الجزء-22-23-
فتحت عيني بوهن .. طول الليل مـا عرفت أنام .. ناظرت بالساعة إلا معلقة بالجدار لقيتها الساعة 9 .. يعني كل إلا نمتهـا ساعات قليلة .. حركت رأسي ببطء ودي ما ألاقيه جنبي .. وكأن أمنيتي تحققت .. السرير خالي من وجودة .. مـا فكرت حتى اتسائل بيني وبين نفسي وينـه !!
روحة بلا ردة إنشاء الله .. قمت من السرير ولبست الروب الحرير .. وطرت للحمام قبل لا يجي ..
نزعت كل ملابسي .. وفتحت الصنبور على الماي الساخن .. انتظرته لين يسخن .. دخلت داخل الماي الساخن .. وأنا أحس وكأن شي جاثم على صدري يضيق على أنفاسي .. مش قادرة أوقف على رجولي .. تمسكت بالجدار إلا جنبي وجلست بالبانيو .. أحس بدوخة خفيفة وأنفاسي متقطعة .. مرت في بالي ذكريات البارحة .. من غير شعور نزلت دموعي مثل شلال جارف .. كان محبوس وممنوع من النزول .. آآآه سلب مني كل شي .. كل شي .. ومن غير رضاي .. حتى أنوثتي سلبها مني ..من غير ما أسمح له .. مهما غلط بحقك .. من أعطاك الحق تعاقبني بهذي الطريقة .. عمري مراح أسامحك يا كحيلان .. أكرهك .. تجرحني وتروح ولا حتى تحاول تداوي جروحي والبرد فتك ضلوعي .. أنت خسرتني خلاص .. كل شي مات فيني .. وتواصل ليلي مع نهاري .. أصعب حياة تعيش وأنت جواك ميت
:
:
لما حسيت أن الدموع تحجرت في عيوني .. طلعت من البانيو ولبست روب السباحة إلا كان باللون الأزرق الفاتح ولفيت شعري بالفوطة إلا بنفس اللون .. وأنـا أحس بارتخاء بكل عضلات جسمي من بعد الحمام الساخن وبدوخة .. قل النوم وعدم الأكل .. كل ها الأشياء حسسوني بالضعف ..
أولـ ما طلعت من الحمام شفته واقف قبالي .. من غير شعور مني كش جسمي .. صديت عيني عنه
لكنه قرب مني يبي يلمسني .. صرخت فيه بصوت عالي
: لو سمحت ما أبيك تلمسني
تحركت مارة من جنبة أبي أجلس على كرسي .. كأن ها الكلمتين إلا تكلمتهم أنهكت قواي
:
:
:
شفت عيونها حمرا ومتنفخة .. شكلها باكية بالحمام .. وصوتها كان يرتعش مهما بينت أنها قوية .. يا بعد عمري يا أسيل .. والله أني آسف .. لكن أنتي إلا حديت يني أتعامل معك بهذي الطريقة .. والله منو إلا يشوف جمالك القتال ويقاوم .. جلست على طرف السرير أراقبهـا .. ودي أعرف وأدقق بكل تفاصيلها وحركاتها ..
مسكت البروش ( المشط ) ومشطت شعرهـا ، كان شعرها غير عن أمس .. بالرطوبة وهو منسدل على كتوفها أعطاها نعومة وبراءة مختلفة .. تحركت ناحيتها .. ومسكت البروش من يدها .. كانت بتمنعني : أووووووووووووووش
بعدها حركت البروش بكل نعومة على شعرها الكستنائي .. وكأني خايف على شعرها من لمسات البروش أو يتقطع بين اسنانة
بعد ما انتهيت رفعت عيني لقيتها منزلة رأسها .. جلست جنبها على ركبتي ومسكت ذقنها و رفعته بأطراف أصابعي .. ناظرت بعيونها دايركت .. حسيت أن الدمعه متعلقة بطرف رموشهـا ..
أنـا ما أخطيت بحقك .. وإن به خطأ فخطاي إني أحبك
: أسيــل أنا آسف
بها اللحظة حرّكت يدها لطرف عينها ومسحت دمعه حاولت تنزل من غير أذنها .. قامت من مكانها من غير ما تناظرني ، حسيت وقتها أن راح أتعب لين ما ألاقي رضاها علي على الأقل
: تجهزي راح نطلع نفطر
ما اعطيتها مجال ترفض أو حتى تجادلني طلعت من الغرفة بسرعة ، من الوضع إلا بينـا .. اليوم أول صباحية من بعد زواجنـا .. تكون بهذا البرووود
:
:
:
ما قدرت أرفض عرضة .. لأني جد جوعانة و أحس إذا ما أكلت راح يغمى علي .. رحت ناحية الدولاب أفكر شنو ألبس .. الناس شنو تلبس بصباحية عرسها .. ضحكت بسخرية بيني وبين نفسي .. المصريين يقولون .. صباحية مباركة يا عروسة .. أي مباركة يا حسرة قلبي .. أنا من شفت وجهه ما شفت يوم حلو .. طلعت لي لبس حلو مهما يكون لازم أبين لناس أني عروس وسعيدة يمكن يأخذني لعند أهله شنو يقولون عني ما أعرف ألبس والله ما عندي شي ألبسة ..
ناظرت بشكلي بالمرايا باللبس الناعم تنورة حرير بيج قصيرة مع قميص حرير جلد النمر وأكمام طويلة بالشيفون .. لكن حسيت أن في شي ناقص .. وجهي شاحب وعيني منتفخة من كثر البكي ..
حطيت لي ميك آب ناعم وخفيف يناسب الصباح .. وحطيت باقي أدوات المكياج بشنطتي .. قبل لا أطلع من الغرفة لبست جزمه بوت جلد طويل ولبست عباتي ما ابي يناظر شنو لابسة ..
أولـ ما طلعت من الغرفة شفته جالس على الكنب إلا بالصالة وكاشخ .. استغربت وين لبس وأنا بالغرفة .. أكيد لبس بالغرفة الثانية .. كان مشغل التلفزيون ويطالع برنامج أجنبي بكل اندماج .. كان لابس نظارته الطبية إلا بإطار أسود ، هه أمس طلع لابس عدسات الأخ .. انتبهت لعلبة العدسات موجودة على التسريحة
كحيلان : يله نمشي
عند باب الشقة غطيت وجهي ، وبعدت يدي لأنه حاول يمسكها .. ماله داعي يمثل دور الزوج المحب لزوجته وما يقدر على فراقها
طول ما حنـا بالطريق ، والصمت هو سيد الموقف ..
انقطع الصمت بصوته : وين تبين تروحين
رديت علية : عادي أي مكان
أصلا لو الود ودي رحت بيت أهلي أفطر عند أمي .. لكن أكيد أمي راح تخترع علي لو جيتها بها الصبح .. وقفت السيارة عند مطعم حلويات فرنسية ..
أول ما وصلنا جلسنا عند طاولة معزولة وبعيدة شوي عن زحمه الناس ومطلة على الشارع ..
بعد ما طلبنا ، فتحت وجهي .. ولفيت أناظر من الزجاج ، منظر البحر بها الصبح روعــة .. مع أشعة الشمس الدافيه.. حسيت براحة وأنا أناظر ها المنظر إلا يرد الروح ، تولدت عندي رغبة يمكن بغير محلها أني أسبح بالبحـر
كحيلان : تدرين أن ها الكوفي شوب يذكرني بمقهى كنت أتردد علية كثير بلندن
لفيت عليه عليه وأنا مو طايقه اسولف معه وهو مقابلي تماما : جد ، كنت تروح مقاهي راقية بلندن ، كنت أظن حدك كوفي من المشين وأنت راكب الصب وي
قطعت كلامي لما شفت الويتر جاي عندنا .. وجاب طلبنا .. حط عندي صحن الوافل إلا فوقه كريمة وفراولة .. بدأت آكل من غير حتى ما أناظر فيه .. أنا جوعانة وما أحب أتكلم مع أحد
:
:
معقولة .. ساعة مرت .. وطول ها الساعة ساكتين .. ما لقينا كلام حتى نتكلم فيه .. عجل شنو راح نسوي بباقي العمر .. شكل حياتي معه مملة لأبعد الحدود
كحيلان : تدرين أن اليوم بنسافر
: ايه عارفة
كحيلان : طيب جهزتي ملابسك ، محتاجة شي
: لا كل شي عندي .. مو ناقصني شي
كحيلان ببتسامة : طيب ما سألتيني وين راح نروح
رديت من غير نفس : عادي ما تفرق معي
كحيلان : شنو ما تفرق معك ، أحد يروح Venice ويقول ما تفرق معه
من غير شعور ابتسمت ، ما توقعت أنه راح يأخذني لإيطاليا .. أنا قلت كحيلان ما يجي منه شي عدل .. قلت قدر وجهه يوديني ماليزيا مثل كل العرسان الجدد .. الله وناسة من زمان وانا ودي أزور ها المدينه التاريخية العريقة
: Venice والله نجلس بالبيت هم ما تفرق معي
ما حبيت ابين له انه متشوقة لها المكان وكأنه متفضل علي بها السفرة .. أبوي طول عمرة مو مقصر معي وكان كل سنه يسفرني
:
:
بعد ما طلعنا من المطعم قال لي بالسيارة أن أهله مسوين لنـا غذاء .. أنا تفاجأت .. يعني أكيد أهله كلهم هناك وخالاته .. فشلة أروح لهم بها اللبس .. يعني لو بس خواته عادي
: عادي ترجعني الشقة قبل لا نروح لأهلك
ما حبيت أنطق أسمه ، أحسة ثقيل على لساني .. حتى أسمه يا ربي يحوم الكبد
لف نص إلتفته علي وهو يسوق : ليه تبين ترجعين ، حنا مراح نطول هناك ورانا سفر بليل
: أنت ما أعطيتني خبر من بدري أن أهلك مسوين غذاء لنا ، على شان أرتب نفسي
كحيلان ما قدر يرد لها طلب ، يخاف تزعل على أتفه سبب .. وأخذها لشقتهم
:
:
أولـ ما دخلت الشقة رحت ناحية غرفتي وقفلت الباب على شان لا يجي وراي .. طلعت لي جلابية فخمة بألوان زاهية تناسب عروس .. وثقلت من الكحل الأسود على عيني ، والروج الفوشي على شفاتي
جاني صوته من خلف الباب : يله يـا أسيل راح نتأخر .. صار لك نص ساعة تتجهزي
رديت عليه : طيب طيب دقايق وأكون جاهزة
*
*
*
**
*
*
" سلمى .. سلمى .. سلمى .. سلمى .. سلمى "
لفيت على الجهه الثانية .. يا ربي ها الإنسانه غثيييييثه بشكل فضيع .. أنا من التعب لما دخلت غرفتي نسيت ما قفلتها .. نسيت أن ها الإنسانه المزعجة تجي بيتنا من صباح ربي
" قومي بسك نوم ، دخل وقت الظهر ، وأنا زهقت من الجلسة بروحي "
مسكت مخدة صغيرة جنبي ، ولفيت بقوة ورميتها عليها ، لكن حسافة ما أصبت الضربة
بثينه : وجع يوجعك .. فرضا أنا حامل
جلست على السرير : هذا وجهه وحدة حامل جاية غاثتني من صباح ربي ، يا ربي ما تخلين الواحد يرتاح حتى بيوم إجازته
شفتها ميته من الضحك من غير سبب شوي وتتسدح على الأرض
: على شنو تضحكين يا الدبه
تكلمت بصوت متقطع مو قادرة تكمل من الضحك : شــ ـ ـ ـ كلـ ـ ـ ك
: إيش فيه شكلي
لفيت جسمي وأنا ما زلت على سريري الكبير لتسريحة .. وشفت أنعكاس صورتي بالمرايا .. ويا ليتني ما شفته .. يــا لهوي .. منقلبه شبح .. كأن أحد عاطيني بوكسات على عيني .. الكحل والماسكرا سايحة .. وشعري كشة وكأنه شمس .. يمـه أنا اخترعت من شكلي
بثينه بعد ما وقفت ضحك وأنا أناظر بشكلي بذهول : يعني ما تعرفين تمسحين مكياجك قبل لا تنامين
أنـا سكتت ، لو حكيت لها شنو صار معي أمس ، شنو يسكتها ها الدبه ذي فضيحة .. نزلت من سريري .. ولفيتها لجهه الباب : يله عطينا مقفاك ..
بثينه : طرده !!
: سميها مثل ما تبين
:
:
قفلت الباب غفلتين على شان أظمن ما تدخل علي .. دخلت الحمام إلا موجود داخل الغرفة .. وفتحت الدولاب وطلعت القطن ومزيل المكياج .. وأول ما رفعت يدي بمسح المكياج ..
شميت رائحة عطرة بيدي .. يا الله لها الدرجة رائحة عطرة قوية لدرجة تلصق بيدي لليوم .. كان ودي ما أغسل يدي على شان تظل ريحته بيدي طول اليوم .. فديتك يا عبودي أحبك أحبك .. وكأني أتخيل شكله قدامي بالمرايا .. كفاية أنه طير عقلي البارح وسهرني وما خلاني أرجع البيت إلا عند صلاة الفجر .. ومن التعب .. بس إلا قدرت عليه غيرت ملابسي ولبست بجامتي ورميت بروحي على السرير من غير ما أزيل المكياج ولا شي .. أنا مرة ثانية إذا رحت زواج بحمل معي مناديل على شان أزيله وأنا في السيارة
*
*
*
بعـد الغذاء قالت لي أمي أنها تبي تكلمني بموضوع .. أنا خمنت أن الموضوع يخص الخطبة ..
طلعت لغرفتي .. وأنا ناوية أقول لأمي تقول لناس إلا جايين متقدمين لي أن بنتي تبي تكمل دراستها وماله داعي تحرج نفسها وتحرجهم ..
دخلت غرفتي شفتهـا مظلمة .. رحت ناحية الستارة أفتحها .. أولـ ما أسدلت الستارة انتشر النور بالغرفة كلها .. وسطع النور بوجه أمي إلا دخلت الغرفة وقتهـا
جلست على السرير : تعالي أمي أجلسي جنبي
صرت بنت مطيعة وجلست جنبها ، أمي : انتي عارفة أن في ناس جايين يخطبونك اليوم
رديت من غير إهتمام : يمه لا تتعبين نفسك ، قولي لهم البنت شايلة فكرة الزواج من رأسها وتبي تكمل دراستها
أمي بصبر : طيب أنتي أعرفي من إلا جاي يتقدم لك
أنا عقدت حاجبي ، ليه أمي مهتمة لها الناس بالذات ، معقولة يكونون من أهلنا .. لكن محد قال لي ..
كملت أمي كلامها وأنا صار عندي فضول أعرف منو إلا جاي ومتقدم لي : سلمى وأمها هم إلا بيجون اليوم
سكت للحظة ، وتكلمت بسرعة : جاية تخطبني لولدها ماجد .. يمه أنا مو موافقه .. إلا أعرفة ماجد لسه ما تخرج من الجامعة والفرق بينا كم سنه بس
أمي : صبرا جميل والله المستعان ، أنتي طالعه عجولة على مين .. أنتظري أكمل كلامي
بوزت : آسفة ، كملي يمه
أمي : هي مو جاية تخطبك لولدها .. جاية تخطبك لأخوها يوسف
أنا من غير شعور مني نطقت ، وكأن مخي يبي يلاقي التأكيد للي سمعه : خـال سلمى ، يـ و سـ ف
أمي هزت رأسها : ايوه ، أبوك قال لي أنه خوش رجال والنعم فيه وما يعيبه شي
شعرت وقتها أن العالم يتصاغر من أمامي ويتلاشى في نظري .. لا يوجد كلمات توفي صدمتي صاعقتي .. توقف مخي عن إستعاب ما يجري حولة
كيف !!
كيف !!
هذا الشخص إلا قرأت أشعاره وخواطره .. هل يعرفني .. هل عرف أني من سرقت مذكراته
لا أحد يعرف بوجود الدفتر ، حرصت دوما أن أخبئه .. أحس في لعز بالموضوع .. كيف يأتي لخطبتي أنا بالذات !!!!!
يا ربي ساُجن .. مو معقول كل هذا يكون بمحط الصدفة .. عرفت حكايته من أشعاره وصلني أحساسة بالمرارة والعنا والألم من غير ما أحد يخبرني به ، لدرجة شعرت أن روحي تألفه وتعرفه
معقولة شواطئ غربته جاءت لترسوا في مرفأي .. غريب هذا الزمان وحياة هذه القلوب أغرب .. كيف دارت الدنيا وجاء دربة ليلتقي بدربي
:
:
:
:
بعد ما طلعت من بيت أهله أخذني لبيت أهلي .. وقال لي أن بعد صلاة المغرب راح يمرني على شان نطلع للمطار ..
أولـ ما وصلت البيت أرتميت بحضن أمي حسيت وكأن سنه مرت من خروجي من بيتي .. مهما كان سيظل ها لبيت بيتي .. فها البيت فيه كل سعادتي وطفولتي ، طفولتي السعيدة ، آآآه ليتني أعود طفله بريئة بلباسها الطفولي ، ألعب تحت أشعه الشمس الذهبية بسعادة ومرح ، وبنهاية اليوم أرتمي بحضن أمي وأنام في حجرها ، وأسمع تلك القصص الجميلة من أمي عن حسناء خطفها أمير بحصان أبيض ..
ذهبت كل هذه التمنيات والأمنيات .. الكل يظن أني عروس سعيدة .. والبعض يقول لي تغيرت من ليله واحدة لهذه الدرجة الزواج يحلي .. مدري إذا كلامهم صحيح أو لا .. لكن شعرت بالخجل من كلامهم وتلميحاتهم .. وبنفس الوقت شعرت بالضيق ، يمكن لو شعوري ناحية كحيلان غير ، كان شعرت بالسعادة ..
