Chapter ::17::
" آآه ! تمهل ! "
تأوهت أتوسله بألم واضع ، كان يجلس أمامي يمسك وجهي بيد و يده الاخري أخذت تتحرك بقطنة معقمة جانب شفتي المجروحة ، لان الوغد الذي أمامي كان يلبس خاتم بارز حين صفعني منذ ساعتين مضيا ليستمر النزيف و كأن هذا ما أحتاجه ليكتمل ألمي !
" تصمت أم أُخرسك ؟ "
" لما أنت عنيف ؟ "
قاطعت غطرسته و تعنيفه لي بتذمر و تقويسة حاجبين ، كنت غير راضي و عنيد رغم خوفي منه ، كان هو ذا طابع غريب غامض ، سريع التغير العاطفي ، قاسي لكنه لطيف ثم لطيف ليصبح شرس حين يتطلب الامر ذلك ، ربما هو مجنون ؟
" أتفكر بي ؟ "
انتفض جسدي حين شعرت بلسعة قوية أخري علي جروحي و قد سمعت سؤاله الساخر و كأنه يقرأ أفكاري ، ليتضح أنني قد شردت بتفاصيله دون وعي مني !.
تحاشيت مجال الرؤية بيننا و إكتفيت بالنظر لعقدة يدي التي عُقدت بإضطراب واضح ، الاسئلة و الحديث بعقلي قد يقتلاني إن سربتها خارج هذه الجمجمة ، لهذا اكتفيت بالصمت ، لكني مرة أخري لم أشعر بتحديقي المستمر بأسفل ذقنه و تحديداً لجسده الذي جعلني أتذكر والدي ، كيف كان ! .. كان عمي يرتدي بدلة أنيقة كما كان يفعل والدي ، فأنا مازلت أتذكر ما يرتديه أبي رغم عمري آنذاك و رغم ذاكرتي المشوشة ..
هاه !! ماذا يحدث بحق الجحيم !
تجمدت بالفعل حين أحسست بذراعيه تحتويني تشعرني كما لو كنت طفل بالثالثة ، ذلك الشعور كأن أبي أمامي هو من يفعلها ، أغمضت عيناي أنسحب للعناق ،أستشعر قربه مني كما لو أني أستبدله بأبي الان ، لم أشعر بعمي المتسبب بقتل والدي من يعانقني ، بل كنت أشعر أن والدي من يفعل ، بادلته ألف ذراعي حول ظهره ، كنت أرتجف حرفياً لأجده يمسح علي ظهري بحنان ، كنت خائف ! .. هناك شئ غريب يحدث ! .. هذا ليس مايكل الذي أعرفه ! .. فقط لما هو يشبه أبي و أخي لدرجة كبيرة ؟!
فتحت عيني و دفعته عني أتنفس بإضطراب ، لا .. لا يمكنني أن أنجذب لشخص قتل والداي أو تسبب بمقتلهما ، أو لشخص أبعد عني أخي و السبب بكل ما يحدث لي ! .. أنا لم أجن بعد !
كان يحدق بي لأتحاشى نظراته و أنهض رغم إرهاق جسدي ، أود فقط الاختفاء ، لا يمكنني خيانة أخي و والداي بتعاطفي معه ! لا يمكنني ، لا ، لا ! هل أنا مجنون لفعل ذلك ؟!
لكنه حنون !
حضنه يشبه والدي !
نظراته هادئة !
فيماذا أفكر ؟! .. هل أصبت بالجنون ! أريد العودة لمنزلي ، لا يمكنني البقاء معه ، أظنه يحاول إستعطافي و استدراجي كالغبي لأقع بفخه ، لكني لن أفعل ! أقسم يا أبي لن أفعل ! اسف أخي ! سامحيني أمي !
****
أغمض عيناه متوقفاً عن التفكير المضطرب ، جلس قرب باب الغرفة يستجمع شتات روحه ، محاولته لمقاومة عاطفته ، كان وجود مايكل يستنزف كل روحه منه دون كلل أو ملل !
خطواته الباردة جعلته يفتح عيناه بسكون ليشعر بنفسه بين يديه فأغمض عيناه يطلب غفوة ربما لتنسيه أيامه الصعبة الكاسرة !
