جزء 25

( الجـــزء الخامس والعشرين )

فتحت عيني بحــذر ، رائحة عطرة منتشرة بكل أنحاء الغرفة ، وتغلغلت برأسي

لقيته واقف قدام المرايا ، شكله توه حالق ويحط بيده العطر after shaving

من مونت بلانك ويحطه عند ذقنه

مثلت أني نـائمة لما شفته تحرك ، ما ودي يحس أن جالسة وكنت أراقب حركاته ،

مع أنه زوجي عادي يعني مو حرام ، لكن مدري ليه حسيت وكأني مسوية جريمة ،

حسيت به يروح عند البوفيــه الصغيرة إلا عند الصالة وسمعت صوت الماء يغلي في الغلاية ، لاحظت طول ها الفترة أنه أول ما يصحى يحب يشرب كوفي ، استغليت ها الفرصة ، ولفيت الشرشف على جسمي ونطيت للحمام عزكم الله بسرعة قبل يجي ويشوفني

فتحت المـاء السـاخن ، ودخلت فيه ، أكيد جربتوا إحساس إلا تتصافق أسنانه وترتعش أطرافة من البرد ، ويلاقي الدفا بالماء الساخن .. وده طول اليوم يظل بها الدفء

لكن أنا أحس الدفء نابع من قلبي ، أول مرة من مدة طويلة أحس براحة القلب قبل راحة الجسد .. أول مرة أنام من غير ما أحس مخي يشتغل ويفكر طول الليل ولا أفكر ببكرة شنو راح يكون مصيري ..

حطيت يدي عند قلبي ، شعووووور غريب يجتاحني ، لا اعرف ماذا يعتريني ، بريق إبتسامه تضيء حولي وتبتهج أيـامي

قررت أعيش ليومي ، أفرح ، الواحد كم مرة يعيش بها العمر

ليه أغضي باقي العمر بالتفكير والهم واللوعات والكربة

أطلقي لنفسك العنان يا أسيل ، فيبزغ فجر أيامي من جديد

الحب وهم نضحك فيه على أنفسنـا ، كــا أمي ، وجدتي تزوجوا من غير حب ، وعايشين سعيدين والحيــاة ما شية

نشفت جسمي ولفيت شعري بالفوطة ، راقبت وجهي بالمرايـا

حتى وجهك يا أسيل وأشراقته اليوم متغيرة ، كيف أن النفسية تنعكس على ملامح وجهنا وتعابيره

وأنـــا توني طالعه من الحمــام سمعت صوت كحيلان يكلم تلفون ، مو من عادتي أتسمع لأحد ، لكن هو صوته كان عالي ، شكله يكلم أخته عهود

" والله اشتقت لك ، أنتي أخبارك وأخبار أمي وأبوي ...

ههههههههههه ، لا والله ما نسيتكم أنتوا بالبال دايم

أسيل بخير تسلم عليكم

آآآآآآآآآآآآآآآه يا ختي ، أسيــل مهره عنيده

ودي يوم تحس بالا بقلبي ، تعرف أني أعشقهـااااااااا حد الجنون "

أنا لهنـــا وبس ، مسكت الجدار ، أحس الدنيا تلف فيني

ما قدرت اسمع الكلام الباقي

تراجعت للوراء بسرعة أحس مالي وجهه أقابله بعد إلا سمعته

أول ما قفلت الباب طحت على الأرضية الرخام الباردة

ما عاد فيني حيل أوقف

مو معقوووووووول

مو معقووووووووووول

شنووووو إلا مو معقول يـا أسيل ، أنتي إلا كنتي عميا .. كانت على عينك غشاوة

والله في رجال بالدنيا يتحمل إلا شافه منك ، في رجال يتحمل أن تكون زوجته عايفته ، والله كان من ثاني يوم متزوج عليها

إيش تفسرين صبره عليك ، لا تقولين أنه ولد عمك

ولد عمك مو ملزوووم يتحملك

تصرفات كحيلان وتعاملة معي ، ما تصدر إلا من رجل عاشق

عـــاشق حد الجنون

آآآآآآآآآآآآه يا قلبي آآآآآآآآآآآه

يا ليتني ما شفته ولا عرفته ولا حبني

كيف قلبه يحب وحده مـا تحبه ، أنا أذيته آلمته جرحته

لكنه صبر وتحملني ، أنا إلا كنت أضايقه

آآآآآآآآآآآآآه يا ربي ، غصب عني بكيت

أحس أني محرومة من الهواء

ليه ، ليه اليوم بالذات أعرف أن كحيلان يحبني

كان المفروض تعرفين من زماااااان مو توك يا أسيل

:

:

:

طلعت بعد ما تأكدت أن كحيلان طلع من الغرفة ، مدري وين راح

يمكن يبي يخليني على راحتي

رميت بروحي على السرير .. خلاص تعبت والله تعبت

ما أقوى أتحمل كل إلا سمعته كان فوق احتمالي ، أنـا ما أستاهل كحيلان يحبني

على كل إلا سويته فيه ، كان دوم يدور رضاي

وأنا كنت أصده ، خطبني أكثر من مرة وأنا كنت أرفضه

بهــا الوقت رن جوالي .. تحركت من مكاني بتعب وأخذت جوالي إلا موجود على الكمدينه .. نزلت دموعي من جديد لما شفت رقم المتصل / أمي الحنون

: هلا أمييييييييييييي ، مشتاقة لك حيييييييييييييل

أمي : أنا أكثر يا بعد قلبي

: ماما أنا زعلانه عليك يومين صار لك ما دقيتي علي

أمي : ههههههههههههه ، مطمنه عليك يا بنتي دامك مع كحيلان

سكت ما عرفت شنو أرد ، معقولة أمي تعرف أن كحيلان يحبني .. كل الناس تعرف .. إلا أنـا !!

