27~سِرُّهْ..!
قراءة ممتعة🤍
﴿مَنْحُ الثِّقَةْ وَالْإِسْتِسْلَامُ لِلْآخِرْ وَالتَّخَلِّي عَنْ كُلِّ الْحَوَاجِزْ وَالْأَسْوَارْ هِيَ أَصْدَقْ طَرِيقَةْ لِنَقُولَ لِلْآخَرْ أَنَّنَا نُحِبُّهْ﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
تسمّر مكانه إثر إدارتهم لمقبض الباب بالفعل وهو خلفه تماماً...ماذا سيفعل؟!..ماذا سيقول؟!..ما مبرره؟!
لم يعرف ما يفعل في البداية!
لكنه تدارك نفسه أخيراً وأسرع بالإختباء خلف الدرج من الجهة المظلمة.
نجح في إخفاء نفسه، وهم قد خرجوا بالفعل ولم يشعروا بوجوده مطلقاً.
وما إن غادروا الى الخارج رفقة بيكهيون حتى تنفس الصعداء...
أطلّ بهدوء وراقب المكان قبل أنْ يخرج ويصعد نحو غرفته على الفور...بالطبع من اجل أن يفكر فيما سمع قبل لحظات ويفهم معناه، لأن عقله لا يكاد يصدق أي شيء من فرط الصدمات!
وبالذهاب لأولئك الثلاثة، فقد كان إثنان منهما يراقبان طيف سيارة الآخر وهو يغادر.
- ماذا! هل تريدين منه البقاء؟
وكزت ايرين ذراع لورا العابسة بقربها، وقد عنت بكلامها جيمين بالطبع...الجميع تقريباً يعلم بأمر مشاعرها تجاهه!
فزادت المعنية بالكلام من تبويز شفتيها وبعبوسٍ تمتمت:
- أشعر بالملل وحدي! وهو من يزيحه دوماً!
قهقهت ايرين قبل أن تلتفت للواقف بجوارها، لكنه قد ذهب بالفعل، لذا لحقت به على الفور.
كان يحشر يديه في جياب بنطاله بينما يصعد الدرج، فلحقت به حتى أصبحت تمشي بمحاذاته.
- ماذا ستفعل الآن؟
طرحت سؤالها حتى تقطع الصمت، لكنه أجابها ببساطة:
- سأستحم وأرتاح قليلاً.
- أظن أني سأفعل ذلك أيضاً.
أطبقت شفتيها وتلحّفت بالصمت مكملةً طريقها برفقته الى أن إفترقا عند دخوله لغرفته.
دلفت غرفتها هي الأخرى وأغلقت الباب خلفها، ثم أخذت بخطواتها نحو الحمام مباشرةً...إنها بحاجة لحمامٍ دافئ ومعطّر برائحتها المفضلة في هذا الطقس البارد.
خلعت ثيابها وغمرت جسدها داخل الحوض المليء بالماء الساخن والمعطر برائحة الأوركيديا السوداء...كما يحب هو.
لم يختلف عنها في هذه النقطة، إذ أنه يستحم أيضاً، فلعلّه يتخلص من تعبه.
تنساب المياه عليه بغزارة، بينما يحني جذعه الصلب ويسنده بذراعيْه على الحائط أمامه...رأسه مطأطأٌ دلالةً على عمق شروذه، وعيناه لا تبصران شيئاً عدا الفراغ.
بقي على ذات حاله لما يقارب العشر دقائق، ثم رفع رأسه قليلاً وأمسك قلادته.
ناظرها لفترةٍ من الزمن...يكاد يقتل نفسه ليعرف الحقيقة والسر خلف هذه القلادة!
إنجرف في سيل أفكاره الى أن إستفاق من جديد، فلمح البخار الذي ملأ الحمام وغطّى المرآة أمامه بالكامل، لذا طرد هذا الأمر من عقله مؤقتاً الى حين إنتهائه من الإستحمام.
______________________
لم يتوقف جين عن مجالسة نفسه في غرفته وتحليل ما يجري في صمت!
كل الطرق التي ظنها تؤدي الى المنطق كانت مسدودة وبقسوةٍ في وجهه!
كان يجلس بذات الوضع منذ دخوله، وسرعان ما رفع شعره بنفاذ صبر مع زفره لأنفاسه بحنق...سيُقْدِمُ على هذه الخطوة بالفعل، فلعلها تكون مفتاح أحد الأبواب المغلقة!
إستقام بعد ذلك وخرج من غرفته، نظر يميناً وشمالاً ولكن ما من أحدٍ بالجوار!
فإنتهز هذا لصالحه وتقدم بهدوء نحو غرفة ايرين.
طرق الباب بخفة لكنها لم تُجب! فعاد للطرق مرةً ثانية، ولكنه لم يتلقى أي رد!
لذا قرر الدخول، فلربما ليست موجودة وهذا هو المطلوب.
سمِع صوت صنبور الماء من الحمام فور دخوله، فتكهن بأنها لربما تستحم.
وقبل أن تخرج وتراه، أسرع نحو طاولتها ذات المرآة وإنتشل فرشاة شعرها وسحب منها شعرة!
ثم خرج كما دخل تماماً...
________________________
- و...إنتهيت.
أردفت بها هيري وهي تقف أمام المرآة مع إبتسامةٍ فخورة.
إنتهت للتو من الإستعداد، فجونكوك على وشك الوصول ليصطحبها الى منزل عائلته.
لن تنكر أنّ خلف إبتسامتها هذه يوجد توترٌ كبير، فما سيحدث خلال هذا العشاء سيكون بمثابة نقطة البداية.
إما أن تضع نقطة النهاية بعدها مباشرةً وتتوقف، او تكمل كتابة قصتها التي ستبدأ معهم وتحدد مستقبلها.
حملت حقيبتها وخرجت مطفأةً أنوار غرفتها من خلفها، وذهبت للجلوس على إحدى الأرائك منتظرةً قدومه.
وأثناء هذا خرج شقيقها من المطبخ وهو يحمل كوباً من شاي الأعشاب بين كفيه.
إرتمى بدوره على الأريكة المقابلة لها قبل أن يلمح كونها مستعدةٌ للخروج، فرفع إحدى حاجبيه وتسائل:
- الى أين؟
- سأذهب لتناول العشاء في منزل عائلة جونغكوك.
همهم وأنزل بصره نحو كوبه قبل أن يعيد سؤالها كما لو انها في إستجواب:
- وهل يعني هذا أنّ علاقتكما أصبحت جدية؟
- هي جدية منذ البداية.
أجابته ببساطة، فإبتسم بسخرية.
- ومالذي يؤكد لكِ انه يعتبرها جديةً مثلكِ؟!
- يونغي...انا لست غبية حتى أرتبط بشابٍ لست أثق به!
- ولكنكِ قلت بأنه زير نساءٍ من قبل! هل نسيتي؟!
رفع حاجباه بجدية، فإبتسمت بجانبية وأردفت بما أطفأ لهيب قلقه:
- اجل، لقد كان كذلك...ولكن كل هذا بات شيئاً من الماضي، لقد تغير وانا أثق به كثيراً الآن.
ناظرها في صمت لهنيهات، ثم هز رأسه متفهماً...تأكد الآن من ثقتها بالآخر، ولهذا سيثق به هو أيضاً.
يدرك أنّ لشقيقته شخصيةً مسؤولة وقوية، كما ولن تُقدم على خطوةٍ كهذه إلا وهي مدروسةٌ في عقلها بدقة.
في بادئ الأمر كان خائفاً من أن يتم خذلانها ويتحطم قلبها، لكنه إرتاح الآن...فعلى الرغم من شجاراتهما الدائمة كأي أخوين، إلا انه يخاف عليها كثيراً ويريد لها الأفضل دوماً.
