إنقلاب كياني غير مُتوقَع <٢١>
_ بسم الله الرحمَن الرحيم ✨
أفاقت من ذِكراها وأنقلبت الآية ..
فمن قَتل قُتل
ومن سفكَ الدمِ سُفِكَ دمُه
الشهُور ليست كافية لترميم جروحِنا، لكنها كافية جداً لقلب الطاولة رأساً على عقبٍ ..
بضعُ شهور ..
فقط بضع شهور بعد حادثة المِقص ، وأختلفت الرواية من الفتاةِ المسكينة التي ذاقت الويل في عرينِ سيدها
إلى سيدٍ قد رفع الراية البيضاء ويا إلهي ..
حينها .. وحينها فقط ، تنفست بإرتياح ثناء إشعالها تلكَ الراية.
____________
_______
- سيڤار:
لطالمَا كنتُ أكره أن أتعرى، أخاف أن يظهر من جسدي مفاتن قد تُغري الرجال أو كدمات بسبب عنف أبي معي
صِدقاً لمْ أتصور في يومٍ أن يقع لي أعتى المُسوخ، لكنهُ فعل ..
لقد وقع لي!
لازلتُ أذكر تلكَ الليلة الباردة حين أصطحبني في الكوخِ، عندما أنقلبت الآية
لقد أنحنى لي.!
أنحنى لجسدي المَجروح الذي لم يتشافى من نوبتهِ الأخيرة والتي سببت ضرر كامل في كياني كُله
وبرغمِ ذلك حينها أصابتني نشوة الإنتصار، أو لأدقِ تعبير ، الأنصاف، ولا أظن أنني شعرتُ بالإنصاف من قبلٍ
واللآن، كنتُ أصفف شعري أمام المِرآة، أعلم أن زوجي العزيز يعشق أن يراهُ مُنسدلاً
لكن فستاني الأحمر القصير لم ينل إعجابه، وفتحة الصدر بالنسبةِ لهُ كانت الجحيم بأمِ عينيهِ
ويا إلهي .. الألم من بؤرتيهِ، له نكهة خرافية
نكهة تستحقُ العناء
فوجدت نفسي أنتقم
وجدتُ نفسي أخسر عقيدتي
ذاتي وحيائي فقط لأراهُ مُتألماً بسببي .
نزعتُ الصليب حول عنقي ووضعتهُ جانباً، فلا يُمكنني أن أرتديه مع ثيابي المُغرية!
وعوضاً عن تدنسيه أرتديتُ العقد الفاخر الذي جلبهُ لي آحد شركائهِ مؤخراً، وعيناي تكحلت، وشفتاي تلونت
وهو كره كل ثانية قضيتها في التزين أمام المرآة وكل ما عليهِ فعله مُراقبتي صامتاً
وكالعادة ..
شعرتُ بالتهديدِ حين نهض من عندِ الفراش وأتجه نحوي بأعين مُتألمة، ثم حاوط خصري يناظر وجهي في المرآة
رغم كرهي لهُ، إلا أن قربه مني يجعلني تائهة ومُشوشة، ولمساته الرقيقة تصيب عقلي بالجنونِ
" تبدين مُثيرة "
هذا ما قالهُ، وكالعادة، لم أهبه الإجابة الصحيحة التي يبتغيهَا، فوجدت نفسي أتقزز من وسامتهُ لأقصى الدرجات
وجدتُ نفسي أذكر صوت صراخي
تذكرت فجأة كيف كان يضربني لمُجرد المُتعة أو يُعاشرني بالعنفِ لمجرد إيجاد نشوتهُ
تذكرت جسدي المَطحون أسفل حِزامه والأسوء ..
أنني تذكرتُ خسارتي لوالدي، والأدنى، أني لمْ أنسى خسارتهُ قط
فبرغمِ جمود أعيني ، إلا أنني كنتُ اتألم
اتألم لأقصى الدرجاتِ ولا أمتلك الأحقية في الصراخِ
وكُلما أردتُ الإنسحاب من عالمهِ، يُطاردني الماضي بلا هوادة، يجعلني عاجزة عن تركهِ!
فلا أستطيع ترُك الرجل الذي أغتصبني مُتعمداً تجريدي من كرامتي وإنسانيتي تحت شِعار الرغبة والشهوة
لا أستطيع أن اُدير لهُ ظهري وأباشر في حياتي وكأن شيئاً لمْ يكن
لا يمكنني أن أتصور لِلحظة أنه سيجلب إمرأة آخرى لتتميز على عرشهِ
ليس بعد ما فقدتهُ
لربمَا أنا تائهة في ألمٍ لا نهاية لهُ، لكنني أعلم ما هي خطواتي القادمة، وهذا يهبني مِئة نقطة.
____________
_______
دفعت سيڤار يدهُ عنها وتمتمت بلا مُبالاة :
" عُذراً، لا أريد أن تتلوث ثيابي "
ولوهلة إرتعد جسدها، وخافت من تلكَ النظرة التي ألقاها عليها فعرفت
وقت الخضوع قد حان ، وأنتهت الُلعبة ..
فوقفت على أصابعها وطبعت قُبلة سريعة على ثغرهِ، ليحاوط خاصرتها بجوعٍ وراح يأخذ ما يشتهي من ثغرها الدُري
" سأتأخر يا سيدي "
لكنهُ عاد يلتهم كلماتها ليُريها وجعه ، ويُريها ما تفعلهُ فيهِ..
يريها مقدار الخراب في حربهما
فإن كان أساس الحرب ' قَاتل أو مَقتول ' فهو مقتولٌ ، ميت فيها ولأجلها
" سأموت من أجلكِ "
هذا ما قاله وثغره ينزلق على عنقها يلثمهُ، فأرجعت رأسها للخلف بأعين مُغمضة
وعلى حين غُرة ، قربتهُ إليها فجُن جنونه طاحناً إياها بينهُ وبين المرآة
لقد باتت تُفقدهُ صوابه مُؤخراً.!
