Chapter ::4::


"فانية، فكن إنسانًا."🖤

***

قد نملك بأيدينا يوماً مفاتيح هذا الكون .. نكثر بالخير فيأتينا الرزق .. نكثر بالتفاني فيأتينا التهاني .. نبعد عتمة فيأتينا نوراً .. نزيح غماً فيأتينا فرجاً .. ننشر الانسانية فيرزقنا الله بحسن أمانينا و حب الناس لنا .

شعر بني غامق منسدل علي الجبين .. عيون حادة .. جسد رياضي .. ارتدي قميص أسود يبرز جسده مع بنطال جينز .

" ويليام .. ويليام هل إنتهيت ؟ "

رفع بصره لحيث رفيقه الذي دخل الغرفة يناديه .. صمت ذو الثلاثين عاماً يحدق بالشاب الذي يصغره بعام ثم أكمل مبتسماً بينما يحدق بأناقة رفيقه :

" أوه أوه ! تبدو متأنق علي غير عادتك ..هل هناك فتيات في الموضوع ؟ "

أجابه الاخر ببرود بينما يجذب سترته من علي السرير و يرتديها :

" لا وقت لترهاتك زين ، وهيا للعمل يا أحمق ."

عبس الاكبر يكتف يداه لصدره و يرد :

" تعلم جيداً أني متزوج و لدي طفلة و لكن أنت لا تفكر حتى يا أحمق ، كل همك هو العمل فقط ."

" أتعلم ؟ ..."

صمت زين حين قاطعه ويليام بابتسامة تخفي خلفها الكثير و انتظر ليكمل صديقه الذي قال بعد لحظات و عيناه تتجه لما وراء النافذة :

" لقد عشت قصة حب من قبل لكنها انتهت .. كما ..."

أعاد عيناه لرفيقه يحدق به و يسترسل :

" لدي واجبات أهم من قصص الحب يا زين .. واجباتي أكبر بكثير من البدء بحياتي الان ."

تركه بعدها و غادر قبله .. زين تابعه بناظريه حتى غاب فأغمض عيناه فهو يشعر بألم رفيقه !

*****

تأفف آلين بإستياء و عيناه تحدق بخاله الذي يجلس علي كرسي مكتبه ببرود يحدق بالاوراق بين يديه متجاهلاً الفتى الذي ينتظره منذ ساعة و نصف لأجل أن يعلم ماذا يريد منه !

" تباً لك أيها المزعج ، أريد معرفة ماذا تريد مني ؟! "

صرخ آلين بنفاذ صبر و حين صمت رفع ميلان نظراته نحوه ينطق ببرود و كأنه ليس المعني :

" ممنوع رفع صوتك بهذا المنزل ."

لم يهتم آلين فهو منزعج فقط منه لينطق بحدة و غيظ :

" هل يمكنك ترك قوانينك الحمقاء تلك و إخباري لما تريدني يا أبله؟! "

صمت ميلان يحدق به ببرود ثم نطق بحدة و غضب مكتوم :

" إنصرف .. "

عقد الاصغر جبينه بإستياء و تجاهله فغضب ميلان ليصرخ بعلو صوته :

" لغرفتك آلين ، حالاً ."

الا أنه تجاهله مجدداً و تقدم من مكتبه ينطق كلماته :

" ممنوع رفع الصوت في .."

انتفض حين ضرب الاكبر علي مكتبه بقبضته و نهض يلتفت لحيث آلين ليجذبه من ذراعه بقسوة فشهق آلين متألماً بسبب يد ميلان التي تجذب معصمه مكان الجرح الغائر الذي لم يلتئم بعد و ينطق بغضب :

" آلين لا تختبر صبري يا ولد فأنا قليل الصبر .. أنت لا تحاول التأقلم نهائياً .. لا تحاول !! "

أمسك آلين بيده الاخرى يد عمه و نطق بألم بينما يحاول جعل خاله يترك يده التي عادت للنزيف :

" خالي .. يدي ، أرجوك أتركها ! "

تركه ميلان حين إنتبه علي نفسه ليجلس آلين أرضاً يحاول تخفيف ألمه !

شعر الاخر أنه تمادي فجلس بجانب الصبي و أمسك يده برفق يحدق بوجهه فتحاشى الاخر لقاء نظراته بنظرات خاله الذي تكلم و قد دفع بغضبه عرض الحائط :

" صغيري أنا أعتذر لكنك بالفعل أخطأت .. أنت تحاول إغضابي و دائماً تتصرف بحماقة ، أنا خائف عليك ."