أمي : إيش فيك حبيبتي أسيل تبكين ؟؟ كحيلان زعلك بشي

: لا ماما بس مشتاقة لك .. والله مشتاقة لك ولأبوي وأخواني

أمي : وحنا أكثر يا قلبي ، أمسحي دموعك قبل لا يجي رجلك ويشوفك تبكين ، وش راح يقول !!

ما أوصيك يا أسيــل أبيك تكونين مرة سنعه وتبيضين الوجه

حاولت أكتم عبرتي وشوقي لها : أن شاء الله يمه

أمي : كيف كحيلان معك

: طيب الحمد الله مو مقصر معي بشي

أمي نغزتني : وأنتي كيفك معه

سكت لثواني : كويسه معه

أمي : الله يحفظك أن شاء الله ، بنتي طول عمرها عاقله ولا تخلين أشياء صغيرة تخرب حياتك

حسيت نفسي ارتاحت بعد ما سمعت صوت أمي وكلامها ، أمي صادقة بكلامها المفروض ما أخلي أشياء صغيرة تخرب حياتي : بنتك يمه تربيتك

أمي : الله يهدي سرك أن شاء الله ، ما أطول عليك حبيبتي

: يمه خليك معي شوي سولفي لي

أمي : ههههههههههههه ، السوالف ما تخلص ، روحي أنتي شوفي زوجك

: كحيلان طالع وأنا توني طالعه من الحمام سابحة

أمي : ما أوصيك عاد ألبسي له وأكشخي له ، الرجال دوم يحب زوجته تلبس له وتتزين له ، ومفاتنها ما تظهرها إلا له

: هههههههههه ، يمه أنتي بتخربيني

أمي : شنو أخربك ، أقول يله تلايطي صج ما تنعطين وجهه ، هذا وأنتي المتعلمة الفاهمة

: أمزح معك يمه ، لا تزعلين مني

أمي : لا منيب زعلانه ، يا الله حبيبتي أهتمي بنفسك وبزوجك

: أن شاء الله ، مع السلامة

فتحت دولاب ملابسي وأنا مبتسمة وأنا أتذكر كلام أمي ، اليوم بالذات لازم يشوفني غير

وما أحسسه أني سمعت شي من مكالمته

أمممممممممممم ، شنو ألبس أي لون ، اسود لا لا هذا حق سهرة

لون أزرق ، لا لا أنا مدري كيف جبت معي ها الفستان أحسه يجيب المرض

أيووووووووووه هذا الفستان ، فستان أحمر حرير مدموج مع ألوان ثانية قصير وله أكمام ثلاثه أرباع

والتدفئة المركزية مشغلتها يعني عادي مراح احس بالبرد ..

بعد ما لبست الفستان وخطيت ذاك الكحل الأسود تحت عيني والروج الاحمر الصارخ على شفاتي

بعد ما مشطت شعري ، جاء على بالي أجدل شعري

حبــا يبنا وش الدنيــا بلاكم

ملاه الشوق قلب(ن) ما سلاكم

يضيق بها الفضاء بعض الليالي

إلا يدورني بيه ولا لقاكم

وأنـا ماسكة طرف شعري وأجدله ، واغني ها الاغنية ، مدري كيف طرت على بالي

أحس بحنيييييين ، لديرتي ، لبيتي ،لأمي ، لأهلي و لكل حبايبي

حبا يبنا ترى الفرقى صعيبه

على مثلي مولع في هواكم

حبا يبنا إلا يوم أجتمعتوا

ومرت ذكر في سيرة لقاكم

ليــه أحس ها الفضا ضايق بي ، ليه أحس بالعبرة تخنقني

ليه ودي أبكي ، إحساسي أني ظالمة

ظلمت نفسي قبل أظلمة معي

ليه يحبني ، تمنيته يكرهني

يكرهني

لكنه كل يوم بدل ما يكرهني كان يحبني أكثر

:

:

:

:

مــا كذبت لما سميتها شمسي

في شمسها ضيعت أنا فيي

آآآآآآآآآه يا قلبي ، اليوم من زييي

جدلت ظفايرها ولطخت شفاها بالأحمر الخمري

وصوتها العذب الشجي .. سحرررررني .. سحررررررني

قربت منهـا أكثر ، وما قدرت أقاوم رغبتي ، ضميتها من ورا

شكلها أخترعت من لمستي .. شكلها كانت مسرحة بعيييييييييد

: حبيبتي

مدري هو خجل اعتراها والله حزن اجتاحها ، المهره عمرها ما توطي رأسها

لفيتها لعندي ورفعت رأسها

وعانقت في الهوى عينـانـا

وقالت عيني كلام ، كلااااام

والله عجزت أنطقه

طلعت علبه من جيب الجكيت إلا لابسة .. وحطيتها على الطاولة وفتحتهــــا وسحبت السلسال من العلبه

وعلقتهـا على جيدهـا ، ابتسمت لي وهي تلعب بالسلسال وتلمسه

حبيت تكون الهدية مميزة وغير عن الألماس ، كانت السلسله طويلة وبنهايتها حجر كبير ويتعلق به عاج الفيل مرصع بسوارفسكي ملون

شفت عينها مغرقة بالدموع

: ليه الدموع يا قلبي

وهي منزلة رأسها : أنا آآآسفــــــــــه

: آسفه على شنو حبيبتي

مسحت دموعها بسرعة ، ما ودي كحلها يخترب

شهقت: لأني ..... لأاني

مـــااااا أقــ در أقول

ناظرت بعينها: ناظريني أسيل

ما له داعي تعتذري عن شي

أنتي هواي ، سمعتي عن أحد يقدر يعيش من غير هواء

قلبي هواك ومراح يهوى من بعدك أحد

*

*

*

*

أخذني عبد الله لستاربكس إلا عند الواجهه البحرية .. وبعد ما جلسنـا

عبد الله : شنو تبين أطلب لك

: جيب لي كرميل مكياتو

عبد الله : معروف طلبك ، أقصد شنو تأكلي

: لا عبد الله مو مشتهيه شي

عبد الله : خلاص أنـا راح أجيب لك على ذوقي

جاب لي ساند وش حلوم مع أني ما لمست منها شي ، روحة المستشفى اليوم وموقفي مع الدكتور عبد العزيز سدت نفسي عن كل شي ..

