جانبٌ جديد <٢٥>
_ بسم الله الرحمَن الرحيم 🦋
(الصورة في الأعلى كما تخيلتُ نظرة چون تماماً🌚)
الإنـــــهيــــارُ التــام.
إنهيار كيانهُ البارد وإنهيار كيان قُوتها ومِقدار إحتمالها ..
كان يظن أنها لن تنهض، وفِي نفس الوقت مِقدار ذرة تمنت أن تُحطم توقعه كالعادة
لكن الشرقية لمْ تُخالف توقعاته هذه المرة وظلت مَريضة مُنهارة.
فوجد نفسه يغرق في أفكارٍ عديدة لا تدور سوى حيالها، بسبب أختلافها لشياطينه، ولتظَاهُره بالإنسانية أمامها وَحدها ولها ..
دون أذى، مع لذة تامة بالغة الإنتشاء.
قال لهُ أحد الأطباء أنها مُصابة بمُجرد هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب نظامها الغذائي السيء
لكن ما يراه الآن، إنهيار عصبي في صمتٍ تام
صراخُ روحٌ مُستغيثة في زجاجة فارغةِ الهواء
عيناها شاردة على سقفِ الغُرفة وحينهَا فهمهَا، وشعر أن أفكارها شفافة أمامه
كانت تُحاول لمْ شمل نفسها
نسيان كلماته وربما طيّه من عقلها تماماً
إثبات لذاتها أنهُ مُجرد كابوس في حياتِها لتستطيع النهوض لاحقاً
" أكرهك"
قالتها ثمَ صمتت، فإبتلع مرارة عاره:
"أعلم"
أمتنعت عن عتابهِ حين علا صوت هاتفهُ في الغرفة برنينٍ مُستمر من ديفيد:
"چون، سيخطو إيثان أعتاب الوطن عند أي لحظة لذا رجاءاً أريد القصر في أبهى حِلة، وحين أقول القصر ، فأعني نساءه بدءاً من صوفيا وسونيا، وصولاً حتى سيڤار"
" ولـمـا سيڤار تحديداً ؟ "
دمدم، ثم أخرج سيجارة بأعين مُظلمة تزامناً مع قهقة الوغد الخبيثة:
"إيثان يُحب الجمال الآنثوي الشبابي المُتواجد في تلكَ اللعينة فكما تعلم، بعد أكتشافنا كونها لُعبة چوزفين كل هذه الفترة وأنه سلمها صورة مُزورة من الملفات وتخلى عنها، الجميع يُطالب برقبتها"
" وإذاً ؟.. تباً للجميع "
صمت ديفيد وتلاشى خُبثه، ثمَ أعلن مُتحيراً:
"أين ذهب عقلكَ يا چون ؟ هاريسون لمْ يضعُفه الحبُ كما فعلتَ"
تلقائياً، تسقط أعين چون على وجهها المُنتبه لهُ:
"دائماً .. الرغبة كافية"
أجاب، ثم أغلق الهاتف في وجهِ ديفيد الذي لعن تحت أنفاسه بسُخطٍ ويأس تامْ
وبالطبعِ ماذا توقع ؟ أن يمتثل لهُ إبن أخيه مثلاً؟
عائلة مُختلة مُتخلفة.!
وضع النادل كوب الشاي أمام ديفيد فأبتسم، لكن سبب أبتسامته كانت موجهه ناحية الطاولة المُقابلة لهُ
تحديداً للشاب الذي كان يُجالس امرأة مُثيرة، فأكتشف ديفيد أن حبيبته الآولى رأت خيانته
أشترف من الشاي بإستمتاعٍ حين ألقت خاتم الخُطبة الباهظ في وجهِ الشاب وبدأت تلومه بنبرة باكية، بينما الآخرى تراجعت بذهولٍ وناظرت كلاهما بلا فهم لوهلة
ذلكَ الوغد أطاح بأثنتين في نفسِ الموعد.
ترتفع أبتسامته أكثر عندما جلست حبيبته الآولى مُنهارة على الكرسي بعد ركوض الشاب وراء الفتاة المُثيرة ذات الملابس المَفتوح
رغم أن الآولى أكثر جمالاً وفِتنة، لكن الثانية كشُعلة من الإثارة أشعلت عواطف آخرى غير جوارحه، فإتبعها كالبهيم مَعدوم العقلية.
أخيراً نهض ديفيد بأبتسامة مُستمتعة بعد إنتهاء المَسرحية المُبتذلة، ثمَ جلس أمام الشابة الباكية، فرفعت لهُ اعينها السوداء المُتلهبة
"لما هذا البُكاء الحار على البغلِ الخائن بينمَا العم ديفيد موجود لجلبهِ أسفل قدميكِ يا صغيرة؟"
"مـ.. من أنتَ ؟"
"أنا العُم ديفيد"
أستنشقت ماء أنفها ومسحت دموعها عن ملامحها الطفولية، ثم أعلنت ببراءة حزينة:
" وما المُقابل ؟"
" بيعُ روحكِ لي"
بدت ملامحه شيطانية صَادقة، فشهقت المُتلقية بخوفٍ تام ولوهلة ظنت أنه الشيطان المَلعون
" أمزح أقسم، المُقابل ولائكِ لي فقط لا نوايا دنيئة، لا رغبات جنسية ولا حتى مادية، مُجرد خدمة إجتماعية، ألستِ إبنة رئيس الأركان ؟"
اومأت لهُ فأتسعت أبتسامهُ أكثر:
" جيد، جيّد جداً "
ومد لها يدهُ قائلاً بنبرة شبه ماكرة:
"ديفيد هاريسون، عجوز في الأربعة والأربعين، مِسكين يُحب الخير لجعل الشابات الصغيرة أمثالك جواهر لامعة "
تابع بعدها متفاخراً بنفسهِ:
"خطوة واحدة ستجلب ذلكَ الوغد لكِ، ربمَا يحبكِ، لكنهُ خائن ذو غرائر بهيمية، فأحذري منهُ يا صغيرتي، هذا النوعُ لا يركض وراء قلبه، بل يركض وراء من تستثير أعضائهُ الذكورية، خذيها نصيحة من عجوزٍ مُسن"
أومأت لهُ الفتاة بأعين ذابلة ثمَ ضمت كلا كفوفها لصدرها
هي تواعدهُ منذ عامين، وبالفعل تعرف حقيقية زوجها المُستقبلي الذي لا مخرج من سُقمهِ.
وفي حين أستغل ديفيد الفُرصة لتوسيع علاقاته الإجتماعية، أستغل إيثان الفُرصة وتسحب ماكراً إلى داخل حدود القصرِ كالعادة
قد تميز إيثان بشعرٍ أسود داكن، لكن طيشه وحُبه للتجديد، أجبره على صبغِ أطرافه بالأزرق، وأعينه كانت غريبة، بمزيجٍ من البُني النقيّ الذي يميل للأصفرار
بشرتهُ قمحية ويملك إبتسامة آسرة بسبب نغزتهُ اليُسرى
لم يكن إيثان عريض الجسد والمنكبين كآل هاريسون، على النقيضِ تماماً كان جسده في المستوى العاديّ إن تجاهلنا طوله الشاهق
في الخامسةِ والعشرين من عمرهِ، يملك مزيج غريب من الطرافةِ والغباء والروح النارية
لكن تلكَ الشخصية تتبدد أمام چون وأندرو، كلاهما، رمز للخوفِ له بسبب غيرة آل هاريسون الفطرية على نساءِ منزلهم
وللآسف إيثان لا يقاوم القِردة، سيراها مُغرية، ولن يهدأ حتى يحصل عليها
ترك حقائب سفره للخادمات بعد غمز كل واحدة منهن
ثمَ راقب القصر بإشتياقٍ وتحديداً أفراده
" عمي سانتيغو الوسيم!"
" مرحباً يا حبيب عمكَ الوسيم"
ضحك إيثان حين غمزه سانتيغو مع نظرة ذات مَخذى قبل أن يُصافحه بحرارة، ثمَ ألتفت لأندرو بإبتسامةٍ صفراء:
"مرحباً بكَ في ضيافة آل هاريسون، يا إيثان"
مد يده بملامحِ فاترة، فصافحه إيثان بآخرى مُتبسمة وخلفها تحدي ليس له مثيل
تشتد قبضة أندرو حول يد إيثان وهلة، فتظاهر المسكين أن عضلاته لم تنكسر وألتفت لصوفيا والتر
" سيدتي الفاتنة، مالكة قلبي"
ثم سحب كفها وطبع عليهِ قُبلة نبيلة، فضحكت بسبب جاذبيتهُ وأعلنت:
" متى صبغتَ شعرك أزرق ؟"
" حين علمتُ أن عيناكِ تُحب الزرقة يا سنيوريتا"
ضحكت مُجدداً ، لا يزال كما هو، مَعسول اللسان مع الجميعِ ..
