8~شُرُوذْ وَإِنْتِبَاهْ


قراءة ممتعة🖤

﴿ دَارَتْ بِخُلْدِي أَفْكَارٌ وَأَفْكَارٌ...تَسَلَّلَتْ كَصِبَا فَي دَاخِلِ الْمَرْجِ...فَمَا وَعَيْتُ إِلَى الأَفْكَارِ إِذْ دَارُوا...إِلاَّ وَزَادَ دَلِيلُ الْفِكْرِ فِي مَرْجِي ﴾

- راقتني💫


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

حل صباح يومٍ جديد...

الجو كان مشمساً والسماء صافية، لا يسمع سوى صوت زقزقة العصافير كلحنٍ عذب لهذه السمفونية الطبيعية.

كما وانها عطلة نهاية الأسبوع...أي انه اليوم الأمثل للنزهات العائلية.

الموظفون، وكذلك طلاب الجامعات والمدارس في عطلة، وهذا سيبدو كمختصر مفيد على أنّ عائلة كيم بالكامل متواجدة بالقصر اليوم.

اما ايرين  فهو يومٌ حافل بالنسبة لها، فقد إستيقظت منذ الصباح الباكر وباشرت بإنجاز أعمالها، كما أنّ هيري قد أتت إليها حتى تساعدها على الإنتهاء بسرعة.


[منزل عائلة كيم في تمام 9:00 صباحا]

السيد والسيدة كيم يجلسان في حديقة القصر، بينما ينعمان بفنجانيْ قهوةٍ لذيذة في هذا الطقس الجميل.

جين خرج برفقة هولي للتنزه بعد الافطار مباشرةً، اما لورا فإنتهزت الفرصة لكونه يوم عطلتها وظلت نائمة.

وأخيراً تايهيونغ، والذي إستيقظ منذ السادسة صباحاً أي قبلهم جميعا!

فبعد أن إمتنع النوم عن زيارته وذلك بفضل السيد جونغكوك، قرر الخروج وإستنشاق بعض الهواء النقي فجراً والجري لبعض الوقت.

وحينما عاد وجد والديه جالسان في الحديقة، بينما يقهقهان بظرافة، فإبتسم لهما بخفة وألقى عليهما تحية الصباح.

إتجه الى غرفته وأخذ حماماً منعشاً بعد كل ذلك الركض، ثم خرج ليرتدي ثياباً مريحة وفضفاضة، كما  وترك شعره مبتلاً ولم يشأ تجفيفه حتى.

نادى على السيدة شين، وطلب منها أن تعد له كوباً من القهوة الداكنة...إنه يعشقها، ويعتبرها جزءً لا يتجزأ من روتينه الصباحي المعتاد.

وبعد حين، أحضرت له قهوته كما طلب، ليجلس في شرفة غرفته مستلذاً بمذاقها مع هذا الطقس الجميل.

وبما انه من عشاق العمل، فلم يتردد بجلب حاسوبه المحمول والعمل على مشروع الشركة، وإجراء بعض التعديلات عليه.

Lora pov :~

كنت أغُطُّ في نومٍ عميق...

وحينما شعرت بالشبع منه، إستيقظت وجلست على سريري، تثائبت قليلاً، وكنت أُحس ببعض الخمول.

أهذا بسبب اني نمت كثيرا يا ترى؟!

حملت هاتفي لأرى الساعة، فإتضح لي انها الثانية عشر ظهراً!

آه يالي من كسولة...على كلٍ لا يهم، فالنوم أجمل شيءٍ في هذه الحياة بعد جيميني بالطبع.

اجل جيمين! اوه تذكرته للتو يا إلهي!

كيف غاب هذا عن فكري؟!

كنت أفكر بزيارته بالأمس، ولكنني نسيت كالحمقاء،
وبالطبع ستتسائلون عن سبب زيارتي...

لقد أصيب كاحله...اجل لقد أصيب، على حسب علمي انه قد وقع من فوق لوح التزلج.

مع انني علمت في وقت متأخر بالأمس، ولكني نسيت أمره كالبلهاء.

لا توجد مشكلة، سأذهب إليه لاحقاً، أما الان فسأذهب الى الطبخ بحثاً عن أي شيءٍ يؤكل.

وفي طريقي، صادفت جين.

- صباح الخير أميرتي...أوبس أعني مساء الخير.
ابتسم لي تلك الإبتسامة المشرقة والمفعمة بالحيوية
فذهبت إليه وقبلت وجنته...آه كم أعشقه، انه افضل أخٍ في العالم بآسره، خصوصاً عندما يصبح غريب الأطوار.

اوه بالمناسبة...نحن عائلة جميع أفرادها غريبوا الأطوار!

على كل حال...

قاطعنا خروج تاي من غرفته أيضا، فذهبت إليه هو الآخر وقبلت وجنته كما فعلت مع جين، فأنا فتاة تحب العدل والإنصاف فيما يخص شقيقيها.

- صباح الخير تاي تاي.

- صباح الخير لورا.

نزلت بعد ذلك الى المطبخ، فأعدت لي السيدة شين شطيرة بالمربى مع كوبٍ من الحليب، تناولتهم سريعاً ثم خرجت الى الحديقة، وقد وجدت والداي يجلسان معاً ويتبادلان أطراف الحديث.

