(10)
#سيظل_عشقك_مرادي
(الفصل العاشر)
بقلم نهال عبد الواحد
منذ بضعة أسابيع، يوم السابع عشر من نوفمبر لعام ألف وتسعمائة سبع وتسعين، مذبحة الأقصر، في معبد الدير البحري (معبد حتشبسوت)، يوم أن شنت عناصر إرهابية من الجماعات الإسلامية هجومًا إرهابيًا على السائحين بالأسلحة الآلية والأسلحة البيضاء، قتلت عشرات وأصابت عشرات، مشهد الدماء المراقة لا يفارقه، يكاد يزهق روحه مهما مرت أيام وأسابيع، ويزيد من ألمه الإساءة للدين بحجة أنه الجهاد في سبيل الله.
هاجمهم بشدة خلال خُطبه ودروسه على مدار الأسابيع السابقة، لكن غضبه لا زال متأججًا داخله، لم يكتفي بعد.
في النهاية هو مجرد شخص عادي، كم يسمعونه؟ مجرد مئات أو بضعة آلاف من الناس، يشعر بثقل حمله، خاصةً مع استياءه من عرض الأمس من أحدهم على أغلب ظنه.
هو لم يخشى تهديدهم، حتى لو فعلوها وقتلوه مثلما قتلوا الكثيرين، ممن يهاجمونهم أمنيًا أو فكريًا.
بالإضافة لكلمات ابن عمه بالأمس، قد يجئ الوقت الذي تهاجمه الحكومة نفسها بعد انتهاءها من كابوس الإرهاب؛ خشية من تزايد شعبيته.
وهذا أيضًا لا يؤرقه، هو فقط حوّله لشخص مهدد دائمًا بالأخطار المختلفة، يشبه كثيرًا رجال الأمن الحاملين أرواحهم بين أكفتهم، لكنه اختار، ووحده المسؤول عن نتيجة اختياره، سيظل في طريقه، سيصمد لتحقيق هدفه ومراده في محاربة الجهل وتشويه الدين، بنشر تعاليمه الحقيقية وسماحته.
كيف له وسط كل هذا يعاني من وحدته؟ بل ويفكر في من تشاركه حياته!
لكنه مهما كان بشر له قلب وشعور، وهذا القلب قد تمرّد ومال رغمًا عنه، وماذا عساه أن يفعل أحدهم إن سقط في شباك الحب! إلا أن يختار هذا الحب ويعيشه بتفاصيله حتى ولو أيامًا قلائل!
لكن ماذا عنها هي؟ مصيرها بعده! انتهاء حياتها قبل أن تبدأ، تراه قد أصبح أنانيًا يريد كل شيء!
أفاق من شروده على صوت طرقاتها لباب غرفة مكتبه المفتوح بالمجمع الخيري، مع صوت عطساتها وهمسها بالحمد.
ابتسم بعينيه دون أن يلتفت إليها سامحًا لها بالدخول مع تشميت عطسها، أعاد ظهره للخلف مغمضًا عينيه، متمايلًا يمينًا ويسارًا، أمسك بالجسر بين عينيه في محاولة لترتيب فوضى الأفكار والمخاوف داخل رأسه، يحاول تذكر السبب الذي استدعاها من أجله، أو بمعنى أدق المدخل المناسب للحديث...
قاطع شروده كلماتها: واضح إن حضرتك تعبان ومجهد، لسه كلام امبارح مأثر عليك!
أجاب بشرود: حاسس إني مهما بعمل واقف في مكاني مفيش تغيير، منظر الحادثة الأخيرة مش عايز يسيبني.
- هي فعلًا حادثة بشعة، بس هم غيّروا وزير الداخلية وإن شاء الله الأوضاع تتحسن! وبعدين حضرتك قايم بدورك ومش مقصر.
- المصريين طول عمرهم عاطفيين، لا يقبلون المساس بمعتقداتهم الدينية منذ أقدم العصور، وأيضًا يمكن استغلالهم من خلالها، بمجرد أن أحدهم يتكلم معاهم باسم الدين يتبعوه قلبًا وقالبًا، بل ويدافعون عنه، عشان كده في حاجة ملحة لتبسيط الخطاب الديني ونشره بوسطية أكثر، هم عاملين زي النار في الهشيم بتنتشر بسرعة، محتاجين نضاعف مجهودنا، انا لوحدي غير كافي أبدًا، أتمنى لما يستمعوا لأي أفكار ملتبسة يفكروا في الكلام ويعملوا العقل بعد ما يكونوا تعلموا الحقيقة بحق.