كل يوم أكتشف أن تصرفات ها الشخص غريبة

عبد الله وهو يرتشف من كوب القهوة ويرجع ظهره براحة على الكرسي

: البندري إيش فيك ، من طلعتي من المستشفى وأنتي ساكته خير إيش صار

حفزت نفسي ، لانه الوحيد إلا راح يساعدني : عبد الله أبيك تساعدني

عبد الله : أمري ، دللي كم البندري عندنـا

أخذت رشفه ثانية من الكوب إلا ماسكته بيدي : عبد الله أنا كنت على الكول قبل يومين ، وعلى الفجر طلبوني لأنه في حاله خطيرة بالقسم .. كان عندها نزيف من فمها وما كانوا عارفين شنو السبب .. حاولوا يوقفوا النزيف لكن ما قدروا

فناديت على الدكتور عبد العزيز إلا معي بالقسم .. ولما شاف حالتها حرجة ، قرر أنه يعمل لها العملية على مسوليته

وببداية العملية .. توقفت دقات قلب المريضة عملنا لها CPR لكن ما استجابت .. عرفنا وقتها أن الروح راحت لبارئها

ما عرفنا سبب الوفاة هل هو من النزيف والله من التخدير ، لانها عندها السكري والضغط ، والمرة كانت obese

يعني تعددت الأسباب والموت واحد ، المهم بالصباح جاء ولد المريضة وعملنا إزعاج بالقسم وقام يهدد .. أنا صحيح تضايقت من صراخه وكلامه لكن توقعت هذا الشي من تأثير الصدمة ، لكن اليوم أنصدم أنه رايح رافع قضية ضد الدكتور عبد العزيز

عبد الله قاطعني : من صجه هذا ، أمه توفت قضاء وقدر

: أسمع أنت الباقي

عبد الله : كملي

: بمـا أني كنت مع الدكتور عبد العزيز بالكول ، فا المفروض أكون متهمة معه

لاحظت أن عبد الله شخص بنظرة ، وعلامات الصدمة كانت واضحة على ملامحة .. عارفة شنو يفكر اللحين ، أن مستقبلي الطبي راح .. وسنين الدراسة ضاعت

: لكن موقف الدكتور عبد العزيز .. مممممم مدري شنو أقول عنه ..

لكن صدمني بموقفه أنه خبر رئيس القسم أني ما كنت معه بذيك الليله

وأنه راح يتحمل المسؤلية كاملة

عبد الله وهو ما زال مصدوم : معقوووووله ، شنو مصلحته أنه يبرأك ويتحمل المسؤولية كاملة

رفعت كتوفي : مدري ، لكن أحس أني متضايقة له ، ما ودي يتحمل قضية كان هدفه أنه ينقذ المريضة .. وبالنهاية تنقلب السالفة عليه

يعني الدكتور يتعب ويدرس ويعالج الناس ، على شان إذا شاف حاله حرجة وخطيرة يوقف مكتوف اليدين

عبد الله ، بعد تفكير : والله مدري شنو أقولك

مع أني ما أعرف الدكتور عبد العزيز ، لكن عز الله انه رجال نشمي

أن يطلعك برا الموضوع وما يبيك تتبهذلي وتدخلي بسين وجيم

عقبت على كلامة : على شان كذا أبيك تساعدني ..

عبد الله وهو مقطب حواجبه : مــا ني فاهمك

: في بالي فكرة ، ما عندي غيرها

وأن شاء الله أهل المريضة يطلعوا طيبين ويتعاونوا معنا

:

:

:

:

نزلني عبد الله البيت وهو قال بروح يخلص له كم شغله تتعلق ببيته الجديد

دخلت المطبخ وأنـا ميته جوع ، لكني عفست وجهي لما شميت ريحة السمك

شفت أمي تفتح غطاء القدر وتتذوق طعم الأكل : يمه شنو الغذاء

أمي : البندري ، إلا رجعتي اليوم بدري ، على بالي مراح ترجعي من دوامك إلا العصر

: لا يمه ، كانت عندي شغله بالمستشفى وخلصتها ورجعت بدري ، يمه أنا ميته جوع خلي الخدامة تحط لي غذاء

أمي : أصبري شويه لين يخلص غذاك ، ما حسبت حساب أنك بترجعي بدري وحنا غذانا سمك

من غير سبب عصبت ، أنا إلا فيني مكفيني ، كفاية أني متوترة من الخطوة إلا راح أخطيها : خلاااااص ماااااا أبي غذاااااااااا ، بطلع أنام

أمي : البندري ، البندري .. تعالي اللحين أطلب لك من مطعم

: ماااااااااااااا أبي يمه

وطلعت غرفتي معصبه ومتوترة وصفعت بالباب .. أحسن مراح أكل خلني أموت من الجوع

*

*

**

*

غريبة هي أنـا ، استسلمت له كمـا تستسلم الحسنـاء لثوب الحرير ، كما يستسلم للنوم العبد الفقير

عاد النبض ينبض بقلبي وعادت شقاوة الفتياتِ عندما لامس يدي

فتبسمت له ونحن نسير بين دهاليز هذه المدينة

أيحبني !! أيحبني بعـد الذي كانا !!

