غرَائز رجُوليه <٢>

_ لا اله إلا الله ♡

تلونتِ بألوانه أيتُها النفس المُدنسه قهراً .

خطئُكِ لم يكن هيناً البِته، بل كان احد كبائر الدُنيا سيڤار ..

كنتِ حزينه على قطرات الدماء المسفُوكه ؟

وقد تناسيتِ كرامتك المهدوره!

صراخك وبكائكِ ؟

أمام انتشاءه!

تلاشت كرامتكِ كالرماد أمام قوتهُ ؟

سحبت سيڤار الغطاء على جسدها وعقلها لم يتوقف عن جلدِها

هي سترت عُريها عن الفراغ، لكنها لم تستطع ان تسترهُ عنها

نهضت مع عينين جامدتين، خطاها البطيئه تُظهر الالم المكنون موضع لمساته

سارت تجاه المرحاض وحينها شعرت بالوقت كالسنوات، شعرت وكأن كل شيء جانبها، بعيداً عن خطاها لآلاف الأميال .

سقط الغطَاء عن جسدها فجأه، فأغلقت حادقتيها حسرةً على دماء طهارتها الجافه

' لا بأس، دماء جافه لن تقتبس منكِ شيئاً، فقط انقذي ما بقيَ من شظايا الكبرياء، وخذي بثأر كل دمعه وصرخه قد غادرتكِ '

استندت جبهتها على الحائط امامها، بينما الماء ينزلق يزيل عنها الدماء

عضاتٍ وحشيه على طول جسدها وكدمات عميقه شهوانيه في كل انش بها .

' عذرائي '

ارتفعت شهقاتها عندما ارتفع صدى صوته في المرحاض الخالي

' لا بأس بكِ '

بكت ويداها تخدشان كل انش من مفاصلها التي دنسها

' لي انا '

صفعت رأسها على الحائط بقوه، وصوتها لا يُخمد، هي ستبكي وستنهار، للمرة الآخيره ..

بسبب الفقدان والالم  .

الفقدان لكل مَا أنتُزعَ منها، والدها، اخوتها، وكل طيف يطاردها بلا هواده

هي وببساطه اشتاقت لوالدها

لضرباته وتعنيفه المُستمر، اشتاقت لخوفه، لصوتهِ، ورائحة عطره العتيق .

' فقط لو لم اغادر ، فقط لو لم اتحدى '

اغلقت عيناها في حسره وشهقاتها تُخمد .

' للمره الآخيره ، للمره الاخيره سيڤ '

حينها تبسمت الحياه في وجهها، فقط لتبخ سم الكره والحقد داخلها

.. سُمَ الانتقام والقَهر

وسيڤار لم تكن ابداً لترفض، سببها الجديد كي تحيا .

مررت سبابتها على شفتيها مع أبتسامه مَاكره، وجدت المياه صعوبه في شق طريقها وسط الكُحل الشرقي الجَاف .

' welcome to new world, baby '
_مرحباً في عالم جديد ، بيبي _

هو أخطأ عندما همسها ليلتها

او ربما صدق، لأن معها حتماً، سيجد عالم جديد

مُختل، مخالف للمقاييس

حيثُ الهوس ، التملُك ، والألم

فهذا عالم سيڤار، وهو حتماً سيعجبه .

*  *  *  *

خرجت من المرحاض مع ملامح ماكره، تُخفي الحزن داخلها

بل ودفنتهُ في أعماقها المُلونه بهِ .

' اذاً ما هي خطوتنا الآولى ؟ '

" أنني امهد طريقي الآن، وصدقني سيعجبك ما سأفعل "

' على الطريقه القديمه يا سيڤار ؟ '

" لا سيڤ ، اصدارٌ جديد "

وحينها لم تجد سيڤار سوى الصمت، وهذا ما التزمت به بينما تجلس على الفراش، مُلتقطه جهاز التحكم عن بُعد

وضعت قدم على الاخرى، بينما تستند فوق الفراش

لا شيء تهابه بعد الآن .. ولا شيء لتخسرهُ .