وجونغكوك أيضاً لن يفكر في إرتكاب اي حماقاتٍ بحقها، فحينها سيقتله يونغي دون رحمة، وهو يعلم بهذا جيداً.
ظلت هيري صامتة بينما تعبث بهاتفها، وشقيقها يرتشف من كوبه بين الفينة والأخرى بينما يقلّب أمراً ما في عقله.
- هيري...
همهمت له بمعنى ماذا، فتنحنح قليلاً قبل أن يتحدث:
- أريد أن أسألكِ.
همهمت له مرةً أخرى، فعاد للتنحنح من جديد بينما يقضم شفتاه بتوتر:
- تلك الفتاة التي إلتقيتها في حفلة عملك..آه ما كان إسمها..؟!
إدعى النسيان...انه الكبرياء اللعين الذي يسري في دماء هذه العائلة!
- هل تقصد ميون؟!
أجابته بعينان لم تبرحا هاتفها.
- ا...اجل.
- ما بها؟
صمت لثوانٍ مراقباً الفراغ أمامه بينما يفكر في طريقةٍ للّفِ والدوران...فآخر ما يتمناه هو سخرية شقيقته الصغرى منه!
- كلا لا شيء...أردت فقط معرفةعمرها، تبدو صغيرة!
وجد حجة، ولكنها لم تكن مقنعةٍ للغاية بالنسبة لشقيقته، لكنها إكتفت بإخفاء هذا الى حين فهم ما يريد.
- انها في ذات عمري.
وبعد أن أجابته إدعى التفاجؤ...لكنه ملك الفشل في التمثيل، وهو أكثر من يدرك ذلك!
- حقاً! ظننتها أصغر!
- كلا.
- يبدو انكِ قد أخبرتِها عني!
هو لن يدخل صلب الموضوع بهذه السهولة، لذا أسئلته لا زالت طويلة...
- اجل...تحدثنا في ذات مرة عن عائلاتنا فأخبرتهم عنك...لماذا تسأل؟!
رفعت عيناها عن هاتفها أخيراً، وبتعجبٍ سألت.
وفي ذات الوقت، شعرت كما لو أنّ جونغكوك قد تأخر قليلاً!
إمّا أنّ الوقت قد بدأ يسير ببطئ، أو أنّ جونغكوك قد تأخر بالفعل! ناهيك عن أسئلة شقيقها الغريبة!
- لقد أخبرتني هي بهذا في الحفل...تعلمين، رقصنا سوياً و تعرفت عليها.
دعك رقبته وتحاشى النظر نحوها حتى لا تكشفه.
فرفعت طرف شفتيها بسخرية وقالت:
- تعرفت عليها؟! يبدو ذلك جلياً من عدم تذكرك لإسمها!
أوقعته في المصيدة بنجاح!
وسع عيناه بصدمة، ثم إبتسم سريعاً وسط إرتباكه الظاهر وبوضوح:
- صحيح...نسيت إسمها بالفعل، آه العمل وكثرة المشاغل دائماً ما تعبث بذاكرتي!
همهمت بغير إكتراث ثم عادت ببصرها نحو الهاتف.
تنفس الصعداء ورفع حاجباه تزامناً مع طرحه لسؤاله الجديد:
- إذاً...قلتِ انها صديقتكِ؟
- اجل.
- هل هي مرتبطة؟
عيناه كانتا تترقبان الجواب بخوف وحماس.
وما إن تفوه بسؤاله هذا حتى توقفت أنامل شقيقته عن لمس شاشة هاتفها، ورفعت عيناها ببطئٍ نحوه.
- كلا...لما تسأل؟!
لمحت بريق عينيه الناتج عن إطلاق ألعابٍ نارية ومفرقعات إحتفال فيهما...فخمنت بأن جوابها كان المنتظر.
ولكن سرعان ما عاد للتوتر والإرتباك، وقد بدى ذلك جلياً من نبرة صوته:
- مجرد فضول.
هز رأسه مراراً ختاماً لجوابه وتأكيداً، فهزت رأسها أيضاً مع فاهٍ مفغورٍ بسخرية، ثم إستطردت بوضوحٍ تام:
- مالذي تريده يونغي؟
أعلم بأن أمراً ما يدور في عقلك، لذا إعترف قبل أن أتحدث بنفسي!
نظر نحوها وأخيراً بينما يرمش بدهشة...يفضل الموت على أن يعترف أمامها!
- كلا كلا، قلت لكِ انه مجرد فضول!
أنكر مرةً أخرى، فنطقت بعد أن وضعت هاتفها جانباً وتكتفت:
- إن كنت معجباً بها فإذهب وإعترف لها بسرعة، لأن شاباً ثرياً قد صارحها بمشاعره قبل أيام وهي لم تمنحه ردها بعد.
أوضحت له كل شيء حتى يفهم، فوسع عيناه بصدمة.
- حقاً!
أغمضت عيناها ورفعت حاجباها مؤكدةً قولها، فوضع الكوب على الطولة والذعر مرتسمٌ على سيمائه بوضوح، وهذا ما جعل شقيقته تكتم ضحكتها بصعوبة...هذه المرة الأولى التي ترى بها شقيقها مغرماً بفتاة!
ولكن سرعان ما شعرت بالشفقة حياله، فأرخت ملامحها وقالت:
- يمكنني مساعدتك...
ناظرها بعدم تصديق، فإبتسمت بخفة وأومأت، وماهي سوى لحظاتٌ قليلة حتى بدأت تضحك.
- هنيئاً لكِ ميون! انتِ أول فتاةٍ تذيب مشاعر أخي المتحجر!
صفقت وسط ضحكاتها، فشزرها بسخط...لهذا السبب لم يكن يريد التحدث!
- هذا مدهش يونغي! ستكونان أروع زوجيْن في المستقبل...يا إلهي سأصبح عمةً قريباً.
لم تتوقف عن التصفيق بحماس، فأطلق 'تشه' ساخرة ثم قال ببروده المعتاد:
- ومن قال بأنني سأتزوج الآن!
ثم لما تبدين واثقة من قبولها بي؟! هي لم توافق على شابٍ ثري ولا زالت تفكر، وتريدين منها أن توافق علي؟!
توقفت عن التصفيق فجأة لتناظره بذات بروده.
- لما كل هذا الإحباط؟
مالذي ينقصك؟..انت طبيبٌ معروف وأفضل بكثير من ذاك الثري المدلل!
صدقني...ميون لا تنظر للماديات، بل تنجذب لشخصية الرجل القوي والمسيطر، مثلك انت تماماً...لا تقلق، مستقبلك مضمون.
لم يجبها وظل صامتاً، الى حين نطقها من جديد وبحماس:
- سأدبر لكما موعداً عند الغد، لذا فلتتفرغ من أجل هذا وخذ إذناً من المستشفى.
إبتسم بخفة مظهراً إمتنانه.
- شكراً أختي.
- العفو.
وما إن تلفظت بها حتى سمعت صوت بوق سيارة جونغكوك والذي بدى كما لو انه ينتظرها حتى تنتهي هي وشقيقها من التحدث.
إستقامت بسرعة وحملت حقيبتها وهاتفها بنية المغادرة.
- حظاً موفقاً...
شجعها لتستدير نحوه وترفع قبضتها بتشجيع هي الأخرى ثم تغادر.
- مرحباً عزيزي.
قبّلت وجنة جونغكوك ما إن صعدت، ثم وضعت حزام الأمان بسرعة.
- مرحباً حبيبتي...هل انتِ مستعدة؟
- اجل.
