شعُور غيرُ الألم <١٢>

_ لا اله إلا الله ♡
_ فصل طويل تعويض على التأخير ❤

لم يتصور البعض يوماً أن ينقاضوا وراء العاطفه بتلكَ البساطه، لأننا لم نتصور قط أن نتعرض لتلكَ المواقف ونُضع في ثغور ضيقه لا مخرج منهَا سوى بأقتطاف جوارحنا

والجوارح هي ما تبقى بعدما يذبل الجسد تحت شعار الحب والهيَامْ، لذلكْ التخلي عنها مستحيل، قاتل حرفياً ومعنوياً

" ليتَ مُفترق الطُرق كانت وقتها فقط .. أنا أشعر أن كُل لحظه تمر علينا كالمُفترق القاسي، يا سنيوريتا "

وهلْ يعلمْ كم كان قوله قاسياً عليها لدرجه جعلتها تتخلى عن كبريائها اللعين ؟

الأمر أشبه كما لو كانت حرباً ، أدمنتها ، أحرقها فيها جسداً وروحاً ، ألهبها عشقاً مُعذباً كل انش وقع له ، وفِي النهايه تخضع بسبب سطر

سطر ونصف وضع حياتهما على المحك .

سطر ونصف كان أقوى من أي ضربه تلقتها أو ذُل ذاقته وأسمها ببساطه يَقبع في لائحة الأدمان المُثيره للشفقه

حينمَا أنحرفت السياره كما أنحرفت روحها عن جسدها، لم ترى صوفيا سوى تلكَ الغمامه السوداء

كل شخص مُحطم محظوظ لأن لعشقه نهايه قاسيه، لكن ما بال عشقها كل خطوه فيه نهايه قاسيه وحتميه؟، تأتي بعدها نهايه أشد قسوه وأكثر تعقيداً .

لما وجب عليها أن تعيش نهاية الشخص الذي تُحب وأن يعيش نهايتها، كلما مر أمامها ذكرى ولو كانت ذكرى طيبه ؟

كيف تذهب له خطوه ويدنو منها الخطوات لكن الطرق مُنحرفه ؟

متوازيه و لن تتقابل كما قال علماء الجبر

لكن المُستحيل حدث ..

لقد تلاقت الطرق المُتوازيه

والجبر يبكي في الزاويه

ربما كانت النهايه الحقيقيه لكن من يهتم ؟

هو حاوطها وقربها من أضلعه، نيران أنفجار المحرك أصابتهُ والزجاج أخترق ظهره عوضاً عنها، وهذا لمْ يكن تضحيه منه فحسب، بل أنانيه من فقدانهَا

من العيشِ دونهَا ، ودون هوائها .

وكم كان صعباً عليها أن ترى جسد محبوبها يحترق بتلكَ البساطه ، أن تراه يموت!

أرجعت صوفيا رأسها للوراء، دمائها تمتزج مع دمائه كما أمتزجت أرواحههما

غرقت السياره في البحار وأخر ما وعت عليهِ وجه أندرو النازف ورأسه المَفتوح

أخر ما وعت عليه حقيقه مؤلمه لمْ ترغبها، حقيقه كتمت أنفاسها وأدخلتها في غيبوبه لا مَخرج منها سوى بالموتِ كما حال عشقه .

واقع لن تكافح هذه المره لأجل الحياه بسببه

فقدت الوعي لكن أندرو عافر فقط لأجلها ، سحبها خارج المياه ، سبح بلا كلل أو ملل ، و تحمل حروقه والامه التي كانت لا شيء مِما تعرض له سابقاً

وضعها على الشاطيء، و يده تصفع وجهها بقوه منادياً أسمها لكنها لا تُجيب ولا تتنفس

" أياكِ أن تتركيني يا صوفيا، أياكِ بالله عليكِ، أحبُكِ ، لا شيء أنا من دونك يا أحتوائي ويا ألمي، إن كنتُ نجومكِ الباهته، فأنتِ هي السماء ، أين تصير النجوم دون سمائها باللهِ يا صوفيا ؟ "

أنحنى على ثغرها ونفث داخل رئتيها بقوه لكن لا شيء، كأنها لم تكن تتنفس قبيل مغرقها، لكنه لم ييأس، أعطاها من هواءه كي تعيش!

نفث من رئتيه إلى خاصتها، من أنفاسه الى دمها ومعدتها لكن لا رد فعل

وقد فشل في إنقاذ حياتها .

أبتعد خطوه مُراقباً أياها بلا تصديق

لا شيء ، و لا حركه

بهذهِ البساطه قد تركتهُ ؟ .. فارقتهُ ؟

أخرج المسدس ووضعه على صدرِه بتهديد، ولأول مره منذ سنوات عده، أحمرت اعينه واسدلت بعض العبرات الطاهره

لأول مره في حياته قد بكى

القهر الذي أمتزج مع حسرته وحُرقة قلبه على محبوبته ظهر بوضوح في نبرته

" لا حياه من دونكِ ولا لون لنجومي، أعطيكِ الفرصه الاخيره يا هلاكي،  فرصه واحده لا غير "

لكن الصمت والجمود الذي لاقاه منها أفقده صوابه وشتات أفكاره

حينها اطلق على صدره دون أن يتردد

صوت الرصاصه أخترق السكون حولهما، والدماء التي وقعت من صدره على بطنها كانت رمزاً لعشقه المؤلم

قميصها أمتص الدماء ، كما أمتص هو شفتيها في قُبله لذيذه ، قبلة النهايه!

ودائماً ما تكون قبلة النهايه لذِيذه، ألذ من القبله الأولى وأكثر شجناً وشغفاً

فصل شفتيه عنها وتأوه بألمٍ خافت، ثم سقط على جانبه

دماءه المُدنسه تُلطخ الرمال الساخنه وقميصها

و حينما ظن أن كل شيء أنتهى

وشعر أنه على بعد شفى شعره من الموت

أن نهايته الأخيره كانت تلكَ، تقيأت صوفيا ثناء فقدانها للوعي لذلكَ أخرج الهاتف بصعوبه لاعنا تحت أنفاسه .

الكثير من الهواء في معدتها أثبت أنهُ لا تزال هناك فرصه لها

هاتف لوكاس، لكنه لم يستطع الحديث ، لم يستطع قول كلمه واحده بسبب ثُقل لسانه

لكنه حاول والظلام يسحبه، حاول وعافر والرب شاهد على محاولته البائسه و الصعبه، لأجلها ، ولأجلها فقط ، فهمس بألمٍ ساخر

" تعال وأنقذها أيُها الوغد فأنا أموت "

وفقط هكذا ببساطه أنسدلت الستاره السوداء على حواسه .

ستارة النهايه المعنويه .

لكنها ليست كالستَاره التي فتحتها سيڤار كي تستقبل ضوء النهار مثلا

معصمها يؤلمها نسبياً وعظمة تروقتها، ظهرها، وفكها ، وكل ما لسمه بيده أو جسده

لم تأتي روزا لتُيقظها لذلك أيقنت أن چون ليس في المنزل

صدقاً لا صوت حولهَا ، فقط السكُون التَام

لهذاَ أمتعض وجههَا ببعضٍ من الخوفِ .. مَاذا لو عَاد روجر ؟

المُثير للسخريه انها شعرت بالأمان مع قاتلها ومُنهكها، مع جلادها المعنوي والحرفي

هو وبرغم أنتزاعه منها كل شيء ، إلا أن وجوده يهبها الأمان من روجر

سمعت صوت ثُقل يَسقط في الخارج تلاه من لعن تحت أنفاسه بسخط لذلك التقطت زجاجة المياه من فوق الطاوله

تمنت ألا يأتي أحد، لكن فُتح الباب مظهراً رجل مَا ، وكانت مُمتنه لعدم كونه مسخ حياتها وقاتل اخوها

خصلاته مزجت بين البُني والأبيض بإنتظام تزامناً مع ذقنه المُرتبه وملامحه العتيقه ، مِما وهبه وقاراً ووسامه راقيه

شعرت كأنها رأتهُ من قبل ، لكن أين ومتى لا تذكر .

" أوه تباً نسيتُ أن هذهِ لمْ تعد غرفتي "

أمتعض وجهه ثمْ وضع الحقيبه الكبيره جانباً

" من أنتَ ؟ "

سألت بحذر بعد أنزالها الزجاجه، لم يبدو عدائياً أو ناوياً على الشر

بالفعل في عقلها صوره مشوشه لهُ، لا تدرك أين رأتها من قبل

" أنا العم ديفيد ، هل نسيتني ؟ "

ضَمت حاجبيها كدليل رسمي على محاولتها الفاشله في التذكر

لكنها لا تنكر انقباضة فؤادها و شفتيها تتنتن

" ديفيد ؟ "

تلاشت أبتسامة ديفيد الودوده وعيناه تمر عليها بتفحص

لا تبدو كشخص يتظاهر بعدمْ التذكر

تلكَ الصغيره تعاني مشاكل خطيره مع الزهايمر كما بدى وهذا لصالحه ربمَا .

