لَمحهْ مِن الستَار <٦>
_ هدية عيد مولدي لكم..💙
_ توكل على الله ♡
القَيد ..
حاوط رسغاها وكاحلها الأيمن
حبَال غليظه كبلتها، تذيقها ذُل من نوع جديد
تحديداً منذُ أربع ليال بعد محاولة هروبها الفَاشله، الغبيه، التي اتخذتها في صوره تلقائيه حينما حصدت نتيجة تخلفها .
ما ألمها ليس نتيجة تلك الفِعله ، بل مُحاولة هروبها ، فشلها، غبائها
لم تعتاد أن تكون غَبيه
شعورٌ أنكرتهُ .
أعني هي ليست مُتخلفة العقل كوالدها، ربما ورثت عنه الجنون، لكنها لم ترث الغباء بكل تأكيد
" ربي لا اقصد أن اكون عَاق ، لكن ارجوك، انتزع مني غباء ابواي "
وفقط انهت دعائها مع ضحكه صَادقه
والآن .. يجب أن تخطط جيداً بعدما كبلها مجنونها، في قدم الفراش
كان يعلم انها تستطيع حل هذا الرباط، ورباه عندما فعلت، كبلها مجدداً ، لكن ضغط الحبال كان مُرتفع
حينها تسائلت
' ألم يدرس ذلك الوغد الأحياء في مدرستِه ؟ '
اعني كاد يتسبب في قطع ثلاث اطراف منها، لكن لا بئس ؛ هو خفف الضغط في نفس اللحظه مع ابتسامه علمت مغزاها
لم يقلها ، لكن اعينه قالتها
' فكيهم ، لأبترهم '
توجست نظراتها، عادت لصمتها، لكن فجأه نبع الصوت من أعماقها
' كان المشهد مُثيراً للأهتمام، أعني ما رأيك بقتلهِ ؟ أنتزاع منهُ الاطراف الاربعه ؟ '
" أحياناً أشعر انك لست سيڤ، بل شيء شرير مُتلبسني "
ضحكت سيڤار بعدها تُسلي ذاتها
لكن مهما طالت قهقهاتها، وجب أن تتخذ موقف، من كل شيء .
إذا كانت لا تستطيع ردعهُ عن جسدها، على الأقل تحرص الا تحصد طفلا!
حلت الحبال عنها، هي تحتاج الى رؤية إيڤالين الآن!
بعدما مر عليها الكثير في قصره ، علمت ان إيڤالين امرأه نقيه
جديره بالثقه .
لذا حلت الحبال، مع انفاس متوجسه
هو لن يبترها بالطبع .
صلت ، ثم نهضت عن مجلسها
قد تكون إيڤالين في المطبخ تُشرف على الخادمات، لذا هي بعيده، قد تراها احداهن وتوشي بها كما يحدث دائماً
بدا أن لا شخص امامها سوى صوفيا
تلك المرأه الشريره!
تنهدت سيڤار على مضض، الأحتياج وما يفعل، مررت يدها على صدرها وجبهتها ، تُصلي .
' سيكون كل شيء على ما يُرام '
خرجت من الغرفه، كانت خطواتها بطيئه، متوجسه، أشرقت الشمس منذ بضع دقائق لذا بقي القليل على استيقاظهم
ذاتاً لن يفرق الوقت معهُ شيئاً
عندما تقرر الخروج مُبكراً ، تجده امامها
ليلا ايضاً يكون حولها
وقت الظهيره ، العشاء ، وكل الأوقات
باتت تشك أن چون شيطان حقيقي .. لكن الشياطين تنام ، لذا لمَا وغدها لا ينام ؟
بدى كأبتلاء من الرب وحظ عثر من نفسِها، ليتلبس بهَا في كل شيء تفعلهُ .
قد حاولت قول ادعية دينها عله شيطان يَحترق، أستعانت ببعضٍ من اذكار صديقتها المُسلمة ايضاً، لكنه لم يحترق ..
بل سخر منها ، كأنها نكته حقيقيه .
وصلت حيثُ غرفة صوفيا
هي تجولت في المكان ذات مره
لم تعلم اماكن كل الغُرف، لكن على الأقل القليل
علمت أن الطابق العلوي به خمس غرف رئيسيه، وفي الأسفل الغرف الأحتياطيه
لا تعلم لمن كانت الغرفه الخامسه، لكن بدى أن چون وهبها اياها دون اهتمام بمالكها الفعلي
لم تطرق الباب، تعلم أن صوفيا نائمه، لذا لا بأس ..