ألقى بنظراته للأرض فحل الصمت علي المكتب .. أراد النطق و التبرير لكنه لم يستطع .. أراد إخباره أنه يريد العيش بمفرده لكنه صمت و يداه تمتد لرأسه بسبب الصداع !

" آلين أنت بخير ؟ "

سأل بقلق فحدق به آلين ثم أجاب بتنهيدة متعبة :

" لا شئ غير صداع خفيف .. أستأذنك سأنهض ."

نهض و إلتفت ليغادر تاركاً عمه يلاحقه بنظراته حتى غاب عن ناظريه فنهض هو يتنهد بقلة حيلة فهو لم يخبره عن الشئ الذي أراده أن يعرفه !

--

فتح باب غرفته و أغلقه بعدها ليتخذ طريقه حيث النافذة .. جلس علي حرفها يتطلع في السماء حيث أنارت النجوم حول القمر المكتمل !

رفع كفاه يحدق بهما قليلاً بينما يتحدث لنفسه بخفوت :

" أخي ، إشتقت لك كثيراً .. متى أخر مرة لمستك فيها ؟ .. .."

إحتضن نفسه و أخفض رأسه بينما يكمل حديثه الخافت بألم و يتذكر أخر مرة إحتضن أخيه بها و أخبره بعدم مسامحته :

" كانت أخر مرة أخبرتك فيها بأني لا أسامحك .. قمت بكسرك كما كسرتني ، ظننت أنك تكرهني .. أردتك أن تشعر كما جعلتني أشعر لقد كنت أحاول الانتقام منك علي الرغم أني من أتألم لكني جرحتك .. لم أكن أعلم أنك كنت تحميني .. أعتذر ديفيد أعتذر يا أخي ."

أخفض وجهه بآسي ثم رفع ناظريه بالخارج لينهض يغلق النافذة و يلتفت ليغادر غير منتبه علي تلك الاعين التي تطالعه من بعيد ثم يلتفت صاحبها و يغادر و برأسه الكثير من الافكار .

_بصباح اليوم الثاني _

انتشر كل خدم القصر و غيرهم يجهزون لإحتفال اليوم لعقد صفقة رابحة جداً عقدها ميلان مع أحد الشركات الكبيرة !

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية مساءاً و هو لم يستيقظ و قد غاب من المدرسة بعدما فضل نومه علي الذهاب للمدرسة المملة بالنسبة له !

أزيحت الستائر بقوة لتصدر صوتاً حاداً و انتشرت أشعة الشمس لتلامس وجهه ذلك جعله يبعد وجهه للجهة الاخري بينما كان ينام علي معدته و يقوم بإكمال نومه دون رغبة للإستيقاظ .

" آلين انهض يا كسول ."

فتح عيناه بإرهاق .. كان هذا صوت إيان ! .. لكن لما إيان هنا ؟!

إعتدل ينظر له وشعره يسقط علي جبينه ببعثرة و فوضي .. ما إن تأكد أنه إيان الذي أعطاه نظرة باردة بينما يكتف يداه لصدره و يستند للنافذة حتى عاد لنومه يتكلم ببرود :

" أخرج من غرفتي إيان لا وقت لترهاتك ."

عقد الاكبر جبينه بإنزعاج لكنه يفهم أن الفتى منزعج منهم كثيراً فنطق :

" ألم يخبرك خالك بحفلة تقام الان ؟ .. هيا لتجهز نفسك لها أنا أنتظرك بالاسفل ."

قالها و هو يغادر لتقاطع سيره دخول إحدى الخادمات معها كوب من المياة و معه كوب عصير برتقال .. حدق بها قليلاً ببرود جعلها تتوتر لتنطق :

" سيدي أمرني السيد ميلان بإحضار ذلك ليشربه السيد الصغير كي يستيقظ ."

طالعها بناظريه لينطق بهدوء بينما يكمل سيره ليغادر الغرفة :

" هو لا يحب البرتقال غادري و أحضري شئ أخر ."

كان كلامه خافتاً لكن آلين سمعه و عقد جبينه بإنزعاج .. للآن يشعر بأنه مقيد بين الاسرتين و ليس حر أبداً !

أرادت الخادمة تغييره لكنه قاطعها و هو يتطلع علي الباب الذي غادر منه إيان :

" أتركيه أنا أحبه ."

أومأت الخادمة لتضع الصينية و تغادر .. تطلع بها قليلاً ثم نهض ليجهز نفسه .. دش سريع و إرتدي ملابسه و قبل أن يذهب شرب نصف كوب العصير ثم الماء خلفه ثم ابتسم و غادر مسرعاً للأسفل .