هربت من نظرات خالتي وبنات خالتي إلا يتفحصوني ، وكأني تمثال غالي الثمن وممنوع لمسة .. طلعت فوق لغرفتي .. أولـ ما دخلت غرفتي أخذت نفس عميق وكأن صار لي زمن لم أتنفس .. رائحة عطري ما زالت موجودة بالغرفة .. ارتميت في أحظان سريري الجميل .. آآه ودي أنام .. نوم أهل الكهف .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. ناظرت بساعتي انصدمت .. بقا لي ساعة ونص ويمررني ونطلع المطار ..
فتحت دولاب ملابسي أطلع لي ملابس شتوية وجاكيتات لأن اغلب الملابس إلا بالشنطة ربيعية واظن إيطاليا بها الوقت باردة .. جاءت أمي تساعدني في ترتيب بعض ملابسي
أمي : والله أمس البيت موحش من غيرك ، ما عرفت أنام .. وصلاة الفجر صليتها بغرفتك وجلست أقرأ قرآن لين طلع النور
ضميت أمي : فديتك امييييي .. والله ودي أجلس معك وما أفارقك
بعدتني أمي عن حضنها وابتسمت لي : اللحين أنتي عند زوجك ، وكحيلان والنعم فيه ، وهذا إلا مطمني .. زادت ابتسامتها .. الله يوفقك ويهدي سرك يا بيتي
:
:
أول ما دق علي كحيلان .. طلبت من الخدامات يطلعون شنطي برا لسيارة .. أكرة لحظة عندي لحظات الوداع .. صحيح أني كنت أفارق أمي لما كنت أسافر الإمارات .. لكن ها المرة غير أول مرة أسافر من غير أهلي .. حسيت فجأه بضيقة أحس أني راح أكون وحيدة هناك ..
لوحت بيدي للكل أودعهم ما ودي أحضن أحد .. لكن أمي ما قدرت حضنتها .. وقبل لا تنزل دموعي تركت حضنها وطلعت من البيت ..
أمـا بالسيارة كان الصمت مخيم على الموقف .. ما ودي أتكلم معه .. أحس روحي تعبانه مرررة .. صار لي يومين تقريبا مو نايمة ..
بما أني أكرة الصمت وخصوصا في السيارة .. أخذت سي دي من شنطتي .. شفته بغرفتي قبل لا أطلع وأخذته معي لأني أعشق الاغاني الموجوده فية
تردد لحن الموسيقى الرومانسية لأغنية عبد المجيد " حبايبنا "
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
ملاه الشووووق قلب(ن) ما سلاكم
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
يضيق بها الفضا بعض الليالي
إلا دورني بيه ولا لقاكم
حسيت مع ها الأغنية الرائعة .. أعصابي المشدودة ترتخي .. رجعت رأسي للوراء وغمضت عيني .. وصرت أدندن مع الاغنية بيني وبين نفسي ..
ما دريت أن صوتي كان طالع .. وكحيلان مستمتع بسماعه ومن غير ما أحس
:
:
انتهينا من إجراءت المطار الطويلة والمعقدة .. وأولـ ما ركبنا الطيارة غمضت عيني وغرقت في النوم من غير ما أحس بالشخص إلا جالس جنبي
*
*
*
*
" ريوم لسه ما جهزتي "
انتفضت مكاني ، كنت منسدحه على السرير .. أناظر بالسقف .. إلا يشوفني وكأني أناظر بالسما وأعد النجوم
البندري وهي ما زالت ماسكة مقبض الباب : لسه ما لبستي ، طول ها المدة إيش كنتي تعملي
رجعت لسرحاني .. أصلا من طلعت أمي وأنا راحله مع أفكاري
راحت البندري ناحية الدولاب .. وطلعت لي مجموعة ملابس ..
: من قالك اني راح أنزل
البندري: بلا ملاقة ريوم ، يعني بتستحين من سلمى وأمها ، أنتي متعودة عليهم
: لا ها المرة غير
ناظرتني بحدة : ريوم عيب ، أم ماجد وبناتها تحت عيب ما تنزلين تسلمين عليهم ..
يا ربي ما أبي أنزل ، وأحط عيني بعين سلمى .. أحس أنها عرفت أن الدفتر معي .. لكن أكيد أمي راح تجي وتزفني زفة محترمة
ناظرت بتنوه جينز إلا مطلعتها البندري: شنو أنتي مطلعه .. شا يفتني بروح الجامعة مع تنورة الجينز
ابتسمت البندري: قلت يمكن تبين شي محترم
طاحت عيني على تنورة أورنج مع بيج مع قميص أورنج هادئ : خلاص راح ألبس هذا
غمزت لي الدبه : حطي لك كحله وروج .. مو تطلعين لناس بكشتك .. ولا تنسين تمشطي شعرك
: بـــــــــرا
الدبه شا يفتني مو حلوة .. أصلا أنا أحلى منها .. حتى لو ما أحط ميك آب بطلع حلوة
:
:
نزلت تحت .. وأنا أحس دقات قلبي تتعالى .. مدري إيش فيني أحس بخوف مو طبيعي .. وكأني عامله جريمة .. إذا أحد سألني عن الدفتر شنو أقولـ له .. ناظرت بشكلي بالمرايا قبل لا أدخل .. شكلي حلو .. لا بأس به .. حطيت لي غلوس أورنج خفيف .. خفت أحط لي روج أحمر مايل للبرتغالي .. يقوولون عني قليله حيا .. لسه ما وافقت وتحط روج حمر.. كفاية خدودي المحمرة .. دخلت عليهم وأنا أحس مولعه من الحرارة .. أحس الجو حار مرررررررره .. سلمت على أم ماجد إلا ضمتني بحب وبعدها على سلمى وأختها بثينه .. جلست جنب أمي على الكنب .. صرت أسمع سوالفهم وأشاركهم بشكل بسيط .. بعدها طلعت أبي أكلم جنى الدبه .. أبيها تكون جنبي بها الوقت .. دقيت عليها وأول ما ردت علي هبيت في وجههـا
" جنووووووووووووه يا الدبه وينك ما جيتي "
جنى بهدوء : طبله إذني أبيها .. كاني بطلع من البيت
: خلاص أولـ ما توصلين دقي علي
ما حبيت أرجع المجلس .. مدري ليه فجأه صرت استحي من أم ماجد .. رحت جلست بالطاولة الصغيرة إلا بنص المطبخ .. جابت لي الخدامة كوب شاي مع حبك ، وجنبه كيس السكر الصغير ، سكر الذرة قليل السعرات الحرارية ، فتحت الكيس وكبيت نص السكر ومسكت الملعقة .. أحرك السكر ، يذوب بالشاي .. ظليت أدوبه لين ما داب السكر وبرد الشاي .. مكونه دوامات .. وأنا حاطة يدي على خدي ، أبد مو حاسة بحركة الخدامات بالمطبخ
عبد الله وهو يحرك يده قدام ريوم : الحلو وين سرحان
رفعت رأسي ببلاهه : هـاه
عبد الله : لاه شكلك واصله بعيد
ناظرت بشكل عبد الله ، كاشخ الأخ ، ابتسمت : وأنت شنو عندك كاشخ وين بتروح
عبد الله بسخرية : شكلك أبد مو عايشة بالبيت
رديت بنفس العبط : ليـــه !!
عبد الله : يعني ما تدرين أن يوسف وأهله جايين يتقدمون رسمي .. ينتظرون رد ست الحسن والدلال
: هـــاه
ضحك عبد الله على بلاهتي وعبطي : لا اليوم حالتك صعبه ، على العموم أبوي قال له عطنا وقت نأخذ رأيي البنت وتفكر ، وهو ما منع أبد
ومثل ما جاء من غير ما أحس فيه ، راح من غير ما أحس فيه.. ما توقعت أن الشخص إلا سهرت أقرأ أشعراه جالس هنـا وببيتنا .. ويمكن ما يفصل بينـا إلا الجدران .. لكن قلبه !! يمكن يفصل بينا أميــــال
فجأة خطرت في بالي فكرة ، دقيت على جنى : أنتي وينك ، ساعة على شان تجين بيتنا
جنى : كــا ني ، وصلت
: خلاص راح أطلع لك برا
طلعت لها من ناحية المطبخ .. أول ما شفتها واقفه بالحديقة سحبتها من يدها
جنى : شوي شوي علي ، على فين ما خذتني
أشرت لها تسكت : أوووص ، تعالي معي
مشينا لين وصلنـا عند نوافذ المجلس الكبيرة
جنى بخوف : أخاف أحد يطلع لنا
رديت عليها : كيف أحد يطلع لنا وحنا نشوفهم يعني أكيد راح نشوفه وهو طالع
ناظرت في الزجاج العاكس بـ ليل ، إلا يبين إلا موجود بالمجلس ... الضيافة موجودة على الطاولة الكبيرة والفخمة إلا بنص المجلس .. و رجاليين غريبين جالسين على كنبتين منفصلتين .. أبي أعرف أي واحد منهم يوسف ..
جنى وهي تأشر على واحد منهم لابس بنطلون جينز وقميص كروهات : ناظري هذا ، شكله attractive
ناظرت فيه بنظرة فاحصة .. فيه شبه كبير من سلمى وبالذات رسمه العيون .. يمكن هذا يوسف .. لكن ما أظن هذا شكله صغير .. طيب منو إلا جنبه ولابس ثوب وشماغ وكاشخ بالسكبة السعودية وكأنه معرس .. معقولة يكون هذا يوسف !!
" شنوووووووووووووووو تسووووون هنــا "
حنا اخترعنا ، بلعت ريقي .. خفت يكون أبوي .. لأن صوته يشبه صوت أبوي ..
طلعت تنهيدة راحة مني ، ارتحت طلع عبد الله الدب ، لكن جنى خافت منه وتخبت وراي
عبد الله : ليه واقفين هنا ، ما تستحون على وجيهكم
صرت أتأتأ بالكلام : حنـ ـ ـ ـ اااا
عبد الله : انتو شنو
عضيت على شفاتي ما عرفت شنو أقول
غمز لي عبد الله : تبين تعرفين منو يوسف
انا ابتسمت وانفرجت أساريري : ايوة
ضربني على رأسي : أه منكم يا البنات .. قرب من الزجاج وأشر لي على واحد جسمه معضل وكتفه عريض ، لكن شكله مو طويل .. في ملامح وجهه يبين الطيب ، سمائهم في وجههم ، لكن نظرة عينه .. مدري شنو أقول عنها غموض ، لغز محير .. لكن ما يبين من هيأته .. أنه يكتب شعر ، والحزن والألم ساكن حروفه
عبد الله : خلاص بسك قز ، قزيتي الرجال من فوق لحت ..يله تلايطي انتي وياها على داخل .. يا ويلكم ان شفتكم طالعين برا
: طيب بنمشي
*
*
*
اثنين .. جالسين جنب بعض .. بمركب مختلف .. متجهين لبلد العشـاق
لمدينه ساحرة ، خيالية ، لم يوجد مثلها بكل العصور
:
:
يناظر بحبيبته زوجته .. خلاص اللحين صارت زوجته وجالسة جنبه وراسها على كتفه ، شنو يبي أكثر من هذي الدنيـا .. يناظرها بحب وهي نايمة
بعد عمري شكلها تعبانه من قلب .. ما ودي أصحيها .. لكن حنا قربنا نوصل ، على شان تقوم وتغسل ..
همست لها عند إذنها : أسيل ، حبيبتي أسيل قومي قريب نوصل
فتحت عينهـا بكسل .. وعدلت من وضعيتها وصارت تمد جسمها بنعومة وتحرك رقبتها وتتثاوب .. شكلها ما كانت مرتاحة بوضعيه نومها .. لكن أنا حطيت رأسها على كتفي على شان رقبتها لا تألمها وهي مميلتها كثير
تكلمت وبصوتها النوم : وصلنا
رديت عليها ، مبستم على شكلها الطفولي وهي توها جالسة من النوم : شوي ونوصل
شفتها واقفة : ممكن
قمت من مكاني على شان تقوم ، مع أن كان قدامي فاضي كثير وخصوصا حنا مأخذين درجة أولى ,, لكن أسيل وما أدرك ما أسيل
:
:
وصلنـا بالسلامة ، لمطار ماركو بولو وكان مطارا صغيرا ومتواضعا
أول ما خلصنـا الإجراءات من المطار .. أخذنا لنا جندولا يوصلنـا للفندق .. أنا اخترت الفندق يكون قريب مش في الأزقة خفت نتبهدل ..
ناظرت بأسيل إلا تناظر من حولها ، أول مرة أحس أنها مبسوطة
:
:
:
أتلفت من حولي ، قربنا نوصل لسان ماركو ( san marco ) .. صحيح المنظر ليلي .. لكن منظرها ساحر فتان مع سحر الليل والأنوار .. فجأه حسيت بأمواج قوية تحرك القارب وهواء .. أنا خفت من قلب ، شديت من الشال الصوفي الكشميري إلا كنت لابسته فوق العباية على كتفي .. حسيت بإيدة على كتفي وابتسم لي : لا تخافين أنا جنبك
ناظرت فيه وصديت عنه .. افففففففف الشي الوحيد المزعج بالرحلة أني راح اضطر أقابل وجهه على طول .. لكن جد أنا كنت خايفة الأمواج تقلب القارب فينا .. المشكلة أنا مالي غير كحيلان هنا .. يعني حتى لو بقيت أطلع لازم راح يرافقني .. وأخيرا وصلنا الفندق بعدت يده عني بضيق .. بما أني كنت أقرب .. ساعدني الموظف بالفندق أنزل .. ودخلنا اللوبي بالفندق ..
بصراحة ديكورات الفندق رااااقية .. يتوسطة بالنص درج طويل .. أنا لازم أجرب بيوم أنزل من هذا الدرج وأحس كأني أميرة .. الله وأكون لابسة فستان كبير ومنفوش مثل الأميرة .. هههههههه وين رحتي بأفكارك يا أسيل
أشر لي كحيلان .. ورحت معه نطلع لغرفتنـا ..
فتح لنا العامل باب السويت أنا تقدمت بينما كحيلان يعطية التب .. ابتسمت بانتصار وأنا أشوف غرفة النوم منفصلة عن الصالة .. رفعت حاجبي ، يحلم ينام معي بسرير واحد .. وطبعا هو راح ينام بالصالة شكلة الكنب يقلب لسرير أو مو مشكله يطلب له extra bed
مو مهم عندي .. دخلت غرفة النوم ، لكن ما نزعت عباتي انتظر العامل يدخل شنطنـا ..
بعدها نزعت عباتي .. وأخذت لي بدله صوفية ودخلت الحمام أغسل وأغير ملابسي
:
:
:
حبست أنفاسي وأنا أشوف حلوتي تطلع من الغرفة .. كانت بملابسها وكأنها طفله بالروضة .. تنورة حمرا قصيرة كروهات مع الأسود وبلوزة هاي نك سودا .. ومغطية سيقانها بشراب طويل أحمر .. مدري هذا شنو يسمونه إلا يلبسونه البنات .. وشعرها رابطة على الجنبين بشريطة حمرا ..
جلست على الكرسي القريب
أسيل وهي تحط رجل على رجل : طلبت لنا عشاء
أنا وقفت بروح أخذ لي شاور ما يصير هي تكشخ وأنا لا : أيوة قال لي نص ساعة ويوصل .. وأنا أجر شنطتي لداخل الغرفة
أسيل بصوت عالي : ووووين وووين .. ليه ما خذ الشنطة لداخل
عقدت حواجبي : وين تبيني أحطها
أشرت لي بدولاب بالصالة : هنـا ، الغرفة هذي لي أنا بس
ارتفع صدري من القهر وهي تكلمني بتعالي ، لكن ما ودي اتخانق معها من اول ليله ونسمع الجيران أصواتنا : طيب يا أسيل راح أعدي ها الليله بمزاجي
*
*
*
غطى على ظلمة الليل الحالك .. نور الشمس القوي .. حتى لو كان الجو بدأ يبرد .. لكن تظل الشمس ترسل أشعتها بكل جبروت وقوة .. ومحلى دفء الشمس في برد الشتـاء
على الساعة 1 الظهر دخل عبد الله البيت وهو حاط الغترة على رأسه من غير عقال ..
العائلة كانت مجتمعه بالصالة تتكلم في مواضيع مختلفة .. لكن ينقصهم وجود عبد الله وأبو عبد الله
أولـ من أنتبه لدخوله البندري ، كانت عارفة أنه بيوم الجمعة يروح يزور قبر بندر .. كانت تطلب منه يسلم علية ويجلس يقرأ قرآن عند قبره .. طول الفترة إلا فاتت كان عبد الله يتعمد يوم الجمعة ما يرجع البيت إلا العصر على شان ما يشوف الحسرة ساكنة عينها والأحزان متشبعة بألمهــا
الموقف إلا قدامها .. وهو موطي رأسة والحزن كاسي ملامحة .. جاء الحزن وطرق بابها .. راحت تجري له ترمي وتدفن همها بصدرة .. وتبكي بحرقة قلب و تقول : سلمت لي عليه .. سلمت على الروح .. قلت له أني مشتاقة له .. قلت له أن روحي ماتت من بعد روحة
ضاق صدر عبد الله على حال أخته أكثر ، هزاه الموت وطاري وحشة قبوره ..
حاول يقاوم دموعه ما تختلط بدموعها ..