إبتسما لبعضهما بخفة قبل أن ينطلقا.
_________________________
إنتهت من إستحمامها قبل دقائق، وهاهيذا تمشِّطُ شعرها الأسود المبلل.
- ايرين...العشاء جاهز.
كانت هذه لورا التي أطلت بنصف جسدها من الباب بينما تبتسم، فبادلتها الجالسة أمام المرآة ذات إبتسامتها وقالت:
- حسنا، انا آتية.
وضعت فرشاة شعرها وأزاحت بعضاً من خصلاتها المتمردة خلف أذنيها قبل أن تنزل لأسفل.
تناولت العشاء رفقة العائلة، وما إن إنتهى الجميع حتى كانت على وشك الخروج نحو الإسطبل، إلا أنّ يداً ما قد إعترضتها.
- لا تخرجي...شعركِ مبلل وقد تمرضين.
كان الفاعل والمتحدث تايهيونغ، فأومأت بطاعة رغم رغبتها الجامحة في رؤية فكتوريا.
شعر بتفشلها، فقال حتى يزيح عنها الملل:
- ما رأيكِ أن ندردش سوياً في غرفتي.
ورغم انه أمرٌ عادي، لكنه مميزٌ بالنسبة لها، فهي تتوق لمعرفة المزيد عنه، ولهذا لم تتردد في الموافقة بإبتسامة لطيفة جعلته يرسم مثلها دون أن يُحس.
دخلا لغرفته مع كوبين من الشوكولاتة الساخنة، وإتخذا لنفسيهما مكاناً أمام نافذة شرفته الزجاجية بينما يجلسان على وسادتان ضخمتان وظلمة السماء الحالكة هي كل ما يتأملانه.
كان محيطهما دافئاً رغم برودة الطقس بالخارج وذلك بفضل حمايتهما لنفسيهما من البرد بواسطة لحافين ثقيلين نسبياً، وأيضاً لتقارب جسديهما.
كان المنظر هادئاً ومريحاً خصوصاً مع بدأ هطول المطر في الخارج بغزارة.
بدأت قطرات المطر بالتشكل والتسارع فوق سطح الزجاج أمامهما بمنظرٍ شتوي لطيف.
- جيد انني منعتكِ من الخروج.
نطق هذه الكلمات بعد مدةٍ من الصمت، وكذلك بعد رؤيته لإهتياج الطقس بالخارج، فإبتسمت بهدوء وقالت:
- شكراً على إهتمامك.
إبتسم بدوره وهو يراقب ما خلف الزجاج رغم عدم وضوحه.
- لما لم تجففي شعركِ؟
- أكره فعل ذلك.
أجابته ببساطة ثم أخذت ترتشف من كوبها الدافئ، فأدار وجهه نحوها هذه المرة وأنبس بهدوء:
- ولكن إن لم تفعلي ذلك ستمرضين، ألا ترين برودة الطقس!
- أعلم...مناعتي ضعيفة بالفعل وانا أمرض بسهولة، ولكن رغم هذا لا أحب تجفيفه، كانت جدتي هي من ترغمني على فعل ذلك، وأحياناً هي من تقوم بتجفيفه لي، لكنها رحلت الآن...
رافق الحزن صوتها، وقد لاحظ هو ذبول ملامحها وطأطأتها لرأسها...فقدانها لجدتها لا يزال مؤلماً بالنسبة لها رغم مرور مدةٍ على ذلك.
رمش عيناه بخفة وإلتزم الصمت لوهلة مراقباً هدوئها، ثم عاد ببصره للأمام ونطق بنية إسعادها...او على الأقل تحسين مزاجها:
- إن كنتِ لا تحبين تجفيفه بنفسكِ فيمكنني فعل هذا من أجلك.
رفعت رأسها ببطئ ونظرت نحوه...كان يطالع هطول المطر بهدوء، فإبتسمت بخفة على ذلك.
- شكراً لك تاي...شكراً لك على كل شيء.
نطقها لإسمه بهذا الشكل لا يزال يؤثر عليه بشكلٍ كبير، فما إن تفوهت به حتى شعر بكيانه يهتز...سخر من نفسه لضعفه الكبير أمامها ولأسبابٍ تافهة أيضاً!
- العفو جوليانا...
قطبت حاجبيها لتذكرها هذا اللقب!
لقد كانت أول مرةٍ يطلقه عليها في يوم المهرجان، ومنذ ذلك الحين والفضول يتملّكها حيال معناه وسبب تسميته لها.
- ما معنى هذا الإسم؟
لمحت إبتسامته الخفيفة التي تشكلت على شفتيه ما إن طرحت سؤالها، فإرتشف رشفةً خفيفة من كوبه قبل أن يجيبها وعيناه لازالتا معلقتان على ما يحدث في الخارج:
- معناه الفتاة الحسناء ذات الشعر الطويل.
زادت من عقدة حاجبيها لتعود لسؤاله من جديد:
- ولما أطلقته علي؟!
- لأنه يُمثّلكِ...
وأثناء إجابته ناظرها بعينان لامعتان كما لو انهما السماء بنجومها...هو لن يخفي أي شيءٍ عنها بعد الآن.
رمشت عدة مراتٍ مبديةً بذلك تفاجؤها، ورويداً رويداً حتى بدأ الدم يصعد لوجنتيها دون إذنٍ منها، فتتصبغان بما يحب هو.
أسهب النظر بها وتأملها بكل ما يملك من حواس...إنها هديةٌ ثمينة لقلبه وهو شاكرٌ للقدر على جلبها له.
لم يكل او يمل من مطالعتها...ورغم هدوء ظاهرهما من الخارج إلا أنّ عواصف تناهز التي بالخارج قائمةٌ بين قلبيهما.
قطعت هي هذا التواصل بإشاحتها لبصرها ووجهها أيضاً بعد أن إستوعبت حالة وجهها ولونه، فإبتسم داخله على لطافة تصرفها العفوي.
ثم تنهد بدوره وعاد للنظر أمامه.
- انتِ فتاةٌ تمتلك كل شيءٍ تقريباً! فلما تُحزنين نفسكِ أحياناً لمجرد ذكرياتٍ من الماضي؟!
لامست كلماته قلبها الجريح، فما كان بوسعها سوى الإبتسام بإنكسار على حالها الذي لا يفقهه هو.
- ليس كل من تراه يضحك كثيراً يعني انه يملك حياةً مستقرة وسعيدة، فظروف بعض البشر مدفونةٌ في أعماقهم، إن لم تعرفها فأكرمهم بحسن الظن...انا لست كما ترى!
شعر بأنها تحمل حزناً كبيراً وحملاً ثقيلاً على فتاةٍ بعمرها وبرقتها، فتسائل بحيرةٍ طفيفة علّه يخفف عنها، وقد عاد بنظراته المتفحصة بقلقٍ نحوها:
- لما أشعر كما لو أنكِ مهمومة؟!
صحيحٌ أنّ ما حدث في الآونة الأخيرة يرهق كلينا ويقودنا لطريقٍ نجهله، ولكنه ليس السبب الوحيد لجعلكِ على هذا الحال...أفصحي لي عما يُثقلُكِ.
إلتمست القلق في نبرة صوته العميقة، لتجيبه بعد أن قررت ذلك:
- انا فتاةٌ عشت محرومةً من دفئ العائلة، لا أمٌّ تغمرني بحنانها، ولا أبٌ يحميني!
كبرت في كنف جدتي منذ أن كنت رضيعة، وهانذا أفقدهم جميعاً الآن!
أمي ماتت مقتولة على يد والدي السِّكير، وهو قد سُجن منذ ذلك الوقت.
