22~أَحَاسِيسٌ مُرْهَفَةْ...
قراءة ممتعة💚
﴿لَوْ كَانَ بِالشِّعْرِ الْمَشَاعِرُ تُشْتَرَى...لَمَلَأْتُ كُلَّ الْكَوْنَ فِيكِ قَصَائِدَا...وَقَطَفْتُ مِنْ دُرَرِ الْقَرِيضِ نَفَائِساً...وَنَظَمْتُ مِنْ زُهُرِ النُّجُومِ قَلَائِدَا﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
خرج من الحمام بلهفةٍ غامرة، فإذا بلهفته تتلاشى في رمشة عين!..لم تكن هي، بل كانت والدته.
- امي!
- بني...أحضرت لك الدواء والقليل من الينسون، تناولهما قبل ذهابك.
قبلت وجنته بحنان، فرد لها بمثلها ولكن على الجبين...انها من أغلى ممتلكاته وأعزها الى قلبه.
- شكراً لكِ أمي.
إبتسمت بدفئ كدفئها، وقالت بلهجةٍ حانية:
- العفو بني، هل تحتاج شيئاً آخر؟
- كلا، شكرا لكِ.
خرجت بعد إيمائها وأغلقت الباب خلفها بهدوء...فمن المعروف أنّ ابنها هذا بالذات لا يحب الإزعاج والضوضاء مطلقاً.
أخذ دوائه وإحتسى كوب الينسونِ ذاك ما جعل أعصابه ترتخي...لقد أحضرته والدته في الوقت المناسب، كما لو انها علِمت بتعبه، لربما هذا ما يسمى بحدس الأمهات.
وما إن أنهاه حتى حمل معطفه وهاتفه وهمّ بالخروج من غرفته، كاد أن ينسى أمر ذهاب ايرين برفقته، لكنه عاد الى الوراء وطرق باب غرفتها، فسمِع إذنها.
أطلّ برأسه من الباب وسألها:
- هل انتِ جاهزة؟
فإبتسمت وأجابت بلباقة:
- اجل، هيا بنا.
لم تعلم أنّ بإبتسامتها هذه قد أذابت عقله وقلبه في آنٍ واحد...حتى نسي نفسه وهو يحدق بها!
خرجا وقد وجدا تايمين بإنتظارهما أمام السيارة، فإنطلقو نحو منزل جونغكوك، ويبدو انهما آخر الواصلين!
حيث وجدا الجميع بإنتظارهما إبتداءً من جونغكوك نفسه الى البقية دون إستثناء...ومعنى دون إستثناء هو هيري!
وهذا ما دفع ايرين للتعجب والتحديق بجونغكوك الذي إبتسم بفخر.
- ايري جميلتي، إشتقت إليكِ كثيراً.
تقدم هوسوك بنية إحتضانها، فقام تايهيونغ بسحبها سريعاً وأخذها معه للجلوس على الأريكة بمعالم خاوية.
إبتسم جونغكوك بخفة على لطافة تصرف الآخر، وحدق بإيونها التي فهمت مقصده على الفور، فتبادلا ذات الإبتسامة ثم وجّها بصرهما نحو صديقهما الذي يشزر كل من يحاول الإقتراب منها بسخط...إلا عندما أتى جين، فقد إبتعد هو بدوره عنها!
حتى لورا وكزت جيمين بسعادة وهي تشير نحوهما بلطافة ليبتسم بهدوء كحال البقية.
وما لبث الوضع يطول على هذا المنوال حتى صرخ جونغكوك كالفتية المراهقين:
- شباب...فلنحتفل!
شغلوا الموسيقى وبدأ الجميع يرقص بجنونٍ وصخب، عدا تايهيونغ الذي فضّل الجلوس على الإنضمام لهم، فهذه الأجواء لا تناسبه البتة...هو لا يحب الرقص وكذلك الموسيقى الصاخبة، انها تشعره بالصداع!
ظل يراقب أصدقائه المجانين طوال فترة جلوسه وهم يرقصون كمجموعة من الثملين.
وسرعان ما تعالى صوت الضحك فجأة، فإذا بجين وهوسوك هما سببه!
رقصهما كان كارثةً فادحة بحق البشرية! فحركاتهما أبعد ما يكون عن الرقص الطبيعي...كانا كالنعام تماماً!
والجميل في الأمر هو عدم إكتراثهما لأي ممن حولهم وإكمالهما لرقصهما الذي به مسٌّ من الجنون!
وبالحديث عن بيكهيون ضيف الليلة، ففاهه مفغور منذ أن تم تشغيل الموسيقى مع شروذٍ جعله يبدو كالأبله وهو يحدق برقص إيونها المغري!
أما عن طفلي المجموعة جيمين ولورا، فوظيفتهما هي الغناء بدلاً من الفنان نفسه وبطريقةٍ ساخرة فقط حتى يضحكا.
ضحك تايهيونغ عليهما، ثم ناظر ايرين الجالسة على بعد مترين منه برفقة هيري.
شخصيتها الخجولة كانت السبب في إمتناعها عن الرقص، أما هيري فمزاجها لم يسمح بفعل أي شيء...هذا ما خمنه هو.
- ما بكِ؟ لما تبدين منزعجة؟
تسائلت ايرين مدعيةً عدم المعرفة رغم أنّ نظرات الأخرى الضجرة نحو جونغكوك تفسر كل شيء.
- ذاك اللعين أجبرني على المجيء!
- جونغكوك؟
ذكرت إسمه بفضل توجيه صديقتها لسبابتها نحوه، فأجابتها الأخرى بنبرةٍ مغتاظة:
- اجل.
- لما؟ ألم يعجبكِ الحفل؟!
- كلا الأمر ليس هكذا...
نفت هيري سريعاً فإضطرت بعد ذلك أن توضح كل ما جرى لإيرين التي كانت تكبح إبتسامتها بمشقة لعلمها المسبق بما جرى.
- لما لا تمنحينه فرصة؟
إقترحت رأياً لطالما تمناه جونغكوك، لكن الأخرى جعدت حاجبيها بتردد وقالت بهمس:
- لا أعلم...خائفةٌ من فكرة انه لم يتغير.
شعرت ايرينٍ بتردد صديقتها وهذا يعني أنّ الفكرة غير مستحيلة التحقيق، فربتت على كتفها وقالت بلهجةٍ جادة:
- تعلمين أني لست من ذاك النوع الذي قد يتدخل في مثل هذه الأمور، ولكنني لن أقترح عليكِ ما قد يضر بمصلحتكِ أيضاً، فأنت أختي قبل أن تكوني صديقتي.
