تشويق: مقطع قصيرة من الجزء الثاني!!
جريمة بلا ضحايا..
جريمة بلا ضحايا..؟ هل تمزح معي..؟ إذن ماذا عن كل من فقد حقه في العيش بسبب أنانيتكم..؟ ماذا عن الأطفال الذين أهدرت طفولتهم بسبب جشعكم الذي لا ينتهي..؟ ماذا عن من حرمتموهم أدنى درجات الأمل ككائنات حية تتنفس و تفكر..؟ و تجرؤ على القول بأنه ما من ضحايا...!؟
اللعنة عليكِ شيزو.. أنت لن تفهمي أبدا..
.
.
وقفت باضطراب بينما ابتل فستانها السكري بالدم الطازج، غطّت الكدمات ذراعيها و وجهها دون استثناء، لقد كان المشهد أمامها مروعا للمشاهد.
رن هاتفها كثيرا قبل أن تستعيد اتصالها بالواقع، حدقت بشاشة الهاتف الزجاجية المسطحة، لكنها لم تتعرف على الرقم الغريب، كما أنها كانت ما تزال مشوشة الفكر، فأجابت و وضعت السماعة على أذنها، بينما التزمت الصمت في انتظار أن يلقي المتصل التحية أولا، حلت برهة صمت سرعان ما اخترقها صوت عميق يحمل بحة مميزة، لطالما وجدت شيزونا ذلك الصوت مميزا و مريحا للإستماع إليه، لكنها هذه المرة شعرت فحسب برغبة في إخراسه نهائيا، إذ أردف مع قهقهة خفيفة توهم برزانة المتحدث:
مساء الخير ساحرتي.. أرى أنك ما تزالين حية.. يبدو أن حظك لم ينفذ بعد..
ما الذي يجري كلارنكس..؟ أي نوع من الألاعيب هذه مجددا..؟
الألاعيب انتهت يا ساحرتي.. لم يتبقى سواكِ.. لا تأخذي الأمر على محمل شخصي.. فأنا لا أكن أي ضغينة ضدك لكن.. هم يفعلون.. لذا فالقرار بيدهم.. فما أنا سوى أجير ينتهي انتماؤه إليهم بمجرد أن ينهي المهمة و بمجرد أن يدفعو مستحقاتي.. أظنك على علم مسبق بماهية عملي لذا لستِ في حاجة إلى شرح..
من هم..؟ أخبرني ما الذي يجري بحق السماء..
لم يكن ستيف..
بالتأكيد لم يكن.. إنه صديقي و أعرفه لسنوات.. كما أنه أكثر نزاهة منك بعشرة أضعاف..
كم أمقتُ تحيزكِ تجاه البشر المقيتين..آه، أي يكن.. زوجكِ العزيز أيضا أراد تهجين الأجيال القادمة كي لا يبقى التحيز بين بني السلالات الأخرى.. كان يظن أن القضاء الإختلاف بجعلهم ذوي دماء مختلطة سيحل الخلافات بين السلالات و التي استمرت لقرون.. بينما نقيضه أراد الثأر من قبيلته ليس إلا و ذلك من خلال إنجاح فكرة ميان و تطويرها.. ثم خطط للإنقلاب عليه كما فعل بالفعل.. أراد أن يكون آخر شخص يحمل دماءً نقية.. ليثبت لهم أنه الأكثر تفوقا كي يقدسوه.. من جهة أخرى جلّ ما كان يدور برأس ماكسيموس هو أن يطيح بالملك لذا استغل مساعده ذلك أيضا.. أراد ماكسيموس أن يمهد الطريق لجعلكِ رفيقته.. لن أقول بأنه لم يعامل الهجناء بتحيز.. فقد كان ضد فكرة التهجين منذ البداية.. لكن الوضع تفاقم قبل أن يتخذ قراره بالتدخل حتى.. لذا تم طرده من التحالف بعد اعتراضه داك.. و أظنك تعرفين البقية.. أعني، كيف أنه مات.. و كيف أنه دافع عنكِ حتى آخر رمق.. لقد كان يؤمن بكِ رغم كل الفوضى التي حربكم العشوائية يا رفاق.. حتى بعد أن علم بكونك ساحرة ظلام.. و على الرغم من أن في إمكانه رفضك للحصول على رفيقة أفضل قد تقدر قيمته على الأقل، إلا أنه فضل التشبث بكِ.. أراد المساعدة فقط.. أظنه الشخص الوحيد الذي يحمل أقل قدر من الذنب الذي يتشاركونه جميعا..