انا لا أعرف شكله حتى! فحينما إرتكب جريمته النكراء كنت رضيعةٌ لم تتم السنة من عمرها!
لم أره من قبل، ولا أعلم إن كان حياً أم لا...انا أمقته بشدة ولا أريد الذهاب إليه!
فمثلما سلبني حنان أمي، سأسلبه شعور إمتلاك الأبناء...لا أعتقد أنّ مأساتي تقف عند هذا الحد فحسب! بل هناك المزيد...كبرت بفضل جدتي، وكما إعتنت بي في صغري إعتنيت بها في كبرها.
كانت جدتي مريضة قلب، وكنت انا من يعيلها ويعيل نفسي، كنت أعمل وأدرس الى أن تخرجت،
وفي إحدى المرات إشتد عليها المرض كثيراً، وعندما أخذتها الى المستشفى أخبرني الطبيب أنّ صحتها تتدهور وأنّ قلبها بات ضعيفاً!
كدت أُجن حينها وبدأت أخاف كثيراً...حتى إنّ النوم جافاني من فرط التفكير!
وفي آخر مرةٍ أخذتها فيها الى الطبيب، أخبرني انها تحتاج نوعاً معيناً من الدواء حتى تتحسن، ولكن ذاك الدواء كان باهظ الثمن.
لم أعرف ماذا سأفعل في البداية، الى أن أضطررت للإنتقال الى سيول من أجل العمل في مكانٍ يمنحني المال الكافي لشراء دوائها.
ولكن في آخر أيامها إشتد عليها المرض كثيراً ولم أتمكن من إنقاذها ككل مرة...فقد فات الأوان بالفعل، ذهبت وتركتني بمفردي في هذه الحياة القاسية بينما أتحسر على نفسي...تاي، انا أشتاق لها كثيراً.
نظرت إليه بعينان قد غطتهما الدموع حزناً، ثم إرتمت في حضنه وأجهشت بالبكاء.
وكل هذا وسط تحديقاته المتفاجئة!
لم يكن يعلم أنّ حياتها بهذا الشكل...ولم تخطئ هي حينما طلبت منه إحسان الظن بها.
شعر بقلبه يتمزق لأشلاء لمجرد رؤيته دموعها وسماعه صوت بكائها، فأحاطها بذراعيه غامراً إياها في حضنه.
زاد نحيبها المكتوم وبدأت تشد على كنزته وتبكي بحرقة، فرفع يده بعد لحظات ومسّد على شعرها الحريري بمواساة، كما وحاول نسيان أمر قلبه الذي بات على شفى حفرةٍ من الجنون بفضل توسدها لصدره وبكائها عليه.
إستمر في التربيت على رأسها وعلى طول ظهرها بحنان الى أن هدأت، فإبتعدت بضع إنشاتٍ وهي تمسح دموعها التي بللت وجنتيها المحمرتين إثر بكائها.
- آسفة على ما حدث.
إعتذرت قبل أن تبتعد كلياً وتعود لمكانها، فنفى مطمئناً إياها:
- كلا...يمكنني أن أكون الحضن الدافئ لكِ كلما شعرتي بالحزن.
شعرت بقلبها يتوقف ما إن لامست أنامله كفها مربتاً عليه، فلم تجد طريقةً للتعبير عن شكرها عدى بإقترابها منه وطبع قبلةٍ هادئة على وجنته الباردة.
حركتها كانت صادمةً بالنسبة له، فآخر ما توقعه هو صدور فعلٍ كهذا منها!
وهي أيضاً لم تكن أقل صدمةً منه...فمن المتعارف عليه أنّ خجلها يفوق كافة التوقعات، ولكن من أين لها بكل هذه الجرأة؟!..لربما كانت بفضل قلبها الذي يطالبها بالبقاء قربه ما تبقى لها من العمر.
إبتعدت عنه قليلاً، فتلاقت عيناها بخاصته المتفاجئة...لقد تعثر قلبه بجمال عينيها، فسقط!
عجز لسانه عن النطق وهي أيضاً! الى أن قُطعت الكهرباء فجأة!
ساد الظلام من حولهما فبدآ بالنظر هنا وهناك.
تمكنت هي من رؤية وجهه بوضوح بفضل ضوء القمر...أما هو...فقد ظهرت حقيقته!
كان يرمش عدة مراتٍ ويُسهب النظر نحو مكانٍ واحد كما لو انه كفيف!
ثم بدأ يتلمس المكان من حوله بحثاً عنها، وهذا ما جعلها تقطب حاجبيها لومضةٍ قد زارت ذاكرتها من ما فات!
تذكرت تلك الليلة في الشركة عندما وجدته بذات الحالة، وبذات الظلام، وبذات إرتيابه من الموقف..لكنها والى الآن لم تفهم السبب!
- ايرين...اين أنتِ؟!
تلمّس المكان من حوله بحثاً عنها، فأجابته بعينان متسائلتان:
- هانذا بقربك، ألا تراني؟!
من المستحيل أن لا يراها! فضوء القمر وحده كافٍ رغم تلبد السماء بالغيوم الداكنة!
وما كاد يجيبها او يفسر حتى عادت الكهرباء من جديد!
لاحظت انه عاد للرمش كما لو انه يحاول تمييز ما أمامه، ثم نظر إليها بسرعة ولكن دون أن يتحدث.
فقالت هي حتى تشبع غليل فضولها بتساؤل وترقب:
- مالذي يحدث تاي؟!
فكرة انه قد يعاني من رهاب الظلام ليست كافية لتفسير ما رأته! هناك أمرٌ آخر لا تعلمه عن شخصيته الغامضة هذه!
بدى التوتر جلياً على وجهه، ناهيك عن تلعثمه في الكلام!
- كـ...كلا، كلا لا يوجد شيء.
حركت رأسها للجانبين بنفي...هي لم تصدق ولن تصدق!
- كلا تاي...هناك شيءٌ ما بحق!
- إنه إنه...آه!
أشاح بوججه للجانب الآخر بملامح مقطبة.
- مالذي تخبأه تاي؟! أقسم لك بأني لن أتفوه بأي حرف، فقط أخبرني...القلق بدأ يتملكني بالفعل!
بدت مرتبكةً وقلقةً في ذات الوقت، فرفع نظره نحوها لثوانٍ والتردد خليله...هل يصارحها بكل شيء! هل هو الوقت المناسب لإخبارها!
آلاف الأسئلة تضاربت في عقله، لكنه إتخذ خياراً واحداً من بينها جميعاً...ألا وهو الوضوح التام.
أزفر أنفاسه بهدوء قبل أن يتلفظ بكلماته التي شدت إنتباهها:
- ايرين...هناك سرٌ يخصني، ولم أكن أريد لأحدٍ بأن يعلم به عدى المقربون مني، وبما انكِ أصبحتِ منهم...سأبوح لكِ بكل شيء.
تملكها الفضول القاتل لمعرفة سره هذا، وماهي إلا لحظاتٌ من صمته حتى عاد للتحدث بعينان تراقبان زخات المطر:
- أعلم بأنكِ قد لاحظتي هذا التصرف الغريب مني من قبل، ولكن كل ما في الأمر هو انني أعاني من مرضٍ يدعى العشى الليلي...هذا المرض يمنع المصابين به من الرؤية في الظلام او الضوء الخافت، ولهذا السبب لا أقود في الليل ولا أخرج من دون مرافق.