صمتت لثوانٍ ثم إستأنفت الحديث مجدداً:
- هيري...جونغكوك يحبك بصدق وانا أعني هذا حقاً، أولم تلحظي تغيره ونضجه في التعامل مع الأمور على عكس ما سبق؟! إنه يحاول التقرب منكِ وإصلاح كل شيء، لكنكِ تردعينه بقسوة!..ألا يجب عليكِ منحه فرصة واحدة على الأقل؟
نقلت هيري بصرها من ايرين الى المعني بالكلام، فوجدته يبتسم كطفلٍ في العاشرة!
شعرت بخطأها الفادح عند تذكرها للؤمها معه طوال الوقت وتحمله لإنقاداتها برحابة صدر، ولكن ما أعجبها انه قد غير من نفسه فقط لأجلها، وهذا وحده سببٌ كافي ليجعلها توافق.
بقيت ايرين تنتظر جوابها، لكن الأخرى تلحفت بالصمت في البداية، ثم نطقت بخوفٍ يتخلل نبرتها:
- انا خائفةٌ...ماذا إن خذلني ايرين!
إبتسمت ايرين بهدوء ونفت برأسها مراراً ثم أمسكت بيدي المتوترة امامها وقالت مطمأنةً إياها:
- كلا..جونغكوك لن يخذلكِ، صدقيني ستتفاجئين عندما ترين جديته في الحياة الواقعية، هو لن يخيب ظنكِ وانا أعني هذا هيري.
علّقت هيري نظراتها على جونغكوك بعد كلام صديقتها، وتنهدت بخفة.
- آمل هذا...سأحاول.
إبتسمت ايرين بسعادة وإحتضنتها، ثم سحبتها للوقوف حتى تشاركا البقية الرقص وإن كانتا لا تفقهان شيئاً به...ستطرد خجلها بعيداً وستتسلى قليلاً.
وكل ما جرى كان أمام مرأى تايهيونغ الجالس في مكانه، كان يبتسم بين الفينة والأخرى على جنونهم وأحياناً يضحك.
وبعد فترةٍ وجيزة أغلقوا الموسيقى وجلسوا على شكل دائرة ينقصها فرد، ألا وهو جونغكوك الذي ذهب لجلب قنينةٍ زجاجية فارغة.
- رفاق أفسحوا الطريق.
صدح صوته من المطبخ حتى يتركوا له مكاناً بينهم، ثم جلس أخيراً بحماسٍ مفرط كحال من برفقته...سيلعبون جرأة أم حقيقة.
أمسك القنينة وقام بلفها، فوقعت على بيكهيون وإيونها كأول شخصين.
- جرأة ام حقيقة؟
سألها بيكهيون، فأجابت:
- حقيقة.
صمت لبرهةٍ مدّعياً التخمين، ثم طرح سؤاله:
- هل انتِ مرتبطة؟
أدار رأسه للجانب الآخر بخجل بعد ذلك، فبدأ الجميع بالضحك عليه.
- كلا.
نفت فإبتسم بخفة رغم كفاحه لرسم اللامبالاة، ولكن ما لبث حتى قطب حاحبيه منزعجاً من وكز هيري لذراعه مع إبتسامتها المنحرفة.
وسرعان ما صفق جونغكوك من جديد ليقول:
- هيا هيا التالي.
أدارت لورا القنينة هذه المرة فتوقفت على هوسوك وجين...رائع، اكتمل فريق النرجسيون!
إبتسم جين بشر بينما يفرك يداه.
- جرأة ام حقيقة؟
- بالطبع حقيقة!
- حسنا إذاً...لا يوجد بحوزتي سؤالٌ خطير الآن لذا كن شاكراً على هذا!
رفع حاجباه بتعالي ثم أضاف:
- هل صممت ملابس رجالية من قبل؟
- كلا لم أفعل أبداً.
رفع جونغكوك جانب شفتيه بسخرية وتمتم بخفوت حتى كادت ايرين نتفجر ضحكاً نظراً لموقع جلوسها القريب منه:
- ومن سيصمم ثياباً لأشخاصٍ ليسوا من بني جنسه؟!
أدارت ميون القنينة هذه المرة لتقع عليها وعلى هيري.
- جرأة ام حقيقة؟
سألت فأجابت هيري بثقة:
- جرأة.
وسع جونغكوك مقلتيه بذعر فهي ستقوم بأي شيءٍ حتى وإن كان الذهاب الى القمر بدون مكوك!
- جيد...سترتدين زياً تنكرياً عند الغد وتوزعين الحلوى على الأطفال في الحديقةِ العامة.
- اكرهكِ ميون!
تذمرت ببكاء، ولكن ما عساها تفعل...ستنفذ هذا وإلا فلا هروب من العقابٌ او دفع مقابل!
وما لبث جونغكوك حتى ربت على كتفها ليقول مبتسماً:
- لا تقلقي...سأرتدي واحداً مثلكِ وسنوزع الحلوى سوياً، حسناً؟
رمشت عينيها للحظات، ثم أومأت بطاعة...باتت تستلطف معاملته وإهتمامه بها، وهذا ما قاده لإظهار أسنانه بالكامل في بسمةٍ واسعة.
- حسناً الآن...انه دوري.
نطقت إيونها بينما تبتسم، ثم أدارت القنينة فتوقفت عليها وعلى ايرين.
- جرأة ام حقيقة؟
- جرأة.
تعجب الجميع من خيار ايرين هذا فإبتسمت إيونها بشر وقالت:
- حسنا إذاً...قبلي وجنة تايهيونغ.
وسعت عيناها بدهشة وهو أيضاً!
اما إيونها فتبادلت نظراتٍ جهنمية مع جونغكوك، ولورا بدأت تصفق وتهز جيمين بجانبها كالمجنونة حتى كادت تخلع كتفه!
- ولكن..!
كانت على وشك الاعتراض، ولكن الأخرى أخرستها بقولها:
- لا يوجد لكن! هذه أحكام اللعبة ويجب أن تلتزمي بها.
شعرت بالذعر منه لوهلة، فقد لا يتقبل هذا على الإطلاق!
نظرت له بتردد وخوف في بادئ الأمر، ليومئ لها بألّا تقلق.
تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها على الفور، ولكن ما عساها تفعل!