وجدت غُرفه بيضاء لا شيء بها مُثير للأهتمام، فراش ابيض، خزانه بيضاء، حتى الفرشاه خاصتها بيضاء!
ملابس صوفيا كلها سوداء ، بينما غرفتها تشبعت بالأبيض ..
حينها تسائلت سيڤار ، ألا تعلم تلك المرأه أهل الوسط ؟ لا تُحب الرمادي مثلا!
سارت مع خطوات مُتمايله نحوها
وجدت الأخرى على الفراش نائمه، تواليها ظهرها العاري
لاحظت سيڤار الأشرطة الرفيعه على كتفيها، لذا أستنتجت حبها للنوم بملابس خفيفه
صعدت الفراش ببطىء من خلفها، كانت الآخرى هادئه تماماً
ارادت أن تمد كفها السليم نحو صوفيا، لكنها نهضت مع الزناد في يدها
كانت ترتدي منامه بيضاء ، ليست شيفونيه لكنها خَفيفه
لبدت ملائكيه ، لولا الزناد بين أصابعها
تنهدت بعدها مللا ، ثم وضعت السلاح على المنضده
ظنته الوغد لوهله ..
حكت جبينها ثم تذمرت بنبره ناعسه لم تصل الى مسامع الأخرى
" ما الذي جلبكِ هُنا ؟ "
تسائلت شرذاً بينما تمرر أناملها بين طيآت خصلاتها القصيره
أستهلكت سيڤار قوتها كي لا تنهض جاره الاخرى من تلك الخصلات، رباه كم تكره هذا الشعور ، شعور احتياجها لأحد
عادةً كانت تُلهبه ، تحرقه
ولو احرقها .
" أحتاج منكِ نوع خاص من الحبوب "
" لما جئتني ؟ "
تسائلت صوفيا مع أبتسامه مُتلاعبه، تعبث بالآخرى .
" لم يكن أمامي سواكِ "
عندما همستها الشرقيه تلاشت أبتسامة صوفيا، وطغى على ملامحها الجديه بينما تنحي نحوها
" ما هي تلك الحبوب ؟ "
لم تَقدر ذاتها على قولها، تهجيها، لا تعلم كيف ولما باتت ضعيفه، لكن هناك شيء في عاطفتها رفض الأمر
بالتأكيد لم يَكن حباً في المَسخ، أو اراده لطفل منهُ ..
كانت هبه من الرب طالما تمنتها، لم تتوقع يوماً أن ترفضها ، تمنعها عن ذاتِها
رفعت أناملها المُرتجفه، ثم مررت كفها على بطنها، مع نظرات متوجسه
لم تكن حَامل، إن كانت لحزت عنقها، فقط هي خَائفه .
ظهرت الدهشه على ملامح صوفيا
سيڤار توقعت السخريه، الجديه ، أن توشي بهَا .. لكن أن يصيبها الذهول .. الدهشه!
" ألم يخبركِ چون ؟ "
توقعت أن صوفيا تسخر منها، لكنها بدت جديه ..
" يخبرني ماذا ؟ "
طغت الشفقه على ملامحها، حينما أصاب سيڤار التوجس ..
' ما الذي فعلهُ تحديداً ؟ '
" أنظري يا شرقيه، أظن ان هناك شيء مَا يجب عليكِ معرفته "
ما أن قالتها، تراجعت الاخرى مع ملامح جَامده
لقد فهمت
لم تحتاج صوفيا الى حروف لشرح الأمر
" متى ؟ "
" غبتِ عن الوعي خمسة أيام، عُلقت المحاليل كي تظلي على قيد الحياه، وعند الليله السادسه، تُركتِ ثلاث ليال مُنعزله "
" لكن صوفيا .. لما ظللتُ غائبه عن الوعي ؟ ، لما اقتبسني من موطني ؟ "
أنهارت قدمي سيڤار ثم تابعت بنبره مهزوزه
" لما ، جعلني ، عاقم! "
دارت صوفيا ظهرها من عجز، لم تقدر على فعل شيء
قد كانت أول مره تنهَار الشرقيه امامها
مشاعر تضاربتها ، لم تحبها ..
الشفقه ، الحزن ، القهر
وكأن تلك الشرقيه ارسلت الموجات من خلال حادقتيها نحوها
أجابت صوفيا مع نبره جَامده، دون ان تناظر المُتلقيه
" لم يَكن چون مختطفكِ ولم يكن منقذكِ "
صمت الأخرى اجبر صوفيا على الخضوع لعاطفتها المُشفقه، لكن في الجانب الاخر لا يجب أن ترى سيڤار الحقيقه كلها، منها، لذا تابعت مع نبره بارده عكس عواصفها
" لا أستطيع التوضيح أكثر ، انصحكِ بالعوده الى غرفتكِ "
نهضت سيڤار عن الأرض بعقلٍ شَارد
ولو كَانت الكلمات تصف ما بهَا، لما ظلت صَامته .
