الفصل الاول < سلاح الجريمة >

الثلاثاء ، 12 يونيو ، لندن

10:30 am : الساعة


كان الجو غائم يعطي شعورًا كئيبًا للأشخاص الذين يودون الخروج ولكن هذا لم يثني من عزيمة الرجل عمَّ جاء من أجله ، حيث  سار سيد هوفري في أحد الشوارع الرئيسية مدة من الزمن قبل أن يصل إلى أحد أضخم المنازل 

دخل حديقة فناء القصر لتقع عينيه على كرسيٌ خشبي فقال في داخلهِ
" أذا لم يدخل السيد اكثيوفونوس كرسيهِ إلى المنزل سوف يتعرض لهطول الامطار في الساعات القادمة "

تقدم نحو الباب و طرق الجرس و قبل أن يمسك المقبض سمع هتاف أحدهم من خلف اسوار الحديقة

" لا تتعب نفسك السيد اكثيوفونوس غير موجود في منزله، لقد طرقت الباب قبلك وتعبت يداي ولكن دون جدوى "

تنهد السيد هوفري بضيق قبل أن يقول
" شكرًا "

بعدها خاطب نفسهُ
" أتساءل أين سأجدهُ الان؟ "

قال كلماته ونصرف عائدًا من حيث أتى .

.
.
.
.
.
.
.
.

8:30 am ، الاربعاء

توجهَ بائع الحليب إلى منزل السيد اكثيوفونوس لتبديل الزجاجات ، طرقَ الجرس قبل أن يدخل ثم فتح الباب بالمفتاح الذي اعطاه إليه السيد اكثيوفونوس أنفًا وهناك تفاجأ بكون الزجاجات القديمة مملوءة .

سار عدت خطوات قبل أن يصل إلى غرفة الطعام حيث يضع الزجاجات الجديدة لكنهُ تفاجأ برائحة كريهة تملأ المكان

ما أن وصل إلى مصدر الرائح حتى صُدم بالجسد الملقي على الارض .

ليجد أن السيد اكثيوفونوس جثة هامدة ، صرخة عالية خرجت من ثغر الرجل، قبل أن يخرج مهرولًا إلى الخارج صارخاً

" السيد اكثيوفونوس ميت في داره ... أيها الناس السيد اكثيوفونوس لقد مات في داره "

بعد صراخ متواصل هرع إليه بعض سكان المنطقة وأجروا اتصالًا مع الشرطة ، كون الرجل قد مات منذ مدة .


.
.
.
.
.
.
.

وصل رجال الشرطة وانتشروا في أرجاء المكان حيث مكان الجثة .


تكلم المحقق باركر باين " من ملامح الوجه يبدو أنه مات متسممًا وأظنهُ على الغالب مات في صباح يوم أمس "

انحنى المحقق كارب وأشار إلى يده
" أنظر كان يمسك سندويش في يده، هل تعتقد أنهُ قد تسمم منها ؟ "

" هذا الاحتمال مبدئي الآن لكن علينا أن نرسل السندويش إلى الفحص لنتأكد أن كان هو السبب في مقتله "

بعدها التقط المساعدين الصور للجثى مع المكان وأخذت جميع البصمات والادلة الموجودة

سأل المحقق كارب الرجل

" هل أنت أول شخص وجد الجثة ؟ "

أجابهُ بتلعثم
" ننعم .. ادعى ارومونس وأعمل بائع الحليب، أقوم بتبديل زجاجات إلى أهالي المنطقة وقد اعطاني السيد اكثيوفينوس مفتاح منزله حتى يتخلص من مهمة فتح الباب "

" هل تعلم كم شخص يسكن مع السيد اكثيوفينوس؟ وكم عاملًا تحت امرته؟ "

" السيد اكثيوفينوس يعيش مع أبن أخته الذي انتقل للعيش عندهُ منذ سنة، وليس لديه أناس يعملون في المنزل ، فهو لا يثق بأي أحد ما عدايّ بسبب طول العشرة بيننا، فقد خدمته منذ ثمان سنين "

" هل تعلم أشخاص يكنون الحقد للسيد اكثيوفينوس ؟ "

" في الحقيقة السيد يملك كثير من الاعداء بسبب شخصيتهِ المهيمنة والمتغطرسة بالإضافة إلى الاشخاص الذين يطلبهم مبلغ من المال حيث يقوم بمضاعفة المال عليهم في كل مرة يتأخرون في تسديده "

سأل المحقق الأخر
" عندما دخلت هل لاحظت شيء غريبا ؟ "

أخذ السيد ارومونس برهة تفكير يتذكر ما حدث قبل أن يجيب " عدى زجاجات الحليب المملوءة كل شيء كان طبيعيًا "

" هل تشك في أحدهم ربما يمتلك حقدا للسيد اكثيوفينوس أكثر من غيره ؟ "

أخذ السيد ارومونس مدة تفكير ثم قال أخيرًا
" لا أعلم فسيد اكثيوفونوس يمتلك أعداء كثر بالفعل"

شكر المحققان الرجل وطلبوا منه الانتظار إلى حين إنتهاء التحقيق .