تفاجأت بشدة!..ليس لعدم معرفتها للمرض، فهي تعرفه جيداً وقد سمِعت عنه من قبل، وهي بحد ذاتها لا تعلم لما لم يخطر في بالها عندما كانت تبحث لمعرفة السبب، ولكن ما فاجئها هو إصابته التي لم تتوقعها بتاتاً، إن لم ترى ما حدث قبل قليل لما كانت لتشك في أمره مطلقاً، لأنه يبدو طبيعياً ولا يشتكي من أي شيء!
- ولكن...هل يمكن علاجه أم انه مستديم؟!
قلقت بشأنه كثيراً، كما وشعرت بالشفقة تجاهه...ليس كما لو أنّ المرض خطير للغاية ولكنه قد يتطور مع التقدم في العمر ليصيب أجزاءً أخرى من العين!
طأطأ رأسه بخفة، وإبتسم بسخرية على نفسه قبل أن يجيب:
- النوع الذي أعاني منه يمكن علاجه، ولكنني انا من لا يريد ذلك!
تعجبت وقطبت حاجبيها لإجابته الغريبة...هل يوجد شخصٌ يريد لنفسه المرض!
- لما؟! لما تفعل هذا بنفسك؟!
رفع رأسه ببطئ ليقابل عينيها مع تلك الإبتسامة الطفيفة.
- ليس كما لو انني أرغب بتفاقم الوضع!
ولكن نسبة نجاح العملية ضئيلٌ جداً، لهذا لا أريد القيام بها.
- لما لا تجريها فحسب! مالذي ستخسره؟!
عاتبته بتوبيخ، فتأمل الأرض لهنيهات رفقة بسمته المنكسرة، ثم أفصح بهدوء:
- سأخسر بصري!
إرتعدت أوصالها لمجرد تفوهه بهاتيْن الكلمتيْن، كما وقد وسّعت عيناها بصدمة وشهقت بخوف.
من المؤلم أن ترى شخصاً تحبه وفي عمرٍ كهذا يعاني من أمرين أعذبهما مر!
- وليكن في علمكِ فقط، انتِ هي أول شخصٍ يعلم بهذا من بعد عائلتي وكبار الخدم في القصر وجونغكوك وإيونها...لم أخبر أي أحدٍ بهذا من قبل.
إستشعرت الحسرة في نبرته فسُلبت منها روحها ألماً لحاله...وفوق كل هذا لأنها تحبه حقاً!
- آسفة لهذا.
إعتذرت رغم انها لم تفعل أي شيء...ولكنها تعتذر لنفسها وله ولحبها اليتيم، فقال بهدوء:
- لا تعتذري، فأنتِ لستِ بالسبب.
تنهدت بثقل بينما تحدق به وهو يراقب الأرض بشروذ...يؤلمها كونه شابٌ في مقتبل العمر!
_______________________
في منزل عائلة جيون...
يتناولون العشاء ومن يترأس الطاولة هو السيد جيون بالطبع، وعلى يساره زوجته ثم إبنه الأكبر نامجون، ومن جهته اليمنى إبنه الأصغر جونغكوك وهيري..او لنقل كنتهم المستقبلية كما يناديها هو.
رحبوا بها أشد ترحيب، وقد شعرت بالراحة لتقبلهم لها من أول لقاء، كما ولم يخلوا حديثهم من القهقهة والمزاح حتى لا تشعر هي بالتوتر.
وبالطبع لن نستثني جونغكوك، فهو أيضاً متعجبٌ من إنقلاب والده لشخصٍ آخر! لكنه لم يلقي لهذا أهميةً كبرى مقابل سعادته التي تفيض منه دون حساب!
والدته أيضاً قد أحبتها كثيراً، اما نامحون فهو يعرفها مسبقاً بالفعل.
- إذاً...هل قلتِ أنكِ من بوسان؟
كان هذا سؤال والده لها بإبتسامته الهادئة، فأجابته بلباقة:
- اجل.
- لدي صديقٌ قديم من بوسان، وهو رجلٌ صالح وطيب القلب وحسن الخُلُقِ...يبدو أنّ أهالي تلك المدينة متشابهين في هذه الخصال.
إبتسمت بخفة على مدحه لها، فقالت شاكرةً إياه:
- شكراً على إطرائك.
- فلتخبرانا كيف كان لقاؤكما الأول وكيف عرفتما بعضكما البعض؟
تسائلت والدته بينما تبتسم بلطف، فنظر جونغكوك لهيري وهي فعلت المثل، ثم إبتسما بحبٍ لبعضهما البعض قبل أن يجيب هو:
- لقد كان لقاؤنا صدفة...وهي أجمل صدفةٍ في حياتي.
إختتم كلماته بمحاوطة يدها المتموضعة فوق الطاولة، فتذمر نامجون بمزاح جاعلاً من الجميع يضحك:
- أظن انه علي البحث عن فتاة أحلامي سريعاً.
أكملوا عشائهم على ذات المنوال والكل سعيدٌ بهذا الإستقرار، الى أن تأخر الوقت فحان موعد عودة هيري.
الجميع قد أحبها بالفعل...
فاجئها جونغكوك بحضنٍ دافئ ما إن صعدت السيارة، غلغل وجهه في عنقها وهمس بهدوء مشدداً على حضنه:
- شكراً لكِ هيري...شكراً على ظهوركِ في حياتي.
قبّل عنقها برقة ما إن أنهى كلماته، فإبتسمت بخفة وبادلته حضنه الدافئ.
- جونغكوك...أحبك.
كلمتها هذه قد أذابته في رمشة عين، فتلفظها بها يعدُّ من النوادر!
إبتعد بضعة إنشات وقبّلها قبلةً لطيفة على شفتيها اللتان نطقتا بهذه التعويذة.
تراجع بعد ذلك سريعاً وأدار محرك سيارته حتى ينطلق بينما يبتسم.
وبعد مدةٍ من الصمت تحدثت هي:
- جونغكوك...أريد مساعدتك في شيءٍ ما.
همهم لها ثم قال:
- بالطبع، ماذا هناك؟
أخبرته عن شقيقها وعن كل ما دار بينهما قبل مجيئها، شرط أن يبقى الأمر سراً بينهما الى حين إشعارٍ آخر.
وبعد إنتهائها نظرت نحوه وأضافت:
- لذا أريد مساعدتك في التخطيط للموعد بحيث لا تشك ميون في ذلك.
رفع جونغكوك حاجبه الأيسر بتخمين، وسرعان ما قال:
- لا أعلم...يجب أن تكون خطةً مدروسة، فميون ذكية وقد لا تنطلي عليها الخدعة!
بوزت شفتيها وهي تخمن أيضاً، الى أن إبتسمت بخبث، فضحك الذي بجوارها وأشار نحوها.
- أعرف هذه الضحكة جيداً!
_________________________
إنقضت تلك الليلة كسابقتها من الليالي وهاقد حل صباح يومٍ جديد.
كل فردٍ يخطط لما سيفعل ولكن في سُكات!
ولكن هناك إستثناءاتٌ بالطبع...
خططت هيري هي وجونغكوك لما سيفعلان وقد باشرا في تطبيقه بالفعل.
إتصلا ببقية الرفاق وطلبوا منهم الإجتماع سوياً لنتاول الإفطار وقضاء بعض الوقت.
هوسوك وكاي وايونها وكذلك ميون وبيكهيون وافقوا على المجيء ولكن جيمين إعتذر لأنه يخطط لما هو أكبر...فهو سيزور لورا اليوم كبقية الأيام...كما لو انها ليست في مكانٍ بعيد نسبياً!
ولن ننسى ضيف الشرف يونغي بالإضافة للعقلين المدبريْن.
الجميع علِم بالخطة عدا ميون بالطبع، فإلتقوا بالفعل في أحد المقاهي وجلسوا جميعاً، وبما أنّ يونغي فردٌ جديد في شُلَّتِهم فقد كان صمته أكثر من حديثه، بالإضافة الى أنّ شخصيته هكذا على كلِّ حال.
