26~نِصْفُ الْحَقِيقَةْ..!


قراءة ممتعة🖤

﴿لَرُبَّمَا أَنَّكَ بَاحِثٌ فِي الْأَغْصَانِ عَمَّا لَا يَظْهَرُ إِلَّا فِي الْجُذُورِ!﴾

- جلال الدين الرومي.


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

جرجر خطواته المثقلة نحو غرفته...انه لا يفهم ما يحدث!

شعورٌ غريبٌ يراوده حول الجميع دون إستثناء، وحدسه يخبره بأن شيئاً مخفيّاً عنهم.

جلس على حافة فراشه بعينانِ لم تفارق الفراغ...هل ما سمعه للتو مرتبطٌ بما أخبره به والده؟!

لقد مرّ صدفةً من أمام غرفة شقيقه، فسمع ما دار بينه وبين ايرين.

هو لم يعد جين المبتهج كما الحال فيما سبق، بل بات كثير الشروذ والتخمين دون أن يشعر حتى!

ما سمعه يؤرقه كثيراً، خاصةً بعد الذي حدث قبل لحظات...والذي سيسمعه لن يكون أفضل، فهو قد صمم على البحث ومعرفة كل ما يجري، ولكن في صمت...

_______________________

شعرت ايرين بالضيق في غرفتها، كما لو أنّ الأكسجين قد سُحِبَ منها!

تقلبت يميناً وشمالاً في سريرها بحثاً عن النوم، ولكن على من تكذب! هي لا تنفك عن التفكير بوالدتها وبسرها الدفين معها.

حتى وبعد محادثتها لهيري عبر الهاتف قبل دقائق من الآن لم تتمكن من النوم بسلام.

إتفقت مع تايهيونغ على شيءٍ ما، ألا وهو الذهاب الى بوسان غداً صباحاً حتى يبحثا عن دليلٍ يقودهما الى الحقيقة...ربما.

تنهدت بإنزعاج بعد فشلها في إستقطاب النوم، لتستقيم من فراشها مرتديةً كنزتها المفتوحة الطويلة فوق فستانها الذي يصل لمنتصف ساقيها، ورغم برودة الطقس إلا انها لم تكترث!

وجهتها معلومةٌ بالطبع...فالجلوس قرب فكتوريا يجلب لها السكينة ويشعرها بالأمان.

وطأت بقدميها أرضية الإسطبل الخشبية، لتصدر صريراً خفيفاً، تقدمت نحو حظيرة فكتوريا وهي تفرك ذراعيها طالبةً الدفئ الى أن وصلت إليها.

فتحت بابها الصغير، ودخلت لتبتسم بهدوء ما إن رأتها...باتت تدرك انها من عشاق الخيول وبشدة.

جلست القرفصاء ومسدت شعرها الأبيض بحنية قبل أن تتمتم بخفوت:
- فكتوريا...ألم تنامي بعد؟ لم أستطع النوم أيضاً، أنا...أنا تائهة! ماذا أفعل؟ ماذا أفعل حتى أعيش بسلام؟!

تأملت سواد عيني هذه الفرس قبل أن تتنهد بثقل وتجلس على الأرض ساندةً بظهرها على الجدار الخشبي خلفها.

نزعت قلادتها وفتحتها، فإتضحت لها صورة والدتها.

- أمي...مالذي يحدث في حياتي؟
هناك جسرٌ مفقودٌ بها، وإن لم أجده فسأقع في هاوية المجهول!
أمي...هل تمتلكين سراً أجهله؟! هل هناك لغزٌ يجب علي حله؟..هل...هل تدلينني على طريق الحل، أرجوكِ أمي...انا ضائعة!
لا أعلم ما أفعل! ما يحدث يُشعرني بعدم الإرتياح ولهذا انا خائفة...لا أعلم لما ولكنني غير مرتاحةٍ بالفعل!

صمتت لبرهة، ثم إستأنفت حديثها مجدداً:
آهٍ يا أمي...آهٍ لو كنتِ حيةً وبرفقتي، لَمَا تسائلت عن كل شيء! لِما على الحياة أخذ كل ما أحب...أتمنى فقط أن أجد دليلي نحو الأمان يوماً ما.

ناظرت صورة والدتها بعينان لامعتان ومنذرتان بهطول دموعٍ من غير حساب.

وعلى حين غرة سمعت صوت مشيٍ على أرض الإسطبل، لتمسح دموعها بسرعة ثم أغلقت قلادتها المفتوحة وتركتها بين يديها.

فإذا به السيد يونغجاي يُطل برأسه!

كان قد دخل بنية الإطمئنان على الخيول قبل أن يغلق باب الإسطبل عليها، وبالصدفة وجدها أمامه!

- آنسة ايرين!
بدى متعجباً من قدومها للإسطبل في هذا الظلام وهذا البرد القارس، فأجابته بإبتسامة حاولت أن تجعلها طبيعية وتخفي خلفها حزنها الكبير:
- مرحباً سيد يونغجاي.

- مالذي تفعلينه هنا؟! البرد قارس!

- شعرت بالضيق في غرفتي فقررت إستنشاق بعض الهواء خارجاً، ولم أجد نفسي سوى وانا بقرب فكتوريا.
شرحت له، فهمهم بهدوء، لكنه إستشعر حزنها الواضح من ملامحها الذابلة فسألها:
- لِما تبدين حزينة؟

طأطأت رأسها لأسفل وأحكمت الإمساك على قلادتها، ثم عادت لرفعه وأجابت:
- لا يوجد شيء...فقط تذكرت والدتي.

عقد حاجبيه بعدم فهم، ليعود لسؤالها من جديد:
- المعذرة على تطفلي...ولكن ما بها والدتك؟

- إنها متوفية...قلادتها ذكرتني بها فشعرت بالإشتياق لها رغم انني لم أستشعر حنانها عدى لثمانية أشهرٍ من عمري!
تحشرج صوتها قليلاً إثر الغصة العالقة في حنجرتها وكذلك بسبب دموعها التي هطلت قبل ثوانٍ من قدومه.

اما هو، فقد ناظرها بملامح حزينة، ثم أنزل بصره نحو قلادتها وقال:
- آسفٌ على هذا يا إبنتي...الحياة قد تعرضنا لتجارب قاسية حتى تجعلنا أقوى، وكذلك حتى نتعلم من أخطائنا السابقة، لا تحزني فالواقع مريرٌ وجميعنا نعاني في صمت! لكننا نحاول رؤية الحياة من منظورٍ أجمل رغم ألم قلوبنا وإنفطارها على فراق أحبابنا.
صدقيني...لا يوجد أسوأ من الألم الذي يراودكِ حينما تري أحد أحبائكِ وانتِ متلهفةٌ له لكن الحياة والظروف يمنعانكِ من فعل هذا...صدقيني إنه الشعور الأسوء بعد الندم، لذا حاولي أن تجعلي عالمكِ أكثر بهجةً ولا تحزني لمجرد ذكرى من الماضي، بل إجعلي هذه الذكرى كحقيقة تتعايشين معها بسلامٍ وهدوء.

كلامه أشعرها بنوعٍ من الراحة والطمأنينة.

إنه محق...ولكن ما لا يعلمه هو أنّ الأشياء المخفية في هذه الذكريات قد تكون الأسوأ على الإطلاق، لذا لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستواصل البحث حتى تجد الإجابة.

- شكراً جزيلاً سيد يونغجاي.
شكرته بهدوء، ليبتسم بخفة قبل أن يقول بصوتٍ أجش:
- العفو...هذا واجبي.