نحن عائلة لطيفة بالإضافة لكوننا غربيوا الأطوار...أتمنى أن نبقى هكذا دائما.

ألقيت التحية عليهما وقبلتهما، أعتقد انكم ستقولون عني اني احب التقبيل كثيراً!

لا ألومكم، لأني بالفعل أقبل الجميع تقريبا!

لا توجد مشكلة في ذلك، طالما اني لا اقبل سوى والداي وشقيقاي ومينا والسيدة شين وقريبا جدا جيمين.

آه لن تصدقوا، وجنتاه ممتلئتان ولطيفتان ولن يستطيع أحد مقاومة تقبيلهما...ومناسبتان للشد أيضاً.

لعبت قليلا مع هولي الى حين موعد الغذاء...هي تشبه جين الى حدٍّ ما، فهي جروته بالنهاية.

إجتمعنا جميعاً حول الطاولة وشرعنا بالأكل وذلك لم يخلو من مزاح جين الثقيل وثرثرتي انا بالطبع حول يومياتي.

End lora pov.

__________________________

- لقد إنتهينا أخيراً.
صرخت ايرين بسعادة بينما تريح يديها على خصرها وتنظر الى ما أنجزته رفقة صديقتها بفخر.

ثم أزفرت أنفاسها بتعب وإرتمت على الأريكة قرب الأخرى.

- أجل...ايرين انا جائعة! هل لديكِ أي شيء يؤكل؟
تسائلت هيري بينما ترمي أطرافها على كل مكانٍ في الأريكة بعشوائية.

لتجيبها ايرين بعينان مغمضتان، ووضعها لا يختلف عن القابعة بقربها من حيث الجلوس:
- لا طاقةَ لي في إعداد اي شيء، لذا سأطلب البيتزا.

همهمت هيري بالموافقة بينما الاخرى قد ذهبت لطلب البيتزا بالفعل.

ربع ساعة وكانت البيتزا أمامهما، وبفضل هيري لم يبقى منها اي شيء!

نظفتا الفوضى، ثم عادتا للإرتماء على الأريكة وبذات الوضعية أيضاً.

- أشعر بالملل...ما رأيكِ بالتنزه خارجاً وإستكشاف المدينة؟

إلتفتت ايرين نحو هيري بينما تقترح، فما كان من الأخرى سوى أن عدلت طريقة جلوسها وأجابت:

- حسناً، هيا بنا.

إستقامتا لتقترح ايرين مجددا بينما تتبع الأخرى الى الغرفة بغية تبديل ثيابهما:
- ما رأيكِ أن نخبر ميون أيضاً؟ سنستمتع.

- لما لا...فكرة رائعة.

__________________________

إتفق ثلاثتهن على الإلتقاء في مقهى مشهور بعض الشيء في وسط المدينة يتميز بطابعه الكلاسيكي والناعم كوجهةٍ أولى، وكان ذلك إقتراح ميون بالطبع، من ثم أخذ جولة إستطلاعية بالمنطقة.

وصلتا هيري وايرين إليه بالفعل، ودخلتا لتلاحظا تلويح ميون الجالسة بالقرب من نافذة زجاجية كبيرة مطلة على الشارع.

- مرحباً يا فتيات...ما الأخبار؟
حيتهما بإبتسامتها التي كادت تشق وجهها، لتحتضناها ايرين وهيري وتجلسا معها...إنها فتاةٌ لطيفة، وتشعرك كما لو انك تعرفها منذ سنين عند إلتقائك بها لأول مرة، ولهذا السبب إستطاعت كسب محبة القابعتين أمامها.

لمحهم النادل ليسرع في أخذ طلبهن.

- أهلا بكن...ماهو طلبكم؟

ميون طلبت قهوةً داكنة مع الوافل، وهيري قهوة مثلجة مع كعكة الشوكولاتة، اما ايرين فقد طلبت لاتي مع كعكة الفانيليا...حتى طلبها يدل على نعومة شخصيتها.

دوّن النادل طلباتهن، ليبتسم بلباقة.
- دقائق ويجهز طلبكم.

- إذاً...هل أعجبكما المكان؟
تسائلت ميون بعد أن شابكت أناملها بنبرةٍ متسائلة وإبتسامة طفيفة.

- انه جميل، وألوانه مريحة للأعصاب.
كان هذا رأي هيري وهي تحدق بأرجاء المقهى مع نظرة  إعجاب، لتأيدها ايرين قائلة:
- أجل، إنه لطيف وذو مظهر كلاسيكي ناعم.

إبتسمت ميون لحديثهما قبل ان تنطق من جديد:
- أجل...أنه مكاني المفضل، فكلما شعرتُ بالضيق آتي إليه وأجلس بالساعات، ناهيك عن موسيقاه الهادئة التي تريح العقل وتُسكِنُ الروح.

همهمت ايرين وعيناها لاتزالان تجوبانِ أرجاء المكان بلمعانٍ وبريقٍ جذاب.

بدت كطفلة في العاشرة بتلك النظرات البريئة وطريقة جلوسها المهذبة، حيث كانت تجلس بإستقامة واضعةً يديها على فخذيها، وكذلك فستانها البسيط باللون الأبيض لم يجعل منها سوى ملاكاً لطيفاً يحوم في الأرجاء.

