Chapter-3
انجوي🖤
"اذا لم يكن هناك امل للعالم قوم بصنع واحدًا لهم"
__
شَتَّانَ بَيْنَ الْوَاقِعِ وَالْخَيَال حَيْثُ إنَّ الْوَاقِعَ حَقِيقَة بِحَتِّه دُونَ أيِّ تَفَاوَض بَيْنَهَا تَحَكُّمٌ عَلَيْك وَكَان لاغد بَعْدَهَا
لَكِن الْخَيَالِ هُوَ مَا ينقذك مِنْهَا بِمَا تَشْتَهِي نَفْسَك لَا الْوَاقِعُ وَلَا الْحَقِيقَةَ سَوْف يَكُونُ لَهَا دَخَلَ بِمَا تَفْعَل فَهَذَا عَالَمِك الْخَاصّ
تَمْشِي بشوارع سَئُول الْمُزْدَحِمَة بَعْدَ أَنْ حَدَثَ شجارًا حَاد بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَالِدَيْهَا ، يجبرانها عَلَى عَمَلٍ كُلٍّ مَا يريدانه دُون الِاهْتِمَام لَهَا أَوْ لِأَيّ مِن مشاعرها
تُشْعِر كَمَا لَوْ أَنَّ جَمِيعَ الْأَبْوَابِ أُغْلِقَت بِوَجْهِهَا دُونَ أيِّ رَحْمَةً الْوَحْدَةِ هِيَ كُلُّ مَا رافقها مُنْذ دَخَلَت الإعدادية حَيْثُ بَدَأَ الْإِهْمَال وَبَدَأَت مَعَهَا التَّحَكُّم بحياتها كَأَنَّهَا دُمْيَة لَا بِشْر مِثْلُهُم
تَوَقَّفَت إمَام نَهْر إلَهَان تَنْظُر بشرود وَتَفَكَّر كَيْف أَنَّ الْأُمُورَ انْقَلَبَت وَوَصَلَتْ إلَى هُنَا ، هُنَاك أَلَم يُعْتَصَر الْجِهَة الْيَسَارِ مِنْ صَدْرِهَا لَيْس وَكَأَنَّهَا لَيْسَت مُعْتَادَةٍ بَلْ بالعكس هَذَا مَا يَحْدُثُ كُلِّ مَرَّةٍ تتشاجر مَع وَالِدَيْهَا لتهرب بِذَلِكَ إلَى نَهْرِ إلَهَان
مُحَاوَلَة تَنَاسِي هموها بعيدًا عَن الْمَشَاعِر السَّلْبِيَّة وَالْأَلَم الَّذِي يَأْتِيهَا بَيْن الفَنِّيَّة وَالْأُخْرَى لتشعر بنسمة هَوَاء بَارِدَة فاتقرر الْعَوْدَة إدارجها إلَى الْبَيْتِ دُونَ أيِّ اِحْتِكَاكٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَالِدَيْهَا
بَيْنَمَا كَانَت تَمْشِي بِمُحَاذَاة النَّهْر انْتَبَهَت عَلَى فَتًى صَغِيرٌ كَانَ جَالِسًا بِمَقْعَد بِمُفْرَدِه يَبْكِي لِتَنْظُرَ إِلَى حَالَتِهِ بَيْنَمَا نَظَرَات الشَّفَقَة اِعْتَلَّت مَلاَمِحُهَا الْجَمِيلَة وَالْهَادِيَة ظنٍ مِنْهَا أَنَّهُ تَاه عَنْ وَالِدَيْهِ
لَم تَفَكَّر كثيرًا قَبْلَ أَنْ تخذها قُدَّامَهَا ذَاهِبَةٌ إلَيْه وَالتَّحَدُّث مَعَه قَامَت بِالْجُلُوس بِهُدُوء بِجَانِبِه لِلتَّحَدُّث بَعْدَهَا إلَى الْفَتَى أَخَذَهُ كُلُّ انتبهه إلَيْهَا
"مرحبا أَيُّهَا اللطيف"
تَحَدّثَت إلَيْه بنبرتها اللَّطِيفَة لِيَرُدّ عَلَيْهَا وَيُعَاوِد النَّظَرُ إلَى الْأَسْفَلِ والدموع تَمَلَّى عَيْنَاه سَكَنَت لِلَحْظِه مُعْطِيَه للجو الّذِي بَيْنَهُمْ هُدُوء صَغِيرٌ
أَخَذَت أناملها النَّاعِمَة حَفْنَةً مِنْ شَعْرِهَا الطَّوِيل لترجعها إلَى خَلَفٍ إذْنِهَا مستنشقه كُمَّيْه هَوَاء كَبِيرَة قَبْلَ أَنْ تَتَحَدّث قَائِلُه
"مالذي يَجْعَل دُمُوعِك تَنْزِل ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخْبِرَ نُونًا بِهَذَا الشّي ؟ "
