبس بكلمه

" فقط أتطلع لإخبار أخي أنني أسف "

قالها ، فنهض أنطونيوس بعد أن ربت على كتف چون الصَلب وقال للحارس

" لكَ هذا "

ثمَ خرج من الغرفه بعد أن تمتم بفتورٍ

" هو لكَ يا سيد چون . "

____________
_______

تنهد أنطونيوس بعد مرور الوقت الذي كَان يحتاج إليهِ إبنُ سانتيغو

دخل الغرفه و توقع أن يجد جثه في الأنحاء، لكن على العكس تماماً

وجد چون واقف أمام النافذه الصغيره، وعيناه تناظر الأسفل بفتورٍ

قميصه من الأعلى مفتوح، وذراعه مكشوف ببقع من الدماء، التِي جالت على أنحاء جسده

لم يجد أنطونيوس ما يدل على حارسه الوفيّ سوى الدماء المُبعثره هُنا وهناك

لكنه وحين أقترب ، وسقطتت عيناه على مرأى أبصار الوغد ، لعن تحت أنفاسه بذهول

الضباع في الأسفل تتهافت على الجسد الذي لم يَدُم منه سوى مُجرد عظام، ملتصق فيها قِطع من اللحم النييء

أنياب الوحوش تنهال عليهِ بلا رحمه أو شفقه

" أتمنى أن البُغض قد زال "

امأ چون دون أن يهبه رد مناسب وأعينه الخاويه تتبع ما تبقى من الجثةِ في الأسفل

" أصابها في قلبها، فأبتلعت الضباعُ قلبه، أنتقام لا بأس بهِ بالنسبة لي .. لكنها وإن لم تفق قريباً يا أنطونيوس، سأتجه صوبكم أنتم، واحد تلو الآخر، و لا لعين على وجه الأرض سيقدر على إرداعي "

التفت بعدها يواجه أنطونيوس بأبتسامه خافته ويده تَغلق الأكمام مجدداً

" فِي النهايه أعلم انهُ أحد رجالكَ الأوفياء، لذلك غسلت يداي منه "

سَحب چون من السيجاره ببطىء ، وقد كانت تُعبر عن الفراغ الذي عاد يغزوه مجدداً

أظهر الجانب الوحيد الذي يعرفه الجميع عنه

البرود والفراغ التام

أقدامه تتخذ نغمه هادئه في الممر، والنفس التِي قتلها منذ قليل لم تستحق الرحمه

فمن قتل يُقتل

وذلك الحارس قتلهُ مرتان

الآولى حين أصاب لذته

والثانيه حين شعر بالخوفِ والغُربه .

دخل الغرفه فوجدها كما هي

فوق القطعه الخشبيه المُستقيمه تُتَهته وتُهلوس، حرارتها لازالت مرتفعه بسبب الألم الذي جعلها تتعرض له مُجبراً

كل مره غرز السكين الساخن في صدرِها، كانت روحه ترتجف من الألم

لكنه أبى الأعتراف بذِلته

فضل أن يموت وهو يراها في ذلك الالم ، على أن يعترف ويجد الخلاص ُ .

وضع يده أسفل رأسها والآخرى أسفل خلفيتهَا، ثم حملها بين ذراعيه كما لو كانت أميرته

يسير بها مع عينين داكنتين، ولا أحد تجرأ على أعتراض طريقه أو مُناظرته

فِي نهاية المطاف وصل چون إلى سيارة أنطونيوس، وصعد في المقعد الخلفي ولا تزال سيڤار فوق أقدامه

كَانت في حاله حرجه من الهلوسه وقالت الكثِير من الأشياء التي لم يَلزم أن يعرفها أحد

لكن وبرغم ذلك وجد چون نفسه يبتسم بمراره ويستمع إلى كل ما تقول بلهفه

فقالت لهُ تاريخ اليوم الآول لبلوغهَا ، وقالت أن جِلدها يتحسس من شفرات الحِلاقه النسَائيه أكثر من تحسسه من الشَمع

قالت الكثير من الأشياء التِي فعلا لم يُفترض أن تقولها، ورفعت يدها الساخنه ببساطه لتضعها على وجنته بجديه تَامه

" لقد مزقتَ فستاني ، هل أنا عاريه ؟ "

عيناه تتجه إلى عاطفه دافئه مُعقده، لم يفهمها ولم يُجاهد فِي فهمها

" كوني بخيرٍ ، وسأدللـكِ هذهِ المره "

ألقى أنطونيوس نظره مصدومه عليهِ، قبل أن يعيد أبصاره ناحية الطرِيق

" هذا خطيرٌ جداً أيُها الزعيم "

" تباً للمَنطق من يَهتم ؟ "

أنحرفت السياره عن الطريق وهله قبل أن يسيطر أنطونيوس عليها وأعينه لا تزال مَصعوقه تراقبه بدهشه

چون هاريسون يَرفض المنطق ؟

إبن السافله الذي إن لم يقنعكَ بالضرب والإجبار، يقنعك بالمنطق صادق كان أم كاذب

الرجل الذي كان على أستعداد تام ليحرق جسد والده الذي يُمجده .. تحت شعار المنطق؟!

فِي نهاية المطاف أبتلع أنطونيوس حيرتهُ، وختم باقي دينه بإيصال وريث هاريسون إلى المشفى، حيثُ يستطيع الاخر عناية سيڤار بصوره أكثر دقه

المسكينه تم كيّ تلك البقعه منها، وستظل فيها تلكَ الندبةُ إلى الأبد

بالنسبةُ لـ-چون، أكتشف أنه أجرى العمليه الجراحيه بإمتياز، و لم تكُن تحتاج سيڤار سوى إلى بعض المغذيات، وأبره خافضه للحراره

في نهاية المَطاف رَفض أن يَكشف الطبيب مُؤخرتها، وفضل أن يعطيها هو تلكَ الحقنه

أبتسامه واسعه ترتسم على ثغره حين خرج الجميع ولم يبقى سوى هو وتلكَ الحقنه اللذيذه التِي وقع في حبِها

وتباً كم أستمتع بكل لحظه قضاها في غرز تلكَ الأبره دَاخل جلدها الطري والشهيّ

لأول مَره يرغب فِي شيء ولا يحصل عليهِ، والآحرى أنه لم يرغب سوى في أن تراه يهبها الدواء ، ليريها أن دمها القذر يتعرض إلى عملية تغذيه الآن

لكنها بالكاد كانت تتنفس، وكان مديناً لتلك الأنفاس المُختنقه .