تسائلت داخلها عن اشياء عده ، اشياء نهشت عقلها وأرهقتهُ .. اخواتها، هل هُنَ بخير ؟ ام ستتزوج احداهن ؟

ووالدها، تُرى لان قلبه بعد هجراها ؟

كان عقلها شارد حتى تلك اللحظه التي كانت تنتظرها منذ اكثر من واحد وخمسين حلقه، والتي هي ، القُبلة الآولى، والاعتراف الاول .

فرغ فم سيڤار حماساً لما انتظرته، بهذه البساطه اعترف لها ؟ تخلى عن الكبرياء!

واللعنة اي بساطه تتحدث عنها وهي انتظرت واحد وخمسون حلقه كامله ؟

مهما يكن ..

عندما سلطت تركيزها على المشهد وتناست أحزانها وافكارها

فُتح باب الغرفه ببطىء

" سيدتي ، الفطور على الطاوله "

" بأي حق ، تقتحمين الغرفه ؟ "

همستها المُتلقيه مع أسنان مُتراصه، وأزداد غضبها حينما سلطت الخادمه أبصارها الفضوليه على جسدها الذي تجرد من كل شيء عدى المنشفه

رمشت الخادمه دون أستيعاب وكأن الآخرى مخُتله ما، اعني حباً بالسماء، هي توقعت ان تبكي و تصرخ، او الاسوء، والان تجدها تتابع المسلسل المفضل لها بهذه البساطه .. ؟

" ما الذي تنتظريه بحق الخالق! "

" آسفه سيدتي "

اجابت هلعاً عندما ارتفع صوت سيڤار المُحتد، ثم تراجعت خطوه للوراء، وهمست بحذر ولازال المقبض بين كفها

" لكن السيد يستدعيك على الفطور "

" تباً لكِ وللفطور ، حلي عني "

لم تستعب الخادمه آخر كلمه همستها سيڤار بالعربيه، لذا رحلت دون فهم

ذاتاً ما فهمته كان كافي .

تنهدت سيڤار حسرةً على القُبله التي ضاعت هبائاً، حتى أن الحلقه الواحده والخمسون قد انتهت آخذه معها القُبله الاولى .

وكأن كل شيء يسير على نهج حزنها

هزت رأسها بيأس وقبل أن تقتحم افكارها اعاصير جديده

هو أقتحم الغرفه، بينما يدنو نحوها ببطىء

كانت انفاسه مُهتاجه عكس نظراته الهَادئه

لكن ما أن وقعت عيناه على لذتهُ فوق الفراش، اظلمت الاعين الهادئه، وغاص عُمقاً بها

تعمق في ملامحها

غَاص في بحَار لذيذه لم يعتادها

" لَذتي "

أرتجفت بسبب بحة صوته العميق ، بجانب اللقب الذي اطلقه عليها

جسدها له عقل واحد داهي أمرها أن تتحداه ، لكن ذلك الجسد يهابه

" ما الذي فعلتِه لتوك ؟ "

ابتلعت هلعها في اعماقها

لطالما كانت تُجيد تزييف مشاعرها كمُحاوله بائسه وحيله قديمه لإخفاء خوفها وحزمها

" ربما .. أشاهد التلفاز ؟ "

حينها توقعت أن يظل على نَهج جموده وتبلده، لكن ان يقهقه هازاً رأسه للجانبان في يأس، لم تكن تتوقع

" ما المضحك بي ، هل تراني مزحه ؟ "

تجاهل كلماتها ثم وقف قبالتها ليستثنى له مناظرة قدماها العاريتان برغبه، كانت المِنشفه بالكاد تغطي اعلى فخذيها الشبه مُمتلئان ..

" ستجعليِني اغضب، وهذا لن يكون جيداً البته "

جف حلقها عندما مرر انامله الغليظه على جسدها يستبيحه ، بدأً من ركبتيها، حتى وجهه لا تعرفها

" أ .. أياك ، أن تلمسني "

" امنعيني "

تحداها ، وحينها سقط قناع هدوئها للأبد، قناع قوتها ، وصمودها

وكأن تلك القدره على تزييف مشاعرها تلاشت امامهُ .

اعتلاها امام ابصارها المفزوعه، ثم همس مع ثغر مرفوع مُتلاعب، والظلام يلحن صداه .

