الفصل الرابع

أمام باب كهف الساحرة بولولا، تسير صوفي ذهابًا وإيابا تارة تهم بالاقتراب لطرق الباب وتارة تهرب مبتعدة عنه

-هيا لم يبق لدي وقت كثير

نظرت نحو سنها والتي تغطيها الشوكولا حتى منتصفها فذهبت لتطرق الباب

-لكن ماذا لو رفضت مساعدتي وقررت معاقبتي أكثر لأني سرقت بعضا من جزرها..

ابتعدت عن الباب ثم عادت إليه مجددا

-لا يهم! سأقول أني لم أعلم أنه ملك لها..

همت بطرق الباب لكنها سمعت صوت شخص يتألم فتوقفت وأخذت تتبع الصوت لتجد نفسها قرب حقل الجزر حيث رأت الأرنب أولي يستلقي أرضا وسط الجزر ببطنه المنتفخة وهو يقضم المزيد من الجزر متألما..

-أولي؟! ما الذي تفعله هنا

-أردت المزيد.. آه.. لكن لا يمكنني التوقف عن أكله.. لا بد أنها ألقت عليه تعويذة ما..

-سأساعدك لتخرج، بشرط أن تساعدني لكي نقنعها بإصلاح سني..

-حسنا..

تقدمت صوفي نحو السياج لتسحب أولي عبر الثقب الذي أحدثه فيه لكن قبل أن تصل إليه ظهرت الساحرة من العدم لتقف في طريقها وتقول ضاحكة بشر

-أخيرا أمسكت باللصوص!

كانت تبدو كسيدة في منتصف ثلاثيناتها، ذات خصلات رمادية طويلة مرفوعة كذيل الحصان، تملك حدقتين سوداوتين كظلام الليل وبشرة حنطية ناعمة، تضع أحمر شفاه قاتم اللون وفستانها أسود به بعض البريق أما أظافرها فكانت تشبه المخالب في شكلها.

أحاطت الدخيلين بكرات سحرية ونقلتهما معها إلى داخل كهفها لتحتجزهما داخل قفص صدئ.

-يبدو أن عشاء اليوم سيكون يخنة جزر بلحم الأرانب..

لعقت شفتها العلوية متلذذة بالطعم الذي تخيلته للحساء ثم مسحت بإبهامها زاوية فمها لتزيل أحمر شفاهها الذي لطخها

-اممم حتما سيكون لذيذًا.. أما هذه المشاغبة الصغيرة يبدو أن دمائها ستكون مخزون العصير لشهر تقريبا؛ اقتربت من صوفي لتشتمها ثم واصلت، عصير حلو المذاق للغاية..

التفتت متوجهة نحو الطاولة في منتصف تلك الغرفة لتحمل أحد سكاكينها وتبدأ بشحذه بينما عانق كل من أولي وصوفي بعضهما البعض كاتمين صرخات الرعب التي احتجَزاها داخل حناجرهما..

-ما العمل الآن؟!

همست صوفي في أذن أولي وهي تسأله بحيث تطلب منه إنقاذ الموقف بطريقة ما إلا أنه لم يتمكن من العثور على سبيل للنجاة

-لا أعلم فكري أنت في حل ما..

-هل تظن أني كنت لأطلب منك هذا لو وجدت حلا؟!

-حسنا حسنا سأفكر.. هاي بولولا لنعقد صفقة!

هتف أولي بعد أن صفق إثر حصوله على فكرة جيدة

-لا أعقد صفقات مع الطعام..

التفتت نحوهما وهي لا تزال تشحذ سكينها فوجدتهما ملتصقين ببعضهما يرتجفان، يكادان يلتحمان ليصيرا شخصًا واحدًا!

-اه.. هيا.. أ..أظن أن هذه الصفقة ستنال إعجابك..

-إن لم تعجبني فسأسلخك حيا!