في البدايه أنتزع منها والدها طفولتها، برائتها، انوثتها .. ثم قتلت والدتها احلامها فتلاشت
عاشت دون مشَاعر، في جسد مجروح
اُجبرت على الكهل .. اليخاندرو
وقبيل زواجها ، اُختطفت!
أنتزع چون عائلتها، جعلها دون شخصيه، كُنيه، مبدأ ، طهَاره ..
لقد دنسها ، في أستمتاع تَام
انتزع منها حقوقها كلها ، كبشر ، حتى الحق في أن تكون أم
ضربها ، أغصبها ، اهانها
لم يترك لها شيء ، حتى الجسد قد تملكه
روحها ذبلت ..
تسائلت داخلها
' مَا الذي بقيَ لِي ؟ '
شعرت باليأس يتغلغل أعماقها، يقتلها
ينحر من عمرها
الذُل الخالص
دموع دافئه سارت على وجهها دون ان تتوقف، قطره وراء قطره، تريها ضعفها وخسارة نفسِها .
ارادت رفض امومتها، لتكتشف انها رفضتها ..
ككل شيء رفضها
" كم أنتَ ساخر يا قدري ، يا موتي "
انهارت على فراشها دون قوه ، تبكي دون صوت ، دون أنفاس
فقط جثه هاَمده تنعي
" لم يبقى لِي شيء .. لا شيء "
' لازلتُ معكِ، انا سيڤ، لن ينتزعني منكِ أحد '
" حتى أنتَ سيڤ، أنتزعوك مني، تركتك للهلاك، شاهدتك تفنى، بنفس الضعف، وقلة الحيله "
' لم يكن خطأ أحد '
" بل هو كَان .. كان "
' لم اعتادك نواحه، خذي ثأركِ، تذكري ما كنا نقوله دائماً '
نهضت سيڤار مع عينين ذابلتين وملامح مُرهقه، لن تتركهُ ينعم
بحق كل ما أصابها .. بحق كل الألم
سارت خارج غرفتها بخطواتٍ مُرتجفه، كان القصر فَارغ، بينما الضجه من المطبخ
الباب الرئيسي مفتوح لذا خرجت
هي لم تنوي الهروب
ليس بعد خطيئتهُ الأكبر، وخيبتها العظمى .
لم يشهدها أحد، الحرس مهنتهم منع اي كان من الدخول، لذا راقبوا البوابه من الخارج
تسلقت نفس الشجره، زحفت قليلا على السور المُرتفع حتى وجدت الصندوق
انزلقت قدماها ببطىء ، ثم قفزت عليهِ .
عبرت الطريق الفارغ بعيداً عن الباب كي لا يشهد خلوتها أحد
ثم جلست على أطراف النهر الدافىء، هدوء الجو والنسيم الذي يداعبها
الهواء .. استنشقته بحريه
الزهور والأعشاب تحك جلدِ قدماها المُجرده .
لم تشعر سوى وهي تعانق الأرض الرطبه في فقدان ، وحده
ثم سارت دموعها مُجدداً
" فقط سأغفى ، لخمس دقائق "
لكنها لم تغفو
شاهدت كل شيء يَمضي
الغروب، ومن ثم الظلام
شاهدت دون اراده بأنهيار تام، علها كانت نائمه بالفعل .
وللأنهيار أشكال مُتعدده، سواء كان انهيار نفس كأنهيار سيڤار
أو انهيار كيان ، كخاصة جيداء
شاهدت كل شيء دون اراده
فقدان اختها الكبرى ، ثم الصغرى
منذ أن اقام والدها جنازة سيڤار، تغيرت عاداته، للأسوء
غضب على كريس، ولم ينقذها من يدهِ أحد .
كاد يقتلها، لولا تدخل اليخاندرو
اصاب جيداء الذهول عندما علمت سبب مِغضبه، هو لم يرد تزويج كريس
لم يرد قبيل اتمامها التاسعة عشر
حينها تسائلت
كانت تهديداته من الفرآغ ؟
تهديداته لسيڤار ؟
والدتها التي طالما اذاقت ابنتها الويل، ظلت مما يقارب النصف عام، حزينه، مَيته، عليها!