" لا اريد اذيتكِ، ليس الآن لذه "

" لستُ مُجرد لذه لعينه على فراشك "

حينها توقعت صفعه مؤلمه، لكن عوضاً عن ذلك ناظر حادقتاها متعمقاً بهما أكثر من قبل .

هي توقعت كل شيء بعدها، إلا أن يصفع شفتيه على خاصتها ببطىء

قبلها ، الوغد اخذ قُبلتها الاولى ايضاً .

دفعته، قاومته، خدشتهُ، لكنه لوى ذراعاها خلف ظهرها متفرساً روحاً مَيته .

حاولت ألا تبكي ، و الا تصرخ

لكن كل شيء يفعلهُ، فوق احتمالها

' سيمر، تحملي ، اقسم لكِ، سيمر '

لكن لا شيء مر .

لا قبلاته الطويله المُتتابعه على ثغرها

ولا يده التي تفرست جسدها يتلاعب بها

ابعدت رأسها عندما تركها تلتقط انفاسها، ثم همست راجيه، وصوت على وشك البكاء

" سأكل، اني جائعه "

" فات الاوان بيبي، لانني، جائع،اكثر منكِ "

شهقت فزعاً عندما نهشت عنقها أسنانه

لا .. ليس كرتان!

" ج .. جسدي يؤلمني "

" سيڤ ، انا لا أمارس الحب، لأتركك "

" تباً لك ، لا تمسني ، لا تجرؤ على لمسي "

حينها تنهد ضجراً ، ثم رفع رأسه عن عنقها بعينين مُظلمتين

ابتسمت بلا تصديق

هل سيتركها ؟

تلاشت ابتسامتها وتحولت الى شهقه باكيه عندما صفعها بكل قوه يمتلك

جرح شفتيها المُلتهب، زاد نزيفه

" لا أريد ان اؤذيك سيڤ، لذا اياك واغضابي "

لا رباه، ليس نفس الذُل، ليس في الليله التاليه على الأقل .

لكن لا شيء كان يمنعه ..

أو يقتبسه عن لذته

لذا زمجر بشهوه مُنتزع المنشفه عنها، ثم حلل ازرار قميصه ببطىء وحادقته تتفرسها

' هبني القوه ، يا ربي ، خالقي ، مُنقذي ، مُرشدي، هبني القوه ، اني ارجوك خالقي '

اعتلاها من جديد وقد عزم على موتها

حينها علمت سيڤار أن المُقاومه لن تُنقذها، فأدارت وجهها عنه وبرغم ذلك لم تكن تسمع سوى صوت انفاسه الراغبه وهمسه المُستفز ضد اذنها

صلت داخلها كي يمر كل شيء مسرعاً ، حيثُ رغبته بها كانت تنحرها .

*  *  *  *

الألم الجسدي هو ما جسدها بمعاني الكلمه من حروفٍ .

الألم الذي كانت لا تعترف به طوال حياتها، الألم الذي ظنت انها اعتادت عليه

ببساطه لم يكن.!

أبتسم في تشفي مشاهداً وجهها الميت، الخالي اسفلهُ

مُثيره بكل المقاييس .

لكن ان يمس نفس المرأه كرتان لم يكن معتاد لهُ

حاول الا يفكر في الاسباب؛ لأن الأمر سينتهي بها جثه لا مُحال .

الدموع التي كانت تسير من حادقتيها الكارهتين، طهرت أعماقه

وتباً كم اراد فعل اشياء سيئه، اشياء ليست لطيفه بتاتاً بذلك الجسد

وسيفعل .. لكن ليس الآن

فقط حتى يتفرسها الخوف، ليس الخوف من ان يمسها، بل الخوف المطلق منهُ

الخوف من كل حرف من حروف أسمه

لعق شفتيه في رغبه بينما يقبض على فكها بعنف، ثم مال على شفتيها مهدداً

" هذه المره اكتفيتُ بصراخك أسفلي، المرة القادمه، لن يكون الامر هيناً أقسم بكل ذره بي، لذا كعاهره مُطيعه ارتدي اي شيء لعين ، وانزلي حيثُ الفطور، لن انتظر كثيراً "

وترك فكها ثم نهض عنها، الرغبه لازالت واضحه في إنفعالاته، وكأن ما فعلهُ منذ قليل لم يكفيه!

