Chapter ::16::


إيّاك أن تهزمك ورقاتٌ بكتاب، ‏انهض وقم لم يفتك شيء ‏ولا يُنال مجدًا بوسادة. 🔥

--

بإحكام و عزم قيد عنق زعيمهم بكل ذرة حقد و كره داخله يخنقه ، يعرف أنه طرف ضعيف لكنه كان عازماً علي الانتقام و لو بقليل من العذاب لمن أمامه ، فقد كان غاضباً ، جسده ضعيف و لا يقوي علي الوقوف لكن ذلك لا يمنعه عن إبداء غضبه عمن أمامه .

" آلين توقف ! "

هتف ديفيد بصوت مشبع بالقلق مما قد يحصل بسبب فعلته المتهورة ، كان كيد يبتسم بلا مبالاة متسطحاً أرضاً بينما يحدق بعين آلين المشبعة بالحقد ، لم يتحرك رجاله لفعل شئ ، في حين كان ديفيد يحاول إبعادهم و فك قيده دون جدوى بينما يصرخ بآلين يأمره أن يبتعد و يوقف ما يحاول فعله بينما ليام كان يشاهد بقلق شديد ، يكاد يقضم أظافره لولا أن الحبال كانت من تحميها من أسنانه من شدة التوتر !!

فجأة أمسك كيد بيدي آلين و بحركه سريعة أبعد ذراعيه ثم ألقاه أرضاً ليجلس فوقه ، يد تقيد يديه معاً أعلي رأسه و اليد الاخري تستند علي الارض يستمع لصرخاته الغاضبة و تملصاته الغير مجدية :
" أبعد يديك القذرة عني ، أتركني يا هذا ، اتركنـ.."

بتر كلماته حين شعر بدقاته كادت أن تتوقف بسبب القبضة القوية التي ضربت صدره مع شعور بخروج روحه منه ، ثم أطلق العنان لسعاله الحاد ليعبر عن ألمه !!

" كيف لك أن تفعل ذلك بطفل ؟! "

صرخ ديفيد غاضباً مقهوراً بينما يحاول الاقتراب من أخيه لينقذه لكن الرجلين كانا يقيداه بقوة كي لا يفلت منهم .. أما آلين فأمال رأسه يحدق بشقيقه بتعب ثم أغمض عيناه مستسلماً للظلام .

" آلين إستيقظ !  آلين !! "

صرخ به ديفيد خائفاً و قد تصلب جسده خوفاً أن تؤثر تلك الضربة بحياة أخيه ليقاطعه كيد ينطق بسخرية بينما يترك الفتي ملقي أرضاً و يتجه لليام :
" لا تقلق هو حي ."

نظر له ديفيد بقهر ثم بدل نظرته تلك لأخيه ، يشعر بأنه ضعيف جداَ بهذه اللحظة ، لقد تعذب أخيه دون أن يستطيع مد يديه لمساعدته !

" ماذا تريد ؟ "

كان صوته مهزوزاً محطماً ، لم يرد لأخيه و لا لليام أن يتأذيا لكن ذلك كان بالفعل حدث و ها هو تأذي أخيه و جاء الدور علي ليام الذي صرخ بخوف بينما يحاول إبعاد رأسه عن فوهة المسدس :
" إبتعد عني ! "

إنطلقت رصاصة قرب رأسه لتخترق المقعد ، فصرخ بذعر و إنحني برعب بينما يشعر بطنين أذنه اليمني ، همس بخوف يتمني أمنية تكاد لا تتحقق :
" أبي ساعدني ! "

إنحني نحوه كيد بابتسامته الخبيثة يجذب وجهه و يحدق بعيناه ليبادله الصغير  التحديق بخوف واضح ، هذه أول مرة يتعرض ليام لهكذا موقف ، هو مرعوب بشدة ، رؤية صديق طفولته يعذب بتلك القسوة جعل كل خلايا جسده تئن خوفاً من مصيره !!