لم تعلم أنّ منظرها هذا مريحٌ للأعصاب بحدِّ ذاته!

- معكِ حق، انه يروقني، يبدو انه سيكون مكاني المفضل أيضاً.

كان هذا ما قالته بعد أن أُعجبت بصدق بهذا المكان، فلطالما عشقت الأشياء ذات الطابع الهادئ.

وفي أثناء حديثهم، ظهر هوسوك من العدم بينما يتحدث عبر الهاتف.

كانت هيري أول من رأته، إذ أنها جحظت عيناها وأشارت نحوه بصدمة.
- أليس ذاك هوسوك؟!

وجهتا ميون وايرين نظرهما نحو ما تشير إليه، لتهمهم ميون بتعابير طبيعية وتقول:
- أجل انه هو.

إعتلت ايرين ملامح الإستغراب، لتسأل تلك المصدومة أمامها:
- لما تبدين متفاجئة؟!

- ولما لا أتفاجئ! انه مزعج وغريب...أتمنى أن لا يرانا!

وبما انها تمنت، فليست كل الأماني تتحقق، هي لا تذكر أنّ أيّاً مما تمنته سابقاً قد تحقق! وكذلك هذه المرة!

لأن هوسوك قد لمحهم، وإبتسم بإشراق حتى إختفت عيناه، ثم أسرع نحوهن وذاك الهاتف لا يزال فوق أذنه.

ضربت هيري رأسها على الطاولة بيأس، وتمتمت بنبرةٍ باكية:
- لما لا يمكنه التظاهر بعدم رؤيتنا فحسب؟!

كتمت ايرين ضحكتها بصعوبة، لأن هوسوك كان واقفاً امامهن بالفعل.

- أجل...حسنا...أنا في مقهى أَندو...حسنا.
أنهى مكالمته الهاتفية ليستقبلهن بإبتسامته السابقة مع حضنٍ لطيف لكل واحدة بينما يصرخ:
- عزيزاتي...مرحبا بكن، يالهذه الصدفةِ الجميلة!

قهقهت كلٌ من ايرين وميون عليه، بينما هيري كانت تصارع للإفلات من عناقه الشبيه بالغراء!

وسرعان ما أتى النادل بطلباتهن، ليطلب هوسوك كوباً من الإيسبريسو لنفسه.

جلس بكل أريحية واضعاً إحدى قدميه على الأخرى، بينما يشابك أنامله ببعضها مع نظرةٍ واثقة...لطالما كانت هذه نظرته.

- إذاً...هل تستمتعن بوقتكن في يوم العطلة؟

حركت ايرين رأسها بالإيجاب ليبعثر شعرها مبتسماً،
هو ايضاً لم يستطع مقاومة لطافتها.

ليردف من جديد ولكن هذه المرة وهو يقلب عيناه ويغير وضعية جلوسه:
- لو كنت مكانكن لذهبت الى صالون التجميل، على الأقل سأحصل على عنايةٍ خاصة وأهتم بنفسي.

ميون لم تنطق بحرف لأنها منشغلة بكوب قهوتها وكعكتها، اما هيري فقد كانت تنتحب بتعابير باكية وهي تلتصق بالنافذة مستنجدةً بكل من يمر في الشارع...فلم يكن من الناس إلا أن حدقوا نحوها بتعجب وهربوا ظناً منهم انها مخبولة!

ولكن الشخص الوحيد الذي كان يمنحه جلَّ الإهتمام هو ايرين.

تشاركت معه حديثه وأصغت إليه، وقد بدى عليها الإستمتاع برفقته...فهوسوك ليس بالشخص الممل أبداً.

وبعد مدةٍ ليست بطويلة، ولج الى ذات المكان شخصان لم يكونا في الحسبان ابداً!

إنهما تايهيونغ وجونغكوك!

لمح تايهيونغ طيف هوسوك وميّز ميون من بين الجالسين، اما هيري فهو لم يتعرف عليها كونه لم يقابلها من قبل، اما ايرين فقد تذكرها بعد أن إقترب اكثر.

وبالنسبة لجونغكوك، فهو قد رسم إبتسامةً سعيدة ولكن بشكلٍ جانبي دلالةً على خبث تفكيره فور رؤيته لهيري.

وقفا قرب الطاولة، ليتحدث تايهيونغ بهدوئه ورزانته المعتادة مصافحاً الجميع بإحترام:
- مرحباً...المعذرة هوسوك، هل لك أن تأتي قليلاً؟
وبالطبع كان يقصد أن يجلسا على طاولةٍ أخرى
فقد فهم الجميع أنّ الشخص الذي كان يحادث هوسوك عبر الهاتف قبل قليل هو تايهيونغ.

جلسا على إنفراد بالفعل بينما يناقشان أمراً يخص العمل والتصاميم وما الى ذلك.

اما جونغكوك فقد وقف أمامهم واضعاً يديه في جيوبه بإهمال مع إبتسامة جانبية.

- ياللصدفة! ألا تظنين أنّ القدر يجمعنا كثيراً هذه الأيام؟
وبالطبع كلامه كان موجهاً نحو هيري التي أقسمت على قتل شخصٍ واحد على الأقل هذا اليوم، فنكزت ميون من تحت الطاولة وتمتمت بحنق:
- ألم تخبريني انه مكانٌ هادئ؟! في البداية هوسوك والآن هذا!
أشارت نحوه بإستصغار بينما تكمش ملامحها، فوسع هو عيناه بدهشة.

