الفصل الثالث < سلاح الجريمة >

تكلم المحقق كارب بصوت واثق
" سيد هوفيري أذا تعاونت معنا في التحقيق سوف ننهي الأمر بسرعة لذلك أتمنى أن تجيبنا عن أسئلتنا دون تضليل ... أين كنت في يوم الاثنين؟ "

" كنتُ في شركتي أعمل فيها، و تستطيع سؤال جميع العاملين فيها لتتأكدوا من صحة كلامي "

" هلا اخبرتنا عن سبب زيارتك لهُ يوم أمس ؟"

" في يوم الإثنين وأنا جالساً في مكتبي أتصل بي السيد اكثيوفونوس يود مقابلتي في يوم الثلاثاء على المبلغ الذي تقاضيته منهُ قبل أشهر، وفعلًا في اليوم التالي أخذت المبلغ وتوجهت به إلى السيد اكثيوفونوس فأنا أعلم إذا لم أعطيه سوف يضاعف علي المبلغ "

تدخل المحقق باين في حديث الاثنين
" وهل استطعت تجميع المبلغ؟ "

" نعم يا سيدي "

"كيف استطعت تجميعهُ؟ لقد سمعنا أنه قد تضاعف المبلغ عليك ثلاثة اضعاف أي أنهُ اصبح مبلغًا خياليًا؟ "

بدأ الغضب يتصاعد لدى السيد هوفيري وقال بصوت حاول تهدئته " لقد تدّاينت من جميع زملائي الذين اعرفهم للحصول على المبلغ المطلوب، حتى أتخلص من جور السيد اكثيوفونوس وغطرسته "

" وماذا يثبت لنا أنهم قاموا بعطائك المبلغ ؟ ربما رفضوا فكرة إعطائك المبلغ، فلم تجد وسيلة سوى قتل السيد اكثيوفونوس و التخلص من استفزازه المستمر لك "

تكلم السيد هوفيري " لماذا تصّر على جعلي قاتلًا ؟"
قال هذا وهو يحرك جميع أطراف بعصبية

" من الانفعال الذي تبديه يبدوا إنك خائف من شيء لا تحب بأن تبوح فيه ! "

صرخ السيد هوفيري " أريد محاميًا أنا لم أعد أطيق استكمال التحقيق "

" على رسلك أنا لم أصدر بحقك مفكرة اعتقال ! فلا داع لكل هذه الجلبة، يُمكنك الآن الانصراف والجلوس مع البقية "

خرج الرجل من الغرفة وعلامة الغضب تملأ محياه .

تكلم المحقق كارب " الجميع لديهم دافع قوي لتخلص من الضحية ، هذا سيُصعب المسألة علينا "

" معك حق، بالإضافة إلى السُم الذي لا نعلم إلى الآن كيف وصل إلى الضحية "

" يبدو أن القاتل قد أستخدم خدعة مُعقدة لإخفاء السُم وقتل الضحية "

" القاتل شخص يعلم طباع الضحية ، من تصرفاته إلى كاميرا المراقبة التي يعلم أنها سوف تنهي تسجيلها في هذا اليوم تحديدًا، بالإضافة إلى الخدعة التي أستخدمها لإيصال السُم إلى يد المغدور "

وبينما هما في نقاش عن الخدعة التي التجأ القاتل إليها ، سمعوا صوت ضجة من غرفة التي فيها المشتبهين ليأتي أحد الشرطة المُكلف بمراقبتهم

تكلم موجهًا حديثهُ إلى السيد كارب
" سيدي أحد المشتبهين احتج يود الخروج من المنزل "

توجه المحققان إلى الغرفة ليتكلم السيد هوفيري بضجر  وهو يسير في أراضي الغرفة مع أفراج يداه
" إلى متى سوف نبقى حبيسين في الغرفة ؟ الم تعرفوا القاتل بعد ؟؟ كذلك أنا أمتلك ارتباطات و مواعيد أخرى لا يمكنني البقاء أكثر "

ثم تحدث السيد ارومونس بمضض وهو يحرك يداه
" أظن أن السيد هوفيري مُحقًا ، كذلك السماء ربما سوف تمطر في الساعات القادمة وعلينا العودة إلى منازلنا قبل أن يصبح المطر غزيرًا وننحبس في منزل السيد اكثيوفونوس مدةٌ طويلة "

خاطبهم المساعد وهو يحدق بهم " هدوء يا سادتي الكرام، سوف ننتهي بسرعة عقبها نقوم بخراجكم "

أردف السيد يونايس بقلق وهو يجوب بعينيه جدران الغرفة " من الأفضل أن تنتهوا بسرعة، قبل أن تخرج روح السيد اكثيوفونوس وتبدأ بمهاجمتنا "

تكلم المحقق كارب " دقيقتان ونعطيكم الإذن بالخروج "

خرج المحققان من الغرفة لينطق المحقق كارب بحيرة
" ماذا سنفعل؟ هل نطلق سراحهم ؟"

" سوف نضطر إلى أتخاذ هذا الإجراء ولكن سنخبرهم بعدم السفر خارج البلاد خلال هذه المدة "

عاد المساعد إلى الغرفة ليخبرهم بالاستعداد للأنصراف وبينما هم يستعدون للخروج

فتح المحقق باركر الباب الخارجي لتسقط عيناه على الكرسي الخشبي حينها أعاد نظرهُ إلى المحقق كارب ونظر نحوه بنظرات ذات معنى

حينها تحدث المحقق كارب " ماذا تعني؟ "

" كنتُ أتسال ماذا لو كان سلاح الجريمة شيء لا يخطر على ذهن أحدهم ؟"

نظر كارب إلى حيث ينظر زميلهُ ليتكلم بدهشة
" مستحيل كيف يمكن لهذا الكرسي أن يكون سلاحًا للجريمة ! "

قال هذا وهو يلحق زميلهُ الذي قد سار بعض خطوات متوجهاً نحو الكرسي .