" تبدو كشُعلة في مؤخرةِ جاموس"
زئر أندرو بغيرة رجولية فطرية، وهُنا لم تستطع صوفيا إمساك نفسها عن الضحكِ أكثر
ضحكت عكس مرارة فمها ودمها، لنفسُ الصراع القديم، ونفسُ صفحة الماضي البريئة .
بينما في الأعلى، نهضت سيڤار من فوق الفراش ببطىء، وجمدت وهلة حين سمعت ضحكِ صوفيا وصوت شاب آخر
رمشت مُتحيرة، ثم ناظرت چون بتساؤل فطري وحينها لا تعرف لما أنهارت للخلف مُجدداً
نظرتهُ كانت مُهددة، مريضة بها لسبب ما
ظل يراقبها عدة لحظات، لكنهُ في النهاية نهض دون كلمة إضافية، وخرج من الغرفة
حينها سيڤار نهضت مُجدداً بتعب ناحية المرحاض وتحممت، جسدها خامل ومُتعب بسبب سوء تغذيتها وإقتراب دورة شهريتها، وبرغمِ ذلك كافحت للنهوض، فمهما كان جسدها خاملاً
' ركبتي كافية لرفع عظامي المَكسورة '
فستان رمادي يناسب بشرتها الفاتحة كان أختيارها، جانب كُحلها الأسود العربي
عيناها العسلية الفاتحة، تتسع بفتنة، وشعرها الطويل إنسدل بتموجاتٍ ناعمة
رشت بعضاً من رذاذِ العطر ثم غادرت الغرفة ناحية مصدر الصوت
حيثُ الجميع في صالةِ الجلوس
أندرو بجانب سانتيغو على أريكة مُتوسطة
وچون ترأس كُرسي مُنفصل
لكن صوفيا جانب شاب لا تعرفه على أريكة إضافية شابهت الآولى.
آول من سَلط عليها أبصاره كان وغدها بالطبع، فمررها على أقدامها الظاهرة حتى ركبتها النظيفة بأعين سوداوية، ثم على فستانها الخفيف، وصولاً لفتحة صدره الصغيرة لكن أكتافه أظهرت عظام عنقها المثيرة
شعرها الطويل كان لعنة حول عنقه.. فتسائل، لما لا ينتفه من جذورهِ عوضاً عن هاجسِ جماله الذي لا يزول ؟
دون أن يتكلم فهمت نظرته فإتجهت صوبه وكادت تجلس على كرسي مُنفرد جانبهُ تماماً، لكن صوت أستوقفها:
"من أنتِ ؟ بالمناسبة أنا إيثان تحت ضيافة سيد سانتيغو"
تنهدت مُترددة بسبب نظرات چون التي أشتدت حولها، ثم ألتفتت ببطىء ناحية إيثان قبل أن تتسع أعينها حوله
حُمرة لطيفة أنتشرت في وجهها بتلقائية ..
هالة جذابة شبابية تلتمع في وجهه
هالة إنسانية بسيطة رغبتها.
" أ-أنـ.. أنا سيڤار! "
ثمَ صمتت لا تجد ما تقول، لكن أبتسامة إيثان الآسرة، حبست أنفاسها من جمالها
"الجبارة التي سلمت الملفات لچوزفين الوغد ؟ تباً كنتُ أظنكِ ميتة"
رمشت بتوتر حين نهض وأنحنى بنُبل، ثم سحب كفها وقبل ظهره بأبتسامة جميلة:
"لكنني مدين لوجودك بيننا هُنا في الحياةِ يا جميلة، أتمنى أن نتلاقى قريباً"
تغزل بها ثم أنسحب لمجلسه مُجدداً وترك كفها مُعلق في الهواء وأعينها مُتسعة موضع وقوفه
حرفياً لون وجهها الأبيض تحول إلى درجة وردية من الإحمرار ولم تفق من شرودِها إلا حين سمعت شعال سيجارة من جانبها، فجلست مُجدداً وناظرت حذائها بأعين خائفة
هل أعجابها بهدوءه ودفئه كان واضحاً ؟
لما الجميع لا يزال يناظرها ؟
"إذاً.. ما الذي كُنتَ تقوله حيال رحلتكَ إلى إيطاليا ؟"
قاطعت صوفيا الصمت بنبرتها المُغرية، فأعلن إيثان مُتحمساً:
"وجدتُ الحديقة التي كنا نلعب فيها، عاد تصميمها القديم يا صوفيا، الورود على الجانبين الأيسر والأيمن، والأشجار في الخلفية بينما الألعاب في المُنتصف"
ضحكت صوفيا، حين زمجر أندرو بتلقائية رجولية لم يلحظها سواها
فرمقته بطرفِ أعينها مع التحدي الشامل
تريهُ أنه بات ذكرى أقل من عادية لها
مُجرد حب سحب من حياتها وأهلكها
مُجرد نقطة ضعف وعُقدة في قلبها لا حل لها
مُجرد قطرة من الدمِ لرثاء قلبها ..
"هل أنتم الثلاثة من إيطاليا ؟"
سألت سيڤار بنبرة رقيقة لم تسمعها صوفيا فيها من قبلٍ، فتبسمت أكثر وخاصةً بعد إجابة إيثان المَعسولة:
" ثلاثتنا من إيطاليا بالفعلِ، وأنتِ يا جميلة ؟"
" أنــا ؟"
أندهشت، ثم تداركت نفسها وأعلنت برقة بسيطة:
" أنا من إحدى البلاد العربية "
أرتفع حاجب إيثان وناظر شعرها مُتحيراً:
" أين غطاء رأسك ؟ ألا يوجد غطاء رأس للعرب ؟"
ضحكت تحت جناح نبرة آنثوية نابعة من قلبها، ثم تابعت بإبتسامة شرد فيها:
" لا..! ، الحِجاب ليس لي، أنا أتبعُ المسيحية"
اومأ إيثان، ثمَ أشار لها على وشمٍ في أسفلِ أذنه مُتوسط الحجم، إتخذ شكل الصليب:
" هل لديكِ من هذا ؟"
" البعض أو الكثير يمتلك وشم، لكن أبي رفض وشمي"
اومأ إيثان مُجدداً، ثم وجه جسده ناحيتها كدلالة على بدايةِ الأحاديث بينهما
حتى هي فركت يديها بتوتر وأتسعت أبتسامتها، فظهر للجميع بداية ترابط الكمياء بين أرواحهمَا
" لذة، إتجهي لجناحي الآن، أريدك"
قالها چون فجأة مما سبب تسلط أبصار الجميع عليهِ وعليها
بينمَا هي، إنحنى ظهرها، وشعرت أن چون طعنها في حبل كبريائها أمام إيثان.
لكن المُشكلة لم تكن في تلك الكلمات الهادئة ولا في خجلها وعارها، بل طريقة قول حروفه المُنظمة بوتيرة من الظلامِ
صدى رهيب أثار خوفها وأعترى مشاعرها كافة
"سيڤار! يا إلهي أنتظركِ طوال اليوم، أشربي هذا صغيرتي"
قالتها إيڤالين التي ظهرت من المطبخِ فجأة، بمحلولٍ سكري في يدها، لتناظر سيڤار چون مُترددة دون تسليط أبصارها على وجهه، فأشار لها بالسبابةِ والوسطى
" شُكراً"
شكرت إيڤالين ثم ألتقطت الكأس وبدأت تشربه بأعين دامعة أخفت مرارتها، بعد تعرض جسدها لخمول مفاجىء بسبب ذلك الموقف الصَعب
شربت الكوب ونهضت بعياءٍ، لكن الأرض دارت حولها فسقطت للخلف مُجدداً
" DON'T " _ إيــاكَ _
زمجر چون في وجه إيثان بنبرة غاضبة مُهتاجة حين كاد يُمسك كتفها، فإرتد المُتلقي مُنكمشاً جانب صوفيا وصمتَ مُقرراً عدم التدخل بينهما ..
شعرت سيڤار أن السكر الذي أشترفته إتخذ درجة من النشاط في جسدها، فنهضت مُجدداً وسارت ببطىء صوب جناح چون دون كلمة إضافية
وقبل أن تمد يدها لتفتح الباب، مد يدهُ هو وفتحه، فعلمت أنه أتبع نهوضها بنهوضه
لم يدفعها كما توقعت، رغم غضبه وتوعداته شديدة الظلام إلا أن تعذيبها في حالتها البُنيانية تلكَ سيهبه موتها
وهو لا يريده، ليس الآن على الأقل.