لوحت بسكينها بعد أن شحذته كفاية نحو القفص حيث رهينتاها فابتلعا ريقهما وسرت رعشة في جسديهما جعلتهما يقشعران خوفًا منها، حاول أولي استجماع شجاعته ليواصل في عقد الصفقة التي اقترحها وقد استهل كلامه ببعض التأتأة والخوف وأنهاه دفعة واحدة قبل أن يفقد القدرة على الكلام بسبب الخوف

-إ..إن أطلقتِ سراحنا.. و.. وس..ساعدتها في إصلاح سنها فسأقوم بشطب اسمك من لائحة الجرائم لدينا

-يبدو أن الطعام له فائدة في مجالات أخرى أيضا! حسنا..

لوحت بسكينها باتجاه القفص المعدني ففتح بابه وخرج منه أولي، خلفه كانت صوفي تنتظر دورها للخروج لكن ما إن خرج الأرنب أعادت الساحرة إغلاق القفص لتبقى الطفلة محتجزة داخله

-لم لم تطلقي سراحها؟!

-هي أيضا سرقت الجزر مني.. ولا يمكنها تعويض ما سرقته مثلما ستفعل أنت، لذا وجدت لها طريقة للتعويض كما ذكرت مسبقا!

-اه بالله عليك.. على الطفلة أن تعود لمنزلها قبل أن ينتهي الوقت وتبقى هكذا للأبد! أنا من أرسلها إليك مقابل مساعدتي لها..

-لا يهم

أخذت تدندن وهي تحرك رأسها ببطئ على الجانبين وفقا للإيقاع وهي تنظر نحو صوفي بطريقة مخيفة

-بولولا! إنها نفس الحالة التي عوقبتِ بسببها، إن ساعدتها فأنا أضمن لك أنهم سيلغون الاتهامات ضدك رسميا!

-لن يلغوها وإن أصلحت لهم جميع أسنان العالم..

-وما أدراكِ أنتِ؟!

-كله بسبب تلك الجنية الغبية؛ «بسببك لدينا سن ناقصة الآن»

قلدت الجنية ساخرة منها وهي تتجول في الغرفة فرأت صوفي في الأمر فرصة لتتدخل

-إنها حقا مزعجة، تخيلي لم تخبرني حتى لم عاقبتني! وفوق هذا رمتني في عالم غريب عني كليا وتركتني بمفردي!

أطبقت شفتيها ونفخت خديها مبدية انزعاجها أيضا لتساند الساحرة متمنية أن هذا قد يساعدها كما شارك أولي في ذلك مبالغا في غضبه

-أجل أجل هي دائما ما تسبب الفوضى في المكب! بسببها يتوقف الجميع عن العمل للإمساك بمن تسميهم مجرمين! لم يسبق لي أن أعجبت بطريقة عملها..

-اخ المزعجون في كل مكان.. زفرت بسخرية وهي تلمح لكون رهينتيها من ضمنهم، اقتربت من قفص صوفي ومدت يدها نحوها قائلة، دعيني أرى ما خطب سنك..

منحتها صوفي السن فأخذت تمعن النظر فيها بعد أن جلبت مكبرًا وما إن أنهت فحصها سردت على مسامعهما التقرير

-أكلت الشوكولا في وقت متأخر من الليل وتسببت في خلع سنك قبل موعد سقوطها، لهذا السبب أنت معاقبة!

-وكيف سأصلحها؟ أريد العودة للمنزل، إنها عشية العيد..

حاولت استعطافها أكثر لكن تمت مقاطعتها! ظهر فأر رمادي اللون بالقرب من القفص فصرخت صوفي خائفة! توقف الفأر عن التحرك وبقي يحدق في صوفي بسوداوتيه وهي تواصل في الصراخ دون توقف فحدثها ساخرًا

-أعلميني عندما تتعبين من الصراخ

-فأر يتحدث! أمي!!