رغبه اُخرى لم يستطع تنفيذها، رغبه مُطلقه أن يراها بخيرٍ لتصرخ وتخدش وتتشاجر مع كل من هب ودب

وتأتي أمامه لتكون مُجرد قطه مروضه ووديعه لا تمتلك سبيل سوى الأنتظار حتى يسمح لها هو بالأنتقام .

عيناهُ تتشبع بشيءٍ من الحده قبل أن يفرد فقراته ويده تُنزل فستانها

كانت المرأه الوحيده التِي دخلت سريره، ولم تعُد شغوفه للمزيد .

أغلق أعينه وهله وكاد يمرر يده بين خصلاته، لكن صوتها الذي دعاهُ أدخله في حاله من النشوه والرجفه المعنويه

" چون ؟ "

لم يكن يدرك أن أسمه يُمكن أن يكون بهذهِ اللذه، وهذا الشجن والإغراء

يدها ترتفع باحثه عن كفه، ولم يجد سبيل سوى أن يهبها إياه

أدخلت أناملها الرقيقه بين خاصته الغليظه والخشِنه، وحين أغلق قبضته، تلاشى كفها الأبيض خلف أصابعه

" هل أنتَ بخيرٍ ؟ "

أزدرد ريقه بألمٍ ثم قال بنبره عميقه

" لا "

أبتسمت خلال ثُباتها وقالت بعبثٍ

" جيّد "

لو كان في موقع أخر لصفعها على ثغرها حتى تلتهب شفتيها بالدمِ، لكنه ضحك بخفوت قبل أن يعود وجهه إلى العبوس

تذكر عندما كانت بين ذراعاه ، تلهث بألم لم تستطع التعبير عنه

عندما شعر أنه سيفقدها

هناك شيءٌ تغير فيهِ تماماً

فِي مخططاته ، في قواميسه ومعاجمه ، لقد أحرق منطق آل هاريسون ، وليس نادماً .

شعور الفقدان بالموت، شعور سافل وقاسٍ

وهو شعر بهِ معها ...

مَع مزيجه المُغري .

" سأخذكَ فِي موعد "

ظلت ملامحه جامده، وهي تابعت بخمولٍ ولا تزال أعينها مُغلقه

" سأرتدي فستان من اللون النبيذي المُبتذل، وأنت سترتدي بذله سوداء، ستُمسك يدي بنُبل وتطلبني فِي رقصه ، ثم سأطعنكَ فِي صدرك وأشقه لنصفين، و أكله نييء أمام الحضُور . "

وكالوغدْ الذي هو عليهِ وجد أن أنسب حل هو الأبتسام والأستمتاع برفاهية كونهَا على قيدِ الحياة، ولو كان الأمر يُؤذيه .

" هذا كان حلمِي، لكنّني أظنُ أنكَ من قامَ بشقِ صدري، وعالجتَ جرحِي الغائر بطريقه مؤذيّه"

فتحت عيناها أخيراً

منحتهُ الحياه

و منحته أنفاسه المُدنسه

" شكراً يا سيدي ... لأنكَ لم تُفلت يدي "

بُنيتَاها لم تُغادر أعينه السوداء، ربما كانت عيناها مُتلهبتان، ضيقتان بسبب ما تعرضت لهُ من أرهاقِ، لكن كل انش بهِ آمن أن تلكَ الأعين أجمل ما رآى قط .. وأجمل أعين سيراها مستقبلا .

" nu v-aș lăsa niciodată mâna "
_ لن أفلت يدكِ أبداً _

قالها ثم أزدرد ريقه بعينين متألمتين

" ليتكِ تعلمين فقط.! "

وصمت مع حسره ، لأنه نفسهِ لا يعرف

لا يعرف أبداً ..

____________
_______

مر الوقت عليهم وقد أنتهى المُغذي المَدفون في يدها، هذهِ المره كانت واعيه، ترى كل شيء، وتسمع ما يحدث

" لستُ ممتنه لكَ ، لازلتُ أشعر بالألم "

لعن چون تحت أنفاسه ثم وضع قدمه فوق الاخرى

" بيبي ، على الأقل كوني مُمتنه لتلكَ الإبره التي غرزتها في مؤخرتكِ الشهيّه "

ناظرت كفها لوهله، ثم عادت تناظر الفراغ مُجدداً

" لستُ مُمتنه أبداً ولكننِي .. أشكُركَ "

أبتسم چون أبتسامه لم تصل إلى أذناه ولم تكن واضحه على وجههِ

لكنها على الأقل الوحيده ، التي تستطيع أشعال كل أنشٍ فيه

" ألا تخاف أن يسأل أحد الأطباء عن أوراقي الرسميه ؟ أو مثلا يتعرفون عليَّ ؟ "

قهقه خافته غادرت صدره قبل أن يستطرد

" تدليل النساء لا يعني كونِي مُخنثاً ، لكنّني ويا شرقيه ، وريثُ آل هاريسون ، لا أحد يسأل ، إلا إذ أراد مواجهتِي شخصياً "

" هل أنتَ مُرتدٌ عن القانون ؟ "

ضحك للمره الثانيه ثم قال ببساطه

" بل القانون ينحنِي لِي "

لسانها تلوى فِي عقدة الصمت داخل حلقِها، فـلم تستطع أن تُجاري عظمة نرجسيته سوى بالسكوت ،

" أنا - لن - أنحنِي - لكَ "

فرت منها الكلِماتُ مُبعثره لكن منتظمه، بدأت أبصاره تتجه إلى درجه أصيله من القتامه قبل أن يغمغم

" الإنحناءُ المعنوي أشد لذه من التبجيل ، يا شرقيه"