إبتسمت داخلياً للطف هذا الرجل، رغم مساوئ الحياة معها إلا انها تمنحها أشخاصاً مهدئين لأعاصيرها في مثل هذه المواقف.

ساعدته على التأكد من إقفال كافة الحظائر وكذلك تغطية الخيول نظراً لبرودة الطقس، ثم خرجا سوياً.

هو ذهب لغرفته الصغيرة، وهي عادت الى المنزل...وحمداً لله أنّ النوم وافق على زيارتها بعد أن فقدت الأمل فيه قبل نصف ساعةٍ تقريباً...فغداً ينتظرها يومٌ حافل من كافة الجوانب.

______________________

حلّ صباح اليوم التالي، وقد كانت ايرين تستعد للذهاب.

إرتدت بنطال أسود ضيق وكنزة صوفية ذات عنقٍ طويل باللون الرمادي مع سترة قصير من الجلد الأسود وكونفرس أبيض بسيط.

إكتفت برفع شعرها على شكل كعكةٍ فوضوية قبل أن تأخذ بخطواتها للأسفل حيث البقية من أجل الإفطار.

وجدت تايهيونغ بالفعل أمامها ويبدو انه جاهزٌ أيضاً.

أعجبها إنتقائه لملابسه ذات الألوان الهادئة والمريحة للعين..انها تعكس أطياف شخصيته المفضلة لديها بالطبع.

وقد كان ما يرتديه متلخصاً في بنطال أبيض وقميص بذات اللون مع كنزةٍ صوفية مفتوحة بلونها الأزرق الفاتح كالسماء الصافية، وأخيراً حذاء كلاسيكي أبيض هو الآخر...انه كالملاك، هذا ما رددته في نفسها.

وبعد إنتهائهما من الإفطار تذكرت ايرين هاتفها وحقيبة ظهرها التي لم تعدها بعد، لذا طلبت منه الإنتظار ريثما تصعد وتنهي حاجياتها.

فوافق وجلس قرب والدته أمام المدفأة الكبيرة والتي تتوسط المنزل مادةً إياه بالدفئ الجميل.

ولكن سرعان ما إنضم لهما جين والذي جلس قرب شقيقه.

كانت قلادة تايهيونغ ظاهرةً بالفعل خارج قميصه، فلمحها جين ليتذكر حوار ليلة البارحة.

شرذ قليلاً وهو يفكر قبل ان يعود لطبيعته المبتهجة في ثوانٍ، كما لو ان شيئاً لم يكن.

وجّه بصره وكذلك أنامله نحو قلادة شقيقه، ليخاطب والدته بتذمر:
- أمي...لما لم تمنحيني قلادةً أيضاً؟! هذا غير عادل!

قهقهت والدته على طفوليته او لنقل ما بدى لها قبل أن تجيب:
- لِما تريد واحدةً مثلها؟

- انها جميلة!
كان هذا جوابه على سؤالها بيد أنه قد أوْلى جلّ إهتمامه على ردود أفعالها.

حتى تايهيونغ! فرغم جهله لما يدور بعقل شقيقه إلا أنه ركز على تعابيرها وأقوالها بتمعنٍ تام.

صمتت والدتهما وأكملت إحتسائها لشايها بإعتيادية، فعاد جين للتحدث مرة أخرى:
- انها غريبة! من أين حصلتِ عليها أمي؟

- كم مرة سأخبركم بأنها قطعةٌ أثرية حصلت عليها في أحد رحلاتي الميدانية!
بدى انها قد ذاقت ذرعاً لكثرة سؤالهم عنها، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، فقال جين بثقته المعتادة ونظراته المتكبرة:
- هل سمح لكِ قلبكِ بنسياني وعدم جلب واحدةٍ مثلها لإبنكِ الأكبر والحائز على لقب أوسم رجلٍ في الكون؟! هل طاوعكِ قلبكِ أمي؟! آه يالكِ من قاسية!
ألم تفكري في جمال وجهي قبل أن تقرري؟!

ضحكت على ثرثرته عديمة الجدوى وقالت:
- أعلم بأنك الوسيم العالمي، ولكن حينما وجدتُ القلادة كنت حاملاً بتايهيونغ، لذا قطعت عهداً على نفسي بأن أقدمها له حينما يُولد، هذا كل ما في الأمر...لا تنزعج، فوجودك وكونك أكبر أبنائي هديةٌ بالنسبة لي وشيءٌ مميزٌ أيضاً.

إبتسم برضا وتفاخر بينما يرفع أنفه بنرجسية، ولكن كل هذا تحت تحديقات تايهيونغ الصامتة لوالدته...انه يدقق في كل حركاتها وسكناتها!

وما هي سوى لحظاتٍ حتى فتح جين القلادة بيد أنه كان يعبث بها...لقد تعمد فعل ذلك لكنه إدّعى التفاجؤ.
- واو...هل تُفتح؟! مهلاً لحظة!..ما هذه الصورة؟!

رسم تايهيونغ التعجب لأفعال شقيقه الغريبة، لكنه لم يتحدث، وقد عادت نظراته سريعاً للتحديق بوالدته التي بدأت علامات التوتر بالظهور عليها.

- صورة؟!
هذا ما نطقت به بعد أن وضعت فنجانها وجلست بإستقامة ونظراتها لا تنطق سوى بالتفاجؤ!

همهم جين وقال مميلاً شفتيه:
- اجل...انها صورة لإمرأة، ولكن مهلاً أمي!..هل انتِ متأكدة من انها أثرية؟! لا أعتقد أنّ الكاميرات كانت موجودة حينها ليتمكنوا من إلتقاط الصور!
عجزت ملامحها وكذلك لسانها عن النطق ولو بحرفٍ واحد أمام ما تلفظ به إبنها للتو.

رفع تايهيونغ حاجبه الأيسر بتمعن، فإزداد تراود الشك بداخله من ناحية هذا الموضوع، كما وثبّت جين نظراته المتفحصة والمتخفية خلف ما يسمى الدهشة حتى يتأكد من صحة إستنتاجاته.

- إنّ...انه...لا اعلم...لا اعلم كيف حدث هذا! أريني الصورة قليلاً.

طلبت من تايهيونغ إعطائها القلادة، فإمتثل لأمرها وناولها إياها.

عيناها شرحتا مدى تفاجؤها، وكذلك عدم مقدرتها ل
على إيجاد مبررٍ بفضل تفحصها المريب لها.

حاولت إستعادة هدوئها وقالت:
- لا أعلم...لربما كانت من آثار العصر الحديث!
ورغم أنّ مبررها هذا قد يبدو منطقياً، إلا أنّ رد فعلها في البداية جعلهما يتأكدان من أنّ قصتها مجرد كذبة!

همهما دون إضافة أي شيء، فالأكبر قد حصل على ما يريد، والأصغر كذلك إلا انه ظن ما حدث كان عن محض صدفة...لم يخطر في باله أنّ كل شيءٍ كان مدبراً من قِبل شقيقه!

إستقام جين ليستأذنهما مغادراً، وبقي تايهيونغ في ذاتِ مكانه.

وسرعان ما حدق بساعة معصمه، فشعر بتأخر ايرين، وما كاد يستقيم حتى لمحها وهي تنزل الدرج.

- هيا ايرين لقد تأخرنا! الطريق طويل.
خاطبها بهذا القول حتى يستعجلها فأسرعت نحو الباب وأجابت:
- حسناً، هيا بنا.