- هوسوك...ناولني المربى.
طلب كاي من هوسوك، فقرّبه له الآخر بينما يتناول بكل رقيٍّ عكس الكائنات الهمجية قربه، فسخِر منه جونغكوك بقصد المتعة كالعادة:
- لما تتصنع الأدب وانت أكبر متعجرف؟!
رفع حاجباه بترقب لرد فعل الآخر، والذي توقف عن الأكل وأغمض عيناه بنفاذ صبر.
- لا تتحدث كما لو انك مثالي! انت الأسوء هنا بالفعل!
ولكن الآخر لم ينزعج إطلاقاً فهو قد إبتسم بإستفزاز وقال:
- قد لا أكون مثالياً، ولكن بالنهاية انا لست انت!
إنفجر ضاحكاً بعدها ليرمقه هوسوك بسخط قبل أن يدحرج مقلتيه بملل من طفولية الآخر، وكذلك كاي الذي شارك جونغكوك الضحك...هما لا يختلفان في شيء!
وأثناء هذا كانت هيري تتبادل أطراف الحديث مع إيونها الثرثارة وتسترق النظر بين الفينة والأخرى حتى تراقب شقيقها.
فقد كان يجلس ويتناول طعامه بهدوء بينما يختلس نظراتٍ خاطفة نحو ميون التي تواسي هوسوك المنزعج.
إبتسمت بخفة على ذلك قبل أن تقرص كاي من اسفل الطاولة وكذلك جونغكوك، فصرخا في آنٍ واحد وحدقا نحوها بإنزعاج...حركتها هذه كانت حتى يغلقا فمهما ويصمتا، لأن كل من بالمقهى بات ينظر نحو طاولتهم بغرابة، والمضحك في الأمر انها لم تزل إبتسامتها اللطيفة رغم ما فعلته!
إلتزما الصمت خوفاً من غضبها، وأكملا تناول إفطارهما كالطفلين العابسبن.
- شقيق هيري...لما لا تتحدث؟! انت ممل!
تحدث هوسوك بعد أن لاحظ صمت الآخر، ولكن يبدو أنّ كلامه هذا لم يرُق يونغي بتاتاً، فهو قد رفع نظراته وحدق به ببرودٍ يذيب الصخر، ثم قال بنبرةٍ جامدة:
- أولاً أُدعى يونغي، ثانياً انا لست مدينة ملاهي حتى تراني ممتعاً!
وتم قصف هوسوك بنجاح!
المسكين تلقى إجابةً جعلته يرمش عدة مرات بفاهٍ مفتوح، ناهيك عن ضحك جونغكوك وكاي اللذان أعجبهما رد يونغي، ولكنهما تعرضا لرفسةً مؤلمة هذه المرة جعلت من عيناهما تدمعان...والفاعل معروفٌ بالطبع!
اما بيكهيون وإيونها فقد تبادلا إبتسامةً تكتم خلفها ضحكة على ما يحدث، لكنهما فضلاً عدم إخراجها.
وأخيراً ميون التي سرحت في يونغي البارد بعينان تخرجان قلوباً...انها تحب هذا النوع من الرجال كثيراً.
وعلى حين غرة إستقامت هيري من مجلسها وقالت:
- جونغكوك، هوسوك وكاي، إلحقوا بي فوراً.
لم يكن طلباً بل كان أمراً يستوجب التنفيذ، وبما أنّ ثلاثتهم على علمٍ بما يحدث فقد وقفوا على الفور.
- الى اين؟
تسائلت ميون بتعجب، فأجابتها هيري بإبتسامة خفيفة:
- لقد تذكرنا شيئاً علينا إنجازه الآن، لا تقلقوا لن نتأخر.
إبتسمت بإصطناع قبل أن تذهب والثلاثة الآخرون خلفها بطاعةٍ وإنصياع.
فلم يبقى على الطاولة سوى إيونها وبيكهيون والطُعمين!
نظرت إيونها لبيكهيون بمعنى 'هل نذهب نحن أيضاً؟'، فرمش عدة مرات وهو يفكر في حجة، الى أن إستقام وقال هو الآخر:
- نحن أيضاً سنغادر.
- ما بكم جميعاً!
تعجبت ميون من إنسحابهم المفاجئ، فإبتسم بيكهيون سريعاً وقال:
- لدى إيونها تصويرٌ اليوم وقد تأخرت عنه، لذا يجب أن أوصلها بما انني قد تكفلت بهذا منذ الصباح.
بوزت ميون شفتيها وهمهمت بخفة.
- حسنا إذاً، أراكم لاحقاً.
لوحا لها قبل أن تبدأ إيونها في دفع بيكهيون حتى يخرجا بسرعة.
بقي يونغي رفقة ميون لوحدهما، فبدأ التوتر يتسلل إليه.
- حسنا...ماهو مجالك في الطب؟
سألته وقد كانت أول من فتح الحديث بما انه لم ينطق بأي حرفٍ بعد.
رمش عدة مرات، ليبدأ برفع بصره ببطئ حتى قابلته وهي تسند وجنتيها بكفيها وتبتسم بحماس.
- انا أخصائي لأمراض الأعصاب والدماغ.
أجابها بهدوء بينما ينظر لإبتسامتها الجميلة مع غمازتيها الخفيفتين.
فأبعدت يداها وأخفت إبتسامتها مستبدلةً إياها بملامح مصدومة قبل أن تقول بدهشة:
- أخصائي!
عاد للرمش من جديد بعدم فهم ليهز رأسه ببطئ، فقالت له بذات الدهشة من جديد:
- واو...انت مذهل!
أعجبه مديحها فإبتسم على ذلك، وقد كان هذا مفتاح الطريق أمامه حتى يأخذ راحته في التحدث معها والتقرب منها بشكلٍ أكبر...هو يعلم أنّ شقيقته والبقية لن يعودوا أبداً، ولهذا سيستغل الأمر لصالحه.
__________________________
إستيقظت ايرين لتجد نفسها في سريرها!
هي لا تذكر انها قد عادت لغرفتها ليلة البارحة!
جلست سريعاً وأعادت شريط ما حدث ليلة البارحة بشعرها المبعثر.
- لا أذكر انني عدت لغرفتي!
هل يُعقل اني غفيت في غرفته دون أن أشعر؟!
لم تجد تفسيراً آخر، فهزت رأسها بخفة قبل أن تنزل قدميها عن سريرها بنية الوقوف، ولكنها توقفت فجأة ووسعت عيناها.
- انا لا أسير أثناء نومي صحيح؟!
هي لا تسير في نومها بالفعل! لذا لا يوجد شيءٌ تفسيرٌ عدى انه هو من حملها لغرفتها، فبدأت برفس الأرض أسفلها وبعثرة شعرها بخجل، ولكنها توقفت فجأة وإبتسمت كالمجنونة!
- لقد حملني الى غرفتي...آه يالِحظي الجميل!
وضعت كفيها على وجهها بإستحياء، ولكنها سعيدةٌ في ذات الوقت لأنه فعل ذلك.
- جيد...مزاجي رائعٌ منذ الصباح.
إستقامت بنشاط وسعادة نحو الحمام كما لو انها لم تكن تتذمر من الخجل قبل لحظات! لا يحق لها تلقيبه بالمنفصم بعد الآن وهي تعاني ذات الخلل!
إنتهت من تبديل ثيابها وخرجت من غرفتها، وما إن خطت قدماها الرواق حتى قابلها وهو يخرج من غرفته أيضاً، فإبتسم لها إبتسامته الوسيمة ولوّح بخفة.
