Chapter ::8::
كل الكلام والعبارات لا أستطيع أن أصف بها ما بداخلي .......للأسف💔
***
رحلة الحياة قصيرة جداً رغم شعورك بعدم ذلك .. السنوات تمر سريعاً بسرعة البرق دون أن نشعر .. أشياء كثيرة تتغير .. سلوكنا .. تصرفاتنا .. حياتنا .. معتقداتنا .. أحلامنا و هواياتنا .. كل شئ يتغير كلما مررنا بالزمن .. نحن فقط من لا نشعر .
الحقيقة كانت أمامه .. وجوده بعد أربع سنوات غياب لم يكن بالأمر السهل أو الجيد لتصديقه .. كان كحلم حقيقي جداً ينبعث الان بالحياة الواقعية بين أسرته و من يهتمون بأمره .. من كان يخيل إليه أن ذلك سيحدث بعد كل تلك السنوات ؟! .. هذا الامر مرهق حد الجحيم ! ذلك الشعور كان و كأنك تضع جمرة بيدك و تشعر ببرودتها بدلاً من لهيبها !
قل توسع عيناه .. تبادل هو و الاكبر النظرات .. كان الضياع و الامل يجتمعان معاً ليصنعا خليطاً من الغرابة .. الاكبر إبتسامته الهادئة المعتادة لم تختفي بينما يتطلع بصغيره .. طال قليلاً ، شعره أصبح طويل و كثيف أيضاً ، لقد تغير قليلاً و ازداد تمرداً علي قولهم له و هذا واضع ليصدقه الشقيق الاكبر علي صغيره .
أما الاصغر فكان يحدق بتفاصيل شقيقه بصمت و صدمة لم يخرج منها بعد .. رأي كيف تغير شقيقه بهذه المدة فهو أصبح مختلفاً و وسيماً بلحيته الخفيفة تلك !
" ألن تتحدث ؟ "
بادر ديفيد بتلك الابتسامة فجفل آلين علي صوته و فجأة كل أحداث السنوات الماضية مرت أمام عيناه لتذكره بحياته و ألمه ليخرج صوته المهتز يسأله بغير تصديق لوجوده :
" أنت حلم صحيح ؟ .. أنت لست حقيقي .."
سكت للحظات لينطق بإنفعال بنفس نبرته السابقة :
" أنا مازلت أحلم صح ؟ .. أنت .. أنت لست حقيقياً بل تخدعني بل .. بل ا ا .. أنا لم أعد أستوعب ولا .. ولا أفهم شئ ..."
تقدم ديفيد منه و هو يتكلم منفعلاً حتي باغته بعناق جعل الصغير يصمت ، فمه فاغر بعدم إستيعاب ، عينان أغرورقت بطبقات كرستالية شفافة تكاد تهبط بينما يتصنم بخوف و صدمة دون إستيعاب الحقيقة التي أمامه !
" آلين أنت لا تحلم ،انا أسف لكل شئ .. كل تلك السنوات كنت حي و أراقبك كل فترة و أخرى و أسمع أخبارك .. أنا أسف لكني كنت مضطر للإبتعاد ."
ارتعش جفناه المغمضان بألم ليضربه بقبضتيه الصغيرتين بينما يصيح بإنهيار دموعه و ألمه و غضبه من شقيقه :
" مضطر ؟! .. بعد كل تلك السنوات تأتي لتخبرني إنك كنت مضطر لتركي ؟! .. اللعنة عليك ديف ، تباً لك ، أنا أكرهك لا أحبك ، أبتعد عني ، إبتعد ! "
ضمه ديفيد أكثر رغم مقاومته العنيفة و بكاءه الحاد ، غضبه و قهره الممتزج بألم أربع سنوات من الحرمان .. هو لن يسامحه ، لن يفعل فهو تركه للمعاناة دون السؤال عنه ، هو تركه ليغرق فقط .
" لن أبتعد مجدداً أخي ، لن أبتعد و أبعدك عني صغيري ."
دفعه آلين بقوة لكن الاكبر تركه ليمسكه من معصمه دون تركه يغادر ليصيح الاصغر حانقاً باكياً :
" أتركني ، أتركني الان و عد أدراجك لم أعد أريدك إفهم .. "
قاطعه ديفيد بعناد :
" لن أفعل صغيري لن يحدث ذلك ."
