Chapter ::15::
بعد سنوات من جلد الذات..
تدرك انك لست شيطانًا كما كنت تعتقد وانك لم تكن سوى انسان طبيعى ارتكب بعض الأخطاء، و ان ذلك الالتزام الاخلاقى الكامل الذى تم الترويج له كشئ قابل للتطبيق و سهل الوصول ليس سِوىٰ مجرد وهم.. وأن المطلوب كان فقط أن تكون لديك نية صادقة بعدم إيذاء الآخريين، و أنك تبذل ما فى وسعك من اجل ذلك.
****
خطوة خطوة كان يتضح الطريق أمامه ،كشخص مولع بالتفكير بالتفاصيل و الادمان علي التحليل للمواقف .. كان ظهورها كصورة واضحة لكذبة دامت لسنوات و كشفت اليوم !
" لم أتصور أن تكوني منهم ... خدعتيني ، طيلة السنوات الماضية يا ماريا ."
ينطق بصوته المرهق و جسده يستند علي سيارته السوداء لتعطيه إبتسامة باردة و كأنها تؤكد له ما فكر فيه و أجابت بصوتها الهادئ :
" أنت الذي لم تفكر و كنت معمي عن الحقيقة ، لم ترى سوي نظراتي المحبة لشقيقك ، لم ترى نظرات الحقد و الكره حين تدير ظهرك لتغادر .. طوال سنوات كنتما تحت ناظري أتحكم بكما كما أشاء و كنت سبب كل مشاكلكما ."
أخفض وجهه يفكر بكم تم خداعه ! ... لكن كيف ذلك ؟ .. كيف إستطاعت خداعه تلك السنوات !
" لكن كيف ماريا ؟ .. ذلك اليوم الذي أختطف فيه آلين ..."
سألها مستغرباً محتاراً فقاطعته تجيبه بكل سخرية :
" ذلك اليوم جاء لمصلحتي فرجالي لم يتعرفوا عليّ و أصبت بالمشادة بينهم و إستطاعوا أخذ آلين ، أما مايكل فهو تحت يداي أتحكم فيه بإرادتي ، كان ورقتي الرابحة طوال تلك السنوات ، أنا و زوجي كنا نتحكم فيه لكنه بالأونة الاخيرة خرج عن السيطرة و بدأ يتمرد لهذا أردت إمساكه من ذراعه التي ستؤلمه و ها أنا أمسك نقطة ضعفه .. أنت نقطة ضعفه يا ديفيد ."
فكر ديفيد بكلامها قبل أن يبتسم بمرارة و تتحول إبتسامته لضحكات ساخرة حتي هدأ مخرجاً تنهيدة عميقة و نطق متهكماً :
" ماريا صحيح إنك خدعتيني و أنا لم أشك بك حتي تفاجئت بصدمتك لي لكنك أبداً لن تستطيعي إيقاف إبن كريستوفر ."
ابتسمت بخبث و تطلعت بعيناها علي الصبيان بالسيارة لتجيبه :
" أستطيع ، فقد أرح نفسك فلقد نزفت كثيراً و تكاد تسقط و سيبقي آلين و ليام بين يدي ."
" لن تستطيعي .."
همس بتعب أكبر بينما ينتقل بتعبه ليدخل سيارته و يغلقها خلفه لينظر لها و هي ما تزال واقفه تناظره بسخرية ليبتسم لها بقوة و خلال ثواني كان يسير نحوها بسيارته حتي تجاوزها و هي إحتدت عيناها علي سرعته ، كيف يقود و هو مصاب !!
" بسرعة خلفه ! "
صاحت و عيناها تطالع سيارته بمقت و غضب ، اليوم ستتخلص من أبناء كريستوفر ! و للآبد !
" أخي أنت لست بخير ! "
هتف آلين بنبرة مهتزة ، كان صدمة أن ماريا السبب و خدعتهما تؤثر فيه لكن التفكير بشقيقه الاهم الان .
" لا تقلق أنا بخير ، حالياً "
أجابه بصوت مرهق بينما يقود السيارة بنظر مشوش ، كان يريد الابتعاد و الهرب بمكان يصعب إيجادهم فيه حتي لا يمسكوا بإخوته ، كان خائف عليهما أكثر من نفسه !
أخرج ليام هاتفه بسرعة و اتصل علي والده و حين أجاب جين أبلغه ليام عن كل شئ و حينها علم أنهم سيأتون فأبلغ ديفيد بالامر فأومأ المعني ثم بدأت السيارة بالتباطؤ فجأة حتي توقفت و معها إرتخي جسد ديفيد علي المقود فاقداً لوعيه فصرخ آلين بينما ينتقل بجانبه :
" ديفيد !!"