" تحتاج النوم آلين ، أنت مشوش ."
« هل أنا مشوش أم إنك من تستحوذ علي أفكاري؟! مشعوذ ! »
هذه كانت أفكاره قبل أن يشعر بشئ يخترق رقبته ثم يخرج بعد أن أودع بالسائل الغريب بشريانه !
تشنجت أطرافه ليهمس بسؤال هلع و هو يتحسس رقبته :
" بماذا حقنتني ؟"
" إهدأ ، أنه مهدئ لتريح أعصابك ! "
لم يفهم ، فقد هدأ جسده فجأة و أغمض عيناه ليسبح بعالم اللاوعي ، فتنهد مايكل علي إضطرابه الذي ظهر عليه فجأة ثم تركه مدثراً بلحاف ثقيل و غادر الغرفة .
****
بقصر آل لينكولن ...
فتح عيناه بعد نوم متقطع ، كان لا يستطيع النوم أو الراحة ، فكان عقله مضطرب ، يتسائل كيف هي أحوال أخيه رغم أنه يعلم أن مايكل لن يؤذيه لكن ربما تصرفات آلين ستؤدي به للموت ؟ .. إن كان يثق قليلاً بعمه فهو حقاً لا يثق بتاتاً بتصرفات أخيه !
لهذا نهض مقرراً البدء بالعمل ، فقط يريد إلتقاء جين الذي ما زال يبحث عن موقع مايكل ، لقد مضي يومان بالفعل دون خبر عن أخيه أو عمه و أخر من سمعه أن كيد هرب بطريقةً ما بينما ماريا قد ماتت بالانفجار .
إتجه لخزانته و إنتقى منها سترة سوداء تقيه من البرد الذي بدأ يظهر هذه الايام و يزداد مع مرورها .. إتجه بعدها صوب الباب و نزل لأسفل ليخرج من القصر .
" أين تذهب يا ديفيد ؟"
سؤال برايدن أوقفه ، فإلتفت لعمه ، كان هناك تقويسه غاضبة بين حاجبيه بالاضافة لملامحه التي تدل علي الانزعاج ، فأجابه بهدوء :
" ذاهب لأري عملي .. سأذهب لكي أجد أخي ، الوقت يمضي دون فعل شئ كما تري ."
" لكنك مازلت مريضاً و جين يتولي الامر ."
رد بحدة و قلق عليه فتنهد المعني لينطق :
" عمي ، أنا لست ذاهب لإنقاذ شخص أخر ، أنا ذاهب لإنقاذ أخي من أخيك الذي لا يتوقف عن الدخول لحياتنا و إفسادها ."
لم يمهله مجال للرد فقد غادر تاركاً جملة أخري :
" لا تقلق ، و لا تخبر إيان بشئ ."
تنهد عمه بإرهاق من تصرفاتهم بينما غادر ديفيد ليتولي المهمة !
*****
أحياناً نقف بمنتصف الطريق ، لا نستطيع التفرقة بين طريقين لقوة تشابههما فنترك الحيرة تربطنا برباطها المتين لنبقي حائرين حتي نلتقي بالطريق الصحيح .
حياتي لم تكن أحداثها هينة أبداً عليّ منذ طفولتي ، كان الضياع و التشتت عنوانها لقدر غير معلوم ، فبقيت متردداَ بشأنها لكن شئٍ فشئ بدأت أمحو ترددي و بدأت أميل للامبالاه ، كوني ذا حساسية مفرطة يعاني من أدق التفاصيل لهو شئ مرهق جداً لفؤادي لذلك كان عليّ الذهاب رويداً رويداً الي ذلك الجانب و كان ذلك يظهر بتصرفاتي العدائية تجاه أي شخص ، حسناً مازلت طفل بالنهاية بعمر الحادية عشر لهذا لا يهمني فعلاً ما أفعله ، فقط لأمارس طفوليتي قليلاً ، ألا يحق لي ؟!