' يجب أن يتوَقف '
هذا ما قالهُ عقلها، لكن ما بال جسدها يبتغي المزيد ؟
فـ-سِرها القذر الحديث، كان لذتهَا معهُ في الفراشِ!
" چـ .. چون ، أنتظر "
قالتها فأطلق هدير وحشي تاركاً عنقها بنظراتٍ أقل ما يُقال عنها مُميتة :
" أعلمي أني لن أحتمل كثيراً يا سيڤار، منعتِ نفسكِ عني لثلاثة أيام، وبحقِ السماء! ، ترتدين ثياب للداعرات، تذهبين هُنا وهناك كفراشة فالتة اللِجام "
أبتسمت بمكرٍ ثم تعمدت إلصاق صدرها في صدره الصلبِ، تناقض تام ما بين نعومة جسدها وصلابة خاصتهُ
فوجدت قشعريرة لذيذة تجتاح كيانها
وقد أقتنعت ..
الرغبة دائماً كافية .
" منعتُ نفسي لأجل شهريتي، وثيابي لأجل الحفلِ"
قربت منهُ ثغرها بدهاءٍ، ثم تابعت تتعمد لفحهُ بدفىء أنفاسها اللذيذة :
" ألا تُعجبك ثيابي ؟ هل أبدو قبيحة فيها ؟"
اومأ بالرفضِ مع أعين فاضت وجعاً :
" لو أرتديتِ كيس قُمامة، ستظلين الآكثر فِتنة يا سيڤار"
تنهدت بغنجٍ، ثمَ أرتدت عنهُ تاركه إياه في برودٍ وإحتياجات لا نهاية لها
وغادرت دون أن تودعهُ، فسلط عليها أبصاره الداكنة مُحاوطاً فمهِ ..
لا بأس
لن يفقد السيطرة
' تباً لي ' تلك السافلة تحتاج حقاً إلى عيارٍ ثقيل من العقابِ
لكن ولأجله، ولأجلهُ هو فقط، سيتركها تعبث قليلاً.
____________
_______
" مرحباً يا شرقية "
" مرحباً چوزفين "
ثمَ ألقت جسدها على الأريكة تناظر البرنامج الكوميدي بلا إكتراث، فأغلق چوزفين التلفاز وألتفت لها بإبتسامة واسعة :
" فعلتِ ما قلتهُ لكِ ؟ "
ناظرتهُ بإمتعاضٍ، وأجابتهُ ساخطة :
" إتفاقنا منذُ البداية أشتمل أن اللُعبة لعبتي أنا، وحين أُقرر إنهائها، فسأفعل "
أجابها چوزفين بنبرة خالفت عواصفهُ الغاضبة:
" لوكاس تنحى عن الأعمالِ، وكريس عقله مشغولٌ مع زوجتهِ الجديدة بينمَا صوفيا خارج البِلاد وأندرو في مُستنقعِ المُخدرات، ديفيد لن يُحبذ التدخل في شئونِ چون، وسانتيغو مشغول في مُطاردة تلكَ العجوز "
تابع بإبتسامة صفراء :
" فما بال سيادتكِ لا تستغلين تلكَ الفُرص؟ "
هدرت فجأة بشراسة عدائية :
" لقد أغتصَب جسدي مراراً، لسنوات، لشهور وأيام، ظل يفعلها لساعات، مزق جلدي اللعين لمُجرد المُتعة، هو جعلني مُختلة بالكامل، لا يمكنني أن أنهيه بتلكَ البساطة، ليس الآن على الأقل أيُها الرعديد"
أبتلع چوزفين إهانتها على مضض، ثم مرر أعينهُ على فستانها القصير في لمحه سريعة:
" ترتدين ملابس صاخبة، أين وجهتكِ اليوم يا تُرى ؟"
" وجهتي ليست من شأنك، ما جمع بيننا چون ورغم بُغضي له، لن أكون في علاقة جدية معكَ "
تنهد چوزفين ثم مرر يده على وجههِ، يمنع عنها كفٌ سيتسبب بإنهاء حياتها
" لا أريد سوى رأسه اللعين يا سيڤار "
" وأنا لا أريد موتهُ! "
قالتها بلا تتردد، ثم لعنت تحت أنفاسها بتدراك:
" أريد لهُ ما أبشع من الموتِ ، هو وحيدٌ الآن وليس لهُ سواي، حتى سونيا زوجتهُ العزيزة لمْ يمسسها منذ زواجهما بسبب حادثة لوكاس، لذلك لا آظن أنها سـ .. "
قاطعها چوزفين بإبتسامة ماكرة :
" سونيا والتر .. ؟ نسيتُ المُفاجأة التي هاتفتكِ لأجلها"
ثم نقر بسبابتهِ على زرٍ ولم تدم دقائق، حتى دلفت الآخرى إلى الغرفة بإبتسامة ماتت حين وقعت أعينها على سيڤار
وسيڤار تنهدت بلا تصديق بعدمَا ناظرتها
مزيج من الأبصار الغاضبة بين كلاهمَا، المُستنكرة للخيانة، حتى هدر أنطونيوس في أذن سيڤار مُخرجاً إياها عن شرودها :
" سيڤار، تظاهري بالسعادة، لا أصدق أن سونيا ستخون چون لذا أرجوكِ ركزي ولا تخطئي"
أزدردت سيڤار لُعابها تكبح غضبها بصعوبة، ثم أستندت على الأريكة وتهللت أساريرها بالكذب
لحظتها صاح ديفيد في أذنِ سونيا
" يا إلهي سيقتلها چون وسيقتلنا أيضاً، سونيا، أهدأي، لا تقتليها أعني لقد خُنتي زوجك صباح زفافكما، وهي خانتهُ الآن نقطة تَعادل "