" توقف و سأفعل ما تريد ! "

صرخ ديفيد محاولاً إيقافه عما يفكر فيه لبعض الوقت حتي يتسني له التفكير بشئ لينقذهما .. نظر له كيد بملل و سأل بخبث :
" أي شئ؟ "

" أجل أي شئ لكن بشرط ."

" ما هو ؟ "

" ... أطلق صراح الولدان و أنا سأكون بين يديك أنفذ أوامرك  ... "

" بل تحت قدمي ."

قاطعه بتعاليٍ فضغط ديفيد علي كبريائه و كرر :
" حسناً ، تحت قدمك .. الان أتركهما ."

حدق بهما قليلاً ثم نظر لرجاله و ابتسم بخبث :
" حسناً تخلصا منهما ."

توسعت عين ديفيد فما قاله دليل علي رفض طلبه ، تقدم رجلان يسدلان السلاح علي ليام و آلين ينويان قتلهما تحت نظرات ديفيد التي تجمدت دون قول كلمه تمنع ما سيحدث !!

فُتح الباب بقوة ليتوقف الجميع عن الحركة ، تطلع عليهم جميعاً ببرود ملامحه ثم حدق بآلين الغائب عن الوعي و تقدم منه ، لكن قبل أن يلمسه زمجر كيد بغضب حاد :
" كيف تجرؤ علي إقتحام المكان دون إذني ؟ "

رفع مايكل نظره الحاد لكيد و نطق ببرود :
" أنت من تجرأت و خطفتهم رغم تحذيري لك بعدم فعل ذلك ، ها أنت أصبحت عدوي يا كيد ."

نظر لآلين و تقدم ليضع يد تحت ظهره و الاخري تحت ركبتيه ليحمله بين يديه ثم نهض ينظر لديفيد و ينطق ببرود :
" سوف أخذه لبعض الوقت ديفيد ، جين قادم بالطريق أما كيلاريا ... "

نظر لكيد ليكمل بسخرية :
" إبحث عنها يا كيد فهي تحتاجك ."

إلتفت و غادر تاركاً تجمد كيد ثم هرولته للخارج و قد تملكه الجنون لمعرفة مكان كيلاريا و خاصة حين وجد أن مايكل قد إختفى عن الانظار !

****

قبل ذلك بمدة ..

بعدما خطف الثلاثة ووضعهم بتلك الغرفة ، ابتسمت كيلاريا بينما تنظر لكيد الذي بادلها الابتسامة و قال :
" غادري كيلاريا ، حين أنوي قتلهم سأخبرك ."

" حسناً حبيبي سوف أغادر لكن لا تقتلهم دون إخباري ."

أجابت بدلال و خفة و ابتسمت لسعادته ، كان الاثنان يتحدثان بكل ود و كأن ما يتحدثون عنه هو مجرد طبخ بعض الاطعمة الخفيفة ليس و كأنهم يتحدثون علي حياة أشخاص أبرياء !

استدار كيد ليغادر تاركاََ إياها لتتبدل ملامحها للبرود و أخذت تفكر بكيف يمكنها قتلهم ؟

" لا تظني أنك بإمكانك قتلهم عزيزتي كيلاريا أم أقول ماريا ؟ "

صدح صوته الهادئ و كأنه يقرأ أفكارها فإستدارت مرتعبة فقد فاجئها بحضوره بهالته المرعبة هذه!

أخذت تهدئ نفسها ثم نظرت له ببرود و نطقت بغلظة :
" الا يمكنك إظهار الود قليلاً معي ؟ .. فعلت ما هددتك به و خطفت الشقيقان مع ابن جين و مازلت كما أنت ، مجرد إنسان مجرد من المشاعر ."

ضيق عيناه بسخرية واضحة و أجابها بكل بساطة :
" أنت قلتها .. مجرد من المشاعر لذا حاولي أن تنقذي نفسك .."