- يفكروا في الكلام ويعملوا العقل!
- طبعًا، ربنا ميز الإنسان وأكرمه بالعقل وأعطاه فرصة التفكير والاختيار، والمفروض إنه يتعلم عشان يحسن الاختيار، ربنا لما بعث كل رسول لأمته ودعمه بمعجزة إلهية، كان مهم جدًا أن تكون المعجزة من نفس المجال الذي يبرعون فيه القوم حتى يصبح الأمر أكثر وضوحًا عليهم، فمثلًا بعث نبي الله موسى عليه السلام في قوم يبرعون في ألوان السحر، فجاءت معجزته تفوق ألوان سحرهم، فخر السحرة سجّدًا لأنهم أعملوا العقل وتأكدوا أن ما أمامهم شيء خارق للعادة فاختاروا الحل، ونزل القرآن الكريم في قوم بارعون في اللغة العربية وألوان الشعر والفصاحة، فلما استمعوا إليه أدركوا أنهم أمام شيء خارق للعادة، وده حصل مع الكثير ممن ذهبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثقة أنهم سيستطيعون تمييز القول، وبالفعل كانوا بيتأكدوا أنه كلامًا عجبا، لكن بتعاقب الأجيال وتداخل الأجناس وضعف اللغة العربية مع الجهل، ويجئ أحدهم يقول قال الله وقال الرسول بمدى فهمه السطحي المختلط، سواء عن عمد أو حتى بجهالة، بسهولة يصدقه الكثير ويتبعوه وهم ظانّين أنهم أولياء الله، عشان كده لازم أفضل أشرح وأفسر، لازم ألح إن ماحدش ياخد العلم أو الفتوى إلا من أناس ثقات وأهل علم بحق، عارف إني مش هغير الكون لوحدي لكن مش قادر أسكت.
- حضرتك محتاج ترتاح عشان تقدر تفكر صح وتكمل طريقك ومرادك يا دكتور، روح استريح يوم أو اتنين!
- صعب جدًا، الوحدة القاتلة اللي في البيت بتخليه ما يكونش مكان راحة أبدًا.
ابتلعت ريقها بألم من أجله، ثم عطست ماسحة أنفها الحمراء، ابتسم قائلًا دون أن يلتفت إليها: يرحمكم الله! بردتِ يا آنسة من اللعب بمية الشتا.
ثم عطس هو الآخر، شهقت بصوتٍ مسموع، اتسعت عيناها، التفتت إليه وأهدرت بصدمة مشيرة إليه بسبابتها: إنت كنت بجد! قصدي حضرتك!
أومأ برأسه ثم سكتا ولم يُسمع سوى ضجيج نبضاتهما وبعد فترة سألها ببعثرة: هو أنا وسط كل المهام دي، ومتقبل صعوبة طريقي بس تعبان من وحدتي ده يبقى...
وبتر جملته، سكت هُنيهة ثم أكمل: أنا ينفع حد بظروفي دي يشاركني حياتي! بشرط إنه يساعدني ويقويني مش يحبطني ويدفعني للبعد عن طريقي ده!
سكتت عشق ولم تعقّب إلا بعطسة وهمست بالحمد فأجاب: يرحمكم الله! على فكرة أنا كنت بكلمك ومنتظر إجابتك.
أومأت بتيه هامسة: مش عارفة!
- مش عارفة إيه!
- طب ممكن حضرتك توضح أكتر عشان أقدر أفهم قصدك!
قالتها بأكثر تيهًا وبعثرة واضحة، فقال وقد التفت إليها: لو في واحدة ميّال لها وبتمنى إنها تشاركني حياتي وتتحملني وتتحمل مسؤولياتي من غير ما تتذمر ولا تحاول توقفني، يا ترى ممكن تقبل ولا هكون شخص أناني عايز كل حاجة!
رفعت عيناها تحملق فيه فأربكته كثيرًا بنظراتها التائهة، فأومأ: هه!