رغم أخطائي الصغرى

مررنـا عند محل صغير ، لبست أحد الأقنعة إلا يبيعها

ضحك علي كحيلان وبنفس الوقت تغزل فيني .. قال أني أشبة الأميرات أيام الملوك والاستعمار بأحد الحفلات التنكرية

ابتسمت له وأنا ماسكة طرف القناع ، لون القناع البيج بزخارف ذهبيه كان متماشي مع ملابسي .. تنورة ورديه صوفية مع جاكيت فرو بيج .. والسلسال الطويل إلا أهداني إياه كحيلان يطوق عنقي .. بصراحة هديته عجبتني حسيتهـا ستايل

بعد كذا كملنـا مشي بسـاحة سان ماركو نداعب الحمام ونتراقص معه

:

:

:

:

عامٌ مضى وبقيتِ غالية

لا هنت أنتِ ، ولا الهوى هانا

طفلين كنا .. في تصرفنا

وغرورنا ، وظلال دعوانا

كلماتنا الرعناءُ .. مضحكة

ما كان أغباها .. وأغبانا

فلكم ذهبتِ .. وأنتِ غاضبه

ولكم قسوت عليك أحيانا

ولربما انقطعت رسائلنا

ولربما انقطعت هدايانا

مهما غلونا في عداوتنا

فالحب أكبر من خطايانا

ودي طول ما حنا ماشين يدي ما تفارق يدها .. أخيرا شعرت أنها بقربي ملكي لوحدي .. حتى لو ما تبادلني الحب المهم أنها بقربي ، استنشق عبيرها وعيناي تتعلق بعينيها

:

:

:

أخذني لمطعم جلسته رومانسية بالحيل ، ها المرة ما قدرت أعترض

حسيت حالي سخيفة لو اعترضت

أول ما جلسنا على الطاولة سألني شنو أحب آكل ، قلت له أني مشتهية باستا بالربيان

وبها الوقت جاء بائع ورد .. يبيع الورد الجوري الأحمر

طلب منه كحيلان يعطية وردة حمراء كبيرة وجميلة مثلي ..

أنا وقتها ضحكت داخل نفسي ، مدري أفرح والله أضحك بسخرية .. حركات كحيلان اليوم واجد رومانسية .. أحس حالي بفلم من أفلام فاتن حمامة وعبد الحليم

لكن أكون كذابة لو قلت أن حركاته ما تسعد أي أنثى

المفروض أني أكون سعيدة وفخورة أن عندي زوج مثله

لكن طول عمره الإنسان جاحد لنعمة

ودي أحبه أو على الأقل أكن له مشاعر خاصة مثل ما مبين من عينه أنه يحبني

لكن الحب يجي من غير إستأذان

صعب أجبر نفسي أحب شخص فيوم من الأيام كنت مو طايقته

يمكن مع العشرة تتولد بينـا محبه وموده

*

*

*

*

رابطة شعرها بشال صغير كي تبعد خصل شعرها عن عينيها ، وتركز وهي تمسك ريشة الرسم بمهارة ، وتلون خلفية لوحتها التي شارفت لنهايتهـا

بها الوقت دخلت عليها ريوم غرفتهـا

: هاي

جنى : هايات

ريوم : ريحة الألوان واصلة لبرا الغرفة

جنى : ريوم ، أسكتي شوي خليني أركز وانهي الرسمه

ريوم وهي تقرب منها : شنو ترسمين ، أكيييييد ترسميني ، لأن جمالي ما في مثله

سكتت جنى وما علقت على كلام ريوم ، جاءت ريوم من خلفها ووقفت تشاهد اللوحة

فتاة حـاملة سلة تملأها الورود ، وملامح وجهها يغطيها شعرها الأحمر الطووويل .. ما يبان إلا جزء من فمها وأنفها ويدها الثانية ماسكة طرف ثوبهــا بقوة وكأنها تتحسر على حالها

قررت ريوم في قراره نفسها أن تخرج بنت عمها من الحالة إلا هي معيشة نفسها فيه ، جنى من النوع الهادئ وما تشكي وسيلتها في التعبير هي الرسم

تذكر أن طموحها كان أنها تدخل هندسة ديكور أو فنون جميلة لكن الله ما كتب لها وقبلوها بكلية العلوم الطبية فكانت الأولوية لها ، والرسم يبقى هواية

ريوم ، وهي تجلس على السرير براحة : جنى إيش رايك تروحين معنـا دبي بإجازة عيد الأضحى

جنى وهي تترك ريشتها : اممممممم ، مدري والله

ريوم : شنو ما تدرين قرري على شان أقول لعبد الله يحجز لك معنـا

جات جنى وجلست جنب ريوم : ما أتوقع أبوي يوافق

ريوم : أبوك خليه علي ، هو وينه اللحين

جنى : تلاقينة يشرب القهوة مع امي تحت

سحبتها ريوم من يدها : تعالي ننزل وندق الحديد وهو ساخن

ضحكت جنى على أمثالها

وتسابقوا بالنزول بالدرج .. لين ما وصلوا الصالة .. كان أبو بندر وزوجته جالسين على الكنب يشربوا قهوة عربية مع البقلاوة .. وسراج جالس على الأرض وفارش عدة الرسم حقته يكمل لوحته لحفله تخرجه بمركز الأمير سلطان

ريوم بعد ما سلمت على عمها وخالتها ، جلست على الأرض جنب سراج تشوفه كيف يكمل لوحته ، يلصق السمك المصنوع من قماش قديم والأصداف جنبها وبعض الأعشاب المصنوعه أيضا من القماش

ريوم : الله لوحتك مره حلوة سراج ، من إلا ساعدك فيها

سراج : جنى قصصت لي السمك وأنا ألصقها

ريوم : هذي لحفله التخرج

سراج : ايوة ، الأبببببله قالت لنا نجيب عمل حنا نعملة وأي شي حنا نحبه

ريوم : طبعــا أنا إلا راح تأخذني معك لأنك تحبني

سراج عفس وجهه : لاااااااااااا ، بأخذ البسه حقتي

ريوم : أفاااااااااااااااااا

الحمد الله أفتكينا من بسه حور

جنى بها الوقت أستغلت الفرصة على شان تخبر أبوها عن سفره دبي

جنى : يبببببه ريوووووم مصررررره ومحلللللللفه إلا أسافر معها دبي ، وتقول إذا ما سافرت معها مراح تسافر