وبالفعل تنهدت سونيا بعد وَهله من التفكير ثمَ جلست بجانبِ سيڤار ثناء تبادل حاد من النظراتِ:
" مرحباً بمُدعية الشرف والفضيلة. "
" مرحباً بالسافلة التي لم تستطع إغلاق فمها وأشياءٌ آخرى. "
ناظرتها سونيا بحقدٍ حيثُ لم تجد ما تجيب، فأرتفع ثغر سيڤار بمكرٍ
" يا فتيات إهدأن، نحن هنا لسبب واحد، سبب لعين لا غير ، وهو رأس چون"
تنهدت سيڤار بملل :
" ما بالك برأسهُ الوسيم! أتركه في عنقهِ يا رجل ودعني أعبث مع سيدي قليلاً "
أبتسمت سونيا بإقتضاب وأكدت حديث الآخرى على مضض:
" كـ-مِثال حي ، لولا كونك وسيم لأقتلعت صوفيا رأسك منذ زمن "
ثم تنهدت بوجعٍ، وتظاهرت أن اختها لا تجرح قلبها من مُجرد إسمها :
" السافلة حقاً أختفت وتلاشت بطريقة مثيرة للريبة"
إصفر وجه چوزفين وهلة، ثم تنهد ماسحاً جبهته عِدة مرات:
" رسمتُ خطط حربية في الجيشِ، ولا أذكر أن خطة واحدة منهن فشلت فالرِجال أولى بالمُهمات، المرة الآولى التي أعتمد فيها على النساءِ، ستكون الآخيرة لكن لا بأس أعني حقاً لا بأس "
ورفع أبصاره الغاضبة لسيڤار، لذا بتلقائية أرتعشت أقدامها وناظرت سونيا بهلعٍ
" إن لم تقتليهِ يا سيڤار هذا الأسبوع، فسأفعل أنا"
ألتفتت لهُ مُسرعة، فلعن أنطونيوس تحت أنفاسه ظناً أن الأمور تخرج عن سيطرتها، لكنهُ صمتَ بذهولٍ حين سمِعَ قول سيڤار الداهي لچوزفين :
" أترك لي هذا الأمر، وسيكون هناك مُقابل لن تتوقعه أبداً "
لقد حاول چوزفين جعلها عشيقته لفترة ليست قصيرة لكن رفضها القاطع كان دائماً كالجدار لهُ، فما بالها الآن تناظره بمكرٍ لا آمان لهُ ؟
وجد نفسه يسبح في تخيلاتٍ عديدة ووجد أعينهُ تُجسد الشهوة حول أقدامها البيضاء النظيفة ، فتابعت بثقة :
" موافِق ؟ "
" تباً لي "
ضحكت ضِحكة آنثاوية بحتة أشعلت فيهِ غرائزهُ الوحشية، ثمَ تابعت بتأكيدٍ :
" لكن بعد إنتهائنا، فأنا لا أخون! "
قال ديفيد بآسفٍ ساخر في إذن سُونيا :
" يا لها من إمرأة شديدة الوفاء، حقاً أكاد أبكي تأثراً"
تنهدت سونيا وناظرت الأرض، فهي حقاً لم تجد ما تقول، لربمَا تكره سيڤار، وربما إمتناع چون عنها كان لعنة، لكن وبحقِ السماء، لما الحزن أصاب قلبها عليهِ ؟
أليست هي من بدأ بالخيانة ؟ ، لقد نامت مع لوكاس يوم زفافها على رجلٍ آخر، وبرغمِ ذلك السافل لم يتلاشى فيها ولا حولها
فما بالها الآن تتألم بعمقٍ لا مَفر منه من فكرة خيانة الشرقية ؟ وَماذا ستقول لچون الذي سيسمع كل حرفٍ الآن ؟
" يالكِ من امرأة وفية، حقاً أنا محظوظٌ بكِ"
غردها ويده تكاد تمتد على أفخادها فهدرت بهِ :
" چوزفين! ، يدكَ على أقدامكَ"
أنتفض چوزفين بفزع حين قاطعت أفكاره الشهوانية العميقة بهديرها الصاخب :
" يا إلهي لن أنجب بعد الآن أيتُها اللعينة! "
تجاهلت سيڤار مزاحه ثم نهضت وأردفت بنبرة حازمة، جعلتهُ يهيم فيها أكثر :
" إذاً أتفقنا، شئنهُ هو شأني وحدي، لذا لا تتدخل سوى بإلقاء أوامر إن تبدلت الأحوال"
اومآ چوزفين، فألقت سيڤار نظرة طويلة حادة على سونيا التي ناظرتها بإستحقارٍ، ثم رحلت بثقة وكعبها العالي الناري، يُرن في المكان .
عيناها تتبع نفسها في مرآة المِصعد بوجهٍ زابل، هي تكرهه، تكرهه لأقصى الدرجات، فما بالها الآن تريد أن تحميه من عملهِ الخاص ؟
من عدو لا يعلم عنهُ سوى كرهه المقيت ؟
لربما أنانية منها ؟ أنانية لتقتلهُ بيديها ؟
فُتح المِصعد، وما أن فُتِح، حاوط أنطونيوس عنقها بأعين سوداء جنونية دافعاً إياها في زاوية المكان
لكن وبرغم ذلكَ سيڤار لم تُصدم سوى وهله مِن إندفاعهِ
فبعد العديد من المواقفِ، أكتشفت أن الرب رحم حبيبة الوغد من شرهِ وسفالتهُ
" لمَا خرجتِ عن اللعبة ؟ ، أياكِ الإستهانة بي، غلطة إضافية صغيرة وأقسم بالجحيمِ .."
