Chpater ::1::
سنذكر دائما أنَّا كنا معاً .. حياتنا لم تخلق الا لنكون معاً .. عايشنا الحياة لنبقى ..لكن أحدهما قد مل فرحل ، و الاخر مازالت الحياة متشبثة به لكنه أصبح يعاند .. يعاند الحياة نفسها .. يعاند القدر .. نقطة فاصلة غيرته من أحسن للأسوأ ليكون أكثر تمرداً و شغباً!
بأحد المدارس كان يجلس المدير علي مكتبه بملامح منزعجة و أمام المكتب وقف استاذ اللغة الانجليزية يشتكي لابن أسرة لينكولن عن مدي تهور إبن أخيه الراحل .. كان صراخه يسمعه من بالخارج بسبب غضبه الشديد من الولد :
" سيد برايدن ابنك هو فتي إنتحاري ! .. أنظر ما كان سيفعله اليوم .. كاد يقتل خمسة عشر فتاً و فتاه بسبب حبسهم بغرفة مغلقة علي السطح و الوقوف علي الحافة مقلداً حركات السيرك ! .. هذا الفتى مجنون انتحاري سيفقدني صوابي يا سيد برايدن ! "
توقف الاستاذ عن صراخه يتنفس غاضباً حانقاً ، فنظر برايدن بحاجب مرفوع للفتى بجانبه الذي كان يكتم ضحكاته علي انفعال أستاذه الهادئ أغلب الوقت لينطق بحدة :
" آلين أهذا صحيح ؟ "
جفل آلين ثم نظر ببراءة لعمه ينطق :
" لا أبداً عمي ، هذا الاستاذ لم يكذب بأي حرف ."
" إذاً أنت معاقب ."
رد عمه بحدة أكبر لكن ذلك لم يؤثر بألين بل حرك شعره خلف أذنه الذي طال بكثافه ليصل لعنقه و يتبعثر علي وجهه بعشوائية ثم إلتفت مغادراً بلامبالاه و خرج .
تكلم المدير متنهداً :
" سيد برايدن هو بالحادية عشر و كل يوم تقريباً بهذه المشاكل و أنا لا أريد فصله لأجلك كما أنني حاولت فصله من قبل و لم يؤثر به .. سيد لينكولن هذا الفتي إسلوبه إنتحاري جداً و كأنه يحاول قتل نفسه فهو يفعل أفعال خطيرة جداً دون إهتمام .. حاول ان تعرف ماذا يريد و كيف يفكر .. حاول إحتوائه سيد برايدن قبل أن يضيع منكم ."
أومأ برايدن متفهماً و ودعهم ليغادر تاركاً آلين يتابع دراسته و سينتظره بالمنزل ليتكلم معه بشأن أفعاله تلك .
دخل آلين بمرح للفصل ثم تقدم ليجلس قرب فتاً بمثل عمره بشعر بني غامق و أعين زرقاء نظر له ببرود و هدوء لينطق آلين :
" ليام ، ماذا فعلت حين تركتك ؟ "
رد ليام ببرود بينما ينظر لألين الذي يربط رابطة حمراء حول رأسه كالجانحين :
" آل لمرة واحدة أوقف أفعالك الحمقاء هذه و حاول أن تفعل أشياء أخرى غيرها ."
عبس آلين ليكتف ذراعيه لصدره و ينطق :
" أنت غبي ليام ؟ .. مستحيل انها متعة لي .. ثم ماذا فعلت غير أني حبستهم لكي لا يمنعوني عن تأدية قدراتي الجسدية ؟ "
نهض ليام ضارباً علي الطاولة أمامه و صرخ منفعلاً :
" قدرات جسدية ؟! .. أنت تمزح آلين! انت كدت تقتل نفسك و تسقط من أعلي السطح ! "
حدق الجميع بصدمة لليام الذي لأول مرة يخرج إنفعاله علي أحد و خاصةً علي آلين في حين نطق آلين بابتسامة حمقاء :
" سعيد إنك صرخت عليّ ."
رمش ليام قليلاً ليرمي نفسه علي الطاولة يتثائب بملل و ينطق باستسلام و كأن شئ لم يكن :
" و أنت مازلت أحمق كبير ، أنت طفل يائس .! "
_" لست كذلك ليام .. "
تثائب ليام مجدداً لينطق بينما يخرج كتاباَ ما :
" لنذاكر قليلاً آلين و أترك الحماقة بعيداً ."
_" هيا إذاً ."
