سَافله مَحظُوظه <٧>
_ ليست كُل نهَايه ، نقطة لنهَاية القصه ♡
تناثرت الخُصلات كحبات الرمال ..
صدى صوت الطيور المُغرده، الضحكات النقيهْ، تهافتات كل ربة منزل تُحيي جارتها
الأطفال في الحافلات مع أعين ناعسه في أستعداد تَام ليوم دراسي شاق
كان الجميع سعداء، مُجتمِع في شارع حارتهم الصغير ، يتبادلون الود بالود ..
سواها .
كانت جالسه في المخزن، أقدم غرفه في منزلهم المُتهالك، تحتضن جسدها على الارض البَارده وحتى دفىء الشمس لم يُدفأ أضلعها
عيناها شَاردتان، دموعها كانت تُلهب الجرح على وجنتها نتيجة الصفعه التي حصلت عليها الليله الماضيه
كان في يد والدها الصليب الطاهر لكنه صفعها بهِ دون ادراك أو وعي.!
لمْ تبكي من ألمِ الجرح العميق على وجهها ولا بسبب الصفعه، بل من تضرعها الحَار طوعاً لمغفرة الرب
أباها لوث الصليب بدمها، .. تم تدنيسه بسبب دمائها وغبائها
كانت خائفه ونادمه
بكت بأستماته كي يغفر لها الرب
هي لا تملُك شيء، لا حيله في يدها تحميها سوى أن تبكي للرب تناجيه .
لذا استغفرت مراراً، كانت على يقين تام أن الخالق سيغفر لأن لا ذنب لها
لكنها مُرهقه ، جائعه
ولم تكن تُطالب سوى بوجبه صغيره
حينها لم تشتهي سوى قطعه من الخُبز ، تحتوى على الجُبن
لكن كبريائها منعها أن تُطالب، الجوع الذي جَسد كل انشٍ من انفعالاتها أدنَى من الأكتراثِ له
نهضت عن الأرض والدوار قد انتابها، لكن لا شيء تفعلهُ سوى الأنتظار
حتى الرجاء بعد العصيان لن يُفيد
الغرفه شبه مظلمه حيثُ الشبابيك مُغلقه بماده سوداء دَاكنه، تخللتها بعض الخدوش مُسببه طفيف ضوء في الغرفه
لكن ذلك الضوء لم يكن أبداً كافي
لذا هناك مِصباح ذهبي فوق رأسها تماماً يُنير
توقعت أن يظل كل شيء بارداً و جافاً
لكن فجأه ، قد انفجر المِصباح.!
تناثرت حبيباته الزجاجيه على خصلاتها تلسعها، لذعتها حرارته وربما لامس كتفاها ببعضٍ من الحروقِ
صرخت فزعاً ثراء صوت الأنفجار الذي صَم اذنيها
لكن لا شيء حدث بعدها
فقط الظلام ..
ظلامٌ تام .
ظلت تناظر كل ركن حولها تربصاً للقَادم
الأرض ترتعد أسفل جسدِها، أو ربمَا هي التي أرتعدت من كثرة الهلع .
" سيڤار "
صوتٌ دعاها ، أنتزعها من مخاوفها
ارتجفت اطرافها بينما يلامس كفها يدٌ دافئه
تلك اللمسات ، كانت تعرفها
الرائحه والنبره ، ذلك الحب النقي.!
" سيڤ ؟ "
تسائلت مع أعين باكيه، ربما كانت في الحادية عشر، لكنها وحيده ، دونهِ ، الأنباذ يلاحقها كطيفٍ أو قرين
أبتسم بدفىءِ، هي لم تستطع رؤية وجهه بوضوح، لكن رائحته كانت كافيه لبث فيها الأطمئنان
انحنى أمامها كي يُحاوط وجنتاها
انظار دافئه مُحبه تلاقت ، قَالت الأعين كل شيء .. ، الغُفران والأشتياق والتفهم
همست شفاها مع نبره مُرتجفه
" أشتقتُ لكَ . "
تبسم بدفىء لمعت على اثره مقلتيها، وجهه انار المكان حولها وربما انار جوفِها، لكن فجأه تشوشت رؤيتها وداهمها الأختناق بينما تراه يُسحب عنوه حتى الركن المُظلم من الغرفه
صراخه أمتزج مع خاصتها، كما لو كانا روحاً واحده تُنتزع ..
رأته واقفاً في تلكَ الزاويه يُحاوط رقبة اخاها عنوه، فسحبه، تلاشا داخل ظلاله
صرخت مراراً بينما الظلام يبتلعها
ايادٍ تمسها دون حق وتنتهكها
لتُصفع ، وتُنفى .. وتكون الظالمه دائماً
حُفرت الأرض مُبتلعه إياها، واخر شيء رأته كان الظلام ، آخر شيء مر على مسامعها صرخات ونُحيب ، أصوات مُشمئزه ..
كانت تُدفن في أعناق الظلام بعيداً عن الهواء وحينما ظنت أن كل شيء أنتهي وأن الموت قد نال منها واسكن كوابيسها، رُفع جسدها مُجدداً بقوه المت رأسها
تلاشى شعورها بالأختناق، لذا شهقت عندما أندفع الهواء داخل رئتيها تزامناً مع جلوسِها على الفراش، عيناها تمر على الغرفه بهلع
كانت في قصر چون منبوذه كما أعتادت .
ناظرت جسدها المُتعرق الذي كان مبتل بشكلٍ مُبالغ بهِ ..
هي أستيقظت من اسوء ذكرى حصلت عليها، الأسوء من كل جهه، لتجد ذاتها في واقع اكثر سوء ...