دلف للغرفه بملكيه تامه ثم ألقى جسده على الفراش المرتب بأبتسامه عابثه

" يا إلهي أستطيع شمْ رائحتكِ الشهيه بين الملايات "

زمجر بتلكَ الجمله، فـسارت رجفه بارده في جسدها مما سبب أنتصاب خلاياها

وضعت الزجاجه فوق طاولة المرأه ويدها تحك عنقها بتشوشِ

" لكن ما الذي تفعلهُ في غرفتي ؟ "

كان صوتها مشوش ومُتعب، فأرتفع حاجبه بأستمتاعٍ، ثم دس كلا ذراعاه اسفل رأسه

" خطأ ... هذهِ غرفتي أنا "

أستندت سيڤار على الطاوله خلفها بتعب ودوار حاد داهمها فجأه، ويدها لوحت أمام الزجاجه بالخطأ مما سبب سقوطها بل وتحطمها على الأرض السيراميكيه

كُره سيڤار لصوت تحطم الزجاج كان رد فعل غريزي جراء موتِ سيڤ وأنفجار المصباح ليلتها، لربما تعالجت من بعض العقد لكن ..

لا تزال هناك ثغور في داخل كل واحد منا لا تُعالج حتى بالزمن .

صوت الزجاج جعلها تنتفض بطريقه لاحظها ديفيد بل وحاول تحليلها بعينين لا تُبشران سوى بالجمود واللا مبالاه

" كنتُ أشعر بالعطش أيتُها المُسرفه الصغيره "

" هل أعرفكَ ؟ من تكون ؟ "

" أنا ... ؟ "

لعق شفته العلويه بأستمتاع ثم ربت على الفراش عدة مرات مع أبتسامه لعُوب

لمْ تكن سيڤار في حاله تسمح لها بالشجار، ذاتاً لم تكن في حاله تسمح لها بالوقوف، الطاقه التي أكتسبتها من نومها تلاشت في لحظه، وغمامتها السوداء سحبتها في أعناق الألم والظلام

أتجهت للفراش وأستلقت عليه ثم همست بوهن، بينما تواجه ظهرها لديفيد المصدوم

" لمْ أخسر حرب من قبل، في أحلامك أن اكون تلكَ الصامته حينما يتعلق الأمر بكرامتي والأن سأنام قليلا، أتمنى ان تضع أصبعاً علي كي يبتره وغدي وسأكون مُمتنه "

زال الذهول عن معالم ديفيد ثمْ أطلق قهقه خَافته، قبل أن يُرجع رأسه للوراء وعيناه تناظران شعر سيڤار بتتبُع

في تلكَ اللحظه بدت كالنَجم بعيد المنَال، مثل جوانَا تماماً ، وأي امرأه أثارتهُ فِي حياتهِ ..

لمْ يشعر سوى برأسه يميل ضد إرادته .. وغفى ببسَاطه .

حتماََ إن شاهد چون كلاهما في فراشٍ واحد لأشعل مئة حرب لن يكون الخاسر فيها سوى الجمِيع، لكن سيڤار بالطبع سافله محظوظه ، لذلك الحرب التي أشعلها كانت في المشفى أمام غرفتان مُفترقتان

عيناه تناظر الجدار الفارغ الذي فصل بين كلا البابان بشرودٍ وظلام، وتَسائَل ..

هل هذهِ نهاية الحُب ؟

بل السؤال الذي جدر بهِ أن يسأل، هل أستحق أي من أندرو أو صوفيا تلكَ النهايه ؟

صوفيا في غيبوبة سكر قاتله لا يعرف أحد متى قد تنتهي، وأخيه أندرو في غيبوبه دماغيه يرفض الأستفاقه منهَا

ظهره المَحروق وصدره الذي حصل على ندبه جديده أو حتى جرح جبهته الجديد لم يكن يشغل باله، چون مُتأكد تماماً أن بُنيان أخاه سيقاوم

لكن عقله في حالة رفض للواقع

الوغد مُتشبث بتلكَ الفرصه كاللعنه .

أستقرار حالة أندرو الجسديه كان مُطمئن، فقط عندما يتقبل عقله صدمه نفسيه بحته سيزول كل الخطر

لكن صوفيا كانت في حاله حرجه ، ستموت حتماً لو أستمرت لمده أطول

كلاهما يحتاج إلى دفعه من الأخر، لأجل الحياه

دفعه مُستميته من الأنفاس والهمسات العاشقه أو حتى اللمسات الماديه

كان كلاهما ينتظر الأخر ليَمضي خطوه نحوهما، لكن لا أحد منهما سيفعل

لذلك سينتظرا و لن يفيقا  ..

وسيخسر كلاهما حياتهما على هذهِ الوتيره

نهض چون من فوق الكرسي وسار في الردهه ولم يوقفه المتواجدين من سانتيغو أو لوكاس او حتى إيڤالين

خطواته تقطر ظلاماً ، لونه الداكن غرق بهِ الجمِيع، لكن من سيموت فيهِ ويتنفس من مياهه كانت امرأته التي وجب عليها إبتلاع كل قطره من ألامهِ

خطواته ظلت بطيئه، حتى عندما صعد السياره كان يقودها بسرعه هادئه لم يعتادها أحد من إبن سانتيغو البكري ووريث آل هاريسون

لمْ يكترث بأشارات المرور ، أو حتى نداء الشرطه التي ما أن رأت وجهه تظاهرت أن العدل عم بلادهم فجأه وأن لا احد يخترق القانون

قاد ولا يعرف كم أستغرق من الوقت كي يصل ، ربمَا أربعون دقيقه ؟ ساعه كامله ؟

ومن يهتم بالوقت!

أكثر ما يُريد كانت غنيمته من نشوة مخدرات امرأته التي ستسحب عنهُ أفكاره

وفي دواخله كان للمرة الأولى، لا يكترث لنتائج قراره ، علمَ أن المنطق يقول -أنفرد بنفسكَ- ، سيڤار ستكون القشه التي ستكسر ظهره وتُطلق وحوشه ..

غلطه واحده منها كفيله للغايه بخروجه عن السيطره

لكنها مادامت ملكه، على فراشه ، أسفل جسده أو حتى أسفل أقدامه ، سيستطيع الصمود

أن يكون المُتملك لمْ يكن شيء جديد عليه، ربما كان يفضل أكثر من امرأه على نفس الفراش، لكنه كان يختار نساءه في كل مُجامعه بعنايه

لا يختَار الشريفه ولا العذراء، لكنه يختار واحده تستطيع أغلاق أقدامها حتى يمل

وللمُصادفه لم تدخل أي امرأه فراشه مَرتان  .. إلا أبنة إبرام العذراء

في البدايه ذُهل من عذُريتهَا، لم يكن يحب أبداً الفتاه عديمة الخبره، أو العذراء النقيه

لكنه وبطريقة ما، أحب ما يفعله في الشرقيه

أحب تدنيسها ثمْ تطهيرها

ويال السُخريه؛ فقد شرد مع أفكاره التي تدور حولها ولم يُفق سوى أمام غرفتها

عيناه تغرق في ظلامٍ دامس بسبب صوت الشخير الرجولي من الداخل .

ركل باب الغرفه مع قسوه، الوغد لم يعترف بالمقبض الذي أخترعه البشر لغرض فتح الباب

لكن الغضب عصف بهِ وأنهكه

أن يرى ديفيد على الفراش ليس جديد ، لكن أن يراه على فراش امرأته.!