هدأ الصف تماماً الا من صوت ليام و آلين يندمجان بالمذاكرة سوياً .. رغم كل ما يفعله آلين من أفعال صبيانية جانحة الا أنه مجتهد في دراسته و يجتمع بعد كل شجار مع ليام و يذاكران سوياً ، و هذا ما يجعل الاساتذه تسامحه لتفوقه بكل المواد .
.
.
.
انتهي اليوم الدراسي ليودع الصبيان بعضهما و يغادر كلاً منهما لمنزله ..
دخل آلين للقصر ليوقفه نظرات عمه و الجميع الذين حدقوا به ببرود ، فأعطاهم نظرة لا مبالية و أكمل سيره لغرفته متجاهلاً الجميع الا أن برايدن نطق :
" قف عندك آلين و تعال لتعرف عقوبتك ."
تنهد آلين و إتجه ناحية عمه ببرود لتتكلم لانا متدخلة بالحديث :
" مازال كما هو .. يحتاج لأن تقسو عليه كثيراً يا برايدن كي يتعلم الاحترام و التقدير ."
رفع آلين حاجباً و رد عليها بدلاً عن عمه :
" و من أنت لتتحكمي بتصرفاتي و أفعالي ؟ .. رجاءً سيدة لانا لا تتصرفي و كأنك أفضل مني فأنا أعرف إنك تكرهيني ."
تكلم برايدن مقاطعاً :
" آلين هذا عيب ، لا ترد علي عمتك بقلة أدب و أنت لانا أرجوكِ لا تتدخلي بيننا لأني أعرف ماذا يمكنني أن أفعل مع الولد ."
صمتت لانا معطية نظرات حانقة نحو آلين الذي نظر لعمه يتكلم ببرود و وقاحة بينما يميل جسده :
" هيا ما هي عقوبتي لكي أغادر من هنا فلقد مللت من الوقوف ."
انزعج برايدن من نبرته لينطق بحدة بينما يجذبه من كتفيه ليقف أمامه معتدلاً :
" آلين ، قف معتدلاً حين تكلمني لأن أفعالك تزداد سوءاً و أنا لا أعاقبك عليها . "
لم يبالي آلين بل دفع يدي عمه و صرخ بغضب :
" لا تلمسني أو .. "
قطع حديثه صدي صفعة قوية سقط علي إثرها آلين علي الارض ممسكاً بخده في حين وقف برايدن و قد إشتعل كل غضبه :
" إلي غرفتك حالاً و ممنوع الخروج الا بإذني كما أنك محروم من تناول الطعام حتى تأتي لتعتذر عما فعلته و عن أي تصرف قمت به يا وقح ."
نهض آلين بملامح مستاءة بينما يمسك بخده الذي تلون بالاحمر بسبب الصفعة .. هو كان غاضب أيضاً و لم يهتم بشئ بل رمى حقيبته أرضاً و بطريقه دفع كل شئ علي الطاولة الزجاجية ليسقط و يتكسر ثم هرول لغرفته غاضباً .
صرخ برايدن خلفه غاضباً :
" فتى قليل الادب ، سوف ترى كيف يمكنني ضبط تصرفاتك أيها الوقح ."
وقف أعلي السلم و نظر لعمه يصرخ بتمرد و نبرة سريعة :
" أنا وقح و عديم التربية و لا يهمني أحدكم أبداً ، لما لا تتخلصون مني فقط و ترتاحون مني ؟ ، سيكون هذا أفضل من رؤية أمثالكم .. أكرهكم يا عائلة لينكولن الغبية ! "
فصرخ عمه بإسمه محذراً لكنه كان قد إختفى عن أنظاره داخلاً لغرفته و مغلقاً بابه خلفه ليذهب و يجلس بالحمام فاتحاً الدش و يتركه ليتراشق فوقه ليخفي تلك الدموع التي انزلقت من عينيه بينما يحدق بنقطة وهمية بملامح غاضبه حزينة ."
_بالاسفل ...
رمي برايدن نفسه علي الاريكة بإرهاق و تعب .. الفتى يزداد سوءاً منذ موت شقيقه .. هو لا يعلم كيف يمكنه إحتوائه .. فالجلوس لوقت صغير معه يجعله يشتعل بالغضب تجاهه .. هو لا يعلم كيف يمكنه التصرف معه .. ظن أن عدم عقابه ستجعله يهدأ لكن خلال الثلاث سنوات الذين مروا جعلته يزداد تمرداً و سوءاً لذلك من اليوم سيستعمل العقاب ليرى كيف ستكون النتيجة و إما سيحضر طبيب نفسي لتعديل السلوك السئ .