ريوم شهقت وناظر بجنى ، وتقول لها بنظراتها أنا قلت

وجنى تناظرها بنظرات قوية يعني انكتمي

ابو بندر : صدق ريوم تبين جنى تروح معك

ريوم قامت من مكانها وجلست جنب عمها : ايوه عمي تكفى خل جنى تروح معنـا ، تغييير جو قبل الإمتحانات ، تعرف عمي حنا بالجامعه نتعب واااااجد ، نبي نسافر ، على شان نرجع بنفسية حلوة ومرتاحة ويكون لنا نفس ندرس

أم بندر : آآآآآآآآآه منكم ، اللحين إيش دخل السفر بامتحانتكم

ريوم : خااااااالتي ، عاد لا تقلبينها علينا ، نبي عمي يوافق

أبو بندر : وأنا اقدر على أم الريم

باسته ريوم على راسة : بعد عمري عمي ... أصلا السفرة مراح تصير حلوة لأنك مو مفيها

أبو بندر : هههههههههه ، والله ودي أروح معكم لكن سراج ما يتحمل السفر وضغط الطيارة

ريوم بصوت خفيف : الله يشفية أن شاء الله

أبو بندر : أن شاء الله ، الحمد الله هو تحسن كثير عن قبل

:

:

:

بغرفة جنى ، سألت جنى ريوم : إلا ما قلتي لي يا الدووووووبه إيش صار على خطبتك

ريوم تمثل أنها مستحيه : أمس أبوي كلمة وقال له عن موافقتي

جنى : يسسسسسسسسسس ، يعني قريب من جهز لحفله ملكتك

ريوم : لا ، أبوي شرط عليه أن حفله الملكة بإجازة الصيف

جنى : يا الله بقى كثيييييير

ريوم : لا عادي عندي ، أبوي أقنعني ، حاليا ما ني مستعدة أملك وأنا أدرس ، وأبوي خايف ألتهي عن دراستي

جنى : عاد أنتي تبين الشارة على شان ترسبين ، لو ما أنا واقفه على راسك والله أنتي رحتي في الباي باي

ريوم دفتها : لها الدرجة طايحة من عينك أنتي وجهك

بها الوقت رن جوالها ، كانت سلمى المتصلة

" هلااااااااااا وغلااااااا ، هلاااااااا بمرت خالي "

ريوم : عمتك وتاج رأسك بعد

سلمى : هههههههههههههه ، طاع هذي صدقت عمرها

أصلا لو ما انا خالي ما خطبك

ريوم بغرور : لا يا حبيبتي أصلا لو خالك مو ميت علي كان ما جاء وخطبني

ريوم بها الوقت سمعت صوت ضحكات سلمى تتردد في مسامعها وفي صدى بصوتها

: سلووووووووم ، أنتي ليه حاطة على الإسبيكر

سلمى ضحكت اكثر : على شاااااااااااااان بعض ناس يسمعون صوتك

ريوم وقتها أنقص وجهها ، ومالها وجهه تكلم سلمى وخصوصا أن يوسف سمعها ..

من خجلها وإرتباكها قفلت السماعة بوجهه سلمى

جنى : إيش فيك ريوم أنقلب حالك

ريوم : هــــــــاه

جنى تقرب منها : بسم الله عليك ريوم وش صار لك

رجع جوالها يرن : ردي ريوم على جوالك

ريوم : هـــاه ، لا لا ما أبي

جنى : عيب البنت تنتظرك ، ردي ردي

وضغطت جنى على الزر الأخضر وحطت السماعة بإذن ريوم

سلمى : فدييييييييييييت مرت خالي إلا تستحي

ريوم : ما بعد صرت مرت خالك

سلمى : قريب أن شاء الله

المهم نسيتيني شنو بقول ، بعـــض ناس يسلمون عليك

ريوم جد ها المرة خجلت وخدودها توردت ، وحطت أصابعها بفمها

سلمى : استحيتي

ريوم : يعني ما يصير أستحي ، عروس

سلمى : ههههههه إذا قالوا ريوم تستحي فكل الناس تستحي

ريوم رجعت لطبيعتها : شقالوا لك عني .. وجهي مغسول بمرق

سلمى : هههههههه ، حاشاك أخت زوجي ما أرضى عليها

ريوم : أيوة كذا تسنعي ، لا أخلي أخوي بكرة يرسل ورقتك

سلمى شهقت : شووووووووووف البنت ، تبي تقلبها علي

ريوم : والله أنتي إلا بديتي عيوني والبادي أظلم

*

*

*

*

تقضي أمسية باردة ولحن المطر يشجي قلبا كسيرا يخفق في حنايا البندري

واقفه بجوار نافذتها وقفه المساكين ، تحسدها

نعم تحسدها لأن المطر أوفى من المحبين

فالمطر يحبها حبا لم يعرفه المغرمون .. حبا ربانيا ..

فباتت بملامح باكية .. كل شي حولها يستطعم العشق يتلذذ بالسهر ، الليل يقبل القمر والريح تغازل الشجر

وهي ، تبحث خلف الأثر

تجري وراء ذكرياتها

كل ما حاولت الإختباء منها ، تأتي أشياء تذكرها ..

تمزقها ، تمزق جروحها

ذهبها اليوم للعزاء ، ذكرها بعزاه ..

كانت على وشك النسيان ، لكن ربابه الشوق جات وصحتها

تحاول تقوي قلبها على شان الناس إلا حواليها ، تتمنى ما تفشل بالمحاولة إلا قامت فيها ، وقبل لا تروح عند فراشها دعت ربها أن القضية تنفك عن الدكتور عبد العزيز ، لأنها تكره الظلم

:

:

بحر من الدم وجسمي كله ملطخ بالدماء .. ملامح بندر أشوفها لكنها مشوهه وجسمه يغطيه الدم

حاولت أصرخ أبي أحد يسمعني .. أحس أني أحلم لكن ما ني قادرة أقوم من النوم وكأن أحد يخنقني ..