لم تكن بدلت ملابسها من الصباح، لكن كيف وبحق الخالق تستلقي على الفراش مع رجل ؟

ديفيد أنتفض عائداً من اللا مكان بسبب الزئير الرجولي الذي تلى تَحطم مقبض الباب

و سيڤار أنتفضت من فوق الفراش بهلع وخوف تام

' على الأقل استيقظتي في الصباح، وعوضاً عن الشعور بالحزنِ شعرتِ بالخوف '

سمعت صوت سيڤ الساخر، لكنها كانت في وضع حَرج لا يسمح لها بالضحك او الأبتسام

طقطق چون عنقه قبل أن يرسم أبتسامه هادئه على ثغره، لكن خطواته البطيئه وعيناه المُميتان تتبع أنفاس الشرقيه

" تباً يا ولد كدتُ أصاب بسكته قلبيه "

أنحنى چون جالساً على الأريكه و فارق قدماه ثم وضع سيجارته بين شفتيه

فكه اشتد حول السيجار ويده تبحث عن الشُعله بلا أكتراث

" ما رأيك في جسد امرأتي؟ ، رأيتهُ مرتين صحيح ؟ ، مرتان لعينتان كفيله لإصابتك بسكته دماغيه وجلطه دمويه "

أرتعد جسد سيڤار من النظره التي ألقاها عليها بعدها ، نظره في غاية القتامه والعصبيه

النيران التي أضائت وجهه زادته وسامه ورعباً

" أرجو أن جودة مصانعنا أعجبت سيادتك "

سخر چون متابعاً مع نبره مُميته

لذلكَ ابتسم ديفيد بأستفزاز قبل أن يتمطع على الفراش بعبثٍ

" الأمر أشبه بمشاهدة فديو جودته تجاوزت الثلاث مئه والستون، بل ربمَا عشرات الأضعاف، مصانعكم تحتاج حقاً إلى ثروه هائله للإستيراد منها يا أوغاد "

لف ديفيد وجهه عن چون بعدها، لم يرد رؤية رد فعلهُ حقاً، على العكس تماماََ قرر النهوض والأنحناء أمام وجه سيڤار الحاقد

" صباح الخير يا جميله "

سبابته ترتفع لكن وقبل أن يضعها على وجهها، زمجر جون بهسهسه شيطانيه

" فكر حتى في وضع إصبع عليها "

توقفت يد ديفيد في المُنتصف قبل أن يفرد فقراته مجدداً ، وأقدامه تتجه صوب چون

" تلكَ الغُرفه وريثتي من هاريسون، لن أتنازل عنها يا بُني ، لذلكَ خذ امرأتك وغَادرها "

أبتسم چون إبتسامه خافته بأقل قدر، وعوضاً عن رد فعل عنيف نهض ببساطه، ثم أشار لسيڤار مُتجاهلا الموقف برمته

" أتبعيني "

تصنمت أعين سيڤار أمامها وهله قبل أن تتبعه بخطوات عثره خائفه

وبطبيعة الحال مرت جانب اللوحه الفلسفيه التي تلفت نظرها أكثر من المُعتاد في الفتره الأخيره

فإن كانت الهوايه تعبر عن صَاحبها، فما بال هواية إبن سانتيغو الغريبه

ما الذي تعبر عنهُ تحديداً ؟

عادت القشعريره البارده تستولى على جسدها، ظنته سيأخذها لغرفته حيثُ يخرج وجهه الحقيقي المليء بالغضب والتساؤلات

لكن على النقيض تماماً نزل السلم ببساطه وهي تتبعه كالذبيحه مسلوبة الإراده

وقف أمام باب القبو الذي دخلته مرتان، وكل مره قد كانت أسوء من الأخرى

الأولى عند مجيئها، والثانيه ليلة الحفل بعد مقتل الأسترالي

فتح چون الباب ودخل ببساطه وهي فقط تتبعته بلا فهم ، بخوف تام

وما أن خطت داخل القبو صفعه هبطت على وجهها أفقدتها تركيزها

حرفياً الذُل كان أسوء من كل مره حين سقطت أسفل اقدامه

" هل لمسكِ ؟ "

" لمْ يضع أصبع على جسدي "

وعكس توقعها لقد صدقها، وامأ ببساطه

إن كان سيسأل منذ البدايه لما اذاً عاقبها ؟ لما يعاقبها على ما ترتكبه ثم يسألها عن مُبررات ؟

إلى أي درجه تصل عقليته المُعنِفه ؟

" أنا غاضب كثيراََ يا سيڤار ، ما الذي ستفعليه حيال الأمر ؟ "

رفعت رأسها ببطىء ثمْ راقبته بأعين ميته لا تصف ابداً نيران قهرها

" أمتصُ غضب سيدي "

أرتفع ثغره في لمحه من الأهتمام ثم أكد

" فتاه جيده ، والأن ، قدمي لي عرض يستحق لأجله الغفران "

تراجع بعد قوله للخلف ثم جلس ببساطه على الكرسي الوحيد في مُنتصف المكان

" إن تغاطيتُ عن صفعاتك أجد أنكَ أكثر رحمه معي سيدي ، بل وأكثر سخاء "

أرتفعت سبابها ثم مسحت جانب ثغرها بمكرٍ

" لكن الفضول يكاد يقتلني ، ماذا كان شعورك وأنا نائمه بجانب رجل أخر ؟ فِي سلامٍ وأمان حتى وإن لمْ يلمسني ولو مصادفة ؟ "

أرتفع ثغره بظلامٍ أكثر

" بل السؤال الأصح ما هو شعورك وهناك رجل يُجامعكِ وأخر في فراشكِ ، لذه "

زالت أبتسامتها الماكره وفرغ فمها مِقدار بوصله من إهانته المُباشره

" لكن لا بأس، أعلم أن العهر في چينات حمضكِ النووي، والأن سأخرج فيكِ غضبي، لا ضغينه شخصيه "

تحدث كثيراً عن العاده، فأيقنت سيڤار أنه لا يمزح حيال غضبه أو أي مما سيفعل

وعدتها أعينه بالكثير، لذلكَ وهبته ما أراد

ركعت على ركبتيها وأبصارها الحاقده لا تغادر الأرض

" أعفو عني سيدي "

سمعت وتيرة أنفاسه التي أرتفعت من فرط الأستمتاع ، ذلكَ الوغد مريض بالفعل!

" عند الحائط يا لذه "

قشعريره بارده سارت في ثناياها قبل أن تنهض ببطىء ، أغضابه أخر ما قد تريد على أي حال

وقفت أمام الحائط، ثغره يرتفع بأستمتاعٍ تام، عكس عيناه التي ترجتها لشيء ما

وكأنما يتراجها لتنتزع منه ألامه، وخوفه من فقدان أخيه!

خوفاً من فقدان الصغير الذي تربع على ذراعيه منذ أن كان طفلا .

سيڤار لم تكن تُدرك بطبيعة الحال سبب لمحة الترجي على أبصاره ولم تكترث

ربما لأن الأصفاد الحديديه التي كبل بها ذراعيها منذ ثانيه دليل رسمي أن قاتلها لا يستحق الرحمه، وكل جدار من جدران زنزانتها كانت أكبر شاهد على ذلك القَهر والألم .

حتى حريتها في التنفس لم يكن يحب أن يشعر بها، كان يحبها مُقيده، مذلوله ومنتهكه

لذلكَ أغلق الطوق الحديدي الصلب على عنقها، وأنفاسه تستبيح أرتجافها

" شــشـــش "

كانت نبرته هادئه وثقِيله، أرتجافها يزداد كلما أزداد قيدها حكمه

" لن أؤلمكِ كثيراً يا لذه، سأستغل جسدك وروحكِ وحريتك، وفِي المُقابل أطيعيني، ولن تشعري بالألم"

للمرة الأولى يُفسر قبل الأقدام على فعل ما يريد مما جعلها في حيره مُطلقه وتسائل ذهني

ما الذي يريده تحديداً هذهِ المره ؟

حادقتاها تتشوشان بريبه ولاتزال تناظر الأرض عوضاً عنه

دنى چون نحوها خطوه مما قلص المسافه بينهما، يديها فوق رأسه منفرجتان، وعنقها مصكوك على الحائط

قدماها ترتجفان حتى كادت أن تقع أرضاً لولا أيديها المُقيده وعنقها المملوك

"هل، هذا عاقبٌ على نوم ديفيد في فراشي؟"

" كلا "

أجاب ببساطه أمام نبرتها المُرتجفه، وبدأت يده تستبيح ذراعها بلطفٍ لم تعتاده

لم يبدو كذلك المُغتصب القاسي بل على النقيض تماماً، بدى كسادي يتودد إلى شيءٍ مَا

معرفة سيڤار في تلكَ الأمور لم تكن واسعه أو مُنعدمه، فقط ما تعلمته من الراهبه أو من العلم النفسي أو حتى تجارب الزوجات التي عُرضت على القديس وهي لا تكون ظريفه أبداً

هو من أمسك يدها وعلمها تلك الرذيله وأبداً لم تكن مُمتعه، كان يتعمد إيلامها وأن تكون المُتعه من طرفٍ واحد فقط

لم تتعرض يوماً إلى تحرشات جريئه كتلكَ التي يفعلها في تمريرات بطيئه على جلد ذراعها العاري، وللأسف كان جسدها أعذر أمام تلكَ اللمسات، فتقلصت خلاياه بمزيجٍ من الريبه والخجل أو حتى الرهبه!