أمالت ميون كتفيها بعدم معرفة وعدم إهتمام قبل أن تجيبها:
- كان كذلك...لا أعلم مالذي يحدث!

إستمر جونغكوك في مضايقة هيري وهي لم تكف عن شتمه ومحاولة ضربه لولا تدخل ميون في كل مرة.

وكل هذا وايرين تختلس النظر نحو ذاك الجالس بهالته القوية والمميزة عن كل المتواجدين هنا.

بدى لها انه يتحدث بجديةٍ كبيرة، كما انها لن تنكر توترها الكبير من تواجده هنا ومبادلتها لمصافحته ايضاً! فهي لم تنسى ذاك الموقف بعد!

وكل ما فكرت به هو 'لما كان يبدوا بغيضاً في جميع المرات التي قابلته بها؟! بينما اليوم يتعامل برسمية وإحترام رغم تمييزه لي!..غريبٌ أمره حقاً!'.

__________________________

- أمي سأخرج قليلاً...حسناً؟
خاطبت والدتها مستعملةً أعين الجراء والنبرة الطفولية المترجية حتى توافق، فهي تعلم جودة مفعولها الجيدة.

همهمت والدتها بالفعل، لتحتضنها بسعادة ثم تركض بسرعة الرياح نحو غرفتها كما لو انها تمتلك بساطاً سحري!

تعجبت والدتها من سعادتها المفرطة والغير معتادة لمثل هذه الأمور البسيطة، ورغم ذلك هزّت كتفيها بلامبالاة عائدةً لقراءة ذاك الكتاب القديم المتموضع في حضنها مع فنجان الشاي الساخن أمامها.

وبعد فترةٍ وجيزة لمحت إبنتها وهي تخرج بسرعة، لتوصيها بصوت عالٍ:
- لا تتأخري بالعودة عزيزتي، إحظي بوقت ممتع، قبلاتي.
أصدرت صوت قبلات متتالية ليأتيها صوت ابنتها ايضاً من عند الباب:
- حسنا أمي...وداعاً.

- وداعاً.

دخل السيد كيم وقد شاهد كل ماجرى، ليجلس قبالة زوجته المنغمسة في قراءة ذاك الكتاب عن لعنة الفراعنة، إلا انه تسائل بفضول:
- مالذي تفعلينه؟

- أقرأ...ألا ترى هذا؟!
أجابته وعيناها لازالتا على الكتاب بينما تأخذ رشفةً خفيفة من كوبها، فتأفف بضجر وتذمر قائلاً:

- بحقكِ ريونغ!..أتركي هذا الكتاب قليلاً ولنخرج للتنزه! أشعر بالضيق من كثرة الجلوس بالمنزل!

- لا رغبة لي في الخروج حقاً!

أجابته ببساطة بينما تقلب الصفحة التي إنتهت من قراءتها للتو.

- لو كانت لورا هنا لخرجت معي، يالكِ من لئيمة...انا أكاد أختنقُ من الملل وانتِ تقولين لي كلاما كهذا وبكل بساطة!

عاد للتذمر بعبوس، فلعله يحصل على إهتمامها والقليل من عطفها، ولكن بئساً!

- الأمر ليس كذلك، لكنني أرغب بقراءة هذا الكتاب.

دخل جين ليجد ذاك النقاش الظريف بين والديه وكذلك إنزعاج والده المضحك بالإضافة الى إستغباء والدته، فضحك عليهما وإتكأ على الباب.

- أبي..انت تعلم أنّ أمي تقدس مهنتها كما يفعل تايهيونغ! دعها وشأنها ولنخرج سوياً...ما رأيك في زيارة نادي الشطرنج، والخاسر سيشتري لأمي كتاباً جديداً عن حضارة الرومان!

أرسلت له والدته قبلةً طائرة على إقتراحه الذي جعل القلوب تتطاير من عينيها.

دحرج والده مقلتيه بملل قبل أن يجيب:
- آه كتابٌ آخر عن التاريخ والآثار، حسنا حسنا سأخرج، فأنا أرغب بلعب الشطرنج على أي حال...جهز مالك منذ الآن، فأنا الذي سيفوز بالفعل!

إبتسم جين على ثقة والده العمياء بينما يغادر، لتتحدث والدته وعيناها مثبتتان على الكتاب كما السابق:
- لا يهم من سيفوز...المهم اني سأحصل على الكتاب في كلتا الحالتين.

وإختتمتها بأخذ رشفةٍ أخرى خفيفة من فنجانها المزخرف والجميل.

أما الآخران، فقد خرجا بينما يلف الوالد عنق ابنه الأطول منه بذراعه كما لو كان شاباً في نفس عمره...فالسيد جينهو شابٌ بطبعه دائماً لا بمظهره.

___________________________

وبالعودة الى لورا فقد كانت سعادتها غامرة
وكل هذا لأنها ستقابل جيمين.

إرتدت ملابس بسيطة تتلخص في بنطال جينز ضيق مع قميص وردي بسيط ذو ياقة بيضاء، وحذاء رياضي أبيض اللون.