تقدمت ببطئ نحوه وعيناها تتفادى النظر لوجهه، ثم دنت نحو وجهه ولامست بشفتيها الرقيقتين وجنته التي إستشعرت ملايين الأحاسيس ما إن قبلته.
ناهيك عن أعين الجميع التي تبتسم بسعادة لرؤيتهم ايرين الحمراء بالكامل وتايهيونغ الذي ومن الواضح انه يحاول تقمص البرود بأي طريقة!
صفقوا وبدأت لورا تصفر كالعادة فور إبتعاد ايرين عنه، فهربت الأخرى سريعاً نحو الباحة الخلفية ووجهها يحترق خجلاً.
تبعها تايهيونغ بعينيه فإبتسم خفيةً عن الجميع، وما أثار صدمته هو قول شقيقه بينما يبتسم:
- تبدوان لطيفين للغاية معاً...انتما مناسبان لبعضكما حقاً!
وبحركةٍ لا أرادية وجد أنّ مجال رؤيته قد إتسع كلياً، وفاهه قد فُغرِ بإستنكار!
ظن الجميع انه خجلٌ مما قال جين، ولكن الحقيقة تكمن في تعجبه من قول أخيه الذي ظنه يحبها!..هل يعقل أنّ ما نسجه عن كونهما معجبان ببعضهما كان من وحي خياله لا أكثر؟!
صحيح انه لم يرى اي موقفٍ حميميٍ بينهما من قبل، ولكن حدسه من أخبره بهذا...ربما لأنه معتادٌ على التضحية دائماً، لدرجة انه ضحى بشيءٍ كان أساسه الوهم!
إستفاق من سبات تفكيره، ليجد انهم لا زالو يحدقون نحوه، فإستقام ولحق بإيرين الى الخارج دون أن يجيبهم بأي حرف.
صرخت أخته من خلفه وقالت بنية إغاظته:
- هل خجلت انت أيضاً؟
لكنه لم يسمعها...فهو قد خرج بالفعل!
اما عن البقية فقد قالت إيونها بعد صمتٍ وتحديقٍ فارغ:
- حسناً...يبدو انهما لا يريدان اللعب مجدداً، لذا لن ننتظرهما، هيا يا رفاق.
وباشروا اللعب مجدداً بأصوات ضحكٍ تملأ المنزل.
Taehyung pov:~
لازلت غير مصدقٍ بعد!
هل كانت مجرد أوهامٍ إختلقتها بنفسي؟!
إن كان شقيقي يحبها كما كنت أزعم، فلما سيقول كلاماً كهذا؟!..هل يعقل انني المخطِأ منذ البداية؟!
لحقت بها دون تردد، وجلت بناظري في أرجاء الحديقة الى أن لمحتها تجلس على الأرجوحة ذات الوسائد لوحدها.
خطوت إليها بروية، وما إن لمحتني حتى أشاحت بوجهها الخجل للجانب الآخر.
أتوسلكِ بأن لا تفعلي هذا مجدداً، لأني أموت ألف مرةٍ وأعود الى الحياة من جديد!
جلست قربها بهدوء ولم يُسمعُ حولنا سوى صوت حفيف الأشجار المداعبة من قِبل نسيم الليل البارد، وكذلك صوت خافقي الذي يكاد يُجن!
لم أتحدث معها لدقيقةٍ كاملة...وهي ايضاً لم تفعل.
أدرك تمام الإدراك انها خجلةً مما جرى، ولكنها لا تفقه مدى شوقي لإحتوائها بين أحضاني ورغبتي الجامحة في جعلها ملكاً لي وحدي.
تنهدت وعلقت عيناي على السماء الصافية والتي لطالما ذكرتني بها في ليالٍ شعرت فيها بفراغ قلبي وموته دونها.
- السماء صافيةٌ للغاية الليلة.
لم أنتظر ردها منذ البداية لخجلها الذي لم يفارق سيمائها أبداً، ولكنها فاقت توقعاتي وأجابتني بهدوء:
- اجل، انها جميلة...وهو الوقت الأنسب لمراقبة النجوم.
أدرت وجهي الهادئ إليها، فوجدتها تبتسم وتناظر السماء مثلي، رسمت طيف ابتسامةٍ ورفعت عيناي مجدداً ثم قلت:
- كلا...الوقت الأجمل هو مراقبتها في ليلةٍ صيفيةٍ قمرها مكتمل وسماؤها حالكة السواد.
- اجل معك حق.
إستكنتْ لبرهة، ثم خاطبتني بنبرةٍ يشوبها الحياء:
- بالنسبةِ لما حدث قبل قليل...اعتذر.
إعتذرت مني بخجل محاولةً قدر المستطاع تجنب إلتقاء أعيننا، كما وأَلفتُ إرتسام أطيافٍ حمراء على وجنتيها لتعكس جمالاً لا يوصف على بشرتها الناصعة في هذا الظلام الذي لا ينيره سوى جمالها.
- لا بأس.
طمأنتها حتى ترتاح نسبياً، وظللت أنظر إليها متأملاً حُسن خلقها بينما أبتسم بهدوء.
وبعد لحظاتٍ أعدت بصري نحو السماء وقطعت حبل الصمت بيننا بقولي:
- النجوم تبدو براقة للغاية.
- اجل.
تأملنا النجوم سوياً، ولكن سرعان ما رفعت سبابتي وأشرت نحو نجمةٍ بدت أكثر جمالاً من غيرها.
- أترين تلك النجمة؟ إنها الأجمل من بين رفيقاتها، ألا تتفقين معي؟

قهقهت بخفة لتطرب مسامعي بعذوبة صوتها، ثم أجابت:
- اجل...هناك خرافةٌ لطيفة كانت ترويها لي جدتي في صغري، كانت تقول انه إذا ما لفت إنتباهك نجمةٌ مضيئة في السماء، فهي روح إحدى الأموات تراقبك بصمت وتحبك كثيراً، وإعجابك بهذه النجمةِ دون غيرها يعني أنّ روحاً ما تراقبك من السماء وتحبك...يبدو أنّ هذه الروح كانت جميلةً للغاية، فالنجمة تشع بريقاً أخّاذاً، انظر إليها.
أشارت لها مجدداً بينما تبتسم، لأومئ بخفة وأنظر إليها بأسارير متهلهلة.
رغم أنّ الخرافات مجرد أقاويل من وحي الخيال غرضها التسلية لا أكثر، إلا أنّ هذه الخرافة بالذات حفرت لنفسها مكاناً جيداً في عقلي لسببٍ أجهله.