استدار المحقق باركر إلى حيث المشتبهين الذين كانوا قد وصلوا إلى باب المنزل يودون الخروج
حينها أستطرد بثقتهِ المنشودة

" حضرت السادة الكرام لقد علمت الخدعة التي استخدمها القاتل لقتل الضحية ...

القاتل كان سلفاً يعلم الموعد الذي سوف تبدأ كاميرا المراقبة بحذف التسجيل القديم لذلك تسلل قبل يوم من حذفها إلى حديقة السيد اكثيوفونوس ليلاً ووضع السُم لهُ على كرسيهُ الخشبي ، الكرسي الذي لا طالما احبُ السيد اكثيوفونوس المكوث فيه والقاء كلامهُ الاذع إلى كل من هب ودب ، وبعد أن تأكد من وضع السُم غادر مطمئناً لإن الكاميرا غدًا سوف تبدأ بتسجيل جديد ، بعدها بدأ بخطوتهِ التالية وهو إنتظار السيد اكثيوفونوس أن يقع في مصيدته وهو الجلوس على الكرسي ومن ثم دخول المنزل وتناولهُ الطعام وبمَّ أن السيد اكثيوفونوس لديه عادة سيء عدم غسل يداه قبل تناول الطعام لذلك ابتلع الطعم ومات بسهولة ، حينها لم يبقى للقاتل سوى الخطوة الأخيرة ...

وهي مسح السُم من مقبض الباب حتى لا يعلم أحدهم أن مصدر السُم من الخارج ويوهم التحقيق أنهُ من الداخل أو من رجال توصيل الوجبات السريعة، وبهذا يكون قد مسح السُم من جميع المصادر الخارجية وأما بالنسبة إلى الكرسي فستتكفل مياه الأمطار بغسله من السُم بمرور الوقت وخصوصًا في هذه الفترة من السنة حيث الأمطار غزيرة وبهذا تكون خطته قد حُبِكَت بشكل جيد أو هذا ما اعتقدهُ القاتل "

نطق المحقق كارب بتلقائية  " إذن يكون القاتل هو أول شخص وصل إلى الباب بعد السيد اكثيوفونوس لمسح السُم من المقبض "

أكمل المحقق باركر حديثهُ " نعم الفاعل هو أنت يا سيد سانغ يونايس، لقد تظاهرت بطرق الباب بيدك اليمنى بينما أستخدمت يدك الأخرى لمسح مقبض الباب جيدًا حتى لا تظهر أثار السُم عليه ، لكنني واثق لا تزال هناك أثار على الكرسي "

تكلم السيد يونايس بحنقة " هل تتهمني فقط لأنني وصلتُ أول شخص ؟؟ "

" اسمع ياسيد يونايس أنا واثقً إذا قمنا بفحص الكرسي جيدًا ليس فقط سنجد آثار السُم بل سوف نجد بصماتك عليه، لذلك من الأفضل لك أن تعترف بجريمتك "

نظر السيد يونايس إلى حيث الكرسي كأنهُ يرى الضحية أمامه تجلس على كرسيه مثل كل يوم

" أنا واثق أنني قد خلصتُ الجميع من جور السيد اكثيوفونوس ومن غطرسته، لقد كان دائم التهديد لي لم يدعني وشأني لذلك لم أجد حلًا للخلاص من أبتزازه سوى القضاء عليه نهائياً"

خاطبهُ المحقق باركر بأسف
" سيد يونايس لقد ظلمت نفسك عندما خُنت زوجتك مع إمرأة أخرى وبدل من تصحيح الخطأ تقوم بفعل خطأ أكبر بقتل السيد اكثيوفونوس ، أظن إن الرجل أراد أن يعاقبك لخيانتك لزوجتك، ربما لا ننكر أن السيد اكثيوفونوس كان مهيمنًا ويحب المال كثيرًا لكنهُ أيضًا كان يشعر بالوحدة لذلك كان يثير الجلبة هنا وهناك حتى يلاحظُ الناس وجوده "

أُعتقل السيد يونايس وأخذ إلى مركز الشرطة ، بينما نظر السيد جيرو داكتيلو إلى حيث الكرسي الخشبي ، تقرب منهُ ببطء وقال بدهشة

" من كان يظن أن الكرسي الذي لا طالما أحبهُ خالي وجلس عليه لساعات طويلة يكون هو السبب الذي يؤدي إلى خلاصه !! "

- النهاية -

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top