و نظراً لأفعالي منذ ثلاث أيام و محاولة هروبي أو إستبدالها بكسر أشياء المنزل ، ها قد إتخذ مايكل تصرفاً سليماً له و مفسداً للحظاتي العدائية المجنونة و قد قام بتقييدي بقوة لكني لن أستسلم .. ها أنا أجلس علي السرير أحاول فك قيود يدي و قدمي لكنها كانت محكمة ، تباً لك مايكل !! .. كيف له تقييدي بقوة هكذا؟! ألا يري كم أنا طفل حساس؟!
"آآه اللعنة ! "
صرخت بألم و غضب حين جُرِحت يدي لأسقط بظهري علي السرير و أنا أتذمر ، ذلك الغبي كان يشعر أني لن أهدأ لهذا قيدني بإحكام لكني لن أستسلم .
جلست بصعوبة ثم إستندت علي يدي المقيدة لأنزل قدماي التي نالهما نفس الفعلة الشنيعة بحقي لأقف ، بعد محاولات عديدة لوقوفي وقفت ، حسناً هذا مزعج !! .. قفزت ، قفزة تلو الاخري لأصل للباب ، و ها أنا كدت أن أصل لكن لحظة !! .. هل هذا سكين ؟! و بغرفتي دون علمي ؟!
إلتفتُ أفضل ، كان السكين بجانب السرير من الخلف ، يقربني بثلاث قفزات لذلك من شدة حماسي وجدت نفسي قد وصلت إليه لكني تعثرت و سقطت لأضرب رأسي بحافة السرير لتبدأ ما تراه عيني بالدوران و قد شعرت بشئ دافئ ينساب من رأسي ببطء ، تباً ليس وقته !
مددت يدي لأصل للسكين و قد فعلت ، بدأت أقاوم ألمي لأقطع الحبل المتين ، كانت باردة لكنها تفي بالغرض .
بعد فترة فككت الحبل عن يدي ففرحت و تناسيت جرحي ثم بدأت أبعد الحبال عن قدمي حتي فعلت و تحررت أخيراً ، لكني كنت دائخ و لا أقوي علي النهوض لكني لم أستسلم .. تنفست الصعداء و إستندت علي السرير ثم الحائط لأسير للخارج و بيدي مازلت أمسك بالسكين ، ربما أهدده بها ؟
خرجت و كان المنزل هادئاً تماماً ، يبدو أنه ليس هنا .. شعرت أن قوتي تعود لأنزل أقوم بالبحث عنه ، إن لم أجده سأجد مخرج للهروب قبل عودته أو ربما لأتصل بأحدهم لينقذني .
بعد خمس دقائق تنفست براحة .. هو ليس موجوداً لهذا أخذت أقرب طريق للهاتف الارضي ، تناولت الهاتف بيد و ضغطت الارقام بالأخرى و بقيت أنتظر الرد علي أحرّ من الجمر حتى توقف الكون من حولي بسبب تصنمي بصدمة و لهفة !
" أ .. أخي ديفيد ! "
همست بصدمة و لهفة مع مزيج من الخوف ووجدته يصمت ، فقط تكلم أرجوك !
" آلين أنت بخير ؟! "
صوته كان هادئاً .. يبعث عن الطمأنينة و القلق لأخرج حروفي بصعوبة :
" ديف ، أ أنا بمنزل مايكل .. أنه أنه بمكان ما بالغابة أظن .. أنه ... "
دارت الصورة فجأة فإستندت بسرعة علي طاولة الهاتف لأسمعه ينطق بإسمي بقلق :
" آل ! آلين لما صمتت !؟ "
لم أستطع المقاومة لهذا التعب المفاجئ ، يبدو أن السقطة كانت قوية علي رأسي لكني تنفست عدة مرات ببطء أحاول موازنة جسدي فأبقيت يدي مبسطة علي الطاولة الزجاجية ، فقرأت ذات اليوم أن الشخص إذا أسند قبضة اليد علي شئ مستوي حين يشعر بالدوخة فسيشعر بالاتزان و تختفي ! .. حسناً لا وقت فلسفة !