: خلاص يا عمري لا تبكين
خلاص ما عاد بي حيل .. وما عدت أقوى على دموعك
أم عبد الله قامت تبكي على حال عيالها .. تبكي بنتها .. تحس أنها ضيعتها من بعد غروب الشمسـ ، بصوت يملاه النحيب : خلاص خلاص ، قطعتوا قلبي .. ارحموا امكم ، ارحموا قلبي التعبان
ضمت ريوم أمها تهون عليها .. موت بندر شي مو هين عليهم مصيبه عظيمة .. وصعب يتجاوزون هذا الشي بشهور قليله
:
:
:
:
تجول بغرفتها من غير هدف .. جلست خلف مكتبها ومسكت لها كتاب طبي من أحد كتبها .. حاولت تقرأ وتركز .. يمكن تفيدها قرأتها بعملها .. لكن كل ها المحاولات بآت بالفشل .. لأن قلبها وعقلها مو معها
:
:
رفعت جوالي .. ودقيت عليه كا محاولة يائسة .. صار لي أكثر من ساعة أدق عليه ما يرد علي .. وينه مو معقولة ينسى جواله بمكان وهو عارف أني ممكن أدق عليه ..
سندت وجهي على كف يدي .. أفكر بطريقة أكلم فيها عبد الله .. أخاف فيه شي والله أحد من البيت .. بالعادة عبد الله من أول مكالمة يرد علي .. اللحين أكثر من 20 مكالمة .. توكلت على الله وقلت خلني أدق على بيتهم .. مالي خلق أدق من التلفون الثابت ودقيت من جوالي دامه جنبي ..
" الوووووووو "
جاني صوتها وكأنها ملانه أو متضايقة : هلا ريوم .. شخبارك !!
ريوم : بخير
لا لا مش عادة ريوم ترد كذا ، سألتها بشك : ريوم إيش فيك ، كنتي تبكين
ريوم : لا ما فيني شي ، بس ضايق خلقي
: ضايق خلقك من شنو
ريوم : لا ما في شي لا تحطين في بالك
لالا في شي هي مش راضية تقولي عنه : ريوم خوفتيني .. أنتي صوتك مو على بعضة وعبد الله أدق علية ما يرد علي .. هو موجود بالبيت ؟
ريوم : ايوة ، ما شفته طلع
: طيب ليه ما يرد على مكالماتي
ريوم : مدري ، هو أصلا ما تغذى معنا قال أنه ماله نفس
ريوم شكلها مضايقة ، و مو راضية تحكي لي .. أقدر أخمن أن الموضوع يتعلق بالمرحوم .. هو دايم يزور قبرة بها اليوم .. طيب اليوم شنو الجديد
وقفت xxxxxة بعد ما قفلت من عند ريوم .. اروح ما اروح اروح ما اروح
لا لا أنا اذا جلست هنا راح أجن .. لاني قادرة أجلس مرتاحة ولاني قادرة أدرس .. غيرت ملابسي على عجل ولبست عباتي وطلعت حتى لدرجة نسيت ما مريت على أمي أقول لها
:
:
أولـ ما وصلت البيت ، دخلت شفت ريوم جالسة بالصالة وتشاهد التلفزيون ، لكن مبين من شكلها أنها سرحانة ، يمكن تفكر في خطبة يوسف لها .. طيب هي وعرفنا السبب .. عبد الله شنو فيه ليه ما يرد علي
انتبهت لي ريوم : هلا سلمى ، تفضلي
ناظرتها بشك : ريوم إيش فيك ، خرعتيني ، عبد الله شنو فيه
شفتها تبتسم لي : سلووووم إيش فيك مخترعة ما فينا شي
رديت عليها ، وأنا قلبي قارصني : لكن إحساسي يقول شي ثاني
ريوم باستسلام : طيب تعالي إجلسي بقولك السالفة
:
:
:
فجأة ومن غير سابق إنذار .. كذا الإنسان يشعر بالفضاء رغم وجود الناس حواليه .. يدور على أعز ناسه ما يلقاهم .. دموع البندري اليوم هيجت علي مشاعر وذكريات أحاول أدفنها و أتناساها .. غمضت عيوني بألم وأنا متمدد على السرير .. غصب عني نزلت دمعه حارة جرحت جفني ، فراقه أبد ما كان هين علي .. هو كان دايم يقول لي لما كنت انقص علية مع البندري ، أشوف فيك يوم يا عبد الله .. ولما جاء هذا اليوم ، ضاع من حياتي ورحل ، رحل من غير وداع .. تضايقت شهور ، عافت نفسي كل شي .. لكن الشي الوحيد إلا متندم علية .. هو هجراني لسلمى .. هي المخلوقة الوحيدة إلا حسستني بالنور بهذي الدنيا بوقت كان كل من في البيت غارق بأحزانه ، انتشلتني من صحراء أحزاني بعد ما ضاقت بي الدنيـا وكأنها تابوت
سمعت طرق على الباب أوقف رحلة تفكيري .. لم يعطني فرصة لرد .. أنفتح الباب وسبقها ريحه عطرها وفاح لدرجة خُلتها وردة النرجس واقفة أمامي
ابتسمت لي بحب : ممكن أدخل
اغتصبت الإبتسامة على شفاتي لأجلها : أكيد
عدلت في جلستي .. تركت الباب مفتوح وجات جلست جنبي على السرير
وبصوت يملاه الحنان : عبــد الله فيك شي ، تعبان !! .. وهي تحط يدها على جبيني تشوف حرارة جسمي
بعدت عيني عنها ما أبيها تناظر بعيني : لا حبيبتي ما فيني شي
ناظرتني بتركيز ، أحس بنظراتها وكأنها تخترق قلبي وتعرف مكنونه من غير ما أحكي : طيب ليه ما ترد على مكالماتي ، وليه ما تغذيت اليوم
: ضايق خلقي ، ومالي خلق شي
ناظرتني بنظرة جانبية جذابه : حتى أنا
ابتسمت لها : أنتي غير الناس عندي
مصرة تعرف شنو فيني : طيب قولي شنو فيك ، إيش إلا مضيق خلقك .. فضفض لي
: حبيبتي ما ودي أضيق خلقك
صمتت ، لدرجة خفت من صمتها .. وبعدها فاجأتني بحركتها .. مسكت يدي إلا ممددها بكل حرية جنبها بيدها الناعمة والرقيقة وقبلت يدي
حاولت أسيطر على مشاعري إلا خانتني لحظتها ، وأضبط تنفسي خفت أنفضح قدامها وأصبح أسير لهواها هذا إذا ما صرت وانتهينا
سلمى، بهمس الحب : حبيبي نسيت أني حبيبتك ، أميرتك .. أنا أحس فيك من غير ما تتكلم .. من نظرة عيونك أفهمك .. أنت تتوقع أني ما أحس بضيقك وألمك
حسيت لحظتها أنها ممكن تبكي قدامي وأنا ما أتحمل دموعها وممكن أبكي معها .. ضميتها لصدري بقوة .. أبي أدفأ بحبها .. أنتي الهوا والماي .. أنتي الدفا وشفاي
:
:
" يا الله عبودي ، قوم خلنا ننزل "
ناظرتها بكسل : والله ما لي خلق حتى أتحرك من مكاني
سحبت يدي بأقوى ما عندها ، لكن للأسف ما حركت ساكن : يا الله بلا كسل .. على شان خاطري .. وسبلت لي بعيونها
لا لا لهنـا ما أقدر .. قمت من السرير بسرعة .. ومسكتها وأنا ألفها من كتوفها : طيب يله عطينا مقفاك .. أشوف صدقتي نفسك وأنتي بغرفتي .. راح أبدل وأنزل
سمعتها تضحك بخفه .. سكرت الباب بسرعة قبل لا أتهور .. آآآآآآآه يا قلبي ها البنت بتجنني ببراءتها وعفويتها .. أحاول أتعامل معها بدفاشه على شان لا أتمادى بمشاعري لكن أحيان أفقد السيطرة على نفسي
:
:
سلمى وهي طالعة من غرفة عبد الله راحت ناحية غرفة البندري ، تشوف سالفتها هذي الثانية ..
لكن البندري بهذا الوقت طلعت من غرفتهـا
سلمى : زين رحمتي نفسك مني ، كنت جايتك الغرفة
البندري ابتسمت لها : هلا سلومي .. تعالي ننزل تحت سولفيلي عن الزواج أمس
*
*
*:
:
فتحت عيني بكسل .. تلفت من حولي أبي أتأكد أنا وين موجودة للحظة ضنيت أني موجودة بغرفتي .. ناظرت الساعة .. انصدمت من الوقت .. أني نمت كثير لأني مأخذه panadol night
على شان أنام براحة من غير ما أفكر بشي وأغرق بنوم عميق .. قمت من السرير ومديت يدي لأبعد حد وتثاوبت .. يا الله أحس عظام جسمي .. عظمة عظمة تألمني .. أحتاج لحمام ساخن .. لكن قبل لا اخذ حمام ساخن أحتاج لماي أرطب في شفاهي الجافه .. فتحت قفل الباب وجريته ، لأنه باب جر .. مسكت ضحكتي لا يطلع صوتها .. وانا اشوفه نايم على الكنبة إلا قلبها لسرير .. شكل السرير قصير ورجولة نازلة برا السرير .. صحيح شكله يكسر الخاطر .. لكن لا يحلم أعطف عليه .. مراح أخلية ينام معي على السرير الكبير الملكي
رحت ناحية الثلاجة وصبيت لي كأس ماي بارد .. صحيح أن الجو بارد هنا .. لكن لا غنى عن الماء البارد ..
:
:
:
أحترت شنو ألبس بعد ما طلعت من الحمام .. الجو برا شكلة بارد .. لكن محلا طلعه النهار .. وندور مكان الشمس نوقف فيه بعكس فصل الصيف ندور الظل .. طلعت لي تنورة جينز ثقيلة مع جاكيت بيج ثقيل مرة .. مالي خلق أمرض وأنا مسافرة .. بها الوقت سمعت صوت الرشاش بالحمام يشتغل هذا أكيد كحيلان يتروش ، دخل من الناحية الثانية من الصالة .. على ما يخلص رفعت سماعة التلفون الموجود بالغرفة ودقيت على room serves
طلبت لي أوملت مع عصير برتغال ، كنت ناوية ما أطلب له .. لكن كسر خاطري حرام .. كفاية النومه السيئة
:
:
بعد ما خلصت فطوري .. كان هو يقرأ في الجريدة الأجنبية ، ومدري هل هو مندمج معها صج والله يتعمد يتجاهلني .. من صحى الصبح والكلمات إلا وجهها لي قليلة شكله مزاجه ضارب .. أنشاء الله من ردي لأردى
قطعت الصمت إلا بينا : أنا راح أنزل أتمشى .. تبي تنزل معي ولا تكمل قرأة جريدتك
نزل جريدته : يله طيب روحي اجهزي
تحركت بسرعة لأني متحمسة أبي أشوف ها المدينه الجميلة وأشوف مبانيها التاريخية ، لبست الشال على رأسي ولبست جزمه بوت .. وطلعت له
: يله أنا جاهزة
رفع نظرة لي ، وقال لي بكل عنجهية : راح تطلعي كذا .. وهو يأشر علي بطرف إصبعه وكأني شي منبوذ ولا مرتكبة خطيئة
رفعت حاجبي مقهورة : إيش فيها
كحيلان : ما عندي حريم يطلعون من غير عبايه
فتحت عيوني على وسعها : شنو شنو .. طيب هذا هم خواتك إذا سافروا يلبسون مثلي .. وإيش فية لبسي محترم وساتر يعني ما اظن فيه عيب
كحيلان بعناد : أنا مالي دخل بأخواتي .. حرمتي وأنا حر .. أبيك تلبسين عباية
أخذت نفس عميق .. لأن خلاص الضغط وصل ألف عندي : والله راح أطلع كذا ، عجبك أهلا وسهلا ، ما عجبك طق رأسك بالجدار
حسيت لحظتها وكأنه أفعى من نظراته الحاذقة ينتظر اللحظة إللي ينقض فيها على فريسته .. ويمكن أنا كنت فريستة .. مسك ذراعي بقوة .. وهو يناظر بعيني مباشرة : أخر مرة تتكلمين معي بهذي الطريقة فاهمة
كان ودي أبكي لحظتها من طريقة معاملته لي
، هزني بقوة : فااااااااااهمة
اصريت على عنادي وصرخت بوجهه : اترك يدي
نفض يده عن ذراعي بقوة .. لدرجة تراجعت للوراء
كحيلان وهو لاف ناحية الباب : أنا انتظرك باللوبي .. إذا غيرتي رأيك أنزلي .. غير كذا راح تجلسين بالغرفة
طلع وصفع بالباب .. وقفت عند الشباك ، حاطة يدي على فمي أمنع شهقاتي .. لكن دموعي صارت تنزل بسكات .. كل ما أحاول أمسح وحدة تنزل الثانية بعناد ..
هذي أولهـا .. شوي ويضربني .. هذا إلا كان ناقص يرفع يده علي ..
وينك يمه تشوفين بنتك ، تبهذلت بليلة عرسها واللحين يبي يستقوى علي وأنا بعيدة عنك ..
مراح أسمح له يتحكم فيني ويمشي رأيه علي .. عمري أنشاء الله ما طلعت معه .. أنشاء الله طول السفرة أظل حابسة نفسي بالفندق ولا اسمح له ينتصر علي ..
:
:
جالس باللوبي على الكنب ، أهز رجولي من العصبية إلا فيني .. خلتني أفقد سيطرتي على نفسي .. معها فقدت أعصابي وكلامها البربري يثيرني .. و أحيان تتصرف وكأنها طفله مدلله
أهدا ، أهدا يا كحيلان .. أسيل عمر القوة ما جابت معها منفعة .. بالعكس يمكن تعاند أكثر .. عادي تسويها اللحين تبكي وتتصل لأمها وتخبرها ويمكن تقول انه ضربني .. ويوصل الخبر لعمي .. وهذا هو موصيك عليها يا كحيلان .. أنت الرجال أنت الأعقل .. زفرت زفرة .. صبرا جميل والله المستعان .. راح أطلع لها .. أنا مدري شنو طلع في بالي على العباية يمكن حبيت أمراس سلطاتي عليها وكأني تملكتها .. يمكن لأن متعكر مزاجي من نومتي .. وصبيت كل قهري عليها
:
:
دخلت السويت .. لقيتها واقفه عند الشباك .. مدري هي ما حست بوجودي والله حست وما تبي تلتفت لي .. مشكلة قلبي ضعيف و يحبك .. والله لو واحد غيري طلع وما رجع لها إلا آخر الليل .. لكن مو كحيلان إلا يترك زوجته بروحها ببلد غريب ..
وقفت خلفها مباشرة .. وبانت أنعكاس صورتها على الزجاج .. حسيت وقتها أني قسيت عليها .. مبين أن عيونها حمرا وأنفاسها متقطعه .. مهما يكون هي أثنى .. لازم أراعي مشاعرها حتى لو هي ما راعت مشاعري .. مسكت كتفها بخفة على شان لا تخترع :
أسيـــل
لاحظت أنها رفعت يدها تمسح دموعها لأنها طولت على ما لفت لي
: أسيل أنا آسف
لكنها لفت لعندي وناظرتني ببرود .. تمنيت أفسر معنى نظرتها وقتها .. لأني حسيت من نظرتها القسوة على مشاعري
:
:
كل مــرة تقول لي آسف وأنت تتعمد خطاك
هذا الحب بنظرك يا كحيلان .. أنت شخص أناني تحب نفسك وبس .. تزوجتني تظن أنك ملك وأنا عبدتك ..
بلعت حسرتي في قلبي .. خلاص فات وقت الندم ،أنا زوجته اللحين
لكن يا حسافة على العمر إلا راح أضيعه معك .. وكل النتايج تعترف لي بالإفلاس واضحك على نفسي
توترت من لمسة يده على خدي .. يحاول يمسح آثار دموعي
: لا تضايقين هدبك بدموعك .. كل شي إلا دموعك
ناظرته بريبه .. صحيح أن الموقف موترني حييييييل .. لكن مو أسيل إلا تضعف بهذي المواقف .. هو يبيني أقول له طاح الحطب .. لا لأن أصلا كل كلامة كذب
بعدت عنه .. ما أبيه يغريني لا بلمسة ولا بضحكة .. يحاول بكلمة يكبر بعيني وهو بعيني صغير
:
:
صحيح أني طلعت معه .. لكن نمشي بعاد عن بعض .. سد نفسي عن كل شي .. كنت متحمسة أبي اتمشى استكشف المكان ..
كنـا نتمشى بساحة سان ماركو .. أنا ما كنت أحس بالناس حوالي .. كنت أفكر بحالنا البارد .. إذا يومين قضيناها مع بعض بهذي الطريقة كيف راح يكون باقي العمر
سمعت صوتة يناديني بصوت عالي : أسيــــل
لفيت له وأنا مستغربة ، شنو يبي .. نثر علي حبوب فجأة وتطاير الحمام من حولي .. وأنا أحرك يدي بهمجية لالا ..
شفته رفع الكاميرا الصغيرة إلا ما سكها بيدة وصورني وأنا متبهذله مع الحمام .. وشكلة متونس علي
بعد معركة مع الحمام قدرت اهرب منهم وأنا أنظف ملابسي .. مشيت له بعصبية : ليه سويت فيني كذا
كحيلان بنظراته البريئة : شفتك زعلانه .. قلت أخليك تغيرين جو
ناظرتة وأنا منقهره منه وأنا أشر على حجابي : يرضيك أن الحمامة سوتها علي
شفته ميت من الضحك شوي ويتسدح على الأرض
صحيح أني ناظرته مقهورة منه ، لكن أول مرة أشوفه يضحك من قلب .. ضحكاته زادت من وسامته .. لكني سفهته ومشيت عنه
لحقني ومشى جنبي : انتظريني طيب
رديت عليه وأنا بعدني مقهورة منه : مراح أنتظر أحد
مسكني من يدي : طيب تعالي خلينا نجلس بهذا الكوفي شوب
سحبت يدي من عنده : أنا أبي أرجع الفندق أغير ملابسي
كحيلان: أسيل عاد لا تصيرين دلوعة ، كله حمام عادي .. والحمام خير
بوزت وما رديت عليه ، أصلا أنا منقرفة من حالي ..