أيقنت أن حالها انتكس مُجدداً وهذا غير الأحراج الذي سببتهُ عندما فهمت سبب اختناقها على ارض الواقع، الصرخات التي صدرت منها في سباتها هي السبب دون شك
كانت لتندهش جراء انعدام تواجد أحد في الغرفه، لذا لم تُفاجأ عندما وجدته
كان جالس أسفل النافذه، يراقبها بأستمتاع والسجارة بين شفتيه
" صرختِ كثيراً "
أشتد فكه ثم تابع بعدما نفث الدخَان
" شهرٌ كامل تصرخين فيه حتى الأختناق ولم تموتي بعد ، لابد أنكِ سافله محظوظه "
أبتسمت بسخريه بينما تنهض من تحت الأغطيه ثم قَالت بلا أكتراث
"مُحظوظه بما فيه الكفايه كي أقابل سافل مِثلك"
بعد حادثة خروجها منذ شهر مضى بعدما وعت على حقيقة عقمها، بات كل شيء مُمل
متكرر و دائم
قد علم چون السبب في سكونها، هو بالفعل لم يُقدم على تلك الخطوه معها، لا يعلم من أين جائت صوفيا بفكرة الأستئصال ، لكنهُ وصدقاً لم يهتم
كل ما أراد كان اشباعها بالألم والخوف
الأمر له ، سمفونيه لذيذه، تطرب مسامعه
أن يراها في الألم الدائم هو نعيمٌ حقيقي
جسدها الخاضع لقبضته وانامله، كلها خطواتٍ حرص عليها بتروٍّ
مرت أعينه الراغبه على ما توارى خلف ملابسها المُبتله ، لمدة شهرٍ فات، تحديداً شروق كل ليله، يجلس في ذلك الموضع من غرفتها كي يتأمل الامها
كان يأمُل أن تموت أختناقاً خلال ثباتها حينها قد ينتهي كل شيء، لكن وكأن الحظ ضدها في كل شيء سوى الموت ..
اردف عابثاً يتعمد التحقير من شأنِها
" أغتسلي ، فأنتِ تُفسدين الفراش "
" ليفسد لا أهتم، ليس كل شيء مثالي "
ارتفع ثغره جراء اجابتها التي اعجبته، وصدقاً اعجبته كثيراً، تلاعب بأنامله بينما يُطفأ السجاره
" ذاتاً ما المُتعه في شيءٍ مثالي ؟ "
حينها كانت قد نهضت من فوق الفراش وولاته ظهرها، لكن بعد تلك الحروف التفت نصف استداره مع أبتسامه عَابثه
" هذا مُريب، فأنا لا اجد اي متعه فيك "
" لأنني مثالي "
ناظرته بأستنكار، فضلت عدم الاجابه كي لا تحصد عواقب ردها ويفسد مزاجه الغريب هذا الصباح لذا جمعت خصلاتها المُبتله فوق رأسها، دون تعقيب
سارت تجاه المرحاض، لكنها التفت للمره الثانيه ثم سألت مع ملامح جامده
" اراك اليوم مُختلف وهادىء ، ما سبب سعادتك هذا الصباح ؟ "
" لما .. هل تكترثين لسعادتي ؟ "
سألها مع ثغر مرفوع بَاسمْ، لذا اجابت بصدقٍ جام آمن بهِ كل انشٍ من جوارحهُ
" لا .. بل اتمنى لكَ اشد انواع البؤس "
وضعت يدها على صدرها الأيسر ثم تضرعت مُصليه
" اتمنى أن يضعك الرب في الم قاسي ودائم، اتمنى ان تعيش في حطامِ .. لا! ، بل اتمنى أن تموت وحيداً حتى يتعفن جسدك .. آمين "
انهت دعائها، ثم فتحت حادقتها امام وجهه الجَامد، توقعت ان يأمرها بالأقتراب ، لكن عوضاً عن ذلك وضع قدماً فوق الاخرى يُحاول اجبار اطرافه على السكون
"صدقيني سيڤار، لن يكون أسمي چون سَانتِيغو إن لم تتأكل روحكِ من العفن، لن أكون حفيد هاريسون، إن لم اترك نفسكِ للألم"
ابتسم في هدوء، حينها علمت ان كل حرف قاله سينفذه، ربما ليس اليوم ، ليس الان، لكنه سيفعل عاجلا أم اجلا
" لكن اليوم حاله استثنائيه، هنيئاً ، فقد نجوتِ للمره الثانيه على التوالي يا شرقيه "
التفت ثم سارت بسرعه تجاه المرحاض، ضربات قلبها مَسموعه، كسمفونيه عشوائيه من الخوف المُبطن
القادم .. لن يكون خير بالطبع .
لكن لم تكن سيڤار وحدها من شعر بالتوجس
فشعور توجس سيڤار راود أندرو بينما يستقبل والده في المطار، جانب أطلال الحراسه
كان أشتياقه لرؤية والده بعد هُجران طال قوي، لكن توجسه من عودة الاخر الأكيده اضعاف الأطلال
تنهدت صوفيا على جانبه الأيسر بينما تغلق هاتفها، ثم اخرجت زنادها، تعبث بهِ
" أنتِ امرأه فريده من نوعِها "
ارتفع ثغرها، ثم ناظرت اندرو بلا أهتمام حينما أستطرد مُتابعاً
" أعني اي شخص يتسلى بهاتفه عند الملل، لكن انتِ .. تعبثين بالزناد.! "
" لأنني صوفيا والتر، امرأه مُتميزه في كل شيءٍ "
حينها أنحنى أندرو عند اذنها ثم همس مُتلاعباً ..
" أستطيع تَذكر هذا "
قبيل رد فعل منها سيؤدي الى شجارٍ حاد ومُعتاد، صدر صوت الحارس
" لقْد وصل السيد سَانتِيغو "
أبتسم اندرو ثم التفت للوراء مُستقبلا والده لكن سرعان ما تلاشت أبتسامته وفرغ فمه ببلاهه، حتى أن صوفيا قهقهت جاذبه انتباه الكثير بسبب صوتها العالي
على الجانب الاخر رفع سانتيغو يده الرجوليه يلوح بها، كان يرتدي قبعه مكسيكيه عكس القميص المُشجر بالألوان الشبابيه الفاقعه، شورت شبابي أخضر
رفع رأسه بأبتسامه عابثه، مُظهراً عيناه الشبه داكنتان وبشرته السمراء، جانب ذقنه الرجوليه المُنظمه التي تخللها الشعيرات البيضاء والذهبيه
حينها ركضت صوفيا لأحضان سانتيغو، ترتمي عليه لذا رفعها عن الأرض مُقهقهاً بها كما لو كان رجلا في الثلاثين من عمرِه.!