- هه إيه!
- يعني ممكن توافق!
- وليه لأ؟!
- عشان المسؤولية والحمل اللي هتشيله.
- بس مفيش حياة من غير مسئولية.
- يعني ممكن توافق!
- هي حد معين يعني!
أهدرت بها بأنفاسٍ عالية، ونبضات قلبٍ أشد من قرع الطبول، فسكت هُنيهة، زاغت عيناه بارتباكٍ شديد، وأومأ برأسه يوافقها وأهدر: حد معين، وقاعدة أدامي كمان...
ابتلع ريقه وأكمل بارتباك: مش عارف إزاي ولا لاقي سبب! رغم فرق السن! وحوارنا اللي عمره ما كان إلا رسمي جدًا وبدون أي تجاوز، لكن ده اللي حصل! مش عارف إن كنت تخطيت حدودي وضايقتك، أو اقتحمت خصوصيتك!
أومأت برأسها نافية، أجابت: حضرتك عمرك ما تخطيت حدودك ولا ضايقتني... كل الحكاية إني مش مصدقة.
- مش مصدقة مفاجأة ولا صدمة!
ابتسمت بهدوء وقضمت شفتيها بخجل، تنهد ناظرًا لأعلى ثم التفت إليها وقال: أرجوكِ عايز كلام واضح، أنا غرقان في شبر مية ومش عارف أتكلم.
اتسعت ابتسامتها التي أضاءت وجهها، تأمل ابتسامتها قليلًا ثم استدار برماديتيه عنها قائلًا: طب بطريقة تانية، ينفع تحددي موعد مع أهلك آجي أتقدم لك ولا طلبي مرفوض؟
أومأت برأسها هامسة بخفوت: آه.
- آه إيه!
- خد ميعاد.
قالتها بارتباك وصوتٍ مرتعش، فاركة يديها ببعضهما بتوتر، ناظرة للأسفل، وقد اكتسى وجهها بحمرة الخجل ولا زالت قاضمة شفتيها، ثم عطست وهمست حامدة.
قال مبتسمًا: شفاكِ الله وعفاكِ!
أومأت برأسها ممتنة، فأكمل: آخد ميعاد آخر كلام ولا إيه!
أومأت برأسها موافقة على استحياء، فقال: بمشيئة الله هحاول يكون الموعد آخر الأسبوع ده عشان يكون قبل فترة امتحاناتك وقبل استعدادات رمضان.
أومأت: إن شاء الله!
فابتسم متسآلًا: كنتِ بتقولي للولاد إيه بأه ساعة ما طلبت منك تعدي على المكتب.
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكها على استحياء وأجابت: أصلي ببسطلهم الشرح بنشيد، هو... هو حرام!
- كلمة حرام دي كلمة كبيرة لا تُقال على كل شيء، صوت المرأة نفسه ليس بعورة، يعني تقدر تتكلم وتتناقش وتشرح، اللي لا يصح هو التقعّر في الحديث والخضوع في القول طريقةً أو موضوعًا، أو التحدث بكلمات تحرّك المشاعر، وانتِ فقط شرحتِ بطريقة سلسة، وعلى فكرة أكتر من ولي أمر شكر فيكِ وفي أسلوب شرحك.
- بصراحة كان في مدرسة بتشرحلي كده وأنا في اعدادي، حتى كانت بتغنّلنا القواعد فلحد دلوقتي لسه فاكراها.
- كنتِ بتقولي إيه بأه عشان كانت الأنشودة دمها خفيف!
كتمت ضحكها مجددًا، انتظرت قليلًا ثم قالت بصوتٍ على وشك الانفجار ضاحكًا: أتعجب أقول، ما أحلى الفول! مبتدأٌ ما، فعل ومفعول، أعظِم بالفول، فعل وفاعل ومفيش مفعول...
فانفجر ضاحكًا بينما هي ضحكت على استحياء، لكنها ظلت محملقة في هذا الوجه الضاحك بملء صوته لأول مرة، كان رائعًا وجذّابًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حمدت ربها من داخلها أنه لم يكن ضحّاكًا طوال الوقت، وإلا لاحترقت غيرةً كلما التفتت إليه إحداهن.