مسكني من يدي وأخذني للكوفي شوب .. مشيت وراه ها المرة بكل طواعية .. أول ما أختار لنا طاولة .. أنا رحت الحمام أنظف حجابي إلا توسخ .. أولـ ما رجعت وجلست على الكرسي .. شفته يضحك علي .. أنا عصبت ما صارت : كحيلان وبعدين ترا والله أقوم وأمشي عنك
كحيلان وهو يحاول يمسك ضحكته : طيب طيب خلاص .. حط أيدة على فمه .. لكن عندها أنفجر من الضحك ..
أنـا ما قدرت أقاوم وضحكت معه صحيح الموقف يموت ضحك
*
*
*
*
مجتمعين بالصالة سواليف .. لكن قطع عليهم سوالفهم نغمة جوال عبد الله ..
البندري سمعت أن أصحابه عازمينه ، بعد ما أنهى المكالمة : عبد الله تكفى لا تطلع مع أصحابك .. خلنـا نرجع أيامنا مع بنـــ ... سكتت شوي .. الله يرحمه
سكت عبد الله للحظة : الله يرحمه .. وما حب يرد أخته .. طيب إيش تبونا نسوي
البندري ابتسمت : إيش رايك تطبخ لنا ، وتذوق سلوم طبخك
عبد الله بسخرية : والله أخر زمن الرجال هو إلا يطبخ على شان يذوق مرته .. وهي ما أشوف ذوقتني طبخها
سلمى شهقت : يعني تنكر أني عزمتك مرة على العشاء
وهو يأشر بإصبعه : مرة وحدة
سلمى وهي تناظرة نظرة جانبية : عجل تبي كل يوم
عبد الله وهو يبتسم لها : يا ليت
ريوم : عاد لا تكون طماع .. أحمد ربك أنك ذقت طبخها
عبد الله : هههههههههههههههه ، لا الله يشهد أن طبخ سلوم لا يعلى عليه وخصوصا في الحلى .. مشاء الله أيدها حلوة بالحلى
ضحكت سلمى ، ما يدري أن الحلى إلا يذوقه ببيتهم عمل أختها بثينه
عبد الله : إيش تبون نطبخ لكم ربيان ولله سمك سلمون
البندري بقرف : لا إلا السمك أنـا ما احبه
عبد الله : الحمد لله والشكر ، أحد عايش بالخليج وما يحب السمك
البندري: ايوه ، أنــا
عبد الله وهو قايم : طيب أنا واصل مشوار مراح أطول .. وأنتوا جهزوا شنو تبون ، وإذا رجعت بدينا حفله الطبخ حقتكم
:
:
سلمى : إلا أخبار الدوام معك يا البندري
البندري وهي تخبي يدها المجروحة ورا ظهرها : والله الحمد لله
سلمى : وأخبار الدكتور عبد العزيز معك ، ما أشوفك أشتكيتي منه هذا الأسبوع
البندري: لا ها اليومين متعدل مزاجة .. وما اشوفه هزأني ولا شي .. من بعد التهزيئة المحترمة إلا جاته مني .. على باله اشتغل عند أبوة .. بغرور وهي تتكلم .. عرفته قدره و مع مين يشتغل
ريوم بطفش ، مع أنها سعيدة أن صارت أشياء تشغل بال أختها بدل ما تنغمس في أحزانها : وبعدين معكم أنتوا والدكتور عبد العزيز هذا .. تراكم طفشتوني .. غيروا السالفة
سلمى :شنو تبينا نسولف فيه يا ست ريوم
ريوم : امممممممم ، ايش رايكم نرقص .. بما أن الكل طالع
قامت من مكانها وراحت شغلت الأستريوا وحطت لهم فرقتها المفضلة ميامي .. على قولتها تجيب الخبال .. وأولـ أغنية أشتغلت أغنية يا عمري أنـا ..
سحبت أيد سلمى ترقص معها لأن البندري ما فيه أمـل ترقص
يــا عمري أنـا فديتك أنــا
يا ريتك هنـا وياي .. حياتي أنـا عذاب وهنـا
وقربك منى دنياي ..
يا عمري يا روحي يا قلبي يا حبي
يا ليتك هنا وياي
أحبك و أحبك أحبك
وقربك منى دنياي
تدلل حبيبي وتامر امر أعيش بصحاري وأروح القمر
رضاك أنت غالي ورضى الناس تالي شريت أنا بالكون
مــا حست بنفسها إلا وهي ترتفع من على الأرض .. لكن هي عرفته على طول من ريحة عطرة إلا دوختها .. شالها بين يده بخفة ودار فيهــا وهو بينجن منها ومن سحرها .. كا الطفله في يـده كا الريشة تحملهـا النسمات
وردد مع كلمـات الأغنية وهو شاييلها بين يده ويدور فيهـا
يا عمري يا روحي يا قلبي يا حبي ..
يا عمري أنا .. فديتك أنا .. أحبك أنا .. حياتي أنا
والله حبيبي والله حبيبي .. أنت حبيبي وأنا اهواك .. أنت نصيبي والله نصيبي ولا أبقى سواك
عشقتك هوى .. في روحي دواء .. ما همني زماني إذا حنا سوى
بعد ما تعب وهو يدور فيها .. والأكثر خاف يدور رأسها .. جلس على الكنب وهو مازال حاملها .. أمـا سلمى لا حد يسأل عن حالها وهي بحضن عبد الله .. أنصبغ وجههـا باللون الأحمر وكأنها وردةً جورية حمراء ..
أولـ ما وعت لنفسها واستوعبت إلا صار للحظة طارت من حضنة على طول .. لحقتها البندري خايفة وعبد الله يضحك على خجلها
دخلت أقرب غرفة لها وهي حاطة يدها على خدها المحترق من الحرارة ..
اولـ ما شافت البندري : البندري وين عباتي ؟؟
البندري: ليه حبيبتي وين بتروحي
سلمى شوي وتبكي : بروح البيت ، أخوك مجنون
البندري ضحكت من قلب تذكرت حركات بندر ونفس الوقت دمعت عينها .. سلمى من ربكتها ما انتبهت لها توقعت انها دمعت من كثر الضحك
عصبت سلمى : سخيفة أنتي وأخوك
البندري مسكتها تهديها : سلووووووم ، لا تكبرين الموضوع والله ما يستاهل .. بلعكس حلوة حركته
سلمى ما زالت على عصبيتها : أكيد لانه أخوك
البندري: على شان خاطري ، لا تخربين سهرتنا .. إذا رحتي عبد الله مراح يرضى يطبخ لنا .. والله طبخه ما تذوقين مثله
سلمى ضربت الأرض برجلها : ما أبي ، أبي أرجع البيت
البندري حتى تمتص غضبها باستها على خدها : على شان خاطري سلوووووووم ، خلينا نستانس
سلمى ترددت ، ما تبي تكسر بخاطر صديقتها إلا قلما تفرح : طيب بس على شان خاطرك .. وعبد الله ما يقرب مني
البندري ابتسمت : طيب ، أما الطلب الثاني ما أقدر أظمن لك وهي تغمز لها .. أنتي روحي وقولي له
سلمى بخجل وهي تذكر الموقف : مـا ابي
لكن مو على البندري ، سحبتها من يدها وجرتها لصاله مكان ما جالسين
قضوا سهره حلوة .. وبضحكاتهم صارت أحلى
يا رب تدوم أيامهم سوى ، وما يفرقهم شي ..
سلمى وعبد الله .. بالسهره ما أحرج سلمى بحركاته لكن عيونهم كانت تنطق بكل كلمات الحب
:
:
::
من بكرة .. كان عند الدكتور عبد العزيز عيادة في بعد الظهر وكانت معه البندري .. على نهـاية العيادة
جالس على الكرسي خلف المكتب ويطق طق على الكيبورد يدخل بيانات أحد المرضى .. دخلت الممرضة المريضة الأخيرة ..
قال لها بكل رحابة صدر : تفضلي يمه أجلسي
جلست الحرمة الكبيرة بالسن على الكرسي القريب منه ، ورفعت عبايتها الرأس عن الأرض على شان تساعدها في الجلوس
:
:
لاحظت العبوس إلا انرسم على وجهه وهو يناظر بملف المريضة ، أنا نفسي اطلعت عليه قبل شوي وهو منشغل بتدخيل البيانات .. المريضة محولة من قسم الباطنة لستشاري القلب وبما أن اليوم مش موعد عيادة جراح القلب حولوها لعندنا ..
سألها عبد العزيز : أنتي يمه من كم سنه عندك القلب
الحرمة الكبير : والله يا ولدي تقريبا من 5 سنوات .. وعندي الضغط والسكري إلا ذابحني .. وغير كذا أخذ أدوية عن الحموضة
عبد العزيز وكأنه مقهور من إلا مكتوب بالملف : وكيف الدكتور يعطيك أسبرين وأنتي عندك حموضة بالمعدة
الحرمة من غير دراية وعلم : والله مدري .. إذا بتغيره غيره
عبد العزيز : المشكلة ما أقدر ، أنتي لازم تروحين لدكتور إلا تتعالجين عنده وتخبرينه .. وأنا راح اترك ملاحظة بالملف
أنا فهمت ضيق الدكتور عبد العزيز ، المشكلة هو مو إستشاري وما يقدر يساعد المريضة بشي ، أي غلطة ممكن تطيح على رأسة .. وبعض الدكاترة ما تهتم إذا المريضة تعاني من مشاكل صحية ثانية .. وما يهتموا إذا بعض الأدوية تأثر على مرضها الثاني
سألها سؤال أنا نفسي استغربته وما أدركت أهميته إلا بعدين : أنتي شلونك يمه ، كيف عيالك وزوجك معاك ، عيالك مغربلينك
الحرمة وكأنها لقت متنفس لها : والله يا دكتور عيالي ما في منهم ، لكن أبوهم الله يهداه من يجون يزوروني يطردهم من البيت .. مدري شنو فيه الرجال فجأة أعتفش .. حاولنا أنا وولده الكبير نأخذه لطبيب نفسي لكنه رافض .. والله أنا صابرة على أذاه وضربه لي بس على شان عيالي
والله من كلامها ، وأنا أشوفها تمسح دموعها ببوشيتها ، جاتني ألغبنه .. يـا الله كيف زوجها ما عنده إحساس المرة تعبانه أكيد ما مرضها إلا زوجها .. وغير كذا يضربها .. لا حول ولا قوة إلا بالله
بعد ما طلعت المريضة ، ما قدرت أمنع نفسي من السؤال : معقولة دكتور في ناس عايشين بها الطريقة ، كيف يضرب زوجته ويطرد عياله يعني ما يراعي كبر سنها وشيباتها
الدكتور عبد العزيز : والله يا دكتوره تستغربين لما تسمعين قصص المرضى .. عالم غريب .. ترا بعضهم يجون مش على شان العلاج .. يعني هذي حرمة كبير أحيان تجي المستشفى على شان تأخذ أبره السكري مع أنها بإمكانها تأخذها من المركز الصحي .. لكن من أول ما تسألينها إذا هي مرتاحه بحياتها أو لا .. تقول لك قصة حياتها إذا تبين .. ويمكن هذا سبب مرضها .. peptic ulcer , high blood pressure ... etc
: لكن يا دكتور حرام يضربها .. يعني هو أكيد رجال كبير ومصلي
عبد العزيز : لا تأخذين في بالك .. الناس المريضين نفسيا في مجتمعنـا يا كثرهم .. ومو كل من راح صلى بالمسجد صلاة تقبل .. يا ما ناس يصلون ويصومون وهم ظالمين لزوجاتهم وأولادهم ومأكلين حقوق اليتامى .. هذيلا الناس صلاتهم باليه ترمى في وجوههم مثل القطعة الخرقاء .. وفي ناس صالحين صلاتهم ترفع لسماء
يعني لو خليت خربت
سكت ما قدرت أعقب على كلامة ، ابتسمت لأفكاري .. أبد ما توقعت انه تفكيره راقي لهذه الدرجة ومثقف .. يعني توقعت إلا مثله مـا يهتم إلا بكتب الطب ..
:
:
عبد العزيز : إلا أخبار يدك .. عسى ما تألمك
ابتسمت له : لا الحمد الله
عبد العزيز ، وهو يمد يده اليمين إلا لفتني فيها خاتمه بإصبعه الصغير حجر أسود لمعته ملفته للأنظار وشكله حوله ألماس : طيب ممكن أشوف الجرح
ترددت لكني مديت يدي له .. سحب العلبه إلا جنبه ولبس القفاز على شان لا يلوث الجرح وفتح الشاش بشويش مع أني حسيت بوخزة بسيطة .. ناظر بالجرح نظرة تفحصيه ، وبعد كذا طهره لي وسكرة
وهو يبتسم : لا الحمد لله ما تحتاجين plastic surgery
كشرت وكأني طفله : لا شنو عملية تجميل .. أصلا حتى لو احتجت مراح أسويها عندك
عبد العزيز وكأنه يكلم طفله : ليـــه
: لا أخاف
عبد العزيز : وليه تخافين
وأنـا أناظر بالنكتاي الوردي الغامق إلا جايه متناسقة مع قميصة الوردي الفاتح : بس كذا أنت بالذات مراح اسوي عندك
ضحك على كلمتي العفوية ، مدري ليـه ضحكته وترتني ، انعكست ضحكاته على بياض بشرته وإلا زادها بياض قميصة الوردي ، طول عمري أكره هذا اللون على الرجال اعتبره لون خاص بالبنات ، لكن لمـا شفته اليوم لابس هذا اللون ، بصراحة زاد من وسامته
عبد العزيز : تدرين كل إلا الدكاترة إلا يدخلون غرفه العمليات تصير عندهم phobia من العملية
:
:
عبد العزيز توتر من طريقة كلامها وكأنها طفله بريئة .. للحظة تخيلها وهي لابسة مريول المدرسة وشعرها مضفرته
.. سحب علبة السجاير من جاكيته البني الغامق إلا معلقة خلف كرسيه .. ورماها بفمة وولعها بولاعته الفضية
:
:
في لحظات انقلب مزاجي
ناظرت فيه وأنا منقرفه من رائحة السجاير .. صحيح أن بعض الأحيان شميت فيه رائحة سجاير لكن إيش قله الذوق إلا فيه يدخن قدامي .. سحبت حالي ووقفت طالعه من العيادة إلا راح أختنق فيها .. ودون أن يلاحظ إضطرابي
وأنا عند الباب : على فين دكتورة
رفعت حاجبي وأنا أناظر فيه : العيادة وانتهت ، بروح الجناح .. وقلت لازم أدقة بالكلام قبل لا أطلع ..
ورائحة الدخان هنا راح يخنقني
:
:
رمى عبد العزيز السجارة بالطفاية الصغير إلا جنبه بقهر ..
يعني ما لقيت تدخن إلا قدامها .. غبي غبي .. طول عمرك غبي .. دعست عليها بقهر لين ما حولتها لرماد وفتات
:
:
وأنـا بالجناح دقت علي مريم
: هلا مريومه كيفك .. والله من زمان ما سمعنا صوتك
آمري حبيبتي .. خلاص مري علي اللحين .. أنا انتهى دوامي
رحت للغرفة الخاصة بطلاب الانتير .. أخذ عباتي وباقي أغراضي ..
بعد ما مرتني مريم رحت معها لمجمع الظهران ،
قالت لي : تعرفين محل مجوهرات حلو !! ، يعجبني ذوقك بالمجوهرات
أخذتها لمحل مجوهرات ، مجوهراته غريبه نوعا مـا غير عن المعتادة
أختارت لها طقم أجحار طبيعية باللون الزهري مع اللؤلؤ .. وأنا شفت حلق لؤلؤ طويل متداخل مع ذهب أصفر ..
وأنا أحاسب .. دفعت ببطاقتي القديمة إلا ما زالت عندي من بنك في الإمارات ..
ناظرت بالرجال إلا يشتغل بالمحل ومبين عليه مستغرب من بطاقتي
رفع رأسه وقال : ممكن سؤال
: تفضل
الرجال : أنتي إماراتيه
رديت عليه بحده منهية الحوار : لا
قربت مني مريم : مسكين شكله يبي يطق سالفة معك
همست لها : وأنا فاضية له .. مع انه وسيم وشكله مؤدب
بعد ما طلعنـا من المحل ، مريم : أنا عازمتك اليوم على الغذاء
: لا مريوم ماله داعي
مريم : وتردين عزيمتي
: طيب ما عاش من يردك
مريم وهنا نركب السيارة : طيب إيش رايك نروح كاسبرد & جامبينز .. مطعم جديد ويقولون حلو
: أنـا بعد سمعت من عبد الله ، خبرك المخطوبين خبيرين المطاعم
وصلنـا بعد فترة المطعم ، السواق وقفنا قريب من قسم الرجال
مريم : يا الله ها السواق غبي .. يعني ما يشوف هناك قسم العوائـل
مسكتها من يدها ننزل من السيارة : فوتيها .. كلها خطوتين
مرينـا من قسـم الشباب إلا زجاج يطل على الشارع بينما قسم العوائل بالدور الثاني
:
:
هي والله طيفهـا مر بخياله ..