قاطعته متوجسة :
" ماذا تقصد ؟ "

أكمل بعيون إحتدت ببرود :
" أنت تخطيتي الخط الاحمر ، تخطيتي حدودك كثيراً كيلاريا ، قلت من قبل أن ديفيد خط أحمر و لكنك قمتي بأذيته كما إختطفتي إبن جين ، و آلين لذا نهايتك حانت كيلاريا ."

إبتلعت رمقها بوجس و خوف دق أبواب قلبها ، إختلست النظرات حولها بأي شخص موجود بالمبني لمساعدتها لكن لم تجد ، هي وحيدة مقابل قاتل دون رحمة ، القاتل التي صنعته بيداها مع زوجها !

إبتسامة شيطانية ملأت ثغره و زادت تجاعيد وجهه الخفيفة ليبدو مخيفاَ ،، و خلال ساعة و بنفس المصنع المهجور كانت مقيدة بغرفة تحت الارض ، جوَّها خانق ، فمها أغلق بلاصق أسود و يداها و قدماها قيدوا بنفس اللاصق بأطراف الكرسي حتي ما عاد بإمكانها التحرك .

أما هو فكان يقف أمامها يمسك بأنبوبة غاز يفتح مكبسها لتبدأ بإفراغ غازها بالغرفة ، كان بالغرفة حبال كثيرة صنعها و ربطها معاً بطريقة غريبة حيث ملأت الحجرة و انتهت بقداحة ذهبية قرب الباب و اتصلت بمقبض الباب من الداخل .

نظر لها بابتسامة خبيثة يحدق بملامح فزعها و انهيارها بينما تحاول فك نفسها دون جدوي ليقاطعها بهدوء :
" لا تحاولي ، موتك سيكون بهذا المكان القذر .. أنا سأذهب لأولاد أخي و حين سيأتي زوجك سيحين عندها نهايتك لذا تذكري ما فعلتيه طوال حياتك ."

و إبتعد يغادر الغرفة ،  يغلقها خلفه ثم يصعد السلم للأعلي تحت محاولاتها للصراخ و إستنجاده حتي راحت تبكي بقهر و رعب و جنون! ، ليس بعد كل تلك السنوات تموت دون حصولها علي ما تحلم به ! .. هي أرادت أن تكون غنية ، أن تعيش حياتها كالملوك لكنها ضيعت عشر سنوات من حياتها كتابعة للعصابة حتي تتخلص من أولاد كريستوفر لكن لم يحدث وها هي ستموت علي يد شقيق كريستوفر الذين لعبوا برأسه حتي أصبح منهم بل و أسوأ !!!.

مر الوقت ببطء عليها ، الغاز ينتشر ، و الجو يصبح خانق ، إختنقت بأنفاسها و زاغت عيناها تحاول مقاومة الرائحة ، لم تعد تشعر بشئ سوي الاحباط و بعض الامل الطفيف لإنقاذها .

" كيلاريا ! "

صوت طفيف مر علي مسامعها من الخارج فتحت عيناها علي إثره و قد شعرت بالأمل يتجدد بقلبها مرة أخرى ، كان كيد من يبحث عنها لكن لحظة !! .. قداحة ؟! حبال ؟ غاز ؟

حاولت الصراخ و إيقافه لكن مع إقترابه من المكان بعد بحث دام لنصف ساعة و ها هو سيبحث بأخر مكان قد تكون فيه ، مرر يده علي مقبض الباب و حينها إستطاعت إبعاد الشريط اللاصق لتصرخ بقوة :
" لا تفعل كيد ! "

و...بووم.!!

إنفجرت الغرفة وولدت نيران مندفعة دفعت جسده للخارج و معها صعدت روحها للسماء .

حدق كيد بالمكان بصدمة بالغة ، كان مصاب من شدة الانفجار بينما الغرفة أصبحت مشتعلة بشرارات النيران الحامية .