سكتت بلا حِيله وأغلقت الستار عن منحه لذة الأنتصار أكثر من هذَا

كل مره تتحدث فيهَا تتأكد أنها مع الرجل الأكثر جنوناً

لكنها نست ضرورة سكوتها وعادت تنتقده

"الأنحناءُ أجباراً لا يُصنف سوى أصطناع، قرأتُ كتاباً ذات يوم للدكتور مصطفى محمود، قال فيهِ -فيمكنك أن تُكرِه امرأه بالتهديد والضرب على أن تخلع ثيابها، ولكنك لا تستطيع بأي ضغطٍ أو تهديد أن تجعلها تحبك مِن قلبها -"

تابعتْ ولا تزال تُناظر الحائِط عوضاً عنهُ

" الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن ، فالحُرية هي أساس الفضيلة. - محمد الغزالي - "

بعد أن ختمت جُملتها رفعت له عيناها بإنتصارٍ ونعاس، لكنها ذُهلت حين وجدت الهاتف على أذنه وهناك صوت يَرتد من داخل السماعه إليها كـدلاله على عدم أستماعه لأيً مِما قالت .

أبتلعت الإهانه دون كلمات، وهو فقط راقبهَا بأستمتاعٍ تام والسجاره فِي ثغره خير دليل

"مهمَا يكُن يَا لوكاس أعطيهِ ما يُريد، ذلك العجوز الخرف لا يستحق سوى رصاصه بين حاجبيه "

تنهد چون بمللٍ ثم تابع

" لا تدع سوى لورا وروزا يمّسسن أشياءها، أنا رجل لا يُحب أكثر من رائحه على امرأته "

وببساطه وضع الهاتف جانباً بعد أغلاقه ، ثم نظر إليها بخفوت شيطانِي .

" هل كنتَ تسمعني ؟ "

" إن السمع نوع من الكرم ، أستضافه لرأي الآخرين ، رفاهيه لا تستحقيهَا "

تهجم وجهها وشعرت بألم الرصاصه يزول، ليحل بدلا عنه ألم الغضب والحقد الذي بدأ يأكل فؤادها

" ولكنّي ، كنتُ أستمع "

رفعت لهُ أعينها مُجدداً

بُنيتها غابت في سوداويتيه للمره المِئه

وكل المكان حولها بات باهتاً ولم تعد ترى سواهُ ، .. هدفها الأكبر يلتمع

عيناه تنحدر إلى خاصتها يبحث عن شيءٍ ما، وحين لم يجده ، بدأ ينظر إلى روحهَا تماماً، بتهديدٍ لإنتزاع منهَا ما كان يبحث عنهُ .

شعرت سيڤار أن چون في أستعداد تام لحرق روحها وسحب منها تكتلات السعاده كي يمنحها أضعاف الألم

شعرت أن الوغد على أستعداد تام لترك يدها فِي النار فقط كي يحصد ذلك الشيء

وهو بالفعل لم يجده ، ولم يعثر على أي دلاله عليه ، بل عثر على طِباقه

عثر على .. الكُره!

لذلك بدأت أبصاره تقل من الرحمه، من التدليل ومن العاطفه الخافته

فجأه تحول من مُستمع جيد إلى قناصٍ للأرواح

وقبل أن يحدث مَا لا يحمده عقبان

دخل الطبيب إلى الغرفه ، وأنقذ كلاهمَا من الغرقِ في بحارِ الأخر .

" عادةً لا نسمح لأحد فِي المُغادره بمثلِ حالتكِ يا سيدتي، لكن أشك في ذلك، إصابتك لم تكن عميقه، وحالة القلب مُستقره، الجرح نظيف بالكامل ، تمت العمليه بطريقه صعبه وعتيقه .. لكنكِ بخيرٍ "

رفع الطبيب رأسه بعدها، وقال بنبره واثقه

" يمكنك المُغادره ، هنيئاً نجاتكِ "

وأستدار ثم أشار لممرضته التي دخلت الغرفه منذ قليل

وبالفعل أتجهت الممرضه صوب سيڤار، بينما أتجه الطبيب لچون وقال له شيء، جعل أعينه تسود بالكامل، قبل أن تقع عليها

وبينما تمتد يده الممرضه لتلُف مقياس ضغط الدمِ حولَ العضد، كانت تشعر سيڤار بتقلب مرِير في بطنها بسبب تلكَ النظره التي بعثهَا إبن سانتيغو

يُناظرها ، كأنهُ تلبس بهَا في أمرٍ ما .

فتحت الممرضه أزرار السُتره الرجاليه تزامناً مع رحيل الطبيب، فـظهرت المنامه المُمزقه وبرزت صدريتها البُنيه التي شابهت خصلاتها وعيناها الشهيّتان

الصدريه كانت فاسده بسبب الدماء وهناك قطعه كبيره من جزءها الأيسر مَفقود، بينما جلدها العاري من الأعلى مُلوث ومشوّه

" أغلقي عيناكِ "

أمرها چون، ولسببٍ ما فعلت ذلكَ، لكن حاجباها يضيقان في مراره بسبب القطن الذي لامس صدرها، بل ووجدت نفسها تبكي دون شعور ، تتأوه بشده وتإن بأستمرار

لعن چون تحت أنفاسه بصوتٍ عالي مما جعل الممرضه تتراجع للخلف، وعوضاً عن اليد الصغيره الناعمه التي كانت حول جرحها وجدت يد آخرى غَليظه، قاسيه

وبرغم قسوتها كانت أخف آلماً من الآخرى وأكثر أنتباها

" شــشــش ، أهدأي ، لا بأس "

وبينما يده تُمرر القطنه بحرصٍ عليها، شعرت بذقنه الشائكه على حبل الوريد يطبع قُبله ستصل حتماً إلى قلبها

"سأكون أقرب إليكِ مِن نبضِ الوريد."