" أبي سانتيغو، لقد اشتقتُ لكَ "
ارتفع ثغر اندرو ساخراً ثم دندن بينما يدنو نحوهما
" لقد حصلت الأميره الصغيره على الأهتمام كله كما ارى "
وضع سانتيغو صوفيا ارضاً ثم صفع رأس أندرو من الخلف بعنفٍ مقهقهاً، قبيل أحتضانه
"هي الأميره الصغيره فاتنة والدها الوحيده، اوه .. لقد رأى الرجل الإيطالي صورتكِ، ارادك لابنه بالفعل"
" حقاً ؟ "
تسائلت مع سخريه بحته بينما تحزم الزناد في جانب بنطالها، بعد ما فعله اندرو معها، اقسم سانتيغو ان يخطبها امام اعين الوغد الصغير
كان يعلم ان الأنسان لا يُدرك قيمة ما في يده سوى بعد فقدانه
لذلك لم يجد حل افضل من إبن رفيق دربه كي يعقد معه الصفقه
اتفقا ان يأتي الاخر بعد فتره ليست قصيره، ربما في نهاية علاقة صوفيا واندرو إن وُجدت
لم يرد سانتيغو كسر شوكة أندرو، لذا التمهل في العقاب لن يكون مَعضله
أيضاً قد علم بوجود شابه من أرض العرب في ضيافة قصره، لذا عاد عله يرى الوغد الاخر الذي جعل من منزل آل هاريسون رحله للجنسيات المُتعدده من النسَاء
أعني الم يجد غير امرأه مُلتزمه عربيه ليغتصبها بحق الخالق ؟
لكن على من يكذب سانتيغو، كان مُمتن لشوكة چون الحاده وظلام مشاعره
هو من رفع رأسه، هو سبب فخره، محبوب والده المسكين
تنهد سانتيغو بضجر من تهافت الأفكار في عقله ثم ارتدي نظارته الشمسيه
سيكون يوماً مُشمساً على نفسِه دون شك .
_ في قصر آل هاريسون :
لقد كان يوماً شاقاً على إيڤالين، حيثُ امرت الخادمات بتنظيف الجناح في الأعلى، ثم بدأت تُشرف على إعداد الطعام
نوت اعداد مائده تحت أشراف اشهى المأكولات
صدقاً سيڤار لم تكن تعلم من القادم، لكنها ساعدت إيڤالين كثيراً، كانت تُجيد وضع البهارات دون معيار، طهي اكثر من طبخه في نفس الوقت
وبما أن المائده كبيره، عادةً تقضي إيڤالين النهار كله في اعدادها، لكن مع سيڤار ، كانت ساعتان وصار كل شيء محضراً.!
" يا إلهي أنتِ موهوبه سيڤار "
ابتسمت سيڤار بفخرٍ وحزن مدفون بينما تزيل الخصله التي انزلقت عن وجهها
" صدقاً كنتُ انا المسؤوله في منزل والدي، كنت اطهو واغسل ملابس اخوتي، تعلمت الخياطة والحياكه ، ايضا تعلمت الدين المسيحي، وعندما انهيت تعاليم ديني "
صمتت سيڤار وهله، تضع تركيزها كله على الزُبد الذي تقلبه على نار هادئه، انهت التقليب لذا تابعت مع ملامح مبتسمه
" قرأتُ عن الأسلام واليهوديه ايضاً من باب الفضول، رغم أني لم اذهب الى المدرسه "
استندت إيڤالين بتعب على الطاوله ثم ناظرت سيڤار مع عينين لامعتين
" حقاً..! هل ساعدك والداكِ في هذا ؟ "
أستنكرت سيڤار بينما تنفي
" لا ، راهبه في الكنيسه كانت تحبني، لقد كانت امرأه مُثقفه، كرست حياتها لاجل شيئان، الاول طاعة الرب ، والثاني هو العلم "
" هل تملكين مواهب اخرى، بتِ مثاليه نوعاً ما "
قهقهت سيڤار بمكر امام مزاح إيڤالين ثم قالت بينما تسكب الزبد في احد الأطباق
"حسناً، قالوا اني امتلك صوتٌ قوي، بحه هادئه ثقيله، جعلوني ارتل في الكنسيه عدة مرات بالفعل"
ضحكت القائله بعدها تُخفي المراره، بينما تغلق ذلك الطبق كي لا يبرد
" صدقاً رأني رجل مَا، ذُهل عند سماع صوتي فعرض علي إصدار البوم ومساعدتي في إظهار صوتي للعلن، لكنني لم اكترث ، لم يكن حلمي بالطبع "
" ولما لَا ؟ الغناء الشريف ليس مَعصيه.! "
" ليس الأمر كما بدى "
أستنكرت ثم تابعت بنبره هادئه خالجهَا شظايا من التحسر
" لم اكن اريد ان أُغني، ربما اتفرس العلم ، اصل لارقى الدرجات ، احببت الترتيل في الكنسيه وحفلات الزفاف دون مُقابل لا أنكر ، لكنني لم اتخذها مهنه "
حينها أنهت كلامها تخيلت ذاتها على خشبة مسرح ، تُغني، وعندما تنتهي الجميع يسفق لها، لذا استنكرت للمره الثانيه بحده نسبيه
" بالطبع لا "
قاطع چون فجأه حديثهما مع سخريه لازعه
" ذلك الرجل ثقب اذانه بكل تأكيد، فنحيبك أسفلي اكثر مُتعه من غنائكِ المُذري، لكن لا بأس، سيصل سانتيغو بعد دقائق، اتمنى أن تتميزي في طهيك مثلما صراخكِ "
جزت اسنانها بحقدٍ، اهدئي سيڤار، الغضب ليس في صالحك، هو يريدك أن تُخطئي ، لذا لا تعطيه اياه .