كاد يغمى عليها من الصراخ بينما كان أولي يراقبها باستغراب، رأت جنية، تحولت لقزم، شاهدت أسنانًا طائرة، حدثت بعض الأقزام، كادت أن تحتجز رهينة لدى فراشي أسنان ناطقة وحظت بمحادثة طويلة مع أرنب ذي بذلة والآن تخاف من فأر متكلم؟!

عجيب أمرها!

-اصمتي! أنت تصيبينني بالصداع!

صرخت بولولا لتجعل تلك الطفلة تطبق فمها وكان لها ما أرادته ثم لوحت بيدها على الفأر ليتحول ويصبح بشكل طفل في السابعة من عمره بذيل طويل وأذنين مدببتين تتخللان شعره الفضي المجعد فذهلت صوفي من التحول الذي رأته أمامها..

التفت الصبي نحو الساحرة وهو يفرك شعره ليقول

-عثرت على السن المفقودة..

انشرحت تعابير بولولا مستبشرة بهذا الخبر الجميل لكن الفتى الفأر أفسد سعادتها بسرعة

-هناك مشكلة صغيرة..

-ما هي؟! انطق بسرعة ليت!

-صاحبها يضعها كقلادة وبسبب حجمي الصغير الوصول إليها مستحيل..

-قد أستطيع المساعدة!

نطقت صوفي فجأة وفي عيونها لمعة أمل وعزم فدعمها أولي بكلامه

-ما رأيك بولولا؟ إن جلبتها لك فستساعدينها!

-وإن لم تفعل فسأطعمها للغربان!

فتحت القفص فخرجت منه صوفي وهي تنفض فستانها متسائلة عن الخطوة القادمة..

.

.

قلصت الساحرة صوفي لتصبح بحجم الفأر بعد أن منحتها قطعتي جبن سحريتين، وهذا لكي تتمكن من العبور عبر فجوة في جدار الكهف نحو عالم البشر رفقة الفأر ليت حتى تجلب لها السن المفقودة.

قصة هذه السن تعود لسنوات عديدة مضت، إذ حضر فتى في العاشرة من عمره لعالم الأسنان بعد أن حولته الجنية لقزم كي يكفر عن خطاياه، الساحرة بولولا حينها أشفقت على الصبي فساعدته في إصلاح خطأه، لكن الصبي ذاك قرر الإحتفاظ بالسن التي وقعت دون تسليمها لعالم الأسنان فتم إلقاء اللوم على بولولا..

-هدفنا موجود في مخفر الشرطة، سنتسلل إلى المكتب حيث السن ونحاول أخذها بسرعة كي نعود قبل أن ينتهي الوقت الذي لديك..

شرح ليت خطوات العملية قبل أن يعبرا معا ذاك الشق الموجود في الجدار .

بقيت صوفي تراقب المكتب بذهول بمجرد أن عبرا إليه، لقد كان مألوفا للغاية وكيف لا يكون فهو مكتب والدها! اعتادت على مرافقته في أيام عطل المدرسة لتتعرف على طبيعة عمله ولترى كيف يمسك بالأشرار ويحبسهم في السجن

-اوه! هذا مكتب والدي! لا تقل أننا سنسرق منه؟!

-سنستعيد ما سرقه منا

صحح ليت المفهوم الخاطئ الذي تكون لدى الطفلة لكنها شعرت بالإحباط لأنها ستضطر لأن تسرق مجددا من والديها، لكن عليها أن تضحي بهذا لكي تعود للمنزل فعزمت على إنجاز المهمة وعاهدت نفسها بجلب تذكار لأجل والدها كتعويض عما سيأخذانه منه..

اقتربا من كرسي المكتب حيث يجلس الشرطي بورترمان ولكونهما محظوظين فقد وجداه نائما من شدة الإرهاق فتسلقا مكتبه معا

-الآن عليك تناول قطعة الجبن الزرقاء لكي يكبر حجمك وتتمكني من أخذ السن بعد أن أقضم الحبل الذي يربطها حول عنقه

نفذا الخطوات بمهارة دون أن يشعر والدها بشيء من حوله التقطت صوفي السن أكلت قطعة الجبنة المتبقية فتقلصت مجددا، لفت الحبل حولها كحقيبة جانبية لكن ما إن كادا يعبران الشق نبست صوفي فجأة

-النجمة!