أما بالنسبة لشعرها فقد فضّلت رفعه للأعلى على شكل ذيل حصان تاركةً بعضاً من خصلاتها تزين جانب وجهها الطفولي.

وصلت بعد فترة وجيزة الى المكان المنشود، فنزلت من السيارة وقد كان السائق الخاص هو من أوصلها بالفعل.

تأكدت من مظهرها قبل أن تطرق الباب، ثم طرقته بهدوء.

وأثناء ذلك أخذت تتأمل المنزل من الخارج، إذ انه كان منزلا بسيطا وجميلا ومريحاً للنظر.

به حديقةٌ مليئة بالزهور ذات الألوان والاشكال المختلفة، فعلى ما يبدو أنّ والدته من محبي الزهور كثيرا..او ربما والده.

هذا ما خمنته!

لم يدم وقوفها وإنتظارها طويلاً، لأنها سمعت صوت إمرأةٍ من الداخل.

- لحظة واحدة.

ثوانٍ حتى فُتح الباب وخرجت من خلفه إمرأة ذات شكلٍ لطيف، ترتدي مأزر المطبخ وعلى ما يبدو انها كانت مشغولة بإعداد شيءٍ ما.

كما إستنتجت انها والدته نظراً لتشابههما، فربما ورث لطافته عنها...

- مرحباً بكِ...هل انتِ صديقة جيمين؟
رحبت بها والدته بإبتسامة مشرقة، فبادلتها لورا بمثلها وأجابت بلطف:

- اوه اجل...ولكن هل هو موجود؟
دلّكت عنقها ببعض الإحراج دون سبب...ربما لأنها ستراه.

- أجل انه موجود، تفضلي بالدخول.

أدخلتها غرفة الجلوس، وقد كانت بسيطة ويغلب عليها طابع الأرضية الخشبية والأثاث الخشبي ومفروشات الفرو...ذوقهم جميل، هذا اول ما تبادر لذهنها.

جلست لتلمح والدته وهي تسكب طعاماً للحيوانات في إناء، وعلى ما يبدو انه خاص بالكلاب...هي تعرفه بالفعل، فلديهم جروة مزعجة وظريفة تتناول مثله.

نادت والدته بإسم 'سبايك'، فخرج كلبٌ بحجمٍ كبير نوعاً ما من الغرفة المجاورة، شكله جميل للغاية وفروه مزيجٌ بين الأبيض والرمادي والأسود.

'غريب..لم اكن اعلم انه يمتلك كلباً!' كان ذلك ما دار في عقلها لحظتئذ.

ضحكت والدته عندما إنقض سبايك على طعامه، وإبتسمت من جديد حينما لاحظت نظرات لورا المعجبة تجاهه.

- لم يخبرنا جيمين من قبل أنّ له صديقةً جميلةً مثلك؟!

إبتسمت المعنية بالكلام إبتسامة خفيفة على إطراءِ هذه السيدة، لكنها إستائت في ذات الوقت عند علمها بعدم ذكره لها أمام عائلته...ولما سيذكرها وهو ليس من المقربين منها الى ذاك الحد!

- إنتظريني...سأذهب لأناديه، عزيزتي أعتبري البيت بيتك حسناً، ولا تخجلي.
ابتسمت بعذوبة ونقاء آخر حديثها، فبدى للورا انها إمرأة طيبة وحنونة للغاية، وقد شعرت بالراحة تجاهها كثيراً.

Lora pov:~

بعد أن خرجت والدته ظللت أحدق حولي...

المكان أعجبني، فعلى الرغم من بساطته إلا انه ملفت.

وقعت عيناي من جديد على كلبهم، لقد احببته بالفعل!

وسرعان ما نهضت من مكاني وإتجهتُ نحوه، جلست القرفصاء بقربه ومسحت على فروه بلطف.

شعرت بسعادته نظرا لتفاعله معي، إذ انه اصبح يحرك رقبته ويطلب المزيد.

ضحكت على حركاته اللطيفة ولوهلة تخيلته هولي على الرغم من وجود فرقٍ شاسع في الحجم بينهما، الا أنهما بنفس اللطافة!

- يبدو أنّ سبايك قد أعجبكِ؟
لقد كان ذاك الصوت الذي يطرب مسامعي وصاحبه الذي أسر قلبي.

حدقت ناحيته بسرعة شوقاً لرؤيته، وقد نبض قلبي بإضطراب.

قد يقول البعض أني لم أره ليوم واحد فقط وأتحدث هكذا!

ولكن نعم...نعم فهذا حال العشاق مثلي، يملؤهم الشوق تجاه أحبائهم حتى ولو كانوا معاً بذات المنزل ولكن بغرفٍ مختلفة!

ضحكت بدوري و قلت مجيبة:
- أجل لقد أحببته...انه لطيف.

كان يتكأ على عكازين لتساعدانه على المشي، وقدمه مربوطة برباط طبي.

وسرعان ما إتجه نحونا وجلس على الاريكة التي بقربنا،
نده لسبايك بيده ليقف الاخر ويذهب إليه بسرعة، فقفز فوقه وحاول لعقه كحركةٍ ودية من الكلاب.

ضحكت بخفة على شكله اللطيف وهو يحاول تفادي لعقه بينما كلبه مصرٌّ على فعل ذلك.