لمحتها وهي تفرك يديها طالبةً للدفئ وبخارٌ طفيف يتشكل أمام ثغرها عند تنفسها، فقلت بينما أستقيم:
- هيا بنا فلندخل...الجو أصبح بارداً وقد تمرضين.
أومأت ولحقت بي الى الداخل، فوجدنا الجميع في حالةٍ يرثى لها!
منهم من هو ثملٌ وبالكاد يقف على رجليه...والبقية يواصلون اللعب بضجيج.
End taehyung pov.
- مالذي حدث بيكهيون؟
تسائلت ايرين بعد أن رأت هيري نائمةً بينما تتخذ من فخذ جونغكوك وسادةً لها، وهو يربت على شعرها بسعادة بينما يلعب.
- لقد إختارت التحدي مجدداً وتجرعت كأساً كاملة من الشامبانيا!..يبدو انها لم تحتمل تأثيره فثملت.
أجابها بينما يحاول إبعاد إيونها التي تلعب بشعره كالأطفال وتصنع له ظفائراً.
- وماذا عن هذه؟!
أشار تايهيونغ نحوها، فتنهد الآخر وقال بقلة حيلة:
- هذه!..لقد كانت السبب في ثمالة هيري، وعندما وقع الدور عليها إختارت الجرأة، وبما أنّ صديقك المصون لا يقل عنها تفكيراً أخذ بحق هيري وطلب منها شرب ثلاثِ كؤوس من الشامبانيا...وكما ترى، انا من يعاني هنا!
فرد ذراعيه نحو البقية...هوسوك يتشاجر مع جونغكوك بالكلام بعد سخرية الآخر منه.
ولورا وميون وجين وجيمين يواصلون اللعب بينما يغنون بطريقةٍ مزعجة للغاية!
حدقت بهم ايرين وكذلك تايهيونغ، ثم تبادلا النظرات وإنفجرا ضحكاً.
- يالك من مسكين.
بوزت ايرين شفتيها لبيكهيون الموشك على البكاء من شدة الإزعاج.
وسرعان ما توقف أولئك المجانين عن العويل، فقال جين بحزم:
- الساعة تشير الى الحادية عشر! يجب أن نغادر...هيا هيا فلننظف الفوضى أولاً.
حثهم على النهوض، فأرسل له جونغكوك قبلةً طائرة وقال بنبرةٍ درامية:
- جين انت الأفضل دائماً.
فردها له الآخر مع نظرةٍ واثقة:
- الوسيم العالمي دائماً الأفضل.
إنفجر الجميع ضحكاً على لقبه المميز، وكذلك على ثقته اللامتناهية.
باشروا في التنظيف، وبفضل عددهم تمكنوا من الإنتهاء سريعاً، ثم إرتدوا معاطفهم وحملوا أغراضهم بنية المغادرة، الى أن إنتحب جونغكوك مستوقفاً إياهم:
- رفاق...لا يمكنني إعادتها وهي بهذا الحال! قد يقتُلُني شقيقها دون رحمة!
أشار نحو هيري النائمة بعمق على الأريكة، فجعّد جيمين وكذلك ايرين حاجبيهما بإستفهام ونطقا في آنٍ واحد:
- يونغي!
ثم حدقا ببعضهما وهما يضحكان ليقوما بضرب كفيهُما على تزامنهما اللطيف.
- هل إسمه يونغي؟! آه أياً كان مالذي سأفعله؟!
إنتحب جونغكوك من جديد، وسرعان ما تحدث بعدما خطرت في باله فكرة وهو يبتسم:
- لا مشكلة...ستبقى معي، كما وسأغلق هاتفها حتى لا يتمكن من التواصل معها، وإن إتصل بكِ أخبريه انها مع ميون...حسناً؟
وجه كلامه لإيرين التي أجابته بكل بساطة مسببةً في إحباطه:
- لكنه لا يعرف ميون!
- الرحمة، أخبريه بأنها صديقتكما، لما تعقدين الأمور؟!
تذمر بإنزعاج، ليحدجه تابهيونغ بسخط على رفعه لصوته في وجهها، فتدارك نفسه خوفاً وقال سريعاً ببسمةٍ صفراء:
- أعني...انتِ تبسطين الأمور ولكن هي من تتعقد بنفسها، لقد فهمتِ قصدي أليس كذلك..؟
أومأت ايرين رغم عدم فهمها لما يقول، ثم خرجت رفقة تايهيونغ ولورا وجين.
وبالنسبة لميون وهوسوك فقد عادا سوياً، لتبقى المشكلة في إيونها!
تكفل بيكهيون بإيصالها بعد أن أعطاه تايهيونغ عنوان منزلها.
وكذلك جيمين الذي أقلّه جين في طريق عودته بما انه قد أتى بسيارته الخاصة.
وبهذا يكون الجميع قد غادر ما عدا هيري التي يكاد جونغكوك يطير فرحاً لبقائها معه.
جلس مقابلاً لها، وبدأ يتأملها بينما يبتسم بهيام لما يقارب النصف ساعة دون كللٍ او ملل!
ظل على ذات الحال الى أن نطق وأخيراً:
- آه...رغم أنّ لعابكِ يسيل إلا انكِ تبدين كالملاك وانتِ نائمة.
إستقام بعد ذلك وحملها الى غرفته بكل هدوء حتى لا تستيقظ.
أبعد الغطاء ووضعها برفق على فراشه ذو اللون الأزرق الغامق والأبيض الناصع، ثم قام بتغطيتها جيداً وأغلق الأنوار وخرج.
أخذ حماماً سريعاً بعد ذلك، وإتجه نحو الصالة مع لحافٍ ووسادة...اجل، هو لن ينام في غرفته.
ليس لعدم رغبته في النوم بقربها، بل خوفاً على سلامته عند إستيقاظها!
وتمنى لنفسه أحلاماً سعيدة بما انها معه في ذات المكان.
__________________________
في صباح اليوم التالي...
قسم التصميم ينتظر شخصاً مهما على وشك الوصول الى كوريا...اجل انه مصمم الملابس الرجالية للشركة، وقد كان يعمل في فرع باريس لفترةٍ لا بأس بها.
والجميع يعلم هويته عدا هيري وايرين.
وبينما تقوم ايرين بإلقاء جدول أعمال تايهيونغ لليوم دخل جين.
- مرحبا...ايرين هل لديك أعمالٌ لتنجزيها بعد الظهيرة؟
- كلا، لماذا؟
أجابته بنبرة متسائلة عن السبب، بينما يراقب تايهيونغ ما يحدث بتساؤل هو الآخر.