تطلعت لكل إنشٍ في ملامحه، هو بحق عنوان للوسامة، بل رأته في وسامته ينافس نجوم الفن والإعلام.
لاحظ نظراتها المنبهرة المدققة، شعر بالحرج، تنحّى بوجهه عنها متنحنحًا عائدًا لطبيعته، ثم تحدث بجدية: المعلم الجيد هو اللي بيتفنن في تبسيط المعلومة وتقديمها بشكل جذاب وسلس.
أومأت برأسها موافقة، نظرت إلى ساعتها قائلة وهي تنهض واقفة: طب هتضطر أستأذن عشان الحق أروح قبل المغرب.
أومأ برأسه وتابع: في حفظ الله، ياريت تكتبي لي رقم تليفون ولي أمرك.
قضمت شفتيها بخجل، أمسكت القلم وورقة صغيرة من الورّاقة قد أعطاها لها، كتبت رقم منزل خالها، ثم استأذنت مغادرة.
انصرفت عشق، تبعاها بعيناه وابتسامته متسعة، بل شديدة الاتساع، كل إنشٍ فيه يضحك ويبتسم، كأنما لُونت الدنيا فجأة واصطبغت باللون الوردي حتى أنه شعر بأصوات تغريدات طيور عذبة تنشر أروع الألحان في أذنيه.
ظل محملقًا بعشقٍ في طيفها لدرجة أنه لم يشعر بذلك الجالس المحملق فيه، يضرب كفًا بكف، وفجأة انتفض مراد انتفاضة بسيطة عندما انتبه أخيرًا لوجود هشام ابن عمه، تنحنح غارسًا أصابعه وسط شعره ثم مسّد لحيته بيده قائلًا: إزيك يا إتش؟!
أومأ هشام مبتسمًا: الحمد لله!
حكَّ مراد مؤخرة رأسه ببلاهة غير مألوفة متساءلًا: هو انت هنا من إمتى؟!
اتسعت ابتسامة هشام وتابع بمراوغة: ياه لسه فاكر! ماحستش بوجودي!
أومأ مراد برأسه نافيًا دون أن يعقب، فقال هشام: مش مهم انا هنا من إمتى! المهم إنك خت بالك من وجودي، توقعت إن رمضان هيجي علينا وانت لسه ماختش بالك.
- بطّل مبالغة.
- سيبك انت، أنا أول مرة اشوفك فرحان أوي كده، شكل أبو الهول نطق!
- نطق إزاي يعني؟
- يعني أخيرًا قُلت اللي في أعماق قلبك.
- مش بالظبط كده، أنا بس سألتها لو توافق تشاركني حياتي بكل زحمتها، ووافقت، فخدت منها رقم خالها، ولي أمرها يعني.
قال الأخيرة بسعادة كبيرة، فاستطرد هشام: جميل، بس اسمع بأه الخلاصة من العبد لله، بأه الستات دول مهما عملت وعاملتهم كويس وجبتلهم، لازم تقول بحبك مباشرةً، لازم تتغزل في جمالها وعمايلها طول الوقت، صحيح هم بيفهموها وهي طايرة، لكن في دي بالذات لازم تقولها في وشها كل شوية، يا إما هتعتبرك ما بتحبهاش أو حبك قل، أو ممكن كمان تلبّسك تهمة وتدّعي إنك تعرف واحدة عليها!
ابتسم مراد مومئًا ولم يعقب، عقد هشام حاجبيه قائلًا: زي ما تكون بتستخف بكلامي!
- حاشا لله يا أخي! كل الحكاية إني مأجل موضوع المصارحة ده، مش وقته.
- ليه يا آخر صبري؟! ده انا ماصدقت إنك خدت خطوة!
- أنا أحب يوم ما أصارحها بحقيقة مشاعري، تكون حلالي، أقدر أعبر بحُرية وبدون قيود، أتكلم وعيني في عينيها، وكل ملامحي بتتكلم مع لساني، وتبوح بإحساسي، مش أبقى بتكلم وضميري بيصرخ من جوايا عشان أغض بصري وما ينفعش أطول في نظرتي ليها كده، في الآخر الخاطب لا حقوق له، ده مجرد وعد بالزواج.
- خلاص لما تتفق معاهم، عجّل بكتب الكتاب.