أعلن عند أذنها اليسرى، ثم أنسحب بعد أن وضع القطن جانباً ويده تلتقط الشاش

" سيد سـ-سانتيغو ، يمكننّي أن ، أحاوط جرحها و .. "

" أصمتِي ، و أخرجِي "

أمر بنبره فاتره، فأنسحبت المُمرضه بتردد لكنها رحلت فِي النهايه

تحركت سيڤار بعدم أرتياح حين شعرت بيده تحاوط سلكُ الصدريه من الخلف

هل سيعريها ؟

ولأول مره شعرت بشيء غير الكره ، شعرت بالخجل والحَرج

يتورد وجهها بسبب الرفض والأستنكار

" هل يُمكن أن أفتح عيناي ؟ "

" لا . "

" أريد ، أن تفعلها المُمرضه ، شكراً لسخائك يا سيدي "

شهقه غادرت فمها حين تعرت، لكن آخر ما كان يكترث بهِ هو أستغلالها جنسياً ، ليس وهي في هذه الحاله ، أو تلكَ الساعه .

على العكس تماماً وجد نفسه مُنهمك في لف الشاشِ حول صدرِها دون أن تتألم أو ترفض، يعلم أن إلهاب جرحها أسوء مئة مره من أي شيء أقدم على فعله لها من قبل .

ووجد نفسه هائماً في فعل أشياء أكثر شناعه لكنها ليست بنفسِ الألم .

لم تشهد أعينه جِلدها أو مفاتنها، حاول أن يُقنع ذاته أنها ليست المرأه الاخيره التي يستطيع أن يرى أنهادها على وجه الأرض ..

أو أنها المرة الأخيره مثلا..!

أبتسم بيأس من حالتهُ قبل أن يربط الشاش ولا تزال أعينه تُراقب شريان وريدها بتتبُع

بشرتها البيضاء تكشف دائماً روحها بل وتشفها، ولم يتوقع يوماً أن يُحب البشره البيضاء أكثر من السمراء المخمليه الأشد لَوعه

تحديداً إثارته تكمن فِي ما يُمكن إنتزاعه، ومنحه، إن كان منها ، ومنها فقط .

رفع چون شرائط المنامه على أكتافها مجدداً والتي بالمناسبه كانت مُمزقه طولياً حتى بطنِها

ثم بدأ يُغلق سترته حولها

وعلى حين غُره رفع رأسه كي يواجهها، عيناها كانت مُغلقه، تُعتصر بشده من جفنيها ووجنتيها تشع بتوهج لذيذ ، بشرة وجهها التي كانت أدكن نسبياً من جسدها تتجه الى درجه صفراء بفرطِ الإرهاق

إن تأملت وجه أنسان تجد فيهِ عيوب كثيره، لكن على العكس تماماً لم يعثر چون على عيوب او شيء مثير للريبه

حتى في العرق على جبهتها الشبه مُتسخه من الرمال ، حتى في آثار الدموع على وجنتها

هو ببساطه شعر أنها جميله في كُل حالاتها

وإن أنسكب زيت حارق على وجهها ، وإن وقعت خصلاتها وضاعت وتناثرت ، ستظل المرأه الأشد جمالا في أعينه

تنهد ثم وضع يداه أسفل فقراتها، والآخرى في مُنتصف ظهرها

" أفتحي عيناكِ وتشبثي بي "

امرها بنبره مُظلمه داكنه، ففعلت ما أراد

فتحت بنيتاها المتلهبتان كي تواجه اعينه، وحينها دق قلب أحدهما من ذلك القُرب

شعر أحدهما وللمرةِ الآولى منذ فتره أنه حيّ، يتنفس، و أن الشغف عاد إلى روحه الميته .

فـيا تُرى .. مَن صاحبُ تلكَ العاطفه منهمَا ؟

رفعت سيڤار ذراعاها واحاطت بهِ عنقه ، دون أجبار أو تعنيف

ثم سندت رأسها على صدرهِ بإرهاق

صدره الذي فِي أعماقهِ كان هناكَ قلباً، لم يتوقف عن إطراب روحه بدقاتٍ عاليه، هائجه، هائمه للمزيد .

فأخيراً يا إبن سانتيغو ، دقَ قلبكَ .. ولو كانت دقته لم تدم سوى لحظه

أزدرد لعابه بريبه، وعيناه لامعتان بطريقه لم يعهدها مِن قبل

راقب هيئته في المرآه

جسد وَحش ، وروح وحش ، وتفكيرٌ وحشيّ، فما بال الوحش لم يلتهم ضحيته ؟

عادت أعينه تنطفأ مُجدداً بلمحه من القسوه، ثم سار بهَا جهة السياره التي طلبها مُسبقاً

و هدر عِند أذنها بتوعد شديد

"هروبكِ من القصرِ، لن يمر كالكرام يا شرقيه"

تابع بزمجره كالرعدِ

" سأعاقبكِ عليه بشده حتى تسيل كل فتحه منكِ بالدمِ "

أنكمش جسدها برعبٍ حتى باتت كالرشيه مقارنةً بهِ، ودفنت رأسها في عنقه من الجانب كأنما تحتمي بهِ من شياطينه

لفحت أنفاسها الدافئه عنقه مما سبب أضطراب كُلي في كيانه وقد تأكد، يمكنها أن تمنحه لذه، لن تكون بنفس الشجن مع الإجبار .

أشتدت يديه حولها أكثر يرفعها إليهِ، وهي قبلت ذلك بالهروبِ في ظلامِ الأحلامِ .

______________
________

فِي المَشفى، وفي نفس التوقيت، وبنفس نسلِ الدماء كان سانتيغو واقفٌ بجانب ديفيد، واحد عندَ صوفيا والآخر عِند أندرو

التحسر والقلق يغزو أبصار كلاهما

وهذا ظهر بوضوح في النظره التي كان يلقيها كل واحد فيهما على الآخر

فـمن قد يُفكر في ضربِ عصفوران بحجرٍ واحد ؟ وكيفَ عرف أن أندرو سيكون في سيارة صوفيا والتر في هذا التوقيت بالتحديد ؟

أو هذا ما ظناه في البدايه حيثُ السياره لم يعبث بها أحد

كأن الحادث لم يكن بفعل فاعل سوى نفسيهما

واحد فِي حاله جسديه لا بأس بها، والآخرى حالتها الجسديه في الحضيض رغم أن الحادث مسّ أندرو بالآذى كله

الزجاج ، النيران ، قوة الضربه ، وتأثير مياه البحر المالحه كانت لهُ ، وعليه هو وحده .