بدأت الحفلة .. كانت أسرة لينكولن كلها حاضرة .. تقدم منهم آلين ليبدأ الجميع برؤية إن كان بخير ، فأعطى الجميع ابتسامة شبحية دون التحدث إليهم و هم لم يجادلوا حتي الصغار فهم يعرفون آلين جيداَ .

مسح آلين علي وجهه بيده لكن الحكة بدأت تنتشر بجلد جسده و ذلك يزعجه .. رفع نظره لإيان يحاول أن يكلمه لكن ألم حلقه كان يبعث علي نغزات تزعجه فأخفض رأسه بينما يحك ذراعيه بخفه حتى لا يراه أحد لكنه لم ينتبه علي شفتيه التي تورمتا .. هو يعلم الان أنه يمر بحساسية بسبب العصير الذي شربه عناداً في إيان لكنه نادم حقاً لفعلته الحمقاء تلك !

تمكنت القشعريرة بجسده كما بدأ يشعر بأعراض الربو تظهر عليه من ضيق تنفس و انخفاض في ضغط دمه .. كما أن شعور الغثيان لازمه فجأة !!

" إي ،، إيان .."

كان هذا أخر ما قاله و هو يسقط أرضاً بقوة بينما يمسك بصدره يحاول التنفس بوهن !

" آلين !! "

هتفت كايا بفزع بينما تتقدم ناحية ابن عمها فانتبه الجميع علي صوتها و نظروا ناحية آلين ليتفاجئوا به فاقداً لوعيه بين يدي كايا بينما وجهه أحمر و تظهر عليه جميع أعراض الحساسية !

تقدم إيان بسرعة بعينان متوسعة ليسحب الفتي من بين يديها و يحاول إيقاظه .. فحص نبضه ليفزع أكثر و يصرخ غاضباً علي الخدم :

" هل اعطاه أحدكم البرتقال ؟ "

لم يجيبه أحد فكرر كلامه لكن لم يتلقى إجابة أيضاً .. كان جميع الخدم متواجدون عدا تلك الخادمة .. تجاهل هذا الامر مؤقتاً و كلم كاي :

" كاي إذهب لغرفته و أنظر بالغرفة ان كان هناك عصير برتقال او شئ يثير به الحساسية ."

نفذ كاي كلامه بينما حمله إيان ليجعله يستلقى علي الاريكة بينما يوجه كلامه لبيلي :

" بيلي أعطني الحقيبة خاصتي بسرعة ."

ذهب بيلي بسرعة لغرفته حيث ترك إيان حقيبته هناك في حين تقدم ميلان بقلق بينما يسأل إيان :

" أي حساسية إيان ؟ "

أتي كاي لينطق بقلق :

" إيان لقد وجدت باقي عصير برتقال بغرفته ."

أتي بيلي بتلك اللحظات ليعطي الحقيبة لإيان الذي أخذها و أخرج منها مضادات للحساسية بينما يجيب  ميلان بانزعاج :

" أنت طلبت من احدي الخادمات أن ترسل عصير برتقال لغرفة آلين و الاحمق شرب منه رغم أني طلبت منها المغادرة و ارسال له شئ أخر ."

ظهر علي وجه ميلان الغرابة فهو لم يرسل أحد لينطق مبرراً :

" خادمة ؟! .. أنا لم أرسل أحد بأي عصير ! "

***

إبتسامة خبيثه إستقرت علي وجهها بينما تكلم زعيمها بالهاتف تخبره إنها فعلت ما طلبه منها فابتسم الطرف الاخر مجيباً :

" جيد جيد إيزابيلا .. لكن تبقى شئ واحد أريدك أن تنفذيه .."

_" ما هو سيدي ؟ "

سألت فأجاب بابتسامة ماكرة :

" أولاً عليكي عدم الظهور أمام إيان فهو رآكي لكن إبقى مع الخدم تصرفي بالامر لكن حين تظهرين عليكي بإصطحاب الفتى معك .. أنا أريده لذلك عليكي بإحضاره لي باي طريقة ."

أومأت لتنطق :

" حاضر سيدي ."

أغلقت المكالمة بعدها و نظرت للهاتف بينما تجلس بأحد زوايا الحديقة تنتظر أن يذهب الجميع خارج الحفلة حتى يتسنى لها إختطاف الفتى .

----

" هل انت بخير الان؟ "

سأل ميلان آلين بعدما انتهت الحفلة .. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة و أفراد عائلة لينكولن مازالت متواجدة للإطئنان علي صغيرهم !