حاول إفاقته لكن لا جدوى ، إمتلأت عيناه بالدموع بينما يحاول ربط إصابته بوشاح والدته الذي كان بحقيبته و الذي مازال يحتفظ به ، لم ينتبه علي وقوف السيارات حولهم سوي ليام الذي اتصل مرة أخري علي والده الذي أجاب بسرعة ليهمس ليام بخوف :
" أبي نحن بخطر ! "
شهق بألم و فزع حين فتح باب السيارة و جُذب من ذراعه بقوة ليخرجوه و نفس الفعل مع آلين الذي أخذ يصرخ و يقاومهم دون قوة لفعل ذلك ، كانت محاولات فاشلة ، يري شقيقه ينزف و يموت أمامه و هو لا يستطيع مساعدته !
" ماريا أرجوكِ أتركيه ! .. هو ديفيد أنسيتي؟ .. أرجوكِ توقفي ! "
ترجاها باكياً يصرخ بها بأن تتوقف ، يحاول تذكيرها بمكانتهم عندها ، لم يكن يقتنع أنها كانت تخدعه فقط و كل ما كانت تقدمه لهما هو حب زائف ، أوهمتهما بصداقتها العميقة بوالديهم ، لو فكر قليلاً لربط الماضي بالحاضر ، لربط أفعال لوكي و مينا بماريا حيث كانا يظهران له عكس ما بداخلهما معه ، هي كانت كذلك لكنه لم يصدق ، لم يتخيل للحظة إنها قد تخذله يوماً ما و ها هي النتيجة ، خذلان أخر من أقرب الناس إليه !
" أرجوكِ دعيه يذهب .. يمكنك أخذي لكن دعيه ."
ترجاها بنبرة يائسة و عيناه تطالع جسد شقيقه الغائب عن الوعي ثم جسد ليام الذي سقط أرضاً بسبب ضربة قوية علي معدته بسبب عضه للرجل الذي كان يمسكه .
أكمل متعباً مترجياً بصوت خائر القوي :
" خذيني بدلاً عنهما ، عذبيني أنا لكن أتركي أخي و صديقي ."
تقربت إليه و إنحنت نحوه تمسح علي وجنتيه بحنان مزيف بينما تتحدث إليه :
" آلين أنت مازلت صغيراً علي أن تفهم مشاكل الكبار ، مشكلتي معكما كليكما بالاضافة لجين و ها أنا أستطيع قتلكم جميعاً دون أن يرف لي جفن لكني أود اللعب قليلاً لأستمتع ."
و ابتسامة خبيثة ماكرة توسطت ثغرها المزين بالحمرة الداكنة لتبادل النظرات لليام الجالس أرضاً يتألم من معدته و بين ديفيد الغائب عن الوعي و ينزف ثم تنظر لألين و تزيد ابتسامتها ، تخرج مسدس أسود و تنطق أمره الرجل الذي يمسك بالفتي :
" أتركه ."
فعل الرجل و ابتعد خطوتين عنه ليتركه يقف يطأطئ رأسه بالارض دون رفعه بينما يحتضن ذراعه الايسر بيده اليمني .
" أمسك هذا ."
أمرت تعطيه المسدس بعنف فتلقاه مستغرباً لتكمل ببرود :
" هذه لعبة حياة أو موت ، عليك الاختيار ، شخص واحد يموت مقابل شخص يعيش و الا الموت سيكون لكم ثلاثتكم ."
إبتلع رمقه بخوف و عدم فهم لتنحني نحوه تكمل بمكر :
" أجل ، موت شقيقك أو موت صديقك او موتكم جميعاً ، إن قتلت أحدهما ستنجو أنت و الاخر و سأبتعد عنكما و أجعلكما أحرار ... إذاً كيف ستقرر ؟ "
أُضِيق عليه الخناق ، تبادل النظرات الحائرة المرتعبة بين شقيقه الشبه ميت و بين صاحبه الذي يطالعه بخوف ، ماذا عساه أن يفعل ؟ .. أيقتل أخيه مقابل أن يعيش رفيق طفولته ؟! .. أم يقتل رفيق طفولته لأجل شقيقه ؟! .. لكن هو من سيتعذب ، سيحمل دم أحدهما ! سيموت هو بدمهما !
" هيا ."