و ماذا عن لـ***.. أليس له يد في الأمر..؟
دقيقة كعادتكِ يا ساحرتي.. ثم أنه لا يملك يدا في الأمر.. بل هو العقل المدبر لفكرة اصطياد الهجناء من عرض الشارع و توزيعهم على منشآت تتوارى تحت ستار البحث العلمي و الطبي.. على خلاف ماكسيموس الذي اختار الثورة.. فضل لـ*** أن يلقي الأوامر من الخلف.. لم يتقدم يوما للأمام.. إنما طرح الأفكار و وفر ميزانية و أشخاصا لتنفيذها.. المنظمات الغامضة التي ظهرت فجأة من العدم.. و الصيادين الذين تم إغراؤهم بالمال.. مشروع توليد الكهرباء الذي لم يكتمل.. و أخيرا بيع المنظمات الهجناء لأتباع ميان و إيهامهم بأنهم يعملون لصالح الملك طالما يدفع مايكفي.. كانت كلها مجرد إلهاءات لإبقاء ميان تحت السيطرة و للحصول على مزيد من المداخل من أجل تمويل بحوثه و تجاربه.. لقد كان أشبه بثعبان يهز ذيله أمام الفريسة لتشتيت انتباهها قبل أن يتنقض عليها بفكه من الخلف.. و المثير للشفقة أنه كان يريد أن يجد ترياقا يجعل الهجناء يستقرون في سلالة واحدة.. و بحد قوله فهو يريد أن يصبح ساحر ظلام كامل مثلك.. و قد أطلق على ذلك..
تنقية الدماء النجسة..
بالضبط..! ساحرتي هي الأذكى..!
لم أعد ساحرتك كلارينس.. ليس بعد أن خذلتني..
أوه، بذكر هذا.. لقد أردت أن أتأكد فحسب بأننا سنلتقي عما قريبا في الجانب الآخر بدون ضغائن متبقية.. لأنني سأعدم الليلة.. و صديقكِ الممل متلهف لذلك بشدة.. لن تصدقي كيف كان يحدق بي قبل قليل عندما طلبت منهم أن يسمحوا لي بالإتصال بكِ كأمنية أخيرة قبل أن أعدم..
لم أعهدك هكذا.. أعني أنك طالما كرهت ألكس.. لكن ليس لدرجة أن تسمح له بإعدامك لمجرد أن أنه ألقى القبض عليك..
أنت محقة يا ساحرتي.. كنت لأهرب لكنه فكر في كل شيء.. لدرجة أن حيلي لم تعد تجدي نفعا.. حتى أن القيود التي تكبل يداي منيعة ضد السحر..! آااه.. يبدو أن العمّ ألكساندر لن يتساهل معي هذه المرة حتى لو طلبتِ منه شخصيا..
بعد ما أنا فيه..؟ لا أظن ذلك..
من المؤسف رؤية كيف أن تداخل نواياهم المتضاربة سيؤدي إلى مثل هذه الفوضى العارمة..
من المؤسف رؤية كيف أنك تتأسف حولهم بينما ساعدت في خططهم جميعا.. أحيانا يصبح حيادك مثيرا للشفقة..
في النهاية كانت.. جريمة بلا ضحايا..
.
.
شتم في سطره الأخير قبل أن ينقطع الخط بسبب اليد التي استلت الهاتف الأرضي من يده، ليحدجه ألكساندر بنظرات تطلق شزرا من الكراهية، فلطالما كره كلارينس بسبب استغلاله لشيزونا منذ أن أخرجته من المنشأة يومها، و منذ أن تأكدت بأنه حقا هجين بين سلالتين من السحرة.
___________________
لقد أطلتُ الغياب قليلا، لكنني و في نهاية المطاف عدتُ بشوق لرواية كانت تجول في ذهني بين الفينة و الأخرى خلال السنتين الماضيتين حين توقفتُ عن الكتابة.
في الحقيقة لم أقتنع بشأن النهاية الرتيبة و غير المكتملة التي كتبتها للجزء الأول، فهي على خلاف النهاية التي خططت لوضعها؛ كانت تفتقر للكثير من التوضيح و لمزيد من الأحداث كي تصبح لائقة على الأقل، أردت الحصول على نهاية مفتوحة مثالية بما فيه الكفاية لتمهد بداية الجزء الثاني، لكن يبدو أنني و بخلاف ذلك سأجعل النهاية التي خططت لها في البداية عبارة عن مقدمة للجزء الثاني و كتذكير للأحداث و الفصول الماضية.
انتظروا تحديثي القادم مع بداية الجزء الثاني لساحرة الظلام.
شيزو في انتظاركم بشوق!
(لكني ما زلتُ أخشى بعض الشيء أن أفقد مهارتي في الكتابة أو أن يتغير أسلوبي عما كان عليه في المئتي بارت الخاصة بالجزء الأول بعد كل هذا الإنقطاع، لكني سأبذل قصارى جهدي لتستمر ساحرة الظلام في المضي قدما إلى أن تنهي أجزاءها الثلاثة كما هو مخطط ❤)
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top