قاطعتهُ بنبرة متقطعة واثقة :
" وهل ستقتلني مثلاً ؟ ضع يدكَ اللعينة جانباً"
لكنهُ لم ينزل يده، فركلتهُ بكعبِ حزائها بين قدميهِ لينتحب على الأرضِ
" وأنا يا أنطونيوس رأيتُ من الظلمِ حتى أكتفيتُ ، لذا إياك أن تضع يدك عليّ مُجدداً كي لا أقلب الطاولة علينا كُلنا"
وألتفتت تُناظره بهدوء، فقال بنبرة غاضبة ولا يزال على الأرض :
" أنتِ عاهرة ميتة "
أعلنت سيڤار بأعين حزينة ونبرة صادقة، قَبل أن يُغلق الباب
" لقد متُ منذ زمن بالفعل "
وأزدردت ريقها بمرارة حين صَعد المِصعد، فقامت بإسداء معروف، معروف أخير فقط
قطعت الأضواء عن المكانِ كي لا ترى سونيا أنطونيوس في المِصعد
ثم رحلت بأيدي مُرتجفة وأعين دامعة .
____________
_______
" You don't need water to feel like you're drowning "
_ لستَ في حاجة للماء، لتشعر وكأنكَ تغرق. _
دندنت لكريس المشغول بالقيادة، فأعلن في حيرة:
" أشتقتُ للنسخة القديمة منكِ، النسخة المحبوبة يا سيڤار "
دمدمت بسخرية :
" حتى أنتَ بتَ تكرهني ؟ "
أجاب بنبرة واثقة وهادئة :
" على النقيض، أحببتكِ أكثر "
ناظرتهُ بحيرة وبلا فهمٍ، فأعلن مُتابعاً :
" لم أرى امرأة من قبل تواجه مُغتصبها برأسٍ مَرفوع دون حماية من القانونِ، دون سند، دون ظَهر، لم أرى واحدة من قبل، تُباشر في طريقها وهي تعلم تماماً، أن النهاية لن تكون مُنصفة لكن السؤال الوحيد يا سيڤار .. "
تنهد ثمَ أستطرد :
" إن أحببتيه، فما الذي ستفعليهِ ؟ هل ستقتليه ؟ أم تسامحيه ؟ "
أجابتهُ بمرارة :
" الحبُ، ظننت أنه أقوى من الكرهِ، أقوى من الضغينة، سيكون دائماً المنتصر على الظلامِ يا كريس، لكن حبهُ لم يمنعه عن أذيتي، فلما أحبه؟ لما أعطي قلبي لإنسان لن يهبني سوى الألم والسعادة الكاذبة؟ ويال السخرية، هو في الأساس ليس بإنسانٍ هو وحش! رأيتُ وجوه كثيرة من وجوهه وأستطيع البوح، أنه وحش"
حكت عنقها بلمحة من الخوفِ حين أنتقدها كريس ساخراً :
" لم تري الوجه السيء منهُ بَعد، فحتى الحُب، لهُ جانبه المُظلم "
رائع، ينقصها الآن مُسلسل الوجه الآخر من الحبِ ..
" سأنزل هُنا "
اومأ كريس بلا إكتراث، فخرجت هي ودلفت للمقهى العام باحثة عن هدفها
وعند إحدى الطاولات أشار لها لوكاس من أسفل نظارته الشمسية وقباعتهُ السوداء، فضحكت له بإتساع وسارت نحوه
" هل وضعتيها ؟ "
اومأت له بفخرٍ، فصفق بحماسٍ غامزاً :
" يا لكِ من صغيرة رائعة، الآن الشريحة لن تُغادر مؤخرته وستلتصق بجِدار معدتهُ "
" ولن تصدق ما الذي جلبتهُ أيضاً..! "
ناظرها بحيرة، فأخرجت هاتف چوزفين ووضعتهُ على الطاولة بنظراتٍ ماكرة، لكن عكس توقعها، صرخ لوكاس صرخة آنثاوية مَفزوعة ثم ركض بعيداً عنها ناحية طاولة مُجاورة فارغة .
تنهدت سيڤار بحيرة وقبل أن تتحدث، لعنت تحت أنفاسها عندما دخل چوزفين المقهى، فوقعت أعينه الداكنة عليها
ملامحهُ كانت غاضبة ومُظلمه لوهلة لكنه سرعان ما رسم أبتسامة واسعة مُلتقطاً هاتفهُ حين وجدها وحدها :
" أيتُها السارقة الصغيرة.!"
أعتدلت سيڤار في مقعدها، عندما جلس ساحباً هاتفهُ، فأعلنت غامزة :
" لِما يبدو عليكَ القلق ؟ هل تخونني ؟"
ناظر چوزفين صدرها، ثم أعلن برغبة :
" وهل يخون أحد إمرأة مثلك"
تنهدت سيڤار بعدم أرتياح وهدرت فيهِ :
" لا تنظر لي! "
لعن تحت أنفاسه مُنتفضاً، ثم رحل من المكان مُتمتاً بحسرة:
" ذاتاً سأرحل الآن خوفاً على صغاري المساكين، ستقتليهم يوماً ما أقسم "
نهضت سيڤار من عندِ الطاولة، ثم طرقت بأصبعها السبابة مرتين بتناغُم على سطحها بمعنى
" Take it " _خذها_
فطرق لوكاس أربع مرات بإنتظامٍ
" I will, baby " _ سأفعل، بيبي_
وحينها فقط غادرت وتركت الشريحة على الطاولة، فأخذها لوكاس بعد رحيلها بمدة..