بدى أن صوفيا لم تكن واعيه خلال القياده، وبالفعل بعد ظهور نتائج تحليل دمها أكتشف سانتيغو مرارة الفاجعه

هناك من عبثَ فِي الدواء الخاص بهاِ، وحاول التخلص منها عن طريق تغير مُعدل حقنة الأنسولين التِي تخضع لها أسبوعياً

لكن الضربه وحين جائت ، جائت فيها وفِي إبنه ...

السؤال الذي شغل العقول

من الذي قد يتخلص من صُوفيا ؟ و هل لهَا عدوات خاصه لم يكن يعرفها أحد سواها ؟

فذلكَ الشخص بالتأكيد يحفظ سرَها، ويعرف مواعيد دواها وخروجها

أي أن قربهُ مِنها مثل قرب ظلها بل وأكثر.!

وصوفيا لم تكن بلهاء ساذجه كي تسمح لأحد بذلكَ القُرب، لهذا تمَ إستبعاد الفاعل من لائحة الأصدقاء والعُشاق ..

قاطع تفكيرهما مجيء سونيا التي كانت تجر الكرسي المُتحرك، عيناها متورمتان كأنها ظلت تبكي حتى أصابهما الورم ولكن برغم ذلك خطواتها متزنه ورأسها شامخ

بينما والتر يُراقب المَشفى حوله مع لُهاث يهدد بالدخول في حاله قلبيه حَرِجه

وفِي النهايه وبرغمِ حضورهم

لمْ يتغير واقعهمَا في شيء ..

لا شيءَ أبداً .

___________
________

بَعد فتره وصل چون إلى المشفى ، عيناه غاضبتان رغم هالته الغير مُبعثره

لازال أخيه لم يفق ، هذا حقاً مُهين لأسم عائلتهم ، وعارٌ كامل

دخل إلى غرفة أندرو وأغلق الباب خلفه مُتجاهلا نداء الجميع القَلق من الخارج

ورفع كُم قميصه مُتجهاً صوب الأخر بتهديدٍ

" أفق يا إبن جوانا وأنظر حولكَ بتمعن، فإن لمْ تفعل ، ستمُوت صوفيا "

قرص أذن أندرو بقوه وتابع بحده

" ميّت كعاهره تمَ أغتصابها أسفل وحشٌ هائج ، جُثه مسلوبه وخائره ، هذا مُهين جداً لـ-آل هاريسون! "

ضغط على أذن أندرو بشده أكثر، فأعلن الكمبيوتر في الزاويه عن إضطراب دقات صاحبهِ بسبب تعرضه للضغط الجسدي والمعنوي

" أعلم أنكَ تسمعني، تُفكر وتشعر بالضوء، أعلم أنكَ واعي لكل أبره لعِينه في المكان رغم سكونك، لذا دعني أخبرك ، هُناك من عبثَ في دواء صوفيا، وأنت الوحيد الذي يستحق أن يغمس يدهُ في قلبِ هذا الرجل "

تابع كالفحيح الشيطانيّ

" إن لم تستيقظ وتأخذ ثأركَ كالرجال، سأفعل أنا يَا .. مُدلل أبيكَ "

ثم قال شيء آخر فِي أذن أندرو جعل دقاته تزداد أضطراباً، أنفاسه تهتاج من فرط الغضب والأشمئزاز وكل ما يستطيع فعله هو السكوت والبقَاء في الظلامِ

تراجع چون بأبتسامه شيطانيه وخرج من الغرفه دون النظر للوَراء، لكنهُ سمع بوضوح صوت الممرضه الصارخ بينما تقتحم الغرفه

" لقد أفاق المريض "

أبتسم بإتساع ثم سار ناحية الباب الخارجي، تحديداً صوب سيارته السوداء العاليه

كان مُتأكد أن الطريق من المشفى إلى البيت سيستغرق ثلاثون دقيقه، وربما خمسٍ وعشرون على أقل تقديرٍ

ومهما كان الوقت ، طال أم قصر ، فـ-سيڤار ستحتله بالكامل

دائماً ما يظل شارد فيها، لدقائق، ساعات، وأيام ، يكون كل شيء من دونها مُتشابه ومتكرر، سريع جداً

ولم يخب ظنه ، فعندما فاق على واقعه وجد نفسه يصفُ السياره فِي مدخل القصر

' هل رأيتِ يَا شرقيه .. ما الذي تفعليه بي ؟ '

تنهد بمراره وأقدامه تسحبه ناحية غرفته، حيثُ كانت فوق فراشه وبين أغطيته، تلكَ الصغيره لم تكتفي أبداً بغزو أفكاره وروحه وتقوس شياطينه

بل وأحتلت مَرتبه فاخره في غرفته، تجولها أكثر من مره

وبطبيعة الحال كانت نائمه كالباندا تحلم بحلمٍ ما وهو كل ما عليهِ فعله مراقبة سكونها بغيره ؛ لأنها حصدت شيء لم يَخصدهُ

وبسببها فقط ، لمْ يفعل .

ما الذي قالتهُ في المشفى ؟ سكين .. فستان نبيذي مُبتذل .. رقصٌ وقتل ؟

بدى طلب أكثر من كونهِ حُلم .

تلك المرأه الوقحه لا تزال تطلب منه المزيد، وهو كالأحمق يُفكر فيمَا طلبت

أستعانت بهِ ، لـمره واحده وأخيره

طلبت شيء سَهل تنفيذه، ولم يقم بهِ من قبل

الفستان فِي خزانتهُ، و المطعم على بُعد خمسة عشر دقيقه ، واليوم مُتفرغ كلياً

تسائل داخله .. ما المَانع فِي منحها شيء رغبته .. ما المانع فِي تنازله ولو مره ؟

هي في النهايه لا تستحق ، لكنه سخيّ جداً ويُحب تبجيل صورتهُ بالكرمِ .

دلف چون إلى غرفة تبديل الثياب وأعينه تتفقده ثيابها المرصوصه في ركن صغير جداً من خزانته الكبيره

كأنمَا طُفيليه نانويه تستولى على أشياءُه ..