في هذه الاثناء قدم شرطي وهو يحمل شيء
" سيدي، يوجد هناك كاميرا مراقبة "

أمر المحقق كارب بفتح شريط التسجيل

وضع المساعد الشريط في الآلة وفتح التسجيل

بعدها تكلم " سيدي كاميرا المراقبة قد سجلت منذ يوم الثاني عشر من يونيو أي منذ يوم أمس "

أردف المحقق باين وهو يدنو أكثر نحو الالة
" اظنها من نوع كاميرا المراقبة التي تسجل لمدة عشرين يوماً بعدها تقوم بالحذف وأعادة التسجيل "

المحقق كارب " أذن حُِذف التسجيل في يوم الاثنين وبدأ من جديد في يوم الثلاثاء "

" نعم يبدو أن الفاعل شخص قريب يعلم بأمر الكاميرا "

" لنرى ماذا حدث في يوم أمس، لعلنا نهتدي إلى الفاعل "

بعدها بدأ المحققان بمعاينة الشريط وقد ظهر في الشريط السيد اكثيوفينوس قد خرج من منزله في الساعة السابعة صباحاً تجول في الحديقة لمدة من الزمن بعدها قرب كرسيه الخشبي نحو السور الخارجي وجلس عليه لمعاينة الناس وقد تحدث مع ثلاثة أشخاص كانوا قد مروا بجانبه شابان بعدها إمرأة مسنة .

بقى جالسًا في كرسيه إلى أن أصبحت الساعة الثامنة وخمس وأربعون دقيقة لينهض من الكرسي ويعود إلى المنزل .

بعدها سرعوا شريط التسجيل إلى أن قدم شخص في الساعة العاشرة صباحًا كان في الأربعين من عمره يميل إلى البدانة ، توجه نحو الباب الداخلي طرق جرس الباب عدت مرات بعدها بدأ يطرق الباب بيداه لمدة خمس عشرة دقيقة إلى أن سأم وغادر .

ثم سرعوا الشريط إلى الساعة العاشرة وثلاثين دقيقة حيث قدم شخص أخر متوسط العمر طويل، أسمر البشرة

توجه نحو الباب و قبل أن يطرق تحدث مع الشخص الأول، ثم عاد خائبًا من حيث أتى .

بعدها اعادوا تسريع الشريط إلى قدوم اليوم التالي حيث قدوم السيد ارومونس وفتح الباب ثم خروجه بعد خمس دقائق فزعا معلنًا بموت السيد اكثيوفينوس .

أمر المحقق باين باستدعاء السيد ارومونس لتعرف على هوية الرجلان

قدم السيد ارومونس خائفًا من أن يوجه نحوه أصابع الاتهام لكنهُ أسترخى بعد سؤال المحقق
" هل تعرف هوية الرجلان؟ وماذا يقربان الضحية؟ "

" نعم الشخص الأول يدعى السيد يونايس وهو جار السيد اكثيوفونوس أما الأخر هو السيد هوفيري وهو أحد الاشخاص الذين عملوا مع السيد لقد رأيتهُ يلتقيه مرتان في وجودي .. لا أعلم أن كان قد التقاه أكثر من مرة في غيابي "

" أشكرك يا سيد ارومونس يمكنك أن تعود إلى مكانك "

أمر السيد كارب من المساعدين استدعاء كل من السيد يونايس والسيد هوفيري للاستجواب .

بعد انصراف الرجلين أستدار المحقق كارب إلى الأخر
" مما شاهدناه في شريط المراقبة يتضح أن المجني عليه قتل بواسطة طعام كان قد أشتراه مسبقًا لذى علينا باستجواب صاحب المتجر الذي أشترى منه السيد اكثيوفونوس "

" نعم ولكن علينا أن نتحقق أن كانت السندويش مسمومة، هي السبب في مقتل الضحية "

" هل تعتقد أن هناك داع لاستجواب الرجالان؟ كذلك استجواب قريب السيد اكثيوفونوس؟ "

" نعم حتى نقطع الشك باليقين "

بعد نصف ساعة من التدقيق والفحص المكان مرة أخرى ، أن كان هناك سُم مُخبأ في أحد زوايا المنزل . قدم أتصال للمُحقق كارب من قسم الشرطة قام المحقق بوضع الجهاز على المكبر حتى يسمع شريكهِ الحديث

مفادها أن السُم لم يظهر على السندويش سوى من جهة التي لامست أصابع الضحية الطعام ، ناقلةٌ السُم إليه مؤدية إلى وفاته

وأن نوع السُم المُستخدم هو *البوتولينوم حيث أظهر تشريح الجثة أنهُ تناول كمية ضئيل منه كانت كافية إلى قتله في اللحظة

والسُم لم يظهر سوى على يده التي نقلت السُم إلى البراد عندما لامستهُ لفتحه لأخذ السندويش بينما البصمات التي وجدت فيها تعود للسيد داكتيلو أبن اخت الضحية و السيد هوفيري والسيد يونايس والسيد ارومونس .

المحقق كارب " هل يوجد أثار السُم على مقبض الباب "

الطرف الآخر " لم يذكر في البحث تم العثور على سُم في المقبض "

دُهِشَ المحقق مما سمعهُ بينما المحقق الأخر نظر إلى الفراغ .

_____________________

* يعتبر البوتولينوم السم رقم 1 بالمواد الأكثر سميّة في العالم. ويتواجد بكميات قليلة للغاية في مستحضرات التجميل! ويُقال أن ملعقة صغيرة واحدة منه كافية لقتل ما يصل إلى 1.2 مليار نسمة. وعند تسمم الجسم بمادة البوتولينوم يحصل تغبيش بالرؤية وثقل باللسان وضعف العضلات الأمر الذي ينتهي بالموت.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top