كرهت كونها عاريه أمامه

عاريه، مُتجرده من كرامتها ومشَاعرها ..

لكن يديها كانت جامده، وكأن عنفه جعلهن يلتحمان خلف ظهرها

اكتفى بترك ازرار قميصه الثلاث العلويه و أحتدت حادقتاه، ثم غادر ببساطه

لكن لمساته على جسدها، لازلت تشعر بهن .

تنهدت، عسَى أن تطرد الغصه عنها، وقد حملت تنهيدتها ارتجافه ملحوظه

ابتلعت الغصه فشعرت بها تخنقها، ثقيله، حتى تلاشت عند قلبها تماماً

ابتسمت بجنون بينما تجلس على الفراش، هي تُقسم، تقسم بحق كرامتها، بحق دمها ودموعها، أن تريه من الذل عناوين، الوغد أستهان بها قبل ان يواجهها حتى .

أتجهت صوب المرحاض لتزيل رائحته عنها

هي عرفت مكانتها عنده ، مجرد عاهره ، دميه مُثيره بين انامله

ليتها ماتت بين ذراعين والدها ، عوضاً عن الوغد في الخارج

وعن أي والد فكرت ؟

هناك علامه على جَانب خصرها، تتذكر ان والدها كوى تلك المنطقه في لحظة من الغضب

كاد يكي وجهها تالياً، لولا تدخل والدتها .

وجهها سيحترق، ولا احد يحب ان يتزوج امرأه مشوهه، هذا ما قالته لحظتها

ابتلعت الغصه الثانيه، ثم خرجت من أسفل المياه التي نظفت جلدها

لكنها ابداً لم تنظف روحها

' لستِ بخير سيڤار '

" كنت صامتاً سيڤ، لذا رجاءاً، اصمت ثانيةً "

وهذا ما فعلتهُ نفسِها تماماً .. هي قبلت صمتها بالصمت .

لذا خرجت من المرحاض ناحية الخزانه تبحث عن شيء ترتديه

وجدت ملابس لا بأس بها لذا انتقيت اكثرهم احتشاماً، هو فستان من اللون السكري واسع

الفستان وصل حتى كاحلها، بكمٍ واسع، لكن صدره مربع عاري

ناظرت ذاتها في المرأه دون ان تفكر في شيء

فقط مع عقل خالي، رأت ولم تعلق

حاولت ان تتجاهل الكدمات التي زرعها على جسدها، وَهمست لذاتها انها لا تمس كبريائها .

خصلاتها تجعدت حيثُ لم تصففها او تمشطها، لذا تنهدت بضجر ثم مررت الفرشاة عليها

كانت خصلاتها تصل حتى نهاية ظهرها، والدتها كانت تحزن عندما تقصه، لذا لم تعد تفعل .

فرشتهُ لكن لم تجد رابطه تُجمعه بها، لذا تنهدت في نفاذ صبر وخرجت

الغرفه كانت تسرق من أنفاسها وحياتها .

بالفعل كانت تائهه ، لا تعلم ما وجهتها ؟ أين تتجه ؟ وكيف ؟!

لكن برغم ذلك سارت

' ربي أحفظني، اهدني للطريق الصحيح، فانّي تائهه وضعيفه لا اعلم أين اسير '

صلت داخلها، بينما تسير في الممر الطويل دون وجهه، بدى وكأن غرفتها في مؤخرة الممر

ناظرت المكان حولها

تتذكر أن هناك سلم مزق جلدها ، وهذا بالفعل ما كانت تبحث عنهُ

اثناء بحثها وجدت لوحات عتيقه على جانبيها، لوحات من النوع المُتداخل الفلسفي العميق

من ضمنهن امرأه ذات ملامح مشوشه عاريه لا يستر جسدها سوى وشاح شيفوني رمادي، وقد كانت تقبع أسفل أقدام جسد مُظلم .. مُشوش كحالها .

اللوحه اثارت اهتمامها، اعني هل تدور حول خضوع ومازوخية امرأه ؟ ، ام سادية وتملك رجل ؟ ، لربما المخذى منها اكثر عمقاً من مجرد تعري او خضوع ؟

بحق السماء مع أي مُختل هي ؟

ازاحت ابصارها عن اللوحه ثم سارت حتى وجدت سُلم على جانبها الأيسر، واسع، طويل، وجهتهُ مجهوله

لكنه مُضيء على الأقل

خطت قدماها الحافيتان اول درجه منهُ، فأقشعر جسدها كلما خطت خطوه اضافيه .