- يبدو انه يحبك كثيراً.

- أجل، نحن ربيناه منذ أن كان جرواً، وهاهو الآن كلبٌ ناضج ووسيم، أليس كذلك سبايك؟

نبح سبايك وكأنه يوافقه كلام جيمين...انه لطيف كصاحبه تماماً.

- البعض قد يظن انه كلبٌ متوحش ومؤذي نظراً لجحمه وشكله المشابه للذئاب!
ولكن على العكس تماماً...انه كلبٌ لطيف ومسالم،
كما انه وفيٌّ للغاية.
كان يتحدث عن كلبه وانا اصغي بإنتباه، كما وإستشعرتُ الفخر والسعادة في نبرته حينما إستحضر سيرته...يبدو انه متعلق به جداً.

همهمت له بينما آخذ مكاناً لي بجانبهما على الأريكة، ولم تمر سوى هنيهات حتى عادت والدته من جديد وهي تحمل أكواباً من شاي القرفة مع بعض البسكويت بمربى الفراولة.

آه يا إلهي، يبدو انها تعرف ما أحب بالفعل!

قدمته لنا وشكرتها على حسن ضيافتها، وما لبث أن تسائلت مخاطبةً إبنها بنبرة بالغة اللطف:

- جيمين بني...لما لم تخبرني أنّ لك حبيبةً جميلة؟!

يالِسعدي!

يبدو انها تبادلني نفس المشاعر...مشاعر أن تكون حماتي المستقبلية ومشاعر أن اكون كنتها وزوجة ابنها.

وأخيراً وجدتُ من يفهمي...هذه المرأة تروقني بالفعل!

إختنق جيمين المسكين بالبسكويت...يبدو انه قد صُدِم!

لذا ربتُّ على ظهره بخفة وأعطته والدته كوباً من الماء
قبل أن يبدأ بالتذمر كالأطفال الصغار:
- أمي!..انها صديقتي فحسب، لما تقومين بإحراجي أمامها؟!

نفيه لكلام والدته و إستبداله بهذه الجملة كان مؤلما بالنسبة لي!

تجاهلت الامر وإبتسمت بهدوء على لطافتهم، فبالنهاية لن أرغمه على مبادلتي ذات الشعور.

فهو لا يعلم بأمر إعجابي نحوه حتى الأن!..لن ألومه على أي حال.

وسرعان ما تذمرت والدته ايضا، لتقول بملامح لا تقل عنه عبوساً:
- وما أدراني؟! ظننتها حبيبتك!..انت لم تخبرنا من قبل عن إمتلاككِ لصديقاتٍ من الإناث!

تنهد جيمين مبتسما على عبوس والدته، ليتحدث بصوت هادئ:
- لا تهتمي...على كلٍ هذه هي لورا، لورا هذه أمي.

قدمنا لبعضنا البعض وقد كان هذا ظريفا، وما كان اكثر ظرافة هو حديث والدته التي أكاد ألتهمها:

- بالمناسبة...هذا البسكويت صنع منزلي، لقد أعددته قبل قليل، أتمنى أن يعجبكِ، كما انه المفضل لدى جيمين.

ما هذا الكلام يا حماتي!
كيف لا يعجبني وانت من أعده، وخصوصا انه المفضل لدى جيمين!

من الان وصاعدا هذا هو بسكويتي المفضل.

خرجت والدته بعد وقتٍ قصير حتى تتيح لنا مجالاً للتحدث براحةٍ أكبر، فقطعت هذا الصمت الغريب بيننا بينما أداعب سبايك بأطراف أصابعي:

- إذاً...كيف أصبح كاحلك، أهو أفضل؟

وضع الفنجان على الطاولة أمامه بعد أن أخذ منه رشفة، ثم أجابني مبتسماً:
- أجل، لكنني لن أتمكن من السير عليه إلاّ بعد أسبوع على الأقل حتى لا يتأذى أكثر.

ولم أجد نفسي إلاّ وانا أسأل من دون وعي:
- أهذا يعني انك ستتغيب عن الجامعة لمدة أسبوعٍ كامل!

- أعتقد هذا.

ولكنني لن اتحمل عدم رؤيته لأسبوعٍ كامل! لذا تحدثت من جديد وبترقب:
- إذاً ما رأيك أن ألخص الدروس وأحضرها لك...انت تعلم، حتى لا تفوّت أي شيء، ثم ندرسها معاً كما إتفقنا سابقاً...ما رأيك؟

بالطبع...وجدت حجة تمكنني من رؤيته يوميا، و حمدا لله انه قد وافق.

كما ولست أعلم من أين إختلقتها وبهذه السرعة أيضاً!

_________________________

Taehyung pov:~

بعد مناقشتي لهوسوك بعض الأشياء المهمة عن العمل، ذهبت انا وجونغكوك الى ملعب كرة السلة.

انه قديمٌ نوعاً ما، لكنه مكاننا المفضل منذ الثانوية، نحن نأتي إليه في وقت فراغنا ونلعب كرة السلة دائماً.

وهانحنذا نخوض جولةً فيما بيننا، والخاسر سينفذ طلباً للآخر.

بالطبع كانت هذه فكرة جونغكوك...أخبرني أن نضيف بعض المتعة للعبة، انه يحب الدراما كثيراً ويقحمها في كل شيءٍ تقريباً.