بالخارج إرتفعت صفارات الشرطة و توقفت سيارة الاف بي أي ليخرج جين و فريقه ، وقفوا يشاهدون النيران التي تخرج من أحد الاماكن بذلك المبني المهجور المكون من خمس طوابق .

----

سقط أرضاً مغميً عليه في حين ترنح ديفيد للوراء ليستند بتعب شديد علي الحائط ، لقد إستطاع فك قيده و ضرب الرجلين الذان يقيدانه ، رغم أنه بالفعل تأخر و إستطاع مايكل أخذ شقيقه مرة أخرى لكن كانت لفعلته مساعدة له ليستطيع الهروب من ذلك بإصابته تلك !

حدق بإرهاق بليام الذي كان يغمض عيناه وجسده يرتجف بخوف مما يحدث ، تحرك تجاهه و جثى أمامه ليحل قيوده كلها .

" لا تخف ليام ، أنا معك ."

همس بصوت مرهق متقطع فأمال الصبي نحوه يعانقه يبكي بخوف :
" أنا خائف كثيراً ديفيد .."

" لا بأس .. كل شئ ، بخير ."

" ليس بخير ديفيد ، آلين مصاب و أختطف و أنت تنزف بينما أنا مرتعب هنا لا أقدر علي فعل شئ ."

قاطعه الصبي بإنفعال و إستياء من نفسه فقبض ديفيد علي كتفيه بقوة بسيطة ينطق بإرهاق :
" ليس كذلك ليام ثم أنت مازلت صغير ، لا أحبذ أن تتهور مثل آلين و يحدث ما حدث له .. آلين سيكون بخير ، فمايكل .. لن يفعل له شئ ... عليك .. عدم الخوف .. يا ، يا ليام ."

أمال نحوه يحتويه بين ذراعيه يكتم ألمه كي لا يزيد من خوف ليام و ألمه فعانقه الاصغر مبدياً بعض الشجاعة و القوة بينما يمسح علي شعر ديفيد .. كان يعرف بأنه متعب و مصاب لكنه يقاوم .

" ديفيد ! "

توقف يهتف بإسمه علي الباب ليراه جاثياً يحتضن الصبي الذي يبادله بقوة ، توسعت عيناه بفزع ليدخل سريعاً ، جذب ديفيد بخوف يهتف :
" ديفيد ألا تشعر بكل الدماء التي نزفت منك ؟! .. أنت لست بخير ."

نظر ديفيد لماكس و ابتسم بوهن قبل أن يغيب عن الوعي فأمسكه ماكس و تقدم لوكا الذي دخل يلهث بتعب من شدة الركض ليهتف سريعاً :
" لما أنت متسمر هكذا عليه الذهاب للمشفي ! "

دخل جين سريعاً ليقترب من ليام الذي نهض يحتضن أباه و يشتكي له بخوف :
" أبي لما تأخرت ؟ .. لقد أخذ مايكل آلين لمكان ما .. انت تأخرت .."

إحتضنه جين بتنهيدة متعبة و همس بجانب أذنه يهدئه :
" إهدأ ، سيعود آلين ، ثق بي ."

" كيف تريد مني الهدوء ؟ .. "
صرخ مبتعداً يبكي بقهر و يكمل :
" لقد أخذ آلين بعد أن عذبه ذلك الرجل دون رحمة .. و أنا كنت مكتفي بالنظر أسمع صرخاته دون فعل شئ لمساعدته يا أبي ! .. كيف.."

" كفي ليام ."

صاح جين بنفاذ صبر فانتفض ليام بفزع فأكمل جين بصبر قد نفذ بالفعل :

" سنغادر و سيعود آلين لذا عليك فقط البقاء بالمنزل حتي أعيده ليام "

*****

« ظننت يوماً أني بأحد كوابيسي ، فتمنيت أن أصحو منها لكن إستيقظت علي واقع أشد وقعاً و ألماً من كوابيسي .»