طال الوقت وطال، وهي تجاهد كي تصل لنهايتهُ، لكن مع الألم بها، لم تكن تصل

ناظرت خلفها، عسى ان تجد ذاتها قطعت مسافه طويله تحفزها على الأستمراريه

لكنها بالكاد تخطت الخمس درجات!

خمس درجات مُدنسات ، خطت عليهن فقط

انهارت جالسه على الدرج السادس، ثم دفنت وجهها بين كفيها في ضياع

شهقه غادرتها عندما جلست في صوره مفاجأه

وغد لعين.!

" صباح الخير سيدتي، هل يمكنني أن اساعدك ؟ "

رفعت رأسها بملامح مُرهقه، جامده، فوجدت الخادمه امامها، مع ملامح مُشفقه

الشفقه فقط، هي ما كانت مُرتسمه عليها

" لا أحتاج الى المساعده "

همستها بحزم ولا تعلم من اين جائتها القوه لتنهض قدماها الهالكتين

لا تعلم كيف عمل عقلها بكفاءه متذكراً تفاصيل المكان، تحديداً الاماكن التي استشعرها جلدها المُدمي

وها هي تقف امام طاولة الطعام مع عينان جامدتان، فوجدت الوغد، رجال على يمينه ويساره، إلا مقعد واحد فارغ، جانب الرجل على يمينه

حرفياً كل الأعين سلطت عليها، منها الشهوانيه، ومِنها الغير مباليه

لكن لم يتجرء احد ، لا احد رفع شفته العليا عن السفليه بتاتاً

ناظرتهُ، كانت اعينه المُستمتعه لا ترمشان عنها

بالفعل لم يبدأ احد الفطور

انتظرها الجميع؟ أي ظلوا منتظرين وقت اغصابه ، يعرفون ما يحدث خلف بابها المُغلق ولا أحد يكترث!

ببساطه انتظروا انتهائه ليتناولوا الفطور ؟

ابتلعت دهشتها صمتاً، لم يكن هناك شيء مفهوم في عالمه

وكأن الحياه لغز ، بسببهُ ..

لا رَحمه ولا أنسانيه .

الغضب أعمى بصيرتها، باتت شعره واحده تفصلها عن الجنون

لذا ابتسمت في مكر غاضب، وبدأت تسير بتمايل لم تتعمده، تمايل غَجري، وخطاً واثقه

حينها لاحظت تسلط اعينه على خصرها المُتمايل، بينما حادقتاه تزداد ظلاماً وشروداً

" صباح الخير "

قَالتها مع نبره ماكره ، انثاويه، وكما توقعت سال لعاب الجميع على نبرتها تلك

جلست على المقعد الفارغ مع براءه مُطلقه، لازالت الابصار على عري صدرها، تنهشها ..

لذا حمحم الرجل جانبها، لتبتعد الأعين الشهوانيه في رمشه واحده عن جسدها وشفتيها

شعرت كأنها غزال، في مجتمع ذكوري، يشتهي لحماً لم يذقه من قبل .

" لعبتكِ خطيره للغايه "

ناظرت الآخر جانبها في جمود، كان يهمس بثغر مرفوع، ووجهه قريب من خاصتها

هي لم تكلف ذاتها عناء اخفاء تقززها من قربه المُبالغ بهِ

" وإذاً ؟ "

مال رأسها نسبياً مع عينين بريئتين

" رأيتُ معدنك يا صغيره ، لا داعي لأدعاء البراءه "

لم تزل سيڤار القناع عن وجهها، ربما بالفعل قد تفشى ووصل الى معدنها كما يدعى، لكن لا مانع من بعض التسليه صحيح ؟

إن كان كابوس ما، فهي ستلحنه على ظلامها

" حقاً وما هو معدني ؟ "

" الحقد ، ولا شيء سواه، هذا ما اراه "

تبدل وجهها في لحظه الى الجمود ولا شيء غيره .