لكنه يُدرك تماماً بقدرتهُ على تعذيبها مع أكثر من طريقة آخرى ..
"لمْ أعرف أن الصغار هم نوعك المُفضل"
أعلن ثمَ جلس على الأريكة مُراقباً إياها بأعين داكنة، وهي لا تزال مُخفضة الأبصار
"من أنا يا سيڤار ؟"
" سـ..سيد چون سانتيغو هاريسون، لا تغفر الأخطاء"
" إذاً، تدركين زلتكِ"
اومأت له بأعين مُغلقة وجسد مرتعش، فنهض من فوقِ الأريكة ووقف أمامها
جفونها كانت تشتد حول أعينها مُنتظرة أياه أن يصفعها، لكنه تحسس إحدى خصلاتها وقال بنبرة غريبة، تهديدية:
" عدِي أخطائك التي لم اعاقبكِ عليها بَعد"
" خرجتُ في الصباحِ بدون إذنكَ..
رقصتُ في المهلى باحثة عن فريستي
دخلت غرفة للدعارة
و... چوزفين .. و إيثان"
ضحك خافتاً، ثم رفع وجهها من فكها بعنفٍ:
" أنظري لي "
أمرها ففعلت، وحينها أرتدت للخلف بخوفٍ ولمْ تستطع إزالة عيناها عنه
وجهه كان بشع، جميل جداً، شديد الفِتنة بطريقة شيطانية وكأن الرب أعطاه جمال الكون وبرغم ذلك، هناك شيء بشع في أعينهِ
مشاعر بشعة جداً ناحيتها، لمْ تفهمها
" لمَا أعجبكِ ؟"
كادت تنفي، فتحسس وجنتها بطريقة حميمية وزاد بريق الوحشية في أبصارهِ:
"لا تكذبي كي لا أعاشركِ على مسمع منهُ ولن يُعجبك الأمر، لذا أخبريني فقط.. كيف أستطاع إشعال هذا ؟"
ثمَ أشار لقلبها، فدندنت مُرتعشة:
" سـ.. هه .. سيدي أرجوك"
تثاقلت أنفاسها حين رفعَ يده لعنقها وظلت هناك وهلة، لكنهُ أنزلها ببطىءٍ مُعذب لخصرها
شعرت بشعورٍ غريب، عار تام مرفوض
وهنا أدركت مُتعة إنقلاب الكيان الآدمي، حين تختلط اللذة بالخطيئة الإنسانية.
" لن أنتظر كثيراً، أعلم أنهُ أعجبكِ، لكن لما؟ "
" لأنهُ ليس .. لمْ .. لم يبدو كوحش "
ارتفعت أبصاره من شفتيها لأعينها بـ-لذاعة، فأخفضتها لصدره بسرعة
"أنطونيوس كان وحش وبرغم ذلك أعجبكِ، أنا مسخ، أسوء درجة من الوحوش ورغم كراهيتك لي، أستطعتِ منحي المحبة ولو ليوم"
أخفض وجهه لخاصتها، وتعمد مُداعبة جسدها برقة عند الخصر والرقبة مما زاد أعينها نُعاساً
"لأنهُ بدى ساخن ودافىء، إنسان طبيعي"
ثم صمتت وأصدرت لهاث بسبب جاذبيته التي أطلقها عليها حين ناظرها بوحشية وسيطرة كاملة لكل إنش فيها
أنفاسه تلفح وجهها وعنقها، جسده يبتلعها تماماً برجولية مُتملكة فأشتعلت عيناها بمزيجٍ من كُرهِ وخضوع أنوثتها أمام شخصهِ المُسيطر بتلقائية
" هذا هو إذاً .."
وضع ثغره على نبض عنقها، فلهثت أكثر:
"تحبيه ساخناً.. كما أفعل الآن ؟"
دمدم ثم مرر ثغره لأعلى وصولاً لفكها:
"لكني أظن أنني سأضربكِ، سأجعل روحكِ فارغة"
رفعت عيناها وخرجت من عياء خضوعها ورأت حقيقته
عيناه، وبشاعةِ روحه
فإرتعد جسدها من الرُعبِ
"لا ضَغينة خاصة، لكني سأجعلكِ فارغة يا سيڤار.. فارغة للحد الذِي يَجعل مشاعركِ مُنتهكة وبالية لا تصلح سوى للأخذ، وسأحرص ألا اهبكِ السعادة لتتوقين للمزيد والمزيد مني وحدي."
نهض من فوق الفراش وفك حزامه، فزحفت للخلف مُرتعِبة وبرغمِ ذلكَ لمْ يمس خوفها الطفولي قلبه:
"وسأُحب جداً أن يريكي شيطاني ،مِقدار ذرة أو أقل من الألمِ الذي أبتغيه لكِ"
هدد، ثم لف حزامه من جلدِ الثور حول قبضته:
"والآن، دعيني أريكي جانب جديد من چون سانتيغو، حيثُ صراخكِ سيصل لكل ذرة من القصرِ، وسأجعل الدفىء الذي رأيتيهِ في أعينِ الساقط، مُجرد أشمئزاز لاحقاً"
إنكمشت وصرخت مُحاوطة وجهها حين تعمد ضرب أول ضرباته على ملامحها بقوة، قوة مزقت عضلات كفيها.!
بكت وناظرت يدها المُتلهبة بلا تصديق، وراقبت كيف تشكلت التكتلات الدموية بسرعة
"يدكِ في الأسفل يا سيڤار، أريدكِ مُدنسة بحزامي لذا لا تفسدي لذتي، وحينها سأضربك"
كانت تعرف جيداً أن جلدات حزامه بالنسبةِ لهُ ليست ضربات لكن ..
حاوط وجهها بقلة حيلة وبدأت تبكي حين أبتدأ يجلدها بوحشية خالية من الحُب
عشوائية تامة على وجهها ومناطقها الحساسة
كان فاقد للسيطرة، مأخوذ بطريقة رد لها الألم
كانت تصرخ، تبكي، تُحاول الهَرب، لكن الوجع لاحقها فِي كل ذرة من فراشهِ
كان يقتلها من ضربهِ العنِيف
كان كرجل فقد عقله وصوابه كله
همجي، وعضلاته الصلبة التي كانت تعجبها، قوتها تنهال الآن عليها دون رحمة
شعرت بالعياءِ وسط عارها
قال الجميع أن كثرة الضرب العنيف بوحشية، تُخدر خلايا الجسد لكن تباً عرفت لحظتها أنها مُجرد كذبة أطلقها الآناس لتواسي وجعها
الألمُ لا يخف ولا يتخدر أبداً.
شهقت بروحٍ مُزهقة، وناظرتهُ بصراخٍ رج القصر حين لذع الحِزام منطقة حساسة في جسدها، فهدر بشراسة رجولية وألقى الحزام لاكماً رأسه في الحائط مع هدير وحشي طغى على صراخها
كان يُحاول كبح نفسه عن أذيتها بطريقة بشعة، ضَرب يده في المرأة وصفع رأسه في الحائط
عطوره وعطرها تحطما على الأرض ومن وسط ضرباته، زئيره وصفعاته للحائط ألقى طاولة المرأة فسقطت على وجهها وحينها، صمت وراقبها بلا تصديق ..
صمت كل شيء.
كل صوت في المكانِ
حاوطت سيڤار جسدها الذي تعرى نسبياً بسبب المنامة التي تمزقت من ضرباتهِ
هُناك تكتلات دمويه أسفل جلدها وبضع خدوش في كفيها بسبب حمايتها لوجهها الذي كان يتعمد تشويهه مؤقتاً بالضربِ
أنفها ينهال بالدمِ بسبب أرتفاع ضغطها الدموي، وعيناها تزداد تلهباً تزامناً مع حرارتها التي أرتفعت بسبب الألم
لكن شهقاتها تحولت للذهول بسبب ما كان في يدهِ وامام عيناه
الكثير من عُلبِ منع الحمل مَدسوسة أسفل خشب الطاولة للمرأة
عيناها تتحول لمزيج من الرُعب والأستنكار
من وضع الحبوب هُنا ؟
وكيف علم أن چون سيجدها ؟
تساؤلات عديدة عصفت عقلها وبرغم ذلك الحقيقة لمْ تتغير أبداً أمام اعينه
مرر چون يده على شعرهِ وولاها ظهره بجسدٍ مُرتعد، مُتألم
لا يعلم لمَا صدق قولها، لما فقط صدق كذبتها وتجاهل مَفعول الحبوب في دمها، لكنها تثبت له مُجدداً غبائه
كانت الوحيدة التي حاول منحها رفاهية الثقة، وتباً كم كان نادماً..