ببطىءٍ و لذه .

___________
________

مُوسيقى كلاسِيكيه تحتل القاَعه، لـتتمايل عليها القلوبِ العاشقه بلوثه شغوفه .

رائحة الطعَام الشهيّ تعمُ المكان، والأطباق مَرصوصه على طاولاتٍ راقيه بأصحابها وسُمعة المَطعم

وضع چون كأس النبِيذ على ثغره يتجرع منهُ وعيناه لم تنسحب عن وجهها المذهول ولو للحظه ..

أرتدت الفستان الذي أبتغتهُ، كان بحماله رفيعه حاوطت كتفها اللذيذ الذي برز منهُ عظامها المُغريه

فتحة صدر الفُستان تُظهر لَمحه صغيره ومُغريه من شق نهديها، وجزءٌ ضئيل من الشاش الأبيض

وبطبيعة الحال كان ذراعها الأيسر مرفوع فِي حامله طبيه

وبرغم ذلك كانت مُغريه جداً ، و شهيّة الطَلْه

خصلاتها البُنيه مُصففه على كتفيها وعيناها اللذيذتان مُحددتان بكحلٍ بُني، حتى أنها لم تتكلف في أخفاء نمش وجهها الباهت

وشفتيها المُنفرجه مُحدده بسبب درجه نبيذيه رغب في مسحِها كي لا يُفتن بها مَخلوق

لم يكن ليحتمل چون مُناظرة إعجاب أحد بجمال شرقيته البسيط والآسر ، لذلك أمرها بوضع الستره على جسدها

وها هي أمامه تتناول الطعام ، وأعينها تَتّبَع قاعة الرقص بشغف وبريق خَطف قلبه

بريق الحياة

الحياة التي أنتقلت إليهِ

وللمرة الثانية ، ينبض قلبه بتلك الطريقه التي هددت ماضيه وحاضره بل وأيضاً مستقبله ومُخططاته معها

طريقه جعلتهُ ينسى فراغه، وكل ما مر بهِ من قبل، وكأنها نعيم الجنه الذِي سيجعله ينسى عذاب دُنياه ..

الرغبة أبداً لم تمنحه هذَا الشعور

ولو نظر چون في المرآة لرآى أعينه النابضه والحيّه لها وحدها

شعر بالحرارة تسير فِي جسده كله

حرارة من نوع جديد .. نشوة .. رغبة ، و بضع لمحات لم تمر عليهِ من قبل

أزدرد ريقه بصعوبة حين بدأت تهز رأسها ببطىء وتمُايل، وبأبتسامه خافته ألتمعت على ثغرها الذي كان يحاول أن يطحن قطعة اللحم

فكها يتحرك رغم شفتيها المُغلقتان، مما سبب رجفه في ثناياه كلما برزت أوردة عنقها

الأضواء الصفراء أنعكست على وجهها وإضائة المكان تقل بعاطفية وتدريجية

وحينها ألتمع شعرها البني بدرجه قاربت الذهبي، وأعينها توهجت وإزدادت شجناً وألتماعاً

مسحت يدها فِي المنديل، ولا زالت تراقب الثنائي حديث الزواج ورقصتهم في التناغم

تنهدت بهيّام، لكن حين أقترب الشاب بشفتيه على ثغر محبوبته أبعدت أبصارها اللامعه بخجلٍ كالعذراء

ثمَ نظرت إلى مُغتصبها بحده لوَامه

ربما لم تكن أبصارها تحمل ما يريد تجاهه ، لكنه وبرغم ذلك ..

تنهد بصعوبه وتسائل

ما الذي يحدث له ؟

لماذا كان في هذهِ الحاله ؟

ما السحر الجديد الذي ألقتهُ عليهِ ؟

حينها لم يشعر بجسده الذِي نهض من فوق الكرسي ويده التي أمتدت لها

حينها لم يكن يرى أبتسامته التي كانت خافته لكن دافئه

وعكس كل توقعاته

وضعت يدها في كفه

وهبتهُ الإشارة لسحبها إليهِ ، والأتجاه لمُنتصف القاعه

تمنت أن تتمايل بنغم ، في كل الأتجاهات بلا شروط، لكنها مُتعبه، ولا تعرف طريقة الرقص

لذلكَ سحبها على أقدامه، ورقص بجسدها، ثم أخفض رأسه وباتت عيناه في عينيها

أنفاسه تلفح وجهها وأنفاسها تلفح خاصته

كانت أبصاره خامله بالتُخمه، تنتقل بين شفتيها وعيناها، فكها ، والطريقه التي كانت تبتلع فيها لعابها

قدرته على التنفس تزداد تعقيداً ، حين تحسس عطرها بأنفه

رائحة الصنوبر والليمون ، رائحه غريبه لم تكن لتضعها امرأه في تلكَ الليله

لكنها وضعتها ، وآسرتهُ بها

" أنتِ جميله جداً "

قالها فجأه بثُقل، ثم دفع جبهته على خاصتها وأذرعه تعتصر خصرها

أغلق عيناه بألم ثم تابع

" جميله لدرجه لا يُمكنني أبتلاعها "

مرر أنفه على خاصتها يصنع أحتكاك طفيف، وأبتسامته تزداد لوعه

" أمنحيني ليله مُميزه يا شرقيه ، لا أريد مُجَامعه ، أريد أن أصنع الحُب "

فرغ فمها وأتسعت عيناها بشده، وهو تابع بعقلٍ مأخُوذ

" أريد أن أقبل ثغركِ ببطىءٍ وأستمتاع ، حتَى أصل إلى روحكِ "

أبتسم أكثر وتابع بلوثه

" أريد أن أقبل عنقكِ دون أن أسحب جلدك بطريقه تؤلمكِ ، أريد أن .. "

فتح حادقته وحينها أتسعت خاصتها أكثر

لأول مره

لأول مره تشعر أنهُ حيّ

لأول مره تلتمع الحياةُ في أعينه ، والدفىء يرتسم على وجهه حد التُخمه .