الحقد .. هذا ما رآه ؟

في النهايه لم يصل الى معدنها ، لا احد ، لا احد سيفعل إن بحث عنه بمنظور الحقد

تنهدت بلا مبالاه واشاحت وجهها عنهُ، ثم شرعت في تناول الفطور

لم تكن تشعر بالأرتياح

بالفعل صرف الكثير الانتباه عنها ، لكن چون لم يفعل

يناظر الطريقه التي تأكل ، تتنفس وتتحدث، دون ان يرمش

لم تكن عيناه راغبه او كارهه ، بل كانت .. جامده ، عَاديه .. ومتتبِعه

انهت فطورها مُسرعه، اخر ما ترغبه ان يسحبها الوغد من خصلاتها امام رجاله، وحينها يعلم الرب ما سيفعله فقط ليثبت قوته على جسدها الهش

" الى أين ؟ "

ظهر صوته من خلفها ، فتجمد جسدها كله

هي انهت الفطور

لبت امره

لذا وبحق الجحيم ما الذي يريده الان.؟

" الى غرفتي "

سمعت قهقهات خافته من رجاله، الذل غلفها، لكنها ابداً لم تمنع ذاتها إلقاء نظره جانبيه متململه خلفها

حيثُ وجدت الاعين على اسفل ظهرها، لذا تلقائياً استدارت بالكامل

ناظرها دقائق طويله ، دقائق سرقت من عمرها، حيائها ، انوثتها

وبرغم ذلك لم تبغض نظراته، كما بغضت الاخرى

هي لا تريد ان يمسها اكثر من رجل

ولو خُيرت بين جحيمه وساديته، أو رجال اكثر روقياً ولطفاً ، لأختارتهُ دون شك .

كلما طالت نظراته، شعرت بالأرض ترتجف أسفلها، فقط بضع ثوان اضافيه وقد تفقد صوابها

' اهدئي سيڤار، لا شيء، اقسم لا شيء سيحدث، انني معكِ، داخلك، لا تنظري لهم، اياكِ ان تناظري '

لكن لا شيء كان يمر ، و لم تكن انفاسها تهدأ

' واللهِ اني معك ، اني معك '

ارتجفت شفتيها، و بدأت انفاسها تهتاج وهو فقط يراقبها بأستمتاع

كان يتحداها ان تفقد صوابها، لتبكي ، وتصرخ او حتى تترجاه كي يُنهي كل شيء

لكن فجأه ودون ادنى مقدمات

لم تنهار

لم تصرخ

ولم تأتيها النوبه

بل رسمت اكبر ابتسامه بريئه على شفتيها المرتجفتين، وجفناها الحمراوان خير دليل

حسناً، كان هذا مثيراً للأعجاب

صاح وعيناه تتبعاها بأستمتاع

" صوفيا "

ناظرت سيڤار الاجواء حولها بجمود، وتتبعت ظهور احد الفتيات من ممر ما

كانت تلك المدعوه ' صوفيا ' أسمٌ على مسمى، بشعر كستاني مموج وصل حتى اسفل اذنها، وعينان خضاروان رأت بهما سيڤار اللون الذهبي يطغى .

انحنائات انثاويه وجسد ممشوق، غير نظراتها الواثقه تزامناً مع جمالها الحاد

راقبت سيڤار في حذر الطريقه التي رمق بها ظلامها صوفيا مكراً، ثم ناظرها هي في توعد ، كراهيه ..

" خذيها "

الى اين ؟

هي ستحاول أن تتمالك إنفعالها

لن تنوح قبل ان تستعب ما يحدث امامها، بل وتفاصيل ما بين السطور

وهذا ما فعلته تماماً بينما تظل على نهج ابتسامتها والعينان البريئتان

سلطت صوفيا عيناها الناعستان على سيڤار بعدما آمئت في جمود

" أتبعيني "

وهذا ما فعلته سيڤار، هي سارت بجسد مُتمايل وعينان بريئتان، لكن ابتسامتها، لم تكن ابداً جيده

علمت أن الحل الأفضل ، أن تسير وراء المُدعيه صوفيا .. ليس هناك ما تهابه على اي حال .