- صباح الخير...هل تشعرين بالتحسن الآن؟
قصد بكلامه بكائها ليلة البارحة، فأومأت مراراٌ قبل أن تجيب:
- اجل...هذا بفضلك.
إبتسم بهدوء لتحقيقه مبتغاه، ثم قال:
- ما رأيكِ أن نتناول الإفطار سريعاً ونخرج للحديقة حتى تتعلمي الدرس الثاني عن كيفية ركوب الخيول بما أنّ بيكهيون لم يتصل بعد؟
همهمت بحماس وهتفت:
- حسناً...هيا بنا.
أسرعت إليه وسحبته من يده نحو الأسفل.
تفاجئ في البداية، لكنه عاد للإبتسام من جديد على ظرافتها وتبعها دون تردد.
وما إن نزلا حتى وجدوا الجميع بالأسفل عدا جين، فتسائل تايهيونغ بحيرة:
- أين جين؟
- لا أعلم...لقد خرج باكراً وقال انه سيلتقي بصديق.
أجابته والدته فهمهم وأشاح بنظره نحو شقيقته التي تقف عند النافذة بغرابة.
- ما بكِ لورا؟
إستدارت نحوه ووضعت سبابتها على شفتيها بمعنى أصمت ثم عادت للمراقبة من النافذة.
قطب حاجبيه بتعجب فقهقهت والدته وقالت نيابةً عنها:
- إنها تنتظر جيمين.
أطلق 'آه' متفهمة قبل أن يذهب نحو طاولة الإفطار، ولكن ايرين توجهت نحو غريبة الأطوار وهمست لها بخفوت:
- هل هناك أي تطورات؟ ألهذا تبدين متحمسة؟
ايرين تعلم كل شيء بالفعل، فسبق وأن أخبرتها لورا عن إعجابها بجيمين.
إبتسمت لورا حتى إختفت عيناها، لتقول بحماس ولكن بصوتٍ خافت هي الأخرى:
- لقد أخبرني بأنه يحضّر مفاجأةً من أجلي، وقال أيضاً انه سيخبرني عنها اليوم، وهو على وشك الوصول بالفعل!
صفقت بحماس آخر حديثها لتقهقه ايرين بخفة.
- أتمنى أن تكون مفاجأةً تستحق حماسك هذا...حظاً موفقاً.
إحتضنتها لورا بقصد الشكر، ثم عادت لمكانها ألا وهو أمام النافذة، اما ايرين فقد ذهبت للجلوس قرب البقية.
______________________
- إلهي الرحمة! أبدو كأُمٍ معتوهة فقدت السيطرة على أبنائها المتخلفين!
إنتحبت هيري بينما تراقب الأغبياء الثلاثة وهم يلعبون حجرة ورقة مقص من أجل تحديد الخاسر الذي سيذهب لسرقة البالون من أحد الأطفال!
- كاي المسكين!
صرخ هوسوك وجونغكوك معاً...على الأقل إتفقا في شيءٍ واحد!
خسر كاي بالفعل، وقد صنع وجهاً باكياً وبدأ يتذمر.
ظلت هيري تراقبهم عن بُعد وهي تدعي في قرارة نفسها بأن لا يحدث ما تفكر به.
- كاي انت شابٌ لطيف وعاقل، ولن تُقدِم على فعلٍ غبيٍ كهذا أليس كذلك؟
خاطبت نفسها بمواساة وترقُّب خوفاً من جنونهم...هي ستنكر أمر معرفتها بهم إن تجرؤا وفعلوا ذلك!
- هيا هيا...إن لم تفعل فسأُبرِحك ضرباً!
هدده جونغكوك بينما يدفعه نحو مكان تجمع الأطفال، والآخر ينفي برأسه.
وما إن لمحت هيري تحركهم حتى صرخت بذعر:
- كلا كلا لا تفعلوا!
لم يستمعوا لها، إذ أنّ هوسوك قد أيّد جونغكوك قائلاً بحماس:
- اجل...إن لم تفعل فسأضربك أنا ايضاً!
توقف جونغكوك بغتة، وأطلق 'تشه' ساخرة قبل أن يستدير نحو هوسوك الواثق...هل يمزح معه! هل هو قادرٌ على الضرب حتى!
- لا تكن خِصب الخيال بهذا الشكل! تعايش مع واقعك هوسوك! انت لا تستطيع دهس نملة!
كان هذا ما تلفظ به جونغكوك والسخرية تزين محياه، فأيده كاي قائلاً:
- اجل معه حق.
قلب هوسوك مقلتاه بضجر، وتخصر بتحدي قبل أن يقول:
- هل تظنّاني طفلاً!
وما كاد يُنهي كلامه حتى قفز جونغكوك في وجهه بغتة وزمجر بصوتٍ مخيف، فإذا به يهرب بعيداً!
صفعت هيري جبينها بيأس من وضعهم الغير قابل للتعديل مُطلقاً.
- هااي كاي...إذهب أمامي، انا لم أنسى الرهان!
تقدم جونغكوك نحو كاي من جديد، فأرخى الآخر كتفيه بإحباط.
إنتهى بهم الأمر يحاولون إسكات صراخ ذاك الطفل خوفاً من جدته، ولكنها أمسكت بهم ولقنتهم درساً لن ينسوه...والضحية جونغكوك وكاي فقط، فهوسوك قد ذهب قرب هيري بعد أن هرب من جونغكوك.
وبالعودة لهيري، فهي تجلس على أحد المقاعد الآن وتشاهد ما يحدث بإستمتاع بينما تتناول البسكويت وتضحك:
- يستحقانِ هذا!
________________________
- اين سنذهب الآن؟
تسائل بيكهيون وهو يسير بمحاذات إيونها على الرصيف بما انهما قد كذبا بشأن جلسة التصوير!
- لا أعلم.
بوزت شفتيها بينما تنظر لكل مكان وتتفقد كل شيء، الى أن إبتسمت بسعادة ولفّت ذراعها حول ذراعه.
وقد تفاجئ وفزع من صراخها الحماسي وسحبها له.
- رائع!
كان مرادها مكانٌ يتجمع حوله العديد من الناس وبالقرب منه لافتةٌ كبيرة مكتوبٌ عليها 'مسابقة للثنائيات فقط'.
وبما أنّ لكل مسابقة فائزٌ واحد، فهذا يعني وجود جائزة، وإيونها تحب الأشياء المجانية كثيراً رغم ثرائها وثراء والدها الفاحش، وستفعل المستحيل لتحصل عليها!
قرأ بيكهيون اللافتة، فتسائل بينما يرسم التعجب:
- ألم تقرأي اللافتة؟ مكتوبٌ للثنائيات فقط!
إبتسمت نحوه بإتساع قبل أن تلتصق به أمام الجميع، وبتغنجٍ قالت:
- عزيزي...نحن سنربح أليس كذلك؟
رفعت صوتها حتى يسمعها من حولها، وهو رمش عدة مرات لما قالت، وما كاد يستوعب حتى سحبته من جديد للوقوف وسط ذاك الحشد.
سجلت إسمها وإسمه وهو لا يزال في مرحلة تحليل ما يحصل...ولكن كل ما توصّل إليه هو انها مجنونةٌ لا محالة!
- هيا هيا يجب أن نفوز.
دفعته وشمِّرت أكمامها بتصميمٍ على الفوز، ففغر فاهه بدهشة.
- هل انتِ جادة؟!
- وهل تراني أمزح؟!
هز رأسه بقلة حيلة وتبعها بصمت.
أجريا العديد من التحديات وقد كانا يفوزان في كل مرةٍ بفضلها هي.
