قراءة لما حدث البارحة.. جوان ملّا.
كتير شغالة الاختلافات والخلافات على وسائل التواصل مشان اللي صار اليوم، مع أنو متوَقع ومو غريب ومانو غير قانوني
اللي صار اليوم بكل بساطة أنو قوى سلطة الأمر الواقع الثورية نصّبت رئيس للبلاد ليدير مؤسسات الدولة بالمرحلة الانتقالية وكتير هي القصص صارت بعدة دول قبل وممكن تصير فيما بعد والغاية منها منع الشغور وملء الفراغ اللي بيحصل بعد الثورات أو تغيير السلطة
* ليش نصّبوا #أحمد_الشرع رئيس وما أخدوا رأينا؟
لأنو مافي دستور ومافي مناخ ملائم لإجراء انتخابات رئاسية أو انتخابات لمجلس الشعب، وهو صار رئيس مرحلة انتقالية "رئيس مؤقت"، وبس يقرر يترشح مثلاً بعد ما يتم إقرار دستور وينتخبو الشعب ساعتها بيكون أول رئيس شرعي منتخب بعد الثورة، بس هي المرحلة بدها شخص يديرها، مين بدهن يجيبوا؟ مافي حدا بالواجهة غيرو حالياً والدول الخارجية كمان متفقة معو وعم تعطيه الفرص لإثبات نفسو لأنو أكيد هيّ عم ترسم الوضع السوري معو، طبعاً لأنو مافي دولة عربية قرارها سيادي من راسها لا هلأ ولا بعدين
* طيب ليش مافي مناخ ملائم لإجراء انتخابات هلأ؟
لأنو قسد مسيطرة على ثلث مساحة سوريا تقريباً وما صار اتفاق معها، وفصائل السويداء ما سلموا سلاحهم وما خلصت معهن المفاوضات، وملايين السوريين خارج البلد ومافي إحصاءات رسمية لعددهن، ونص البلد واقعة بالأرض وفي ناس بالمخيمات مو قادرة ترجع ع بيوتها لأنو أصلاً مافي بيوت! ولا ننسى موضوع ملف د ١١ عش فكيف بدو يكون عقلها مين تنتخب؟ في كذا ملف عالق لازم ينحلوا بالأول، الاستقرار أولاً ثم الدستور فالانتخابات
* متى تنتهي المرحلة الانتقالية؟
المتعارف عليه أنو تكون بين 18 شهر لسنتين ونص بالكتير تقريباً حتى يتشكل دستور جديد و يتم الاستفتاء عليه من الشعب وإقرارو رسمياً، بعدها بتجي مرحلة انتخاب الرئيس ومجلس الشعب في حال ضَل الدستور قائم على نظام رئاسي أو شبه رئاسي، بينما إذا صار نظام برلماني مننتخب بس مجلس الشعب وهو بدورو بيختار الرئيس "وبيكون أول رئيس شرعي منتخب بعد انتصار الثورة"، والفترة اللي رح تسبق إقرار الدستور الجديد بدو يكون أحمد الشرع رئيسها حتى لو تغيرت حكومة تصريف الأعمال
* هل هذا انقلاب؟
لا مو انقلاب، هو تحكم سلطة الأمر الواقع بالوضع الحالي لتسيير أمور البلاد ودمج الفصائل كلها بجسم واحد عسكري لبدء عمل مؤسسات الدولة على أساس مؤسساتي بفكر دولة، ومشان يكون في رئيس يمثل سوريا بالمحافل الدولية، وتندار الإدارات بطريقة طبيعية بالتدريج
* شو السيناريوهات المحتملة للفترة القادمة؟
كتير في سيناريوهات جيدة وأُخرى سيئة، يعني ممكن تمر المرحلة على خير انشالله "وهاد اللي منتمناه" لبين ما نوصل لدستور ورئيس و مجلس شعب، أو ممكن "لا سمح الله" يصير تمرد مفاجئ داخل هي الفصائل اللي توحدت نفسها، وممكن يصير عملية اغتيال، ممكن يصير انقلاب، ممكن يصير احتلال، ممكن ثورة جديدة، ممكن حرب أهلية" هي السيناريوهات اللي بتخوّف واللي منتمنى ما تصير ونروح باتجاه الهدوء"
* أيمت الخوف بيصير مشروع؟
لما تصير السيناريوهات اللي بتخوّف اللي قلتا فوق، أو يصير في استئثار بالسلطة بعد انتهاء الفترة الانتقالية، أو يصير إقصاء لمكونات المجتمع، أو لما تتشكل حكومة بعيدة عن التكنوقراط، أو لما نشوف انو في وعود ما عم تتنفذ على أرض الواقع، أو لما نشوف أنو في قرارات عم تطلع مو لصالح الشعب أو يكون في استمرار لأعمال العنف، أو وجود طائفية إما من أفراد الشعب نفسو بين بعضو أو من الجيش الحالي على الشعب أو بعض فئاته أو يصير تقييد للحريات السياسية أو الفردية أو الشخصية "وهاد اللي لازم تسعى الحكومة ونحنا أنو ما يصير"
* ليش مددت الحكومة 3 شهور إضافيات؟