لذا حينها هي استدارت كي تسير وراء الاخرى، لكن همست بحقد ظاهر، وصوت شبه واضح

" ابن سَافله "

وفقط سارت كأنها لم تقل شيء

من الجيد سب احد ما ، بلغه ، لن يفهمها

وهذا ما حدث تماماً

هي استدارت ببساطه ثم رحلت

' ما الذي حدث للتو بحق الخالق '

" انه الأصدار الجديد سيڤ "

' تباً لكِ ، انتِ مُختله '

ارجعت رأسها للوراء ضاحكه بكل قوتها، حقاً تشعر وكأن عقلها بدأ يختل .

" ليس من الكاريزما أن يُحدث المرء ذاتهُ "

سمعت صوت صوفيا الجامد بعدها بلحظاتٍ، لذا لوت شفتاها، واجابت بسخريه

" دعي نصائحكِ لشخصك اللعين "

استدارت صوفيا مع أبتسامه صفراء، ثم تسلقت الطاولة بمرونه، لتجلس واضعه قدم على الآخرى في غرور

" ليس من الجيد أن تكتسبي عداوات، خاصةً معي يا شرقيه "

استندت سيڤار على الحائط خلفها بأبتسامه ماكره، ثم مررت سبابتها على شفتيها

" لا أعلم لما يظن الجميع ان محور كوني يدور حولهم، اعني لما قد اعبأ بأكتساب صداقتك "

" أو لما قد اعبأ انا بمُحادثة حثالتك "

حينها عم الصمت على المكان حولهما، ليس لان سيڤار لم تجد ما تجيب ..

بل لأن كل واحده منهن ناظرت الآخرى في سخريه، تحدي، وإستفزاز

لكن مُبطناً، شردت سيڤار في صوفيا بل وتأنت بها

بنطال جلدي اسود، قميص قصير، عنق ممشوق وعينان ذابلتان مثيرتان .

تستطيع سيڤار ان ترى الكدمه أسفل اذن الاخرى، نعم خبئت ياقة القميص الجزء الكبير منها ، لكنها لازالت ظاهره .

هي كدمه تعلم تماماً كيف تتواجد على عنق امرأه .

وفي المُقابل، شرت صوفيا في سيڤار

الجزء الظاهر من صدرها بسبب فستانها السكري، مليء بكدمات، واسنان وحشيه

وكأن چون تعمد ان يؤلم الشرقيه، ويزرع بها اعمق الكدمات التي لا يتعمدها عادةً

سارت حادقتيها حتى وجهها الفاتن، خصلات مُجعده وصلت حتى نهاية الخصر المُتمايل، وعينان عسليتان نقيتان

ملامح حاده، جاذبه للأنتباه

تسائلت داخلها، هل هذا الجمال الشرقي عادةً ؟ ام ان سيڤار تميزت بالفعل في كل شيء ؟

شرد كلا من صوفيا وسيڤار، كلتاهما مرهقتان، ذابلتان، وكأن لكل واحده منهن حكاياتٍ، فقط من بضع حروف حاده

" تبدين شاحبه "

قالتها صوفيا مع تلقائيه فاتره بعد فتره من الصمت

لاحظت الصعوبه التي تجدها سيڤار في فرد فقراتها لذا ناظرت طلاء اظافرها الأسود بغرور ونرجسيه

" من يعلم ، يمكنك ان تبدأي العمل غداً "

" لن اعمل عاهره ، لستُ مثلكِ "

توقعت سيڤار ان تقابلها صوفيا بالوجه الجامد، او سبه ما، لكن كلمة عاهره غيرت مقاييس تفاعل الاخرى مع كلماتها بنسبه كبيره لا يُستهان بها

حينها أنزلقت صوفيا من فوق سطح الطاوله، وبدأت تقترب من سيڤار مع عينان رأت بهما السخريه

لذا دنت هي الاخرى نحوها، وابداً لم تشعر بالندم لتفوهها مثل هذا اللفظ للوغده امامها

" عملكِ يبدأ منذ الغد يا صغيره ، ولتعلمي أنك لا تملكين الشرف كي تكوني عاهره ، او حتى تصلي لمنصبي اللعين لذا ضعي لسانك في فمك علهُ يكون اكثر افاده في اشياء اخرى "