أمرته غاضبة فانتفض و رفع المسدس بيد مرتجفة يحاول الاختيار ، قلبه يكاد يصاب بنوبة قلبية من شدة التوتر و الذعر ، التفكير بأنه سيكون قاتل و أي قاتل ؟! .. سيكون قاتل لأسرته ، لأحبائه ! التفكير بهذا يجعله يشعر بجسده ينسحب تدريجياً تحت مسمي الشلل ، جسده بالكاد يتحكم فيه ، قلبه يدق خوفاً و رعباُ ، و عقله مشتت و يكاد ينقسم من التفكير ، الادرينالين يرتفع ليزيده رجفة و خوفاً فوق خوفه ! .. لم يكن خوفه الا لقتله لرفيقه أو أخيه ليعيش بذنب دم أحدهما الذي سيراه كلما ينظر ليداه او يذكر إسم أحدهما !
" لا أستطيع .."
همس بصوت مهتز و عيناه تهبط أرضاً فضيقت عيناها بعد أن كانت تشعر بالمتعة بما تفعله لتسأله ببرود حاد :
" ماذا قلت ؟ "
" لا أستطيع ، إفهمي ! "
عقب كلامها صارخاً و يداه الحاملة للسلاح تتجه نحوها بإستعداد لأن يطلق فأسدل رجالها أسلحتهم جميعاً و إستعدوا ليصوبوا نحوه لكنها أوقفتهم بأمر :
" أخفضوا السلاح ."
بكل تردد فعلوا لكنها تجاهلت الامر و إتجهت نحو آلين الذي تراجع بقلق منها ، كانت واثقة من ضعفه أمامها ، شخص مثله لا يستطيع إيذاءها فهي كانت يوماً ما مثل والدته ، تقدم له ما يحبه و ترعاه حين يمرض ، و هو لم يكن ليتوقع أن المصائب قد تأتي منها !
" أنتِ ضعيفة!! .."
توقف الجميع حين صدع صوت ليام يصرخ غاضباً فتحولت الانظار نحوه ليكمل بينما يحدق بها بتحدي :
" أنت ضعيفة يا ماريا ، تقوين لأننا أصغر منكِ و لسنا بقوتك ولا رجالك ، فقط لو كنتي قوية لما سمحتي لنفسك بتحدي أطفالاً يا ضعيفة ."
شعرت بالغيظ من حديثه و خاصةً حين ابتسم بنهاية كلامه مستفزاً إياها بينما يتقدم نحوها و آلين حتي توقف بجانب الاخير ليأخذ منه المسدس و يتكلم :
" تستطيعين خداع آلين لكن لا تستطيعين خداعي ... "
نظر له آلين بقلق لكنه أكمل :
" أنت كنت تحاولين الضغط عليه لكنك بالحقيقة ستقتلينا جميعاً ، أليس كذلك ؟ "
حدقت به لبعض الوقت ثم إبتسمت لتتقدم نحوه ، إنحنت لتصبح بطوله ، ابتسمت بهدوء بينما تلعب بخصلاته السوداء لكن ذلك لثواني بادلها التحديق فيها ببرود و إشمئزاز و تجاهل لكن عيناه توسعت فجأة بألم إنتشر بكل خلية من جسده ثم إختفي ليهبط جسده أرضاً يقابله الظلام بينما هي نظرت له بعيون ضيقة بارده بينما يداها تحمل جهاز صاعق كهربائي الذي إستعملته عليه للتو بينما تتكلم :
" لا تتحداني يا ولد ."
إختفى باقي حروفها داخل اللاوعيِّه بينما ظل آلين واقفاً يحدق برفيقه دون فعل شئ ، كان يفكر .. شقيقه لا يعرف كيف حاله و رفيقه فقد الوعي أمامه ، ماذا عساه أن يفعل بمثل هذا الموقف ؟!
تقدم رجلاً من رجالها حمل ليام ليدخله السيارة أمامه ليري شقيقه بنفس السيارة أيضاً ، فقط متي حدث ذلك ؟
جفل حين شعر بيد قوية تسحبه معها بإتجاه السيارة لكنه لم يقاوم بل ركب بإرادته يتمني داخله أن كل شئ سئ ينتهي !
*****
" هل وجدت الموقع ؟ "
سأل جين ببرود يحملق بشاشات الحواسيب الخاصة بالنظام داخل مبني المكتب الفيدرالي ، كانت هناك نقطة زرقاء تتحرك بخريطة ما .. أجابت جيسي بجدية :
" أجل سيدي ، هاتف إبنك مازال يعمل من بين الهواتف و هم يتجهون لطريق مهجور حيث تقبع مساكن قيد البناء بمنطقة غير مأهولة بالسكان ."