تَحْدُث بنبرة هَادِيَة مُطْمَئِنَّةٌ إلَى الْفَتَى الصَّغِير الْجَالِس مَعَهَا لترفع يَدِهَا وَتَمْسَحُ عَلَى ظَهْرِهِ بِخُفِّه ليتنهد الْفَتَى مُحَاوِلا مَسَح دُمُوعُه الَّتِي كُلَّمَا مَسْحُهَا أَتَت أُخْرَى تَحِلّ مَكَانَهَا
أَخَذَت تُدِيرُه إلَيْهَا لِتَنْظُر لَهُ بِنَظْرَةٍ لَطِيفَةٌ مُطْمَئِنَّةٌ مبتسمه بِهُدُوء لتجعل قَلْبِه مُطْمَئِنٌّ مِن نحيتها لِتُمْسَح دُمُوعُه بِهُدُوء مُهمه لَهُ أَنْ يَتَحَدَّثَ
أَخَذ الْفَتَى كُمَّيْه هَوَاء كَبِيرَة ليقرر التَّحَدُّث مَعَهَا عَنْ مَا يَحْدُثُ مَعَه
"امي تعاني مِنْ مَرَضٍ قَدْ يُنْهِي حَيَاتِهَا بِأَيّ لَحْظَة دُونَ أَنْ أَسْتَطِيع مُسَاعَدَتِهَا بِأَيِّ شَيْءٍ حَاوَلَت الْكَثِيرِ مِنْ الْمَرَّاتِ الْعَمَلُ لَكِنَّ دُونَ جدوه تذكر"
أَخَذ قَلِيلًا مِنْ الصَّمْتِ متنهدًا فَاقِدًا للأمل لِتَنْظُر لَه وتتسال بِقَرَار نَفْسِهَا أَلَيْس صغيرًا إلَى الْعَمَلِ ؟
"اخر عَمِل قِمَّتَه بِهِ الْيَوْمَ لِيَقُوم صَاحِب الْمَحَلّ بطردي لِأَنَّنِي تَأَخَّرَت قَلِيلًا بِسَبَب بَعْض المتنمرين بِالْمَدْرَسَة ، حَيَاتِي بِدُونِهَا سَوْف تَكُون سَوَاءٌ لَنْ أَسْتَطيعَ الْعَيْش بعدها"
أَكْمَل كَلَامِه دَفَعَه وَاحِدٍ مَعَ الْخَوْفِ مِنْ مَا قَدْ يَحْدُثُ وَتُغْرَق عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ مَرَّةً أُخْرَى ، لِتَنْظُر لَهُ مَعَ قضمها لشفاها السُّفْلَى مُحَاوَلَة عَدَم الْبُكَاء لِتُمْسَح بِسُرْعَة دَمْعُه متمرده اِنْهَمَرَت عَلَى خَدِّهَا النَّاعِم
سَكَتَت لبرهه مِنْ الْوَقْتِ تَجْمَع شَتَاتٌ حُزْنُهَا عَلَى الْفَتَى الصَّغِير أَمَامَهَا قَائِلُه :
"ماريك أَن أساعدك هَلْ تُقْبَلُ مساعدتي بِعِلَاج وَالِدَتُك ؟ سَأَكُون خَيْرٌ عَوْنًا لَك ، سحاول مُساعَدَتِك إلَى أَنْ تَسْتَطِيع الْعَمَل عِنْدَمَا تَكَبَّر قليلاً"
انهت حَدِيثِهَا وَعَيْنَاهَا الْوَاسِعَة بالونها البُنّي وَاَلَّذِي زَادَهَا جمالاً ضَوْءِ الشَّمْسِ الْمُنْعَكِس إلَيْهَا بِكُلّ وَدَاعَة تناظره أَنْ يَأْتِيَ بِجَوَابِه لَهَا
هِي تَقْدِر أَوْلَاك الْبَعْض الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ مُسَاعَدَة دُونَ عَمَلٍ بِحَيْث يَأْخُذُون الْأَمْر بِالْكِبْرِيَاء بِشَكْل كَبِيرٌ وَجَدِّي
فَكَّرْت مُنْذ أَنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ مُسَاعَدَة نَفْسِهَا وَلَيْسَ هُنَاكَ أَيْ شَخْصٍ قَدْ يُمَدّ لَهَا يَدِهَا وَيُعْطِيهَا الْأَمَل هِي سَوْف تَقُومَ بِذَلِكَ وَتُعْطِي الْأَمَل لِلنَّاس وَتَكُون شَخْصًا قَد يُسَاعِدهُم وَقْت حَاجَتِهِم
أَخَذَت عَيْنًا الْفَتَى تَبْرُق مَا إنْ اسْتَوْعَبَ الْكَلَامُ الَّذِي تَفَوَّهَت بِه لتو ليصرخ محدثًا
"أحقاً ماتقولين ؟ . . انتِ لستي تمزحين مَعِي أَلَيْس كَذَلِكَ لِمَا قَدْ تساعديني وانتِ لَا تعرفيني حَتَّى ؟ "
تَحْدُث دَفْعَةً وَاحِدَةً دُونَ أَنْ يَجْعَلَهَا تُرَدُّ مِنْ مَا جَعَلَهَا تَنْظُر متفاجئة لِبَعْض الْوَقْت وَبَعْدَهَا تبتسم لَه بِخُفِّه متحدثه