التفتت لچون مع ملامح جامده ، كان هناك قطعه من الخيار في طرف السكين الذي هددته به مُبطناً
ارتفعا حاجبان چون نسبياً عندما ناظر هيئتها، من كَان يصدق أن تكون فاتنه مع خصلاتٍ مرفوعه بشكلٍ عشوائي، المريول حول خاصرتها ينحتهُ كما لو كان يُعطيه لمحه غير شريفه عن تقاسيم جسدها الذي حفظه، وشاحٌ بألوان زاهيه لاق بخصلاتها البُنيه المرفوعه وأبرز لونها الفاتح
تسائل داخله، اي مُميزات تمتلكها امرأه مثلها، كي تظل مميزه حتى الان ، لهُ
هالتها وحدها تُدخله في دوامه من النشوه اللحظيه
" لا تقلقْ، طهيتُ في حفلاتٍ من قبل، طهيتُ لوالداي، و ربيتُ طفلتين "
بترت جملتها عندما ذكرت اختاها، لم تُرد اظهار اي رد فعل سوى الجمود لذا بدلت جملتها الاولى
" وبخصوص غنائي، كنتُ لأكون مشهوره إن قبلت العرض لكنني رفضته، لم اكن اعلم ان وجهك من نصيبي "
دنى چون نحوها امام عينان إيڤالين المتوجستان، ثم سحب كفها الذي يُمسك السكين والتقط قطعت الخيار منهُ في فمه
جمد وجه سيڤار عندما رفع رأسه يقضم تلك القطعه من الخضراوات بمتعه بينما يواجه عيناها الدافئتان
لكن عكس دفىء حادقتاها كان كفها بارد، قد شعر كأن جسدها، يرتجي خاصته الدفىء
شعر انها في احتياج تام كي تكون بين اضلعه ولو بالغصب
كأن الحياه التي تدور في قلبها، ترجو منه احتواءاً يُدفىء احتياجها الأنثوي
اشتعلت غرائزه الرجوليه، لاول مره لم تكن مُجرد رغبه اراد اشباعها فيها
كانت من نوع اخر
رغبه ليضمها ، ليدفئها.!
يحبسها داخل ثناياه كي يستثني له الأستمتاع بها وحده، كي لا ترى سواه ، سواه وحده
لكنه ابن سانتيغو البكري الذي ينحر الارض دون مبالاه لليابس ، حينها اقسم ان يغلي الارض اسفلها ويُجمد اطرافها وجعاً
ذلك الدفىء الذي اراد وهبها اياه ، سيهبها بدلا عنهُ ، اضعاف قرصات البرد
اشتدت قبضته حول كفها ثم سحبها من خاصرتها تجاهه، رائحة الزبد التي فاحت منها، كانت لذيذه ، الذ ما يمكن أن يشتم
ارتطم جسدها بهِ، مُسبباً تلك اللذه السَافله
" هناك دائماً رؤيه في كل شخص "
لعق شفتاه ببطىء بعدما ابتلع قطعة الخيار، ثم تابع
" عندما رأيتك في المرة الاولى، رأيت بكِ العهر ، الفسوق! ، ربما هذا مَا رأه بكِ "
تابع بظلامٍ تام وأبتسامه مُميته
" ربما اراد انتزاع ذلك العهر، مثلما فعلتُ أنا "
وضعت إيڤالين يدها على رأسها عندما همست سيڤار بحقدٍ تام
" انا ايضاً كانت لي نظره بك ، اعني الشيطان ، اسوء شيطان، علمتُ ان العهر لا شخص سواك، ان الفسوق هو انت ، ان الرحمه ، لا تعرف حرف من حروف اسمك الثلاث "
اشتدت ملامح چون كما اشتدت خاصتها، انفاسه الساخنه من دواخل الغضب امتزجت مع خاصتها المُشمئزه
تباً .. كم رغب في صفع وجهها المُتورد من فرط الكره
هو لم يشهد قبلا أحد يتورد وجهه من كثرة الغليل ، سواها
لابد انها سوداء جداً من الداخل
" هُناك أيضاً نظره اخيره لكل شيء، اعني الآن اراكِ مُعاقبه في الظلام، مُغتصبه حتى الموت"
تلاشت انفاسها عندما تغلبت عليها خاصته التي لم تكن تحتوي سوى على نكهة النعناع المُركز الذي امتزج بالسجائر
شعرت بالتهديد في كلماته وفهمت مَقصده
شردت في عينيه الداكنتين، غاصت بهما وتلونت بالحقدِ لذا لم تشعر بعدها سوى ولسانها يلذعه
" لكَ يوم ، ربما ليس الآن، ربما ليس على يدي، لكن أمثالك يا سيد چون، لهم يوم "
التقط مقصدها لذا أشتد فكه بسبب ضغطهُ المستمر على أسنانه، سحب الملعقه التي كانت على النار مُسبقاً ثم وضعها على عنقِها، يُحرقه دون العبأ بشهقاتها المُتألمه جراء قطرات الزيت الساخنه
" استطيع تشويهك الان ، تُرى من سيقيك شري ؟ ، ها.! "
زمجر مُلقياً الملعقه على الأرض تزامناً مع دفع سيڤار على الرخام البارد ثم التقط السكين من قبضتها ليضعه عند حروق رقبتها
مالت للخلف دون أراده وجسده يطحنها بشهوانيه وتملُك
السكين نصله قد دُفن في جلدها المتلهب، ليس عن قصد، بل من كثرة الغضب
" حسابك يزداد، أيامٌ وأيامْ من البُعد، أيامْ وأيامْ من الأخطاء ، يجب ان تُعاقبي في النهايه "
حينها طفح الكيل بإيڤالين بينما تنهض، لم ترد التدخل في البدايه، لكن الان ، اشتد الأستنكار بها
" كفى يا چون "
حينها لعن تحت انفاسه ثم ترك سيڤار، عيناه حاده ومتوعده ، لم يتركها اكتراثاً لرغبة إيڤالين، بل تأكده من كونه سينحر عنقها إن قالت شيء اضافي