لأنو الملفات اللي عم ينشغل عليها بدها أكتر من ٣ شهور شغل، من الكهربا، للنفط، للزراعة، للصناعة، للتجارة، للخارجية، يعني الجماعة بدهن ياخدوا وقت لإثبات الذات إما بينجحوا أو لا، واذا مشيوا هلأ رح نفوت بسياسات جديدة لحكومة جديدة، فالتأني خيار أفضل لوضع أساس للمراحل القادمة
* ليش تأجل الحوار الوطني؟
لأنو مافي مناخ ملائم للحوار الوطني كمان، بس اللي صار اليوم هوّ أول خطوة لإمكانية إجراء حوار وطني لازم يجمع الجميع بعد فترة من المفاوضات اللي مستمرة لليوم وأهمهم المفاوضات مع قسد والدروز وأكيد ممثلين عن باقي الطوائف من العلويين والمسيحيين والاسماعيليين بالإضافة للحقوقيين والنساء وغيرو وغيرو
* مين رح يشكل مجلس تشريعي مؤقت ولجنة دستورية وعلى أي دستور بدنا نمشي هلأ؟
المجلس التشريعي المؤقت "يعني مجلس شعب مؤقت مصغر" بدو يعملو الشرع نفسو، ومفروض تكون غايتو سن قرارات يجب أن تتلاءم مع الدستور
طيب مافي دستور شو منعمل؟
الحديث يدور حول تطبيق دستور عام ١٩٥٠ بالفترة الحالية "بس هالشي ما أكدتو الحكومة للأمانة" هي مجرد تحليلات ولقاءات من بعض أفراد الحكومة سمعتا شخصياً، أحدها لوزير العدل اللي قال هاد الشي
أما اللجنة الدستورية مفروض تتشكل من اختصاصيين حقوقيين يلتزمون الحياد واتباع قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان والأفضل تتشكل هي اللجنة بعد الحوار الوطني "بس موضوع هي اللجنة غامض حتى اليوم وما منعرف مين رح تكون وهي مشكلة"
* شو لازم نعمل نحنا هلأ كشعب منطقياً؟
مفروض نساعد هي الحكومة لتجتاز هي المرحلة بهدوء ونجاح ونحاول نحنا و هنن ما يصير فوضى بتاتاً، لأنو اي فوضى رح نرجع معها لنقطة الصفر مرة تانية.
ومفروض ننطر ونشوف النتائج على أرض الواقع، ف بس تكون سيئة نحكي وبس تكون جيدة نحكي.
مفروض نعرف ثقافة الحرية أو شو يعني الحرية، والنقد البنّاء وتقبل الآخر ما نكون رُعاع ولا مطبلين ولا نعيد السيناريو القديم، نعرف شو إلنا وشو علينا، حقوق وواجبات، نفهم ونستوعب انو هي الحكومة لخدمتنا، مو نحنا بخدمتها، وانو ممتلكات الدولة إلنا نحنا الشعب مو لأي حدا ولا لخدمة أي سلطة، الأبنية الحكومية، الوزارات، المديريات، هي ألنا كشعب فقط مو لحدا، نقرأ كم معلومة قانونية عن سوريا ورؤساءها ودساتيرها وتاريخها، الانترنت موجود
*شو نعمل بالتخلف والغباء والاستفزاز المنتشر من البعض على السوشال ميديا؟
في ناس كتير منتشرة ما عندها جنس الثقافة السياسية أو القانونية ولا إعمال الفكر، ولا يغركن الشهادات الجامعية اللي ممكن يكونوا حاملينا، في انتشار واضح للوقاحة وقلة الترباية وقلة الذوق والتشبيح بنكهة جديدة لمجرد الاختلاف بالرأي، هدول الناس اللي بيعلقوا "تبع الطموا أو ابكوا بترتاحوا أو ليش ما حكيتوا من خمسين سنة ومَن يحرر يقرر" لا تناقشوهن أصلاً، دغري بلوك أو تجاهل لأنو التدَنّي رح يجر تدَنّي
* شو أسوأ شي صار اليوم؟
غياب وسائل الإعلام الرسمية، والاعتماد على التلغرام فقط بنقل الأخبار، سانا اليوم غير كافية، بدنا التلفزيون الرسمي يرجع، والإذاعة الرسمية ترجع، هي المؤسسات العريقة لازم تستمر وتطلع بصورة عظيمة ديمقراطية منفتحة حرة، لأنو نحنا كنا أهم تلفزيون وإذاعة بالوطن العربي ولازم نرجع لهي المرحلة الحلوة، وغياب وسائل الإعلام الرسمية كتير شي معيب ولازم يتم تداركو فوراً، والبلاد مليانة خبرات، مو صعب يتأمن شخص اكاديمي راقي حتى يدير المؤسسة الإعلامية الرسمية
* الخلاصة؟:
نحنا بمرحلة بدنا نتفاءل ونتأمل فيها ونمد إيدنا لبعض وللحكومة الحالية واللي جايي، والتفاؤل الحذِر أيضاً مطلوب، حتى نشوف نحنا وين بدنا نروح؟ وهل رح نصير بمكان يحقق تطلعاتنا نحو أيام أفضل فيها رخاء واستقرار وعمل ونوع من الراحة المادية والنفسية وصون للحريات والكرامات الإنسانية والشخصية؟ منقول يا رب
عاشت #سوريا
الكاتب: جوان ملّا.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top