كما وانه يلعب بشكلٍ ماكر وممتاز، لكنني أحرزت أهدافاً اكثر منه الى الآن.

وجدت نفسي أفكر بأمورٍ أخرى أثناء لعبي
وقد تلخصت في:

ما كان إسمها يا ترى؟ انا لا اعرفه حتى!

لم أتعرف سوى على ميون وهوسوك اما تلك الفتاة وصديقتها ذات الشعر البني لا أعرف أسمائهما!

لا اعلم لما تذكرت الأمر فجأة؟

او لما خطرت على بالي للتو رغم انني لم أقابلها سوى لمرتين!

أعترف انني كنت فظاً معها في المرة الأولى
ولكنني كنت غاضباً حينها.

صحيحٌ انني لا أحب الإعتراف بخطئي او الإعتذار، ولكن انا لا اعرفها حتى لأعتذر او ابرر أسبابي!

وعلى الرغم من كل هذا بدت لطيفةً في ردها للتحية رغم تمييزها لهويتي، وكذلك رغم ما فعلته لها مسبقاً.

بدت كطفلةٍ صغيرة بملامحها الهادئة والمريحة، خصوصاً مع ملابسها ونظراتها البريئة، صدقاً...لا يجب ان تبقى حرةً طليقة لوحدها في هذا العالم المليء بالوحوش!

وللتو قد لاحظت جمالها المميزة، انها جميلةٌ حقاً!

آه تايهيونغ توقف عن التفكير بهذا الشكل اللعين، لما أهتم لأمرها أساساً!

هناك مئات الفتيات أجمل منها، لذا لا داعي لمثل هذه الأفكار!

كما ومن المؤكد انها تخفي خلف تلك البراءة الكثير من الشر والخبث...إنهن متشابهات مع إختلاف المظاهر فقط.

ولكن مهلاً لحظة!..آه اللعنة، ما هذا؟!

- هاي يا صاح، ما بك شارذٌ هكذا؟! حتى انك لم تسمع ندائي وانا أحذرك من الكرة!

اللعنة عليك جونغكوك، لن تخسر شيئا لو صرخت بصوت أعلى...لكنت سمعتك!

لكنني لا أحب الصراخ على اي حال...فإرتطام الكرة برأسي افضل من عويله المزعج!

- لا شيء مهم.
نفيت برأسي، لأحمل الكرة من جديد وأكمل المباراة ضده.

إنتهى بي الأمر خاسراً أمامه، وذلك بفضل شروذي وتفكيري المستمر بتلك الفتاة، لا اعلم لما، رغم انها لا تهمني بتاتاً.

وهاقد بدأ جونكغوك بالتفاخر:

- أنت خسرت وانا فزت انت الخاسر وانا الفائز!
لحّنها أثناء نطقه لها، وكل ذلك حتى يستفزني بأفعاله الصبيانية، كما انه لم يتوقف عن القفز حولي كالمجنون!

دلكت جبيني بنفاذ صبر، لأنطق قبل أن أركله لمنزله
- إذاً ماهو طلبك؟

توقف جونغكوك عن القفز فجأة، وأجاب بكل بساطة:
- أريد الإصدار الأخير من لعبة أوفر واتش.

هل يمزح معي!

- جونغكوك انت تعلم انها لم تنزل في الأسواق بعد!

ولكنه إبتسم لي تلك الإبتسامة الشريرة، وراقص حاجباه بإحترافية.

- وأعلم أنٍ إبن صاحب الشركة المنتجة للعبة هو صديقك...أليس كذلك تايهيونغي؟

اللعنة على هذا القارض، دائما ما يحب إقحامي في مثل هذه الأمور.

أعني...انا لم أتحدث مع مارك منذ مدة طويلة، لأتصل به الآن وأخبره اني أريد نسخةً من اللعبة قبل نزولها للأسواق! سيبدو هذا لئيماً بعض الشيء!

مارك لن يمانع، ولكن من يدري عن ما سيقوله عني في تلك اللحظة!

آه هذا الفتى سيقودني الى الجنون!

- حسناً حسناً أصمت.

- ماذا؟ هل تشعر بالغضب لخسارتك؟
حدثني بينما ينكزني بأصابعه مع نبرةٍ ساخرة ومستفزة،
إنه مجرد طفل...ولكنني أحب هذا الطفل كثيراً.

كتمت ضحكتي بصعوبة خلف ملامحي الباردة لأجيبه:
- أصمت وإلا غيرتُ رأيي.

فرفع يديه للأعلى وهتف بذعر:
- حسنا حسنا، هاقد إبتعدت!

رسمت إبتسامة جانبية على ثغري بينما نغادر سوياً ذاك الملعب...لا أعلم الى اين ولكن ربما الى المنزل.


End taehyung pov.

___________________________

- لقد أمضينا وقتاً ممتعاً، شكراً على هذا اليوم الجميل.
أنبست ميون بإبتسامة خفيفة، ليوافقها هوسوك الرأي قائلاً بينما يغمض عينيه بفضل إبتسامته الواسعة:
- أجل كان يوماً رائعاً، أعلموني إن فكرتم بالخروج مرةً أخرى فلدي مكانٌ أود الذهاب إليه برفقتكن.