ناظرتها سيڤار مع أستخفاف، تلك المدعوه صوفيا جذبت اهتمامها بالفعل

" مثلكِ فقط من ترى عاهره ارقى منصب قد تصل اليه، عزيزتي صوفيا "

حينها وضعت صوفيا ابهامها في جيب بنطالها، ثم مالت على سيڤار مع نظرات ماكره

" صدقيني يا صغيره، عندما يمل چون منكِ، سترين الجحيم بحد ذاته، وسأحرص عندها ان تكوني اسفل رحمتي "

" الوغد أسمه چون اذاً "

" اووه ، يعاشرك منذ ان وعيتِ ولتوك قد عرفتي اسمهُ ؟ "

رفعت صوفيا إبهامها من جيب البنطال بعدها، ثم مررته على شفتيها لغرض الأستفزاز، تقلد حركة سيڤار في السابق مع نظراتٍ متلاعبه

"مرحباً بكِ ، في جحيم، چون سانتيغو هاريسون"

لم تُرد سيڤار ان تُظهر رد فعل قوي امام حروف الآخرى، لكن بمجرد همس صوفيا اسمه الثلاثي، سارت قشعريره خائفه بها لم تتعمدها

الأسم .. اسمه وحده كان يهلعها

مع كل حرف قالتهُ صوفيا شعرت بالجحيم يشتعل بها ، و يحرقها.!

' بالفعل تباً لي '

ابتلعت لعابها بينما يرتسم الجمود على معالما، لاحبذا اظهار نقاط ضعفها امام امرأه قد ينبع الشر من اعماقها

" تعرفين ماذا ؟ ، يقولون ان العاهرات مزاجهن خطير ومُتبدل لذا انني ابدل رأي، اغسلي الصحون كلها ، امامك ثلاثون دقيقه فقط "

" لستُ خادمه لعينه "

" اخبري سيدك بذلك ، لا أنا "

' سيدكِ '

الكلمه رنت داخلها مراراً، تنهشها من الداخل،
سيڤار لم ترد ان تخرج عن نطاق شعورها

لكن الكلمه تلاعبت بها

لذلك لم تشعر بيدها سوى وهي تُغرز في خصلات صوفيا بعنف، تسحبها نحوها

" سيادتهُ ليست عليّ انا "

اتسعت حادقتان صوفيا بلا تصديق فقط لدقيقه، او اقل من دقيقه ثم قهقهت بكل قوتها حتى شعرت سيڤار انها امام مُختله ثانيه

وقتها وقبل ان ترمش ، شعرت بنصل حاد يوضع على عنقها وكان الفاعل صوفيا

اتسعت حادقتاها بتفاجؤ، لكنها لم ترمش خوفاً، بل سحبت خصلات صوفيا للخلف مع أكثر عنف حتى كاد يتحطم عنقها بالكامل

وكرد فعل للالم، غرزت صوفيا طرف النصل أعمق في جانب عنق سيڤار تهددها بنحره، وقد بدأ ينزف

كان الوضع مُثير للريبه

حتى عندما جائت الخادمه وشهقت بكل قوتها، حتى عندما ركضت تطلب المساعده

" اتركي السكين اللعين "

" انتِ من سحب خصلاتي اولا "

لعنت سيڤار تحت انفاسها، الجدال مع المُختله بين ذراعيها لن يفيد

وهي لا تُريد ان ترى رد فعل لا يُسر من چون خاصةً أن صوفيا بدت مُقربه منهُ

سيڤار لم تكن خائفه من وغد سانتيغو، فقط لم ترد الحصول على رد فعل جسدي عنيف مع الألم المكنون في كل ذره من عظَامها

لذا تركت صوفيا، و رداً على تركها سحبت الاخرى النصل عنها .

بدايه تعَارف مُثيره. بحق كل شيء دار حولهما

دلكت صوفيا عنقها مع ملامح أحتقار مُتشنجه

بينما فركت سيڤار جرح النصل بملامح مُبتسمه

' صديقه آخرى في اليوم الاول سيڤار، حقاً رائع '

_ رائع ومثير للأهتمام _

يُتبع ..

*  *  *  *

أي توقعات او أنتقادات ؟

أحببتُ التفاعل على البَارت السابق 😹❤

دُمتم سالمين 💫

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top