-أي نجمة؟!

-وعدت سوسة أن أجلب له نجمة.. سيحزن إن لم أفعل..

-ومن أين لنا بها؟!

-أعلم تماما أين سنجدها!

عادت نحو المكتب، تسلقته وركضت نحو صندوق صغير فوقه، فتحته لتأخذ منه مرادها..

لقد كان صندوقا يحتوي ملصقات نجوم صغيرة اعتاد والدها على منحها إياها كمكافئة عندما تنجز واجباتها بشكل صحيح..

قفزت أرضًا وركضت نحو ليت ليعبرا الشق كي ينتقلا نحو عالم الأسنان بنجاح..

-لقد جلبناها وأخيرا!

هتف ليت معلنا نجاحهما فابتسمت الساحرة بخفة محاولة إخفاء سعادتها، أعادت صوفي لحجم القزم الذي كانت عليه وحولت ليت لشكل الفتى الفأر مجددا وأخذت السن

-هل ستساعدينني الآن؟!

-الوعد وعد..

قفزت صوفي على الساحرة معانقة قدميها بإحكام لسعادتها بوفاء الساحرة بوعدها، أبعدت هذه الأخيرة الطفلة عن قدميها مدعية الانزعاج من حركتها المفاجئة ثم تمتمت بكلمات غريبة جعلت مكتبتها المعلقة على الجدار تهتز بغرابة ثم سكنت سامحة لأحد الكتب بالتحرك من موضعه ليطير نحو الطاولة حيث تقف بولولا رفقة صوفي المرتعبة، حط الكتاب على الطاولة وأخذ يشع وصفحاته تتقلب بمفردها إلى أن استقرت على الصفحة التي تحمل الوصفة!

-دعوني أرى..

مررت الساحرة سبابتها على الكتاب لتتلو مكونات الوصفة على مسامع صوفي

-ستحتاجين لمعجون أسنان من النهر الموجود في الجزء الصحي من هذا العالم، حفنة من أوراق النعناع مع القليل من لحاء شجر السواك..

-هل سأتمكن من جمع كل هذا قبل أن ينفذ الوقت؟! انظري تبقى ربع السن فقط دون أن تغطيه الشوكولا..

-سنتقاسم العمل!

قال ليت محاولًا إبهاجها وفي ذات اللحظة دخل الأرنب أولي، الذي غادر نحو مكتبه لتنفيذ حصته من الصفقة، حاملا بعضا من لحاء الشجر وأوراق النعناع

-علمت أنك ستحتاجين لهذا فجلبته مسبقا

كادت صوفي أن تبكي فرحا من شدة تأثرها لكن الساحرة أفسدت الموقف.. لقد قامت برمي قدر أسود صغير فوق رأس صوفي ليغطي موضع قبعتها الأسطوانية كي يبدو أنه القبعة بدلا عنها

-هذا لتجلبي المعجون، أسرعي لا وقت لديك للتأثر!

خرجت صوفي مسرعة -وهي لا تزال تعتمر القدر كقبعة- برفقة ليت متوجهين نحو جبل الفلور حيث يتدفق نهر معجون الأسنان، طلبت من ليت أن يملئ القدر لأجلها ريثما تحدث الوحش سوسة

ظهر الوحش مزمجرا ما إن تجاوزت صوفي حدود الجبل فلوحت له ببراءة وأخرجت النجمة التي جلبتها من جيبها، هدأ وحملها بين يديه وأشارت له بأن يقربها نحوه ففعل لتقوم هي بتعليق النجمة على كتف سوسة الذي غدا فرحا مسرورا بنجمته، طلبت منه وضعها أرضا فكان لها ما طلبته ثم اختفى من المكان.