نهايته التي تريدها، لن تكون قبيل خاصتها
غادر المطبخ عندما صدر صوت والده من الخارج، تحديداً عند أعتاب الباب الرئيسي
أحتضانٌ حار ومزاح مُتبادل بين الحرس وبعضهم ترحيباً بسانتيغو
حتى بعدمَا مر الوقت وجلس الجميع في الصالون، يمزحون ويقهقهون، لم يُخمد حماسهم بوجود سيدهم المُتغيب منذ أعوام
قال سانتيغو غامزاً، يوجه حديثه لچون الذي لم تُفارق السجائر شفتاه منذ جلوسه
" اذاً ، اين هي ؟ "
أظلمت ملامح چون، السجاره التي تقلصت فجأه اوحت بشدة غضبه، ادعى عدم الفهم، بينما يناظر الفراغ بعينين حادتين
" من ؟ "
قهقه سانتيغو بمكرٍ ثم استطرد
" تعلم مَقصدي، لا تدعي على والدك يا صغير "
" لم اعد صغير، بلغتُ الواحد والثلاثون "
" ستظل صغيرًا ولو وصل عمرك للالف عام، والان سأتركك ، كي أبحث عما أريد "
لعن چون تحت انفاسه بسخط عندما نهض سانتيغو مُتجهاً صوب المطبخ
" عاهِر "
سب والدهُ ببذائه ثم وضع قدم على الاخرى مع ملامح مُنزعجه
وصل سانتيغو الى باب المطبخ فكاد يدلف، لكنه وجد إيڤالين في طريقه تباغته
حينها شرد في تلك المرأه وعيناها الدافئتان، الملامح البشوشه، النظرات الغير سعيده، رائحة عطرها التي لازلت تستخدمه منذ صغرها قبيل المُراهقه
منحنايات امرأه ثلاثينيه من يراها يخُدع بحقيقة عمرِها، لكنه لن يُخدع، يعلم أنها وصلت للواحد والأربعون عاماً
لكنها لازلت تحتفظ بنفس الهاله التي كانت عليها منذ أن كانت في الحادية عشر، أو ربما هو من حفظ تفاصيلها لدرجه جعلته واقع فيِها
" كيف حالكِ إيڤالين ؟ "
قالهَا بعد صمتٍ طال بين كلاهما، أعينه التي لازالت لم تراها بسبب النظارات كانت تُحاول أشباع اشتياقه في جهرٍ وصمت .
أبتلعت كل حسرتها ، ثم أجابت
" بخيرٍ، كمَا تركتني "
تنهد سانتيغو بمراره بينما يُزيل النظارات والقُبعه، ظهرت خصلاته الطويله التي دمجت بين ثلاث الوان، الابيض والأسود، والأحمر الذهبي المُتناثر بعشوائيه
حينها ناظر إيڤالين دون حواجز، لم يُرد منع شرارات مشاعره عنهَا، لكنها أبت، لفت وجهها عنه ثم قالت
" أعطني إياهم سيدي، دعني أضعهم في الغرفه "
جن جنونه حينما سمعت اذناه - سيدي - ، أراد فعل الكثير والكثير، لكنه تمالك ذاته بينما يضع المُقتنيات بين كفيها الناعمين، ثم أتجه صوب تلك الواقفه التي تناظرهما، كما لو كانت في أحد الأفلام الكلاسيكيه القديمه
ظهرت الدهشه على معالمه مَا أن رأها، تلك الهاله اللعينه التي تحوم حولهَا، قد فهم سانتيغو سبب جنون چون بها حتى الان
ما وصله في إيطاليا من مصادره الخاصه، لم يكن كثير عليها
" من أنتَ ؟ "
تسائلت مع ملامح جَامده بينما ترفع رأسها بكبرياءٍ عفوي، حينها رأى الجرح الحديث على رقبتها التي حتماً چون السبب الوحيد فيها
كانت هالتها مُقلقه، شعر أن تلك المرأه ليست هينه، علم سانتيغو انها في غفوه ما أن تستفيق منها لن يَصير خير
لم يكن من طباع سانتيغو كونه الرجل المازح العابث، أنطباعه غير مَا في دواخله
مثلما نظرات الشرقيه لم تكن كدوالخها
اكتسابها لصفه سيكون من دواعي سروره
رباه من تلكَ الكارثه، لكن أولا، وثانياً، وثالثاً، يجب أن يضع عيناه عليها جيداً الفتره القادمه
" أنا سَانْتِيغُو هَارِيسُونْ "
توقع أن تطرده وتغضب، أو تحاول قتله بالسكين، لكنها فعلت ما أستبعده تماماً، لقد أبتسمت بينما تقترب ماده يدها له
" وانا سِيڤَارْ "
التقطت سانتيغو كفهَا بملامح عاديه، لذا زالت ابتسامتها بعدما صافحته، ثم قالت مع ودٍ
" تعلم من هي سيڤار صحيح ؟ "
زال الود عنها، لذا مال رأسها بينما تحاول عدم اظهار الكره، الرغبه في القتل والنفور
لكن كل تلك الأنفعالات مرت عليه دون صعوبه تُذكر
" أعلم "
"تعلم انني هُنا، لأجل امتاع صغيرك الحبوب اذاً"
رغم جدية الموقف لكنها قهقهت بعدما قالتها، حتى سانتيغو نفسه لم يستطع كبح ضحكته الخافته بعد قولها الأخير
هز رأسه للجانبان بيأسْ ، تلكَ الحركه التي بدى أن چون ورثها عنه
" أستطيع أن ارى الشبه بينكما ، ربما ليس من الخارج ، بل من الداخل "
تنهد سانتيغو بينما يرجع جسده للوراء مُستنداً على الحائط
بدى وكأن في جعبتها الكثير
" أرى اللا مبالاه ، ارى نفس المسخ ، لكن مع مشاعر مصطنعه ودوده "
سحب سانتيغو شفته السفليه بأستخافٍ بين أسنانه يمنع ضحكته، الهي ذلك البرغوث الصغير مُسلي حقاً.