دحرجت هيري مقلتيها بيأس، وسرعان ما أشاحت وجهها ذو المعالم الباكية.

أما ايرين، فقد إبتسمت مظهرةً أسنانها الناصعة في إبتسامة خلابة، ثم خمنت قائلة:
- هل تقصد صالون التجميل؟

- أجل، انه هو.

قهقهت ميون وايرين عليه، اما هيري فكل ما تمتمت به هو 'أشك في جيناته حقاً!..بل اني متأكدة من وجود خللٍ ما!'.

لقد أمضوا وقتاً ممتعاً للغاية، جلسو في ذاك المقهى أولاً،  ثم أخذو جولةً في تلك المنطقة، وقامت ميون بتعريفهم على أجمل معالمها، ثم كانت الحديقة العامة آخر وجهةٍ لهم.

وأخيراً قرروا العودة الى منازلهم...

ودعتا هيري وايرين هوسوك وميون، وقد قررتا العودة سيراً على الأقدام نظراً لجمال الطقس مع نسماته الخفيفة وسمائه الصافية.

وما زاد اللوحة جمالاً هو ذاك القرص الذهبي الذي يلطخ السماء باللون البرتقالي الممزوج ببعض الحمرة....انه وقت الغروب.

- بالمناسبة...هناك أمرٌ أود إخباركِ به.
نطقت هيري بعد أن تذكرت ليلة الأمس وما تحمله بينما تعيد شعرها خلف أذنها.

إكتفت الأخرى بالهمهمة بهدوء بينما تراقب خطواتها وهي تمشي...انها عادةٌ لديها منذ أن كانت صغيرة.

تنحنحت هيري قليلا قبل أن تتحدث فالامر ليس بالهين، هي كادت تخطف ليلة أمس وصديقتها المقربة لم تكن تدرك شيئا حتى الآن!

- في الحقيقة تعرضت للإعتداء ليلة أمس...كدت أُختطف.
قالتها دفعةً واحدة، لتجحظ عينا ايرين تليها شهقة تدل على صدمتها وذعرها.

- ماذا! أحقاً ما تقولين؟!..كيف حدث هذا؟ هل تعرضتِ للأذى؟!
تحدثت بينما تقوم بتفحص جسد ووجه الأخرى للتأكد من عدم وجود أي إصابات.

كانت علامات القلق تكسو وجهها، وكذلك نبرتها...جسدها بالكامل كان يعبر عن خوفه!

مجرد التفكير بأن هيري كانت ستتأذى أرعبها وبشدة، وسرعان ما إبتسمت هيري بلطف وأمسكت كتفي ايرين، بنبرةٍ مُطمئنة قالت:

- لا داعي للقلق ايريناه، انا بخير.

وأخيراً إقتنعت بما تقوله هيري وإبتعدت عنها، ولكن هذا لم يمنعها من طرح وابل أسئلتها حول ما جرى:
- حسنا، ولكن أخبريني كيف حصل هذا وبالتفصيل.
شددت عل آخر كلمةٍ نطقتها، فهي تعنيها حقاً.

تنهدت هيري ثم سردت لها كل ما حدث إبتداءً من خروجها في ذلك الوقت الى صفعها للباب بسبب ذلك المتخلف عقلياً!

وبعد انتهائها، أردفت وبكل بساطة:
- وهذا كل ما حدث.

أطلقت ايرين 'تشه' ساخرة لتقول بعدم تصديق:
- تتحدثين كمل لو أنّ شيئاً لم يحدث!
انتِ حقاً شيءٌ ما...اما بالنسبة لجونغكوك، فسأشكره فور رؤيتي له على تصرفه النبيل معكِ.

إنفجرت هيري ضحكاً لتتوقف عن المشي فجأة، وكأن الاخرى كانت تلقي دعابةً ما.

- عملٌ نبيل؟ آه يا إلهي أتمزحين معي ايرين؟ عملٌ نبيل في مؤخرتي! إنه مجرد سافلٍ لعين!
لعنته لتذكرها أفعاله وأقواله الصبيانية الدّالة على عقله الأجوف، اما ايرين فقلبت مقلتيها على مزاج الاخرى الذي تغير الى قمامة بمجرد ذكر سيرته!


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- لورا وجيمين وشو رح يصير معهم بالمستقبل؟ وهل تتوقعوا انها رح تنجح في لفت إنتباهه؟

- لقاء الجميع بالصدفة في المقهى وردود أفعالهم؟

- هوسوك وميون؟

- هيري وهوسوك😂؟

- تايهيونغ وتفكيره بإيرين الغير مفسر؟

- جونغكوك وسماجته؟

- علاقة ايرين وهيري اللطيفة كصديقتين؟

- شخصية ايرين؟

- عيلة كيم الغريبة إبتداءً من الأب والأم الى الذرية الصالحة؟

- طريقة السرد؟ وهل عجبتكم او عندكم اي تعليق على شي معين، عادي بتقبل النقد وما بزعل لانو رأيكم بيهمني.

- توقعاتكم للجاي؟

بتمنى تجاوبوا على كل الأسئلة لانو رأيكم بيهمني كتير وبحتاجه لأعرف طريقة تفكيركم تجاه منحنى سير الأحداث.

أشوفكم بالبارت الجاي على خير يا أمورات🙈

See you next part...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top