- أريد منكِ الخروج معي لشيءٍ مهم، هل يمكنكِ ذلك؟
- بالطبع.
- حسنا إذاً...نلتقي في المرآب عند الثانية ظهراً.
- حسناً.
خرج جين وترك ايرين التي تحتضن اللوح المليء بالأوراق، وكذلك تايهيونغ الصامت منذ فترة.
- هذا هو جدولك لليوم...انه غير مزدحم، لذا حاول أن ترتاح قليلاً، فأنت لم تنم جيداً بالأمس!
تحدثت بينما تعدل الأوراق في يدها، ليبتسم بخفة ويحدق للأسفل قليلاً ثم أعاد ناظريه نحوها وقال:
- حسناً...سأحاول، شكرا على إهتمامك.
- العفو...هل تريد شيئاً آخر؟
- اجل، أريد كوب قهوةٍ لو سمحتِ، وإن كان ممكناً أعديها انتِ، فخاصتك ألذ بكثير من الكافيتيريا.
- بالطبع، لا توجد مشكلة.
خرجت من مكتبه وذهبت لتعد القهوة من أجله وعقلها يفكر فيه...تعجبها شخصيته عندما يصبح لطيفاً.
ورددت كلامه من ليلةٍ البارحة في عقلها، وكم كان جميلاً...لقد إنسجمت برفقته كثيراً، وهي التي كانت تظنه لن يتحدث معها على الإطلاق!
دندنت بألحانٍ مختلفة بينما تعد قهوته، ثم أخذتها لعنده.
وضعتها على مكتبه بهدوء لتسمع شكره بالإضافة الى إبتسامته المربعة ما إن رفعت عينيها نحو وجهه، والتي لطالما إستلطفتها لتميُّزها عن بقية الإبتسامات.
- شكراً لكِ.
- العفو.
غادرت ودخلت مكتبها على الفور والذي يقبع مقابل خاصته تماماً.
لديها القليل من المهام لتنجزها بخصوص مهرجان الغد، ثم سترتاح قليلاً الى حين موعد ذهابها مع جين.
بدأت تفرز الأوراق وتقرأها، بينما تعمل على حاسوبها بإنتباه، وبعد فترةٍ وجيزة رن هاتفها معلناً عن إتصال، فحملته ورأت أنّ المتصل هو رقمٌ غريب!
كادت تجيب لولا تذكرها لذاك الرقم من المرة الماضية، فأجابت حتى تعرف من يكون هذه المرة.
- مرحباً، من معي؟
جعدت حاجبيها بتساؤل، ليجيبها الطرف الآخر بنبرةٍ طبيعية:
- مرحباً ايرين...هذا انا جيبوم، هل تذكرينني؟
تملكها التعجب لإتصاله، وفوق كل شيء حصوله على رقمها!
- آه، مرحبا جيبوم...بالطبع أذكرك، كيف لي أن أنساك!
سمعت قهقهته الرجولية، لترسم في مخيلتها إبتسامته التي كادت تأتي بأجلها تلك الليلة، فسرحت بالفراغ أمامها بينما تبتسم.
- حقاً! لقد بحثت عن رقمكِ طويلاً حتى وجدته، فقط أردت التواصل معكِ والسؤال عن أحوالك...هل كل شيءٍ بخير؟
- اجل، كل شيءٍ على ما يرام، شكرا لك.
- العفو...يبدو انكِ مشغولة؟
- كلا ليس كثيراً، كنت أراجع بعض الأوراق وهانذا على وشك الإنتهاء.
- جيد، هل سأراكِ في المهرجان غداً؟
- بالطبع، سأكون موجودة.
تعجبت من قدومه رغم مقت تايهيونغ له، لكنها تذكرت أنّ في مثل هذه المناسبات تتم دعوة الوكالات الأخرى من نفس المجال...ووالده يمتلك شركةً منافسة لهذه الشركة.
- رائع...إذاً نلتقي غداً، وداعاً.
- وداعاً.
أغلقت الخط وحدقت بشاشة هاتفها لمدة الى أن إستفاقت وفتحت بريد الرسائل الخاص بها...هي لا تشك بجيبوم ولكنها ستقارن رقمه بذاك الرقم الغريب دون سبب، وهي أيضاً لا تعرف لما.
وقد وجدت انهما مختلفان كلياً، فإنتابها الفضول من جديد عن هوية ذاك الغريب ومالذي يريده منها!
صحيحٌ انها قد أقنعت نفسها منذ أيام عن كونه مجرد شابٍ أهوج يفعل هذا بقصد المتعة، لكن الشك لم يفارقها أساريرها حتى هذه الساعة!
وبالعودة الى جيبوم...تمنت فقط بأن لا تحدث اي مشاكلٍ بينه وبين تايهيونغ غداً، وكذلك جونغكوك لأنه سيحضر بالتأكيد وسيجلب مشاكله كضيفٍ غير مرغوب!
_______________________
كانت هيري تعمل بإنهماك منذ الصباح، وهاهيذا تأخذ إستراحة.
زار جونغكوك تفكيرها فجأة! لتبدأ في تقليب كلام ايرين وكلامه هو أيضاً هذا الصباح في عقلها.
إلتمست الصدق في حديثه معها هذا الصباح، وما زاد من تأكيد الأمر هو إصرار ايرين عليها ليلة البارحة.
قررت منحه فرصة، وهي تعني هذا بحق، فهي لن تفرط في شابٍ يحبها بهذا القدر!
ولم تجد نفسها إلا وهي تبتسم لمجرد تذكرها شكله قبل ساعاتٍ وهو يحاول قلي البيض من أجلها، ولكن محاولته قد بائت بالفشل لأنه أحرقها وكاد يُحرِق المنزل معها!
وأثناء شروذها هذا سمِعت صوته، فقهقهت على نفسها بسخرية وقالت:
- رائع...لقد تطور خيالي وأصبح بتقنيةٍ عالية وثلاثيَّ الأبعاد أيضاً!
- عزيزتي! ما بكِ تخاطبين نفسكِ؟! هل تشعرين بالجوع؟
عقدت حاجبيها بإستنكار لصوته الذي ظهر مجدداً!
فتداركت الوضع ورفعت عينيها، لتجده يحدق بها بتعجب وإستفهام.
- ماذا؟..كلا كلا لا يوجد شيء.
