العلمانية ليست ترفًا أو رفاهية، بل ضرورة. نجم الدين نجم.
عندما يكون الحكم شيعي الهوية، سيشعر السني بالظلم، والعكس صحيح.. عندما يكون الحكم عربي الهوية سيشعر الكردي بالظلم والعكس صحيح، وعندما يكون الحكم مسيحيًا وكرديًا في آن معًا، سيشعر العربي السني والشيعي كلاهما معاً بالظلم أيضاً.
هذه هي وصفة الغرق في دوامات الجهل والتخلف والأحقاد الدينية والقومية، حيث يدّعي كل واحد من الغرقى أنه لا يستحق الغرق مع الغارق الآخر.
العربي والكردي والمسيحي والمسلم العلوي والسني، واليهودي.. إلخ، بمعتدليهم ومتطرفيهم، لا يشعرون بأي خطر عليهم وعلى هويتهم وحقوقهم في أميركا أو ألمانيا أو فرنسا أو البرازيل أو اليابان أو ماليزيا أو تركيا، لأنهم يثقون بسلطات وأنظمة وقوانين هذه الدول، لكنهم بالمقابل يتذابحون ويتناحرون منذ الأزل في دول الشرق الأوسط.
أعزائي أبناء القرون الوسطى الذين تعيشون معنا اليوم، هل فهمتم لماذا نتحدث عن العلمانية؟ لأنها تؤسس سيادة القانون، وتسحب الدولة من الصراعات بمختلف أشكالها إلى منطقة حياد ثابتة، ينتمي الكل إليها ويتفق الجميع عليها في إدارة البلاد وحكم الناس.. العلمانية ليست ترفًا أو رفاهية، بل ضرورة.
الكاتب: نجم الدين النجم.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top