طلال وهو يناظر بنفس الشخص إلا يناظر فيه عبد العزيز : كأن هذي البندري طالبة الانتير إلا معك
رديت عليها وأنا شاك : على مـا أظن
طلال : تصدق والله البنت مملوحه ، جذابه بالأحرى
وكأنه يدندن على أنغام أغنية عراقية : ما أقدر أجر الروح و أتحمل بعاد .. بعيونك الحلوة باليني بلوة
قاطعته بعصبية أنا استغربتها ، معني متعود على أسلوب طلال الغزلي : عيب عليك يا طلال .. تناظر بالبنت بهذي الطريقة
طلال : طيب أنا ما ذميتها ، النظرة الأولى حلال
: هع هع أنت قزيتها .. تقول لي نظرة
سرحت بخيالي .. إيش ها الصدفة إلا جابتها لهنا .. نتواجد بنفس المكان .. ويمكن نطلب نفس الأكل ..
شعرت برغبه بالتدخين .. طلعت علبه سجائري من جاكيتي كنت راح أخرج سيجارة لكن فجأة تذكرت الموقف البايخ إلا صار لي اليوم معها .. هي شكلها ما تحب التدخين أو بالأحرى المدخنين ..
أنا لازم ابطل تدخين .. على الأقل على شان صحتي .. أنا نفسي مدري ليه بالفترة الأخيرة صرت مدمن تدخين .. مع أن المفروض أمثالنا الأطباء أعرف الناس بأضرار التدخين
طلال : إلا غريبه اليوم عازمني على الغذاء
ناظرت فيه مقهور ، مدري ليه فجأه صرت أكرة أسلوب طلال : أمي اليوم معزومة ، ما ودي أتغذى بالبيت بروحي
طلال : أهــا .. وأنا اقول دلوع أمه متنازل وعازمني .. وأنا طول الفترة إلا راحت أقول لك تعال تغذا معي وأنت رافض
رديت عليه : طلال أنت شكلك رايق اليوم ، وأنا مزاجي مقفل على الأخير
طلال بخبث : أفا ليه .. كل هذا من حبيبه القلب
ناظرته بحدة : انت شقاعد تخربط
وهو يغمز لي : علينـا
: كانك تقصد البندري .. فأنت غلطان .. البنت شكلها متزوجة
الحمد الله أن وصل الأكل وبديت آكل بكل هدوء ، لكن توتري كان واضح من مسكه يدي لشوكة والسكين .. هذا الغبي طلال مدري كيف يفكر .. معقولة أنا ألتفت لوحدة مثلها .. مغرورة ومتكبرة على شنو أنا مدري
*
*
*
*
دخلت البيت لقيته هادئ .. على غير العادة .. وين إزعاج ملاك ومنار وصياح حمود .. طلعت فوق أتفقد أحوالهم ..
بعد ما تطمنت عليهم ، وحمودي نايم بسريرة .. دخلت غرفتي وأنا أسحب العصا الطويلة الصينية إلا مثبتتها بشعري ودخلت يدي بشعري أنفشه وأعطية حرية لتنفس
" مسـاء الخير ، كيف الغذاء كان "
أنـا ابتسمت له مع أني لمحت نبره السخرية بصوتة : الحمد الله ، غيرنا جو
جاسم وهو رافع حاجبة : أشوفك صرتي تطلعين وتدخلين وكأن مالك والي
عقدت النونه إيش هذا الكلام الجديد : تعودت معك أطلع بحريتي ، وأنا أعطيتك خبر أني راح أطلع
قام من مكانه وجاء ووقف أمامي : وأنـا مثل المغفل ، ما أدري عن شي
ناظرته بإستغراب ، أنا ماني فاهمه شي : إيش صاير ، ومن عاملك على أنك مغفل
وهو يناظرني بحدة ويركز نظرتة بعيني : إيش تسمين روحتك للبنك وتأخذين كل ذهبك من غير علمي
مثلت العصبية على شان لا يكتشف : ذهبي وأنـا حرة فيه
جاسم : ما قلنا شي .. لكن أنك تروحي البنك من غير علمي ، وأنا اليوم أنصدم أشوف الصندوق فاضي وبقيت أتهم الموظف ، لأن المفتاح بس موجود عندي والنسخة الثانية بالبنك .. وانصدم يوم خبرني أنك جيتي وأخذتي كل شي .. تداركت الموضوع ما ابي أبين دور الزوج المغفل إلا ما يدري شي عن زوجته
: نسيت أخبرك
جاسم : نسيتي تخبريني ، طيب وينه ذهبك .. غلبت الغرفة فوق تحت ما لقيته
بعتيــه !! صح
تلعثمت بالكلام : هـــاه
جاسم : ماله داعي تكذبين يا مريم عيونك فاضحتك .. أنتي بايعة الذهب ..
ليـــه بعتيه .. يعني أنـا مقصر معك بشي .. مقصر بحق بيتي بشي .. صحيح أن عمرك ما طلبتي مني شي .. لكن ما أظن قصرت بحقك ولا حق عيالك .. ليـه تبين تصغريني بعينك وأني مش قادر أصرف عليك وعلى عيالك
يا ربي هو فاهم الموضوع غلط ، قربت منه المس يده لكنه ردني بقسوة : جــاسم أنت فاهم الموضوع غلط
رد علي بعصبية : فهميني .. إيش إلا فاهمه غلط وكل شي واضح
: جاسم أنا بعت الذهب على شـان أقدر ...
ما قدرت أكمل خفت .. ما حسبت حساب لها اللحظة .. انه يعرف ويعصب بهذي الطريقة .. هذا لو عرف أني خبرت أخته وأنا إلا ساعدته يمكن يطلقني لأن ممكن يعتبر هذا الشي إهانه له
خفت من سكوته ونظراته لي ,, طــال سكوته ونطق ويا ليته ما نطق : لا يكون أنتي إلا مكلمة أختي على شان تساعدني ، أو أنتي إلا بعتي ذهبك على شان هي تساعدني
سكت ما قدرت أنطق بحرف ، مشكلتي أني مفضوحة مقدر أكذب
مسكني من ذراعي : انطقي كلامي صح والله لا
خفت من نظرة عينه إلا يتطاير منها الشرار ، أول مرة بحياتي أشوفه بهذي الطريقة ، اكتفيت أني هزي راسي بإيوة
فض يده عني : ليـــه يا مريم ..
ليه ما قلتي لي
ليه تدخلين أختي ما بينا
طلعتيني مغفل .. غبي
وأنا محذرنك أني مراح أخذ ريال واحد منك
لكن للأسف ما احترمتي رغبتي .. وصرت وكأني مير مو برجال عندك
ما اعطاني فرصة أكلمة سحب شماغة وطلع .. مـا قدرت ألحقة
حسيت من كلامه بطعنه بصدري .. أنـا ما هان علي أشوف زوجي متضايق .. الفلوس عمرها ما همتني ولا كانت مصدر سعادة بالنسبة لي
ليه إذا ....حبيتك أكثر زدت قسوه ؟؟
وإن دريـت بحاجتـي لـك زدت جفـوه
وإن عطيتـك مـن حياتـي مــا تـريـده
ماكفاك .... وتحسب إن الحـب نـزوه
والله إنــي يــا أحــب الـنـاس أحـبـك
والله ان الـروح لــو ترضـيـك... فــدوه
مسكت الجوال بيد مرتجفه دقيت عليه لكنه سكر بوجهي .. يـا ربي أرحمني شنو اسوي
ما بيدي حيله .. طحت على الأرض وسندت رأسي على السرير واطبقت جفني .. وبكيت .. بكيت قهر .. بيكت زوج ما قدرني وفــا لين ظنيت أن الشعاع إلا بقلبه طفـا .. بكيت عمري إلا ضاع وأنا لأجله نذرت العمر وأغلى سنينه
لكن ياحبيبي ألتمس لك العذر .. لو كان ما أنت معذور .. وأن جحدت المودة بان لك ما خفا
الفصل 23
( الجـــــزء الثالث والعشرين )
قام من مكانه وجاء ووقف أمامي : وأنـا مثل المغفل ، ما أدري عن شي
ناظرته بإستغراب ، أنا ماني فاهمه شي : إيش صاير ، ومن عاملك على أنك مغفل
وهو يناظرني بحدة ويركز نظرتة بعيني : إيش تسمين روحتك للبنك وتأخذين كل ذهبك من غير علمي
مثلت العصبية على شان لا يكتشف : ذهبي وأنـا حرة فيه
جاسم : ما قلنا شي .. لكن أنك تروحي البنك من غير علمي ، وأنا اليوم أنصدم أشوف الصندوق فاضي وبقيت أتهم الموظف ، لأن المفتاح بس موجود عندي والنسخة الثانية بالبنك .. وانصدم يوم خبرني أنك جيتي وأخذتي كل شي .. تداركت الموضوع ما ابي أبين دور الزوج المغفل إلا ما يدري شي عن زوجته
: نسيت أخبرك
جاسم : نسيتي تخبريني ، طيب وينه ذهبك .. غلبت الغرفة فوق تحت ما لقيته
بعتيــه !! صح
تلعثمت بالكلام : هـــاه
جاسم : ماله داعي تكذبين يا مريم عيونك فاضحتك .. أنتي بايعة الذهب ..
ليـــه بعتيه .. يعني أنـا مقصر معك بشي .. مقصر بحق بيتي بشي .. صحيح أن عمرك ما طلبتي مني شي .. لكن ما أظن قصرت بحقك ولا حق عيالك .. ليـه تبين تصغريني بعينك وأني مش قادر أصرف عليك وعلى عيالك
يا ربي هو فاهم الموضوع غلط ، قربت منه المس يده لكنه ردني بقسوة : جــاسم أنت فاهم الموضوع غلط
رد علي بعصبية : فهميني .. إيش إلا فاهمه غلط وكل شي واضح
: جاسم أنا بعت الذهب على شـان أقدر ...
ما قدرت أكمل خفت .. ما حسبت حساب لها اللحظة .. انه يعرف ويعصب بهذي الطريقة .. هذا لو عرف أني خبرت أخته وأنا إلا ساعدته يمكن يطلقني لأن ممكن يعتبر هذا الشي إهانه له
خفت من سكوته ونظراته لي ,, طــال سكوته ونطق ويا ليته ما نطق : لا يكون أنتي إلا مكلمة أختي على شان تساعدني ، أو أنتي إلا بعتي ذهبك على شان هي تساعدني
سكت ما قدرت أنطق بحرف ، مشكلتي أني مفضوحة مقدر أكذب
مسكني من ذراعي : انطقي كلامي صح والله لا
خفت من نظرة عينه إلا يتطاير منها الشرار ، أول مرة بحياتي أشوفه بهذي الطريقة ، اكتفيت أني هزي راسي بإيوة
فض يده عني : ليـــه يا مريم ..
ليه ما قلتي لي
ليه تدخلين أختي ما بينا
طلعتيني مغفل .. غبي
وأنا محذرك أني مراح أخذ ريال واحد منك
لكن للأسف ما احترمتي رغبتي .. وصرت وكأني مير مو برجال عندك
ما اعطاني فرصة أكلمة سحب شماغة وطلع .. مـا قدرت ألحقه
حسيت من كلامه بطعنه بصدري .. أنـا ما هان علي أشوف زوجي متضايق .. الفلوس عمرها ما همتني ولا كانت مصدر سعادة بالنسبة لي
ليه إذا ....حبيتك أكثر زدت قسوه ؟؟
وإن دريـت بحاجتـي لـك زدت جفـوه
وإن عطيتـك مـن حياتـي مــا تـريـده
ماكفاك .... وتحسب إن الحـب نـزوه
والله إنــي يــا أحــب الـنـاس أحـبـك
والله ان الـروح لــو ترضـيـك... فــدوه
مسكت الجوال بيد مرتجفه دقيت عليه لكنه سكر بوجهي .. يـا ربي أرحمني شنو اسوي
ما بيدي حيله .. طحت على الأرض وسندت رأسي على السرير واطبقت جفني .. وبكيت .. بكيت قهر .. بيكت زوج ما قدرني وفــا لين ضنيت أن الشعاع إلا بقلبه طفـا .. بكيت عمري إلا ضاع وأنا لأجله نذرت العمر وأغلى سنينه
خايفه يروح مـــا يرجع .. خايفه يعاقبني .. والله أني ما اتحمل بعادة ثواني .. كيف لو يتركني .. أنـا ما أخطيت بحقة على شان يعاقبني .. يــا ربي ساعدني .. رجعه لي سالم .. والله أني خايفه عليه .. خايفه يصير فيه شي
مشكلة جاسم كبريائه ، صحيح أني أموووووووت بغروره .. لكن ما في فرق بينا .. أنا زوجته أم عياله .. أنــا عشت معه عمر لا هو يوم ولا شهر ولا سنه ولا سنتين
مسكت جوالي مره ثانية .. بيد مرتجفه ودموعي غسلت وجهي .. دقيت عليه هم ما رد علي .. فكرت أرسل له رسالة ..
" يا حبيبي ألتمس لك العذر .. لو كان ما أنت معذور .. وأن جحدت المودة بان لك ما خفا "
:
:
:
:
الليل أسدلـ عن أستـــاره .. والريـاح تداعب أغصان أشجـاره
ولحـن المطر على الأسقف وكأنه تعاتب خلان
تبسمت لأجل الليالي القديمة ..
لكن في حروفه آهه
أدري أن السجن مـا تصرخ أسواره
كل فرحة في ثرى الحزن مقبورة
هي واقفه عند الشباك تنتظره بكل شوق .. تترقب موعد حضوره ..
صحيح أنه عنيد القلب وقاسي .. لكنه أسر قلبي وخلاني أعــاني
حتى لو نسى مواقفي وأنا دمعي سباني ..
حتى لو جفا القلب .. قلبي فيــه ذايب
هو نبض نبضي وضوى قلبي وعيني !!
:
:
جالس عند البحر وقطرات المطر تلامس وجهه .. مــا اهتم لقطرات المطر إلا تغازله من غير خجل ..
يحس بالخجل من نفسـه .. كيف زوجته من بعـد هــ الوفا يقابلها بهــا الجفــا
ليـــه هو هرب من دفاها ، ليـــه يهرب من حبهـــا
ليه يهرب من بين ضلوعها بكل كبريـــاء
خاطب نفسه .. ليه يا جاسم تبي تطفي شمعه الحب إلا بينكم بغرورك ..
عيونها تنطق الحب لك .. ليـه أنت متغافل عن ها الحب .. إيش تنتظر .. تنتظر لين تخسرهــا !!
هي ما تستحق مني إلا الاعتذار، كيف اعتذر منك يــا روعه أعذاره .. يا نور ها الكون
غمضت عينني وسمحت للهواء يدخل رئتي بكل حرية وقطرات المطر تضرب وجهي وكأنها تبي تعاقبني على معاملتي القاسية لها ..
صدقيني يا مريم أحبك ، والله أني ما أتخيل البيت من غير وجودك من غير لمساتك ورائحة عطرك .. أنتي تتركي لمسـه بحبك وحنانك بكل مكان تكونين فيه
يمكن طبيعتي الجافة وتحمل المسؤلية من وأنا صغير .. خلت مشاعري جافه ،ميتة ، مـا حبيت عيالي يعانون ويقاسون إلا أنـا قاسيته بصغري أبي لما يكبرون يكون كل شي متوفر لهم .. نذرت مشاعر الحب بس لعيالي .. بسبب انغماسي في شغلي وأعمالي قتلت عواطفي وصارت مـا عاد لها وجود بحياتي ، وصارت من الهوامش
لكن مريم أم عيالي .. ما تستحق مني إلا الحنـــان والحب
*
*
*
*
جالسين بجنب المدفأة .. يلتمسون الدفء من لهيب الحطب .. بها الليلة البــاردة .. الشتاء جاهم من غير مقدمات
البندري حاطه راسها على كتف ريوم
يحاولون يدفن أطرافهم الباردة .. وقلبوهم إلا ساكنها العشق .. ومـا خذتنهم السوالف بها الليل
من غير شعور منهـا بدت تغني بالأغنية إلا جمعتهم دايم .. غنت بصوت دافي بعكس قلبها البـارد .. من بعد فراقه صار قلبها خالي وبارد مثل الصقيع
صغيره كنت وإنت صغيرون
حبنــا بدا بنظره العيون
قالو ترى ذولا يحبون
من الصغر لمــا يكبرون
مثل نجمه والقمر .. كـــبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
أخذت نفس عميق .. على شان تقدر تكمل .. لأن الدموع بدت تتجمع بعينها
على الجرب قعدنا ليالي
ذاك النهر والنخل عالي
تغيرنـــا وكبرنـــا يا غالي
ظل النهر والنخل عالي
مثل النهر ما تغيرنا
حبنا كبر وأحنــا كبرنا
محلا الحب إلا جمعنـــا
مثل الطيور إحنا صرنـا
مثل نجمه والقمر .. كبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
دمعها نزل فوق الخدين ، على ذكراه .. طول عمرها كانت تحلم باليوم إلا تكبر فيه وتجتمع معه تحت ضوء القمر ، وتكتب اسمه على الرمل .. لكنه تركها وسافر لبعيد من غير رجعه ..