نفت سريعاً وإستقامت، لكنه أعادها للجلوس مرة أخرى وقال:
- الى اين؟ أتيت هنا من أجلك، لذا لا تتركيني وتذهبي!
- حسناً.
جلست بهدوء، ودون أن تشتمه او تعانده!
إنصياعها لأوامره بهذه السهولة جعله يفتح ثغره حتى كاد يلامس الأرض!
صحيحٌ أنّ ايرين قد أخبرته عما حدث ليلة البارحة، لكنه لم يظنها ستمنحه كل هذا في يومٍ واحد!
فجلس سريعاً قبل أن تغير رأيها وسألها بلهفة:
- هل إنتهيتِ من عملك؟
- لا يزال أمامي القليل بعد.
- جيد، ولكن هل ستنتهين باكراً؟
- لستُ أعلم، ربما سأنتهي عند الخامسة...لما تسأل؟
أعجبه هدوؤها الغير معتادٍ معه، ليبتسم ويجيب ببساطة:
- أردت أن نتناول العشاء سوياً، ولكن يبدو أنّ التعب سيتمكن منكِ...لا مشكلة، فلنًأجلها ليومٍ آخر.
- كلا...يمكننا الذهاب الليلة، فأنا أشعر بالملل وبحاجةٍ الى الترفيه عن نفسي قليلاً.
- حسناً إذاً...سآتي لإصطحابك فيما بعد.
أومأت مراراً وهي تبتسم، بينما جونغكوك يحاول فهم ما يجري ولكنه عاجز كلياً!
هل هذه المخلوقة هي نفسها هيري!
شيءٌ من إثنين، إما انها كانت تعامله بذاك الشكل لأنها تكرهه أم انها تعاني إنفصاماً ما!
- انت! مالذي تفعله هنا؟!
شزره هوسوك بجانبية بعد أن رآه في القسم، وخاطبه بنبرة مستنكرة ممزوجة ببعض التعالي.
فرسم جونغكوك مثلها على وجهه وأجابه بذات لهجته:
- لما تناظرني بهذا الشكل؟! صحيحٌ انني قد لا أكون مثالياً بدرجةٍ كبيرة ولكن في النهاية انا لستُ انت!
لذا لا تتأمل كثيراً ولا تتطاول علي!
فتح هوسوك فمه وقد كان على وشك التحدث، إلا انه تراجع وضيق عيناه، ثم قرر النطق وأخيراً مع وجهٍ مقطب:
- أتعلم جونغكوك؟..انت تلهم القاتل المتسلسل الذي بداخلي!
رفع المعني بالكلام طرف شفتيه بسخرة مع نظرةٍ جانبية.
- حقاً؟! لقد أخفتني...آه يا إلهي كدت أبلل سروالي! أنقذوني!
سخر منه بنبرةٍ تشبه خاصة الأطفال بينما يختبأ خلف هيري التي تحاول إمساك ضحكتها بمشقة أمام تعابير وجه هوسوك التي لا توصف عدى بكلمة...فارغة!
- انت طفلٌ مدلل، وانا لن أتعب نفسي وأخاطب ذوي العقول الصغيرة.
ألقى كلماته هذه بإمتعاض، يليها رفعه لأنفه بعلوِّ السماء ومغادرته المكان بمشيةٍ كخاصة السيدات.
فأطلق جونغكوك 'تشه' ساخرة بينما يراقبه وهو يغادر.
- مغفل!
- معك حق، لكنه مضحك.
وافقته هيري الرأي بينما تناظره هي الأخرى الى أن شعرت بشفتيه تحط على خدِّها الأيسر بقبلةٍ سريعة، ثم إستقام وشد وجنتيها بينما يقول:
- أراكِ لاحقاً يا حُلوتي.
شعرت بالخجل منه لأول مرة، فبدأت تنظر حولها حتى تتأكد من خلوِّ المكان وعدم وجود أي إنسي بقربها.
________________________
- الى اين سنذهب؟
تسائلت ايرين بحيرة بينما تركب سيارة جين، فأجابها:
- هناك إمرأةٌ مسنة أعرفها وأقدرها بمثابة جدتي تعيش في دار العجزة، فقررت شراء شقةٍ من أجلها حتى تنتقل للعيش فيها بدلاً من البقاء هناك...وأريد تعريفكِ عليها، صدقيني ستحبينها كثيراً.
إبتسمت ايرين بحزنٍ طفيف لتذكرها جدتها، ثم قالت:
- جيد...على الأقل عوضت فقدان جدتك.
- جدتي توفيت منذ زمنٍ طويل، قبل أن أولد حتى!
وجدتي الأخرى التي تكون والدة أمي تعيش في الولايات المتحدة منذ سنين طويلة ولا أراها كثيراً، لذا كانت هذه العجوز بمثابة جدتي الحنون.
- ما إسمها؟
سألت بفضول، فأجابها بينما يبتسم:
- الجدة سوهي.
همهمت بخفة ثم إبتسمت وقالت له بكل شفافية:
- أتعلم جين؟..انت شخصٌ ثمين لكل من حولك، حنانك ولطفك وطيبة قلبك هذه لم أرها عند أي شابٍ من قبل...انت مميزٌ عن الجميع صدقني.
إبتسم بخجل وطأطأ رأسه قليلاً، ليعاود رفعه فيما بعد حتى يركز على الطريق أمامه.
- شكراً لكِ، هذا لطفٌ منكِ.
- كلا لا تشكرني! فهذه هي الحقيقة.
إكتفى بالإبتسام على مدحها هذا، وواصل طريقه الى حين وصوله لدار العجزة.
- مرحباً آنسة يونغ.
حيّا موظفة الإستقبال التي تعرفه بالطبع، فإبتسمت ما إن رأته وقالت ببهجة:
- أهلاً بك سيد جين.
- هل كل شيءٍ جاهز؟
- أجل...لقد وظبنا أغراضها بالكامل وهاهي ذي أوراق خروجها، رجاءً وقع هنا.
ناولته ورقةً تنص على انه المسؤول عنها منذ الآن وذلك بعد خروجها من هذا المكان.
وقع عليها وشكر الموظفة ثم دخل الى حيث تقبع الجدة، وايرين تلحق به بهدوء.
لانت ملامحها ما إن قابلت هاؤلاء الناس ذوي القلوب المرهفة وأصحاب الروح النقية وإبتسمت بهدوء.
- جين بني، أهلاً بك.
سمعت صوت إمرأةٍ مسنة تنطق بإسم رفيقها، فبحثت عن مصدره ووجدت انها عجوزٌ تجلس على كرسيٍ متحرك وتبتسم بسعادةٍ وترحيب.