لحق بها، وقبل أن يخرج خاطب والدته الجالسة في مكانها بشروذ:
- أمي لا تنتظرونا على الغذاء، فقد نتأخر قليلاً.

أومأت له بمعالم خاوية، فزاد شروذها هذا من تأكيد الأمر بالنسبةِ له.

من ثم لحق بإيرين وصعدا السيارة لينطلقا نحو بوسان.

الطريق طويلٌ وقد يستغرق أربع ساعاتٍ للوصول، لذا جلبت ايرين معها بعض الشطائر وزجاجتين من عصير البرتقال، وذلك في حال شعرا بالجوع طبعاً.

اما هو، فقد شغل موسيقاه الهادئة لتكون أنيسهما في رحلتهما الطويلة.

- هل تعتقد اننا سنجد شيئاً مفيداً هناك؟
طرحت عليه سؤالها، فأجابها بنبرةٍ آملة:
- أتمنى هذا...فمقتنيات جدتكِ ووالدتكِ هي الحل الأخير والوحيد.

حدقت به بينما ينطق هذه الكلمات مكوناً الجملة التي رفعت من معدل الإيجابية لديها بينما يقود الطريق ويركز عليها.

هي لن تمل من تأمله طوال الطريق...ولن تتعب من إبقاء عينيها مفتوحتين دون أي رمش!

انه الرجل المثالي في نظرها...هي لا تعلم لما القدر يجمعهما بصدفٍ غريبةٍ كهذه، ولكنها شاكرةٌ له.

فعلى الأقل ستتمكن من مشاركته في شيءٍ يخصهما معاً دون أن تخجل او تتردد.

تراودت إلى عقلها لقطاتٌ من تلك الليلة، فإحمر وجهها على الفور...هل قالت بأنها لن تخجل قبل قليل؟!

صحيحٌ أنّ ما حدث قد تردد لعقلها أكثر من مرة، ولكن هذه المرة مميزة!

فهي قد حدثت في ظروفٍ مختلفة...انه بقربها الآن وهي تعيدُ شريط سرقته لقبلتها الأولى!

ولهذا لم تتمكن من العودة لطبيعتها مطلقاً!

الإحمرار لم يفارق وجهها أبداً، حتى بدأت تشعر بسخونة الجو رغم برودة الطقس خارجاً!

بدأت تلوّح أمام وجهها حتى تبرده، فلاحظ هو ذلك.

تعجب من أفعالها الغريبة، ليقول متسائلاً:
- هل الجو حار؟ هل أخفض في التكييف قليلاً؟
ظن أنّ الهواء الساخن الصادر من المكيف هو سبب أفعالها هذه...لم يخطر في باله السبب الحقيقي أبداً.

وما إن سمعت جملته هذه حتى زاد إحمرارها أكثر، فهي علمت بأنه قد لاحظ تصرفاتها الغريبة، لتنفي سريعاً بإبتسامةٍ مصفرّة:
- كلا كلا لا تشغل بالك.

رمش عدة مرات مقابل غرابتها، ثم هز كتفيه وعاد للطريق أمامه، فإستدارت هي ببطأ حتى لا يراها وبدأت تشتم نفسها بهمس:
- أيتها الحمقاء! هل تحمرين خجلاً لمجرد تذكركِ تلك القبلة...يالي من مغفلة!

- هل من خطبٍ ما؟
تسائل من جديد لسماعه تمتمتها الغير مفهومة، فنفت من جديد بينما وجهها يكاد ينفجر:
- كلا.

عادت لوضعها السابق ألا وهو النظر للجانب الآخر، أما هو فقد رفع أنامل يده اليسرى والتي قد أسندها على حافة النافذة ووضعها فوق شفتيه المبتسمتين...هو قد سمع تمتمتها بالفعل، وعرف سبب إحمرارها المفاجئ، لكنه إدّعى عدم الفهم.

يُعجبه كون تلك الليلة لم تفارق مخيلتها بعد، وانها تخجل لمجرد تذكرها...يعجبه كونه قادرٌ على التأثير عليها بهذا الشكل.

_______________________

ركن سيارته أمام مبنى المستشفى الكبير وترجل منها.

ومن أناقة ما يرتديه بدى انه من الذواقين في الإختيار...رغم أنّ ثيابه عمليةٌ جداً، لكنه عكس جمالها بشخصيته.

كانت عبارة عن قميص بلون الكريمة مع كنزة قطنية سوداء مفتوحة بها بعض الأزرار، وبنطال أسود قصير نسبياً وحذاء أسود كلاسيكي.

- المعذرة يا آنسة...أين أجد قسم التحاليل؟
إستفسر موظفة الإستعلامات برسمية، فأجابته:
- إنه في الطابق الثاني من جهة اليسار.

- شكراً لكِ.

أخذ المصعد وإتجه صوب الطابق الثاني كما أخبرته، وما هي سوى دقائق معدودة وكان في قسم التحاليل.

وجد ممرضاً هذه المرة في الإستعلامات الخاصة بهذا القسم.

- تفضل سيدي...هل من خدمة؟
تحدث الممرض بأسلوبه اللبق، ليجيبه جين بذات اللباقة:
- أريد إجراء تحليل حمضٍ نووي من فضلك.
إختتم جملته بوضع ظرفٍ بلاستيكي به فرشتي أسنان فوق مكتب الآخر.

- بالطبع.

- متى يجهز؟
سأل الممرض الذي أجابه على الفور:
- غداً صباحاً.

همهم جين بخفة قبل أن يوقّع الورقة الدالة على انه صاحب هذه التحاليل، ثم غادر المكان سريعاً.

الشك يراوده وقد تطرّق لأمورٍ خطيرة بالفعل.

أول ما بباله هو إجراء تحاليلٍ تثبت صلة التطابق بين والده وتايهيونغ...فلربما صدمته نتائج التحاليل وكانت كما خمن!

فكّر بهذا منذ اللليلة الماضية وزاد تشجعاً على فعله اليوم، وتحديداً قبل أن يأتي.

حيث انه قد أخذ فرشتي أسنانهما وإستبدلهما بأخرتين تشبهانهما تماماً.

لن يطيقه صبر حتى يعرف الحقيقة...هو لن ينام او يرتاح من فرط الخوف والتفكير!

______________________

جلس رفقة والدته وشقيقه الأكبر، واللذان لم يقدرا على إخفاء غبطتهما لعودته، بينما هو صامتٌ لا يتحدث!

إنه بإنتظار اللحظة الحاسمة، ألا وهي لحظة قدوم والده!

وما هي سوى هنيهات حتى ترائ لهم وهو ينزل الدرج بهالته القوية.

ولكن سرعان ما رسم التعجب على وجهه ما إن رأى إبنه...

- من لدينا هنا؟!..هل عدت؟
كان هذا ما تلفظ به وهو يكمل نزول الدرج ويتقدم من مكان جلوسهم بإبتسامة متفاجئة.

فرفع جونغكوك نظراته نحوه وأجاب ببساطة:
- اجل كما ترى...

هز والده رأسه بينما يهم بالجلوس على رأس الطاولة، يليها قوله:
- جيد...انه بيتك على كل حال ولن ترتاح في سواه، لذا أهلاً بعودتك.

طأطأ جونغكوك رأسه، وناظر يداه المتشابكتان بتوتر...انه يبحث عن الكلمات المناسبة حتى يبدأ بفتح الموضوع دون أن يتنازل.