صحيت من النوم مفزوعة لاهثه الأنفاس ، مظطربة القلب ، باردة المفاصل .. ناظرت بالغرفة المظلمة .. صارت الأشياء واضحة بالنسبة لي رغم الظلام إلا يحل بالغرفة .. وقفت أمام مرآتي

وحيـدة ، والألم ينهش في أضلعي ، تأملت في ذاتي

كما يتأمل الميت صور الأموات

وقفت أعانق خيالاتي أقبل ذكرياتي

كما يقبل اليتيم ثوب أمة مخنوق العبرات

فلا حب ولا حبيب يضمد جراحاتي

سمعت صوت الأذن ، أسغفرت ربي ، هذا الحلم من تفكير عقلي الباطني .. متى يا ربي راح أتخلص من هذا الحلم بل الكابوس المزعج

صار له فتره قاطعني من أيام العدة ، على شان كذا كنت اخذ حبوب منومة على شان أنام براحة .. ليه اللحين رجع وعاودني

توضيت وفرشت سجادتي .. وبعد ما فرغت من صلاتي رفعت يدي وعيني تجهش بالبكاء

إليك يا ربِ مددت يدي ، فبعزتك استجب دعآئي ، وبلغني مُناي ولا تقطع من فضلك رجآئي ، وأكفني شر الجن والإنس من أعدائي ، يا سريع الرضا إغفر لمن لا يملك إلا الدعاء فإنك فعال لما تشاء يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى ، إرحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء يا سابغ النعم يا دافع النقم يا نور المستوحشين في الظلم

حطيت رأسي على سجادتي وبدأت تهدأ نفسي وغفيت لدقايق ..

فتحت عيني أول ما بدت الشمس تشرق وترسل أشعتها .. وقفت على حيلي وقربت من الشباك ورفعت الستـارة

راقبت المنظر إلا تمثل قدام عيني .. نور الشمس أنتشر بالسماء وبانت زرقة السماء بعد ما غطاها ظلمة الليل .. وترتيب الاشجار والورد بالحديقة تبهج النفس .. العصافير بعدها ما تزقزق .. أول من يسبح الله النحـل .. تأخذ رحيقها من الأزهار وترجع تجمعه بخليتهـا .. يا سبحان الله

تذكرت كلام الدكتور عبد العزيز وموقفه مني .. ليـه يومها كلمني بحده وحتى ما ناظر فيني .. ليه طلعني من الموضوع وقال لدكتور إبراهيم أني ما كنت معه ذيك الليله !!

تنهدت .. الله وحدة يعلم ما بالنفوس ، لكن أن شاء الله بنت المريضة إلا توفت تساعدني أنا رحت أنتخيها وأن شاء الله توفي بكلمتهـا .. أنا مدري ليه رحت بيتهم وحضرت عزاهم .. يمكن لو وحدة ثانية غيري ومع تصرفات الدكتور عبد العزيز معي وكيف كان يغثني ببداية دوامي .. لكن الحقيقة تنقال عمره ما آذاني .. صحيح أنه strict بالدوام .. لكنه محترم لأبعد الحدود وعمري ما تضايقت من نظراته لي أو طريقة كلامه معي .. الله كريم وأن شاء الله أخلص من ها الروتيشن وأرتاح .. خلني أبدل ملابسي وألحق أوصل بدري ، مالي خلق تهزيئ على أول الصبح

لبست بدلتي الخضراء على شان اليوم عندنا theater ولبست عباتي وأخذت معي شال صوفي كشميري عريض .. ونزلت تحت

وأنـا واقفه عند الطاولة الزجاجية القريبه من المدخل أعدل شيلتي .. شافتني أمي

: صباح الخير

سلمت عليها: صبـاح النور يمه

أمي : فطرتني يا البندري

: لا يمه ما ني مشتهيه

أمي : ليه يمه مـا يصير كذا ، أنتي وراك دوام طويل

: يمه إذا جعت راح أكل لي أي شي من المستشفى

أمي : أنتظري شوي بجيب لك شي تأكليه بالسيارة

ما قدرت أعترض ، هذي الوالدة وما ودي أزعلها على الصبح ، مع أني جد ما لي خلق آكل شي

طلعت برا عند مدخل البيت أنتظر السايق يجيب السيـارة ، ونسايم باردة تهب ، غمضت عيني أستنشق الهواء البارد .. هواء يرد الروح ، لكن وين الرووووح آآآآآآآآآآآآه وألف آآآآآآه .. فتحت عيني على صوت الخدامة وهي تعطيني كوب الشاي وكرسون مغلف ..

أخذته من عندهـا وركبت السيارة .. حاولت أغصب روحي أشرب من الشاي على شان أصحى لأني أحس بصداع راح يفجر رأسي .. لكن حسيت بطعم الشاي مر مثل العلقم .. وكأني راح أرجع ، أحس بطعم الحموضة إلا بمعدتي ببلعومي ..

قبل لا أنزل من السيارة أعطيت السايق الكروسان حرام تنرمى .. وطلعت فوق على طول لغرفة التبديل ..

أول مـا دخلت غرفة الأطباء إلا بقسم العمليات ، لقيت الدكتور عبد العزيز مع الدكتور طلال ودكتور ثاني نسيت أسمه .. وشكلهم رايق على أول الصبح ويضحكوا ، وأنا مالي خلق لأي شي ولا لملاقتهم ..