والحقيقةُ التي أوجعته، أنها تكرهه لدرجة سمحَت لها بالإنحِطاط أمامه للمرة الآولى، وبرغمِ إهتزاز كيانها الطاهر وهلة، لمْ يستطع أن يَمنع نفسه عن حُبِها أكثر، والغرق في سُمِ وجعها أدكن.. أعتم.. أشد قتامة.
أستدار لها بنظرة اسوء مئة مرة من أي ليلة قضتها معهُ، ثم غمغم:
"لما فقط لا نناقش الأمر بسلاسة ؟ وبينمَا ترفضين تلكَ النقمة، سأنتزع رحمك وأتبرع بهِ لأمرأة تستحق"
وضعت يديها على فمها بخوفٍ تام
كل كلمة غادرتهُ بدت حقيقية
رأسها يتحرك لليمين ولليسار بفرطِ الصدمة النفسية البحتة التي صفعتها، بعد عدة صدماتٍ آخرى
"سأمزق رحمكِ ولن يمنعني وغد في الوجودِ، عوضاً عن إهدار صحتك في الحبوب"
وألقى الزجاجة على الأرض بغضبٍ
"چون أقسم بالرب ليست لي، ليست لي أنا لن أقتل أي من اطفالي حتى لو كانوا من صلبكِ، فـ-هم أيضاً لي "
لكنهُ ضحك بشدة جنونية:
"أتسائل كم ابنٌ قتلتِ؟ ،اعني حبوب لمنع الحمل وحبوب للأجهاض! وانا الذي ظننتُ نفسي مسخ بلا قلب"
ثم ضحك بقوة أشد:
" قتلتِ أولادي، أووه، أيتها السافلة الصغيرة! اتسائل عن وجود اختبار للحمل ايضاً؟ "
ثم اتجه للاريكة بضحكة والقاها على وجهها، ثم رفص الخشب وانحنى مُمزقاً أنسجتها
لكنه لم يجد مُبتغاه
فإتجه ناحية الطاولة الكبيرة وفعل المثل بجنونٍ تام، فهدرت:
" لن تجد أي من تلك السخف و.. "
صمتت حين رفع لها ثلاث أختبارات للحمل، وضحك بشدة مُجدداً
لكنهُ لعن تحت انفاسه ومرر يده في شعرهِ
وبالنسبةِ لها ذلك الظلم كان بشع لا ينتمي أبداً لها ولا تستحقه..
وفي كل الأحوال علمت أنها ميتة، لكن كرامتها التي أنهالت أمام إيثان والجميع، امرتها بالإنتقام منهُ
"أتعلم ماذا يا چون ؟ أنت غبي جداً"
ثم ضحكت بهستيريا جنونية وجسد مُرتعد:
"أسفة سيدي لكنكَ فعلاً وغد مجنون، مجنون أيها السافل المريض"
ثم أنقضت عليه بصراخٍ هستيري :
"مُت، فقط مُت، لما لا تموت ها ؟، اطفال! أي اطفال منكَ هم شياطين في رحمي، مُجرد شياطين لا تستحق الحياة أيها الوغد المريض! اُفضل أن أكون عاهرة تحت اقدام الرجال على أن أكون مع مسخٍ مثلك، أفضل كوني عاهرة بأطفال مجهولين الأبوة على إنتمائهم لكَ"
زئر ثم صفعها بقوة رجت عظامها، فصرخت وسقطت على الأرضِ
سحبها من شعرها بنظرة جنونية، وحاوط فكها حتى كاد يهشمه
"رأيتي، هُنا المشكلة بيبي أنتِ أم بشعة فعلاً وانا .. "
ثم لعق ثغره بظلامٍ:
"وانا نسلي من الشيطان كما قُلتي لذا دعينا نقضي على تلك المُشكلة"
رفع جسدها على كتفهِ، فبدأت ترفص بأقدامها في الهواء صارخة بعد خروجه من الجناح للاسفل
ناظرها الجميع بوجه مُصفر لكن تباً من يكترث لكرامتها الباقية ؟ ، رحمها كان في خطر!
ألقاها في سيارتهِ ودار بالمحرك ناحية أقرب مشفى
"انزلني، سأقفز من تلكَ السيارة اللعينة قبل أن أسمح لك بفعل هذا"
لكن لا شيء على النقيض المشفى كانت قريبة، أو ربما الوقت مر سريعاً بينما تضربه ويصفعها بجنونٍ، كصراعٌ سرمدي في حلقةِ مصارعة
أنزلها من شعرها بعزمٍ وجرها في المشفى دالفاً ناحية إحدى الغُرف النسائية
والقاها فيها كما لو كانت حُثالة، مَنزوعة الكرامة والإنسانية.. لكن بالنسبةِ لروحها النارية التي لا تخضع كانت يَقظة، عكس جُثتها المُدمية البالية
" سيد چون! ما الأمر ؟ "
"تلك اللعينة لا تريد أطفالي، لذا.. ،أريد رحمها وقناة فالوب، أريد منع كل وسيلة لعينة للحمل لها في المستقبل"
" هذا إجراء لا رجعة فيه يا سيدي وقد يؤدي لموتها..! "
شخر زائراً بهياجٍ:
" لا أهتم ، هل تُراجعين قراراتي ؟ "
تراجعت الطبيبة بهلع وأصفر وجهها، فمدت الممرضة رداء المشفى لسيڤار بيدٍ مُتعرقة مُرتجفة
"أنا لن أرتدي تلكِ السخف، ارفض القيام بذلك، انا ،انا لا اريد "
اتجه صوبها ومَزق ثوبها البَالي مُهتاجاً، لذا حاولت الهروب صارخة بجنونٍ، فصفع وجهها بشدة لكنها لمْ تستكين رغم عيائها
هدر بنفاذ صبر، وأمسك رأسها ضاغطاً عليهِ بقوة فأدمعت أعين المُمرضات وأنهارت الطبيبة للخلف
كان يُحاول كسر رأسها..!
بكت بإنتحاب وأحمرت جبهتها، فلعن تحت أنفاسه بعَجزٍ رغم رغبتهُ المُطلقة لتحطيم رأسها الحجري، فتركها مُدخلاً الثوب في عنقها عنوة
تلوت بإستنكار لا يآبى الخضوع، فصفع وجهها بفُقدان للسيطرة مُجدداً مِما خدر حواسها تماماً ولم يتركها سوى حين طرحت الأرض دون ذرة من الطاقةِ على ركبتيها والرداء حول جسدها
كانت تبكي بحرارة مزقت قلوب الجميع، براءة مُطلقة مع أنفٍ نازف وشفاه مَجروحة ووجهٌ أبتلى لكنها وبرغم ذلك لم تُلامس قلبه في الظلامِ هذه المرة.
كاد يسير تاركاً إياها، فحاوطت قدميه برجاءٍ ونبرة مُتعبة على وشك الموت من الوجعِ:
"أرجوك، أرجوك يا چون، إلا هذا، لا تفعل بي هذا، انا ، انا لا اريد، ارجوك أتوسل اليك سأفعل اي شيء سأكون آمه لعينة اسفل اقدامك لكن لا تسحب مني أملي الاخير، لا تقتلني يا چون"
لكن لا شيء سوى أنفاسه المُهتاجة، فأستطردت الطبيبة بعد تردد شنيع:
"سيد چون.. قبل إجراء العملية، اريد اخلاء مسؤليتي في حال موتها لأن جسدها لن يحتمل أي تدخل جراحي في وضعها الان"
أزدرد چون لعابه، ثم أخفض ابصاره لها
كانت تتوسله بصدقٍ
جسدها الضئيل أمامه كان لا شيء وبرغم ذلك لمْ يرى سواه:
"لن اُحدث أي ذكر، لن أحبك ولن أمنح غيرك حبي، قلبِي سيكُون فارغاً لكنهُ لكَ لذا ارجوك، ارجوك"
وبكت بشدة اشفقت عليها المُمرضات، فدفع چون جسدها عنهُ بتقززٍ من نفسهِ ومنها
تريد منح رحمها لرجل غيره.