سعل آلين بتعب و أومأ نفياً فتنهد ميلان و تكلم :

" أعتذر لم أهتم بالمتواجدين من حولي و جعلتك تتأذي ."

رفع آلين نظراته المستفهمة نحو خاله بعدم فهم .. ماذا يقصد ؟

أراد سؤاله لكنه لم يستطع فحلقه متورم و يؤلمه لينطق إيان بدلاً عنه :

" آل هل شربت العصير عناداً بي ؟ "

رمش آلين و قد جفل من سؤاله فلم يجيبه مما أكد لإيان الامر ليجذب آلين من ياقته بعنف و صرخ غاضباً :

" هل أنت غبي ؟ تعرف ان لديك حساسية شديدة من البرتقال و رغم ذلك شربته عناداً بي !.. أأنت مجنون آلين ؟!! "

كان يغمض عيناه يتلقى الصراخ و اهتزاز جسده العنيف بسبب إيان بصمت في حين نطق برايدن بينما يبعد إبنه :

" إيان توقف عن غضبك أنت تعلم أنه عنيد ."

لم يجب والده بشئ بل أعطى نظرات غاضبة لآلين الذي تحاشي وجهه بصمت دون التحدث .. تكلم إيان بعصبية بينما ينهض و يغادر :

" فلتمت لا يهمني ."

أخفض آلين رأسه و ابتسم بسخرية من حاله .. نطقها شقيقه مرة لكنه رحل و تركه و كأن تلك الكلمة تصف من سيموت بحياته .

" عمي برايدن .."

همس ببحة فانتبه عليه الجميع .. همهم برايدن محثاً إياه علي إكمال حديثه ليكمل الاخر مباشرةً :

" أريد العيش بمفردي .. منزل أبي القديم الذي كنت أعيش فيه مع شقيقي .. "

استنكر الجميع طلبه لينطق ميلان مقاطعاً يرفض :

" لن يحدث ، لديك بالفعل عائلة ، لديك نحن يا آلين فلا تفكر بال..."

قاطعه آلين بنبرة منفعلة متألمة :

" أرجوك خالي ، أرجوكما أتركاني أعيش بمفردي .. إن أردتم لي الراحة فأتركاني .. سأتدبر شئوني بنفسي و لن أؤذي أحد منكم .. لقد مرت اربع سنوات و لم أتأقلم .. لذلك دعوني لوحدي و لو لمدة قصيرة أرجوكم ! "

غطى وجهه بكفيه يحاول التحكم بأعصابه التالفة .. أراد ميلان الرفض لكن برايدن أومأ نحوه نافياً و انحني يجلس أمام آلين يحتضنه و يتحدث بحزن :

" إن أردت ذلك فسأنفذ طلبك ليس لرغبتي بذلك لكن لرغبتك .. لكن عدني أن تكون بخير و ان لا تنقطع أخبارك عنا ، لا تفعل كما فعل والدك بسبب خطأ إقترفته أنا و جدك بحقه ."

أومأ آلين بينما يدفن وجهه بصدر عمه .. أراد أيضاً أن يسأله عن ما قاله بخصوص والده لكنه منع نفسه عن رؤية الماضي .. فقط يكفي ألم حتي الان ! .. هو فقط يريد أن يرتاح .. فترة نقاهه طويلة جداً ليرتاح .

و بالفعل بعد يومين و ما إن عادت إليه صحته حتي بدأ يجهز أمتعته ليغادر لذلك الحي .. الخادمة قد إختفت و فشل مخططها بخطف آلين بسبب ذهابه لمنزل عمه و عدم مكوثه بمنزل خاله الغير محصن جيداً .. غضب ذلك الشخص لكنه وعد نفسه بمعاودة فتح صفحات الماضي و احضار آلين ليقتله انتقاماً من أسرته خوفاً من معرفة آلين بالامر و الانتقام منه حين يكبر .. أما إيان فكان غاضب من آلين و لم يحدثه بشئ لكن آلين لم يهتم فمشاعره أصبحت باردة فجأة .. كان يعيش صراع داخلي قوي يمنعه عن التفكير .. كان يريد فقد الابتعاد و ها هو ينزل من السيارة بعد أربع سنوات غياب أمام الحي الذي كان يسكن فيه من قبل مع شقيقه الراحل .

*
*
*

يتبع...

مرحباً ☺️

رأيكم ؟

كيف السرد ؟

من ذاك الذي يريد الانتقام من آلين ؟!🙂

أحداث جديدة تظهر !

استمتعوا بارت ثاني اعتذاراً ع التأخير ☺️💙

الي اللقاء ❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top