أبتسم ورفعها أمام أبصاره بإبتسامة خافتة وسط نحيب روحه، سيكون هذا رائعاً حد اللعنة!
____________
_______
عادت سيڤار إلى مجلسِها على الكرسي بجانبِ كريس، وقبل أن تقول شيء، أعلن هو بما أمات إبتسامتها :
" السيد چون هاتفني يا سيڤار"
أصفر وجهها وناظرتهُ بتوجس، فقال بقلقٍ:
" أخبرني بالعديد من النصائحِ لكِ، على متنها أن أحذركِ من نفسهِ لكنني لم أفهم.! "
ومد يدهُ لها قائلاً :
" هاتفيه"
وهذا فعلتهُ ، بخوفٍ تام وأعين مرعوبة
كونها تلعب في دائرتهِ مع من هبَ ودب لتزيده ألماً لا يعني أبداً أن له الآمان أو أنه لها خاضعاً
على النقيض!
لا تزال تخافه، ولا يزال هو عنيفاً بل وأسوء.!
أنفاسه الهادئة، ورغم هدوئها، كانت مُيقنة تماماً أن كل شهيق يؤلم أضلعه، وأن الزفير لم يُخرج أبداً سوى دِلالات وجعه
" إياكِ أن أراكِ قبل الحفل، أياكِ كي لا يندم كِلانا، إحذري يا سيڤار فلكل إنسانٍ صبره، وحتى برغم كوني وحش ، إلا أن لصبري حدود"
الخوف التام جسد عيناها حين شكت أن چون مُدرك تماماً بلُعبتها
وهنا المآساة .
" تباً ، هذا يحدث مُجدداً، مُجدداً ومُجدداً، حقاً تجيدين اللعِب، مرأه لعينة جبارة لا أمان لها، خدعتِ الكثير في لعبتك لكن تذكري، أن الآمه، لا تعود أبداً سوى أسفل أقدام سيدها "
حسناً هذا جديد، ولا معنى له سوى بسوء حالتهِ في تلكَ اللحظة
ظل صامتاً بعدها يهبها أنفاسه المُهددة، يتنفس هدوئها مع تهديدٍ غريب، فأغلقت الهاتف حين طال صمته، ثم قالت لكريس بجمود:
" أريد العودة "
" لكن .. "
" كريس آنطوان، هذا أمر! "
لعن كريس تحت أنفاسه ثم دندن بسخرية غاضبة:
" حاضر سيدتي "
وهذا ما حدث
عاد بها كريس للقصر ، فخرجت من السيارة للداخل قبل أن تُغير رأيها
قبل أن تُفكر
فإن فكرت لعادت حيثما جائت لكن والجحيم هي لن تتنازل عنهُ، لن تخسر، ليس بعد كل هذا
قالوا عنها مُختلة، وهي الآن تُريهم الإختلال الحقيقي، فلما الإعتراض ؟
ذاتاً لن تعود أدراجها .
هي الآن تدير مقبض غرفتهُ، وداخلها مُيقن تماماً أنها لن تندم أبداً على تلك الخطوة .
وكان هذا قرارها قبل أن تراهُ
فما أن رأته، أرادت أن تركض ، تصرخ وتحبو خلف أي باب مُغلق، ربما كان عند النافذة ساكن، يناظر الخارج، وبرغم ذلك خافت إلى درجة مهولة، فرؤيتهُ غاضب شبه عاري الصدر جعل مشاعرها تهتاج بين الإفتتان والرُعب
ظهره المَقسوم بعضلاتٍ صخرية، ووشوم عشوائية لم تُسبب لها سوى رجفة مريرة بسبب ظهورها أسفل قميصه الشفاف الأبيض
" كنتُ أعلم أنكِ ستأتين "
أوه عزيزي ليس لديكَ فكرة أبداً.
ألتفت لها بالزناد في يدهِ، فأرتفع حاجباها بذهولٍ:
" هل ستقتلني ؟"
وأنفجرت ضاحكة بلا تصديق حين رفع مُسدسه عليها دون أن يرمش ولا لوهلة حتى
وضحكت أكثر لأنها رأتهُ وسيم جداً بعينيهِ الداكنتان بالظلامِ المقيت، وصدره العريض، جانب شعره المُبعثر الأسود، حقاً وكآنه كيان يوناني، بل ربما إبنٌ لأفروديت رمزِ الجمال والشهوة والحب السادي الجسدي!
رغم أن الوغد لا يجسد سوى نركسوس الذي وقع في حب ذاتهِ حتى مات على ضفة النهر مُتأملاً نفسه، لكنهُ أستطاع إيهابها الكثير من الإهتمام ..
ضحكها توقف وتحولت ملامحها للجمود حين طرق بالزناد على صدرهِ البرونزي الحجري
" لن أقتلكِ، حتى بعد كل هذا لن أقتلكِ لذا .."