تأخذ تلك اللعنات كي لا ترزق بنُطفه تبتغيها من وغدٍ آخر
وضع كفهُ المرتجف على فمهِ
وبحق الجحيم لما لا يشعر بالكرهِ نحوها ؟
لما لمْ يكره تلك اللعينة بعد ؟
جلس على إحدى الكراسي مُحاولاً لمْ شمل نفسه بعد خضوعها، فزحفت وأحتضنت اقدامه بشدة وكأنها تتوسله لعدم قتل أطفالها
لوهلة شك انها حامل لعينة بسبب إصرارها الشديد
<قلت لهُ -لا-، فإبتعد وتركني دون تدنيسي، وهذا لم تكن لتفعله أيضاً يا سيدي، وبرغم ذلكَ تمنيت أن تكون أنتَ مكانه وحين أقول -أنتَ- أعني چون لا سيدي، تمنيتُ لو أقول أحبكَ دون شروط، تمنيت أن ألمسكَ كما أبتغي، أن انجب منكَ!، رأيتك أب حازم لأطفالي، كنتُ اشعر بنفسي انسى الكره حتى بتُ لا اذكر سوى حقيقة حبي لك >
تلاشى غضبه وهدأت انفاسه حين سمع مُقتطفات صوت سيڤار في الماضي فناظرها مُتحيراً وكأنه أستفاق لتوه
بغض النظر عن حالتها الجسدية الشنيعة والتي رفضها شخصه وقد رأها جريمة بشعة، لكن إرتعادها وبرودتها ظهرت له واضحة.
فلعن تحت انفاسه، ثم نزع سترة بذلته الخارجية
"ارتديها"
رفعت له وجهها مَذهولة وكأنها لمْ تتوقع الرحمة من مسخٍ مثله، لذا لعن تحت انفاسه بغضبٍ مُديراً وجهه عنها فنهضت وارتدت السترة بسرعة وبأقدام هُلامية تكاد ترتخي
حملها چون وسار بها مع فكٍ مُنقبض وأعين دامية، فقالت بنبرة باكية مبحوحة، هامسة جداً باللكاد سمعها
"يا الهي، الشُكر للرب، احمدك يا الله، حمداً لله، حمداً لله"
وأنكمشت ثم آسندت رأسها على صدرهِ بأرهاق
فچون لمْ يهدأ سوى حين دعت الرب أن يلين قلبه تجاهها وهذا ما حدث بطريقةٍ ما
أرتفعت حنجرتهُ وأنخفضت، ثم تركها في السيارة وراقبها وهلة مُتحيراً قبل أن يتراجع، جهة المشفى فوضعت رأسها على الزجاج بأرتياح
"حمداً لله، لمْ يأخُذ رحمي، ياربي، أكشف تلك المَكيدة له، اعلم أنه خطَاء وأنني كذلك، لكن ذلك الظُلم كان صعب يا ربي، اكشف الحقيقة، هذهِ الحقيقة فقط، أنصرني فيها لانني تعبتُ، لكني فعلاً اشكرك ياربي"
دعت ثم تراجعت حين فتح چون الباب، وأشار للممرضة التي ناظرتها وعلبة الاسعافات في يدها، لا تعلم من اين تبدأ..!
وسيڤار لم تعترض أو تقبل، يكفيها ما حدث بالفعل.
____________
_______
"لكن هذا عملٌ وحشي غير مقبول ومَرفوض، تباً وبعد مرور أكثر من ساعتين، لازلتُ سأبول فِي سروالي"
قالها ثم سحب وسادة ووضعها أسفل خصره، فضحكت صوفيا حين أعلن اندرو ساخطاً:
"أمسك نفسك يا إيثان، هذا ما يكون عليه الرجل"
"إن كانت تلكَ هي الرجولة ، فلا اريدها"
أجاب أندرو بوجهٍ أصفر ثمَ سحب وسادة إضافية ووضعها فوق الاولى
"أخاف الذهَاب للمرحاض أقسم"
ضَحكت صوفيا مُجدداً، ولا تزال أناملها تمر على نصلها الحاد بعبثٍ.
لوهلة ساد الهدوء في المكانِ، لكن الجميع ذُهِل بعد عودة چون ومعه الشرقية، يحملها فوق ذراعيهِ ليدللها كالأميرات وحول جسدها المُتعب سترتهُ
كان يضمها بشغفٍ، وهي مُستندة على صدرهِ برأسها ولا تزال حزينة مَخذولة.
مر بها أمامهم وكأنه الشيء الأكثر طبيعية في الوجود
"لمُ تُخبريني بيبي، أين تريدين قضاء شهر عسلنا؟"
فرغ فم إيثان بعدما تلاشى صوت چون، ثم صفع المِسكين كلا أذناه بيديهِ.
"تباً لي"
"مَرحبا بك في ضِيافةِ آل هاريسون"
دندنت صوفيا بإستمتاعٍ تام، ثم نظرت لباب جناح چون المُغلق والسكين في يدها لمْ يصيبها بخدشٍ رغم حركته الخطيرة حول أناملها ..
بينمَا في الأعلى، وضع چون سيڤار على الفراش وهو القطعة الوحيدة السليمة في الغرفة، فأنكمشت على نفسها بوجعٍ
راقب وجهها بأبتسامة واسعة:
"ما رأيك في الكوخ بيبي ؟ ، مُنعزل وصغير دافىء كما تحبين! لكن منزلنا في الغابة، كان واسع وبه غُرف مثيرة لم تري منها سوى واحدة"
أغلقت عيناها بشدة مُستنكرة ولا تزال ترتعد، فعبس وجهه:
"قتلتي أبني لذا كنت مُستائاً قليلاً بيبي، لا تكوني قاسية"
' وشكتَ على إقتلاعِ رحمي أيها اللعين '
أرادت أن تصرخ بها لكنها صمتت عن الأمر كنوع من الشكرِ للرب، وخوفاً من أغضابهِ مُجدداً:
"چون صدقني أنا لم أجهض أي طفل، انظر لي، انتَ تستطيع معرفة إن كنتُ كاذبة أم لا"
أشتعل الوجع في ابصارهِ كالسُقم:
" Ești o actriță desăvârșită.. Nu pot să te cred"
_ أنتِ مُمثلة مثالية، لا أستطيع تصديقك"
"أقسم لكَ بعقيدتي، أني لا أعرف شيئاً عن تلك الحبوب"
صمت وراقبها بوجعٍ لأنه فعلاً لا يستطيع تصديقها
"كُلي جيداً كي لا أغضب وكوني مُطيعة، والآن نامي بضع ساعات حتى ميعاد العشاء"
أعتصرت عيناها بخُسارة وحُزن وقلة حيلة، وبالفعل هذا مَا فعلتهُ، دخلت في غيبوبة مَرضية لعينة وحين أفاقت، كانت على طاولة العشاء.!
جلست سونيا بجانبِ چون وعلى جانبهِ الآخر جلس سانتيغو، ديفيد جانب أخوه وأندرو جانبهما
وسيڤار جلست أمام چون، وبجانبها صوفيا وإيثان
الصمتُ عم المكان فبدأ الجميع يأكل، لكنها أستشعرت حرارة غريبة
حرارة غير مُستساغة ومُرة.
رفعت أعينها بتلقائية لمصدرها، لم يكن يأكل، كان يراقبها بشرودٍ مُهدد
حينها لم تفهم سيڤار نظرتهُ لها، لكنها كانت كافية لتُنزل رأسها بعياءٍ ناحية طبقها
الربُ وحده يعلم كيف أستطاعت النهوض مُجدداً، لكن سيڤار تؤمن أن ركبتها كافية لحمل عظامها المَكسورة، وهُنا كمن أول سر من أسرار إستمراريتها حتى الآن.
راقبت سونيا طبقها بنظراتٍ جامدة لا تُفسر أعاصيرها، وتسائلت لما تلك السافلة لا تزال حية بعدما أكتشف چون كذبة إجهاضها ؟
نفضت الأفكار عن رأسها كي لا تكون شفافة وخاصةً أمام صوفيا، ثمَ أخفضت عينيها وبدأت تأكل بحقدٍ مَغلول
وفِي المُقابل راقب إيثان مُتحيراً أندرو الذي كانت أعينه مُسلطة على كتفِ صوفيا القريب منه، ثمَ عاد لطبقه مُتنهداً
بينما سانتيغو كان يأكل بشهية جامحة، وكلما مرت إيڤالين أمامه، راقبها بمكرٍ يوترتها حتى تتلاشى من الغُرفة
الأجواء هادئة وصامتة، لكن أعين ديفيد شردت في سيڤار أيضاً وهذا لمْ يلحظه أحد.