" إذاً سأقتلك .."
قالها غاضباً بصراخ بينما ينقض يعض يد ديفيد بكل قوته يغرز أسنانه بجلد أخيه الذي ابتسم دون شعور بالألم او المقاومة ينتظر من صغيره العنيد أن ينتهي !
لا أحد كان يتدخل بين الاخوين بل تركوهما يتصالحان بطريقتهما ..بتلك اللحظة حين شعر الاصغر بأفعاله لا تجدي نفعاً مع الاكبر ملأ قلبه القهر لتنزلق دموعه و يبعد فمه عن يد شقيقه التي نزفت ليشهق باكياً بينما يتحدث بأستسلام :
" إشتقت إليك يا زرافة ."
زادت إبتسامة ديفيد حين تقدم الفتى ليعانقه بنوبة بكاء تشكي ألمه و حرمانه ، هو حتى لم يستطع المقاومة بل إستسلم سريعاً لنقطة ضعفه التي لم تكن سوى تعلقه بشقيقه !
تكلم ديفيد بينما يبادله بقوة و إشتياق :
" أنا أسف ، أعرف أنك تألمت كثيراً لكني كنت أحميك يا أخي .. لكني حين رأيتك تموت أمام عيني لم أستطع تركك بعدها ، أنت حياتي كلها يا آلين."
لم يرد آلين غير بتشبثه به أكثر يستنشق عطره دون رد بل أخفى وجهه بكتف أخيه يستمد روحه الضائعة التي أخذها معه حين غاب ، فتكلم ديفيد بينما يحمله و يغادر لغرفته :
" إيان؟! "
جفل المعني حين ناداه لكنه فهم الامر ليسير خلفه .
صعد ديفيد بشقيقه للأعلي ثم وصل للغرفة ليفتحها و يدلف .. هو أنزله علي السرير فتشبث به الصغير بضعف ينطق بوهن :
" لا تتركني .. "
جلس ديفيد قربه و حضنه فأغمض الاصغر عيناه بتعب و غرق بالظلام بين يدي شقيقه الذي تنهد بألم علي حاله في حين دخل إيان و إقترب منه بفزع و كاد ينطق طالباً من ديفيد جعل الفتي يستلقى لكنه قاطعه قبل ان ينطق :
" سيشعر بالسوء ان استيقظ و لم يجدني بجانبه لذا غير له ضمادته فقط يا إيان ."
تنهد إيان بقلة حيلة لينطق بتذمر :
" أنتما الاثنان أعند من الصخر و الصغير الاحمق أكبر مزعج بالعالم !! ."
ابتسم ديفيد بهدوء علي تذمر إيان منهما ثم نظر لأخيه و تحولت إبتسامته لأخرى حزينة .
***
_العاشرة صباحاً _
الشرود أخذ منها مأخذه بينما تستلقى علي سريرها بصمت يحتل غرفتها .. كانت تفكر بما آلت إليه حياتها حتى الان .. لقد صدمت حقاً ! .. هل كان حي كل تلك السنوات ؟! .. هل كان يكذب عليها ؟ .. ما غرضه من كل ذلك ؟ .. و إن كان كذلك لما جعلها تنخطب لزاك ؟ .. رغم أن ذاك لا تحبه رغم حبه لها .! .. هي مشوشة بشدة !
طرقات خافته قبل أن تدلف والدتها تناديها لكنها كان شاردة و لم تنتبه لأمها أبداً !
" إيڤا ؟ ؟ "
انتفضت بفزع حين صاحت أمها بإسمها فسألت بدهشة :
" أمي ؟! متي عدتي من الخارج ؟! "!
تنهد ريما و تكلمت بصدق :
" إيڤ انت لستي علي طبيعتك منذ علمتي بعودة ديفيد و أنه لم يمت بُنيتي ، أنت مخطوبة الان من غيره لذا لا تظلمي نفسك و تظلمي زاك معك فهو يحبك ."
تنهدت المعنية بقلة حيلة و حزن لتنطق بنبرة مختنقة :
" لا أستطيع أمي لا أستطيع نسيانه .. حتى بوجود زاك و حبه لي لا أستطيع نسيان ديفيد ."
إقتربت الام من إبنتها و جلست بجانبها ، فإقتربت الصغرى لتدفن نفسها بحضن أمها و ملاذها الآمن تريد النسيان لكن القلب ليس له سوى الذكرى .