" حسناً تابعي و نحن ذاهبون لإرجاعهم ، فقط أعلميني بكل جديد و أرسلي لي الموقع ."
أمر فأومأت بطاعة :
" حاضر سيدي ،سأنفذ ."
" هيا يا رجال للمهمة ! ."
هتف بجدية بفريقه ليستعد الجميع ، خرج ليتبعوه لكنه توقف بالممر حين قابلته إيڤا و التي بالمصادفة قد سمعت عن الامر حين كانت تتحدث مع زاك علي الهاتف لتهرع إلي هنا .
" أبي هل أخي مع ديفيد و آلين ؟ "
هتفت بقلق وضح علي تقاسيم وجهها ، كانت قلقه فشقيقها مختطف هو و رفيقه غير ديفيد الذي ما زالت تكن له الحب داخل قلبها ، لا تتخيل أن يصاب أحدهم بسوء !
تنهد و تقدم ليحتضنها قائلاً بصوت هادئ بينما يمسح علي خصلاتها الشقراء :
" لا تقلقي ، عودي للمنزل و انتظري و لكن ، لا تدعي أمك تعرف بشئ حتي لا تقلق علي شقيقك ."
" ح ، حاضر .. لكن لا تتأخر ! "
تلعثمت بقلب يتألم بخوف ليعطيها ابتسامة تهدئها ثم غادر من أمامها بينما تقدم زاك ينطق بجدية :
" لا تقلقي سيعودون جميعاً ."
أومأت و يداها تمسك قلبها من القلق و الخوف ليتركها هو الاخر و يغادر .
*****
« لا أحد يمكنه إبعادنا سوي الموت فقط »
همس بلا وعي منه بينما يحدق بشقيقه الذي مازال فاقداَ لوعيه بينما كتفه مضمد و كأن ماريا تحاول أن تستمتع أكثر بتعذيبهم جميعاً ، كان مقيد من يديه خلف ظهره .
كانت غرفة شبه معتمة ، ذات رائحة خانقة ، تملأها ذرات الغبار بكثافة ، صناديق متكسره و الباب حديدي صدئ .
نظر لرفيق طفولته ، كان مقيد علي كرسي خشبي و رأسه تتدلي علي كتفه الايمن .. نظر لنفسه ، هو الوحيد الذي لم يقيدوه كأخيه و رفيقه ، كان يستند علي الحائط بوضع محبط تماماً ، كان جسده و عقله مرهقين من كثرة التفكير لكن ، إلي متي ؟
إستند علي ذراعيه بعزم مفاجئ ، نهض و سار بترنح حيث يقبع المخرج ليقف أمام الحديد الصدئ ، رفع ذراعيه يتحسس الباب ثم تلتها حركه عنيفة ، ضربة تلو ضربة ، قوية ثم أقوي ، قبضته جرحت لكنه لم يهتم لها ..
" أخرجونا من هنا ."
صرخ ثم تابع صده للباب بقبضتاه بكل قوة يملكها ..
" اللعنة عليكم ! ... ماريا يا غبية إفتحي الباب ! .. مارياااا ! "
كان يصرخ بكل حقد تولد بقلبه ، ضرب الباب و هو يصرخ بقوة و كأنه يحاول إقتلاع الباب من مكانه أو أن يصل صوته لها ! أعصابه كانت تتلف في كل ثانية تنقضي ، رفيقه و أخيه ليسا علي ما يرام !
" آل .. "
توقفت يداه قبل أن يضربها بالباب بسبب صوته الضعيف الذي لامس طبلة أذنه فإلتفت سريعاً ليراه و تتولد بقلبه سعادة غامرة حين تيقن من حالة أخيه التي لم تسوء بشدة !
" ديف ! "
همس بأمل و انتقل ليجلس علي ركبتيه قرب شقيقه ، ثم انقض يعانقه بخوف ، فجأة سعل ديفيد بينما يحاول فك قيوده بينما يشعر بالألم ليسرع آلين بمساعدته و محاولة فك قيوده بسرعة .
" آآه تمهل يا ولد ."
تأوه ديفيد و حذَّر ، فتوقف آلين مؤقتاً عن تحريك يد شقيقه المقيدة و سأله بخوف :
" هل انت بخير ؟ "
نظر له الاكبرة نظرة مرهقة يشوبها الألم بينما يؤمئ بإرهاق :
" أجل ، تقريباً ."