كانت جيداء مُشاهد صامت لأنهيار اسرتها
تُشاهد انهيار كيانها الذي فنى
سيڤار علمتهن الكتابه والقراءه، العلوم والرياضيات .. هي، كانت مثاليه
ابتلعت جيداء غصتها
مثاليه لولا فقدانها لكل شيء تمنتهُ يوماً
كانت سيڤار سيئة الحظ ..
لم تكن تعترف بالغباء أو الفشل
تحدت والدها الذي اذاقها من العنف العناوين، ولم تَخضع، تحدت مُجتمع كامل!
تُرى الازالت على قيد الحياه ؟
انقطعت اخبار كريس، ازداد والدها حزناً وصمتاً ، أنفعالا وتملكاً لها
" فقدتُ ثلاث ابناء، لن افقدكِ ايضاً "
قَالها ذات مره
لكنه لم يكن نادماً
ولم يكن سافلا .
وبخصوص السفاله التي جسدت كل ما هو قبيح ودنيء
السفاله التي حامت حول چون وأندرو
راقصات تعري وموسيقى صاخبه
شاهدا ما يحدث في صمتٍ تام
رقص ، مشروب ، زنا ، كل شيء
من قد يقيم اجتماع في مكان كهذا ؟
أحفاد هاريسون دون شك
في قاعه صَامته مُنعزله عن المرقص بالأسفل مع زجاج مقوى ، حيثُ كانا ..
تذكر چون جنون صوفيا بينما تهدده بنحرِ عنق مدللة، قائله ان صبرها فَاض ، وان لا عقلان لها كي تحتمل ذات الهراء مره اخرى
" لما أزعجتَ صوفيا ؟ "
تسائل چون مع نبره مستمتعه، مُشاهداً احتداد اعين الحفيد الصغير
علم أن أندرو يحترق من الداخل، لكنهُ ابى الأعتراف بخطيئتهُ ، خطاياه ..
أبشع ما يرتكبهُ نسلهم.!
لذا قال مع جديه، منهياً نبرته المازحه في البدايه
" تعلم مكانة صوفيا في العائله، دمائنا اختلطت، لذا لن أسمح لك جرها الى مُستنقع المخدرات مجدداً "
" لا اريد منهَا شيء "
رفع چون حاجبه ساخراً ، لذا تابع أندرو مع عينين لامعتين
" فقط أحب الطريقه التي تقول بها أسمي بشكلٍ خاطىء، خاطىء للغايه چون ، لا أهتم بتفاصيل حياتها ، كل ما اريد ، رؤيتها تتنفس وسماع حروف اسمي في كل مره منها "
" بتَ كامرأه نواحه "
وضع أندرو قبضته على صدرِه، ثم أعلن
" انه شيء ما هُنا، أمرٌ لن تدركه سوى بعدما تحتسيه، الخوف من فقدان الأمان، الا تستنشق الأنفاس، ألا تحيا! ، ويلاه إن علم ديفيد، هو لن يتركها على قيد الحياه "
" ديفيد السافل في ايطاليا الان، يجر خيوط أبي كالعاده، ومن ثم انا إن اردت شيء حصلتُ عليه، لا احتاج الى التخلي عنه "
" انا لم اتخلى عنها، انا منعت شري، عن ذاتها "
" بل دفنتها في اعناق الشرور، بتَ لا تُعجبني ، تحتاج الى اعادة التأهيل "
" ما الذي ستفعله ؟ ، تنفيني في حلقة القتال كالمسوخ، كي افقد عقلي مجدداً ؟ "
ارجع چون رأسه مُبتسماً بأستمتاع تام امام تلك الذكرى
لكن تلاشت ابتسامته عندما تابع اخاه
" سأفقد عقلي ولن يتغير شيء، انا مجنونٌ بها، ربما اصير المهووس إن ظللتُ اراقب ثباتها وسباتها حتى انفاسها، ربما لن نصير معاً، لكنها لي ، وانتهى الامر "
" تباً! ، بالفعل تحتاج الى اعادة التأهيل "
" ارى ان اعادة التأهيل قيد التحميل في قلب مسخٍ ما ، ذكرني .. ماذا كان اسم مختلتك ؟ "
جمدت ملامح چون، ثم زمجر مع أسنان مُتراصه
" لَذه "
ارتفع ثغر اندرو مع ابتسامه خبيثه
" لقد بدأت بلذه، لكنها ستنتهي مع خطيئه . "
ظل المُتلقي صامتاً فتره طويله، علم اندرو ان المزاح انتهى وأن المختل الكبير الأن على استعداد كامل ليقلصه ومن ثم يقتل سيڤار
عادت أبصار چون نحو النساء في الأسفل
هناك ذات الشعر الناعم، وذات العينان المُثيرتان، الجسد المثَالي
والادهى أن كلهن ملكهُ
هناك من هي اكثر اثاره
من هي اكثر ذكائاً
قد يرى امرأه من ذات موطنها، اتخذت العهر مِهنه ، قد يجد مُختله في مشفى ما تجاري جنونها
لكن هي .. مزيجٌ مغري
مزيج مميز ، نقي ، دنسه .