" إنظر لدلالك كيف أوصله لأن يشتم أسرتنا يا برايدن .. أنظر لغبائك أخي ."
نطقت لانا غاضبه بينما تنهض و تترك برايدن الذي رد عليها غاضباً :
" لانا لا تنسي أنه ابن أخيكِ و ليس بغريب .. علينا الحفاظ عليه لا قتله فهو يتيم ."
توقفت و نظرت له بغضب :
" أخي كريستوفر مات و الان هذا الشيطان الصغير لا أطيقه .. لذا أنا أترك هذه المسئولية لتتحملها وحدك يا أخي ."
غادرت بعدها ليتنهد بتعب بينما يغمض عيناه و يسترخي علي الاريكة .. الامر متعب حقاً .
-----
شهقاته كان يحاول كتمها بينما يحكي لرفيقه ما حدث قبل قليل بينه و بين عمه ليرد عليه ليام معاتباً :
" آل هذا خاطئ .. ما فعلته خاطئ يا أخي ، أنت صديقي و أود مصلحتك لذا أنا أخبرك أنك أخطأت بالجميع و خاصةً بعمك فهم عائلتك .."
قاطعه آلين باكياً معترضاً :
" ليست عائلتي ، لا أريدهم .. أنت تعرف أني لا أنتمي لهم .. أنا فقط كنت أريد الحياة مع ديفيد .."
قاطعه ليام منزعجاً منفعلاً :
" لكنه مات .. لم يعد موجوداً فلما لا تتخلى عن تلك الفكرة الحمقاء يا آلين ؟ هل كان سيفرح ديفيد بحالتك تلك ؟ .. أخبرني يا أل ؟ .. ألين إسمعني جيداً .. حياتك الان مع أسرة والدك لذا حاول التأقلم ، فلقد مرت أربع سنوات و أنت معهم ."
تتابعت شهقاته المتألمة بينما يتكلم :
" و ماذا يمكنني أن أفعل ؟ .. أنت تعرف أني لا أستطيع نسيانه فهو أخي يا ليام .. حتى إن رحل سيكون كل تفكيري ."
تنهد ليام و رد بتعب عبر الهاتف :
" آلين ، أتعرف أن أختي كانت تحب ديفيد ؟ و الان هي مخطوبة لشخص أخر .. هي لم تنساه لكنها قررت إكمال حياتها بدونه و أنت أيضاً عليك فعل ذلك ."
لم يعجبه الكلام لكنه رد بهدوء :
" سأحاول ليام .. الان الي اللقاء لأنام قليلاً ."
ودعه الاخر و هو متشكك في ألين .. هو يعلم أنه لن يأحذ بكلامه و سيعلق نفسه بشئ زائف .. لكن ماذا يفعل معه ؟ .. هو لا يستطيع فعل أكثر من ذلك .. فآلين يشعر بالذنب تجاه شقيقه لهذا لا يخرج من تفكيره حتى بعد موته .
إستلقى آلين علي السرير بإهمال .. عيناه حدقت بالسقف ببرود و بطنه تزقزق لينظر للباب و يعبس ، فعمه أغلقه عليه !
إلتفت ليدفن وجهه بالوسادة و يغرق بالنوم متجاهلاً ثيابه المبللة .. هذا اليوم كان حافلاً .. هو لم يخطئ لهذا لن يعتذر من أحد و خاصةً من تلك المشعوذة الساحرة !
_بعد يومان _
لم يخرج آلين من الغرفة لكن ذلك لم يمنع عمه من إرسال له وجبة مع الخدم التي تفتح الباب قليلاً ثم تخرج مغلقة الباب خلفها لكنه كان يعاند و يقوم بإلقاء الطعام كله بسلة المهملات دون تناوله ..
" كيف ذلك ؟ .. أتخبريني أنه طوال الايام الماضية لم يأكل ؟! .. اذاً ألم تكوني ترسلي له الطعام يا جيني ؟ !
صرخ برايدن غاضباً علي الخادمة الشابة لترد عليه بقلق :
" كنت أفعل سيدي ، فهو طفل بالنهاية و عليه أن يأكل لكني اليوم إكتشفت أن كل الطعام كان قد رُميَ في السلة دون تناوله و حين حاولت الدخول لأكلمه كان قد أغلق الباب خلفي و لم يدعني أدخل .. كما أن جسده أصبح هزيلاً جداً ! "
قلق برايدن أكثر لينظر لوالده الذي جاء تواً من السفر لانجلترا و علم عما يحدث :
" أبي .."