إحتضنها جين بحرارة بينما ربتت هي على ظهره مراراً وضحكتها لم تفارق شفتيها، فإبتسمت ايرين بهدوء على هذا المنظر الجميل وهي لا تزال واقفةً عند الباب.
- كيف حالكِ جدتي؟ هل انت بصحة جيدة؟ هل تأخذين دوائكِ بإنتظام؟
طرح أسئلته اللامتناهية عليها بنظراتٍ مترقبة، لتومئ له بينما لا تزال تبتسم.
- اجل بني ألا ترى؟ لقد إستعدت صحتي وعدت شابةً جميلة كما كنت.
قهقها سوياً، ليقول بإمتداحٍ لها:
- لا زلتِ جميلة جدتي.
رفع رأسه نحو ايرين لينده لها بالتقدم:
- تعالي ايرين.
خجلت دون سبب، وتقدمت ببطئ لتمد يدها بنية مصافحة الجدة.
- أهلاً بكِ جدتي.
صافحتها الجدة وهزت رأسها بمعنى رد التحية قبل أن تسأل جين:
- جين...من هذه الشابة الجميلة؟
توردت وجنتا ايرين بشكلٍ طفيف، ليقهقه جين بخفة قبل أن يجيب:
- هذه ايرين، انها صديقتي.
- آه...تشرفت بمعرفتكِ يا إبنتي.
- وانا اكثر جدتي.
تحتحم جين بخفة قبل أن يخاطب الجدة من جديد:
- هل انتِ مستعدةٌ للخروج.
- اجل بني، هيا بنا.
أخذ معطفها الصوفي الثقيل، وألبسه إياها بمساعدة ايرين، ثم وأخيراً لف الوشاح خاصتها على عنقها فالبرد بالخارج لن يرحم إمرأةً بسنها!
وما إن وضعوها في السيارة وركبوا جميعاً حتى سألته بتعجب:
- بني...أخبرتني يونغ انني لن أعود الى هذه الدار مجدداً كما ووظبت كامل أغراضي!
وعندما سألتها أخبرتني بأنني سأنتقل...الى اين ستأخذني؟!
- ستعيشين في منزلٍ خاصٍ بك من الآن فصاعداً، سيكون اكثر راحة من هذه الدار.
وما إن أنهى كلماته حتى أدار محرك السيارة بنية الذهاب، ولكنها سألت من جديد:
- هل ستعيش معي؟! فأنا لن أتمكن من البقاء فيه بمفردي!
إبتسم لها بخفة حتى يطمئِنها، ثم قال:
- لا تقلقي...لقد خططت لكل شيء بالفعل، انتِ لن تظلي بمفردكِ، بل ستبقى معكِ ممرضة على الدوام ولن تفارقكِ.
همهمت الجدة بتفهم لتشكره على هذا، وما كان أمامه سوى أن ينفي برأسه ويقول بأن هذا من واجبه وأولوياته.
وبعد فترةٍ وجيزة وصلوا الى تلك الشقة وأنزلوا الجدة وكذلك الأغراض، كما ووجدوا الممرضة بإنتظارهم.
أوصى جين الممرضة على الإلتزام بمواعيد الدواء والإهتمام بكل شيء، فهي تكون زميلةً قديمة له أيام الثانوية على كل حال، ويعرف انها ستأخذ كافة توصياته بالحسبان.
ودّع هو وايرين الجدة والتي يبدو انها قد إستلطفتها بشكلِ كبير وأُعجبت بهدوئها الذي زاد من حسنها في نظرها، ثم غادروا المكان.
وعند عودتهم الى الشركة وجدوا شخصاً آخر يقف أمامهم، وتحديداً أمام موظفة الإستعلامات.
وبحسب وصف ايرين كان شاباً متوسط الطول نوعاً ما، وذو بشرةٍ حنطية زادت من رجوليته وجاذبيته أضعافاً، ومن ثيابه الأنيقة يبدو انه أيقونةٌ للموضة!
لم تعرف هويته في البداية الى أن نطق جين:
- أهلاً بعودتك كاي.
شعرت كما لو أنّ هذا الإسم ليس بغريب، فوجدت بالنهاية انه المصمم الذي تحدث عنه البقية هذا الصباح.
- أهلاً بك سيد جين.
- انت صديقي قبل أن أكون رئيسك في العمل، لذا لا داعي للرسميات رجاءً.
قهقه المدعو بكاي وأومأ بخفة، ثم وقعت عيناه على ايرين التي تقدمت نحوه وحيته على الفور.
- أهلاً بك...أدعى ايرين.
- تشرفت بمعرفتك...انا كاي.
- انها سكرتيرة أخي وصديقتي أيضاً.
أوضح له جين بعد أن لاحظ نظرات الآخر المتعجبة فيما يخص انها غير مؤلوفة ولم تكن هنا عندما غادر الشركة، فهمهم بتفهم وإستأذنهما ليغادر.
وسرعان ما رفعت ايرين حاجباها وقالت معلقةً برأيها:
- يبدو شخصاً رزيناً وهادئاً.
كلماتها هذه جعلت جين يقهقه بينما يسير نحو المصعد.
- كاي؟! انه غريب الأطوار قليلاً، أحياناً يدّعي انه هادئ كما قلتي، وأحياناً يصبح أسوأ من هوسوك!
وسعت عيناها بتفاجؤ بينما تلحق به.
- حقاً! هل تقصد أنّ أفعاله كالفتيات؟!
- كلا، أقصد انه يصبح مجنوناً...فلنقرب الوصف أكثر، على سبيل المثال كجونغكوك، فبالنهاية ثلاثتهم مجانين ولديهم عقول أطفال، إلا أنّ جونغكوك أسوأهم، وكاي أفضل حالاً منهم...لا تتعجبي، فالأيام كفيلةٌ بإثبات كلامي وسترين هذا.
رفعجت كتفيها بتعجب وإنذهال...لم تكن لتتخيل أنّ له شخصيةً مرحة من النظرة الأولى، وكما تقول جدتها دائماً، المظاهر خدّاعة!
توجه جين نحو مكتبه، أما هي فقد جرّت قدميها لخاصتها بتعب.
فزعت حينما فتحت الباب ووجدت تايهيونغ ينتظرها، لتخرج حروف إسمه بتفاجؤ من ثغرها:
- تايهيونغ!