هي لم تكن له مُجرد جسد ، كانت له محور
لا يحبها ، لكن جانبها ، يشعر بالطهاره
الرضا التام لساديته ولرجولته
لشغفه بالألم
دموعها الداكنه ، تجعله في نعيم تام ، كأنه يطهر نفسِها ..
لقد كانت له شيء لا يُنتزع ، ولن يتركه الى ان يمل
أعلن هاتفهُ عن وصول مكالمه من لوكاس، المسؤول عن قصره
چون يتذكر عندما جلست سيڤار لاول مره على طاولة الفطور، سمع حديث لوكاس عن كون معدنها الحقيقي هو الحقد
رباه كم اراد نزع عنقهِ عندها، لكن إن فعل ، بات مُخنثاً للأخرى
لذا عوضاً عن ذلك حطم عظَامه ، لأنه اقترب من املاكهِ ..
رفع هاتفه بعد بُرهه من الوقت، ثم فتحه واضعاً اياه على اذنه دون التفوه بكلمه
" لقد اختفت سيدي، لا اثر لهَا في القصر ، او حتى في المدينة "
كأنها اعلنت بهِ مئة حرب وغضب ، لن يطفئه على سواها ..
الحرب التي أعلنتها سيڤار على چون كانت بمثابة تغيير جذري في نفسِها
قد اعلنت الحرب على ضعفها أيضاً
لذا نهضت من فوق الأرض الرطبه، والقمر بات مُنعكس على المياه امامها
برودة الجو اجبرتها على الخضوع، للواقع خاصتها، لذا نهضت بينما تضم كفاها لاحضانها
سارت مع أعين مُرهقه نحو القصر
ارادت الدلوف عبر ذات الصندوق لذا صعدت عليهِ، لكن قبيل تسلقها، صفعت محاولتها كشاف السياره
قد تأكدت الان ان حظها عاثر، عاثر للغايه
استدارت ببطىء تراقب صاحب السياره، لم يكن سوى الوغد مع صحبة وغد أخر ..
ناظرها مع اعين سَاخره، لانت نسبياً من الغضب، وهي تقبلت تلك النظرات بأخرى مَيته .
لو كانت في وقتٍ أخر، ستخاف، لكن الان لم يجد الخوف محلا في قلبِها .
انزلقت من فوق الصندوق، ثم اقتربت من السياره التي دلف منهَا
" أين كنتِ ؟ "
ابتسمت ولم تُعلق، ربما لان قواها خارت، لأن رأسها داهمه دوار قوي
ربما لأن الحياه ارهقتها حتى لم تجد لها مسكناً
الاجابه التي ارادها چون لم يحصل عليها لذا ازداد غضبه ..
تسائل داخلهُ مع من كانت ، تجول اليوم كله ؟
أدرك انها لم تهرب، لذا ربما كانت مع وغد ما تكتسب منهُ الأمان كي تفعل لاحقاً ؟
هو يعلم ان تلك الشرقيه لم تكن غبيه البته، فقط احياناً تقودها عاطفتها، وجنونها ..
يعلم ان حظها عاثر، وشيطان جنونها اقوى
مثلهُ عقل داهي ، لم يبعد عنه فكرة اصطحاب وغد ما ، ربما للبطاقه الرابحه
لكن چون يعلم ان عادات الشرقيه وعقيدتها التي تتمسك بها، لن تسمح لها ان ترتكب مثلهُ جرم ..
چون يدرك تماماً انها كانت في خلوه ما، لكن لما يرفض سبب تعنيفها، إن كان الأمر يسبب له مُتعه ؟
الغضب الذي اشعلته تناقضاً، يجب ان تحتملهُ
رفع كفه عازماً على صفعِها، لكن اعينها المرهقه المُلتهبه ، المَيته
لم تكن هكذا قبلا
هو يعلم متى يتوقف عن اهانتها، كي لا يكسرها، لأن الكسر موت
وهي يريدها حيه
علم ان اي فعل منهُ الان ، موته لها
وهو لم يردها ميته ..