أزدرد ريقه بمرارة وأعلن بشدة جنونية :
" لذا كلمة أخيرة بيبي .. أعطني كلمة واحدة لعينة كي لا أُفجر قَلبي الآن "
حينها ناظرتهُ سيڤار بجمودٍ، لم تكن نظرتها لغرض الشماتة أو التشفي، فقط التبلد التام
وعلى نقيض ما توقع، هي سارت للبار أمام نظراته المُتتبعة، ثمَ ألتقطت كأس من النبيذ تشترف منهُ بإستمتاع
ولم تكتفي بإستفزاز مشاعرهُ ببرودها، بل وأتجهت صوبه لتضع الكأس بين أنامله ثم أعلنت بإغراءٍ :
" أكرهك "
لم يتمالك چون نفسه وصفع وجهها بالكأس الذي كان في يده حتى تحطم
السخرية أنهُ عجز، عجز عن تشويهها بتلكَ الطريقة، رغم إرادتهُ لرد لها الألم أضعاف
الكأس تحطم في يده هو ، بين انامله، الزجاج غُرز في لحمهِ ، والدماء التي أرتسمت على وجهها لم تكن سوى دمائه
طرحت الأرض وصرخه مصدومة تغادر ثغرها، فلعن تحت أنفاسه وزئر مُمزقاً قميصهُ بهمجية فاقداً عقله
ثم أردف بجنون تام بعدما تعرى من الأعلى:
" رأيتِ كمْ تجعليني مُثيراً للشفقة بيبي ؟ "
أحتدت أعينه ثم طرق بالمسدس عدة مرات على جبهتهُ، وعيناه تنهشها بشراهة
" الأمر هُنا ، دائماً هنا ، أيتُها العاهرة الصغيرة، تلعبين لُعبة قذرة للغاية ومُدنسة "
زحفت للخلف حين لاحظت أن فستانها الصغير بالكاد يغطي خصوصيتها، وصدرها يعلو ويهبط بأنفاسٍ مَذعورة بينما ترى الأذى كله في يدهِ
بعد وهله عادت ملامحه للهدوء، للجوع والشراهة، للمزيد منها، وأرتفع ثغره بمكرٍ بينما ينحني أمام وجهها الخائِف :
" أسمحي لي يا شرقية "
" أبداً "
قالتها بحقدٍ تام وجسد مُرتعد أمامه، ورغم ذلكَ قلبها الأسود كان كُل ما اراد
تلاشت الأبتسامة عن وجهه وضربها بظهرِ المسدس في رأسها، فسقطت للخلف وأنعدمت رؤيتهَا بعدما أطلقت أنين حزين مُتألِم
" تباً لتلك السُخف "
هذا ما قاله قبل أن يعتليها، أظافره غُرزت في فخذيها لذلكَ أطلقت شهقات مكتومة
عيناها كانت مشوشة، لكن أذناها سمعت بإصغاء ملابسها وهي تُمزق، وهمسه المتلذذ عند أذنها رغم الألم الذي أختلط بهِ
يده بدأت تقبض عليها بشهوه وهمسه يزداد ثُقلاً :
" الجزء المُفضل لي في تلكَ اللُعبة، عندما أحاول كالمسخ المجنون ألا افقد شتاتي، فأقوم بتدنيسك، أجامِعُكِ مِراراً حتى يخرج قلبكِ من مؤخرتكِ "
أزدرد لعابه بجوعٍ وتابع بعدما زئر كالرعد عاضاً اذنها :
" تباً ، حقاً أنتِ عاهره مُتمكنة "
شهقت بألم حين سحب اظافره من جلدها وبدأ يلثم عنقها بشهوة مُطلقة
والآن حان الوقت كي تصمت، حان الوقت ليفرغ عليها طاقتهُ، كي تواصل كسره مراراً لاحقاً
لذلك أغلقت أعينها المُتقززة عن الواقعِ، وكل أنش يمسه يشتعل تلقائياً بسبب الطريقة التي كان مأخوذ فيها بكل منحنى من منحنياتها
لم يبخل عليها ابداََ السافل في منحنها قبلاتٍ وعضات مُتملكة، وهي لم تبخل عليه بإصدار أنينها المكتوم الفاحش
كره چون نفسه حين تناسى كل ما فعلتهُ وطغت الشهوة على غضبهِ، وكرهت سيڤار نفسها أكثر وأكثر حين خضعت لتلك الرغبة والشهوة التي أشعلها فيها، مُتخلية عن ستارِ كرامتها الكاذب
فمعهُ ، هي لا تملك سوى شظايا إمرأة
وهذه هي علاقتهُ معها
علاقة سامة ، لا يستطيع أحد منهما الإنفصال عنها رغم طقطقة ضلعهما من خُبثِ سُقمها .
____________
_______
تنهدت بروحٍ مُمزقة من الألمِ، ثم أنسحبت لطرف الفراش، فناظرها چون بمكرٍ حين تآوهت بخفوت تناظر جسدها بلا تصديق
كدمات على كل أنش منها، حرفياً كُل أنش، أفخادها البيضاء وبطنها، وصدرها، وعنقها المسكين، فناظرتهُ بغضبٍ، خاصةً بعدما أعلن مع آسفٍ مُصطنع :
" أوه يا زوجتي مسكينة، لن تحضري حفل اليوم هذا حقاً سيء، لكن لا بأس أجلسي على فراشي كالفتاة المُطيعة وفكري في كُل الأشياء السيئة التي فعلتيها حتى أعود لكِ مُجدداً "
أعلنت هي بنبرة هادئة، رغم حِدتها :
" لا أصدق أنني سأقضي ليلة كاملة دون إغراء رجالك، تعلم .. الكثير أتى فقط ليراني، ليرى زوجتكَ السرية بيبي "
ثم أنفجرت ضاحكة ثناء تمتمتهُ الغاضبة :