هو يشبه والده في هذه النقطة، فقد ورث عناده هذا منه!

تنحنح يميناً ثم شمالاً، وأخيراً قد قرر التحدث:
- إذاً...هل لا يزال مكتبي متواجداً في الشركة؟
أم انكم قد قمتم بإغلاقه؟

إبتسم والده بجانبية وأجاب:
- ماذا؟ هل قررت العودة الى العمل؟!

- أرجوك أبي...بدون تعليقات! سألتك إن كان مكتبي مفتوحاً أم لا، لذا أخبرني.
أجابه جونغكوك بنبرة هادئة بينما قد أنزل نظراته نحو صحنه.

غمز نامجون لأبيه بمعنى تحدث وقل أجل، فإبتسم والده بخفة قبل أن يجيب:
- اجل انه مفتوح...والشركة ترحب بعودتك.

إبتسم جونغكوك داخلياً على هدوء والده الغير معتاد معه...يبدو أنّ نصائح هيري تفي بالغرض فعلاً!


Flash back:~

بعد رحلةٍ لا بأس بها في السيارة من بيت مزرعة آل كيم الى مدينة سيول، أوصل جونغكوك جيمين لمنزله ثم كان في طريقه نحو منزل يونغي.

- هذا الشاب لطيفٌ جداً.
أبدى جونغكوك برأيه عن جيمين للقابعة قربه، فإبتسمت بخفة وأجابت:
- اجل...جيمين دائماً كطفلٍ صغير، انه لطيفٌ وحنونٌ للغاية.

- من أين تعرفونه انتِ وايرين وبيكهيون؟
تسائل جونغكوك بحيرة بعد أن راوده هذا السؤال المنطقي!..معه حق، فجيمين يقطن في سيول بينما هم في بوسان!

لم تزل إبتسامتها الهادئة لتبدأ في سرد الجواب:
- أول من عرّفتنا عليه هي ايرين، صحيحٌ أنّ جيمين من سكان سيول وليس بوسان، لكنه كان يأتي رفقة عائلته كل صيفٍ الى منزل جدّيه حتى يقضوا العطلة معهما...ورغم انه يصغرنا بعامين تقريباً إلا اننا إنسجمنا معه كثيراً.
تعرفت عليه ايرين صدفةً بعد أن ساعدته على الهروب من كلب إمرأةٍ متوحش تسكن معنا في ذات الحي، ومن بعدها بتنا نعرفه ثلاثتنا، وكان كلما يأتي الى بوسان نقضي الوقت برفقته...وأكثر المقربين له من بيننا هي ايرين، بيكهيون يعرفه أيضاً، ولكنه لم يُطل البقاء في بوسان كثيراً، فما إن دخلنا الجامعة حتى أضطر للإنتقال الى سيول من أجل ان يدرس في كلية الشرطة والتحقيق.

همهم جونغكوك بهدوء قبل أن ينطق من جديد وعيناه على الطريق أمامه:
- جيد.

تذكرت هيري أمر عائلته ومشاكله معهم، والتي أخبرها بالأمس تقريباً انه سيحلها من أجلها، لكنه لم يفعل بعد!..هل نسي الأمر ام أنه يتناسى!

- جونغكوك...هل ذهبت لرؤية والدك؟
سألته بعد صمتٍ كان ثالثهما، لينفي قائلاً بإنزعاج:
- كلا.

تنهدت بثقل، ثم أمسكت كفه الحرة لتقول بعتابٍ ونبرةٍ خافتة:
- لما...ألم نتفق على أنك ستذهب!..همم؟

تعمدت مخاطبته بهذا الخفوت حتى تريه أنّ الأمر بسيط وليس كما يتوقع، فهي تعرف جونغكوك جيداً وتعرف انه لا يحب أن يتم إجباره على شيءٍ بالقوة...ببساطة لأنه عنيد ولن يوافق حينها!

نبرتها هذه لم تجعله يغضب، بل هدّأته كما خططت هي، إلا انه ظل صامتاً!

فعادت لمخاطبته من جديد بنفس الطريقة ويدها لم تفارق كفه بعد:
- عِدني بأنك ستذهب الليلة جونغكوك، عِدني فأنا أثق بك.

نظر إليها لثوانٍ قبل أن يعيد بصره نحو الطريق، ثم قال بعد أن ظل صامتاً لفترة:
- حسناً.

إبتسمت بإتساع لتشدد إمساكها لكفه، حتى انها قد شابكت أناملها بين خاصته ثم قبلت وجنته بخفة.

قهقه على قبلتها المباغتة، ثم نطق ساخراً:
- لست المسؤول إن تعرضنا لحادثٍ شنيع...انتِ تشتتينني يا مشاكسة! حسابك فيما بعد!

لم تلقي لكلامه أهمية بفصل سعادتها لموافقته على الذهاب.

وبعد دقائق كانا قد وصلا لمنزل شقيقها بالفعل، فركن جونغكوك سيارته امامه.

وقبل أن تنزل قالت توصِيه:
- جونغكوك إسمعني جيداً، انت ستذهب لبيتكم وستبيت هناك أيضاً...لا أظن بأن والدك قد يراك حينها، ولكن على الأقل أرح قلب والدتك القلق عليك وإذهب لرؤيتها.
أطلب منها عدم إخبار والدك بأمر قدومك ودعه يراك بنفسه غداً على طاولة الإفطار، وتذكر...إرمي بكبريائك اللعين هذا بعيداً وأخبره بأنك تريد العودة الى العمل وإصلاح كل شيء...حسناً؟

كبريائه وعناده هما أسوء شيءٍ بالفعل، فهي تعلم بأنه لن يتنازل بسهولة ولهذا قامت بتوصيته.

بدت نظراته مترددة في أول لحظات، ولكنه قرر بعد أن أفصح عن جوابه:
- حـ...حسناً، حسناً سأفعل هذا، لا تقلقي.

إبتسمت بإتساع لموافقته، ثم قرصت وجنتيه لتقول مبوزةً شفتيها بلطافة:
- أحسنت عزيزي، انت الأفضل.

على الأقل إنتظرها لتنهي كلامها، فهو قد قبّلها بالفعل ما إن صمتت!

تفاجئت في البداية لكنها أرخت ملامحها سريعاً...لقد إعتادت على أفعاله الغريبة هذه، والتي دائماً ما تكون دون أي مقدمات!

كانت قبلةً خفيفة ولطيفة، فهو قد إبتعد عنها لبضع إنشات وأراح جبينه ضد خاصتها، مع صوتٍ ملأته بحة رجولية قاتلة بفضل همسه الخافت:
- ألم أقل لكِ بأن حسابك فيما بعد؟!

فرّقت جفنيها لتقابل خاصته الساحرة، لكنها لكمته بمزاح على كتفة ونطقت وسط ضحكاتها:
- يالك من إنتهازي!

تلفظت بها ونزعت حزام الأمان قبل أن تهم بالنزول مبتعدةً عنه.

لكنها إنحنت وأطلت برأسها له قبل أن تغلق الباب.
- كما أخبرتك...حسنا؟ وإن حدث أي شيء إتصل بي.

- حسناً.

- وداعاً.
لوحت له قبل أن تغلق الباب وتسرع بالدخول نحو منزل أخيها.

إبتسم بخفة على شخصيتها المميزة...أحياناً تبدو مخيفة وحازمة، وأحياناً لطيفة وحنونة...وأخيراً انها حكيمةٌ وهذا ما إكتشفه مؤخراً بها.