" أصمت برايدن .. أهذا قرار تتخذه ؟ .. هذا القرار قد يفيد بتعاملك مع باقي الاولاد و لكن ليس لعنيد مثل آلين فهذا سيجعله يعاندك أكثر وها هي النتيجة .. لنذهب لنراه .! "
سار الاثنان نحو الغرفة و خلفهم الاولاد و كاميليا قلقاً علي آلين !
طرق برايدن الحجرة منادياً :
" آلين إفتح الباب ."
قليل من الصمت حتى أتاه من الداخل صوته المرهق :
" لن أفعل .. أنت أغلقته عليّ لهذا لن أفتح لك يا برايدن ."
استاء الجميع من تصرفه ليتنهد مارك و يتقدم يتكلم بهدوء بنبرة حانية :
" عزيزي لين ، أيمكنك أن تفتح لجدك الباب ؟ .. ألن تسلم عليّ ؟ .. أتعرف أني أحضرت الكثير من الشيكولا لك ؟ "
" حسناً .. سأفتح لاجلك.. فقط "
أتاهم الصوت من الداخل بتردد واضح فانتظروا جميعاً خروجه في حين إلتفت الجد لبرايدن قائلاً بجدية :
" أرسل لي إبنك إيان فوراً ."
أومأ برايدن ليخرج هاتفه يتصل ، أما بالداخل كان قد إستهلك قوته ليقف بإعتدال ، فالدوار يشتد عليه كما الصداع يهاجم رأسه .. أخذ خطواته ببطء و كأنه يتحاشي مسامير وهمية علي الارض .. كان جسده مرهق كثيراً و لا وجود للطاقة به !
وصل للباب أخيراً و قام بفتحه و الاستناد عليه بعيون شبه مفتوحة لينطق بخفوت و عيناه تلتصق بعين جده :
" جدي .. "
و سرعان ما أغلق عيناه و إنهار أرضاً ، ففزع الجميع و أول من تقدم كان برايدن الذي حمله بين يديه و حاول إفاقته ليجد أن حرارته كان مرتفعة جداً !
.
.
.
" أتمزحون ؟ .. كيف تتركه يا أبي بغرفة دون طعام لثلاث أيام ؟ .. أنظر إليه .. إن تركته أكثر لم تكن لتجده بيننا بسبب الاهمال .. هو سيحتاج أكثر من أسبوعين ليعود لطبيعته فجسده في الطبيعي كان هزيلاً و لا يتحمل ! !
صرخ عليهم إيان معاتباً ليعود بعدها ليجلس قرب آلين النائم و يتلقى محلولاً مغذياً .. نظر له إيان و لشفتيه الجافة ليضع له مرطب بهدوء كي يدعه نائم و لا يستيقظ .
" ديفيد ؟ "
همس ووعيه يعود علي وجه إيان الشبيه بديفيد بحدٍ ما فإبتسم إيان و بعثر شعره مصححاً :
" إيان .. و ليس ديفيد صغيري ."
رمش آلين عدة مرات يحاول رؤية وجهه جيداً بسبب التشوش و ما أن رآه حتى إعتدل جالساً يعانق إيان الذي بادله بشوق فهو ليس هنا منذ أيام بسبب عمله :
" إشتقت لك إيان كثيراً ، أين كنت ؟ "
" بالعمل ."
تشبث به أكثر لينطق حزناً :
" لا تغيب و تتركني مجدداً ."
" حاضر صغيري ."
تقدمت كايا ذات السادسة عشر بينما تأكل الشيكولا لتغيظه :
" أنظر آلين ، جدي أعطاني شيكولا كثيرة ."
نظر لها آلين بعدما ترك إيان لينظر لجده بغيرة :
" و أنا ؟! "
ابتسم الجد و ضحك بخفة علي تعابيره ليخرج له لوحين من الشيكولاته و يعطيه إياه الا أن إيان نطق معترضاً :
" لا ، أولاً لتتناول طعام جيد ثم الشيكولا ."
عبس آلين لكنه لم يجادل ، فكلام إيان كان كالاوامر التي يجب تنفيذها .. هو دائماً كان يرى ديفيد في شخصيته لهذا هو تعلق به من بينهم جميعاً ، وكأنه يعوض فقدان ديفيد بإيان !
*
*
*
يتبع..
مرحباً ☺️❤️
رأيكم بألين الجديد ؟🙄😅
لم يتغير صحيح ؟
الي اللقاء ❤️☺️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top