" كما أخبرتُكِ ، هذا أستغلال و .. بالنسبةِ للعقاب صدقيني دونته في دفتركِ الأسود، ويكاد وقتُ الحساب أن يأتي "

' أستغلال ؟ '

إن كان ما يفعله الأن أستغلال .. فما الذي فعله مُسبقاً ؟

" خــائـِــفــه ؟ "

لم تكن نبرته مُتسائله كما كانت راغبه وثقيله ومُستمتعه

" بــل رَافـــضـــه "

أجابت نبرته بأخرى مُرتجفه، تَرفض وكأن الرفض في يدها، لكن لم يكن لديها حيله في أي مما مر عليها، على النقيض تماماً ، كان عليها دوماً أن تواجه

دون حتى وجود أختيار للهروب أو التأني.!

أبتسامته تقلصت نسبياً بل وأنحنى كي يستثنى لهُ مواجهة وجهها

" هل لديكِ أسباب للرفض ؟ "

حياة سيڤار كانت رائعه كثيراً، أعني هل هناك أروع من أن ينحني مُغتصبها مُتظاهراً بالديموقراطيه قبيل مقتلها ؟ بالطبع لا يوجد ما هو أكثر روعه .

' ربما لأنكَ وغد لعين '

أرادت ان تقولها لكنها اكتفت برص أسنانها من فرط الغيظ ، ووتيرة أنفاسها تتصاعد بغضبٍ

" أذاً ، أستثنيكِ في أستغلالٍ مُتبادل "

جمد فمها وتلاشى الغضب عن بؤرتيها، ثم رفعت رأسها لتواجه عيناه بأخرى مذهوله تبحث عن المزاح فِي حديثه

عيناها تضيقان فِي ريبه ولاتزال تبحث عن المزاح الذي لا أثر له في تقاسيمه، لذلك سحب چون خصله من خصلاتها الطويله ولفها حول أصبعه بمُتعه

" رغمُ أنكِ قد كنتِ فتاه سيئه، لكنني في حاله تسمح لي بمنحكِ شيء غير الألم "

لاتزال مُشوشه ، غير مصدقه ومستنكره

" لن أنغمس فِي الخطيئه معكِ "

" أنغمسنا فيها عشرات المرات بيبي، لا مجال لأدعاء البراءه "

سحبت سيڤار شفتيها بين أسنانها بغيظٍ، لكن چون ألصق جبهته على جبهتها، وهمس بنبره متألمه خالفت مَا سبقها

" Fă-mă să-mi uit temerile "
_ أجعليني أنسى مخاوفي _

رفع رأسهُ بعدها، وشفتاه تمر على وجنتها ببطىء أجتاح روحها

" am nevoie de tine "
_ أحتاج إليكِ _

بدأ فمه ينزلق إلى عنقها، لم يكن يلثمها أو يُقبلها بالرغبه، بل كان يحتضنها لأضلعه، يرسل ألامه لها، مخاوفه وظلامه!

وحدتهُ ..

شفتاه لم تقدر على البوح لهَا، لذلك فضل الحديث معها ومعهَا فقط، حتى وإن لم تفهم مقَاصده

" Dacă ceea ce fac pentru tine este o greșeală, este cel mai bun lucru care mi s-a întâmplat vreodată "
_ إن كان ما أفعل بالنسبةِ لكِ خطيئه، فهو أجمل ما حدث لي على الأطلاق _

زمجره خافته غادرت فمه حينما ضغطت شفتيه على النبض الخافت في عنقها، ويده بدأت تُحلل فسانها من الخلف برقه

" Așa se comportă omul nobil "
_ هكذا يتصرف الرجل النبيل _

ضغط بشفتيه على نبضها أكثر، كان يستطيع الشعور بدقاتها تتصاعد إلى فمه، ربما ليس حب أو اعجاب لكن ..

" Întotdeauna dorința este suficientă "
_ دائماً الرغبه كافيه _

تثاقلت أنفاسه وتثاقلت أنفاسها، وبدأت تتفاعل مع تلكَ اللمسات التي لم تعهدها من أحد .. أن تكون مرغوبه، مثيره وفاتنه ، لم يكن شيء يسهل على عقلها تقبله في أعماقها

ربما تتظاهر بالغرور والصمود لكن في داخلها أنثى مُحطمه، لا تُريد سوى الأمان وسط أحضانِ رجل واحد

رجفه سارت في خلاياها، رجفه دافئه مُحببه، وللمره الأولى لم تشعر بالنفور والحقد المُطلق أمام تلك اللمسات، بل و أمتزج بها شيء كان ثقيل على عقليتها

أمتزج بها الرغبه!

قالت بشفاه مرتجفه اظهرت بوضوح أعتراضها

" توقف .. لا يحق لكَ أبداً فعل هذا .. لا يحق لكَ العبث بي .. بمشاعري! "

" Nu, am un drept . Sunteți o proprietate privată "
_ كلا يحق لي . أنتِ ملكيه خاصه _

ربما لم تفهم مقصده، أو اللغه التي يتحدث بها، لكنها فهمت بوضوح رفض وأستنكار جملته

" أنا تعبانه "

ملامحه تزداد ثُقلا بسبب اللغه التي لا يعرفها هو الأخر ..

ربما أختلفت لغتهما الأُم، لكن الألم واحد

الأرهاق واحد

" تعبتْ "

أزدرد ريقه بصعوبه

ربما لم يفهم ما قالت، لكن الغصه في نبرتها كانت واضحه

" دعينا نتبادل الألام ، هذهِ المره "

شفتيها تشكلت في خطٍ مُستقيم، ولمْ تجيب جملته لا بالرفض ولا بالقبول

ربما لأنها تافهه ، أصعب من أن تبتلعها

يده تسير الأن على جانب خصرها العاري، وبسبب تلك التمريرات تذكرت أنها لا ترتدي سوى ثوبها الداخلي الأن

لأول مره لم يعريها

لم يُعري جسدها أمام نفسه لغرض أذلالها

تسائلت داخلها بشكٍ

' هل هذا هو طريق أنتقامي .. الإغراء ؟ '

عيناها تضيقان بريبه عندما أنحنى على ما ظهر من عنقها ولعقه بتلذذ

' إغراء روحه ؟ قبيل جسده ؟ '

أسنانه تنحدر على جلدها العاري ليصك تلثيمات متملكه رقيقه، وهي لا حيله في يدها سوى التأوه أو مُناظرة الفراغ

لكن هذهِ المره

قد حصدت شيء لم تتوقعه

مِصباح سينير طريق ثأرها

قد تنحدر الروايه من المُغتصب معدوم الرحمه إلى أنتقام وثأر أنثى مسلوبة الإراده

" أعطيني ، ألامكَ "

قالتها بفراغ تام ونبره ماكره

أسنانه جمدت حول عظام تروقتها بلا تصديق، وسرعان ما رفع رأسه لهَا

" هبني ألامكَ يا سيدي "

قالتها بإغراء عكس داخلها المستميت، وعكس عقيدتها ومبادئها

أدركت سيڤار وقتها أن التنازل عن المبادىء كالتنازل عن الشرف و الكرامه

ندمت على كل حرف قالته

وندمت على كل القرارات التِي ستخوضها قبيل أن تفعلها

" تلكَ الليله لم يتوجب عليّ جرح معصمي "

بدأت أعينه تضيق بشراسه وريبه، لذلك تابعت مع نبره بريئه مُصطنعه

" لأنني لكَ ؛ كي أخذ ألامك ولكن .. "

مال رأسها نسبياً للجانب، وأبتسامتها تتسع أكثر خاصةً بعد أنحدار أعينه على عنقها المُقيد وشفتيها المُغريتان

" لكن خذ ألامي سيدي ، فـعوضاً عن أستبداله، لما لا نتشاركها ؟ "

فرغ فمه مِقدار بوصله مما سبب أشتاد فكه الرجولي، وفرد فقراته فارتفعت عيناها بريبه تتفحص فارق الطول بينهما

فارق الطول والجسد والهاله

لم يكن يناسبها أبداً

وكأنها من فيلم الجميله والوحش لكن النسخه الواقعيه ، المَنبوذه ، والمغتصَبه

وكأنها سيندريلا النسخه السافله المحظوظه

وربمَا كانت روبانزل التي عوضاً عن تسلق البرج للوصول لها، فجره أميرها بها

كانا .. چون وسيڤار ببساطه

نسخه أكثر ظلاماً من أي حب على أرض الواقع

وقد أبتدت الإثاره

فحينما تمتزج الرغبه الكارهه بالإغراء الحاقد، تشتعل الحرب بلا هواده

لا يزال ينَاظر هيئتها بريبه لمْ تدُم أكثر من ثانيه، فسرعان ما جمدت عيناه مجدداً وعادت إلى سوداوية الرغبه والشهوه

" أثبتي ولائِك "

أرتفع ثغرها بمكرٍ خافت، قبل أن تحني رأسها للأمام، مما جعل شفتيها تتوقفان أمام خاصته

الذي فصل بينهما كان الحلقه حول عنقها، تلك الحلقه الحديديه الماديه لكن الحقيقه كمنت في خبايا نفسها المعنويه

في حلقة الحقد القاسيه

كُرهها وتوعدها بالأنتقام كلما تنفست

أنفاسه تتثاقل من أحتكاك شفتيها طواعيه، قبلها مراراً، قبلها كثيراً ولثم ثغرها عشرات المرات من قبل، وفي كل مره كانت تزداد روعه عما قبلها لكن ..