إنه يغرق في حبها أكثر فأكثر مع الأيام.

End flash back.

حظيَت عائلة جيون وأخيراً بوجبةِ إفطار لمّت شمل جميع أفرادها بعد فترةٍ لا بأس بها من التشتت.

إنتهى جونغكوك وصعد نحو غرفته...ربما ليتجهز من أجل الذهاب رفقة شقيقه ووالده الى الشركة.

وما إن رحل وإختفى عن الأنظار حتى إبتسم نامجون على إنجاز هيري.

- أرأيت أبي؟..قلت لك بأن تلك الفتاة جيدة وطيبة حقاً! هي الوحيدة التي تمكنت من تغيير جونغكوك الى الأفضل.
تلفظ بها نامجون حتى يثبت لأبيه أنّ هيري فتاةٌ ذات نيةٍ طيبة وذلك بعد أن ساورت والده بعض الأفكار السيئة عنها.

- اجل...سنرى هذا قريباً.
أجابه والده بهدوء وإبتسامة خفيفة...لقد أخذ فكرةً جيدة عنها كبداية.

_________________________

وصلا الى بوسان بعد ساعتين ونصف تقريباً، فالطريق شبه فارغة صباحاً وهذا قد كان في صالحهما بالطبع.

بدأت تريه طريق منزلها السابق والشوارع المؤدية إليه الى أن توقفا أمامه.

نزلا من السيارة وحدقا به لثوانٍ وهما يتأملانه من الخارج.

نظراتها كانت مشتاقة لحدٍ كبير، حتى انها قد غُلّفت بالدموع.

اما هو، فقد تأمل بساطته وجمال موقعه الذي يبعد قليلاً عن وسط المدينة ويأتي في ضواحيها ليمنحه طابعاً هادئاً عن ضوضاء السيارات الصاخب.

كان منزلاً متوسط الحجم يميل الى أن يكون صغيراً، مع حديقة صغيرة يحيط بها سياجٌ خشبي متوسط الطول وأزهارها يافعة وأعشابها خضراء.

لن ينكر تعجبه من مظهر الحديقة المرتب رغم انه منزلٌ غير مسكون، لكنه بفضل كلامها قد فهم السبب.

- يبدو أنّ عمي مين لم يترك الحديقة أبداً وإعتنى بها جيداً.
قالتها بإبتسامة شاكرة وهي تتأمل تفاصيل حديقتهم التي تحمل أجمل ذكريات طفولتها ومراهقتها.

عقد حاجبيه بعدم فهم لهوية هذا الرجل، فسألها بفضول:
- من هو هذا الرجل؟

- انه والد هيري ويونغي...إن إنتهينا سريعاً أريد زيارته هو وعمتي مين، حسناً؟

- بالطبع.
رأى انه لمن الجميل أن يجد المرء أشخاصاً يعتنون به ولا يتركونه رغم بعد المسافات، وقال كذلك في نفسه انها محظوظةٌ للغاية.

لحق بها وصعد الثلاث درجات المتواجدة في شرفة الحديقة الصغيرة والمؤدية الى الباب.

وقف خلفها على بُعد نصف متر تقريباً بينما يراقبها وهي تبحث عن المفتاح داخل حقيبتها.

وجدته وفتحت الباب أخيراً، ليدخلا سوياً الى الداخل.

كان الأثاث مغطى بشراشف بيضاء، وبقية الأشياء مرتبة في جهاتٍ منزوية داخل صناديق دلالةً على فراغه من البشر.

ورغم أنّ أثاثه غير ظاهرٍ له وكل شيءٍ يبدو مخزّناً، إلا انه شعر بدفئ وجمال هذا المنزل البسيط.

جال ببصره في أرجائه تاركاً إياها تذهب نحو نافذة الصالة لتفتحها والواقعةِ على بعدٍ بسيط من الردهة.

ظل يحدق ويحدق وشعورٌ ما يراوده...لا يعلم هيأته بتاتاً، ولكنه مجرد شعور! الى أن قالت هي:
- هيا فلنصعد.

إمتثل لأمرها وصعد الدرج خلفها وصولاً لرواقٍ صغير به غرفتين متجاورتين، وحمام صغير يقابلهما، وفي آخره يوجد باب العلية ربما، ومع إتساعٍ بسيط في آخر الدرج وبداية الرواق به نافذة كبيرة، والتي أسرعت ايرين بفتح ستائرها على الفور حتى يدخل الضوء.

كل هذا وهو يراقب في صمت...

إتجهت هي نحو أحد الغرف، وحملت مفتاح المنزل والذي يرافقه مفاتيح الغرف بالطبع لتفتحها وتدخل.

كانت غرفة جدتها، وقد لاحظ تايهيونغ إغماضها لعينيها وإستنشاقها لكميةٍ كبيرة من الهواء ما إن دخلتها.

- آه، رائحة جدتي لا تزال بها...كم أشتاق إليها.

كان هذا ما قالته بعد أن فتحت عيناها وأبصرت المكان من حولها، ثم باشرت البحث تاركةً الآخر يتأمل صورة جدتها المعلقة على الحائط رفقة إمرأة بدت له مألوفة المظهر...لقد عرف هويتها بالفعل! إنها والدة ايرين.

كانت إمرأةً حسناء كإبنتها تماماً مع شبهٍ كبيرٍ بينهما، والصورة كانت تجمعها مع الجدة المبتسمة بهدوء.

راح يتأمل الصورة ويدقق في تفاصيلها بتمعن...من الواضح أنّ جدتها كانت إمرأة لطيفة بفضل إبتسامتها المريحة للرائي.

اما بالعودة لها هي، فقد كانت تبحث في الخزانة عن أي شيءٍ قد يفيدها، ولكن ما من شيء عدا ملابس الجدة وبعض الأغراض الأخرى عديمة الجدوى.

تأففت وأغلقت الخزانة ووقفت بينما تفكر في مكانٍ آخر صالحٍ للبحث، هي قد بحثت أسفل السرير أيضاً ولكنها لم تجد شيئاً.

هنيهاتٌ مرت من تفكيرها حتى وسعت عيناها وسحبت الكرسي الصغير الخاص بطاولة المرآة ووضعته أمام الخزانة.

صعدت فوقه بنية البحث أعلى الخزانة، لعلها تجد شيئاً مفيداً فوقها.

ونظراً لطولها غير الكافي لتصل إلى أعلى وقفت على رؤوس أصابعها حتى ترى بوضوح، ولكن ما هي سوى لحظاتٌ قليلة حتى تحرك الكرسي بعدم إتزان بفضل حركتها المفرطةِ فوقه!

كادت تقع بالفعل!

لكن ذلك لم يحدث!..لقد أمسكها في آخر لحظة ولف ذراعية بإحكام حول وسطها.

فتحت عيناها ببطئ لترى الخزانة أمامها وبأن قدماها لا تلامسان الأرض!

رمشت لثوانٍ معدودة حتى تفهم ما يحدث، ولكن كل شيءٍ واضح!..انهما قريبين للغاية كالمرة السابقة!

ظهر إحمرارٌ طفيف على وجنتيها إثر همسه القريب من أذنها ببنما يحملها مع أنفاسٍ ساخنة لفحت عنقها:
- إحذري في المرة القادمة.

تجمدت في مكانها وقد أكل القط لسانها من فرط الخجل، فأمال هو شفتيه بإبتسامة جانبية خفيفة قبل أن يستنشق رائحتها المحببة لقلبه وينزلها.