**
" ليام هل أنت بخير ؟ "
بادر آلين يمسك بيد رفيقه الصامت منذ جاء صباحاً .. لقد تجاوزت الساعة الثانية عشرة ظهراً و هو شارد بينما يجلسان سوياً علي الاريكة بغرفة المعيشة أمام التلفاز .
إنتبه إليه ليام ليحدق به ، هو حاول رسم إبتسامة و فشل لينتهي به يجيبه بهدوء :
" لا شئ آلين انا بخي... "
" أنت تكذب ! "
قاطعه ينطق و يضغط علي كفه بيديه فأخفض ليام نظراته بحزن ففهم الاصغر نظراته و نهض يمسك بيده ليذهبا لغرفته بقصر جده .
" تعال معي ."
صعدا للأعلي و دخلا ثم أغلق آلين الباب خلفهما .. جلس برفقته علي السرير و سأله بجدية :
" ماذا حدث ليام ؟ هل تشاجرت مع إيڤا او .."
تنهد ليام و قاطعه بيأس و حزن :
" لقد تشاجرت مع أبي و هو لا يحدثني .. حين إختطفت كنت قلق عليك لهذا ذهبت خلف أبي و عصيت أوامره .. حاولت أن أذهب معه بالاختباء بصندوق سيارته لكنه رأني و أعدني للمنزل مرغماً .. حين عدتم من المهمة علمت ما حدث معك .. أردت أن أتي إليك لأراك لكنه رفض كعقاب لي و حينما إعتذرت له و بكيت و طلبت منه مسامحتي لم يفعل ، هو فقط تركني أتي إليك و أراك و لكنه طلب مني عدم التحدث إليه مرة أخرى .. و انا لا أعرف ماذا عليّ أفعل ؟ "
قبض علي كفه بحنق من نفسه فهو السبب بذلك من وجهة نظره لكنه أخفى ذلك و نظر لرفيق طفولته ينطق بحماس :
" أترك الامر عليّ و لا تقلق فألين لينكولن سيحلها ."
ابتسم ليام بهدوء ، يتمني ذلك بالفعل .
ابتسم آلين و أمسك بيد رفيقه يسحبه بينما يهتف :
" هيا الان لنمرح بالخارج ."
إعترض ليام بقلق :
" لكنك بالكاد خرجت من المشفى لذلك عليك بالراحة قبل أن ينفتح جرحك ! "
تجاهله آلين بينما يخرج و ينزل الدرجات بسرعة متجاهلاً حالته و ليام خلفه يحاول ألا يسقط او يتعثر بسبب الاحمق الذي يسحبه ..
" آل أين أنت ذاهب ؟ "
صوت هادئ حازم قاطع تلك اللحظات المشاكسة لتنقلب سحنة آلين و يحدق بشقيقه بحدة و حنق ثم تجاهله و إلتفت يغادر فتنهد الاكبر ينطق :
" لا تتجاهلني آلين ، لقد إعتذرت منك يا ولد ."
عقد جبينه بإنزعاج ليلتفت بغضب :
" فقط إبتعد عني و إنساني ..."
قاطعه صوت غريب عليه ينطق غاضباً و مدافعاً :
" هيه يا ولد ! كيف تتحدث هكذا مع شقيقك ؟ ، أنت مخطئ بكل شئ تفعله الان لأنه لولاه لكنت ميت منذ زمـ.."
انتفض زين بصدمة حين مر من جانب رأسه كأس ماء كان علي الطاولة حيث قذفعه آلين نحوه بتهور ، فصرخ ديفيد بصوت حاد بينما ينتشر صوت انحطام الزجاح بالارض :
" آلين ! "
نظر له الصغير بإنزعاج ليصرخ بقهر :
" لن أستمع لحديث أحدكما ، فقط عد من حيث أتيت و لا أريد رؤيتك أبداً فلقد تعودت علي بقائي وحدي ."
لم تتغير نظرات ديفيد الحادة الموجهة ناحية شقيقه المتمرد مما أدي لليام بالتدخل يبعد رفيقه و يقف أمامه مخاطباً ديفيد بتوسل :
" أخي ديفيد لا تنزعج هو فقط مستاء مما حدث لذا أرجوكما تفاهما و إرجعا كما كنتما .. رجاءً ! "
لم يتلقى رداً من المعني لينطق مترجياً :
" أرجوك ! أنتما أخوين !"