" أريد أن أجعلكِ تُحبِيني، سأكون الرجل النبيل الذي تستحقيه لكن أمنحيني الكشاف لأنير ظُلمة شياطيني ، وأسكُني فيّ "

تابع ببساطه متيّمه

"ما أخذتهُ منكِ لا شيء مما سأمنحكِ إياه"

لكنهَا حققت أبشع أنتقامٍ قد تفعله أنثى

تركته يهيم فيها
وأنسحبت بدهاء

تركت شغفه وتركت النيران تبتلعه

ونزلت من فوق قدميه وتراجعت بأبتسامه خافته، ثم مررت سبابتها على شفتيها بمكرٍ

" فات الآوان يا سيد چون "

ثم أنحنت أمامه بأبتسامه واسعه

" ما أخذتهُ مني ، لا شيء مُقابل ما سأخده منكَ "

أزدادت أعينه ألتماعاً حين غمزته قبل أن تواليه ظهرها، وخرجت من القاعه مُتجهه ناحية سيارتهُ

وهو لازال في القَاعه ، يراقب طيفها بشغفٍ

قلبه يَطرق ناقوس الخطر بلا أكتراث

رفضها أغضبه ، لا يُنكر

لكنه وكالوغد الذي هو عليهِ لم يستطع ألا يبتسم بيأس ويسير على نهجها

ولو سارت للنار، فسيتبِعها كي يَرى إلى أين ستقوده، وسيحميها بحياته لينتزع منها معاني الحياةُ بعدها .

الأهم أنها لهُ ، مادامت له ، لا تثير ناقوس الخطر في عقلهِ .. لن يؤذيها

أتبعها چون بلا تفكير، كانت تجلس فوق سيارته وتستند على زجاجها بينما عيناها لا تُزاح عن السماءِ

غُرتها تتراقص على جبهتها وشعرها تناثر كي يُجاري الرياح

وهذهِ المره جائت الرياح بمَا تشتهي السُفن.

أقترب منها وحاصرها بينه وبين الزجاج، لذلك جلست بأنتباه وعيناها رغم شموخها، إلا أن الخضوع لاح عليهَا

أبتسامه ضئيله ترتسم على ثغره قبل أن يدنو تجاه نبيذها، ويده تسحبها إليه بعنفٍ من خصلاتها يَشترف قطرات العشق بجوع ..

وعكس مَا توقعت كانت قبلته مثاليه، وللمرة الآولى شعرت بشيءٍ غير النفور ، أستمتاع وتلذذ تَام بتلك القبله الشغوفة

يدهُ تسحب شعرها بعنفٍ لم يشعر بهِ، عكس فمه الذي يرسل إليهَا نهمه وإحساسه باللذة

لم يكُن يتوقع أن تتفاعل الشرقية مع قبلتهُ، وبالفعل لم يخب توقعه

لكنها على الأقل أستسلمت ، ورفعت الرايه البيضاء، وهذا كان كافي

ورغم ذلك أراد المزِيد .

لمْ يشعر بيدهِ التِي سحبت جسدها من القَدم، لتكون مُحاصره أسفل ضغط جسدهِ

ولا بيده التي كانت تشتد لوعه حول خصلاتها

دقائق طويله من تآوهات فاحشه، وقبلاتٌ متناثره، لكنه في النهايه أبتعد

وتباً لم يرغب أبداً في الإبتعاد .

أنفصل عن شفتاها ببطىءٍ، وأسند أنفه على أنفها يراقبها من ذلك القرب اللذيذ

مغلقةُ العينان، مُمزقة الجناح والمُقاومه، وفمها مُنفرج ومتورم ، بينما أنفاسها برائحة النبيذ الذي كانت تحتسيه تلفح وجهه بإغراء

حتى عطرها يتصاعد بلا هواده إلى رئتيهِ ليُميته

رفع سبابته وضغط على شفتها السفليه بعنفٍ

" قولِي ورائي "

اومأت لهُ بالإيجاب ، خضوع تام وعقل مُنهمك ، فتابع بأنفاسٍ لاهثه

" că sunt a ta "

تجعد حاجباها بلا فهم ، لذلك قال مع نبره عميقه راغبه

" قوليها يا سيڤار ، قولي ، că sunt a ta "

فتحت فمها وقالتها ، وهبته ما يريد دون أن تتردد

" că sunt a ta " _ أنا انتمي لكَ _

أبتسم بأتساع ، ثم قال مع لوعه

" أجل ، ești al meu "
_ أنتِ تنتمين إليّ _

وأنحنى على ثغرها يُقبله بسعاده ثم سحبها أسفله حتى أحاطت خصره بأقدماها، وهجم على فكها يقبله بجوع

أبتلعها داخله تماماً

كان مُندمج في تقبيل عنقها ولعق فكها، ليغرق في لونها اللذيذ

مُنهمك جداً وشغوف لسماع المزيد من التآوهات التِي صدرت منها تلقائياً، إلى أن اخترق مسامعه وآناتِها، صوت الطفله الصارخ ببكاء وفَزع

" يـ-يا إلهي! ، الوحش الكبير يأكل تلك المرأه، هناك وحش يبتلعها تماماً "

ثم ركضت الفتاه بعيداً وهي تبكي وتصرخ من فرط الخوف

ظل كلاهما يراقب بعضهما بصدمه إلى أن أنفجرت ضاحكه حتى صدى صوتها في الجراچ الفارغ

ناظرها بحده وتحذير، فقالت بآسف مُصطنع بين ضحكها المُستمر

" آسفه أيُها الوحش الكبير ، يبدو أن أبتلاعي فِي العامه لَيس فكره سديده "

أبتسم بأقتضاب ثم سحبها إليهِ بغضب ، وسار ناحية السياره مع خطواتٍ حاده

فتح الباب ووضعها على الكرسي برقه تُناقض صفعة يده لباب السياره بعنفٍ

بدى لو أن تلكَ الطفله أفسدت لذتهُ .. لكن هل أفسدتها للدرجه التي تجعله غاضباً بتلكَ الطريقه ؟

صعد للسياره ثم أدار المحرك دون النظر لهَا، لذا لم تستطع كبح فضولها

" سيدي ، لما أنتَ غاضب ؟ "