في لحظة ما يتغير الانسان كلياً ، يرى بشكل أخر ، ينظر بمنظور مختلف ، يفكر بأشياء أخري ، و يتصرف كما لو كان قطاً يتصيد فأراً ، أيسمي هذا حذراً ؟!

فتح عيناه لتبرق خضراوتيه بإرهاق ، كان مستلقياً يغفو علي سرير من الاسفنج المرن يغطيها ملاءة سرير زرقاء و لحاف بني مختلط بأزرق .

جعد جبينه بألم حين إعتدل يجلس ثم حدق بالغرفة الواسعة ، كان هناك سريرين يتوسطان الغرفة ، أحدهم كان ينام عليه و الاخر كان مستوي ، الغرفة كانت أشبه بغرف الاطفال مع بضع رسومات تخص الاطفال بالفعل و إضاءة خافته تنبعث من الأباجورة بمنتصف السريران حيث يقع الكمود صغير بالمنتصف .

أبعد اللحاف و غادر يستند علي أي شئ تقابله يداه ، كان مرهق ، و جسده يئن بألم ، قفصه الصدري يؤلمه كما لو أن ضلوعه كسرت بسبب قبضة ذلك الوغد ، لقد كانت قوية !

توقف بجسده الصغير يحدق بأقدامه الطويلة ، و ببطء أخذت عيناه ترتفع بحذر نحو الشخص و عقله يسترجع كل شئ ليصيبه بمرض التفكير ، كيف جاء إلي هنا ؟ .. و من أحضره ؟!

قاطع أسئلة عقله حين تصلبت عيناه تحدق بوجه مايكل و شعره الطويل مع ابتسامته الباردة .. بخطوات مرهقة خطى للخلف بحذر ، وضع يداه علي رأسه بسبب الدوار العنيف الذي أصابه و قد إستند علي الحائط قربه حتي لا يسقط ، بصوت مبحوح سأل :
" منذ متي أنا هنا ؟ "

" منذ مساء الأمس "

أجابه ببرود فرفع ألين نظره و أكمل أسئلته :
" و أخي و ليام ، أهما بخير؟ "

" لا أعرف ."

" كيف لا تعرف ؟! "

إنفعل بسبب بروده ثم جلس أرضاً يحيط جسده بذراعيه بألم و إحتقنت عيناه بالدموع .

اعتدل مايكل ببرود و ملل و اقترب ليجثو أمامه ثم رفع كفه و فرد أصابعه الخمس يسأل ببرود :
" كم إصبع ترى؟ ."

نظر لكفه الذي يتحرك أمامه ليجيبه بتشوش :
" تسعة ؟ "

" أنت لست بخير . "

نطق بيأس ليقترب من الفتي يعيده للسرير بينما يعطيه الاوامر :

" إبقى نائماً حتي أحضر بعض الاطعمة لك ."

غطاه لكن يد آلين تشبثت فيه و همس بقلق و رجاء :

" عمي مايكل ، أريد رؤية أخي .. أرجوك ."

بادله التحديق لثواني و كأنه يفكر ثم فلت يده من بين يد ابن أخيه ليغادر دون الرد عليه .

تابعه آلين بألم و إستياء ، يريد معرفة أحوال أخيه فلما لا يوافق ؟ .. و لما هو هنا بمنزله ؟ .. ما غرضه من إحضاره الي هذا المكان ؟!

قرر المغادرة و محاولة الهرب بإنشغاله ، فنهض رغم تعبه ليغادر ، ما إن دلفت قدماه خارج الغرفة حتي رأي معالم المنزل الكبير ، كان كبير بالنسبة لشخص يعيش بمفرده ، غرفتان أخرتان يتوزعان علي جانبي الغرفة التي فيها بالطابق الثاني ، ثم سلم مدرج يصل للطابق الارضي حيث المطبخ و بجانبه الحمام بينما هناك ممر صغير يفصلهما عن الصالة .