لقد اكترث بالفعل
بئساً ، فهو اكترث
لم تجد سيڤار وقتها من الدوار مفراً، لذا سقطت بين ذراعين، قاتلها ، مغصبها ، مرهقها
احاطها ذراعيه مع أعين جامده
لم تكن عيناها مغلقتان، فقط خائره ، صَامته، مع جسد مُتراخي
بدأت تذرف دموعاً، تعاتبه على فعلته التي لا تُغتفر
قالت له مئة مره ' لقد اذنبت في حقي ، لكن خطيئتك الأخيره لا تغتفر '
عاتبتهُ على شيء لم يحلله ، ثم رفعت عيناها للسماء في صمت تام
وببساطه غادرت ، تاهت ، للمره الثانيه
لعن تحت انفاسه بينما يحملها مُتجهاً الى منزله، لذا اتبعه أندرو دون تعليق على ما رأى
توقع ان يحرق اخوه الارض واليابس ، لكنه لم يفعل
ابتلع اندرو توجسه، لقد اكترث چون ، اكترث لها وهذا كافي .
كان يسير مع خطوات بطيئه نحو غرفته، بدأ جسدها يبرد ، لذا وضعها على الفراش
لم تغير من وضعها ، لازالت تناظر الأعلى في صمت تام ، وسط الظلام
تأكد ان احد ما تعرض لها ، من صمتها ، موتها
كان على استعداد تام ان يعاشرها في حالتها تلك، يستنزفها ، لكن ان يفعل اخر ، كان شيء يستحيل على عقلهِ تقبله .
" من فعل بكِ هذا ؟ "
" أنتَ "
" انا! "
ذُهل ولم يعلق، ربطها صباحاً في قدم الفراش وقد كانت بخير، فما بالها الان تلقي بلواها على عاتقهِ ؟
" انتَ احرقت قلبي، قبضتهُ "
جلس على طرف الفراش دون فهم، لم تكن تناظره، فقط تبكي دون صوت ، دون قوه
" لما تتفنن في احراقي كل مره ؟ ، رباه كم نجحت چون ، كيف تفوقت ؟ "
استبدلت اللغه الانجليزيه، الى العربيه
لغه لم يفهم منها سوى الألم
" بابا لم يكن أبداً جيد معي، قد كان يضربني كثيراً، اشعر انه كرهني لسبب ما، ماما ايضاً لم تكن تحبني ، سيڤ رحل بسببي ، اصاب كريس الجنون بسبب افسادي ودلالي "
" أنا بلوه كبرى افسد اي شيء حولي، شي بيقتل چون "
" انت جعلتني عاقم ، لا قدره لي على الأنجاب، اني اتعس واحده في الوجود "
" شكراً لكل شيء ارتكبته، انا الان قلبي احترق، لذا انتَ نجحت "
ناظرته بخذلان ثم استدارت وغفت دون كلمه اضافيه
غابت عن ادراكها ، لذا لعن تحت انفاسه
تلك اللغه .. يجب ان يفقهها
تباً!
يجب ان يَفهم، ليته سجل ما قالت
الساقطه!
ابتلع حيرته وسخطه، تحتاج الى اعادة تأهيل، تشكيل، ويحتاج هو الى معرفة تلك اللغه ايً كانت ..
وربما يحتاج الى طبيب ، يُشرف على حالة لذته ، مُختلتهُ .
خرج من الغرفه صافعاً الباب خلفهُ، أي كان من فعل هذا لن ينجو منه ..
كان يسير في الممر متوعداً اياها بأبشع الأشياء، يسير والظلام يلحن صدى خطواته، حتى استوقفه نداء صوفيا من خلفهِ .
" مهلا! "
استدار مع أعين عميقه، مُظلمه، ادركت وقتها انه ليس مُستعداً لأي صدمات
لكن ضميرها ينهشها، هي خانت ثقته، لو ود ان تعلم سيڤار لقال لها
ربما لم يفعل شيء بالفعل ، كان الأمر يرهقها، مُحرج حد الجحيم
لأن الخيانه سيئه ولا تُغتفر .
ظهر أندرو من وراء چون ، بدى كأنه كان قادم صوب غرفتها، لذا لم تولي له اي اهتمام بينما تناظر چون توجساً
" انا ، ارتكبتُ، ذنباً "
لقد فهم!
فهمت من نظراته التي ازدادت ظلاماً، تفاحة ادم التي صعدت وهبطت ..
فهم ان سبب حالة الشرقيه، كانت هي!