:
:
كنـا أحلا طيور جمع بينا الحب .. ها الأغنية أحبها لأن بندر هو إلا علمني عليها .. أحسها تحكي حكايتنا باختصار.. ومن وأنـا صغيرة أحبه وكبر هذا الحب معي
ريوم ما حست بدموع البندري .. لأنها سرحانه مع لهب النار المتطاير داخل المدفأة .. تفكر بالرجال إلا دخل حياتها من غير استأذن .. من قبل كانت تسهر على أشعاره .. لكن اللحين اجتمعت الصورة في مخيلتها .. من بعد ما شافته وصورته في بالها ما تغيب .. وxxxxxة .. صعب توافق على شخص هي ما تعرفه .. هي عرفته من أشعاره وبس .. وما تدري هل ها الحبيبة واقعية والله خيالية ,, يقولون أن الشاعر لازم يواجهه انهزامات عاطفية على شان تطلع منه إبداعات شعرية ,, وممكن هو يختلق له حبيبة خيالية ليس لها وجود ,, لكن كيف تعرف .. تسأل من .. ومنو راح يجاوبها بكل صدق
تخاف تسأل سلمى تقول لها من فين عرفتي ,, وتنفضح
فاقت من سرحانها تبي تبعد عنها الأفكار .. والتفت لأختها إلا سرحانة هي بدورها بعالمها الخاص .. تضايقت .. من معالم الحزن المحفورة بوجهه أختها .. تتمنى يجي شخص ينتشلها من أحزانها .. لأنها عجزت معهـــا
:
:
حرام يا ريوم تتركي أختك وهي بها الحال .. كيف أتزوج وأختي الكبيرة جالسة بالبيت .. لا لا أنـا مستحيل أوافق على ها الشخص
وكأن البندري قرأت أفكار ريوم بها اللحظة : ريوم فكرتي بموضوع خطبتك
ناظرت بأختي ، معقولة أترك أختي : مدري والله xxxxxة
مسكت يدي الدافيه بعكس يدها الباردة رغم وجود النار أمامنا : وليه xxxxxة ريوم .. إذا عشاني لا تحتاري .. أنا الله كاتب لي أبقى كذا طول العمر
حطيت يدي فوق يدها : لا البندري لا تقولي كذا ، أنتي لساتك صغيرة وألف من يتمناك
ارتسمت ابتسامة سخرية على وجهها : وأنا ها الألف على قولك ما ابيهم ، كنت ابي واحد منهم لكن القدر ما جمعنـا .. أنا ما افكر لا برجل ولا بزواج .. أفكر أني أكمل دراستي
خفت من كلامها ، أول مرة أسمعها تقول ها الكلام : يعني تبين تسافرين
هزت رأسها : أنا راسلت كذا جامعه بلندن وايرلندة على شان أولـ ما أخلص الانتير أسافر وأكمل دراستي
مسكت يدها برجاء : لا يا البندري ، تكفين لا تسافرين
البندري: ليه ما تبيني أسافر .. أنتي أن شاء الله الله بوفقك مع يوسف .. وعبد الله مع سلمى
تجمعت بعيوني الدموع : لكن أنا محتاجة لك ، أمي محتاجة لك .. حرام عليك يا البندري أمي ما تستاهل منك كل هذا .. كفاية تحملت غربه عبد الله بأمريكا وبعدها أنتي .. فجأة كذا يخلا البيت عليها .. حرام عليك يا البندري والله حرام
أشاحت بوجهها عني وكأنها ما تبي تضعف قدام دموعي ، حسيت للحظة أن إلا قدامي مو البندري شخص ثاني .. شخص قاسي قلبة حجر
البندري: أنتي مو حاسة فيني يــا ريوم ، أنا كل يوم أموت ومحد حاس فيني ، يمكن إذا ابتعدت وسافرت ارتاح .. وارجع لكم وحدة ثانية
: لكن حنـــا نبي البندري القديمة
قالتها بقسوة : عمر إلا يروح مــا يرجع
*
*
*
*
• Like
*
*
*
*
شفته داخل علي وأنـا ما زالت واقفة عند الشباك انتظره ... كان قلبي حاس انه راح يرجع البيت
شفته واقف عند الباب وملابسة كلها غرقانه بالماي .. ركضت له بكل لهفوة ، بكل خوف بكل حب .. ومسكت يده
: جــاسم إيش إلا صار لك ، ليه ملابسك غرقانه بالماي .. تعال معي غير ملابسك على شان لا تمرض
هي خايفة عليه وهو بيوم ما قدر إحساسها ، ما اهتم ساعتها انه يمرض أو لا ، بعد الخصل النازلة على عينها .. وبانت عينها المحمرة من كثر البكي .. قبلها ما بين عيونهــــا
سامحـينـي.. لو قسا قـلبـي عليــك
لـو جـرحـــتك مـا مــــلا عيـني سـواك
عشـــت كل الحـــب والأمـــال فـيــك
لـو هـجــــرتك مـتعـــة الـدنيـــا لـقـاك
ابـتـديـتك يـا حيــــــاتـي وانـتهيـــــك
الله الـلي يا بـعــد عـمــــري عـطـــاك
سامحيني يـــا أغلى حب
ناظرته بكل شوق وحب ... انتظرتك يا بعد امسي .. انتظرتك وقلبي ينتظرني معاك .. : دايم للعاشقين ذنوب كثير .. وإللي يحب يغفر
ضمها جاسم لصدره لو لف العالم كله ما يلقى بطيبه قلبها ورقتها : ادري أني غلط بحقك .. ساعديني أكفر عن غلطة أيامي
*
*
*
*
لابسة لهـا كنزه صوفية بنية طويلة لين الركبة وبيدها كتاب .. نايمة على السرير بالعرض على بطنها وهي تقرأ ومدفية أقدامها بجوارب صوفية متينة
دخل عليها كحيلان وهي بها الوضعية .. انسحر بشكلها الطفولي .. كل يوم وكل دقيقة تسحرة بحركاتها لكن يا ليتها تحس بمكنون قلبه
:
:
رفعت رأسي شفته واقف ومتسند عند الباب حسيت انه من فترة واقف وهو بها الوضعية .. ما اهتميت أعدل من جلستي .. رديت عليه : خيـــر
كحيلان : أسيل قومي غيري ملابسك خلينا ننزل ، ملينا من جلسة الفندق
: وين تبينـا نروح والدنيــا برا كلها مطر
كحيلان : نجلس باللوبي ، نأخذ لنـا فنجان قهوة .. نطلع برا نتمشى تحت المطر
رفعت حاجبي .. هذا إلا كان ناقصني امشي معك تحت المطار ، ضحكت بسخرية : give me a break الليل والمطر انخلق للعشاق بس .. لا لي ولا لك
رجعت أكمل الكتاب الشيق إلا عن علم الطاقة .. ما اهتميت انه طلع وصفع بالباب .. أنـا اليوم مزاجي رايق ومالي خلق أعكر مزاجي بسوالفه المملة
بعد مــا تعبت من قرأه الكتب ، وظهري تكسر من جلستي الغلط .. تحركت بالغرفة بملل .. أمممممممم اللحين شنو اسوي وهذا العله نزل .. لو هو موجود كان تحرشت فيه .. ونسوي اكشن بحياتنا الباردة .. طلعت لصاله .. السرير مرجع مكانه .. لكن بعض من ملابسة مرمية بأهمال على الكنب .. وشنطته الكبيرة على الجنب وطالع منها قطع من ملابسة ... يـــــا الله طول عمرهم الأولاد قذرين .. يعني ما يعرف يعلق ملابسة بالدولاب .. house keeping كيف ترتب ملابسة وهو ما طلب منها .. كيف تعرف للملابس إلا يبيلها غسيل وهو ما حطها بكيس اللوندري ..
قررت أسوي خدمه إنسانية فيه .. علقت الملابس النظيفة .. وفتحت شنطته .. مقرره أفضيها بدل ما هي معفوسه .. حطيت أغلب ملابسة بالدولاب الصغير إلا بالصالة .. لكن لفت نظري بزاوية من الشنطة الكبيرة ورقة مدري صورة مقلوبة .. رفعتهــا .. وانصدمت .. ايش يجيب ها الصورة عند كحيلان بالذات .. كيف وصلت له ..
صورة لي بزواج بنت عمتي ، كنت لابسة فستان باللون الخوخي .. الفستان كان مخصر على جسمي ومطلع مفاتني .. تذكرت .. أن أخته عهود هي إلا مصورتنا بكاميرتها .. لكن من إلا سمح لها تعطي صورتي لأخوها .. أو يمكن هو سرقها منها .. يمكن .. لكن أنـا مراح اسمح له يحتفظ بشي لي .. ها الصورة صورتي ، يعني من ممتلكاتي
وأول ما قمت واقفة بروح للغرفة .. انفتح البـاب ودخل .. أنا بسرعة خبيت الصورة وراي .. خفت يشوفها عندي ..
شكله انتبه أن شنطته مرتبة ، والصالة نظيفة ، ناظرني بريب : من إلا لمس أغراضي
ما سمحت له يهجم علي بكلامة : حبيت ارتب أغراضك بدل ما هم مبهدلين الدنيا .. هذا جزاتي .. مشيت عنه وتركته
مدري خايف أشوف شي غلط بشنطتة ، الصورة وأخذتها .. مراح أسمح لك تملك شي من ممتلكاتي إلا بإذني .. دخلت الغرفة وقبل لا أسمح له يدخل المنطقة المحظورة .. جريت الباب وقفلته قبل لا أسمع اعتراضه ..
:
:
ها المرة شغلت التدفأه .. لأني مليت وأنا كل ليله متكورة على نفسي من البرد .. لبست لي قميص نوم حريري طويل .. هذا أقل شي ممكن ألبسة الله يهدي أمي يعني ما لقت تحط لي غير هذي الملابس .. يعني ما تمزح بالمرة ..
تمددت على السرير بملل .. أحس وكأني عجوز وطالعه رحلة استجمام وكأنها تنتظر الموت .. الحياة صارت عندي مملة لأبعد الحدود .. والله أن الدوام بالمستشفى أبرك مليون مرة من مقابل فيس زوجي المحترم .. على الأقل هناك راح أقابل وجيه ناس سمحه .. تحترمني وتقدرني .. تلاقين ناس تسولفي معهم .. حتى لو تسولفي مع المرضى .. وبالذات إذا ألاقي لي رجال كبير في السن .. والله انهم يونسو .. وهو عنده استعداد يقص لي قصة حياته .. تروح عنه ضيقه الخلق والحياة الممله بالمستشفى .. واستمتع لما يقص لي عن عيالة والفرق بين عيال ها الزمن وأيام قبل .. وكيف كان عايش آيام شبابه
سمعت نغمة المسج .. تونست .. طول ها الأيام ما رن جوالي غير أمي تتصل علي وتتطمن علي ..
شفت المسج من سلوم حبيبه قلبي .. والله أني مشتاقة لها موووووووووووووووت
" هلا بأسولة العسولة .. كيفك والله اني مشتاقة لك مووووووت .. كيف شهر العسل معاك .. أكيد أنتي حولتيه لشهر بصل .. ههههههههههه .. سوري إذا ازعجتك أكيد أنتي اللحين بأحضان زوجك "
من غير شعور مني ضحكت على كلامها .. والله أني أشتقت لها العسل ولسوالفها إلا تجنن .. لكن فجاة تحولت البسمة المرسومة على شفاتي لدمعات على خدي ..
حطيت رأسي على المخدة بأسى .. والله أني أشتقت لأهلي للبنات .. لحياتي .. أحس أني بختنق لو ظليت هنـا أكثر
خفت وأنـا أسمع صوت بالحمام .. هذا إيش جالس يسوي ليه مـا نام .. أتوقعه من يحط رأسه على المخده يروح في سبات عميق
المشكلة باب الحمام خشبي وماله غفل بس يندفع وبإمكانه يدخل الغرفة .. لا لا مش وأنا بها اللبس .. شديت على البطانية بقوة ..
غمضت عيوني .. وأنـا أحاول أتحكم بأنفاسي المتسارعه لمـا حسيبته راح يدخل الغرفة .. خله بس يفكر يجي ناحيتي والله يلمسني راح يشوف شي عمرة مـا شافه .. راح أخليه يعرف أسيل على حقيقتهــــا
كنت نايمة بالطرف الثاني لسرير .. قريبه من ناحية الستارة .. ومعطية باب الحمام ظهري .. وشعري الكستنائي المدرج متناثر على المخدة ..
حسيت بأنفاسه الملتهبه تقرب مني .. ويده تتخلل شعري .. أنــا جمدت مكاني .. وين قوتك يا أسيل وين تهديدك !!!
:
:
:
آآآآآآآآآآآآآآه
أحلى ما ربنا خلق .. معوذه برب الفلق ..
العشق بلوه ابتلاني .. ورغم كل ما أعاني .. أنـا بحبها أناني .. وواصل لحد الجنون
آآآآآآآه يا ربي شنو أسوي بقلبي إلا عشقها نصحته يقسى عليها ..بس عيـا .. آآآه منه لين عيـا وليه عزم يترك الكون ويجيهـا ..
مــا عرفت ألقى لهذا القلب حل .. الجواب أغفى بظلة وارتحل
آآآآآآآآآآه .. من فين أجيب أحساس .. على شان تحس فيني .. وهي داخل قلبي نايمه ..
أجلس قدامها وما تحس فيني .. أحسها أحيان مو بشر .. متى راح يتحرك قلبك الحجر .. أصلا لو بشر غيري في يومين أنتحر .. نفسي مرررررررة من حنانك ألتمس .. لكن من فين أجيب أحساس للي ما يحس .. مو حرام أقضي عمري بالقهر .. لا هي يوم ولا هي شهر
قبلتهـا على جبينهــا وطلعت من الغرفة بهدوء مثل ما دخلت بهدوء
*
*
*
*
طالعه من قســـم الطوارئ .. طالعه لفوق بالقسم راح أغطي الجنـــاح ..
وأنا داخله اللفت رن جوالي بنغمة المخصصة لحبيبي عبودي .. لكني مـــا قدرت أرد لأنه أكيد راح ينقطع باللفت .. وأولـ ما طلعت من اللفت .. رحت بعيد شوي قريب من الزجاج الموجود بالمستشفى والمطل على مواقف السيارات وقسم الطوارئ .. ودقيت على عبد الله
: الوووووووو
عبد الله : هلا بها الصوت ، كيفك يا روحي
ابتسمت وكأنه قدامي وهو يقولي يـا روحي : بخير يا قلبي
عبد الله مسك قلبه : آآآآآآآه يا قلبي
آآآآه منك ، خلاص تعودت على حركاته : سلامتك من الــ آآآآآآه
عبد الله : حبيبتي بجيلك الحين بمرك
شهقت : لا شنو تجييي .. أنـــا عندي دوام
بلهجة زعلانه : يعني ما يصير تستأذني
: لا شنو أستأذن ، نلعب حنــــا
سمعته يسلم على أحد : هلا بحيب قلبي
: عبد الله أنت وينك اللحين ؟؟
عبد الله : أنـــا مع حبايب قلبي
يبي يثير غيرتي لكن مو علي : أحلف يــا شيخ محد حبيب قلبك غيري
عبد الله : آآآآآآآه وهذا إلا ذابحني
: صدق عبد الله أنت وينك !! بالقهوة صح
عبد الله : كيف عرفتي !!
ضحكت عليه ، يفكرني ساحرة : أنـــا فاهمتك .. شسوي بها الوقت بالقهوة تشيش صح
شهق لما قلت له كذا : ومنو قال أني أشيش
: هههههههههههههههههه ، شوف أنا صحيح حاسة السمع لك عليها شوي .. لكن بحاسه الشم محد يغلطني .. أنـــا أعرف أنك تشيش .. أشمه في رائحة نفسك لمــا تجيني
: الله عليك ، صايرة لي أرنب .. مع أني أحاول أغبي على الريحة
: هههههههههههه مهما حاولت ، تظل بنفسك
لكن اسمع .. تمتع بالحرية ها اليومين والعزوبية إلا أنت عايشهــا .. لكن بعدين لمـا نتزوج أحلم معي تشيش .. إذا شميت ريحتك من باب البيت أحلم تدخل الغرفة
ضحك عبد الله على تحذيري القاسي بالنسبة له : أيش ها العقاب ، تبين تذبحيني
: ههههههههههههه ، تراني أقولك من اللحين اتركها أحسن ما تتعذب معي
عبد الله : لعيون سلمى أترك أبوهـــــــــا بعد
ضحكت بخجل : طيب حبيبي ، أخليك اللحين و راي شغل
عبد الله : ووووووووين ، خلك معي شوي ، والله أني طفشان من غيرك
: حبيبي وراي مرضى
عبد الله : أعتبريني مريضك
عصبت عليه من قلب : عبد الله لا تقول ها الكلام .. الله لا يجب اليوم إلا اشوفك فيه مريض وبالمستشفى
عبد الله بحنيه : تخافين علييييييييي
مو أنـا إلا جاوبته ، قلبي إلا جاوبه : أكيييييييييييييد أخاف عليك
عبد الله بخبث : يعني تحبيييييييني
رديت علية وأنا أحط أصبعي بفمي : أيوه
عبد الله : شنو أيوه
: عبد اللــــــــه وبعدين معك وراي مرضى
عبد الله : طيب طيب ، ولا تعصب حبيبتي
كنت ناوية أسكر بوجهه .. لانه من جد أحرجني .. حمدت ربي أن السيب فاضي ومحد مر .. لأن وجهي أكيد صار طماطم اللحين
قبل لا يسكر أرسـلي بوسه ..
أنا وجهي ولع زيادة .. حسيته وكأنه قريب مني وأنه ارسلها لخدي
كنت من قبل أضحك على هذي الحركات ، وأعتبرها حركات ناس مجانين أو مراهقين
لكن لما جربتها مع عبد الله ، حسيت أيش معنى هذي الحركات إلا كانت بنظري تافهة ..
ورجعت لعملي بنشاط غريب ، بعد ما كنت مرهقه .. صوته يبعثرني ، يقلب كياني ..
يعطيني طـاقة غريبه وهاله من النشاط
:
:
:
يراقب النــاس الداخله والطالعة .. شخص يجي يسلم عليه بحرارة وشخص آخر يرسل له التحية من بعيد ..
لكن حبيبة قلبه محتله كل تفكيرة ، ما كان يحس بالزحمة إلا حواليه .. يفكر كيف راح تكون سعادتهـا لما تعرف أنه لقى لهم بيت للبيع قريب من بيت أهلهـا ..