لم يرد آلين بل تقدم منه يباشر بفك القيد ..
فُتح الباب بقوة و انتشر صدي الرصاصة مفجعة إياهم بعدما عبرت جانب وجه آلين و إستقرت بالحائط .
تجمد بأعين متوسعة غير قادر علي إستيعاب ما حدث قبل ثواني ، كادت تُزهق حياته بلحظات قليلة !
فجأة جُذب بقوة و عنف من يده بواسطة الزعيم نفسه ليرميه بعنف علي الارض ، فسقط بألم في حين صرخ ديفيد غاضباً :
" أقسم أني سأقتلك إن لمسته ! "
قهقه الرجل ساخراً ، كان متوسط العمر ، ذو شعر أسود يغزوه الشيب ، عينان حادة و ملامح عنيفة ، ذراعيه من تحت الجاكيت الاسود تملأها الوشوم الغريبة ، بتلك اللحظات إستيقظ ليام بوعي بالكاد يحاول إسترجاع واقعه ليجد رفيقه يحاول الهروب من يد الرجل لكن الرجل كان اسرع ليمسكه بعنف و يرميه مجدداً علي الارض بينما يتحدث قاصداً إغاظة ديفيد في حين كان يخرج سوط ما :
" لا مجال للهرب يا صغير ، حياتك الان ملكي و ممتلكاتي أتعامل معها كيفما أشاء "
مع نهاية جملته أنزل السوط الذي بيداه علي جسد آلين فصرخ آلين صرخة مدوية حين شعر و كأن ذلك السوط يخترق جلده ليصل لعظامه من قوة الألم ، لم يكد يتنفس حتي تلقى ضربة أخري ثم تلتها ضربة ثالثة ثم رابعة و خامسة ! ، كان يسمع صرخات ديفيد و ليام بإسمه ، كان يشعر بغضب أخيه و محاولة التملص من بين الرجلين الذين دخلوا ليقيداه بالأرض لكي لا ينهض !
توقف الضرب لدقائق بينما أخذ يئن و يتنفس بوهن .. هل توقف الألم ؟
" لا تفعل ! "
سماع صرخة ديفيد الغاضبة ثم توسعت عيناه ليطلق صرخة قوية أخري و يحتضن نفسه بصراخ واهن ينبعث منه حين شعر بالنبيذ ينسكب علي جروحه لتزيدها ناراً و إحتراقاً ، شعر بدموعه الساخنة تنزلق بروية علي وجنتيه ، لم يتحمل ذاك الألم أبداً ، جسده يرتعش بألم حاد .
" أتشعر بالألم أم تريد المزيد ؟ "
قالها و صوت ضحكاته البغيضة تفيض منه ليشعر ثلاثتهم بالذل و خاصةً ديفيد الذي لم يستطع الا رؤية أخيه يتعذب أمامه بوحشية .
" إنهض ! "
صرخ كيد غاضباً يأمر الفتي الملقي يتلوى أمامه لكنه لم يستجب فركله بمعدته ، فشهق آلين بألم و حاوط معدته بيديه.. نزل كيد لمستواه و ملّس علي خصلاته البنية الغامقة بينما ينطق و ينظر لديفيد الذي يحدق به بغضب شديد و قهر :
" أخيك يشبه والدتكما جولييت كثيراً يا ديفيد ، آه! ذلك اليوم كان الاجمل بحياتي و أنا أقتل أبيك بينما يتوسل لأخيه بأن ينقذه ! كان يوماً لم و لن أنساه ما حييت ! "
كانت كلماته نابعة من قلبه كمجنون يتشوق لتعذيب أعدائه قبل موتهم !
" اللعنة .. عليك ! "
تفاجأ الجميع بجسد آلين الذي أعتلى كيد يخنقه بحقد ، كلامه عن قتل والده بكل تلك السعادة كالبركان الذي أشعل غضب آلين ليتحامل علي نفسه محاولاً الأخذ بثأر والديه !
*
*
*
-يتبع...
🙂
الزعيم ظهر !
عذاب آلين و صراخ شقيقه الغير مجدي !
كيف سيهربون من تلك الازمة التي تهدد حياة ثلاثتهم ؟!
من قال أن هذه الرواية لطيفة و انا لست شريرة في كتابة احداثها؟ فليتفضل يظهر نفسه !😂👋
توقعاتكم؟
رأيكم،؟
باي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top