" ما الذي قلته ؟ "
حينها فكرت صوفيا وتأنت، إن لم يجري چون عملية الأستئصال، ربما اراد الوريث منها
كون سيڤار تحديداً فكرت في رفض شيء ما منه، ربما يتسبب في عواقب وخيمه
ايقنت صوفيا أن الأفضل تجاهل هذا الجزء، رغم كونه في صالحها، لكنه موت للأخرى
شعرت وقتها ان هذا كافي، تكفيراً لذنبها
" قلتُ، انها ربما تكون عاقم بسببك، أوعيتها على غياب الوعي خمسة ايام، وعند الليله السَادسه ، نُفيت لثلاث ليال "
" ماذا قلتِ أيضاً صوفيا ؟ "
تسائل مع نبره عميقه، مُظلمه، ارهبت أندرو كما فعلت معها
" أقسم لكَ بنعش أمي أن هذا ما قلتهُ "
حينها لم يصفعها چون، بل لكمها مطرحاً اياها الأرض
لعن اندرو تحت انفاسه ثم ركض مُنحنياً نحوها
كانت في حاله من الصدمه، لم ترد ان تبكي، هي استحقت الأمر
تمالكت انفعالها ثم رفعت رأسها جموداً، ما ان انحنى نحوها
" لم ينته حسابنا صوفيا، تلك الكلمات التي قلتِيها، ستندمين على كل حرف منها "
اومئت صوفيا مع ملامح مُتأسفه صادقه، لذا التف چون عازماً على الرحيل، لكنه تسائل فجأه مع نبره عميقه
" اخبرتها عن المُخدر ؟ "
" لا "
امأ ثم رحل، لذا وعيت على يد اندرو التي تتفحص طرف شفتاها، وجنتها، انفها، مع ملامح مُتأسفه
" شوهكِ "
" تباً لكَ "
" تباً لي ها ؟ بالفعل تباً لي لانني اكترثتُ لشئنكِ "
" لا دخل لك بشئوني "
رفع حاجبه الأيسر استناكراً عندما ختمت جملتها دافعه اياه
حاولت النهوض، لكن قدمها اليُمنى التوت مما منعها عن الأمر
في المهمات العسكريه التي كانت تخوضها، اعتادت على مثلها أمور، اعنى ان تُصاب، ووجب عليها ان تنهض مع اصابتها
صوفيا لم تكن ابداً تلك المرأه المازحه، النقيه، بل كانت اخرى حازمه سَاخره
كل شخص له نقاط ضعف، ومن نقاط ضعفها، ان ترى امرأه مثلها، تائهه، وحيده، فاقده لكل شيء
وهذا تحديداً ما وجدته في سيڤار .
الوقوف مع الخوف الذي تعرضت له على يد چون، الرهبه، والخنوع، والخجل ، كان مستحيل
هي اعتادت على الاصابات، سوى اصابة الخجل والأستنكار
اصابة الغباء المُطلق والضعف
وهذا ما حدث معها لذا لم تجد سبيل للنهوض، وأندرو لم يبدي اعتراضاً بينما يحملها
" انزلني، لعنة الإله عليكَ "
" لا . "
حينها ارجعت رأسها يأساً
" ليتني لم اترك الزناد على المنضده "
أرتفع ثغره نسبياً ولم يعلق
سار بها نحو غرفتها، حقاً اراد ان يخضع للصمت بعد تلك الليله الطويله، لكنه لم يمنع لسانه عن محادثتِها
" تعرفين أن چون ليس غبي، كي يصدق أن هذا ما قلتهِ فقط "
" لم اقل سوى هذا، چون ليس منقذها، وفي ذات الوقت ليس مختطفها "
" هناك جزء ناقص من الكلمات صوفيا، إن كان هذا ما قلته فقط، اذاً سيڤار قد قالت شيء "
" إندرو ؟ "
ناظرها تساؤلا بينما يضعها على الفراش، لذا تابعت بهمس ماكر
" أذهب الى الجحيم "
قهقه بعدها، ضحكه اشعلت الجحيم بها، الموت ، الألم
كانت ترى الا حق له بالضحك بتاتاً، بعد الهجران
بعدما تركها عَاجزه على تقبله مجدداً
علمت ان اندرو لم يخسرها بسبب تركها ، بل عودته ..
هو عاد
ولم يقل حتى الأن ' أسف '
تلك الكلمه لن تغير شيء ، لن تمحي عنها الالم
لكنها كانت ستضمد جروحها، تشفي غليلها ..
لكنه استكبر ، وهي لا تحب الاستكبار .
وضعها على الفراش بعدما بتر ضحكته كأنهُ وعي للأمر ، وتباً كم ندم لانه ضحك
ارتفع ثغره ساخراً، قديماً كانت تزرع وروداً اذا ضحك ، تمازحه وتبادله العشق لكن الأن
حصدت اشواكاً بسبب ضحكه منه.!