حتى لو ما شكت له .. لكن هو يفهمهـا من نظرة عيونها وحاس بالخوف إلا بقلبهـا على أمها المريضة .. وعارف كيف مكانه أمها عندهـا و كيف أنها ما ودهـا تفارقهــا ..
هي راح تبكي ولا تضمه ولا تبوسة ..
وعلى هــا الأفكـار إلا ابتسم لهـا .. طلع مفتاح سيارته الموجود بجيبه .. وطلع من القهوة رايح للبيت ..
:
:
ركن سيارته بالمواقف المظلله بالبيت .. ونزل من سيارته وهو يدندن ويلعب بمفتاح سيارته
I used to think that I could not go on
And life was nothing but an awful song
But now I know the meaning of true love
I'm leaning on the everlasting arms
If I can see it, then I can do it
If I just believe it, there's nothing to it
I believe I can fly
I believe I can touch the sky
I think about it every night and day
Spread my wings and fly away
*أولـ ما طلع لصالة إلا بالدور الثاني .. شاف حور جالسة وتتابع توم وجيري في MBC 3
عبد الله : حووووووووري ، وش مجلسك لها الوقت ، بكرة ما عندك مدرسة ؟
حور : إلا عندي مدرسة
عبد الله وهو يقرب جنبها : وليه صاحية لها الوقت ، مو معقولة أمي تخليك
ضحكت بخبث : أنا انتظرتها تنام ، وجيت أطالع توم جيري
وهو يلعب ويعفس بشعرها الناعم : آآآآه منك يا المفعوصة
جلس جنبها وصار يشاهد معها الكرتون وكأنه رجع طفل بإحساسه
: حور أنتي تحبين منو أكثر توم والله جيري
حور : أصلاااااااااااا جيري قليل أدب كله يتحرش في توم .. وهو مسكين طيب
: ههههههههههههههههههههههههههههه .. يعني أنتي ما تتحرشي بنرجس مثل جيري
شهقت : أنــــا
: ايوة أنتي ، كم مرة خربتي مكياج ريوم وعفستي دفاتر نرجس
حور: لأنهم مــا يحبوني ولا يلعبون معاي
ناظرها بحنيه ، وكأنه صار لها أب : يا عمري من قال ما يحبونك ، بس هم عندهم دراسة .. إذا صارو فاضين راح يلعبون معك
لاحظ عبد الله أنهـا ما علقت على كلامة ، هو حاس فيها وبالوحدة إلا تعانيها من فارق السن بينها وبين خواتها ، وأن ما في أحد بالبيت بعمرها يلعب معها .. وفقد قطتها ساندي ترك فراق كبير بحياتها
ضمها أكثر لعندة : حور إيش رايك أجيب لك قطة ثانية بدل ساندي
حور بوزت : مـــــــا ابي
: ليه
حور: أربيها وأكلها وألعب معها وبعدين تتركني وتخليني .. نطت بفرح وكأن خطرت على بالها .. أنــا ما ابي قطة أبي لبوة
عبد الله قطب حواجبه .. هذي أكيد جنت .. : لبوووووووووووه مرة وحدة
حور : ايووووووة
اللبوة جميلة .. أنا شفت صورتها بالتلفزيون
عبد الله : هههههههههههههههه تبين البلدية تشيلك أنتي وياها
حور كشرت : أبوي قالي انه بيشتريها لي وإذا كبرت بوديها حديقة الحيوانات
عبد الله : طيب يا أم اللبوة روحي نامي ومن أصبح أفلح
مشى وراها وهي تروح لسريرها بغرفتهــا ، لكنه لاحظ أنها تبي تنام والنور مشغل
حور: لا تطفي النور
عبد الله : ليه !!
حور: أخاف يطلع لي وحش
عبد الله ما حب يضحك ويحرجها ويستخف بيها ، يمكن صدق تخاف
راح لعندها وحملهـــا ، صارت مثل الريشة بين ذراعيه
: طيب إيش رايك تنامي عندي يا النونو
ابتسمت له ابتساماتها الطفوليه ، وكأنهـا أخيرا لقت من يفهمهـــا
أخذهـــا لعند سريره .. ونومهـــا جنبه
*
*
فتحت عيني بكسل وأنـا أحس بأشعه الشمس تضايقني .. وجهت نظري ناحية الشباك المغطى بالستارة ونسيت اسدل الستارة البلاك على شان تحجب أشعه الشمس .. حسيت أن الجو اليوم راح يكون حلو وخصوص بعد يوم ممطر ..
تذكرت صوت المطر البــارح .. أنــا قبل لا أنام كنت خايفة من صوت الرعد .. وخفت أكثر لمـا حسيت بكحيلان يدخل الغرفة .. لكن مدري أيش صار فيني .. من لمسات أصابعه لشعري .. حسيت بخدر بكل جسمي وغفيت على لمساته من غير شعور ..
من وأنـا صغيرة كانت أمي تلعب بشعري على شان تخليني أدوخ وأتخدر وأنـام .. حسيت وكأني رجعت طفله وهو يداعب خصل شعري ..
طردت هذي الأفكار .. وأخذت نفس عميق .. أنتي شنو تفكرين فيه يا مجنونه ..
رحت ناحية الحمام عزكم الله .. لكن ها المرة أنا صاحية وأنا رايقة ما أبي أخذ لي دش على السريع .. مليت لي البانيو وعبيته رغوة .. وكأني رجعت طفله تسعدها فقعات الصابون .. وألوان الطيف تنرسم عليهـــا
:
:
:
أولـ مــا طلعت من الحمام المنعش إلا سويته لي .. شفت كحيلان منسدح على السرير ومغمض عينـه ..
هذا شنو جايبه هنــا !!
قربت منه وأنـا حذرة .. كـان باين على ملامح وجهه التعب وظهرت هالات سودا تحت عينه .. وكأنه يغضي الليل بطولة بعد النجوم ..
شكله أبـد ما يرتاح بنومه السرير .. حني عليه يــا أسيل .. حتى لو كان ما تحبيه ..
مهما يكون هو إنسان حاله حالك .. خلاص مو مشكلة إذا يبي ينام هنـا بالسرير وأنـا أنام برا عادي عندي .. أنـا متعودة لما أنام وأنا متكور على نفسي حتى لو ما كنت أشعر بالبرد ، يعني طول السرير ما يهمني .. هو رجال طول بعرض ما يقدر ..
لمحت فجأة ابتسامة تنرسم على محياه .. عرفت أنه مش نايم وحاس بوجودي ..
أخاف بس يظن أنتي أتغزل بملامحه الذباحة بس !!
هجمت عليه : أيش عندك جاي و نايم بالسرير
وهو ما زال مغمض عينه : أنتي مراح تنامي اللحين .. خلاص إيش يهمك منو راح ينام بالسرير
انقهرت منه : طيب ممكن تطلع أبي أغير ملابسي
كحيلان: عندك الحمام ، إيش كبره ، تسرح فيه الخيل .. روحي بدلي فيه
أخذت نفس عميق ، ما ودي أخرب مزاجي إلا بديت فيه يومي الحلو على شان سبب تافهة وأتخانق معه .. اللهم طولك يـا روح .. طلعت ملابسي من الدولاب ورحت للحمام ..
:
:
جلست مقابل التسريحة .. ودخلت يدي بين شعري المبلل ونفشته .. مالي خلق أجففه بالمجفف .. خله يجف طبيعي وأبيه ينفش ويصير متموج .. بعدها أخذت كريم sun block
ومسحته بنعومة على بشرة وجهي .. في أوربا حتى لو كان الجو بارد .. لكن شمس الشتاء تلسع ..
انتبهت من المرايا أنه جلس وتسند على السرير ..
حسيت بنظراته متوجهه لي .. مع أني أحاول ألهي نفسي .. مدري شنو يناظر ..
لبسي عادي تنورة جينز طويلة مع بلوزة تركواز أكمامها طويلة وساترة من قدام .. لكنها مفتوحة عند الظهر لآخر فقرة من فقرات الظهر
كحيلان ، وهو يناظر فيها : أنتي ما تعرفين أن الجو بارد برا .. كيف تلبسي كذا
ما لفيت عليه ، ناظرته من المرايا : ليــه خايف علي أمرض
لا تخاف يا عمري ، مراح أبلشك فيني إذا مرضت ، أنا ما أخذه أحطياطي وجايبه معي أدويتي
انتبهت انه يكلم روحة : لا حول الله ، براحتك
تحرك من السرير وراح للحمام عزكم الله .. ما اهتميت له ، اصلا من متى يهمني ، بعد ما انتهيت من جلسة الكريمات بعد السباحة ، أخذت جكيت الجنز والشال حقي وجلست أنتظره بالصالة وأنا ألبس القفازات الجلد وارتب الشال الصوفي حول رقبتي ..
:
:
:
بعد ما انتهينا من وجبة الفطور .. كان المنظر والمطعم خيال ، يمكن أي زوجين على الأقل راح يستمتعون بالمكان إلا هم فيه .. لكن حنا كل واحد منــا عايش بعالمه الخاص .. الكلمات إلا كانت بينا بسيطة جدا ..
بعدهـــا تمشينـــا بدهاليز هذه المدينه الساحرة .. ها المرة أنـا إلا كنت ما سكة الكاميرا وأصور .. أعشق التاريخ .. يمكن لو ما درست طب درست علم التاريخ والآثار .. أشعر أن الغرب تقدر الحضارة والتاريخ والله إيش يخلي هذه المباني القديمة صامدة منذ قرون .. بعكسنا حنا نحاول نمحي الماضي من حياتنا .. حتى نعيش من غير ماضي
دخلنـــا أحد المباني الشهيرة والعريقة بفنيسيـــا .. أصلا ما كنت مهتمة لوجودة جنبي .. كنت ماسكة الدليل السياحي وأتمشى بحرية داخل المتحف .. مستمتعه بمشاهدة الرسومات .. تحاكي عن العشـاق عن الحب .. عن الحضارات عن معاناة القرون الوسطى
تلفت من حولي ما شفته حولي أبد .. ما يهمني وجودة جنبي .. كملت طريقي ..
لكن مدري ليه فجأة شعرت بالضيق ، غيرة الأنثى يمكن !!
شفت رجل إيطالي وبجانبة حبيبته يحضنها بكل حب مستمتعين بمشاهدة لوحة فنية لرسام مشهور .. نظراتهم تنتقل من أبداع اللوحة لإبداع الحب المرسوم في أعينهم ..كنت واقفه جنبهم تماما ..
طلعت من المتحف مضايقة .. مدري وين أروح .. ظليت أتمشى بالطرقات على غير هدى .. مهما يكون أنـا أمراءه، من حقي أعيش مثل غيري أنعم بالحب وبزوج يحبني .. أجيب منه عيال تكون حصيلة وثمرة حبنـــا ..
وصلت عند قناة النهر .. جلست على حافة قريب من مواقف الجندولا
أحس بالاختناق ، حتى وأنـا موجودة في هذه المدينه الســاحرة .. أشعر وكأني في دوامة تتأرجح بين الارتياح والشد
حياتي معه مملة ، عادي ممكن يمر اليوم وما نتكلم مع بعض .. عادي نمشي جنب بعض ما نلاقي كلام نقوله .. يمكن العيب فيني .. لكن ليش هو ما يحاول يتقرب مني .. ليه أنتي يــا أسيل عاطيته فرصة ..
بعض الحكماء تقول كل إنسان يستطيع أن يخلق السعادة لنفسة ، لكن برأيي كيف أن يستطيع الإنسان أن يخلق السعادة لنفسه والناس إلا حوله تجلب له التعاسة
لكن حتى اليوم لما مشيت بروحي وكنت بعيدة عنه .. ما حسيت بسعادة ، شعرت بالضيق ، بالوحدة .. الوحدة شي قاتل .. ذكرتني بمعاناتي بأول أيام دراستي بالإمارات ، أول ما دخلت الجامعة .. كنت أحس الليل طووووووويل ما ينتهي .. لكن أنا كنت أعيش غربة وطن .. أما الآن أعيش غربة وطن وغربة روح
خطاي تتبعني خطوة خطوة
أحاول أهرب من ذاتي .. أدور على نواصي كل الطرقات ..أحاول أن أهرب منك
بعد اغتيالك
اغتيالك لأي اختيار اصطفيه
صارت كل الألوان لدي سواء .. وعدت أسير على الطرقات وحدي أسير بلا رفيق أو صديق أو حبيب
*
*
*
*
*
لابسة white coat والسماعة محاطة عنقها فوق الشيلة ..
بدأنا الراوند الصباحي مثل العادة ، مع الدكتور عبد العزيز .. مع أني مو من النوع إلا أناظر بالرجال .. لكن الدكتور عبد العزيز غير أناقته تلفتني .. بدلاته الأنيقة تجذبني .. اليوم كان لابس بدله سودا أنيقة مع قميص أبيض من غير ربطة عنق .. جذبني اللون الأسود يمكن لأني من عشاق هذا اللون الملكي .. حسيته وكأنه رايح لحفله مقامة بقصر ملكي ببريطانيا ..
بعدهـا نزلت عيوني للأرض .. خفت ينتبه أني أناظر بشكله وهو يحرك يده ويكلم الدكتور إلا جنبه و الساعة تلمع بيده ..
دخلنـا بعدهـا لأول مريضه ، الدكتور عبد العزيز كان يتناقش مع الدكتور الثاني بشأن هذي المريضة أنها مفروض تنتقل لقسم الباطنة .. لأنها أساسا دخلت قسم الجراحة على شان عملية المرارة .. لكن قبل العملية دخلت المريضة بــ stroke
لأنها أساسا مريضة بــ sickle cell
ونتيجة هذا المرض .. أصيبت بحصاه في المرارة gall stone
لكن فجأة صار عندها جلطة في الدماغ .. الأكيد سببه السكلر
الدكتور عبد العزيز سأل زوج المريضة عن حالها : كيفهــا الحين ، شفتها تحرك عيونها ، تحرك يدها
زوج المريضة بفظاظة : على حطت يدك يا دكتور ، لا تتحرك ولا تتكلم
أنت لازم تشوف لي حل يا دكتور .. مو معقولة زوجتي تظل كذا
أنـا ما أقدر أصبر على هذا الحال
لاحظت إن الدكتور عبد العزيز قطب حاجبة ،
أنا انصدمت من طريقة كلامه يمكن متضايق من حال زوجته
الدكتور عبد العزيز : الله يهداك ، أنا ما بيدي شي ، هذا أمر الله .. وحنـا راح ننقلها لقسم الباطنية وهم أنشاء الله راح يتابعوا حالتها
زوج المريضة بعصبية ما لها مبرر: أنتوا بس تلعبوا فيها .. هي قبل لا تجي عندكم كانت صاحية .. أكيد أنتوا السبب .. أنتوا لازم تشوفوا لكم صرفة .. زوجتي لازم تصحى .. أنـــا ما أقدر أعيش من غير مرة بالبيت .. أنا شنو أبي فيها كذا
من غير شعور مني ناظرت فيه باحتقار ، هذا إلا هامة أنه راح يعيش من غير مرة ، ما يقدر يعيش كم يوم من غير زوجة .. صحيح إذا قالوا بعض الرجال حيــــــ و .....
استغفر الله ، لكن ما قدرت أمنع نفسي من أني أرد عليه : هذا إلا همك بس .. أنك تعيش من غير زوجة .. هذا أمر الله .. يعني بدل ما توقف معها بها الوقت .. أنت تظن أن الدكتور ساحر .. بلمسة منه تطيب .. الشفاء بيد رب العالمين .. والطبيب عليه يعالج المريض وبذل الأسباب .. و أصلا الجلطة صارت لها من مضاعفات المرض إلا عندها .. يعني أبد مو أحنا السبب
من بعد كلامي أنخرس ، وما لقى له كلام يقوله .. صج ناس ترفع الضغط على أول الصبح .. ابتعدنا شوي عن سرير المريضة وعن الجو المتوتر إلا ولده زوجها .. أعطى الدكتور عبد العزيز التعليمات للممرضة .. وبعدها طلعنـا من الغرفة ..
لكن قبل لا نكمل الراوند ، جاء تلفون لدكتور عبد العزيز وحسيت أن ملامح وجهه تغيرت .. وأول ما رد أبتعد عنـا
أما أنا طلعت ورقة بيضا من جيبي مسجلة عليها بعض الملاحظات عن المرضى .. بهذه اللحظة جاء ووجهه مكفهر وملامح وجهه متغيرة ، مع أن عيونه ما كانت باينه بسبب النظارة الشمسية إلا كان لابسها
الدكتور عبد العزيز : أعذروني أنا مطّر أمشي ، أنتوا كملوا الراوند .. وإذا في أي حاله طارئة تقدر تكلمني دكتور .. وأنتي دكتورة كملي مع الدكتور
هزيت له رأسي .. لكن صارت عندي رغبه أعرف شنو سبب المفاجأ إلا أجبره يتركنا وسبب تغيره المفاجأ .. عمرة ما سواها .. عمري ما شفته مستهتر أو مقصر بشغله .. معقولة بنته إلا شفتها هذاك اليوم بالألعاب مريضة أو زوجته !!
*
*
*
*
جالس أنتظرهـــا باللوبي ، صار لها أكثر من ساعة مختفية ، دقيت عليها أكثر من مرة ما ترد علي .. بدت الأفكار تأخذني وتجيبني ..
معقولة صار لهــا شي .. أنـــا الغبي ضيعتها مني .. ضاعت مني وسط زحمة النــاس .. صرت أراقب الناس مثل الطفل الضايع إلا يدور أمه
وبوقت ما كانت عيوني تراقب الداخل والطالع من بوابة الفندق .. انتبهت لوحدة متحجبة ولابسة أزرق .. عرفتهــا على طول .. ركضت لها مثل الملهوف ..
كانت تمشي وهي مطأطئة رأسها ..