شاهد نافذة مفتوحة فتبسم ، فها هي فرصته للهرب لكن إبتسامته إختفت ما أن شاهد الاشجار و الغابة التي تحيط بالمنزل ، فعاد أدراجه بوجه عابس .

توقف للحظات يحدق بالهاتف الارضي فتقدم سريعاً و بحذر كي لا يعرف من بالمطبخ بالامر ، أخذه و ضغط عدة أرقام لينتظر من جين أن يرد .

" هيا ، هيا أرجوك أجب ! "

همس بإلحاح و قلق شديد بينما ينتظر الثواني و كأنه ينتظر لساعات حتي سمع صوته ، تهللت أساريره ليرد ..

" أ .."

بتر كلماته بسبب يد مايكل التي أغلقت فمه بقوة و أجاب علي الهاتف بصوت هادئ مصطنعاً :

" أهذا هاتف كريس ؟ "

" حسناً ، أسف لإقلاقك سيدي ، الرقم خاطئ ."

وضع الهاتف بعد أن أغلقه و ضيق عيناه بحدة بينما يشعر بتملص آلين من أسفل يديه فأبعد يده ليتحرر الفتي الذي إستدار و صرخ بحقد :
" اللعنة عليك كيف .. ؟! "

بتر صراخه مرة أخري حين تلقي صفعة قوية أسقطته أرضاً بفم و أنف ينزفان و بكلمات حادة متوعدة نطق :
" إن تجرأت و حاولت الهرب دون إذني فسوف ترى كيف هو عقابي يا آلين ."

كان الصغير يتحسس الصفعة و يبتلع الغصة بداخل حنجرته ، لم يجد شئ ليفكر فيه حتي جذبه مايكل من ذراعه بقسوة ، رفعه ليجلس علي الطاولة بدلاً عن الهاتف الذي أسقطه و كسره ليقبض علي كتفيه يميل بجسده نحوه و نطق :
" إسمع ، أنت ستبقى عندي لفترة حتي يشفى شقيقك و عندها سأقرر كيف يمكنني التخلص منك ، فهمت ؟ "

لم ينبس بحرف بينما يوجه نظره بخوف لقدميه ، يسمع تهديد عمه بصمت و خوف منه ، يعرف أنه لا يستطيع مقاومته .. لكن شئ داخله كان يعاند !

نطق بعد أن إنتهي الاكبر و بكل عناد و غضب :
" يمكنك التخلص مني الان بإرسالي لأخي و فقط إبتعد عنا و دعنا نعيش بسلام ."

حدق به بغيظ ليجذبه من شعره غير مبالي بألمه و قال بغلظة :
" لست بمزاج لألعابك أيها الطفل الغبي."

" دعني ، أنت تؤلمني ! "

هتف بألم بينما يشعر بجذور شعره تنخلع من قبضة مايكل القوية ، زاد من جذبه لشعره أكثر ، فضغط آلين علي يد مايكل يتوسل بتعب و عيون متحجرة بالدموع :
" أرجوك عمي ، دعني .. أنا .. أنا أعتذر .. لن أفعل ما لا تحبه مجدداً ، فقط دعني ."

حدق فيه يرى ألمه و دموعه التي تكاد تنزلق ليفلت يداه عن شعر الصبي بعنف و نطق بحدة :
" إذهب للغرفة و إنتظرني ، و لا تتحرك الا بإذني ."

تركه و غادر في حين نزل آلين عن الطاولة و غادر للغرفة بعدم إتزان حتي وصل للغرفة ليستلقي علي السرير يحتضن الوسادة و يفرغ مشاعرة النازفة فيها !

*
*
*
يتبع..

تدخل مايكل و اختطف آلين ؟

ما غرضه من ذلك ؟

قتلت كيلاريا بالفعل

توقعاتكم ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top