وعكس توقعها فإن غضبه أزداد ، وهذا ظهر بوضوح في النظره الِتي ألقاها عليها

وحِينها وجدت نفسِها تنسحب وتنكمش في كرسيها وظهرها يستند على الزجاج

أزداد أنكماشها حول نفسِها، لكن نظرتهُ تلكَ أستمرت وهله قبل أن يتنهد بيأسٍ ليستند على المقود بإرهاق

" الأمر بعيد الآذى عنكِ، لن أعاقبكِ، ليس الآن، فقط أحترسي مني يا سيڤار، أنا لا انسى ولا أغفر، سأظل اذُكر اللحظه التي هربتي فيها، ولحظة رفضك سخائي، والمزيد! ، في النهايه ومع أخطاء آخرى سأنفجر، سأخرج عن السيطره، وسيتحول صبري إلى نوبه غاضبه صعبه عليكِ "

سارت رجفه بارده في ثناياها ، ولسبب ما أستقرت كلماته فِي عقلها جيداً

علمت أن لِين إبن سانتيغو معها، له عواقب وخيمه لن يحتملها جسدها

علمت أن كُرهه نحوها كان أفضل مئة مره أن يشعر بشيءٍ سواه ..

لكن من يكترث ؟ فهي ستفعل ما تريد واللعنه على من يعترض .

" مهما يكن ، أريد أن أعقد صفقه معكَ "

رفع رأسه وحاجبه الأيسر بترقب

" أريد أن اتصرف بُحريه ، أذهب لأي مكان، أشتري ما أُريد كي أجعلك مفلساً لعيـ..، أقصد لأجعلكَ مُنتشي يا سيدي، وسأُرضي شهوتك بأن أكون عاهـ .. "

أغلقت فمها بمراره ، ثم عادت تُتابع بأبتسامه كاذبه

" سأكون آمه جيده ، وسأنال إعجابك "

أنزل حاجبه وتحولت ملامحه إلى الأستمتاع التَام، ثم أرجع ظهره للوراء وأخرج سيجاره رغم أن عيناه لم تُزاح من عليها

"لن أهرب، كلانا يعلم أن هروبي اليوم لم يكن من شخصكَ بل من عقابك ، ويال السُخريه، في الصباح كنت أفعل أي شيء كي لا اخضع، وها انا في المساء أعلن خضوعي يا سيدي، خضوعي مُقابل حُريتي وعدم إهانتي أمام أي وغد ، كانت زوجتك، كانت خطيبتك .. عشيقتك .. والدتك .. لا أكترث"

نفث دخان السجاره عليها ، وهي تابعت بحده وحِقد

" سأخضع ولن أقاومك حين تبتغي جسدي، في أي مَكان وأي زمان، لكن في المُقابل أريد حريتي، وعدم إهانتي في العَلن "

سيڤار كانت تعلم أن چون لا يُكابر في إظهار كرهه لتعرِيها، لذلك حين قالت أي مكان كانت تعلم أن الوغد لا يحب أن تُظهر جسدها لغيره، ولا يُحب أن يَفتتن بها أحد

وتعلم جيداً كم يكون غاضب حين ترفضه أو تقاومه ، وتعلم كم يحب رؤيتها في ملابس مُثيره كما لو كانت زوجه له .

" إذا ؟ "

سألتهُ بتَتبُع ، لذلك مد يده على زرٍ في بابه، أغلق بهِ جميع النوافذ المُعتمه

وأطفأ السيجاره بعدها بلا أكتراث ثم غمغم بتفكيرٍ وعبث

" يالهُ من عرضٍ سخيّ "

ثم تابع ، وأنامله تحتضن السجاره المُنطفئه

" إذاً ، اعطيكِ حرية ، رفاهيه سخيّه جداً، وستعطيني اللذه ، وتهبيني جسدكِ في أي مكانٍ و زمان ؟ "

وضع السيجاره في مِقبض، ثم تبسم أكثر لها

" أريدكِ الآن "

" الآن ؟ "

أبتسم بأتساع أكثر ثم أكد

" الآن .. و هُنا "

حينها شعرت سيڤار أنها في أمتحانٍ حقيقي، كأنه يريد أن يتأكد من حقيقة خضوعها

حين حاولت الهرب في الصباح من نفسِ القدر، أخذت طلقه كادت تُنهي حياتها

وكأن ذاك القدر يقول ، أهربي ، لتموتي

والسخريه أنها حين سقطت ، سقطت بين ذراعيهِ

بين ذراعين قدرها .

وهو من داوى جرحها بغض النظر عن الطريقه

والآن ببساطه كان يُمكنها أن تفتح الباب وتركض بعيداً عنه ، تتستر في الظلام

ربما تتجه إلى السفاره المصريه وتقوم بروي حكايتها لتعود وطنها، وينتهي چون سانتيغو من حياتها ربمَا إلى الأبد

وكان أمامها الخيار الثاني وهو الجلوس على أقدامه كالعاهره التي كان يبتغيها

.. منذُ البداية ربمَا .

كُل خيار أصعب من الآخر وأكثر تعقيداً، إما أن تهرب وتتنازل عن كرامتها، وإما أن تفتح له أبواب اللذه والعهر دون إراده

فماذا ستختار هذهِ المره ؟ وهي دائماً تكون الخاسره ..

أتختار موتها وشرفِها ؟ أم الإنتقام والعَهر ؟

يتبع ..
***

مرحباً مُجدداً 💞

كنت أنوي نشر الفصل عند الساعه الحادية عشر، صدقاً وضعته في المسوده منذ الصباحِ على أمل أن أنشره قبيل منتصف الليل لكن طرأ امر لي لم أنتهي منه سوى منذ لحظات

حتى أنني لم أراجعه كما كنت أبتغي 😂

لذا رأيكم للفصل يهمني! ⛾

أي سؤال أو أنتقاد .. ملاحظات أو توقعات يمكنك الإفصاح عنها ☆~☆ ✨ -لأعدلها إن أمكن💞-

أحبكم جميعاً 💕

ودمتم سالمين ✨🎀🍀

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top