" أجل أخي .. فقط أيمكنك ألا تتأخر ، أشعر بالخوف ! "
" سآتي فوراً ، لن أتأخر أعد... آلين ؟ .. يا آلين ماذا يحدث ؟! "
بتر نصف جملته ليكملها صراخاً بعد أن سمع صرختي الفزعة و إسقاطي للهاتف من يدي ليبقي معلقاً ، تنفست بخوف و إرتعش جسدي الذي تراجع عدة خطوات بخوف ! .. كان يقف أمامي بوجه خشن و ملامح غاضبة ، كنت خائف حد اللعنة منه ، كان مخيف جداً !
رأيته يقترب ببطء حتي صار بمحاذاتي ، مازلت أسمع صوت أخي يصرخ بإسمي ليبتسم لي و يأخذ الهاتف يقاطع صرخات أخي :
" ها أنا مجدداً سأخلصك من فرد أخر من أسرة أبيك و سأنتقم منكم يا عائلة لينكولن ."
أغلق الخط بعدها و رمى الهاتف ليكسره بينما ينظر لي بإبتسامة خبيثة و لوهلة من الوقوف أمامه حتي تحركت قدمي بسرعة البرق لأصعد للغرفة ، فهرع خلفي و تباً فلقد كان سريع و كاد يمسك بي لولا اني إستعملت عقلي و أوقعت المزهرية الكبيرة بطريقه ليتعثر علي السلم و أهرول للغرفة لأغلقها خلفي بقوة .
" اللعنة عليك سوف أذيقك عذاب الجحيم أيها الطفل ! "
أسندت ظهري إلي الباب بعد أن أوصدته بإحكام خلفي ، كنت أتنفس بخوف ، ذلك المجرم داخل منزل مايكل ! .. إذاً أين مايكل ؟ .. اين هو ؟ .. هل مات ؟ هل قتله و جاء ليقتلني ؟!
شهقت بقوة حين شعرت بدفعة قوية بالباب فإبتعدت بسرعة أحدق بالباب بقلق شديد ، كان ما يزال يضرب الباب بقدميه ثم توقف .. ذهب ؟ .. لا أظن ذلك أبداً ! أشعر بشعور سئ !
فجأة وجدت الباب يمزق فتوسعت عيناي بذعر ، كان يمزق الباب بفأس !! .. يا إلهي !!
ابتلعت رمقي بخوف بينما تزداد وتيرة أنفاسي من الهلع .. دائماً كنت أتمني الموت ، لكن ليس بهذه الطريقة ! .. أو ربما هي أمنية مستحيلة فحين يأتي الموت نخافه!
صرخت مع ثالث ضربة ثم زحفت للخلف و عيناي تبحث عن مخرج .. النوافذ بالغرفة مغلقة بالحديد ، و قريباً سينفتح الباب و يدخل ، فماذا يمكن أن أفعل لأنجو ؟ .. أحتاج لأن أهرب فقط للغابة !
عقدت جبيني حين شعرت بشئ بارد بيدي فنظرت للسكين التي قد نسيتها تماماً ، كيف لم أسقطها ؟! .. مهلاً ! .. لدي فكرة ! .. أتمني أن تنجح !
---
ضربة خامسة جعلته يفتح ثقب كبير بالباب جعل من حواس آلين تعمل بذعر و إضطراب بينما يأخذ وضع الدفاع بيدين ترتعش برعب .. كان كيد كسفاح الافلام صاحب الفأس الذي يدخل للناس ليقتلهم ! ..
بدأ المطر يتساقط فنظر آلين للنافذة الموصدة بالحديد بعفوية ، كان الجو يمطر بغزارة و عنف و فجأة إرتفع صوت الرعد جعل قلب آلين يكاد يسقط بين قدميه ! .. لا وقت لهذا أيضاً ! .. ألا يكفيه رعب السفاح الذي يريد قتله بفأس صدئة ؟!
جفل حين إمتدت يد كيد لتفتح الباب من الداخل و قد فعل خلال لحظتين ، ليتراجع آلين بذعر ، فتح الباب ليظهر وجهه القبيح مع إرتداد ضوء البرق عليه ليعطيه مظهراً مخيفاً لا يتحمله هذا الطفل الذي يكاد يجن من الخوف حتي إمتلأت عيناه بالدموع .. كم تمني هذه اللحظة أن يظهر مايكل بنفسه ليشعر و لو بقليل من الامان ! لكن لم يحدث ! .. هو وحيد بهذا المكان مع مختل مجنون يريد قتله و تمزيق جسده بفأس !