لا يوجد حب أو مشاعر إيجابية في أبصارهِ، كان فقط مُتحيراً حيالها، او تحديداً، مُصيبة جديدة أفتعلتها دون علم
أنتهت سيڤار وكادت تنهض، لكن چون مد لها طبقه بأعين آمره وهي باللكاد أنهت خاصتها بعد صعوبة، وبرغم ذلك، صمتت وتابعت طبقه دون تعليق
حينها صفعت سونيا شوكتها على الطاولة بحقدٍ وناظرت ديفيد دامعة الأعين، فأوما لها يواسيها
"چون، أريدك في نقاشٍ بعد الطعام"
لمْ يجيب بالقبول والرفض، كان يترأس الطاولة والعائلة، ووالده يعلم أن سلطتهُ تكاد تتلاشى..
وبرغم ذلك نهض بأقتضاب وسار للمكتب فنهض سانتيغو خلفه.
تنهدت سيڤار مُرتاحة بعد رحيله وأزاحت الطبق بعدما أخذت ملعقتين، ثم نهضت أمام عينان سونيا الحاقدة دون اكتراث.
صعدت للجناح الذِي تم أعادة لمْ شمله خلال ساعتين وكُل ما أبتغته أن تنام مُجدداً، تختبأ عن الوجع، عار قلبها وكرامتها
وبدى أن أمنيتها الصغيرة لن تتحقق، فما كادت تُغلق الباب، حتى حالت عن ذلك قدم.. قدمُ رجل.
وبينما تلكَ القدم منعت عنها لذةِ النوم في سلامٍ، مَنع سانتيغو عن أبنهِ لذة الجلوس بعيداً عن صُخبِ أفكاره
فجلس چون على الكرسِي، ليجلس والده أمامه بنظراتٍ لوامة
" إذاً ؟ "
"سونيا زوجتك يا چون، ربما صمتت عن حقوقها تلك السنوات الماضية بسبب ما حدث، لكنكَ حتى لم تنم معها لمرة"
"هذا غريب، ظننتُ لوكاس اشبع رغبتها تلك الليلة"
لعن سانتيغو تحت أنفاسه، ثم أجاب بأسنانٍ مُتراصة:
" سونيا تستحق أولادك لكن تلك الشرقية..!"
تلاشت أبتسامة چون حين تابع والده بنبرة غاضبة حاول تمَالكهَا:
"غير أنها عربية وخارج مُجتمعنا، غير كونها كارهة لنسلك المُبجل، هي.. ليست مناسبة، هي حتى لا تريد منك أنفاسك! "
لكن لا شيء على وجهِ أبنه سوى الظلام التام وعدم الإقتناع، بل تحديداً، منهج تباً للجميع
"أجبارها على الحمل سيجعلها تترك ابنها وترحل، هذا إن استمر الحمل أكثر من أسبوعين بسبب همجيتك عليها وإختلالها، سونيا زوجتك، تحمل أسمك، اولادها لن يكونوا دون هوية قانونياً يا چون"
ابتسم چون مُخرجاً سيجارة وأشعلها، لكن أبتسامتهُ سرعان ما ماتت بسبب قول سانتيغو الغير مُتوقع:
"متى كانت آخر امرأة لمستها بعد ظهور تلكَ الشابة في حياتكَ ؟ "
جمدت أبصاره، لأن آخر امرأة كانت شبيهة سيڤار من نيويورك، فحتى شبيهتها، لم تهبه أي نشوة عاطفية أو جسدية دسمة كالشرقية نفسها
حين أكتشف فاجعة، أن سيڤار ليست مُميزة بسبب وجهها ومنحنياتها المُغرية
بل بسبب شخصها، مِعدنها الخاص.
"رأيتَ ؟، هي أخذتك بالكامل، وصدقني يا بُني، سترحل وسط لحظاتِ ضعفك إن وُجدت"
نهض چون وزفر الدخان بملل، ثم سار بخطواتٍ هادئة جمدت وهلة بعد قول والده:
"سيڤار ستركك وحينها لن يبقى لكَ سوى الألم، فهو الشعور الوحيد الذي ستتركهُ لكَ يا بُني، ستأخذ عقلكَ، وقلبكَ، نشواتكَ العاطفية، وأسوء، لأنها ستأخذ نبضك وروحك. "
وأزدرد سانتيغو ريقه بوجعٍ، فرحل چون ناحية جناحه ببطىء أذاب روحه وعذبه
قول والده كان كالسُقم، لمْ يتوقع يوماً أن سيڤار ستكون نقطة ضعف لهُ
بات لا يعرف نفسهُ وكأنه خسرها.
< وأنا الوحِيدة التي تَعرف، أن عيناكَ خضراء، تُخبأها أسفل السترات السوداء >
يرتسم على أعينهِ الوجع، هو لا يذكر أنهُ أحب عيناه الخضراء سوى وقتها
لطالما كان نرجسياً، مُتكاملاً من الخارجِ بسبب تمارينه البنيانية العنيفة ونظامة الغذائي المُنتظم، ومن الداخل عبأ فراغه بعقليتهِ الموزونة وروتين أيامه المُعتاد
لكنها جعلتهُ غير، غيرته تماماً وقلبت حياته رأساً على عقب منذ اللحظة الثانية التي رأها فيها مُنتشية بالمُخدرات.
وما كاد يدخل حتى سمعها تَهدِر:
"لن أخضع لهُ أبداً.. أبداً يا ديفيد ولا لوهلة ولا لثانية لعينة ولا حتى للحظة، هل تسمعني! ، هو شيطان، مُجرد شيطان، لن أكون جثة كما هددتني ظناً أنه سيمل مني وأتعلم ماذا ؟ ضع تهديدك هذا في مؤخرتك علها تُسكن وجعك عني ولو للحظة، وتباً لچوزفين، ولي، ولكُل شيء!"
فتح چون الباب ببطىء، هالتهُ تنتشر في المكان وتطغى، فصمتَ ديفيد وراقبه بهلعٍ وهلة تبدل للملل:
" امرأتك حقاً مملة"
وألتفت مُغادراً، فأعلن چون بلا أكتراث:
" لن تخضعي لمَن ؟ "
" للشيطان يا سيدي "
ثم أزدردت لعابها بهلع وتراجعت خطوة، هو ليس غاضباً من كلماتها
"لما كان معكِ في الغرفة وحدكما؟، أمام السرير"
كما قُلت
هو ليس غاضب من كلماتِها
"أمام السرير يا سيڤار.! "
هدر، فأرتدت للخلف خطوة إضافية
"لمْ تأكلي طبقي، ووقفتِ مع وغد ما أمام الفراش، وغد يأكلك بأبصاره"
تراجعت بهلعٍ أكثر بسبب هديره الغاضب وعروقه النافرة لتسقط على الفراش دون عمد، فأبتسم بإتساع أنفصامي:
" فهمتُ بيبي! ، هل تحتاجين لزوجكِ؟ "
" مـــاذا..؟ "
صرخت مفزوعة بعدما سحبها اسفله بضحكه مُستمتعة:
" إغرائكِ لي على طاولةِ الطعام، والآن سقوطك على الفراشِ أمامي أظهر عاركِ، لكن لا تخافي بيبي، زوجكِ سـ-يلبي احتياجكِ"
لكنهُ توقف فجأة، وحاوط عنقها بإنفصامية:
"أخذتي الحبوب ؟"
" لا، لم أفعل "
تركها بعدها فشهقت بأختناقٍ، لكنهُ ضحك بأنفصامية سعيدة:
" يا الهي، كم اشتقتُ لكِ "
قالها ثم دفن وجهه في عنقها وبدأ يلثمه، عقله سبح في كحول حلاوتها، مما حجب عنه الحياة كُلها للحظات
فجأة الغُرفة تلونت، وشعر بالإنتعاش ثناء تخلل رائحتها أنفاسه ودمه.
عيناه تسبح في ألوانٍ زاهية رغم تناقضها، وجسده الفحولي ذاب في نشوة عاطفية لا يحصدها سوى معها حتى بعد كل تلك السنوات ..
لكنهُ سرعان ما توقف عن تقبيل بشرتها، حين أرتفع صوت بكائها ورفضها القاطع:
"لا يمكنك أن تضربني في الصباحِ، وتجامعني في الليل، لا يمكنك أهانتي، لا استطيع اخذ هذا يا چون، أنا بشر"
أزداد بكاها حرارة:
"أنت تُربك مشاعري ما بين الكُره والإشمئزاز، هذا يقتلني، ويسحب مني طاقتي يا چون، يستهلك ما بقيّ لي وهو جداً قليل"
أرتد عنها وكأن جسدها لذعه ومشهد المقص على عنقها، عيناها الراغبة للموت نحره..
علم بالفعلِ أن ما بقيّ من نفسِها في تلكَ اللحظة كان قليل، أقل مما يُذكر.. وبرغم ذلك رأه باهظاً.. يستحق دمه.. ولا يستحق دموعها.