تنهد ديفيد و دون أي كلمة هو إلتفت ليغادر فنطق آلين مغتاظاً :
" أجل إذهب فأنت أحمق و غبي ."
" تباً ! "
هتف ديفيد بسخط بينما يشدد علي كفه ليلتفت له بحدة و يتقدم منه ليجذبه من ملابسه .. تبادلا النظرات الساخطة و قبل أن يتحدث أحدهما قاطع تلك الشرارات الملتهبة صوت هاتف ديفيد يرتفع برنة انجليزية !
تنهد بسخط و دفع آلين ليخرج هاتفه بملامح عادت للهدوء و الاستقرار !
لعن و شتم آلين إياه سراً بينما يدلك ظهره بألم في حين إلتفت الاكبر و غادر بينما يجيب علي هاتفه و إبتسامة حزينة تتبدل ملامحه المستقرة :
" لما تريدين رؤيتي ؟ "
أجابته بهدوء من الطرف الاخر :
" فقط أريدك .. لا تتأخر ."
أغلقت بعدها ليبعد هاتفه يحدق بإسمها بحنين و إشتياق .. ماذا تريد منه ؟ .. ألم تنساه حتي الان ؟!
تنهد بعمق و خرج ليقابلها .. عليه أن ينهي ذلك بأسرع وقت ممكن .
توسطت الشمس عنان السماء تنشر نورها نحو الافق .. نسيم هواء هادئ ينتشر مع الطبيعة الهادئة ..
ترجل من سيارة الاجرة ليسير ناحية المطعم .. كان مبني من أربع طوابق .. يصبغه اللون البني المحمر ، لافته كبيرة تستقر بالجبهة بإسم " مطعم لافندر " ، أمامه تستقر حديقة ملتفة و العديد من الطاولات و الكراسي .. بجانب المطعم من اليمين و الخلف توجد حديقة عامة مليئة بالاشجار و عشرات الاشخاص يتنزهون .. أمامه شارع و سيارات مركونة و أخري تسير .. و علي بعد مسافة منه توجد العديد من المحلات التجارية و الاماكن العامة .
دخل و جابت عيناه أرض المطعم المأسور بالعديد من الاشخاص .. دقق بعيناه الحادة حتى وجدها .. كانت تجلس بسكون ، شاردة تماماً بعالمها .. تضغط بأناملها الدقيقة علي هاتفها بينما تسند وجهها لذراعها الذي تسنده مسبقاً علي الطاولة ذات مفرش بنفسجي اللون .
سار صوبها و جلس بمحاذاتها يتحمحم ينبهها ، فرفعت نظراتها الغامضة تبادله بصمت ، نظرة غريبة تعلقت بنظراته المستغربة لتنطق ببرود :
" إذاً ؟ "
عقد جبينه إستغراباً ، أوليست هي من تريده ؟!
سعل بخفة ثم ابتسم بإستهتار يتحدث :
" لم أتي لأتحدث بل أتيت لتتحدثي أنت يا فتاة ."
حدقت به بهدوء ، بتلك اللحظة أتي النادل يقاطعهما بلباقة :
" مرحباً بكما في مطعمنا المتواضع ، ما طلبكما ؟ "
_" عصير برتقال ."
قالاها الاثنان بصوت واحد و النظرات الباردة تصدر شرارات رعدية بين الاثنان .. أخذ النادل الطلب و غادر في حين استمر الهدوء حتى أتي النادل بعد ثلاث دقائق يضع لكلاً منهما العصير .
قاطعت التحديق و أمسكت بالعصير لكي تشربه .. ابتسامتها الهادئة عادت بينما تخفض نظراتها للكأس فتنهد ديفيد و أمسك بعصيره يشربه بعينان تتحاشي إلتقائها بعيناها المحيطية ..
" ديفيد .."
نادته برقة فلبَّ ندائها بتوجيه نظراته نحوها فإذ به ينتفض بصدمة و العصير يرتطم كله بوجهه و ملابسه ليطلق شهقة متفاجئة مصدومة ثم صرخ :
" ماذا فعلتي ؟! !