رميت السلام وجلست بعيد ، والله ما ودي أجلس معهم لكن وين أجلس

سمعتهم يسولفوا مدري عن منو ويسخروا

طلال : تخيل الكل حاول يلاقي عروق بيد المريض إلا بغرفة رقم 5 على شان يركبوا IV محد لقى شي إلا الدكتور .... هو إلا ركب IV

عبد العزيز : هههههههههههه ، يضع سره بأضعف خلقة

مدري ليه حسيت من كلامه نغزة لي ، طنشت كلامه وطلعت من الغرفة

عبد العزيز : إيش فيها هذي ما ده البوز ، قلنـا شي يزعل

طلال : والله مدري

عبد العزيز وهو يناظر بساعته : طيب أنا راح أشوف إذا المريض حضروه للعملية

:

:

أول مـا دخلت غرفة العمليات ، لقيت الدكتور إبراهيم موجود لأن اليوم العملية thyroidectomy ،

ابتسم أول ما شافني فاغتصبت الإبتسامة على شفاتي

الدكتور إبراهيم ببتسامة وقورة تجبر الكل يحترمه : صبـاح الخير

: صباح النور

الدكتور إبراهيم : شكله اليوم صباحك معكر ، أحد مكدر خاطرك

رديت عليه من غير نفس لأن جد مزاجي متعكر : لا دكتور ما فيني شي

ناظرني بتفحص : أكيد محد مضايقك بالقسم

: لا دكتور بالعكس مرتاحة معكم

: طيب أنتي ليه pale

حاولت أبين أني طبيعية ، مدري إيش فيه علي : لا دكتور

أنا كذا لوني

تنهدت براحة لما راح وتركني ، ما لي خلق استجواب ، كفاية أمي

بدأنا العملية بعد ما تعقمنـا ، أنا وقفت جنب الدكتور عبد العزيز والدكتور إبراهيم مقابلنـا .. هو إلا كان يدير العملية ، عمل جرح كبير بمنطقة الرقبة على شان يطلع الغدة المتضخمة .. ها المنطقة حساسة وأنا أشوف دم كثير ينزل من المريضة والدكتور عبد العزيز يحاول بالشاش وsuction يشفط الدم

لحظتها وأنا ماسكة المقص إلا مثبت يمسك الجلد وأنا اشوفها تنزف كثير ، شعرت بأن الدم هجر عروقي وأن الدنيا بدت تلف فيني ، وأن نوبة إغماء توشك أن تأخذني لعالم مظلم

طلبت من الدكتور عبد العزيز : دكتور ممكن تمسك المقص عني

الدكتور عبد العزيز : ما تشوفيني مشغووول

بدأ التنفس يصعب عندي ، وأن مخارج الحروف صعبه ، مدري كيف نطقت ، كان كل خوفي أطيح عليهم على جسم المريضة أو أغرس المقص إلا ما سكته بيدي بعنقها : دكــتور اااح أحس بدوووخه

ما قدرت أكمل الباقي ، لأني جد بديت أدوخ وطحت على كتفه

صاح الدكتور عبد العزيز على النيرس ، والنيرسات والدكتور المخدر كان عندهم response سريع ، وخصوصا أن الدكتور عبد العزيز ما يقدر يلمسني ويترك العملية .. سحبت النيرس الكرسي القريب وجلسوني علية .. لين جابوا السرير المتحرك على طول وحملوني فيه .. وقتها أظلمت الدنيا بعيوني وما عدت حسيت بشي

:

:

:

:

الدكتور عبد العزيز ، ظل طول العملية أعصابة مشدودة .. يفكر فيها

إيش فيهـا ، هي شكلها من الصبح مو طبيعي ، كان لون وجههـا مخطوف .. مذكر قلت كلمة ضيقت خاطرها .. رفعت عيني لساعة المعلقة بالجدار أمامي ، يا الله مرت ساعتين من بداية العملية .. انتظرت الدكتور إبراهيم لين ما أخرج الغدة وطلع من غرفة العمليات ، وأنه معتمد علي أكمل الخياطة وأركب لها سكشن .. لكن طلبت من النيرس تكلم الدكتور طلال يجي بسرعة يكمل عني .. وأول ما شفته دخل أنا طلعت من الباب الثاني حتى أني طنشت كلامه لي بعد ما رميت اللبس بالسلة المخصصة .. مشيت بسرعة وكأني أهرول لـ recovery room إلا بقسم العمليات

دخلت بصمة إصبعي على شان الباب يفتح لي .. سألت النيرس إلا شفتها بوجهي عن مكان البندري .. أشرت لي على سرير رقم 3

فتحت الستارة بحذر ، ودقات قلبي تتزايد

متلحفة بالشر شف الأبيض وحجابها الأبيض مرتخي حول عنقها وخصل من شعرها باين .. قربت منها أكثر وجريت حجابها أغطي شعرهـا الباين من قدام

راقبت وجهها الملائكي

رغم شحوبه والسواد إلا تحت عينها ، لكنها جميلة ، سبحان إلي خلقها

كان مبين من ملامح وجها الضيق .. إجتاحتني رغبه أن ألمس يدها وأخفف عنها ، أحس أنها محتاجه لحنان لأحد يكون جنبها .. لكن مهما يكون أظل رجل أجنبي

حاولت أنـاديها

: البندري ، البندري

رفعت هدبها بوهن .. وحركت شفايفهـا بتعب

لكن ما فهمت عليها

قربت منها أكثر على شان تسمعني : البندري تحسي بشي

حركت شفايفها ببطء ، لكن قدرت ألقط الاسم ها المره : بــ ن در ، بندر

قطب حاجبي ، منو هذا بندر ، معقولة يكون نفس الشخص إلا شفته معها بالسيارة

خطيبهـا !! زوجهـا !! حبيبهـا !!

لا شعوريا تراجعت للوراء .. وكأن شي لسعني ما كان ودي تنطق بـ ها الإسم ، إيش يعني لها !!