"لا ، لَسْت أَمْزَح أَنَا حقًا اعنيها سَوْف أساعدك وَاجْعَل وَالِدِك تَدْخُل الْمُسْتَشْفَى إلَى أَنْ تتحسن تَمَامًا وَتَرْجِع لَهَا صِحَّتِهَا ! مارايك ؟ "
هُوَ لَمْ يَسْتَوْعِبْ مَا تَقُولُهُ هَلْ هَذَا كَثِيرٌ عَلَيْه ؟ هُوَ كَذَلِكَ مُنْذ أَنَّهُ فَقِيرٌ وَلَيْسَ هُنَاكَ أَحَدٌ قَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ الْمُسَاعَدَة مِنْ قِبَلِ الْجَمِيعَ يَنْهَرَه لِذَا اتملئت عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ مَرَّةً أُخْرَى لِيَنْزِل إلَى الْأَسْفَلِ وَيَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِيَّة يَبْكِي بِهُدُوء
نَظَرْت إلَيْهِ قَلِقَةٌ وَقَد شَعَرْت أَنَّهَا قَدْ أزْعَجَتْه أَوَانِهَا جُرِحَت مَشَاعِرُه دُونَ قَصْدِ مِنْهَا لَكِنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ فَقَط يَبْكِي لَكَثُر سَعَادَتُه حَالِيًا ، لِتُنَزَّل إلَى مُسْتَوَاه بِسُرْعَة متحدثه
"ماذا بِك ؟ لِمَا تَبْكِي هَل جرحتك بِكَلَامِي دُونَ قَصْدِ مِنِّي ؟ "
انْتَظَرَت إلَى أَنْ هِدَاء يَنْظُرَ لَهَا وَيَهُزُّ رَأْسَهُ نافيًا
"انا فَقَط لَسْت أَصْدَقَ مَا يَحْدُثُ مَعِي الْآن عِنْدَمَا فُقِدَت الْأَمَل بِكُلِّ شَيْءٍ اتيتي انتِ وقمتي بإعطائي أَمَل كَبِيرٌ وَجَعَلَنِي كُلِّ شَيْءٍ سَهَّلَ أَنَّا لَا أَعْرِفُ مَاذَا أَقُولُ لَك لَكِنِّي حقًا شَاكِرًا لَك "
أَخَذ يَبْتَسِم بِفَرَح مُمْسِكًا يَدَاهَا
"ساكون شَخْصًا يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا عِنْدَمَا يُكَبِّر وَأَقْوَم بَرْد جميلك هَذَا الَّذِي لَن انساها ماحييت"
قَامَتْ هِيَ الْأُخْرَى بِضَمّ يَدَاه وَكَأَنَّهَا تَقُولُ لَهُ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ كُلَّ شَيِّ سَوْف يَكُون بِخَيْر مَع هَزُّ رأْسِهَا نَافِيَةٌ
"لست أريدك أَنْ تَرُدَّ شيئًا لَكِن فَقَط أَعْتَنِي بوالدتك وَلَا تَجْعَلْهَا تَتَأَذَّى مَرَّةً أُخْرَى حَسَنًا ؟ "
هَزَّ رَأْسَهُ بِقُوَّة مِمَّا جَعَلَهُ تَضْحَك بِخُفِّه وَيَكَاد يُقْسَم أَنَّهُ لَمْ يَرَى فَتَاة ذُو اِبْتِسَامَةٌ رَائِعَة واللطيفه بكثرها
"الان دَعْنَا نَتَّفِق سَوْف نَذْهَب ونخذ بَعْضُ الْأَطْعِمَةِ لَك ولوالدتك بَعْدَهَا سَوْف تَأْتِي بِنَفْس هَذَا الْمَكَانِ وتخذني إلَى مَنْزِلِك لاجـل أَن سطحب وَالِدَتُك إِلىَ الْمُسْتَشْفَى الْمُقَرَّر ! "
هَزَّ رَأْسَهُ هو لَا يُصَدَّقُ مَا حَدَثَ مَعَه لتو، وقفت لتخذ يَدِه وَيَسِيرَان معاً إلَى مُطْعِم قَامَت بِطَلَب الَّذِي تُرِيدُهُ ليخراجا بَعْدَهَا متمشيه مَعَهُ إلَى نِصْفِ الطَّرِيقِ قَبْلَ ذَهَابِهَا
"يــا ماللعــنة"
_________
يتبـع...
بعتمدها فصول قصيره وتحديث اسرع طبعا البارت قسمته وحطيت الجزء يلي وراء 🖤
تتوقعون وش صار نهاية البارت؟
استمتعوا
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top