" بالطبعِ، ليلة كاملة بلا إغراء، ليلة دون إظهار حقيقتك العاهرة لذا يمكنكِ إرتداء المنامة السوداء حين عودتي كي لا أقتلك على تلك الكلمات السخيفة"
" لن أرتديها، قد أرتدي منديل لعين لإغرائك، لكنني لن أريح شهوتك بإرتداء ما تريد أنتَ "
" حبيبتي، ترتدين منامات زوجية خارج الغرفة، وعندي تكونين الشريفة الطاهرة التي تُدافع عن جسدها المُقدس في عالمٍ وردي وخِرفان الأحلام، وهذا لن يزيد سوى حسابك"
أتسعت عيناها وغزت وجهها حرارة غريبة، و طرق قلبها في صدرها بعنفٍ عندما قال حبيبتي ببساطة، وصدقٌ تام وكأن تلكَ الكلمة -المقصودة- ليست ثقيلة على صدرهِِ
تنهدت بحيرة، وقررت رد له الصاعقة إثنتين، فقالت:
" حاضر حبيبي، سأرتدي ثياب مُحتشمة كما تبتغي، هذهِ المرة فقط "
لكنها لم تتوقع ما حدث بعدها، هو سحبها أسفله مُحاوطاً عنقها بتهديدٍ
وقد كانت تلك المرة مُهلعة، حقاً مُختلفة عن كل مرة حاوط فيها عنقها، حيثُ تهديده كان قتلها حرفياً بلا تعبيرات مَجازية
" قولي تلك الكلمات مُجدداً، أحبكَ، حبيبي، أو أياً من مشتقاتها وسترين وجهي الحقيقي يا سيڤار، وجهٌ لا يعرف عنه هاريسون شيء، وصدقيني ، لن تحبي أي ثانية من حياتك بعدها، صراخك أسفل جلدات حزامي سيكون هو ذكراكِ السعيدة بالنسبة للأشياء التي سأفعلها بكِ، لذا أحذري "
ثم أنحنى مُقبلاً الدموع التي لم تُلاحظ أبداً متى أنسدلت :
" أبقيكِ حية لأني أحب نفسي جداً، وأعرف أن أي ألم منكِ لها، أفضل بكثير من لذة قتلكِ، لذلك، لا تجعليني أبتغي نهايتك بسبب تلك الكلمات الغبية، حسناً Sufletul meu ؟ ". _ روحي _
" حاضر "
قالتها بخوفٍ تام، فخفف قبضتهُ على عنقها وسألها بإبتسامة واسعة :
" حاضر ماذا ؟ "
" حاضر سيدي "
ضحك چون ثم قال بإبتسامة واسعة أكثر :
" صدقيني بيبي أشتقتُ لتلك الأيام ويبدو أني سأعيد أمجادها ثانيةً، لكن ليس هذا ما عنيته"
ترتفع عيناها الباكية له بحيرة وهلة، قبل أن تُدندن عن جهلٍ :
" حاضر Iubirea mea "
أغلق چون عيناه بتلذذٍ مُنحنياً، ليستند على جبهتها:
" قوليها مُجدداً "
" Iubirea mea " _ حبيبي _
" Sufletul meu " _ روحي _
ثم طبع قُبلة على وجنتها
" أحب حين تكُونين خائفة، هذا يهبني السلام، ورغم ذلك .. "
رفع رأسه مُناظراً أياها بهدوء:
" اللعب معكِ مُمتع جداً، لكن اليوم، لا أريد سوى السلام، لذلك فستان الحفل سيكون من أختياري أنا ، حسناً لذتي ؟ "
اومأت لهُ بخضوعٍ، فطبع على وجنتها قُبلة
" فتاة جيدة "
ثم نهض عنها
وخرج مِن الغرفة تاركاً إياها مُحتارة .
____________
_______
وكالعادة حين يكون الحاضر مُبعثر غير مفهوم، سنعود بالشهور للخلف والخلف، للماضي، ليوم كان نقله غريبة في حياةِ چيداء
هي أستيقظت على فراشٍ مُريح مُتوسط الحجم، في غرفة رجولية فارغة
أحداث الأمس خاصة الحفل هطلت على رأسها كصاعقة رعدية هزت بدنها كُله
يدها المُرتجفة بالهلعِ تتفحص جسدها، لكنها، كانت بالفعل شبة مُتجردة!
إنتفضت من فوق الفراش بهلعٍ، فـ-لم تجد نفسها سوى بقطعتي ثوبها الداخلي البرتقالي، فعادت تشهق باحثة عما ترتديهِ
تلثيمات على عنقها، وعار كامل في نفسِها، لكنها وجدت فستانها، في زاوية الغرفة..!
أرتدتهُ وخرجت بأنفاس هالعة تناظر الشقة التي كانت فيها، وحيثُ ظنت أنها ستجد آرثر، وجدت رجلٌ آخر أسود الشعر، ومُلتحي بذقنٍ مُرتبة ثقيلة وشوارب مُنظمة فوق ثغرةِ الوردي
أنفهُ عادي وعيناهُ واسعة، ولسببٍ ما في ملامحهُ، أدركت أن أصوله ليست غربية أبداً بنسبة كبيرة
ففي النهاية تستطيع تمييز بعض رجال بلادها من على بعد المئات
" ما الذي فعلتهُ بي ؟ "
أرادت أن تكون نبرتها واثقة وحادة، لكن چيداء فتاة عاشت حياتها داخل دائرة مُغلقة، وها هي تُخطي أول الخطوات خارجها، بطبيعة الحال ستكون ضعيفة، هشة، وقابلة للإحتواء
" يمكن نجدتِك من محاولة أغتصاب ؟ "
تحدث بالعربية العامية، فتهللت أساريرها نحوه، وأجابته بالإنجليزية لسبب لا تعرفهُ
وكأنها تمنع عنهُ فكرة علاقة بينهما ولو كانت صداقة!