ركضت صوفي نحو ليت الذي فرغ من ملئ القدر فتعثرت ببعض الصخور..

-صخور غب...

كادت توبخ الصخور الجامدة إلا أنها توقفت ما إن رأت مدى جمال ما جعلها تتعثر.. لقد كانت صخورا بألوان قوس المختلفة البهيج، واتتها فكرة عظيمة تمثلت في أخذ هذه الصخور كتذكار لوالدها بدل السن التي أخذتها منه والبعض لوالدتها أيضا كاعتذار على خرق القوانين التي سنتها..

ما إن انتهت من جمعها عادت لتركض رفقة أولي نحو كهف الساحرة، منحاها القدر فوضعته فوق الطاولة رفقة بقية المكونات

-لقد نسيت شيئا مهما! امنحيني بعضا من دمك أيتها القزمة! سنحتاجه في الوصفة أيضا..

مدت صوفي يدها نحو الساحرة التي وخزتها بابرة رفيعة وضغطت على مكان الوخزة لتخرج الدم وتجمعه في أنبوب صغير، ما إن جمعت ما يكفي عادت لصنع الوصفة.

أخيرا انتهت من إعدادها ورمت سن صوفي داخلها، لحظات قليلة مرت فحدث انفجار في القدر، ظهرت إثره غيمة بيضاء صغيرة تحلق فوق القدر وفوقها سن صوفي التي تشع كاللؤلؤ الثمين

ركضت صوفي نحو الساحرة لتحتضنها مجددًا وهذه المرة قابلتها الساحرة بالتربيت على رأسها وهي تبتسم بخفة

-أرى أنك لا زلت تكونين الصداقات مع الأطفال

ظهرت الجنية فجأة لتسخر من الساحرة فحمحمت هذه الأخيرة وأبعدت صوفي عنها لتتجه نحو الجنية، رفعت قبضتها لتقابل وجه الجنية ثم فتحتها لينسدل منها الحبل الذي يحمل السن المفقودة وهي تتأرجح في الهواء.

خطفتها الجنية من يد بولولا ثم توجهت نحو سن صوفي لتأخذها أيضا بذلك تحولت صوفي تلقائيا لتعود لشكلها الطبيعي.

كادت أن تغادر الجنية لكن صوفي استوقفتها

-كيف سأعود لعالمي؟!

-ليس بالمجان

قلبت الجنية عينيها وهي تجيب صوفي، فكرت الصغيرة في طريقة للدفع وخطرت لها فكرت جيدة

-لا تدفعي لي مقابل الأسنان التي تأخذينها، يمكنك الحصول على تلك القطع النقدية

-همم حسنا!

لوحت بعصاها السحرية لتفتح بوابة كي تعود الطفلة لعالمها 'قبل أن تعبرها ناداها أولي

-مهلا! نسيت أن أسألك.. كيف علمت باسمي؟!

-لقد كنت في القصة التي يحكيها لي والدي قبل النوم، كما قامت والدتي بحياكة ملاءة بصورتك..

قبل أن تتمكن من إنهاء كلامها دفعتها الجنية لتعبر البوابة وأغلقتها وهي تزفر بنفاذ صبر..

-يا لها من ثرثارة!

-ماذا عني أنا؟! لم لم أكن في القصة

تذمرت بولولا من عدم تواجدها في القصة إلى جانب الأرنب، أما ليت فقد كان يشغل باله سؤال آخر

-هل كنت تعلمين أنها ابنة ذاك الصبي الذي سرق السن؟

-ماذا؟! ورغم مساعدتي له لم يذكرني في القصة؟! يا له من أحمق ناكر للجميل!

تذمرت بولولا أكثر بينما كانت الجنية تعلق ساخرة بآخر جملة قبل أن تترك الكهف

-لا عجب في أمرها هي تشبه والدها ومن شابه أباه فما ظلم!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top