هذه المره كانت مختلفه

هذه المره وهبته حياته بإرادتها

دون أعتراض

دون مقاومه ودون نفور

حينها كل تلكَ الأفكار الساديه تحطمت بل وقد تناثرت وأفكاره الأن تنحدر حول أمتاعها، وتعذيبها من الشهوه

كما تفعل بهِ تماماً .

أنزلق من فوق ثغرها عكس رغبته الكامنه في تقبيلها وأسنانه بدأت تنحدر بخطوره

لفكها ، عنقها ، نبضها ، لصدرها وقلبها

طبع قبله عميقه أعلى صدرها، قبلة أمتلاكه فوق قلبها تماماً، وكأنه يريد تملك الروح لا الجسد

أسنانه بدأت تنحدر أكثر إلى بطنها

و ما أن وصلت شفتيه فوق سرتها بإنشات، تقوس ظهرها وأصدرت لهاث وصل إلى أعماقه

رغم أنها ليست عذراء ، إلا أن جسدها أمام تلك اللمسات الرقيقه كان أعذر

أبتسامه خافته ترتسم على ثغره بعد أن لهثت مُجدداً وبطنها تشنج

ليس كافي أبداً، يُريد المزيد

أنفاسه لفحت سرتها فأزداد تشنجها

وكبحت الأنين الفاحش رغماً عنها

هذا سيء ، سيء كثيراً

أنحدر أسفل سُرتها، يتعمد أن يمرر أنفه وشفتيها على كل ذره مِن روحها

ينحدر أكثر حتى وصل إلى فخذيها، فطبع قبله اعلى احدهم

وحينها تشنج جسدها بشده وتحركت أصفادها تصنع أحتكاكاً مع الحائط

" تــــوقــــف! "

فرد چون فقراته من جديد وواجه وجهها بعينين ثقيلتين والمكر تشبع بهما

" أستطيع منحكِ مَا هو أكثر من مُجرد الرغبه، جدي متعتك مع الألم ، لذتي "

لعقت شفتيها المُرتجفتان وتلوت بأنفعال فاهتزت الأصفاد

" هذا جنون! فكَ قيدي "

قهقه خافته فرت من ثغره ويده بدأت تُمسد ظهرها الشبه مُتجرد بحميميه

" لا تُرغميني على وضع فياغرا في طعامك يا شرقيه "

ظل وجهها جامد للحظه، لم تفهم مقصد حديثه، لكن تلكَ النظره التي ألقاها بعدها جعلتها تُدرك نواياه

" أبــــــــــــداً "

قهقه مُجدداً قبل أن يسحب أصفاد يدها اليُمنى بعنف

" أعشق رؤيتكِ مُبعثره ولو بالألم "

كادت تجيبه، لكنه قام بسحب أصفاد يدها اليُمنى حتى تشنجت هذهِ المره، جسدها الذي كاد ينهار بسبب الرغبه ينهار الأن من مزيج قاسي ما بين الألم والرغبه .

أبتسامته ترتفع بشراسه عندما صرخت وآنت من فرط تشنج ذراعها

" Mai mult " _ المزيد _

وتيرة صراخها ترتفع أكثر خاصةً بعد ضغط ركبته على فخدها، وبذكر الأمر قد كان قاسٍ ومؤلم بطريقه لا تُطاق

أعصابها تتشنج، ودموعها تغادر عيناها بصمت، ظنت أن الألم سـيطول لكن وبعد وهله خفف سحب يده لخاصتها وضغط ركبته عليها، وبدأ يطبع قُبلات مُتناثره على أسفل بشرة فكها الحساسه

مشاعرها تشوشت ما بين أستسلامها الكامن لتلك اللمسات أو الألم من ضغطه الذي لا تزال تشعر بهِ حتى بعد زواله

مأساتها لم تكن في مشاعرها المشوشه بين الرغبه والألم والحقد، بل شعورها بالذُل حينما قال ببساطه

" هذا ما تكون عليه الآمه "

المراره أجتاحت فمها وهو يتعمد تسميمها بتلكَ الكلمات التي أستشعرت الصدق فيها

" أتمنى أن تــمــُــــــــوت "

جمدت لمساته وجمدت أسنانه فوق بشرتها الحساسه، وهمس بعد بضع ثوانٍ بنبره خالفت الآولى، أخرى خافته ساخره

" Am sperat să mor , Dar nu voiam să faci asta "
_تمنيتُ أن أموت ، لكنني لم أُردك أن تفعلي ذلك _

ظنت سيڤار أنه سيصفعها بعد سخريته اللاذعه لكن على العكس تماماً يده أنزلت ثيابها السُفليه وباشر في أنتقام أشد سوء مما سبق بكل المقاييس

الشعور بالوحده والظُلم الذي عهده دائماً، الظلام التَام وكأن الشياطين تبتلع روحه في العتمه حيثُ لن ينجده أحد ولن يراه بشر .

الجانب الإيجابي أن وبعد كل هذه الفتره لم يفقد السيطره بعد

لم ينحاز لفقدان العقليه والسيطره

ظل جامداً ، يُحاول أن يكون منصفاً أو ظالماً في بعض الأحيان لكن على الأقل لازال في كامل قواه العقليه .

طهارة جسدها ، دائماً تجعله في نعيمِ؛ حيث لا أحد مسسها سواه

ما يثيره ليس معاشرته لأمرأه لن تُمس بغير معرفته، بل كون سيڤار تحديداً تلكَ المرأه

يغتصبها ويُنهكها ضد الحائط، يغمرها بالقسوه المُطلقه ويهبها باقات من أشواك الزهور

لم يكن يحق لها أبداً قول تلك الكلمات السامه

' أتمنى أن تموت '

صوتها يصدو في عقله مجدداً وحتى صرخاتها لم تمنع تلك الكلمه عن العدو مراراً في دواخله

عرضتهُ الشرقيه لمزيج مُغري من لذاعة كلمتها و فرط جنون الشهوه

كل ثانيه ، يتذكر ، ليقسو أكثر ، بل ويفقد السيطره ربما ليس في رد فعله كما في أغتصابها والأعتداء عليها بطريقه بشعه

بوحشيه تامه وقسوه مُطلقه خاليه من الرحمه او الرأفه و الصبر

المُثير للسخريه أنها تمنت موته منذ لحظات، لكنها الآن تتمنى موتها، وتلاشيها ضد جسده

تمنت أن ينتهي من خطيئته

لكنه يتعمد الأعتداء عليها ومعاشرتها كالمسوخ، ليطحنها ويُرهق حواسها

وفي اللحظه التي استولى اليأس على خلاياها وأنهكها، في اللحظه التي بدأت الغمامه السوداء تسحبها عن الواقع أنهى مُجامعته القاسيه وهمس أمام شفتيها بفتورٍ

" والآن، لن تتمنين سوى موتكِ، يا مُدللتي "

شهقه ثقيله غادرت حلقها قبل أن تنهار حصونها، ولولا الأصفاد حول ذراعاها لطرحت الأرض بقسوه

" حرر قيدي "

أرتفع ثغره أمام نبرتها الجامده، ثم تراجع للخلف ويده تُعدل ملابسه

" لمْ ننتهي بَعد "

أرتجفت شفتاها بقهرٍ ثمَ ضمت أقدامها كمحاوله فاشله في ستر عُريها

لكن ما الفائده وهو تشبع وتفنن في تعذيب روحها وأنهكها ؟

ما الفائده من التعري جسدياً و قد عراها معنوياً ونفسياً ؟

إن أرادت شيء في هذه اللحظه كان قطع شرايينها

الأنتحار خطيئه، لكن أوليس افعاله معها خطيئه ؟

' لا يجب ان نُحارب الخطيئه بالخطيئه '

ظهر صوت سيڤ، لذلك انتحبت بألم وأردفت بنبره مَبحوحه باكيه، وأقدامها المُتجرده تلتصق ببعضهم بعارٍ

" أوليس ما يفعله خطيئه ؟ "

أجاب سيڤ نبرتها بأخرى حانيه

' نحنُ نُحارب بمبادئنا ، الرب سيسامحكِ على قلة الحيله ، لكنه لن يسامحك على الأعتراض ومحاولة قتل نفسك '

ظلت صَامده وهله ، و عندما عادت تتكلم غادرت اللغه العربيه فمها

" تعبت "

' وأنا تعبت يا أختي العزيزه ، تعبتلِكْ ، لكن، الأنتصار دائماً للجانب الأقوى، والأقل ظُلاماً وسَطوه ، للنُصره لأجل الرب '

وفجأه حيثُ لا تتوقع ، الدفىء حاوط جسدها البارد ، المُتجرد ، دفىء الستر وأحتضان اخيها لوجنتها ، دفىء تلك العينان الحانيه.!