شعرت سيڤار كأنها أمام طفل ، لا رجل عاقل
لذا تنهدت بينما تزيح كل الكلمات التي ارادت قولها، بدى كأن القول لن يغير من واقعها شيئاً، بل على العكس تماماً سيستهين بها .
" لقد أعددتُ بعض الصحون الشرقيه، اود ان أقول، إيڤالين مُميزه في الطهي اكثر من اي شيف تواجد "
قالت الأخيره، تقتصد المْكر ، كانت تلاعبه مُبطناً ، لذا تبدلت نظرات سانتيغو الى اخرى لم تحبها، اخرى اسوء واسوء ، أكثر ظلاماً
بدأ يتقدم منها بخطواتٍ هادئه استشعرت بسببهَا خطورة الوضع
يجب ان تكف عن العبث ، اخراجه عن نطاق مْشاعره لن تجعلها تنال ما تريد
كانت تريد العبث معه ، استنباط نقاط الضعف، لكنه بدى شخص خطير
تسائلت ، هل هو اكثر خطوره من چون ؟ .
على الأقل چون مأخوذ بسحر جسدها مهما بلغ ظلامه، لكن سانتيغو لن يكون، ربما يقتلها
هي لازلت لا تدرك طبيعة عملهم، طبيعة اشخاصِهم ، لذا لا يجب ان تتسارع في اتخاذ قرارات تلقائيه، مثلما فعلت الأن
وقف سانتيغو امامها ، مع وضع مسافه لا تزيد عن ثلاثة أقدام بينهما
رفع انامله لغرض ازالة تلك الخصله عن وجهها ثم قال
" ارى بكِ كره لأقصى الدرجات ، حقد على من حولكِ، ربما لمن ساعدك أيضاً "
ابتسم سانتيغو ثم حاوط وجنتاها بلين اكد لهَا خطورة الموقف ثم مازحها قائلا
" تشبهين الجمْل العربي، هو مُميز ، جذاب، لكنه شديد الأنتقام ،لا يُسامح ولا ينسى، يظل يتذكر ولو مر مئة عام "
لقد فهمت! ... سيڤار فهمت مداخله، لذا قالت بمكرٍ مُخفيه تشوشها من احاطة وجهها
" أظن انكَ رجل مُثقف سيدي، لقد قرأت تاريخ العرب صحيح ؟ "
قهقه سانتيغو، فهم إلاما تحاول الوصول ، لذا جارا محاولتِها
" أحبُ التاريخ "
" واللوح الفلسفيه العميقه ايضاً "
قهقه ثم أجاب بنبره ليست عَاديه، حاده وقاسيه
" اللوح الفلسفيه هواية چون، هوايتي انا .. "
انحنى امام وجهها ثم همس مع ملامح مُهدده متعمداً نفث زفيره
" التاريخ .. التاريخ يَا سيڤار "
أنزلت ابصارها لتقطع التواصل البصري بينهما، أرادت رد النظرات لهُ، لكنها لم تستطع
أرادت انهاء الموقف والأنسحاب المؤقت، لذلك كانت مُمتنه عندما ظهر چون من خلفهم
" غرفتك فارغه في الاعلى أيُها الوغد الخائن، لا تتبادلا القُبل هُنا "
ارتفع ثغر سانتيغو متجهاً نحو چون بعدما تركها، وحينها تنفست بأرتياح مُنهاره نسبياً
لاحظ چون انهيارها، لذا ارتفع ثغره، ولم يعلق
خرج سانتيغو من المطبخ ، بعدما القى نظره صاخبه على ابنه
" هل كنتِ فتاه جيده ؟ "
سخر، لذا ادعت البراءه بينما تومأ عدة مرات
" فتاه جيده للغايه "
" أشُكُ "
القاها ثم اتجه نحوها مُرادفاً
" ماذا كنا نقول منذ قليل "
" كنا نقول أنني فتاه جيده "
" لا .. اتحدثُ عن عقابك "
وقف چون امامها ثم سحب الوشاح عن خصلاتها لتتناثر
التمعت حدقتاه من الرغبه ثم أبتسم مع عبثٍ قابضاً على خصلاتها برقه نسبيه
" لنرى ، لا غداء لكِ اليوم ، انتِ معاقبه ، إن كنتِ فتاه جيده حتى المساء ، ربما اُكافئك "
ناظرته بجمودٍ وكره، لذا جعد وجهه بينما ينحني أمراً
" الى غرفتك "
اهتاجت انفاسها بأمتعاضٍ ثم سارت حيثُ غرفتها، تطبخ لسيادتهم منذ الصباح ولا يحق لها تناول الطعام
كان الجميع جائع، وهي في بداية القائمه، لم تكن تأكل جيداً طوال الأشهر الفائته
هي لم تنسى عُقمِها، لكنها تجاهلت الأمر كما لو كان كابوساً سينتهي قريباً
ستصلي كي ينتهي، النهايه الجيده، المَرغوبه
التي كانت بعيده تمام البُعد عن كريس بينما تقف بمنامه عاريه، تتحسس عنقها في ضياع
شهر وبضع أيام ولازلت في ذلك المنفى، تدعي الحب طوال تلك الأيام على اليخاندرو، تحتمل قبلاته ومُعاشرته
كانت سيڤار ستحتمل ، لذا احتملت هي
كانت تعد كل ليله على أصابعها ، تنتظره.!