- وإيه الفرق يا ناصح!
- إيه الفرق! إنها بأت مراتك.
- ما حصلش، في الحالة دي العقد مجرد حبر على ورق.
أومأ هشام معترضًا، فأكمل مراد: العقد ده وسيلة توثيق للزواج، مجرد وثيقة حديثة لحفظ حقوق الطرفين نصّ عليها القانون بما لا يخالف الشريعة وتداولها العقد المجتمعي، هو العقد فقط شرط من شروط الزواج!
- لا، لازم القبول و وجود ولي للعروس والإشهار طبعًا.
- جميل! بعد العقد ده لو العروس زُفت على بيت زوجها يبقى أصبحت زوجته، بموجب الشرع والمجتمع وبعد إذن وليها، وأصبح عليها من حقوق الزوج من السمع والطاعة، وحق الفراش، وحق أخذ الإذن قبل الخروج من المنزل، لكن لو عَقَد ولا زالت في بيت أبيها، فهو مجرد خاطب لا حقوق له، فطاعة أبيها أولى منه، تقدر تخرج بدون انتظار أخذ الإذن منه، إلا لو بلغته محبةً وودًا منها، لكن لو خرجت بدون إذنه هل تأثم وقتها! طبعًا لأ بعكس لو كانت زوجته في بيته، وطبعًا ليس له حق الفراش وما شابهه، الإشهار الحقيقي هو إنها بعد العقد تذهب بيت زوجها، لكن قبل كده هو خاطب عاقد لكن لم يؤذن له أن يكون زوجها...
ثم قال: بطريقة تانية، لو واحد زوجته غاضبة وحب يصالحها فحضنها مثلًا وأجلسها على رجله، ربّت عليها بخفة، دغدغها، داعبها بأي طريقة، ودخل أبوها أو أخوها وشافهم، مؤكد هيخرجوا على استحياء وهم سعداء إن زوج بنتهم رجل لطيف يتودد لزوجته بل وهيدعولهم بصلاح الحال، لكن لو كان مجرد عاقد، هنا هو اللي هيكون على استحياء ومش بعيد يسمع توبيخ أو يراه في وجوههم، يا إما يكون متبجح ويتجاهل ردود أفعالهم، الصح صح يا هشام وطول ما في احترام الحدود لآخر وقت بيكون أفضل، أنا بتقع تحت إيدي مشاكل كثيرة بسبب أخطاء الناس، وفهمهم إنه مادام عقد يبقى زوج، فتنزع العروس حجابها ومعاه حياءها وتتزين له كأنه زوجها ويقعدوا في مكان مغلق بدون محرم وتبدأ التجاوزات وغالبًا تنتهي بمشاكل فادحة، يا بني إنت عاقد لكن مش معاك إذن من أهلها إنك ترتقي لمنزلة الزوج، يبقى ريحوا نفسكم وما تعقدوش إلا يوم الزواج الحقيقي، يرد علي واحد يقوللي عشان يقدروا يقعدوا ويخرجوا مع بعض براحتهم، وليه؟ ما تنجزوا في الوقت، وإيه المانع من التعارف المهذب وسط الأهل! إيه المانع من الالتزام بالحدود لآخر وقت! في جميع الأحوال المعرفة الحقيقية لا تظهر إلا بعد العشرة المباشرة، وده مش معناه إني بحرّم حاجة، دي وجهة نظري الأكثر حيطة مش أكتر.
وبالنسبة لي عندي سبب قوي، عايز أخليها حرة في قرارها لآخر لحظة، في فرق بينا في السن، بالإضافة لطبيعة حياتي ومدى صبرها وتحملها، مش عايزها تشعر إنها اتدبست، عايز القرار يفضل معاها لآخر وقت بدون قيود، أنا كنت صريح معاها وقُلتلها إني مش هتراجع عن طريقي ومحتاج شريكتي تكون مساندة ومدعّمة لي، ما تملش وتبدأ توقفني عن الاستمرار في طريقي، ووقت ما تشعر بده تقدر تاخد قرارها وتتراجع بسهولة، فاهمني يا هشام!
أومأ هشام بتفهّم وتنهّد قائلًا: فاهم يا مراد...
Noonazad 💕💗💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top