حينها بدى بالغاً وفي وجهه حياه، عيناه دافئتان وحانيتان، ليقف على أقدامه دون شروط، دون مرض ودون عِله

' لن أترككِ أبداً يا سيڤار ، الرابطه بيني وبينك، لن يحلها لا طبيب ، ولا ساحر! '

وقتها تبسمت بسبب الأمل بلا قيود

دفىء عيناه ينتقل إليها ويدفىء أضلعها فيشفي ألامها

مَا لا يقتلك يجعلك أقوى، تأكدت من تلكَ المقوله حين أنسحب ببطىء وتلاشى في وسط ذرات الهواء، لتعود بعدها هالة مُغتصبها الذي كان يتأملها مع ملامح فاتره وبارده

لوهله ، وهله لعينه ظن أن ذلك الدفىء نحوه، الحنان والحب النقي دون شروط، لكن سرعان ما تأكد
- لقد رأت فيهِ شخصاً أقرب إليها منهُ  -

ولا أحد له الحق في ذلكَ البته .

يده تمر وسط الأدوات بتريث ، فوجد المِقص الذي تمنى تمزيق بهِ خصلاتها، وسكين التشريح الذي أراد أن يمزق بهِ حنجرتها أو جِلد قلبها

وجد كسارة العظام، تكسر الأصابع كحبة البندق تماماً ، شهوه مُطلقه ليكسر بنصر يدها اليسرى كدليل رسمي على ملكيتهُ

تحير عقله أمام زجاجة المياه المُخففه والتِي كانت ماده كميائيه ستحرق وجهها لتجعلها مسخ لعين لن يرغب بهِ أحد .

السوط الروماني الذي سينسل لحمها ، أو السوط الذي صُنع من جلدِ الغزال

أو تلكَ الأداه الحديديه ذات الأشواك المُدببه التي سيمررها على جسدها لتمزق جلدِها

أفكار عديده ، وأحتمالات أكثر  ..

الشهوه تتثاقل في عقله ويده تمر على المزيد والمزيد من الأدوات التي تنحدر خطورتها بالترتيب

عيناه تتبع خاصتها التي تحولت من الدفىء والحب إلى الغضب والأستنكار، تمرر أعينها بريبه على كل تلك الأشياء

وهو فقط كل مِا رغب بهِ ، تأملها وهي شبه عاريه فاقده للحيله، لا شيء في يدها سوى أن تراقب ما يفعل وتتبع قراراته

" ما الذي ستفعله أيُها المُختل السافل! "

أرتفع ثغره بأنتباه عائداً من شروده ونشوته اللحظيه، ثم تبسم أمام وجهها ببراءه

" لن أفعل شيء لذه .. صدقيني لا شيء واحد سيحدث بل عدة أشياء والآن أختاري رقم "

عيناها تتسعان بذهول وهو فقط تنهد بالا مبالاه

" سيحدث الأمر إما برضاكِ أو بدونه، فأختاري، قلبي الأبيض يسمح لي أن اكون ديموقراطياً أحياناً لذلك اختاري رقم لعين "

" سأختار . "

قالتها بعد فتره من الصمت، لكنها سرعان ما تابعت بنبره مهزوزه

" لكن أريد أن ارتدي فستاني "

لوهله ظنت أنه لن يكترث ولن يعبأ بطلبها، لكن على العكس تماماً أتجه نحوها ثم رفع الفستان على جسدها مُجدداً

" شكراً لكَ .. يا سيدي "

قالتها من تحت أسنانها بضغينه تقبلها بصدرٍ رحب، وبالطبع لمْ يكن كرماً منه او رأفه، بل أنانيه مطلقه لرؤية فاتنته في فستانها المُفضل بالنسبة لهُ

" أختار .. ث-ثلاثه "

قالتها بعد فتره من الصمتِ، لذلك تراجع للخلف مع نظرات مُظلمه وباسمه لسبب جهلته

ظنت أنه سيكتفي بتمزيق جلد تروقتها مثل المره السابقه، لكنه قد ألتقط أداه شابهت كسارة البندق

لكن ما الذي سيفعله بأداه تكسر البندق، حيثُ لا وجود للبندق ؟

تسائلت داخلها، وبدى أنه حصد تساؤلاتها، ولسبب ما فضل عدم الإجابه

لسبب ما أراد أن يريها الأمر برمته

أن يجعلها تحصد بعض ما زرعت، وتكتشف ثغوره القاتمه .. واحده تلوَ الآخرى

" لمن تنتمين ؟ "

كانت نبرته داكنه، مُغلفه بالسواد والكره

نبره ثقيله من الحقد لأول مره تمر على مسامعها منهُ

بدأ يتقدم نحوها ثمَ التقطت يده كفها الأيسر ودس بنصرها في فتحة المشبك

" أنتمي لـ .. لمـن تريدني أن أنتمي إليهِ يا سيدي "

تبسم ثم أحكم المِشبك حول إصبعها، وفِي ثانيه واحده ضغط على الطرفان بلا أكتراث ودون مَجهود يُذكر، فِي النهايه لم يقرر بعد بتر إصبعها كاملا، لكنه قرر صكَ عليه مِلكيه قد تزول جسدياً لكنها ستدوم حتماً معنوياً

" لـــــــي "

صرخه غادرت جسدها وقدميها ترتخيان من فرط إجهاد الألم، لكن الوغد لم يكن مُكترثاً

بل تراجع للخلف بأعين فخوره مشاهداً حالتها المنتكسه

تتولى وتصرخ بأستمرار وقهر

" ليس وكأنها المره الاولى، ظننتكِ أعتدتِ شعور تحطم عظامكِ "

سَخر بنبره بارده ، وتلك الغمامه السوداء لا تزال تُكبل بصيرته

سارت أقدامه تجاه الأدوات مجدداً ، ثم قال بنبره فاتره

" أختاري رقم آخر يا لذه "

أنتحبت بجنون وحاولت الهجوم عليه بشراسه

" يا إبن المجانين الملَاحده ، ما الذي تريد أن تفعله ؟ هل تريد أن تُفقدني صوابي اللعين! ، واجهني ، تعال وواجهني مثل الرجل النبيل الذي أنتَ عليهِ "

أصفادها تهتز بجنون، وجسدها يتشنج للأمام نحوه، حتى الحلقه حول عنقها أشتدت ببشرتها، فظهرت علامات الأختناق على وجهها

تراجعت للخلف ثم أخذت أنفاسها، ليتصاعد صدرها ويتهابط من الوعيد

لمْ تُبدي أسفاً تجاه تلك الكلمات التي غادرت حلقها، فكيف تفعل وهناك ألمٌ قاتل فِي يدها اليُسرى بسبب وغدٍ مَا ؟ ، وغد أرادها أن تعتذر وتنحني له بشُكر بينما يحطم عظامها

" أختاري يا سيڤار، لن أنتظر كثيراً، وبالتأكيد لن ينال اختياري اعجابك، اعطيكِ رفاهيه "

حاولت سيڤار البحث عن الأداه الأقل خطوره والأقل ألما .. لكن جميعها مُهلكه

" لا أُريد ان أحصد نتيجة أخطائي دفعه واحده "

قالتها بعد أن يأست نبرتها وتراخى دفاعها، و هذه المره فقدت اتزانها واقدامها تترنح للأسفل، ليتحول ثُقل جسدها الى كلا ذراعيها

" لا أُريد هذا الوجه منكَ، الوجه الفاتر والبارد، لا يحق لكِ أن تشعر باللا شيء أمامي، أعطني الكره، النفور، لكنني لا اريد ان ارى ذلك الوجه منكَ "