: البندري أنا الدكتور عبد العزيز ، شلونك اللحين طيبه

هزت لي رأسها

راقبت

pulse oximetry and blood pressure

نسبة الأوكسجين كويسة لكن الضغط عندها ما زال منخفض حتى بعد تركيب saline

سألتها : البندري فطرتي اليوم

هزت لي راسها بلا : ليه يا البندري كذا ، ما يصير تهملي بصحتك

ما حبيت أطول معها أو يجي أحد من الدكاترة ويشوفني واقف جنبها .. تركتها .. وكنت ناوي أطلع من غرفة العمليات .. وعند الرسبشن عند البوابة الكبيرة لقسم العمليات لقيت الدكتور إبراهيم

كلمني وأنا سرحان بعيد عن العالم إلا حولي : عبد العزيز أنت وينك ، أنتظرتك تكتب surgical note ولا كتبتها

: هـاه سوري دكتور ، رحت أتطمن على الدكتورة

كنت متعمد ما أنطق بإسمها على شان الناس حولنـا .. لكن نظرات الدكتور إبراهيم لها ألف معنى ومعنى .. وكأنه حاس بإلا بقلبي

الدكتور إبراهيم : شخبارها اللحين

: شكلها تعبانه

الدكتور إبراهيم : الله يكون بعونها ، الظروف إلا مرت فيها مو سهله

استغربت من كلامة ، إي ظروف !!

وإيش يعرف الدكتور إبراهيم فيها

: دكتور المفروض بنت بعمرها وشبابها وإلا مثلها ما تغزي الهموم قلبها

ما فاتتني تنهدية الدكتور إبراهيم : ما في أحد مرتاح بها الدنيـا يا دكتور

ما فهمت مغزى كلامه ، لكن شكله حس أن في جوفي كلام ، كلام كثير

الدكتور إبراهيم : عندك شي اللحين ؟

رديت عليه وأنا كلي حماس يدعوني لفنجان قهوة بمكتبة : لا دكتور

الدكتور إبراهيم : خلص عجل إلحقني للمكتب خلنا نشرب قهوة مع بعض

ابتسمت براحة ، عندي إحساس أنه راح يكلمني عن البندري : طيب دكتور أنت أسبقني وأنا جايك

طلعت من قسم العمليات بسرعة .. من عجلتي ما كان عندي صبر أنتظر المصعد يصعد فنزلت بالدرج للكفتيريا .. شريت لي علبه حليب وفطيرة بالسبانخ

وطلعت مرة ثانية ودخلت غرفة العمليات .. وعند غرفة الركفري روم ، دقيت الجرس وطلعت لي النيرس .. أعطيتها الأكل إلا شريته وطلبت منهـا تأكل البندري وتطمني عليها بعدين ..

شكلها البنت مهملة بصحتهـا ، ومبين من وجهها pale أن عندها فقر دم .. وسوء تغذية سببت لها دوخة وأنخفض ضغطها

:

:

" السـلام عليكم "

دخلت مكتب الدكتور إبراهيم إلا بالدور الرابع وبزاوية تطل على حديقة المستشفى .. ونوافذ المكتب الطويلة تسمح لأشعه الشمس بالدخول

الدكتور إبراهيم : وعليكم السلام ، منت غريب يا عبد العزيز ضيف نفسك

وهو يأشر لي على طاولة صغير بزاوية المكتب عليها غلاية وكوفي وشاي

عملت لي ولدكتور بلاك كوفي ، وحملت الكوب وجلست على الكنب البني الجلدي ، وهو بالمثل حمل كوبه وجاء وجلس قبالي

الدكتور إبراهيم : إلا ما قلت لي يا عبد العزيز منت ناوي تتزوج .. والله معجبتك حياة العزوبية

ضحكت على كلامة : يا دكتور جربت نصيبي مرة وأنرفضت ، فشلت فكرة الزواج من بالي حاليا

ركز نظرة فيني ورفع حاجب : لكن عيونك تقول كلام غير

حاولت أمسك أعصابي لها الدرجة أنا مفضوح ، لها الدرجة عيوني فاضحتني !!

: هههههههه ، ما خبري فيك يا دكتور تقرأ العيون والكف !!

الدكتور إبراهيم : ههههههههه ، قراءة الكف خليناها لدجالين ، لكن قرأة تعابير الوجهة وأنك تفهم الشخص من نظرة عيونه ، هذي تجي بالفراسة والخبرة والحيـاة أكبر مدرسة

: والحيـاة وش علمتك يا دكتور

الدكتور إبراهيم : هههههههههه ، لا تحاول تتذاكاء علي ، مبين عليك تهتم بالبندري

: دكتور أنـــا

قاطعني : كان واضح من رجفة يدك بالعملية أنك توترت بعد ما طاحت علينا ، و موقفك أنك قلت لي أنها ما كانت معك بالكول بذيك الليله

رجعت ظهري للوراء وتسندت بتعب وحكيت جبيني .. أنا مفضوووح قدام الكل ، والمصيبة ما أنفضحت إلا قدام الدكتور إبراهيم

: دكتور أنا آسف ما كان قصدي أكذب عليك ،لكن ما كان ودي البنت تتبهدل وتدخل بتحقيق وهي تعتبر طالبة للحين ، أنا دكتورها وأقدر أتحمل المسؤولية

هز رأسه : حصل خير ، اليوم جاني ولد المريضة المتوفيه وأعتذر مني وكان وده يشوفك ويعتذر لك

بها اللحظة بس أنفرجت أساريري ، لأني كنت شايل هم السالفة : صدق والله بشرك الله بالخير ، والله تستاهل الحلاوة

الدكتور إبراهيم : ههههههههههههه ، تسلم ما تقصر ، لكن محد يتساهل الحلاوة غير البندري

قطبت حاجبي ، إيش دخلها بالموضوع ، فكمل كلامه : البندري الله يجزاها خير هي إلا راحت وكلمت بنت المريضة وأقنعتها تكلم أخوها ويتنازل عن القضية

: البندري ، معقوووولة

الدكتور إبراهيم : ليه مستغرب ، البندري ما في مثلهـا ، أعرفهـا من وهي صغيرة .. طول عمرها بنت أصول تعرف السنع والواجب .. لكنــــ .....

لاحظت أنه سكت وسرح : لكن شنو يا دكتور

الدكتور إبراهيم : لكن ما لها نصيب بها الدنيا

*

*

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top

Tags: