Chapter ::10::
و قد يأتي الوجة البرئ بخفايا خبيثة فلا تثق بالوجوه بل بالروح لكن حذاري أن تثق كثيراً فأحياناً ثقتك ستنكسر لرؤيتك الخاطئة .
كثير منا يري بمنظوره الخاص .. سمعت مقولة مرة تقول ان الارواح تلاقت قبل وجود البشر ، ألهذا نشعر بذلك الشعور حين نلتقي بشخص جديد ؟ أعني ذلك الشعور الذي يخبرك أن من أمامك تشعر بروحه الجميلة و أخر ذا روح خبيثة ؟ .. لكن لما نحن بهذا الزمان ننخدع بتلك الوجوه .. تلك النظرات التي كانت يجب بها اخبارنا بما تخبئه لنا الوجوه المتلاقية حديثاً .. ألا يمكن أن تنجذب روحنا المسالمة نحو أخري مسالمة ؟ .. إذاً لماذا أرواحنا تنجذب لأخرى سيئة ؟ .. أكانت تلك المقولة خاطئة ؟
تنهد بقوة و شرد بخياله .. كان يتخذ كرسياً حديدياً مجلساً له بجانب الكثير من الصناديق الملقاة بحطام بجانب بعضها البعض بالمصنع المهجور الذي هب به الحريق بأحد الايام ليهجره أهله و ذلك منذ سنوات طوال حتى خلا المكان من السكن او العمل .
" سيدي ؟ "
تنبهت حواسه علي صوت خشن فرفع نظراته ناحية الرجل ذو العضلات و الاوشام الغريبة و همهم ينبه الاخر علي الاكمال ففعل :
" سيد مايكل ، الزعيم يريد منك أن تتفقد الوضع ثم تذهب إليه فهو يريدك ."
بدون أن ينتظر موافقة الاخر إنحني قليلاً و اعتدل يغادر تاركاً مايكل بأفكاره التي لا تنتهي .. ما هو شعوره ؟ .. هل هو نادم ؟ .. أم هو مشتت ؟ .. هو بنفسه إختار الطريق الخطأ و قد سار فيه بسهولة دون مراعاة لما خلفه .. ترك أسرته و كل شئ لأجل الثروة و الجاة و السلطان ليتفاجأ بإنخساف به الارض و تشتت أسرته بضياع بينه و بين شقيقه الذي مات بسببه ! .. هو يعلم أن طريقه خاطئ لكن داخله يصر بكمالة الطريق و ليدع القدر من يحدد المستقبل لكلا الطرفين .
نهض و غادر البقعة الذي كان فيها ، هو فقط تجاهل ما قاله الرجل و دخل من باب المصنع .. أمامه كانت هناك صالة طويلة يملئها الحراس و أصواتهم .. هو سار حتى توقف أمام أحد الابواب قام بفتحه ليظهر سلم للأسفل ، خطى للأسفل بهدوء حتى نهاية السلم ، كان المكان مظلماً بنهايته مصباح إنارة معلقاً بالسقف ليضئ تلك البقعة .. مكتب صغير و كرسي يجلس عليه شخص لم يظهر منه شيئاً غير ظله .. يجلس بمستوى نظر مايكل الذي توقف أمام زعيمه بإبتسامة منزعجة :
" ها أنا أمامك ؟ "
و إبتسامة ماكرة ظهرت علي وجه الزعيم متخفية في الظلام ليظهر صوت أنثوي هادئ :
" هل أنهيت مهمتك ؟ "
أمال رأسه بتململ و أجاب :
" أجل ، لقد إستلمت العصابة الاخرى البضاعة كاملة و إستلمت المال و قد وضعته بحسابك الشخصي سيدتي ."
إبتسمت بهدوء لتتحدث :
" حسناً مايكل ، سعيدة بأنك فعلت ذلك .. "
تنهد داخلة فهو لا يطيقها ليتحدث مقاطعاً بصرامة :
" أين زوجك ؟ "
عقدت حاجبيها منزعجة للهجته لترد :
" هو ليس هنا فلما تسأل ؟ "
ابتسم ببرود و أجاب :
" لا أبداً لكني لا أحب أن أتعامل مع النساء ."
" مايكل !! "
هتفت بصرامة ليعطيها إبتسامة صفراء لا مبالية جعلتها تشتاط غضباً لترد بغضب :
" أخرج مايكل قبل أن أجعلك تندم ."
ابتسم مستهزئاً و رد عليها :
" كيلاريا أنا ليس لدي شئ لأخاف عليه ، ليس لدي نقطة ضعف و أنت تعرفين بذلك ، فمنذ عشر سنوات تسببت بموت شقيقي الاصغر و لم أشعر بالندم و ها أنا أمامك دون حواجز ."
صمت و ابتسم لها ببرود ليلتفت للمغادرة ، فتوقفه قائلة :
" كيد لن يعجبه تمردك مايكل و أنت كبرت علي العذاب لذا إرجع لولائك قبل أن يحدث ما هو أسوأ لك و يجعلك تندم ما تبقى من عمرك ."
التفت إليها بنظرة باردة جداً و قال :
" حسناً لقد ذكرتيني بعمري و لكن ما لا تعرفيه أني أقوي مما تتخيلي .. أنا ما زلت أتمتع بشبابي أكثر منكي و من زوجك .."
سكت للحظات ثم إبتسم ينطق ساخراً :
" علي الاقل أنا أظهر لعدوي بينما أنت و زوجك تتخفون كاللصوص و تتنكرون كالمهرجين لكي لا يتعرف إليكما أحد ."
هي غضبت منه جداً لكنه لم يعيرها إهتمام بل سار للخارج دون أهمية لصرخاتها الغاضبة و لا توعدها بهلاكه عما قريب .
*****
إبتلع رمقه بتوتر و إرتباك ظهر علي حركات جسده حيث يطرق الغرفة ذهاباً و إياباً يفكر بكيف يفتح حوار مع أخيه فهو قلق لسبب ما !
توقف ليتنقل ناحية النافذة يفكر بحماقة :
" " إن رميت نفسي او تعلقت بالنافذة و طلبت المساعدة فسيأتي لمساعدتي و عندها قد أتحدث معه لكن لا لا ، ما الذي أفكر فيه بالكاد النافذة ملتصقة بالارض .. أوفف! إذاً ما أفعل ؟! "
تذمر تالياً ليجلس أرضاً بإستياء من نفسه لكنه بعد دقيقة واحدة خرج من غرفته و إتجه للمطبخ .. وجده يجلس بهدوء يتصفح هاتفه فحرك جسده ليسير ناحية الثلاجة .. كان يسترق النظر له بينما يشرب الماء ، لم يكن ديفيد يعطيه إهتمام بينما يتابع التصفح فعبس آلين و أسقط الزجاجة فإنكسرت و أطلق شهقة مصطنعة بينما يأخذ خطوة للوراء .
شعر فجأة بيد ديفيد تمسكه من ذراعه لتبعده ، ثم يهبط بجسده ناحية الزجاج ليلملمه دون التحدث إلي الفتي الذي زاد عبوسه حين علم أن شقيقه أصبح يتخذ جانب التجاهل و هذا مزعج !
تراجع آلين و إبتسم بخبث ليستغل عدم إنتباه أخيه ثم ضرب يده بعدة اطباق قد غسلت للتو لتسقط أرضاً و تتحطم فشهق هاتفاً :
" أوبس ! "
ألتفت ديفيد ناحيته و تنهد بعمق ليرمي بالزجاج بالقمامة ثم يقترب بأنزعاج و صمت يلملم ما سقط و تكسر ، و صمته كان مزعج لآلين الذي لم ييأس و بالفعل ظل طوال اليوم يفسد الاشياء فمرة يسقط و يتعثر بالستائر و مرة يفسد الازهار علي النوافذ بالمياة ، و مرة أخري يحطم شئ بينما ديفيد كان يحاول معالجة الامر و هو صامت ، و ببطء كان ينفذ صبره !
" اوه لا ! "
هتف آلين بها حين إحترق الطعام الذي طبخه ديفيد و الذي قام برفع مستوي النار تحته بدون أن يعرف ديفيد ليتم إحتراقه تماماً .
كان بتلك اللحظة ديفيد خارجاً يتحدث مع جاره علي شئ ما لينطق جاره بإستغراب حين شم رائحة إحتراق :
" هناك شئ يحترق ديفيد ؟ "
عقد المعني جبينه ليتحدث بحيرة و قلق :
" أشم ذلك أيضاً سيد كلار ... أنا ذاهب يبدو أن طعام العشاء إحترق !!!"
قالها بسرعة بينما يترك الرجل و يسرع ناحية منزله .. دخل بسرعة للمنزل ثم للمطبخ ليتفاجأ بالدخان المنتشر و شقيقه يحاول إخماده بالماء ، فتقدم ليبعد آلين بقسوة ثم أغلق الغاز و النيران ثم تقدم ليفتح النافذة ليترك الدخان يخرج .
إلتفت بعدها يمسك معصم الفتى ليجره معه للخارج .. جلسا سوياً علي الاريكة لينطق ديفيد بصرامة :
" أريد معرفة ما بك ؟ طوال النهار تفسد هنا و هناك ! فيماذا تفكر آلين؟ "
تحاشي الاصغر النظرات للأكبر بينما يفكر بإرتباك كيف يمكنه الرد ؟ .. فأخذ يتأتئ و يتلعثم :
" أنا فقط .. أنا لم ، لم أقصد .. أنه .."
" أضبط حروفك و تكلم ."
صاح ديفيد بنفاذ صبر لينتفض الفتى و يحدق بشقيقه بخوف .. هو أخفض وجهه بعدها مرتبكاً لا يعرف كيف يرد فتنهد الاكبر و إقترب منه يحيط جانبي وجهه بكفاه الدافئان بعد تنهيدة عميقة ثم يسأله بهدوء و تعاطف :
" ما بك أخي ؟ هل هناك ما يشغلك ؟ أخبرني ."
ضيق المعني عيناه بحزن و تحاشي النظر بعين شقيقه .. ظل علي حاله دون رد و شقيقه ينتظر بصبر حتى فتح فمه ينطق بما يجول بخاطره :
" هل أنت مستاء مني ؟ "
عقد جبينه بحيرة من سؤال الفتى ليجيبه :
" لا ."
" إذاً لماذا تتجاهلني ؟ "
قالها بعصبية و عيناه الخضراء تستقر بأعين شقيقه البنفسجية التي تشبه عين والدتهما المميزة ، ففكر ديفيد قليلاً ثم ابتسم بوجه الاصغر يجيبه بضحكة ساخرة حين فهم ما كان يفعله طوال اليوم :
" أردت تركك تأخذ وقتك بالتفكير ثم تأتي لتحدثني لا أن تكسر و تفسد المنزل لتفتح حوار معي ! "
بالكاد شعر بالحرارة ترتفع لوجنتيه من الاحراج ، لكن لحظة !! .. لما هو محرج من شقيقه ؟ .. هل هو بسبب السنوات التي عاشها بعيداً عنه ؟ .. و لماذا يشعر بالتوتر الان ؟ عليه مواجهته دون خوف !
تنهد آلين لينطق بإنزعاج :
" أريد الحقيقة ؟ .. أعني ماذا حدث بالماضي لتختفي ؟ "
حدق به ديفيد للحظات ثم تنهد تنهيدة طويلة ليرخي جسده للخلف يغمض عيناه و يتذكر ما حدث له خلال أربع سنوات الماضية حين ترك آلين في منزل عمه ...
(( " منذ ترك ديفيد أخيه بمنزل أسرة والده ساءت نفسيته كثيراً ، شعر بالوحدة تغمره فأخذ يخرج للكثير من المهمات الخطيرة و لا يهمه موته ، لوكا و ماكس ظلا بجانبه بالاضافة لإيڤا حيث توطدت علاقتهما أكثر و في أحد الايام قام ديفيد بالاعتراف لها بحبه ، يذكر ذلك اليوم حين أراد دفعها عنه لخوفه من الابتعاد و لكنها لم تفعل بل أجابته بحبها و تمسكها به حتى إستسلم لذلك الحب .. تحسنت نفسيته قليلاً لكنه لم يبعد نفسه عن الخطر فأخذ يدخل بمهمات توصله لمايكل بعد أن قرر أن ينتقم و خلال شهور قليله تصادما سوياً .. كان يوم غائم إنتشرت فيه الامطار السماوية تغرقه بعاصفة قوية .. كان يومها يركض ديفيد بين ممرات النادي الذي انتشرت حوله الشرطة و منظمة الاف بي أي بعد أن أسر الارهاب الكثير من الاشخاص داخل النادي كما زرعوا القنابل فيه ، إستطاع ديفيد و رفاقه الدخول سراً و من ثم تم كشفهم ليتم مواجهة الخطر بأنفسهم .. قاتلوا حتى أنهكم التعب ..
" ديفيد علينا إنقاذ الاسرى ! "
همس لوكا بحزم و ظهره يرتطم بظهر ديفيد الذي يوجه سلاحه لأحد الارهابين و يطلق :
" أجل ، سأخترق الصف الامامي إحموا ظهري ."
و دون أن يترك الخيارات ترك جانب لوكا ليركض عبر الممر المؤدي لداخل النادي تاركاً رفاقه يأخذون مكانه بكل براعة يحمون ظهره !
تابع ركضه حتي توقف بالساحة الشاسعة بالداخل ، يتنفس بتعب ، يشعر كما لو أن جبل يجثو علي قلبه .. خطوات الاخر جعلته يبتسم حتى توقف أمامه ، تلاقت الاعين ببريق رعدي ، إشتعلت الشرارات الملتهبة حتي غدت واقع مرئي .
" أهلاً يا إبن أخي .. أخيراً تواجهنا المواجهة الاخيرة .!"
بادر مايكل الحديث لتحتد عين ديفيد و ينطق :
" أجل ، المواجهة الاخيرة عمي مايكل ."
قالها و رمي بمسدسه أرضاً فتبسم مايكل حين فهم ما يرمي إليه وقام بإخراج مسدسه و التخلص منه بينما يتحدث :
" يبدو إنك تريد إعادة الشباب و الطفولة ديفيد ! "
ابتسم ديفيد بحزن لينطق بنبرة هادئة تخفي إنكساره :
" لم يعد يهم عمي مايكل فكل ما كنت أحاول التمسك به غادر من بين يدي ، أنا الان خاوي تماماً ، فارغ تماماً من الداخل عمي ."
لانت ملامح مايكل ليتقدم من ديفيد حتي توقف أمامه .. كان الاخر ينزل نظراته بيأس دون مراعاة لشئ حوله و كأنه فقد الامل تماماً بالحياة فوضع مايكل كفاه علي كتفي ابن أخيه ثم يميل رأسه ينطق بهدوء :
" أنت لست ديفيد الذي أعرفه .. أنت شخص أخر إستطاعت الصعاب هزمه ليأتيني منكسراً بتلك الطريقة ."
ابتسم ديفيد بحزن و حدق بعين عمه ينطق متحسراً :
" و ماذا تريد مني أن أكونه بعد أن خسرت كل ما لدي ؟ .. لقد خسرت والداي و عائلتي ثم .. ثم خسرت أخي الذي تركه والداي أمانة لدي ! .. لقد خسرت عمي مايكل ."
طالعه مايكل من الاعلي للأسفل ، يري نظرته المنكسرة و إستسلامه أمامه ، يري إنهزامه لنفسه !
تعالي صوت صفعة قوية بتلك الساحة فتبسم المعني بسخرية بينما يتحسس خده في حين صرخ مايكل و هو يدفعه بغضب :
" لم أنتظرك كل تلك السنوات لمواجهتي بهذا الضعف! .. ماذا حدث لك؟ أهُزمت بسبب طفل ؟ أهزمت بسبب ذلك الصعلوك لأنه فقط خرج من حياتك بإرادته ؟! ... "
سكت مايكل للحظات يتقدم فيهم من ديفيد ليجذبه من ملابسه بحده و نطق حازماً عازماً :
" إسمعني ديفيد يا ابن أخي .. أنا تسببت بموت والداك و رأيتهما يقتلان أمامي .. و حاولت قتل شقيقك ذاك و فعلت الكثير لأصل لتلك المرحلة لكن بدلاً أن نتواجه رجل لرجل جئتني خائب الامل لأجل طفل ؟! .. "
دفعه ينطق ببرود و بنفس نبرته السابقة :
" حسناً بما إنك هكذا بسببه فسأتخلص منه ديفيد سوف أفعل ."
إحتدت عين ديفيد و نظر لعمه بحدة مهدداً :
" إياك مايكل ، إياك و لمسه ."
ابتسم مايكل خبثاً حين ضرب علي الوتر الحساس ليرد بتوعد :
" بل سأفعل إن لم أري رجلاً أمامي ! "
" ستري يا مايكل ستري ."
قالها يخرج خنجراً يحركه بالهواء امام مايكل الذي تراجع خطوتين متفاجئاً لكنه إستعد للمواجهة .. اندفع ديفيد نحو مايكل يسدد له لكمة لكن الاكبر تصدى لها ثم ابتسم و عركله فسقط ديفيد أرضاً و مايكل فوقه .. لكمه مايكل بقوة لكن ديفيد ضم ركبتيه لصدره ثم ركل صدر مايكل بقوة ليسقط للخلف .
نهض مايكل و ابتسامة علي ثغره فقلب ديفيد عيناه بملل فعمه لا يبعد ابتسامته عن وجهة .. تواجها مجدداً ، كان الاثنان يتبادلا اللكمات و الركلات .. جُرحا و تم اصابة كلاً منهما .. كان يستمتعان كثيراً رغم ذلك .. مر الوقت لم ينتبها علي صوت الانفجارات بالخارج ، حتي ان مايكل كان قد تناسي تماماً أن المبني فيه قنابل مزروعة بأركانه حتي تولد الدخان و الانهيارات ، لم يهتم أحدهما بما حولهما فقد كانا يستمتعان كما أيام الطفولة لديفيد حين كان يدربه علي فنون القتال والدفاع عن النفس .
توقفا بعد أن تعبا ، كان كلاهما يتنفسان بتعب و إرهاق .. كان المكان في فوضي لكنهما كانا مستعدان للمواجهة مجدداً حتى تنتهي حياة أحدهما !
ارتفع صوت اطلاق النار فجأة مخترقاً الفوضي لتتوقف أجسادهما عن الحركة و كأن صاعقة نزلت عليهما .. حدقت الاعين ببعضها و الصدمة تغلفها .
ابتسم الذي أصيب حين رأي الدم ينساب من صدره ، كان الموت ينتشله و هذا سيريحه بالتأكيد من كل هذا العناء ، كلاهما كان ينتظر الموت ، كلاهما كان يتوقان لأن يموت علي يد الاخر لكن أهذا ما حدث ؟!
" ديفيــد ؟!!!! "
انتشر صدي صوته بعد تلك الصرخة بينما يركض بسرعة نحو الشاب الذي أعطاه ابتسامة ليسقط أرضاً و الدم يتدفق منه .. جثي نحوه مايكل و إنتشله من الارض يحدق به بصدمة لينظر للذي فعلها ، كان رجلاً من رجاله ، أمسك بمسدس ديفيد الذي علي الارض و قتله بعدة طلقات غاضباً ، ثم نظر لإبن أخيه ، الشخص الذي مازال يحبه و الذي ضحي لأجله ، الشخص الذي كان عدو و صديق ليصرخ بإسمه خائفاً ، ففتح المعني عيناه بوهن و ابتسم هامساً :
" عمي مايكل .. لم أتخيل رؤية .. هذه النظرة بعيناك .. الان سأموت مرتاحاً ."
" ديفيد لا تقل ذلك ! "
هتف خائفاً ، كان يريد قتله بيداه لكنه كان يكذب علي نفسه فهو لا يستطيع قتله بل كان سيستسلم لديفيد ليقتله لكن حدث الاسوأ و ها هو ديفيد يموت أمامه !
فجأة وجد مايكل رجالاً يسحبوه للخارج فصرخ و حاول مقاومتهم لكن لوهلة شعر بسريان صعقة كهربائية بجسده جعلته ينهار و أخر ما رآه هو جسد ديفيد الملقي أرضاً .
ارتفع انفجار قوي لينهار المبني تماماً و تتوقف محاولات رفاق ديفيد عن محاولة الدخول ، توسعت أعينهم بصدمة ، جثي لوكا علي ركبتيه ، و سقط زاك جالساً و الدموع بعيناه ، بينما ماكس و الاخرين تصنموا بصدمة و حزن عميق !
لم ينتبه أحد بتلك اللحظة علي ذاك الشخص الذي تنكر بزي العمليات الخاصة بينما يدخل ذلك الجسد لسيارة سوداء و يهرب ، كان ذلك زين الذي سمع عن وجود ديفيد هنا ، لم يره منذ سنوات رغم صداقتهما العميقة ، دخل ديفيد للعمليات و دخل بعدها بغيبوبة لأن الرصاصة كانت قرب قلبه كما نزف الكثير من الدماء غير الدخان و النيران بالمبني ، ظل لسنه تقريباً بهذه الغيبوبة لم يعلم بشأنه سوى جين الذي بحث عنه سراً حتى وجده رغم انتشار خبر موته لكن ذلك كان تمويهاً فجثته كانت مختفية و لم يجدوها بالجثث المحترقة المتفحمة فأعلنوا موته لحين يجده جين حتى لا يعلم أحد المافيا و يحاول إيجاده وقتله قبل الوصول إليه .. كان زين يعرف جين و تولي مسؤولية ديفيد حتي يعود لوعيه ، كان و كأن القدر أرسل زين بتلك اللحظة لإنقاذ ديفيد من وسط النيران و الانفجار و الموت .. استيقظ ديفيد بعد سنه لا يذكر شيئاً بسبب نومته العميقة لكنه أصبح يتذكر ذكريات بسيطة حتي إستعادها كاملة ، طلب بعدها من جين إستكمال عمله شرط أن لا يعلم أحد بعودته حتى شقيقه الصغير ، و هو منذ تلك اللحظة كان يعلم كل شئ عن آلين و تمرده و محاولاته الانتحارية لكنه لم يتدخل حتى أختطف أخيه من ذلك الليمار فهو كان لديه عداوة معه ، و لم يتحمل عدم إظهار نفسه حين وجد شقيقه يذهب من بين يديه ليبعد كل شئ خلف ظهره و يظهر ديفيد مجدداً بعد ثلاث سنوات اختفاء ."))
*
*
*
يتبع..
و ها هي حقيقة تزييف موته قد ظهرت .
آلين تصالح اخيراً مع شقيقه .
و مايكل بدأ تمرده علي منظمة المافيا !
توقعاتكم؟
أرائكم ؟
أراكم في بارت أخر ❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top