لانت أعين چون نسبياً وسحب الكرسي الوحيد في المكان كي يجلس عليهِ أمامها

" أمتعيني إذاً، أظهري أسفكِ لسيدكِ، اريد ان ارى ندماً حقيقياً ، او أقسم بالسيد المسيح أن استخدم كل أداه، على جسدك ، مهما وصلت خطورتها او نتائجها يا سيڤار "

امأت بسرعه، وقد كان أمامها خياران أصعب من بعضهما

تسليم ذاتها للوحش الذي كان مُستعد تماماً كي يُريها أسوء وجه من وجوهه في سبيل حصد مُتعته ، أو الخضوع لإعتداء نفس الوحش وهذه المره بطريقه صعبه .. لن يحتملها جسدها وستموت بتلكَ الطريقه المُشينه

ولسبب ما لمْ تُرد سيڤار أن تموت بتلك البساطه على يده، مادام لديها الفرصه للعيش، فلن تفقدها لاجل ذاكَ المسخ

وبالفعل ارتفع ثغر چون حاصداً إجابته، ثم أخرج الزناد من حزام بنطاله

تتسع اعينها من الصرامة الخائفه حينما أطلق طلقتين بلا تردد أو تفكير

وبسبب خمول جسدها الذي ازداد من الخوف تحول الثُقل الى عنقها، والأصفاد تدلت

قام الوغد بإطلاق العيار على الأصفاد، مما ترك يديها بالحلقات المعدنيه المتدليه

أرتفعت يديها المرتجفتان والمتعرقتان، تلتقط المفتاح الذي ألقاه عليها بلا اكتراث

ثمْ حررت عنقها، لكنها لم تتحرر منهُ .. ليس بَعد

سارت تجاهه ببطىء، كانت تشعر بالزمان يرتج حولها بينما تتجه لسبب تشتتها وضياعها بمليء إرادتها

وقد كان يراقب خطواتها بفتورٍ متطلعاً الى تسليم جسدها وهذهِ المره بأرادتها الُحره

أشار بين اقدامه بجمود لذلك دون ان تفكر مرتان

ركضت ، ركضت للخارج دون تردد

يدها فتحت الباب ،و نجحت في تخطي حاجز الغرفه ، لكنها لم تدرك بالفعل أي أبواب من الجحيم قد فُتحت عليها هذهِ المره .

لربما الحَاضر في هذا القصر لم يكن أبداً جيد، لكننا وإن عدنا بالزمانِ قبيل تلكَ المهزله، فسنجد مهزله أشد شجناً حيثُ بدأت اللعنه .

_ قبل واحد وثلاثون عاماً :

حينما كان سانتيغو في الواحِد والعشرون من عمره، لديه جوانا زوجته المَصون الجديده، تقوم بحياكة وشاح أسود لهُ ليدفىء عنقه بحنان زوجه واسعة الفؤاد

وهو فقط جالس يُجاهر في خيانتهِ و عيناه تمر على كل شبر مِن تلكَ الفاتنه التي لمْ تتجاوز الرابعة عشر

تلك الفاتنه القَاصر، لمْ تغادر فمها الأبتسامه، وعيناها تغرقانه في دفىء لذيذ ومُحبب

هالة مُراهقه سعيده لم تَبلغ لازالت تكتشف عالمها لأول مره

تلك الفاتنه 《  إيڤالين  》

كانت ترص الأكواب أمامهما برقه ناسبت أصابعها النحِيله، وجسدها متأنق في ثوب الخادمات الذي كان شبه مُحتشم

وصل حتى فوق ركبتها لكن صدره مُغلق

بنصف أكمام، وشعرها الأسود اللامع جمعته فِي جديله قصيره، بينما غرتها تناثرت على جبهتها تعطيها هاله طفوليه

لمْ تكن تتحدث معهُ

ولسبب ما أراد سماع صوتها

لم يكن أبداً نادم على خيانة زوجته جوانا مع عشرات النساءِ أسبوعياً، ولم يكن نادم على مُناظرة إيڤالين كما لو كانت نجم ساطع بعيد المنال

كانت قاصر ، جريمه لم يقم بأرتكابها بعد

لم تثره أبداً النساء اليافعات أو المُراهِقات الطائشات، كان يحب دائماً الناضجه، الشقراء، التِي كانت بشرتها تميل إلى القمحي

و إيڤالين لم تمتلك أي من تلكَ المقومات .

لم تكن بعد قد امتلكت قوام أنثوي تستحق أن يقاتل عليه ويقتل من أجله

لم تكن تملك سوى تلك البسمه الدافئه، والتي كانت بالنسبة لهُ قصف جبهه لأي قوام أنثوي لم يكتمل بها

كانت له .. ولسبب مَا وجد نفسه قادر على فعل مئات الأشياء كي تظل تلك الحقيقه قائمه

أراد تركها عذراء حتى تُكمل الثامنة عشر .

فقَال له هاريسون من قبل

" أقتُل من تريد ، تاجر في المَمنوعات، تزوج معشوقة أخيك، أجهض زوجتك وأحبس إبنك في قفص لعين بل وأحرقه حياً ، لكن إياكَ .. أن تنكِحَ قاصر "

كان هاريسون مُتعدد الزوجات، متعدد العلاقات، ومتعدد الأبناء والعادات

متعدد، يعترف بالتعدد ويتحلى بهِ

أرتكب كل الكبائر لكنه ولسبب ما وجد نفسه عاجزاً أمام اغتصاب الفتيات الصغيرات

لسبب عميق مُظلم سأتحفظُ عليهِ حتى يأتي الوقتَ المُناسب

والأن لنعود الى مَجرى القصه ، الى النُقطه الهامه

إلى حيثُ بدأ كل شيء

قبل واحد وثلاثون عاماً، بل وقبل الثلاثون، أو التسع والعشرون

فاللعنات دائماً لا تملك بدايه مُحدده

كل نهايه تجرك لبدايه وكل بدايه تجرك لبدايه أخرى ، بلا منطق ، و بلا شروط

" إيڤالين "

همس أسمها بتلذذ لم يَغِب عَن جوانا ولم تُنكره أذنيها، فِي النهايه هي من أختار، وها هي تحصد نتائج أختيارها

ألتمعت عيناها البندقيتان الفاتحتان، وتناثرت خصلاتها البُنيه على وجهها

شفتيها تلتقط طرف الخيط الغليظ، وأناملها المُرتجفه تلتف حوله تحاول ألا تهتم بما يفعل زوجها المَصون.

رفعت إيڤالين رأسها بأبتسامه خافته، وأحتضنت الحامله تجاه صدرها

" ضعي لِي قطعتي من السُكر في الشاي "

" لكن يا سيدي ، قد طلبتَ كوب قهوه بلا سكر وهذا ما جلبتهُ "

قالتها بحيره وتقلصت أبتسامتها، فتلاشى الأستمتاع عن وجهه بل وأظلمت ملامحه بطريقه لم تكن جيده

رجفه سريعه مرت على خلاياها ثم أنحنت

" أستمحيكَ عُذراً "

قالتها بتشوش وقلق نسبي مِن رد فعل لن تحبه، هي تعلم تماماً مع من تعيش ووتعامل، مع نَسل هاريسون الظالم

لذلكَ يجب أن تأخذ حذرها كي لا تضطر إلى تقديم تنازلات مُره مُستقبلا

" أحضريه لمكتبي "

نبرته المُظلمه والشهوه فيها أغرقتها في رجفه لحظيه وخوف ظهر بوضوح على تقاسيمها

هل يُحاول ... أن يتفرد بها ؟

لكن هذهِ لمْ تكن أبداً طريقة سانتيغو ، لم تكن أبداً طرقه للوصول الى ما يبتغيه

تبسمت إيڤالين بالإيجاب ثم توجهت صوب المَطبخ، ولاتزال الحامله في حضنها، لكن وعكس أبتسامتها كانت تشعر بزوجين من الأعين تتبع خلفيتها

تظاهرت كأن لا شيء حدث وكأن كل تلك الرغبه في حادقته لم تكن نحوها

في داخلها كانت مُيقنه أن مراهقتها تطغى على مشاعرها في بعض الأحيان

قد وقعت في خطيئه وأنجذبت نحوه كأي فتاه لم يكن لها أباً مُنصفاً، ترى وللمرة الآولى رجل حقيقي تتهافت عليه النساء

كان مُجرد أعجاب سيتلاشى وهذا ما كانت متأكده منهُ، لكن .. بالتأكيد إن امتلك سانتيغو نحوها مشاعر فـلن تكون سوى ثلاثة أشياء