لذا خرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه فإنكمشت وتابعت بكاها الحار
أي أنثى محلها لن تستطيع مُسامحتهُ، ببساطة هي لا تستطيع أن تهبه مشاعر سوى النفور، أو على أكثر تقدير مُجرد الإستمتاع الجسدي الذي يزول سريعاً
"وبرغم ذلكَ لا أريد سوى رؤية أبي مرة آخيرة، ولو حتى في صورة"
لكن چون لمْ يسمع نبرتها الخافتة المَوجوعة، بسبب أقتحامه لغُرفة سونيا
تراجعت سونيا بفزع وهلة، ثم تحولت ابصارها للحيرة وجمدت أصابعها حول سحاب فُستانها
لكنها سُرعان ما شهقت حين صفع چون جسدها ضد الحائط بوحشية تامة، وحاوط ثغرها بخاصتهِ
أرتعشت سونيا بين ذراعيه، ثم أغلقت عيناها ولمْ تسمع صوت لوكاس سوى مرة وحيدة في عقلها
<أنتِ دمرتيني يا سونيا، قتلتيني... دمرتيني يا حبيبتي لذا سأبتعد، سأموت وحيداً كما أعتدتُ وقد أموت مريضاً، رحيلي لن يُشكل فارقاً للجميع، ولن تسير سوى روح أمي فِي جنازتي، طعنني الكثير بالخيانة لكنكِ غير ، لذا سأعيش وحيداً كما أعتدتُ، وسأُراقب سيدي يتمتع بالحبِ الصادق الوحيد في حياتي، تباً بيبي أرغب في القول انكِ ملكي، أن اسحبك من عنقك واجبرك على البقاء بجانبي حتى أموت من لوثة جنوني المكنون في قلبكِ القَذر، لكنني افضل الموت، على النظر لزوجة زعيمي. >
فتحت سونيا عيناها الدامعة بعدها ولمسات چون العنيفة جعلتها تنسى لوكاس وكُل رجل قابلتهُ في حياتها
مصلحتها الإجتماعية والمادية مع چون، لذا تباً لقلبها اللعين.
وريث هاريسون زوجها .. وأنتهى النقاش.
____________
_______
أستيقظت سونيا في اليومِ التالي ، وكما توقعت لم تجده بجانبها.
فـ-زوجها العزيز لا ينام في فراش امرأة لا تعجبه.
نهضت من فوقِ السرير مُتنهدة، لكن أعينها تتسع بدهشة حين وجدته امام المرأة يُعدل رابطة عنقه
لقد نام هُنا أمس
هي تعجبه!
بالطبع ستعجب أي رجل في العالم لكن چون هاريسون..!
أبتسمت بإتساع راضي، ثم نهضت من فوق الفراش وأرتدت قميصه حول جسدها
تباً.. يجب أن تسأل الوضيعة عن كيفية السير في الصباحِ.
أبتسمت ماكرة أكثر، ثم وقفت خلفه وأعلنت بإغراء:
" هل يمكنني تعديل رابطة عُنقكَ؟ "
" لا "
ثم خرج من الغُرفة ، فسارت وراءه بإلحاح:
" إذاً أحضر لكَ الفطور ؟ آتي معكَ ؟ "
خرجت سيڤار من الغرفة في نفس اللحظة، فرأت سونيا في قميص چون، شعرها مُبعثر، غير طيات عيناها التي شملت لمحة من الأنتصار فهمتها.
ذمت الشرقية ثغرها بغضبٍ، أيضاً يخونها رائع جداً، تباً لهُ.. حرفياً، ستنحر عنقها قبل أن يمسسها مُجدداً
ألم يُفضل سونيا عليها ؟
إذاً..
هي له بالكامل!
" إلى أين ؟"
' أوه، يالكَ من زوجٍ لطيف أيها اللعين '
فكرت سيڤار في الذهاب للوكاس، فهي تريد أطلاعه على ما حدث كي يُرسل الدلائل لچون
چوزفين علم أنها كانت تلعب بهِ فألقاها في أقربِ قمامة لكن ما لمْ يعرفه، أنها كانت تلعب به وبرجاله وبكل وغد خانه
"سأتنزه قليلاً، فالتجول في الصباح حول القصر مثالي يا سيدي"
ثم عضت شفتيها بإغراءٍ في حركة تعلمتها حديثاً، فأسودت اعين چون مُراقباً إياها يتفرسها.
كانت ترتدي سروال رياضي رمادي، وفوقه قميص مطاطي أبيض وجاكت خفيف من نفس لون البنطال
شعرها مُنسدل كالعادة لذا ابتسم غاضباً
ردائها ما هو إلا غطاء لمكانها الفعلي
وهذا ما ظهر لهُ في شعرها ..
لكنهُ كالعادة تظاهر بالتغافل، ورحل تاركاً خلفه شرارة كهربية بين كلا زوجتاه.!
فسار بسيارتهِ ناحية حي فقير نسبياً مِما أستهلكه ربما خمسِ ساعاتٍ وفي نهاية المطاف، صف سيارته امام إحدى المنازل
ركل الباب بقدمهِ واضعاً كلا يديهِ في جيوب بنطالهِ، وما من ثوانٍ حتى فتح لوكاس:
" سـ.. سيد چون! "
ثم راقبه بحيرة واعين متألمة، وأخفض أبصاره خاجلاً، فدخل چون الشقة وراقبها ببطىء
مُهترئة وقذرة، غير نظيفة بالمرة
" لوكاس سلڤستر ، أنتهت مُدة عقابك"
وراقب الشقة بأعين مُشمئزة:
" يمكنك العودة للعمل، لكن.. تحت أشراف صوفيا والتر"
اتسعت اعين لوكاس وقال بتلقائية مريرة:
" هل تشك فيّ يا سيدي؟، تشك في يدك اليُمنى ؟ وصيّ تدريب وريثك!"
"حتى اليد اليُمنى قد تخون يا لوكاس، فالنساء.."
وسكت وهلة مُراقباً الباب القذر بغريزة لمْ يفهمها:
" أسوء من المخدراتِ "
وألتفت يريد الرحيل، لكن لوكاس سحب يده وأنحنى على كلا ركبتيهِ بأعين دامعة:
"أسف يا سيدي، أسف، أقسم بكل ما لي أني أسف ، انا.. انا بعد مرور تلك السنوات لم أستطع الا اراقب شركاتك، نسائك وأهل بيتك لحمايتهم، أقسم كان خطأ، خطأ من قلبي اللعين ولن اكرره، لكن ارجوك اغفر لي، لا يهمني المال، لا العمل، لكنني لست خائن"
صمت چون وهلة، ثم سحب يده التي تبللت من دموع لوكاس:
" انت كلبي يا لوكاس، وفيّ، لكن الثقة رفاهية مَعدومة، والرحمة سخاءٌ مني، سونيا عاهرة لا أنكر، لكن اسمها مرتبط بي أمام الناس، وشرفها الغير موجود، يهمني لأجل أسمي "
اعلن بنرجسية شديدة اللهجة، فأوما لوكاس، لكن چون تابع بتبلد تام، فراغ وجهه الحقيقي الذي يكون عليه بعيداً عنها
" والآن أنهض وكُف عن النواحِ كأنثى ترتجي مُغتصبها الستر، عودتك للعمل محدودة، وليس لي، لصوفيا والتر "
چون رده للعمل ليس لمدة عقوبته فقط كما زعم.
كان هذا ثمن النوم مع سونيا والتر
"لوكاس لن تصدق ما فعله چوز .."
سقط فمها وأتسعت أعينها بهلعٍ، ثم تراجعت وهلة مُتوترة حين سلط چون ابصاره عليها بسرعة غير مُصدقة، وأصفر وجه لوكاس المُنحني
"يبدو أني جئتُ في وقتٍ غير مناسب"
وأزدردت ريقها برعبٍ حين أسودت اعين زوجها بظلامٍ تام وكأنه لتوه تأكد أنها ليست سراب، ثم أغلقت باب الشقة وفرت هاربة
" يمكنني أن اشرح.. "
" انتَ مطرود يا لعين، مطرود نهائياً، فلتمُت في ذلك المكان القذر، مُت"
ورفص جسد لوكاس بقوة فتحطمت احدى ضلوعه، وبرغم ذلك زئر چون مُغادراً الغرفة
"تباً يا لذة، سأفعل بكِ أشياء لن تنسيها، لذا توقفي الآن!"