" تراجع ."
توسل بخوف بينما يتخذ خطوة للخلف و كيد يتقدم نحوه بينما يترك الفأس يتحرك خلفه و يصدر صوت تجريح بالارضية الخشبية لينضم لباقة الخوف التي تنشر وروداً سوداء ذابلة بقلب الصغير .
" سوف تري الجحيم صغيري ."
همس بضحكة مجنون مختل بينما يرفع الفأس ناوياً قتله فإستغل الصغير لحظتها ليندفع بالسكين لجسد الاكبر ثم دفعه و هرب دون النظر خلفه ، بل ترك لقدمه العنان للهرب .. لم يترك للبرق أو صوت الرعد بالسماء فرصة لإخافته فلم يهتم سوي بالهرب فقط .. لحسن حظه كان الباب مفتوحاً ليخرج منه و تولت قدميه مع الرعب بدفعه لتحريكها و الهرب بأقوي سرعة لديه .. يخترق الاشجار ثم الشجيرات ، يسقط بالمياة و الارض المنزلقة لكنه ينهض ليهرب مجدداً ، كان متعب تماماً ، مرهق لحد الموت لكنه يقاوم ، قوة الخوف دفعته للهرب خوفاً علي حياته ! فأصبح بعد أن كان يتمني الموت ، بات يحب الحياة و يخاف علي روحه البريئة أن تزهق و تتبخر لأجل الانتقام !
كان كيد يبحث عنه ، يمسك بخاصرته التي اخترقتها سكين الصغير و الذي لفها بقطعة من ملاءة السرير الذي مزقها و يسير بسرعة بالغابة تحت المطر الغزير ، كان غاضب بشدة لأجل تصرف الفتي المفاجئ و هربه ، لهذا سيقتله ! أجل لقد أعطاه حافزاً لمواصلة البحث عنه و قتله أشر قتلة !
" سأجدك و ستموت علي يدي يا إبن كريستوفر "
صرخ بكلماته حتي وصلت تلك الكلمات لسمع آلين الذي نبض قلبه بألم و خوف ..
" سأشرح جسدك و سأعوض ذلك اليوم الذي ظننتك مت فيه مع والديك .. سأقتلك يا آلين كما قتلت والداك ! "
ما زال يسمع صوته ، تألم حين تذكر أن هذا الشخص الذي يريد قتله هو نفسه الذي قتل والداه و تخلص منهم دون أن يقضي عليه ظناً أنه مات معهما لكنه لا يستطيع فعل شئ للوقت الحالي ، عليه فقط الهرب .. لأول مرة بحياته يفضل الهرب علي المواجهة ، ليته قادر علي المواجهة و إنتقامه من هذا الشخص الذي قتل والداه لكنه لا يقدر ، عرف الان كم هو ضعيف ! .. كم يحتاج لأن يسنده أحد ، الان يحتاجه أمامه .. يحتاج حضنه ليبكي علي ضعفه ، ربما ليشتكي ألمه ؟ .. ربما قد يسامحه ؟ .. ربما ليشعره بالامان ؟ أن يخبره أنه مازال طفل و فكرة الانتقام تلك ليست له ! .. يريده فقط ليحضنه و ينسيه العالم حوله ، يريد شقيقه و بشدة !
شعر بالأمل يضئ داخله حين رأي النور يحلق أمامه من بين الاشجار الكثيفة فزاد من سرعته رغم إرهاقه حتي خرج لبر الامان ليتوقف و يتكئ علي ركبتيه بإرهاق يستجمع أنفاسه المتبخرة ، بقي للحظات ثم رفع جزعه ليكمل الهرب لكنه تسمر بصدمة مبالغة فقد ظن أنه الامان لكنه كان المأزق الذي قسم أمله لنصفان !
*
*
*
يتبع..
ظهر كيد مجدداً !
ألين بخطر !
هل سينجو؟
توقعاتكم لأحداث القادمة ؟
البارت القادم هو الاخير .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top