صرت كريس أسنانها بألم ثم سكبت القهوه في الكوب امامها
كانت الساعه العاشره، اليخاندرو في اجازه من العمل منذ زواجهم، لذلك العمل على عاتقة مينا
وضعت الكوب على الحامله ، ثم سارت تجاه غرفة النوم ..
وكالعاده مع بعض اللمسات والقُبلات المقززه ، استيقظ اخيراً مُبتسما في وجهها
لقد وقع في شباكها بالكامل، لكن ومع بعض الصبر ، سيذوب
" صباح الخير "
امأت له كريس لذلك قال بينما يتمطع بتكاسل على الفراش
" بدلي تلك المنامه، ف مينا قادم اليوم "
" قادم.؟! "
اندهشت ملامحها ، لذا تابع بلا مبالاه
" سيقضي معنا يومان ثم سننتقل الى المنزل العائلي "
" لما لمْ تخبرني قبل الآن يَا اليخاندرو ؟ "
هدرت مُنفعله تُثير غضبه هو الاخر
نهض من فوق الفراش ثم سحب خصلاتها بين انامله، وأردف بتحذير
" لا ترفعي صوتك كريس ، انه ابني ، يأتي منزل والده متى ابتغى.! "
ازدردت كريس لعابها ثم قالت بتمايل بينما تمسك قبضته الآخرى على فكها
" انتَ تؤلمني "
لانت حادقتان اليخاندرو وتحولت الى الرغبه التامه، بدأ يتحسس ظهرها العاري بشهوانيه، لذا قالت ساخره
" الم تقل انه قد يأتي الان ؟ "
حينها أردف مع شهوه بائنه
" بضع دقائق لن تضر "
ثم بعد تلك الكلمات، وجب عليها ان تحتمل معاشرته وهمساته كالعاده
لقد كان عجوز مُقزز في التاسعه والخمسون من عمره ووجب عليها تحمله ..
همسه المُستمر في اذنها بينما ينتهك جسدها وصغرها ناشراً نشوته بين ثناياها
و بعدما نهض عنها مُنهياً تلك الجوله التي مزقت سرايا برائتها، طُرق الباب في لحظتها لذا قهقه بمكرٍ وهي لم تواليه سوى ظهرها
" أعطني بضع دقائق "
امأ اليخاندرو، ثم غادر الغرفه مُغلقاً سحابه
بدأت تنتحب بينما تضع يدها على فمها تكتم صوتِها، هذا ما رغبت به منذ البدايه، هذا ما حذرتها منه جيداء ، هذا ما غضب والدها لأجله
حتى مينا لمْ يُرد الدخول معها في علاقه رسميه او غير رسميه حتى تبلغ الثامنة عشر
نهضت عن الفراش كي تغتسل، اناملها تنزل المنامه المرفوعه تستُر جزئها السُفلي، حينها هي بكت كما تُريد ، لكن دائماً عندما تنتهي ، رغبتها على المواصله تكون اقوى واقوى
كان الوقت يمر سريعاً على كريس، هي فجأه وجدت يدها تضع اللمسات الاخيره على وجهها
لم ترد ان تراه ، لكن لا سبيل
كانت تموت كي تراه ، لكنها فجأه لم ترد رؤيته ، باتت خائفه ، ومتوجسه
لكن يجب ان تكتسبه مجدداً ، يجب ان يتألم
يجب أن يذيق ما ذاقته بينما سيڤار تتألم امامها، هي ستنتقم بالأسوء ، تقسم ان تفعل
خرجت من الغرفه ، بعدما نثرت العطر على عنقها، كان العطر الذي اشتراه مينا لها كهديه، هي ظلت محتفظه به ، كي تستغله لاحقاً
.. وها هي تفعل .
حينما وجدته مع اليخاندرو ، تلاشى المنطق بينما تراه أمامهَا مُرهق، قد نبت ذقنه على بشرته الباهته، بدى كرجل ثلاثيني في تلك الطله
كأن الشهر الذي مر عليها سنه ، مر عليه سنوات وسنوات حتى شابت نفسه.!
" صباح الخير مينا "
مدت يدها التي لم يلتقطها ، ناظرها بجمود ثم رفع رأسه مُبتسماً دون إجابه
شعرت بالخجل ينهشها، ارادت ان تنزل يدها
لكن قبيل ان تفعل ، هو التقطها
بدى كأنهما في حربٍ، انتصرت عليها دون ادنى مُحاولات .
مثل الحرب التي كانت بين أندرو وصوفيا ..
تحديداً في قصر هاريسون بعدما حُضرت مائدة الغداء، وتجمع الجميع سوى سيڤار
لاحظ سانتيغو أنعدام تواجدها ووجه چون الجَامد بينما يراقب فراغ الكرسي جانبه بشرودٍ ، جعله يُدرك أين هي
شرع الجميع في تناول الطعام ، لم يخفي احد دهشته جراء المذاق الذي غمر افواههم
" سلمت يداكِ إيڤالين "
صوت صوفيا المُتلذذ ما اخرج الجميع عن شراهتهم امام الصحون
" حقيقةً ، من طبخ اليوم كان سيڤار "
اندهش وجه صوفيا فقط ثانيه، قبل أن تتنهد بلا أكتراث ثم تابعت تناول صحنها في هدوء تام، حتى بعد سماع قول أندرو
" أبي ، لنذهب الى الملهى احتفالا بعودتك "
مال سانتيغو للأمام، ثم قال ماكراً
" ولما لا.! "
لاح شبح أبتسامه على ثغر چون بسبب الچينات الفَاسده التي تجري في دماءِ كل فرد لعِين على تلكَ الطاوله الساقطه ، حيثُ لم تكن لتليق بالشرقيه .