رائحتها دائماً ما تجعله يثمل دون نبيذ...إنها رائحة الأوركيديا السوداء...

عدلت ثيابها وتحاشت النظر إليه حتى لا يرى إحمرار وجنتيها، ولكن ما لا تعلمه، هو انه متأكدٌ من إحمرارها بعد ما حدث...انه يدرك أمر خجلها من أبسط الأشياء فعلاً...لذا لن ينفع إخفاؤها لوجهها!

- مالذي تريدينه من الأعلى؟ لا تصعدي مجدداً ودعيني أجلب لكِ ما تريدين.
خاطبها بإعتيادية وهو يصعد فوق الكرسي، لتقول مدعيةً أنّ شيئاً لم يكن:
- كنت أبحث فوقه فلعلني أجد شيئاً يفيدنا.

همهم وقد كان يرى فوقه بأريحية نظراً لطول قامته الفارع رغم أنّ للخزانة حوافٌ مرتفعة.

كانت تنتظر بالأسفل على أحر من الجمر، الى أن قال:
- ايرين...هناك صندوق!

وسعت بؤبؤَيْها بدهشة قبل أن تنده عليه بيدها سريعاً.
- حقاً! أنزله أنزله!

فعل ما طلبت، وأنزل الصندوق ذو الحجم المتوسط والمغطى بطبقة من الغبار إثر كمونه في ذات المكان لزمن...ربما.

ايرين لم ترى هذا الصندوق من قبل، وهذا ما دفعها لفتحه دون تردد، وتايهيونغ بقربها واللهفة والفضول تملآن عقله.

وما إن رفعت غطائه حتى إتضحت لها أغراضٌ عدة، كصورٍ ومقتنيات بدت انها خاصة بذكريات جدتها.

حملت مجموعة صورٍ بعشوائية، وبدأت تقلبهم...أغلبهم كانوا لجدتها أيام شبابها وباللونين الأبيض والأسود، وكذلك بعض الصور لها هي وزوجها ألا وهو جد التي تبحث الآن!

حمل تايهيونغ بعضاً من هذه الصور وبدأ يقلبها هو الآخر، والتي كانت تحوي ذات الشيء تماماً، وشيئاً فشيئاً حتى وجد صورة مختلفة! صورة بها شابتان ولا يبدو أنّ أحدهما الجدة!

كانت الصورة قديمة قليلاً وبعيدة بعض الشيء، فدقق بها ثم أدار رأسه نحو الصورة المعلقة على الجدار!

تمعن النظر بهما فوجد أنّ المرأة بالصورة التي بين يديه هي ذاتها والدة ايرين! وبالقرب منها نسخةٌ طبق الأصل عنها!

شعر بالتوهان والضياع...هل...هل يعقل انها توأمتها!

تذكر أمر قلادته، فتذكر على ضوئها أيضاً صورة المرأة المشابهة لوالدة ايرين، فعاد للتدقيق بالصورة أكثر لعله يجد ما يفكر به تواً...ولم تمضي سوى ثوانٍ حتى همس برجفة:
- الشامة!

رفعت ايرين رأسها لتناظره بإستفهام.
- ماذا؟

ظنته يخاطبها، لكن من نظراته المتفاجئة والمصدومة تجاه الصورة بين يديه علمت أنّ خطباً ما قد حدث!

لذا دنت سريعاً نحوه حتى ترى الصورة هي أيضاً وذلك قبل أن تنطق بتعجب:
- أمي! ولكن...من...من هي التي بقربها؟!

رمش تايهيونغ عدة مرات، ليقول بعينان لم تتزحزحا ولو للحظة عن الصورة:
- انها...انها ذات المرأة التي في صورة قلادتي!

تطلّب الأمر دقيقةً كاملة حتى تستوعب ايرين كلامه الصادم هذا...هل يعقل أنّ لها خالةً بالفعل!

- أنظري الى الصورة جيداً! من الواضح أنّ لوالدتكِ توأم...ولكن كيف لا تعرفين هذا؟!
نطق تايهيونغ هذه الكلمات بتعج، وذلك بعد أن وجّه بصره نحو ايرين التي من الواضح أنّ عقلها قد توقف عن العمل كلياً!

- جدتي لم تخبرني بهذا من قبل! كما ولم أرى لها أي صورةٍ مطلقاً! فكيف لي أن أعلم!
أجابته بينما لا تزال تحدق في الصورة بصدمة.

عقد تايهيونغ حاجبيه بحيرة...الأمر أشبه بمتاهة!

قلب الصورة للجانب الآخر...كان مكتوباً عليها تاريخٌ ما ويبدو انه تاريخ إلتقاط الصورة مع كلامٍ آخر!

- الخامس والعشرون من تشرين الثاني!
قرأت ايرين التاريخ بصوتٍ عالي، بينما تايهيونغ فعل المثل ولكنه قد قرأ الكلام المكتوب أسفله:
- أتمنى أن يتكرر هذا اليوم وهذا التاريخ مئة مرة ونحن سوياً...أحبكِ أختي.
من سوجين الى ايرين...

صمت تايهيونغ لبرهة قبل أن يسأل الجالسة بقربه:
- هل إسم والدتكِ سوجين؟

- اجل...ويبدو أنّ خالتي تمتلك ذات إسمي!
أجابته ايرين بحاجبين مرفوعين قبل أن تأخذ الصورة وتبدأ في تقليبها.

- ربما...
أخرج تايهيونغ هذه الكلمة بينما يناظر الصورة والتي باتت بين يديها الآن.

- ولكن إن كانت لي خالةٌ بالفعل! أين هي إذاً؟!
تسائلت بحيرة، ليجيبها بسؤالٍ زاد من تعقيد الأمر أكثر:
- ولما أمتلك صورتها في قلادتي؟!

- آه لا أعلم! الأمر محير والوضع بات غريباً!..هناك شيءٌ مفقودٌ بالفعل، اما بالنسبة لخالتي فيجب أن أبحث عنها وأجدها!

- هل تظنين الأمر بهذه البساطة!
قصد بكلامه أمر البحث عن خالتها، لتجيبه بكلامٍ منطقي لم يفكر به هو:
- يمكنني طلب تقريرٍ كاملٍ عنها من بيكهيون، فهو شرطي ولديه معارف كثر في الإستخبارات.

همهم بخفة قبل أن يستقيم قائلاً:
- حسنا إذاً...أظن بأن هذه الصورة هي الشيء المفيد الوحيد في هذا الصندوق بشأن اللغز، لذا فلتحضريها معكِ ولنغادر.

- أظن بأنني سآخذ الصندوق بالكامل.
ردت عليه وهي تعيد الأشياء الى الصندوق وتهم بإغلاقه.

- إفعلي ما يحلو لكِ.

حملت الصندوق وخرجت مغلقةً الباب خلفها بعد أن أخذت نظرةً خاطفة أخيرة نحو غرفة جدتها التي ستشتاق لها الى حين عودةٍ أخرى.

ثم دخلت غرفتها التي إشتاقت إليها هي الأخرى، وبعد ذلك خرجت نحو الرواق.

أغلقت الستائر وأعادت كل شيءٍ كما كان، لتأخذ آخر جولةٍ بالمنزل قبل ذهابها الى السيارة.

وضعت الصندوق بها ونفضت يديها من الغبار لتقول:
- هيا بنا...سنرى عمي وعمتي مين قبل أن نغادر، لا نريد التأخر.