كشرت بوجهه ثم رمت كأسها أرضاً لتضرب علي الطاولة بعينان تقدح شرراً :
" الايام و ما بيننا يا ديفيد لينكولن ، سأجعلك تندم علي كل شئ أيها الكاذب ."
رمش كثيراً لينطق بعصبية بينما يحاول مسح ملابسه بالمناديل :
" تباً لكِ يا مجنونة ! لقد تخطيتي حدودك ! "
كان الجميع بالمطعم يشاهد تلك المشاجرة بينهما لكنهما لم ينتبها و لم يهمهم ، صرخت إيڤا غاضبة بينما تأخذ كأسه و تسكبه عليه :
" أنت من تخطيت حدودك بما فعلته معي ، لقد كذبت عليّ و غادرت دون إهتمام أيها الغبي لكني سأجعلك تندم انا أعدك ! "
يحدق بها بعصبية شديدة لكنها لم تأبه بل أخذت حقيبتها الجلدية الصغيرة و سارت مغادرة تحت نظراته المستاءة لكنها توقفت فجأة و إلتفتت نحوه تقترب منه بجرئة بملامح غاضبة ، تبادلا التحديق ، لم تكن تفصلهما غير مسافة قليلة و إذ بعيناه تتوسعان بصدمة حين دفعت بنفسها بتقبيله لثواني قليلة ثم ابتعدت .. ابتسمت بإستهزاء و أعطته ظهرها مغادرة المطعم .. تركته متصنماً يحاول إستيعاب ما حدث قبل لحظات !
أخذ نفس عميق و بضياع أخذ نفسه و غادر .. ما فعلته للتو كان باللحظة الذي انتظرها ليركض الدم بشرايينه ، دم حبها بل عشقه لها .. كان يشعر أنه عطش للقياها و الان سيموت بهذه اللعنة .. ليته لم يحبها فهي لعنته هو .. لكن لعنته تلك هي لشخص أخر لا يمكنه الحصول عليها .
----
دخل القصر بسكون و بدون أن يفكر توجه لغرفة شقيقه .. كان يريد رؤيته ولا يعرف لماذا ؟ .. حل الليل بالفعل و تجاوزت الساعة الثامنة مساءاً ، كان العصير قد مسحه و بقاياه قد جف تاركاً أثر علي ملابسه لكنه لم يهتم .
بدون طرق الباب هو دخل الغرفة ليجده متسطحاً علي معدته بالسرير شارداً بالسماء المرصعة بالنجوم التي تظهر من نافذة غرفته المفتوحة .
تنهد بعمق و تجاهله يتحرك نحو الاريكة ليرمي نفسه فوقها يغطي عيناه بذراعه المثني بصمت .. أما الجالس قبله تنبه لدخوله و إستغرب هدوءه ليخترق صوته الصمت المسيطر علي غرفته :
" لما أتيت هنا ؟ لا يمكنك النوم فأنا لا أسمح لك بفعلها بغرفتي ."
و الاكبر أبعد ذراعه يعطيه نظرة باردة ثم يعيد ذراعه علي عيناه يرد ببرود :
" هذه غرفتي منذ طفولتي ، أنت هو السارق هنا ."
عبس الاصغر بسخط و نهض يجلس علي طرف السرير :
" حسناً سأغادرها لتموت فيها لا يهمني ."
نهض ليغادر تحت تجاهل الاكبر له و هذا ما أغاظه ، ذلك الطويل الاحمق لا يبالي به أبداً !
توقف قبل فتحه للباب و بؤبؤيه يتشتتان حوله ليستقرا علي فازة صغيرة أخذها ليرميها نحو الشاب بقوة الا إنها جاءت جانبه لتتحطم مصدرة صوتاً عالياً لم يزعزع من ثبات الشاب الذي تابع نومه و ابتسامة ساخرة تربعت علي شفتيه مما جعل آلين يتراجع بقلب يتألم و يغادر دون فعل شئ أخر .
*
*
*
يتبع..
أعلم أنكم لا تحبون الرومانسية لكن كان لابد منها ولكن تعلمون 🙂 رومانسية تنقلب لكوارث فلا تصبح رومانسية حقا😂
آلين مازال غاضباً من ديفيد الذي يعامله بلامبالاة !
هل سيتصالحان ؟
رأيكم؟
توقعاتكم ؟
الي اللقاء
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top