اليوم أشعر أنّ ما يخصّ البلاد يخصّني، علاء السبيناتي.
برأيي، إنَّ من الممارسات الممنهجة التي ارتكبها النّظام المخلوع تجهيلنا سياسيًا والعمل على تسطيح وعينا السّياسي وسلب الاهتمام منا بالشّأن العام.
فأنا -وأظنُّ أنّ الكثير من الشباب يشتركون معي في ذلك- لم أكن ألقي بالًا للسياسة والشأن العام، ولم أكترث يومًا بانتخابات مجلس الشعب، ولا بالتعيينات الوزارية ومَن هم الوزراء وما هي خلفياتهم، ولم أكن أهتم بتصريحاتهم ولا باجتماعاتهم ولا بقراراتهم....
ليس جهلًا مني بأهمية الشّأن العام أو الحراك السّياسي في البلاد، بل بسبب عدم جدوى الاهتمام في ذلك الوقت، وليقيني الراسخ بأنّ كل ما كان يحدث هو كذبٌ و مسرحيةٌ يؤديها ممثلون فاشلون.
فالنظام كان يعرف أنّ الشّباب هم القوة الفاعلة في المجتمع وهم مَن يُخشى منه ومن تفتُّح ونموّ وعيه السّياسي. فنحن طلاب جامعات وقارئين مثقفين وفينا الكاتب والشاعر والفنان والمبدع ونحن القادرين على تشكيل أحزاب سياسية وتيارات فكرية ربما تهدد وجوده واستمرار حكمه.
أما اليوم فأنا أشعر أن ما يخص البلاد يخصني وأنّ الاهتمام بالمشهد السياسي واجب عليّ، فأقرأ المقالات وأتابع قنوات التلفزيون ووكالات الأنباء وأستمع للمحللين مطولًا وأراقب وأستفسر وأستمع للناس وأحاول أن أفهم حتى يدوخ رأسي ألف دوخة يوميًا.
فسورية عادت لنا، ونحن معنيون الآن بها. أظن أنّ ما حدث في الثامن من الشهر الفائت حدثٌ فاصلٌ على صعيد وعينا السياسي كسوريين وفي مقدمتنا نحن الشباب.
فأنا اليوم طفلٌ يحبو على درب الاهتمام بهموم بلده، سعيدٌ بحجم العالم في هذا الأمر ومرتبك في ذات الوقت.
٢٠٢٥/١/١٥
الكاتب: علاء السبيناتي
الصورة من التويتر.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top