همهم لها ليغلق السيارة ويحشر يديه في جياب بنطاله الأبيض ويلحق بها بهدوء وخطواتٍ متزنة.

رأى أنّ منزل هيري قريبٌ للغاية من منزلها، فهما لم يمشيا كثيراً...دقيقةٌ ووصلا بالفعل!

لمح إمرأةً ناصعة البياض في حديقة المنزل...تبدو في منتصف الأربعين او نهايتها ربما.

وأول ما خطر بباله هو انها قد تكون السيدة مين...فيونغي قد ورِث بياضه الناصع منها بالفعل وهذا ما إحتمله تايهيونغ.

إبتسمت هذه المرأة بفرحة ما إن رأت ايرين، ففردت ذاعيها حاثةً إياها على الإقتراب.

لم تفكر ايرين حتى...فهي قد ركضت بسرعة وإحتضنتها بشوق تاركةً الآخر يقف خلفها ولوحده.

- عمتي...كيف حالكِ؟

- بخير...كيف حالكِ انتِ؟

- بخير...ما أخبار الحي هنا، لقد إشتقت للجميعِ كثيراً؟

- انه بخير...ينقصه وجودك انتِ وتلك المجنونة .
عنت بكلامها إبنتها، لتضحك الأخرى بخفة.

تقدم تايهيونغ وألقى التحية عليها، ومد ذراعه بنية المصافحة:
- مرحباً يا خالة.

- أهلا بك...ايرين من هذا الشاب الوسيم؟
سألت ايرين وهي تبتسم بخفة ولطف بعد أن صافحها...لقد أحبها تايهيونغ بالفعل.

إبتسم هو على مدحها، لتجيب ايرين نيابةً عنه:
- إنه صديقي...وهو أيضاً إبن صاحب الشركة التي نعمل بها انا وهيري.

- آه.
أطلقت السيدة مين هذا الصوت دلالة على فهمها، لتعاود النظر إليه وهي تبتسم.
- تشرفت بمعرفتك...انا والدة هيري.

بادلها ذات الإبتسامة وردّ بأدب:
- لي الشرف بذلك...انا كيم تايهيونغ.

ورغم إبتسامته هذه إلا أنّ بداخله شيءٌ قد كُسر!...اجل إنه قلبه!

كلمة صديقي جعلته يستاء كثيراً...فبعد كل ما حدث بينهما هي لا تزال تعتبره كصديق! وهذا يدل على عدم مبادلتها لمشاعره.

ولكن ما لا يعلمه هو انها تفكر به على ذات النحو...كلاهما لا يفهم الآخر أبداً!

- إذاً...اين عمي مين؟
تسائلت بحيرة وهي تبحث عنه بعيناها، لتجيبها زوجته:
- إنه بالداخل.

وما كادت تنهي كلامها حتى خرج صدفةً، فإبتسم بإتساع وقال:
- ايرين!

لم تتوانى ولو للحظة، وأسرعت بإحتضانه هو الآخر.
- كيف حالك عمي؟

- بخير طالما كنتِ بخير.

إبتسمت بإتساع لتقترب من الواقفيْن على بعدٍ طفيفٍ منهما.

- أهلا وسهلاً بك.
ألقى التحية على تايهيونغ ليردها الآخر له سريعاً:
- أهلاً.

- هذا كيم تايهيونغ، انه صديقنا الجديد وإبن مديرنا في العمل.
عرفته عليه ليومأ بخفة، وسرعان ما قالت السيدة مين:
- تفضلا بالدخول هيا!

- كلا عمتي...نحن متعجلان ويجب أن نعود سريعاً، أعدكِ بأننا سنزوركما مرةً أخرى...حسناً؟

بدى الإستياء عليها هي وزوجها، لكنهما همهما بخفة وتفهم، فقالت ايرين:
- حسناً إذاً...وداعاً.
إحتضنتهما قبل أن تبتعد ملوحةً لهما، فقالا سوياً:

- يجب أن تفيا بوعدكما وتأتيا مرةً أخرى.

قهقهت هي وتايهيونغ ليهزا رأسهما بالإيجاب.

- بلّغا سلامنا للبقية.
أضافا على كلامهما السابق، ليهمهم الآخريْن مجدداً ثم غادرا متجهين نحو السيارة.

- إنهما ودوديْن.
نطق بها تايهيونغ بعد أن صمت كلاهما لفترة، وهاهما يصعدان السيارة بالفعل.

- اجل.
كانت ايرين مبتسمة وسعيدة، وهذا ما جعله سعيداً أيضاً...يبدو أنّ مجيئها لهذا المكان قد أعاد روحها المرحة مجدداً...حتى انها قد نسيت ما إكتشفاه سوياً قبل قليل.

إنطلقا بعد هذا عائدين الى بيت المزرعة، وأثناء قيادته إستذكرت ايرين بعبوس:
- آه...نسيت أن أُريَكَ بستان الفراولة خلف منزلنا!

- هل لديكم بستان فراولة؟!
رفع حاجباه بتساؤل، لتهمهم عدة مرات.
- اجل.

- انها فاكهتي المفضلة.
أدلى بكلامه هذا والذي جعلها تقول:
- لا تقلق...سنذهب لرؤيته في المرة القادمة.

وضعت يدها على كتفه ليبتسم بخفة ويضيف:
- حسناً.

رأى أنّ مزاجها في أحسن أحواله، لذا لم يشأ أن يفسده بتذكيرها عن ما حدث او التفوه بأي حرفٍ يخصه.

يكفيه انها سعيدة...

__________________________

- سيد جونغكوك...السيد جيون يريدك بمكتبه.
أخبرته السكرتيرة بهذا ليهمهم لها، فخرجت نظراً لتحدثه عبر الهاتف.

وقد كان يحادث هيري بالطبع ويخبرها بما جرى معه.

- عزيزتي...ابي يريدني في مكتبه قليلاً، سأتصل بكِ فيما بعد.

- حسنا.

أغلق الخط وإستقام...إنه متوترٌ قليلاً، فهو لا يعلم ما يريده والده منه بالضبط...الوضع لا يزال متذبذباً بالنسبة له.

وما إن وصل لباب مكتبه حتى أزفر أنفاسه ودخل بينما يدعي في قرارة نفسه بأن لا يحدث أي خلافٍ بينهما.

- علمت بأنك تريد رؤيتي.
خاطب والده بإعتيادية وهدوء كما لو انها علاقةٌ بين موظفٍ ومديره.

- اجل...إجلس أولاً.
أشار له أباه بالجلوس فإمتثل لأمره وهو يترقب سبب طلبه للمجيئ.

- علِمتُ أنك بتَّ مرتبطاً بفتاةٍ مؤخراً وعلاقتك معها جديةٌ بالفعل، كما وسألت عنها وكل ما سمعته كان خير الكلام، لذا نود التعرف عليها أكثر انا ووالدتك وأخيك، ولهذا أريد منك أن تطلب منها الحضور لتناول العشاء معنا الليلة...فلنقل انه عشاء تعارف مع كِنّتنا المستقبلية.
إبتسم آخر كلامه وراقب ملامح إبنه المتفاجئة...ورويداً رويداً حتى بدأت إبتسامة جونغكوك بالتشكل على ثغره ليقول لا شعورياً:
- حقاً!

- اجل...يهمني أنك تحبها بصدق بني، ناهيك عن أنّ إختيارك كان موفقاً وسيتضح ذلك أكثر الليلة.

إجابة والده كانت صادمة بالنسبة له!..انه شخصٌ آخر كلياً!