تناثرت الكلمات من حلقِه، لذا رحل عن الغرفه دون كلمه اضافيه، تاركها طريحة الفراش
وهي لم تبادر في قول شيء قبيل رحيله
لذا مضت ليلتهم في سلام .
السلام الذي أفتقده چون
هو لا يحب السلام، لكن في تلك الليله الثقيله، رغب به للغايه
بعدما وصل جناحه سمع نداء توماس من خلفِه
علم حينها ان تلك الليله لن تمضي بالفعل
ناظر توماس، وتباً كم خاف حينها
رأى الموت، والغضب، والكره، والظلام
اراد لوهله الأنسحاب
لكن إن فعل، حطم چون عظامه كلها، او ربما أخرج غضبه على صلعته لذا ابتلع خوفه، ثم قال
" سيدي لا أقصد الأزعاج، لكن قبيل بضع ثوان تم تفقد كاميرات المُراقبه الشهريه، ولقد وجدنا شيء يجب أن تعرفه "
تابع الحارس بعد ابتلاع انفاسه
" صوفيا والتر "
لعن چون تحت انفاسه بعد سماع الحروف التي تالتها
" قتلت احدى الخادمات في غرفة التنظيف؛ حيثُ الخادمه ارسلت اسرارنا للسيده سونيا "
مسح چون رأسه ارهاقاً
" بالأضافه الى الوفد الأسباني، لقد احترقت خزائن أحدى مصانعهم، لذا القوا بلواهم على عاتقنا "
حينها لم يشعر چون سوى وهو يلكم الحارس عدة مرات
فجأه رأى كل شيء مُظلم
قاتم ..
شعر انه عاد الى روما مره اخرى، بعد سنوات من الهدوء والسلام
حاول ان يتمالك ذاته ، بالكاد نهض عن الحارس بعدما سبب عددٍ من اللكماتِ .
" أرحل توماس "
نهض توماس من فوق الأرض بصعوبه ثم رحل مسرعاً
الأوغاد الجبناء ، يقسم أن يريهم
كان يتصَارع مع درجات السُلم دون تصديق
لقد نجى بالفعل!
ناظر الحرس الواقفين امام مكتب چون، ثم قال بأمتعاضٍ
" هو غاضب للغايه "
كانت انظاره تلومهم ، تصفهم بالجُبن، النسونه، أعني ان يُبلغ سيده المُختل خبران سيئان في الوقت ذاته! ان يبقى يتنفس بعدها.!
" وجب ان تذهب انت توماس "
ناظره توماس شرذاً، لكن همس ستيڤ بعدها مَا اخرجه عن نطاق شعوره
" صلعتك كانت لتحتمل ، ما لن تحتمله جمجمه بشريه لعينه اخرى "
قهقه بقية الرجال الساخرين، لكن توقفت قهقاتهم عندما قال الآخر بأستنكار
" تلك الصلعه التي تتهافتون على تذليلها هي من حمتكم مئات المرات، هي المُدبر هنا "
صفع ستيڤ رأس توماس عندها ثم داعبهُ
" توقف عن كونك سيد الدراما "
ناظره توماس بتوعد، حتى انه شمر عن ساعديه امام نظرات ستيڤ المذعوره، لكن خطوات چون من ورائهم هي ما جمدت دوافعهم ومشاعرهم ..
لا احد تجرأ على الضحك
لا احد تنفس
رأوا الغضب والكره، الحقد والأستنكار يتجسد في خطواته وهالته
" اذاً ، احرقوا اولاد العاهره مصنع من مصانعهم، صحيح ؟ "
امأ الجميع خنوعاً، لكن صوت اندرو المُشاغب الذي ظهر من خلف چون حمسهم للقادم
" اذاً أخي ، لنحرق خزائن مصانعهم الأم ، حينها لن يكونوا كاذبين "
أبتسم چون أمام الفكره، تلك الأبتسامه التي بشرت كل الحاضرين، جميعهم ايقنوا أن الصراع القادم لن يكون هين
وجب ان يأخذ ثأره، الوفد بأكمله، وجب ان يعلم تعاليم عالمهُ
عالم أحفاد هاريسون
الذي لحنهُ هو ..
والذي ولد ليكون حول أنامله .
يتبع ..
***
كما قلت البارت هدية عيد مولدي لكم 😹💙
كل عام وانتِ بخيرٍ يا أنا
خذي بوسه يا أنا 😘😂
المُهم .. رأيكم يهمني ❤
اي توقع ؟
انتقاد ؟ أو مُلاحظات ؟
چون ؟
سيڤار ؟
علاقة صوفيا وأندرو ؟
احبكم 💙
دمتم بخير وسلامه ♡
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top