- الرغبه ، او الجوع ، او التملك -

هذا ما تقدر المسوخ على منحه دائما، فكل شيء يعود عليهم بالمُقابل، و الحب النقي لن يمس قلوبهم البته

الحب الذي كانت قادره على منحه ، بلا شروط ، وبلا قيود

ألتمعت اعينها وأرتسم على ثغرها أبتسامه حالمه ثم سكبت الشاي الساخن في الكوب الصغير

يوماً ما ستجد شاباً يُبادلها تلكَ المشاعر التي ترغب في منحها ، ستجد حبها الحقيقي

ربما تتزوج وترتدي فستانها الأبيض قبل أن تُكمل الخمس والعشرون .. أو الثامنة عشر

أحلام إيڤالين كانت دافئه بسيطه لا تترجى أكثر من مُجرد الأستقرار

الأستقرار الذِي سيمنحها الحُب لاحقاً

يدها كانت تقلب الشاي ببطىء ليذوب السُكر، ولازالت تسبح في مخيلتها وهذا ظهر بوضوح على تورد وجنتاها

حتى حينما حضرت الحامله، ورصت كوب الشاي جانب كأس المياه، لم تتوقف عن أخذ إلهامها من دفىء الصيف حولها

بدأت تسير ببطىء نحو مكتبه عند نهاية الممر الرئيسي في الأسفل، وحينما وصلت طرقت الباب بصعوبه ودخلت

أبتسامتها لا تزال على وجهها من فرط بهجتها، لحياه جديده ، وتجربه مُراهِقه تستحق العناء

لا أحد يُعنفها ولا يضربها

لا ذُل .. فقط تخدم سعادتها بشروطها الخاصه

لكن بدأت أبتسامتها تتقلص بسبب الريبه

نظرات سانتيغو لم تتطرق ناحية النظرات العاديه المرغوبه، كل مره ينظر إليها فيها يوقد الخوف والريبه ، يناظر اقدامها ويبدأ برفع أبصاره التي تتوقف عند بعض المنحدرات دائما حتى وإن لم تكن ناضجه أو مكتمله

لم تكن نظراته شهمه ، ولم تكن ألفاظه نبيله، لكن عكس كل هذا كانت لديه الكاريزما التي جذبتها في المرة الاولى، الكاريزما والنُبل مع النساء .. أو هذا ما رأته إيڤالين والجميع

كاد سانتيغو أن يشابه هاريسون في شيء واحد، وهو النُبل والكَرم والكاريزما مع النساء خاصةً لكن .. خارج حدود الفراش فقط .

رغم هاريسون الذي كان رمز للموت آن ذاكَ، إلا ان عقليته كانت رهيبه ، وكاريزمته جذابه وتصرفاته مُلفته مثلما شخصيته

لكنه وهب چون ثغره من ثغوره ، وهي أنعدام العقليه عند فقد السيطره ، كلاهما يترك المجال لشيطانه بالعدو متصرفاً

وهذا ما كانت تجهله إيڤالين ؛ لانها لم ترى چون الذي لم يُولد بعد، ولم تكن ترى علاقات سانتيغو الخاصه مباشرةً سوى ما سمعت

أنحنت بعدها نسبياً ويدها تقوم بوضع الأكواب أمامه، فتبسم وعيناه تراقب تشوشها

" وضعتِ السُكر "

" وضعته . "

أجابت تساؤله العابِث بنبره حازمه عكس التوتر الذي أنعش خلاياها

ثم أحتضنت الحَامله ثم ابتعدت إنش، فبدأت أبصاره تحتد حينما والته ظهرها وبدأت تتجه صوب الباب

" إيڤالين! "

هدر بحده رجت أنحاء المكتب كله، وحينها سقطت الحامله من يدها وأنتفضت لتواجهه

حين رأت نظراته القاتمه ورأى هو خوفها البائن ، أزال عنه تلك النظره ورسم أبتسامه مُصطنعه ضئيله

" ليس من الأحترام أن توالي ظهرك ثناء الحديث يا صغيره "

امأت بأعتذار والكلمات لمْ تغادر حلقها، وأقدامها المرتجفه ظلت تتراجع للخلف حين نهض ودنى نحوها

في نهاية الحال توقف تراجعها بسبب تكبيل الحائط للذة فرارها، وهذا نال اعجاب سانتيغو كثيراً

النشوه غمرت عقله وهله ، فأرتسمت ابتسامه صغيره لم تشهدها على ثغره ، حيثُ أعينها لا تُناظر سوى صدره بتوتر وخجل

" لا تعرفين القراءه والكتابه، اللغات الأخرى وربما لا تمتلكين أية مهارات سوى الطبخ والتنظيف .. أوليس صحيحاً ؟ "

كونها محاصره له ، وله فقط ، جعل ذلك الأحتراق المؤلم في صدرِه كلما رأها يخف بل ويكاد يتحول إلى شعور أخر أكثر لذه وشجناً

لعقت شفتاها بسبب التوتر ورد فعلها من أبصارها الذائغه كان جداً كافياً كي يحصد إجابته

" كم عمركِ يا إيڤ ؟ "

" أ-أنا فِي الرابعة عشر "

أحتدت أبصاره لثوان، أربع سنوات من الأنتظار ستضُره ، وستعزز ذلك الشعور المُستميت لتملكها بملىء أرادتها الحُره

" يمكنني أن أعطيكِ تعليماً منزلياً حتى تمكنك من القراءه ثم الكتابه .. ما رأيك ؟ "

أبصارها الذائغه تحولت الى اخرى متسعه، وقد فرغ فمها لإنش ثم رفعت رأسها له بلهفه

" لكن .. ؟ "

أحتدت أبصاره ثمَ أردف بنبره حازمه

" لا تريدين ؟ "

" أبداً..! بالطبع أريد لكنني لست مستعده لتقديم أي تنازلات ماديه بَعد "

قالتهَا بأندفاع وعيناها تنحدران لدرجه لذيذه من اللمعان الشهيّ، لذلك شعر بالسعاده تغمره، ليس لأنه فعَل الخير لأول مره فِي حياته؛ بل لأن ذلك التصرف لها .. ولأجلها

" هممم .. دعيني أرى "

همهم بعبث ويده ترتفع كي تحتضن وجنتها، لذلك أنحدرت عينان إيڤالين لكفه قبل أن ترفع حادقتاها له مع ريبه

" ومن قال أنني أُريد تنازلات ماديه ؟ "

أزدردت ريقها ببطىء حين أنحدرت عيناه لرقبتها وأزدرد هو الأخر ريقه بصعوبه

" فقط .. اُريد أن ارى تلكَ الأبتسامه اللعينه لا تُغادر ثغركِ مُجدداً ، أمامي في الخصوص "

الجمود التام هو أقرب صفه بما حل على إيڤالين، فهبت قشعريره دافئه على تقاسيم جسدِها حين مرر أصبعه الغليظ على جلد رقبتها الرقيق أسفل اذنها

" لـ-لكن إن كنتُ أدرس ، كيف سأباشر في تنظيف المنزل سيدي ، أ-أشكُ في قدرتي على أخذ عرضكَ السخيّ "

أتسعت أبتسامته وقد ضغط إبهامه على جلدها بعنف، مما سبب رجفه لحظيه في داخلها، من الخوف بسبب ملامستها بتلكَ الطريقه الحميميه

" حسناً إذاً إليكِ اوامري ، ستدرسين في الصباح ، وفي المساء .. "

صمت وهله ليستثني له لعق شفتاه، ثم تابع

" و فِي المساء تنظفين مكتبي، وتُرتبين أوراقي وتريني ما درستِ، لا أسامح عادةً في الأخطاء، لذلكَ أي سؤال لن تعرفيه أمامه عقاب جسدي أو مَعنوي ، فاستغلي الفُرصه جيداً "

حينهَا وافقت دون أدراك على منحه حق، لم يَكُن مُجدر بهِ أو يستحقه

شيء لم يكن لهُ الحق أبداً في أمتلاكه

لقد منحته الوصايا المَعنويه عليها ليلتها، ومنحته الحق في ضربها وتعنيفها جسدياً ومعنوياً دون أن تلحظ عواقب قولها

فسانتيغو لم يكن يَحتاج سوى تلكَ الدفعه، وقد حصدها

وهذهِ كانت البدايه فقط .

يتبع ..
***

قارب السبعة ألاف 💕

رأيكم يهمني 👌

أي ملاحظات يُمكنك تركها هنا، او أي اسئله ❤

تتبعوا الإجراءات الوقائيه رجاءاً

ودمتم في حفظ الله سالمين ✨💞

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top