لقد تغير كل شيء وبات الوضع مختلفاً بينهما، فكل تلك النزاعات والمشاكل سابقاً قد حُلّت ويبدو انها لن تتكرر مجدداً!

- حسنا...شكراً لك أبي.

- العفو بني.
إبتسم له بخفة، فإستقام الآخر وخرج بسرعة والغبطة تملأ قلبه وتظهر على محياه.

كما وذهب سريعاً نحو مكتبه حتى يخبرها بما حدث...فكلاهما كان خائفاً من هذه النقطة، وهاهما الآن يجتازانها بنجاح ودون أي عناء!

_________________________

جاء وقت ما بعد الظهيرة...وهو الوقت الذي وصل فيه تايهيونغ وايرين.

وجدا بيكهيون بإنتظارهما مع جين ولورا وجيمين الذي أتى برفقته منتهزاً الفرصة حتى يرى الفتاة التي نبض قلبه من أجلها ولم يتحمل فراقها ليومٍ واحد!

كانت ايرين قد أخبرت بيكهيون بضرورة إلتقائهما اليوم، وهاهيذا تجده أمامها بالفعل.

جلسوا قليلاً رفقة البقية، ثم إنسحب ثلاثتهم نحو المكتبة بما أنها المكان الأبعد عن الأنظار والأسماع.

دخلوا وأغلقوا الباب خلفهم، ليستفهم بيكهيون بفضول:
- مالذي يحدث بالضبط؟!

بيكهيون لا يعلم عن أي شيءٍ مما حدث بالفعل، لذا روَت له ايرين هي وتايهيونغ كل شيء وقد بدى حائراً ومتعجباً هو الآخر.

- انه أمرٌ غريبٌ بالفعل! لم أكن أتوقع أنّ للخالة سوجين توأم!
هذا ما تلفظ به بيكهيون والصدمة تعشو على وجهه وتغطيه.

فقالت ايرين مبوِّزةً شفتيها:
- جميعنا لم نكن نعلم بأمرها، ولهذا السبب إستدعيتك اليوم!..بيكهيون، أريد منك أن تجلب لي تقريراً كاملاً عنها، يجب أن أجدها، فعلى الأقل وجدت فرداً لا يزال على قيد الحياة من عائلتي...حسناً؟

أومأ لها وقال:
- حسناً...سأحاول أن أجلبه في أقرب وقت.

إبتسمت بإتساع وتعلقت برقبته على الفور، فقلب تايهيونغ مقلتاه بإنزعاج قبل أن يسحبها بخفة ويقول مدعياً الجدية:
- ايرين إبتعدي قليلاً، أريد محادثته!

وبالفعل قد إبتعدت وسط تحديقات بيكهيون المبتسمة لغيرة تايهيونغ الواضحة.

تحمحم قليلاً قبل أن يتكلم، وذلك لأن لا شيء بجعبته حتى يقوله:
- لا تخبر أي أحدٍ بما جرى، ودع الأمر يسير على نحوٍ صامت، حسناً؟

- حسناً بالبطبع.

وبعد أن تشاور ثلاثتهم عن هذا الأمر كان فردٌ رابعٌ يقف ويسترق السمع عند الباب...فهو بحاجةٍ لسماع كل ما يدور بينهم حتى يفهم.

إلا أنّ عيناه قد إتسعتا كالمرة السابقة، فكل هذا جديدٌ ولم يسمع عنه من قبل!

وما كاد عقلهُ يستوعب حتى إلتقطت أذناه صوت تقدمهم من الباب بنية الخروج.

تسمّر مكانه إثر إدارتهم لمقبض الباب بالفعل وهو خلفه تماماً...ماذا سيفعل؟!..ماذا سيقول؟!..ما مبرره؟!

هذا كل ما فكر به قبل حدوث اللقطة الحاسمة!


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- كلمة لتايهيونغ؟

- كلمة لإيرين؟

- كلمة لجونغكوك؟

- كلمة لهيري؟

- كلمة لبيكهيون؟

- كلمة لجين؟

- كلمة للورا؟

- كلمة لجيمين؟

- كلمة للسيدة ريونغ؟

- كلمة لنامجون؟

- كلمة للسيد جيون؟

- توقعاتكم للبارت الجاي؟

- نسبة حماسكم؟

- إكتبوا يلي إستنتجتوه هون.

إستانست وكتبت أسماء كل الشخصيات تقريباً😂

كانت عندنا مناسبة عائلية وما كنت رح أنشر البارت اليوم لأني ما خلصت تعديلاتي عليه، بس ضغطت على حالي وخلصته ونشرته منشانكم، لهيك بتمنى يكون نال إستحسانكم.

شو أخباركم بعد هالحقائق يلي بلشت تطلع.

الأحداث مخربطة شوي لهيك ركزوا منيح لتفهموا.

وطبعاً رح أرجع للدراسة الأسبوع الجاي، ويمكن أتأخر بالنشر يوم او يومين بالكثير لأنو لازم أدرس منيح بما أنها آخر سنة إلي بالمدرسة ورح أدخل الجامعة، وكمان رح ننتقل للسكن بمكان آخر وهاد الشي رح يعرقل من روتيني لأني محضرتلكم خبرية حلوة أعتقد إنها رح تعجبكم...بس ما رح خبركم عنها هلا🙈🙊

تفاعلكم كان حلو بالبارت الماضي، لهيك خذوا بوسات💋💋💋💋

رح أعمل بارت أسئلة ثاني بس يمكن بعد البارت ثلاثين، ما أدري...لهيك إذا عندكم أي سؤال للشخصيات جهزوه من هلا لتسألوهم.

* فقرة التشويقات:~

- إسم البارت الجاي:~ سرُّه..!

* المقتطفات التشويقية:~

- وهل يعني هذا أنّ علاقتكما أصبحت جدية؟

~

- تلك الفتاة التي إلتقيتها في حفلة عملك...آه ما كان إسمها؟

~

- لا تخرجي، شعركِ مبلل وقد تمرضين!

~

- إن كنتِ لا تحبين تجفيفه بنفسك، فيمكنني فعل هذا من أجلك.

~

- ما معنى هذا الإسم؟!

~

- ليس كلُّ من تراه يضحك كثيراً يعني أنه يمتلك حياةً مستقرة وسعيدة! فظروف بعض البشر مدفونةٌ في أعماقهم، إن لم تعرفها أكرمهم بحسن الظن...أنا لستُ كما ترى!

~

- مالذي تخفيهِ تاي؟! أقسم لك بأنني لن أتفوه بأي حرف، فقط أخبرني...القلق بدأ يتملكني بالفعل!

~

- لقد كان لقاؤنا صدفة...وهي أجملُ صدفةٍ في حياتي.

~

- أنا لا أسير أثناء نومي صحيح؟!

~

- أخبرني بأنه يحضِّرُ مفاجأةً من أجلي، وقال أيضاً أنه سيخبرني عنها اليوم، وهو على وشك الوصول بالفعل.

~

- إلهي الرحمة...أبدو كأُمٍّ معتوهة فقدت السيطرة على أبنائها المتخلفين!

~

- ألم تقرئي اللافتة؟! مكتوبٌ للثنائيات فقط!

البارت الجاي يحتوي على كافة الشخصيات تقريباً، لهيك المقتطفات مو شرط تكون كلها عن تاي وايرين.

خلص...أشوفكم بالبارت الجاي👻

مع السلامة...


See you next part...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top