بينما في مكانٍ اخر بعيد تمام البُعد عن القصر
حيثُ بدأ كل شيء
تحديداً منزل إبرام والد سيڤار
استدعى إبرام جيداء بعد العشاء لأجل مُناقشه، كوبان من الشاي الساخن ، وضعا امامهما من قِبل والدتها
كانت ترتدي عبائه منزليه سوداء، شعرها مَرفوع بترتيب، وجهها باهت خالي من ادوات التبرج بكل انواعها على عكس العاده
كان المنزل كله مُظلم، الغرفه الوحيده المنيره كانت صالة الجلوس
الصمت عم أرجاء المنزل كله بعدما قُتل وغاب كل فرد فيه
سارت والدتها تجاه غرفة النوم ، كي تُجالس الظلام كعادتها تبكي وتنتحب قبل النوم
ابتلعت جيداء حسرتها، ثم اشترفت بعضٍ من كوبها تُزيل عنها التوتر ثم رفعت ابصارها نحو والدها
نبت ذقنه، شاب شعره كله وأستولى عليه الحزن، نحف بنيانه وبات لا يرتدي سوى الألوان القاتمه او اي ثوب اهدته اياه سيڤار قبلا
" هل أستدعيتني بَابا ؟ "
تستئلت جيداء مع صوتٍ خافت ، لذا والاها والدها الأهتمام بينما يُردف بصوتٍ فَاتر
" أعلم انكِ ولمدة شهر فات، في المكتبه سراً، لا تَكُفين عن قراءة الكُتب "
صمت وهله ، كأنه تردد، خاف من الأجابه، لكن في الأخير سأل
"من علمك القراءه جيداء ؟ "
اجابت ، مع صوتٍ مهزوز ويد ترتجف
" سيڤار .. علمتني أنا وكريس "
حينها اغلق والدها عيناه بحسره وقلب مُتمزق قبل أن يعاود جموده مجدداً
" تحبين القراءه ؟ "
امات جيداء بتأكيدٍ خافت ، فسألها بفتورٍ
" لما ؟ "
" أحبُ الطب ، ربمَا لن أحقق حُلمي في كوني طبيبه رسمياً لذا اكفيتُ بتنمية مهاراتي "
تنهد إبرام واضعاً كوب الشاي على الطاوله ثم قال في حزمٍ
" هناك من رأكِ في المكتبه، رجل مُهمته اختيار النخب ، تحدث معي و أصابه الذهول عندما اكتشف انكِ لست متعلمه "
" اسفه ابي، اقسم لم اكن اريد عصيانك و .. "
" لم انهي حديثي بعد جيداء "
أحتدت نبرته بالقسوه، لذا صمتت بينما تضع الكوب على الطاوله بيدٍ مُرتجفه هددت الكوب بالسقوط
" اريدك ان تكوني الأكثر نجاحاً، اريد ان اراكِ في القمه جيداء ، لا تكرري اخطاء اخوتك الثلاث ، اياكِ.! وأنا سأكون في ظهرك دائماً "
اهتلت ملامحها حتى بعدما هدد
" لكن إن علمتُ انك فعلتي شيء في الظلام مجدداً ، لن اتهاون في رد فعلي.! "
حينها احتضنته جيداء وضحكت تلك الضحكه التي افتقدها منزلهم
الضحكه السعيده الصَادقه
ربت والدها على ظهرها لكنه فصل العناق بعدها بلحظاتٍ، ورحل تجاه غرفة سيفار المُظلمه ..
ينام هناك منذ شهور توالت وكأن كل شيء حلو لم يكن سوى في تلك الغرفه
جلس في الظلام وبرغم ذلك كانت غرفتها مُنيره لهُ
لايزال يشتم رائحة عطرها في كل زاويه، حسرته وحرقة قلبه عليها أكثر من باقي أخوتها
جلس على الكرسي، رغم أن نظره كله موجه للفراش الفارغ المُترب، لم يسمح بتنظيف الغرفه او لمس اي شيء لمسته ابنتهُ المَفقوده
عيناه المُدمعتان تصف حرقة القلب التي نهشت منهُ شبابه والحياةُ كلها
ولا شيء ساد منزلهم من جديد، سوى الصمت والظلام .
يُتبع ..
***
كنت اُريد النشر يوم الأثنين لكنني اضطررتُ الى الأنتظار بسبب الشبكه الرائعه 😂🌚
أدعوا لي لأن امتحاناتي يوم ٣٠ القَادم 💔 لم اذاكر ظناً انها قد تُلغى وها أنا العب لعبة _دوخيني يا لمونه😹_ مع اصدقائي في المواد الغريبه
أياكَ ان تكون فاشل دراسياً مثلي وذاكر كي لا تضيع وتكون أضحوكة المُجتمع 🙂👌🔪
المُهم ما رأيكم في الفصل ❤ ؟
أي مُلاحظات او انتقاد ؟
اعلم ان لا احد يجيب على السؤال في الاعلى عادةً ولا اعرف لما رغم ان الانتقاد البناء لا يدعوا للخجل🌚💔 لذا دعونا نقول ..
تحبوا إيه في الروايه عشان احطه مُستقبلا -بعيداً عن الأحداث- ❤ ؟
عدم التصويت و التفاعل مُحبط جداً ويسبب لي تكاسل جانب الإحباط . ☹
المهم التاني 😂
انا بحب الكتابه -دون سبب- لكن الامتحانات هتجبرني على التقصير بسبب ضغوط الاهل والضغوط النفسيه البحته التي تمنعني عن الدراسه او التفكير في شيء سوى النوم أو الندب 🌚
سأحاول ان انشر خلال امتحاناتي لكنني اشك في ذلك طبعاً بسبب الضغوط المؤلمه ولانني لا اريد السقوط .. لذلك إن لم انشر خلالها سأقوم بتعويضكم في الاجازه ❤
اسفه على الاطاله 😹🌚
دمتم سالمين وأحبكم .💖.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top