لازالت تركض، فدندن مُهتاجاً:
"أشياء قد تؤلمكِ لكنني اُجزم أنها ستُعلمكِ الآدب جيداً، يا إلهي سأسلخكِ حية، سـ.. "
ثمَ بتر كلماته بزمجرة رجولية وكأن عقله تائه بين مئات الأفكار الغير إنسانية
لكنها ركضت أسرع تزامناً مع تهديده، فلعن تحت انفاسه وراقبها تتلاشى في السيارة مع كريس
" كريس قد بسرعة "
راقبها كريس مُتحيراً لكنهُ ذهل حين مد چون يده وسحبها من شعرها خارج السيارة
المشكلة انه شدها من النافذة، وحملها على كتفهِ وسار بها غير مُكترثاً بمكانتهِ الإجتماعية
وبينما كريس يراقب ذلك المشهد بأعين مصعوكة وعقل جامد اتجه لوكاس نحوه ثم أستند على النافذة مُمسكاً ضلوعه:
" كنتُ سأعود للعمل لتويِ، تباً للسُخف! الآن لقد كسر ضلوعي"
رمش كريس بأعين مصدومة وفم جامد حين صرخت سيڤار فجأة رغم وجهها المخفي
فقال الوغد بنبرة عالية:
" خائنة لعينة، خــائـنـة، لـــعيـنـة، انتِ ميتة الليلة، عاهرة ميتة"
والقى جسدها في السيارة فهدرت بهِ:
" لقد خنتني اليوم ايها السيد اللعين، لا يمكنك لومي على نية بريئة! "
" بالطبع لما ألومك عوضاً عن ترويضك ؟ لكن اعرفي بيبي ، لن يمر ما حدث كالكرام"
"لا أكترث، كدت تنتزع رحمي أيها الوغد! "
" ذكريني أيضا لما عليّ قتلكِ مرتين على التوالي، انتِ طفلة ذكية"
صمتت وذمت ثغرها ثم ناظرت الطريق لوهلة، وفي داخلها قررت العودة لقوتها وللذة أنتصارها الوحيدة، يا إلهي كم أشتاقت لنظرة الألم في أبصارهِ
لكنها عند وعدها، الجسد الذي خانه، سيشعر ناحيته بالإشتياق ولن يمسسه.
فتحت سترة ملابسها، ثم وضعتها على قدميها فظهر تيشرتها الأبيض ذو الحملات الرفيعة
" أنتهت اللُعبة والجو حار لكن.."
ثم التفت لهُ وذُهلت حين وجدته يناظرها بالفعل بوجهٍ مُسود من الغضب
رفع نوافذ السيارة كهربائياً ومد يده يفتح المُكيف كي لا يراها لعين تلاعبه
لكنها فعلت ما أثار ذهوله
لقد أنزلت حمالة تيشرتها المرن وسحبته للأسفل، ثم أشارت لهُ على أسمه المندوب فوق صدرها
" قبل الذهاب للوكاس، قمتُ بشيءٍ جنوني يا سيدي .. "
صف چون سيارته وراقبها مُطولاً
" لكن لا تغضب، وشم مؤقت سيزول بالمياه،.."
ثم أبتسمت وجلست على أقدامهِ مُحاوطة عنقه
فرمق وشمها مع عتمة لم تفهمها
" لكنهُ يعجبك، غاضب بسبب كوني وشمتُ نفسي، لكنكَ لا تجد ما تقول الآن "
تحسس وشمها بأنامل دافئة وأعين لا تُفسر
*John*
" لما وشمتِ نفسكِ بإسمي فوق الندبة ؟ "
لأشبعك وجعاً أيها المريض، لأنني هذه المرة، أريد أخذك بالكامل
كنتَ تريدني فارغة ؟
أنا سأجعلك فارغ
سأجعلك نهم نحوي
سألتهم قلبك بنظراتي وذكراي ، ثم سأتركك خلفي حطام زعيم
هذا ما فكرت فيهِ، وهذا ما رأه في عينيها
لذا نحاها عنهُ دون غُلظة، فعادت مجلسها وقاد مُجدداً للقصرِ.
بينما في مكانٍ آخر وعِند نفس وجهةِ چون، تحديداً قصر آل هاريسون، كانت إيڤالين تُراقب كوب سيڤار السُكري مُترددة، ثم سكبته في الحوضِ حين لمْ تعثر عليها في المنزلِ
" لما تضعين حبوب مانعة للحمل، في أكواب سيڤار يا إيڤالين ؟ "
شهقت إيڤالين ثم أنتفضت للخلف مَفزوعة:
" سيد سانتيغو! "
دخل سانتيغو وراقبها ببسمة هادئة:
"لمْ تجيبي، لما تقتلين اطفال ابني ؟"
ثمَ ضحك بسخافة بسبب نيته الدنيئة الغير مُباشرة
"لستُ مضطرة للإجابة، وإن أردتَ فصلي"
راقبتهُ تتحداه:
" فافصلني "
أستدارت ناحية الباب وكأنمَا تهرب منهُ، فسحبها سانتيغو من رسغها وأعلن بهدوء حاني:
" إيڤ، بالطبع لديكِ أسبابك، فما هيَ ؟"
رفعت لهُ عيناها الدافئتان، كان يراقبها بإحتواء وكأنه سيظل يدعمها حتى آخر نفس في حياتهِ وهذا قتلها
فكرة أنها خانت الأمانة التي أقسمت ألا تمسسها، وأنها تقبلت ثقته بالطعن، أوجعت دواخلها، فأستندت على صدرهِ بإرهاق:
"أحب سيڤار كأي فرد في القصر، بل وأحياناً أشعر.. أشعر أنها ابنتي! ، لا يمكنني أن أزيد وجعها بترك إبنك يحبلها؛ چون أسوء منكَ مئة مرة، أنت نفسكَ أحياناً تتقي شره يا سانتيغو رغم أنك وحش بشع والماضي خير دليل"
تابعت بنبرة مُتعبة:
"إن أنجبت منهُ، ستموت على طفلها، حرفياً سيڤار ستموت لأجل أبنها.. ووحشنا سيستغل الأمر لصالحه جيداً، سيضرب ابنه، او ربما يفعل بهِ ما فعلتَ، او الأسوء، يضرب سيڤار امام الطفل المسكين، طفل بينهما موت لهما يا سانتيغو، علاقتهما سامة ولمْ تتقدس بالزواج"
"لما لم تعطيها لها بعلمٍ منها ؟ "
"لأن سيڤار في طياتها فتاة لطيفة لا تريد سوى السلام، تُحب اللطافة والدفىء، وإبنك لا يملك أي منها لهذا راقبت إيثان كما لو كان قطعة نادرة من التُراث، سيڤار لا تبحث عن الكمالِ، على النقيض تماماً، لطالما ظلت تبحث عن إنسان، ربما افهم شعورها جيداً لأنني عشته، ابنها، سيمنحها تلك المشاعر، فكرة انها ستمنع نعمة من اللهِ فيها، لن تنال اعجابها، سترفض، وجب علي الصمت "
امأ سانتيغو مُتفهماً ثم اعلن:
" لكن انتبهي يا إيڤالين، النار، لا تأكل من حولها فقط"
أرتد عنها بعدما طالت عيناه عليها وبرغمِ ذلك ظلت تبكي وظل هو حزيناً
ولمْ يلحظ كلاهما سونيا التي تلصصت لداخل غرفة سيڤار وبدأت تدس تلكَ الحبوب في كل مكان لن يتوقعه چون
هي تعلم.. عاجلاً أم أجلاً سيفقد صوابه
وسيجد القنبلة الفتاكة التي تركتها حديثاً
قُنبلة، مُدمرة بكلِ المقاييس وحينها فقط سيعود لها.. لزوجته الشريفة.
غادرت الغرفة بتلصص سريع، فراقبها إيثان بتوجسٍ وصعد لنفس الغرفة
عيناه تمر على زوايا الجناحِ بفضولٍ، لكنهُ لم يجد ما يثير ريبته فخرج من الغرفة مُتحيراً
لقد بدت.. غريبة وشيطانة جداً.
حقاً هذا القصر، يسحب منهُ بقايا عقلهِ
يتبع..
***
لمْ أعدل الفصل وخاصة المشاهد الأخيرة🌚❤️
اعذروني لكنني جالسة عليه منذ العاشرة مساءاً فقط لأحاول الألتزام بوعدي 🥺😂
المهم أي توقعات ؟
الفصل القادم هو ثاني فصل مُفضل لي ^o^
أترك ملاحظاتك هُنا. 💖
والأنتقاد هنا 💞
تصبحون على خير×_×
🦋 ودمتم سالمين 🦋
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top