: أسيل وينك أنتي
رفعت عينها لي بكل انهزام ، لفتني شكل كحلها المختلط بدموعها .. توجس قلبي خوف عليها : أسيــل أيش فيك
وكأني أكلم جدار ، حتى الجدار لو بتكلم تكلم وأشتكى .. مشت وتركتني واقف بوسط حيرتي .. معقولة أحد حاول يتعدى عليهـا أو يتحرش فيها .. هذي الفكرة إلا طرت في بالي
لحقتهــا لكن ما أمداني أوصل للمصعد إلا هو تسكر بوجهي .. ضغط على الزر أنتظر المصعد الثاني يوصل
وصلت لعند باب الغرفة ، لقيته مفتوح أول ما فتحته دورتها بعيني بالصالة ما لقيتها موجودة .. تحركت بخطوات متوترة وخائفة
لقيتها جالسة على الصوفا إلا بالغرفة وفاكة حجابها عن شعرها ومطلقة لكل خصال شعرها الحرية أنها تلامس وجهها .. لكن ما فاتتني نظرة الحزن بعينهـا
قربت منها وجلست مقابلها على السرير ، وكررت نفس السؤال علها تجاوبني : أسيل فيك شي !! أحد ضايقك !!
أشاحت عني ببصرها وهي تحاول تغطي عينها بيدها : لا ما فيني شي .. ممكن تخليني بروحي
رق قلبي لمنظرها .. حسيتها للحظة كسيرة .. لكن شنو السبب مدري .. نزلت لمستوى رجولها ومسكت يدها اليمين : حبيبتي ، أحد ضايقك ، أحد تعرض لك
صرخت بوجهي : مــــا فيني شي أنت ما تفهم .. أنا بخير بعيدة عنك
استغربت ثورتها كا المجنونة .. أظن الوضع بينا ما يسمح لي أني أضمها أو أحاول أقتحم قلبها إلا هو سكن قلبي
تركتهـا ، يمكن تهدأ ..
بصراحة عجزت أفهمهــا ..
عجزت أقتحم أسوار قلبهــا ..
بعد خروجي سكرت الباب من ورائي .. لكن قلبي ظل متعلق فيهــا .. سمعت صوت أنينها
أيش ممكن إلا يضايقهــا ، كنت أظن أول مراح نسافر راح تتحسن الأمور بينا وخصوصا أن حنا مع بعض ومحد معنا .. لكن الأمور زادت تعقيد في ما بينــا ..
ما قدرت أتحمل صوت أنينها إلا قطع قلبي .. طقيت عليها الباب .. لكن ما سمعت صوتها أبد .. دخلت عليها الغرفة من باب الحمام إلا مرتبط بالصالة ..
شفتها رامية بروحها على السرير وتبكي وهي حاضنة الوسادة .. حبيبتي .. إيش إلا مضايقها .. لية الدموع تجري على خدودها
رفعتها من على السرير بقوة وناظرت بعيونها مباشرة ..
دموعها على خدها
كحلها السايل تحت عيونها
في كل شي ممكن أصبر إلا دموع حبيبتي .. شمسي ونور حياتي .. ضميتها لصدري بقوة .. ما ردتني ها المرة .. حسيتها محتاجه لحنان .. لشخص يضمها .. حتى لو كان ها الشخص تكرهه
شعرت لحظتها أن أنفاسي أخط لطت بأنفاسها المرتبكة .. و صوت شهقاتها بين فترة لفترة زادت من لوعتي ..
لكن بعد فترة هدأت .. ونامت عيونها بحضني ..
سهرت بهذيك الليلة وأنــا أراقب القمر النايم بحضني .. مسحت آثار دموعها ..
وآآآآآآه على خدودهـا والشامة إلا تحت عينها .. حسنها من رب الجلالة ..
*
*
*
*
اليــوم توفى عمي ، و أنا وأخوي أبو سارة وقفنا بالعزاء ، لأن عياله الكبار يدرسون برا .. وهذي الفترة فترة امتحانات عندهم وكان من الصعب يتركوا دراستهم ويرجعوا السعودية ..
والمشكلة الليلة عندي كول ، وما لقيت أحد يحل محلي .. مع أني كلش تعبااااان ومنهد حيلي .. من الدفن لصلاة للعزاء والحين جاي المستشفى ، ما صار عندي وقت ارتاح .. من الصباح ما شربت كوفي ولا دخنت .. فأحس بصداع راح يفرتت دماغي
الله كريم ، نزلت من السيارة وغفلتها .. وأنا أعدل من القميص الأخضر إلا علي للعمليات مع أن الجو بارد ، لكن غرفة العمليات دافئة وما كان لي خلق أغير ملابسي كل ساعة ..
أول ما دخلت المستشفى طلعت فوق لقسم العمليات ، لأن اليوم كلمت القسم وقالوا لي في مرضى دخلوا تحت أسمي ..
شفت البندري واقفه عند الرسبشن ببدلتها الخضراء تنتظرني .. قابلتني ببتسامة .. والله أن ابتسامتها ترد الروح .. والله أني حاولت أغتصب الإبتسامه على شفايفي على شانها .. مع أني كلش مالي خلق
وقفت جنبها أشوف المرضى إلا المفروض الليلية ندخلهم غرفة العمليات ، وبعض المرضى إذا تتحمل حالتهم ينتظرون لصباح .. لأني ما أتوقع عندي القدرة أقدر أعمل أكثر من عملية وحدة وأصير تحت تنشن
جلسنـا بغرفة الأطباء .. على ما يجهزوا غرفة العمليات والمريض يكون جاهز
كنت جالس على الكرسي ومنكس رأسي وضاغط على جبهتي بيدي .. والبندري كانت جالسة بعيد شوي عني ، ما تبادلنا أي نوع من الحديث خلال ما حنـا جالسين ..
كان نفسي بشي واحد ..
نفسي بكوب قهوة يمخمخ الراس ..
كذا يعطي إلكتريكل ويرسل ضربات عصبيه للمخ ويصحيه
لكن مشكلتي القهوة إلا أعملها فاشلة .. مدري ليه ما تضبط معي
رفعت رأسي وشفتها تلعب بأصابعها : دكتورة الله يعافيك ممكن تجيبين لي كوب قهوة
مدري صراحة كيف طلبت منها ها الطلب ، وتندمت عليه بالحال .. لأن نظراتها لي تقول أنا ما أشتغل عندك خدامة
فسحبت كلامي بالحال : سوري دكتورة ما كان قصدي
لكنها قاطعتني وهي واقفة تكلمت وبانت صف أسنانها البيضا : you like it with milk or black
سكت لثواني مو مستعوب ، لكن ما طولت : black
:
:
:
صحيح أن ما أحب أحد يتأمر علي .. لكن ما حسيت بأي إحراج من طلبه .. خصوصا وأنه مبين عليه التعب
أخذت له كوب من المطبخ الصغير الموجود .. تلفت حولي توقعت في كوفي مشين صغيرة لكن بس موجود غلاية .. فأنتظرت الماي لين يغلي وبعد ما صببته بالكوب وظفت له ملعقة كوفي أنا بطبعي أحبه خفيف .. بصراحة ريحة القهوة تدغدغ الراس .. لكن ما كنت مشتهية قهوة بها الوقت ..
احترت كم قطعه سكر أحط له .. حطيت قطعه وحدة أتوقعه ما يحب الحلا الكثير .. وأخذت بعض قطع السكر وحطيتها بالصحن الصغير
:
:
أخذت من عندها فنجان القهوة : مشكوووووره
ابتسمت : العفو
حركت الملعقة أذوب السكر
البندري: حطيت لك قطعه سكر ، مدري أنت كيف تحبه
ناظرت قطع السكر أمامي
ارتشفت من فنجان القهوة ..
آآآآآآآآآه ، أخاف ذوبت أصابعها فيه .. عمري ما ذقت قهوة بحلاها
: أنتي شكلك تحبي الحلا
البندري : تعودت أحط لي قطعتين
: مع أن البنات كلهم حلا .. المفروض ما يأكلون حلا
آآآآآآه ذوبتني بخجلها وابتسامتها الخجولة .. بعثرتني يوم اعتلت الحمرة خدها وارتوى بالدم وزاد من حلاه
أخذت فنجان القهوة .. وطلعت من الغرفة .. صعب استرسل مع افكاري .. ولا أدري وين راح توصلني
وأثناء إجراء العملية .. رفعت عيني .. ناظرت بعينه المبين عليها الإرهاق
أولـ مره أشوفه بها الحال ، بالعادة يشغل له أغاني على شان لا يمل بوقت العملية .. لكن اليوم ابد صمت مطبق .. حتى الممرضات محترمين الصمت إلا بينا
فجأة هو رفع عينه وألتقت عيني بعينه
:
:
:
بســـافر بعينك وأعانق موانيك
هذا بيت الشعر إلا طرا على بالي
من متى وأنت يا عبد العزيز تهتم بالشعر .. صرت أنظم من الحروف قلايد ..
وجود ها البنت بقربي ملخبطني .. ما عدت قادر على ضبط أعصابي ونفسي
:
:
بعد العملية ، كنــا نفصخ gowns
ونرميها بإهمال بالسلة المخصصة لها ..
: يعطيك العافية دكتور
ابتسم لي بتعب : الله يعافيك
دوم لما أخلص شغلي أحب أشكر الدكتور أو أي شخص أشتغل معه ، أحس هذا الشي من الأدب وهذا الشي تربيت عليه .. ما يهمني إذا الشخص إلا قدامي ظن ظن سوء
دكتور عبد العزيز : طيب دكتورة ننزل emergency
: دكتور ليه ما تروح ترتاح شكلك تعبان ، وإذا احتجت لك في حاله طارئة راح أدق عليك
شعرت أنه ابتسم لي بامتنان وشكر : لكن .....
ناظرته بعتب : دكتور يعني ما تثق فيني
دكتور عبد العزيز : أكيد أثق فيك ، منتي معي دايم وأنا اشهد على شغلك وحماسك الرائع بالشغل
: تسلم دكتور
دكتور عبد العزيز : لا جد ما أجاملك ، أنتي دكتورة رائعة .. وأنا أتوقع لك مستقبل باهر .. إلا أنتي شنو ناوية تتخصصين
نزلت راسي ، تذكرت أمنيه بندر وهو يتمنى يشوفي إستشارية قلب ، دكتورة معروفة ولها صيتها .. دوم كان يناديني بدكتورتي
: احلم أني أصير cardiologist
وحنــا نطلع من غرفة العمليات : وليــــه تحلمين .. أنشاء الله بإرادتك راح تحققين إلا تريدينه
:
:
:
دخلت غرفتي الخاصة بالمستشفى للمناوبة ..
شعرت برغبه كبيرة بالتدخين .. فتحت الدرج الصغير إلا جنب السرير ، دايم بعض الدكاترة يترك الباكيت إلا له بالدرج ..
طلعت الباكت وأخرجت سيجارة ..
رميتها بفمي .. وأشعلتها وسافرت بدخـــــانها
وأنا مسحور بنظرة الحنان إلا انطلقت من عينها .. رغم جديتها بالعمل لكني لمست حنانها .. حسيت بعفويتها ، ما كانت تقصد به خبث أو أي شي ثاني .. قالتها بكل عفوية وحنـان .. دكتور شكلك تعبان ليه ما تروح ترتاح ..
يعني هي حـاسة فيني ..
لا تسافر بأفكارك بعيد يا عبد العزيز .. البنت تعاملك كا زميل عمل لا غير
صرت أدخن بشراسة أبعد هذي الأفكار وصورتها من بالي ..
بدأ تدريجيا جسمي يرتخي والصداع إلا فيني يختفي .. يمكن هذا إيحاء نفسي لما دخنت اختفى الصداع
:
:
:
بعد مــا طليت على قسم الطوارئ .. الحمد الله الليلة الناس هادئة والمستشفى أهدئ .. محد مرض ولا تعرض لحوادث مرورية ..
فـ ستغليت الفرصة بما أن المستشفى هادئ بها الوقت من الليل .. وأنا أحس نفسي شبعانه نوم .. طلعت baby surgical book من جيب الوايت كوت ، وفتحت لي على موضوع كنت بادية قرأته وجلست عند الرسبشن
بعد ساعة تقريبا .. رن البليب حقي .. أخذت التلفون القريب مني ودقيت على التحويلة .. قال لي أن بقسم medicine ( الباطنية ) أن في حاله طارئة
دخلت كتابي بجيبي بعجل وطلعت لدور السادس بسرعة .. شفت المريضة مرة كبيرة بالسن وصار عندها نزيف upper GI bleeding
فجأة ، ونبض قلبها بدأ يقل .. ارتبكت وأنا اسوي بليب لدكتور عبد العزيز ولا يرد علي .. أخاف أنتظر أكثر تسوء حاله المريضة ..
لا لازم أدور على رقم جواله .. سألت السستر لأنهم يحتفظوا بأرقام جوالات الدكاترة المناوبة ..
ضغط على الأرقام بيد مرتجفة من جوالي .. انتظرت يرد .. لكنه تأخر
وقبل لا اسكر جاني صوته ، ثقيل ومتعب : ألووووووووو
: الو دكتور سوري على الإزعاج ، but there is patients in the medicine department has upper GI bleeding , it's serious case
غفلت من عنده بعد ما استوعب الحاله ، مسكين تلاقينه تو غافي .. لكن هذا طبيعة عمل الدكتور يكرس حياته لمرضاه
:
:
:
عبد العزيز ، مرت عليه ثواني على ما استوعب أن ها الصوت الرقيق إلا كلمه هو نفسه صوت البندري ، تخيل أنه حلم
غسل وجهه بالماي البارد على السريع على شان يصحى .. وطلع لدور السادس وين ما البندري موجودة .. الدكاترة الموجودين بالقسم حاولوا يوقفوا النزيف لكن ما قدوا .. وصحة المريضة متدهورة .. ومحد مرافق معها .. واتصلوا على أرقام عيالها محد يرد بها الليل .. أكيد الكل نايم ..
قرر الدكتور عبد العزيز يعمل العملية على مسؤليتة ، المريضة بين الحياة والموت لازم يعملوا شي يوقفوا النزيف ..
بالرغم ان العملية صعبه .. لكن ما في مجال أنه يتصل بدكتور ثاني يساعده على ما يوصل المستشفى ويجهزوا غرفة العمليات ، قد المريضة ماتت
كانت خطوة جريئة ، ومغامرة ، دخل العملية هو مع البندري ومعهم الممرضات المساعدات ودكتور anesthesia ( التخدير )
حاولوا ينقذوا المريضة بكل جهد ، لكن الموت كان أقوى منهم ، والله أخذ بأمانتها
:
:
على بداية شروق الشمس ..
كــل أهل المريضة كانوا موجودين بالقسم ، والصريخ والصياح يتعالى بالمكان غير مراعين لوجود مرضى ثانية
ولد المريضة الكبير ، كانت صدمة وفاة أمه قوية عليه ومش قادر يستوعبها : أنتوووووووو السبب بوفاه أمي ، أمس هي كانت طيبة ، أنتوا إيش سويتوا فيهــا ، والله مراح اسكت لكم ، أنشاء الله ارفع القضية للوزير .. دم أمي مراح يروح هدر
والله انتوا دكاتره .. قبل لا تعالجوا الناس وتموتوهم
تفووووووووووووو على هيك دكاترة
والله طردتكم من المستشفى راح تكون على ايدي
صراخة سبب تجمع كثير من الدكاترة ، حاولوا يهدونه لكن ما فيه فايدة حاولوا يخرجونه بالقوة
:
:
:
عمري كله ما انحطيت بكذا موقف ، كلامه هزني هزني من الأعماق
حسيت اني ولا شي ..
صوت صراخه خلاني ارتجف وانكمش
طول عمري أخاف من الصراخ ، وخصوصا من الرجال
دخلت أقرب مكتب وأنا منهارة ، نفسيتي بالحضيض .. رميت بكل ثقلي على الكرسي
حتى بوفاة بندر ما صرخت ولا جزعت ، حتى لما بكيت بكيت بصمت
نحبت بصمت
لكن إحساس أن وفاة المريضة تكون بذمتي وبرقبتي ، شي قوي .. ما تخيلت للحظة إني ممكن أقتل حيوان صغير ، على شان أقتل إنسان
حاولت أمسح دموعي إلا نزلت غصب عني
مسحت آثار الدموع أول ما شفت الدكتور عبد العزيز داخل المكتب ، لكنه الأكيد لاحظ
: دكتورة معقولة تبكين
وأنا احاول أغطي عيوني بيدي : مدري الموقف كان اكبر مني
بينما هو جلس على كرسي قريب من الباب بثقل وكأنه كبر بالعمر : أبن المريضة في حاله صدمة من وفاه أمه ، يعني لا تستغربي هذي الحالات وخصوصا بمجتمعنــا
ممكن يجي أهل المريض ويهينونك ، أهم شي يكون ضميرك مرتاح وأنتي عارفة أنك ما قصرتي قدام ربك وقدام واجبك
: لكن كلامة كان قاسي
عبد العزيز وهو يدخل يده بشعره : في نفوس قلوبها ضعيفة ، تنهار عند موت شخص عزيز عليها ما تتحمل ، و صعب أن الروح تفارق أرواح تحبها
كلامه جاء على الوتر الحساس ، تجمعت الدموع بعيني
صحيح بوفاته ما صرخت ولا جزعت ، لكني ضعيفة .. للحين ما قدرت أتخطى وفاته .. للحين موقف يوم وفاته ينعاد بذاكرتي ..
:
:
:
طلعت مـــن المكـــان .. وأنا متعجب من حالها ..
وكأن روحها مسلوبه منها
أحس بآآآهتك نبره
وحزن وشي ما اعرفه
وأشوف بنظرته عبره ضوت بالحيل مختلفه
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top