" شكراً .. لكن لما كنتُ عارية ؟ "
" أستغفر الله! ، لا تذكريني! "
مُسلم ؟
" وجدتك هَكذا ، وصدقاً كنتُ مشغول بالهروب من مأزقٍ وقعتِ فيهِ، وبعد رؤية رد فعلك الآن، أحاول جاهداً ألا أعيدك للمُدلل. "
" لا شكراً ليك، شكراً جداً "
قالتها بالعامية مع تلقائية تامة، فأرتفع ثغره بمكرٍ وهلة، قبل أن يجلس على الأريكة فارداً أقدامه، وقوس كلا يديهِ أسفل رأسه:
" العفو "
ثمَ صمتَ، وتابع بحيرة :
" أنتِ عربية الآصل، في بلاد غربية وحدك وهذا لن يثير ريبتي أكثر من كونك في حفلٍ لا ينحدر لعاداتنا ، فلِما ؟ "
قبضت چيداء على الصليب في عنقها، ثمَ أعلنت بإمتعاض تُحاول إخفاء حقيقة عفويتها الغبية :
" آمور شخصية وغلطة مِش هكررها، لكن شكراً لك مُجدداً، أنا فعلاً مدينة "
زم شفتيه وأعلن غامزاً مع صفيرٍ شبابي:
" بل قارة بأكملها "
ثم أنفجر ضاحكاً حين تراجعت بهلع ظناً أنه قد يُقدم على فعله هوجاء
" لا تخافي كان مُجرد غزل عفيف ثقيل الدم، فأنا لمْ اتغزل بأنثى عربية منذ أعوام، والأن، هناك فطورٌ على الطاولة، ثم يمكنكِ الرحيل "
اومأت بالرفض وأعين هالعة، هي لن تشرب أو تأكل من يد غير خاصتها بعد الآن، قد فهم نظراتها فإبتلع إهانتها وقال :
" على العموم، إسمي أحمد "
أجابتهُ بإبتسامة وتلويحة بريئة :
" وانا چيداء "
أبتسم في المُقابل، ثم ألتقط مفاتيح سيارته وأعلن بنبرة شبه خجول:
" أنا لم أمسسكِ بأبصاري يا چيداء، وضعتك أسفل الأغطية وألقيتُ فستانك راحلاً، أعيش وحدي لذلك كان من الصعب أن البسك فستانك! ، بل وشبه مستحيل "
أومأت له بحزن :
" اعرف ، وصدقني مُمتنة لذلك، لأنك تركتني كما كنتُ "
ناظرها بقلة حيلة، ثم عاد يمزح :
" لكن لا تخافي ، أعدك بعدما أوصلكِ، سأتظاهر اني لا اعرفك ، سنعود غرباء يا چيداء "
اومأت له بشرود :
" بالطبعِ ، سنعود غرباء "
وهذا ما حدث ليلتها، لم تكن تعرف كيف ولما أنقذها المدعو أحمد، أو حتى ما الذي كان يفعله في هذا الحفل لكنه أوفى وعده
لم تصدق أنها خرجت من تلك الليلة عذراء، غير مُدنسة، مُغتَصبَة، ويا الهي لقد صلت شُكراً لله على نجدتهُ لها المُتمثله في شابٍ شهم
ربما عقيدته تختلف عنها، لكنه قد أكتسب أحترامها وهذا كافي، لكن ما الفائدة وقد تلاشى من حياتها كما وعدها ؟
ربما ظلت تحلم بهِ لثلاث أسابيع مُتتالية، لكنه تلاشى، وأنتهى الأمر، فتناستهُ.
بينما بالنسبةِ لأحمد لم تكن چيداء مُميزة كثيراً، فهو في النهاية قد رأى العديد من النساء
حملهُ لفتاة شريفة فاقدة للوعي مع قطعتي داخليتها ووضعها في فراشهِ دون أن يناظرها كان إختبار صعب لكنهُ نجح فيهِ
شعر أن چيداء مثل أخته الصغيرة التي أشتاق لها، لسنوات عديدة لمْ يرى أهله
وفجأه جائت هي تتمثل فيهم
لكنه لم يتوقع المفاجأه التالية
لم يتوقع أن يَطرق أحد بابهُ وحين فتح لم يجد سوى ظرف غير مصحوب سوى برسالة مطبوعة واحدة
" لقد أنقذتَ فتاة تحت حمايتنا، وها هي مكافأتك"
وجد مبلغ مادي سيقلب حياته رأساً على عقب، وقد تأكد ..
تلكَ الصغيرة البريئة متورطة مع شخصية لا يُستهان بها ولوهلة خاف عليها، لكنهُ محى ذلك الخوف وقرر أن الإبتعاد راحة لهُ
ولها .
____________
_______
بينمَا في الحاضر القريب
ناظرت سيڤار نفسها في المرآة بإمتعاض، فستانٌ كحلي مُغلق، واسع، طويل، ومُحتشم!
أبداً لا يناسبها ولم تبدو فيهِ جميلة
لذا أبتسمت بمكرٍ مُتجهة لخزانتها، ثم أخرجت فستان كحلي نفس الدرجة، لكن تصميمهُ مُختلف وقد عرفت.
ستكون الليلة رائعة!
حقاً حقاً .. رائعة!!
يتبع ..
***
تمْ نشر الفصل بناءاً على طلبات الكثير رغم أن التفاعل على الفصل الفائت كان بطيء جداً وأحبطني😂⚰️
المُهم ، ربمَا حادثة المقص لمْ تكن سوى بداية ✂️
+ تتوقعوا فعلاً چيداء مُتورطة مع أحد ؟
وإن صحت العِبارة،.. فمن سيكون ؟
الفصل القادم بالنسبة لي كضربة حياة في قلبِ الرواية، سترون وجه صوفيا الحقيقي، وستعرفون لما هي المُفضلة لي بعد الأبطال 💜
وكالعادة سترون وجه جديد من أبني چون _ تمسح دمعتها الفخورة_ 💖
والآن أدعوا لي لأنني أتعرض للعقاب كثيراً هذه الأيام :')
💜 أحبكم جميعاً ودمتم سالمين 💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top