وفي آخر تحدي وقف يراقبها وهي تحاول إمساك الكعكة المعلقة في الخيط المرتفع بإبتسامة هادئة، وكل ما تراود لعقله حينها انها فتاةٌ مميزة وغريبة الأطوار، وهذا يعجبه حقاً ويجذبه لها كثيراً!
يعتقد أنّ غرابتها هذه هي نقطة ضعف الشبان أمثاله!
ظلت تقفز وتقفز لكنها لم تستطع إمساكها بفضل قصر قامتها! فهز رأسه وإبتسم بينما يكتف ذراعيه، ثم إتجه نحوها ورفعها حتى تتمكن من إمساكها.
- هذان هما الثنائي الرابح، انت حبيبٌ مثالي بحق، لقد ساعدتها ولم تكترث للشروط الموضوعة، وهذا هو السر في الفوز.
حدقا سوياً بالحكم والتعجب والصدمة هما ما يغلفان وجهيهما بينما لازال يحملها من خصرها لأعلى وهي تتأرجح في الهواء بفاهٍ مفغور!
ثوانٍ حتى إستوعبت ما سمِعت تواً، فبدأت تصرخ كالمجنونة وإلتفت محتضنةً بيكهيون المفزوع من عويلها!
- ربحنا ربحنا.
تعلقت برقبته كالقردة بينما تصرخ حتى أقسم أنّ أذناه كادتا تودعان السمع!
- أرجوكما تقدما الى هنا حتى نلتقط لكما صوراً للذكرى ولتستلما جوائزكما أيضاً.
طلب منهما الحكم، لتقفز هي بعد أن كانت متشبثةً به وتجره خلفها بينما هو كالأبله!
- هيا إبتسما حتى نلتقط لكما الصور.
تحدث الحكم بينما يمسك الكاميرا، فإبتسما بإتساع كما طلب.
وعندما كان يريد إلتقاط الصورة الثانية تشبثت إيونها بعنق بيكهيون وزادت من توسيع بسمتها.
ثم قبّلت وجنته من أجل الصورة الثالثة وهذا ما فاجأه!
- لا تتحرك...نحن ثنائي ويجب أن يصدقنا الحكم.
همست له بتهديد حتى لا يتم كشفهما، فهمهم بطاعة أمام جنونها.
قبلتها أعجبته كثيراً، حتى أنه إبتسم بإتساع مظهراً كافة أسنانه.
حصدا الجوائز والتي كانت عبارة عن علبة كبيرة من الشوكولاته، وقميصاً للثنائيات بالإضافة الى ميداليتين للهواتف.
غادرا بعد ذلك، وهاهيذا تعلّق ميداليتها في هاتفها بسعادة.
- أنظر، أليست جميلة؟
- بلى إنها كذلك.
أجابها وسط بسمته التي لم تبرح شفتيه بعد، وسرعان ما وكزت كتفه ومدت له كفها.
- ناولني هاتفك.
إمتثل لطلبها ومنحها إياه، وقد علم أنها تريده حتى تعلِّق له ميداليته كما فعلت بهاتفها.
- إنهما لطيفتيْنِ حقاً.
أردفت بها ما إن إنتهت، ورفعت كلتا الهاتفين حتى تراهما بوضوح.
فضحك بخفة وقال بينما يتأمل جانب وجهها بعينان لامعتان:
- اجل.
_____________________
وبينما الجميع يمرح، كان هناك من يجلس في مختبر التحاليل بساقٍ يهزها التوتر وفرط الإنتظار.
لقد حصل على نتيحة الإختبار الأول والذي كان إيجابياً ومتطابقاً...وهذا يعني أنّ والده وتايهيونغ هما أبٌ وإبنه بالفعل.
ولكنه الآن ينتظر نتائج الإختبار الثاني، والذي فكر بإجرائه منذ ليلة البارحة، وهو الآن خائفٌ من النتيجة.
طلب تسريع خروجه من الممرضة بعد أن دفع لها مبلغاً مغرياً، فهو لن يتمكن من العيش إن كان سينتظر للغد...فضوله وخوفه يكادان يقتلانه!
ماذا إن كانت ايرين شقيقتهم! مجرد التفكير بالأمر يرعبه!
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- كلمة لتايهيونغ؟
- كلمة لإيرين؟
- كلمة لجين؟
- كلمة لجونغكوك؟
ـ كلمة لهيري؟
- كلمة للورا؟
ـ كلمة ليونغي وميون؟
ـ كلمة لإيونها وبيكهيون؟
ـ لكاي وهوسوك؟
ـ توقعاتكم للقادم؟
ـ نسبة حماسكم؟
نهاية البارتات صارت برعاية جين هاي الفترة😂
رد فعلكم بعدما ما عرفتوا سر تاي؟ احسكم تقولون واخيرا.
مين يلي توقعه ومين يلي لا؟ خبروني.
سو أوصفولي شعوركم بعد ما عرفتوا معنى اسم جوليانا...شو رأيكم في معناه؟
الاحداث حريقة البارت الجاي لهيك خذوا نفس عميق من هلا وتجهزوا.
طبعا الدراسة تأجلت نظرا لتزايد عدد الإصابات بالفايروس في الآونة الاخيرة... ندعوا الله أن يفك عنا البلاء ويحمينا🤲
بس صارت معي مشكلة من يومين كانت رح تسبب في تأخري بالنشر، وهي إنّ جوالي انكسر😭
ما كنت متأكدة من النشر اليوم وفي الموعد، بس إشتريت جوال جديد وعدلت البارت بسرعة، فسلكولي لو فيه اخطاء إملائية او نحوية.
ولو بتلاحظوا كمان انو بالبارت الماضي فيه شوي أخطاء وما إنتبهتلها لأني كنت مستعجلة مثل هاي المرة... يلا ما علينا.
اذا فيه اي إستفسار فياريت تسألو هون -مع العلم اني ما رح جاوب على ولا سؤال فيه حرق للأحداث😁-.
ولو بتتذكروا بالبارت يلي قبل الماضي، قلت اني حابة أطلق عليكم إسم، وقررت عنجد.
رح سميكم مارسيلينز بما انو اسمي الإلكتروني هو جيون مارسيلين.
عجبكم لو لا؟
مدري حسيت انو الفكرة لطيفة وحبيت اجربها😊
غير أنّ عندكم مكانة كبيرة في قلبي وهاد السبب الرئيسي❤️
وقبل ما ندخل فقرة التشويقات... بدي ياكم توصفولي تاي بثلاث كلمات، وايرين كمان.
- تايهيونغ.
- ايرين.
حابة أعرف كيف بتشوفوهم.
*فقرة التشويقات:
*إسم البارت الجاي:~ إنقشاع الضباب...
*المقتطفات التشويقية:~
- لورا أرجوكِ لا تبكِ! كنت أمزح معكِ لا أكثر!
~
- إن أُصِبتُ بمكروه فلن أسامحك أبداً كيم تايهيونغ!
~
- أخرج البيض والطحين والسكر، وأنا سأتكفل بالباقي.
~
- من تكون ايرين؟! وما علاقتها بعائلتنا؟!
~
- انا شابٌ لطيف صدقيني.
~
- إنه معي منذ وقتٍ طويل، وأعتقد أنكِ أكثر من يستحقه.
~
- تاي...انا خائفة...خائفة من القادم!
~
- حسنا...سآخذكِ إليها، هيا بنا.
~
- ألا تعلم إن كان حيّاً أم ميتاً؟
فهمتوا شي؟
اكتبولي تحليلاتكم هون👇
يلا دمتم سالمين وأشوفكم بخير🌹
See you next part...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top