إبتسم بخفة ما إن رآها، ليهز رأسه ويبادر بالإفصاح عن سبب مجيئه الغير معتاد:
- أريد رؤية عملكِ على ديكور المهرجان...أعتقد أنه سيكون رائعاً، فوالدي لن يمنح شرف هذا لأيٍ كان.
أومأت له وإبتسمت بهدوء، ثم فتحت حاسوبها المحمول وبدأت بالبحث عن الملف.
وطوال هذه اللحظات كان الآخر يراقب كل تحركاتها بإفتتان.
- هاهو...
أدارت له الشاشة حتى يتمكن من الرؤية، ثم باشرت في عرض الصور والأفكار.
أُعجب حقاً بذوقها ذو الطابع الملكي وخصوصاً فكرة الأقنعة.
كانت فكرةً مميزة وجميلة، حيث أنّ المفهوم سيكون عن تقديم أقنعة العيون لكافة الزوار والحاضرين، بالإضافة الى الألوان المختارة في التنسيق والتي تتماشى مع مفهوم وألوان الأزياء ذات الطابع الشتوي بشكلٍ مناسب.
راهن على أنّ هذا الحفل سيكون الأفضل في تاريخ شركتهم، ولم يمنع دهشته من الظهور، حيث قال وهو يمتدح مهاراتها بكل فخر:
- سيكون الحفل حديث الصحافة لشهرٍ كامل!
انتِ تفاجئينني يا فتاة!
قهقهت بخفة على مدحه لها، كما وشعرت بالسعادة والراحة بعد هذا الإطراء...هي كانت بحاجةٍ الى أخذ الرأي، ويبدو انه كان الشخص الأمثل لفعل ذلك.
- شكرا لك.
- العفو، إذاً...مالذي كان يريده جين منكِ؟
رغم انه لا يحب التدخل في شؤون الآخرين، وهي ليست من عاداته أبداً، ولكن الفضول ينهشه ويكاد يقتله في كل ما يخصها! يجب أن يعرف كل شيء وبأي طريقة!
- لا يوجد شيءٌ مهم، فقط عرّفني على إمرأةٍ مسنة قريبةٌ الى قلبه ودائم التردد عليها، كما وساعدته في نقل أغراضها الى مسكنها الجديد.
- هل تقصدين الجدة سوهي!
تسائل لتومئ له، فهمهم وإرتاح فضوله الآن.
تمنت لو تسأله عن سبب غرابته التي لم تجد لها تفسيراً!
فإن رأيته لأول مرة ستلاحظ هالةً قوية تحيط به وستظنه رجلاً بخصالٍ باردة ومتعجرفة، اما عند الغوص في أعماق شخصيته ستكتشف وجهاً لطيفاً ومهذباً.
وأخيرا، يصبح مخيفاً عندما يغضب...انه كالبحر تماماً!
ومع كل هذا لا زالت ترى جانباً قوياً من الغموض في شخصيته الكتومة، ولن تنكر أنّ هذا اكثر ما يعجبها به واكثر ما يجذبها إليه، او قد يجذب عنصر النساء بالكامل.
وكلما حاولت فهم متاهة شخصيته تجد أنّ لا مخرج لها، وأنها مجرد خدعة ظنتها الحل الأنسب.
لكنها ليست من ذاك النوع الذي قد ييأس بسهولة! هي ستكتشف كل شيءٍ يتعلق به وستتقرب منه بشكلٍ اكبر.
أعادها الى الواقع بسؤاله الذي أثار تعجبها:
- هل إنتهيتي من عملك؟
- اجل...لما؟ هل هناك شيءٌ ما؟
ترقبت جوابه ففاجئها بقوله:
- كل ما في الأمر اننا سنذهب للتسوق.
عقدت حاجبيها بملامح مستنكرة تملؤها الحيرة.
- الآن؟!
فأجابها بجديةٍ تامة وهو يستقيم:
- اجل...إرتدي معطفكِ وهيا بنا.
لم يسعها الإعتراض لأنه قد غادر بالفعل! لطالما إستعمل صيغة الأمر بأفعاله!
أرخت كتفيها بقلة حيلة، وفعلت ما طُلب منها دون اي نقاش.
وما إن فتحت باب مكتبها حتى لمحته يخرج من خاصته أيضاً، والإختلاف الوحيد هو انه قد إرتدى معطفه الأسود مع بذلته الرمادية الأنيقة...أدركت الآن لما تتهافت جميع الفتيات عليه، فهو غنيٌ عن الوصف في كل شيء.
وطوال الطريق وهي تسند وجنتها على كفها وتحدق بما خلف الزجاج...هي لا تعرف مدينة سيول معرفةً تامة، ولهذا ذُهلت ببعض المناظر التي لم ترها من قبل!
حل صمتٌ رهيبٌ في السيارة...فهو من يقود بالطبع وليس تايمين، ويصب جل تركيزه على الطريق أمامه.
هي لم تنطق بأي كلمة منذ ركوبها، وهو لا يقل عنها شيئاً!
وبعد مدة، شعرت به يبطأ من سرعته، فحدقت بالمبنى التجاري الضخم أمامها، ثم إختفى كل شيء بعد دخوله المرآب.
لاحظت شيئاً غريباً بخصوص هذه العائلة!
هو انهم يخرجون لوحدهم وبكل بساطة دون اي خوف، وهذا غير مألوف بالنسبة للعائلات الغنية مثلهم!
ألا يخافون من قضايا الإختطاف؟!
ألا يجب أن يتخذوا إحتياطاتٍ لازمة ويوظفون حراساً شخصيين لمرافقتهم أينما يذهبوا؟!
كل ما وجدته منطقياً هو انه تواضعٌ زائد ربما...
وبالعودة لهما، فقد دخلا المبنى بالفعل.
سار بخطواته الواثقة والمهيبة وبهيئته الملفتة وسط أنظار الجميع وهي تتبعه فحسب، كما ولم تشعر بالإرتياح بتاتاً من نظرات الفتيات الثاقبة نحوهما.
الأمر بسيط...هو وسيم وجذاب والفتيات يفضلن هذا النوع من الرجال خصوصاً وإن كان ثرياً كما يبدو عليه، وسيتأملنه بهيام بينما سيتمنين لإيرين الموت القريب ظناً منهم انها حبيبته او شيءٌ من هذا القبيل.
ظلت تدعي في قرارة نفسها بأن لا يصيبها مكروه لنظراتهن الثاقبة، اما هو فلم يلقي أي إعتبار لأي فتاة، حتى ولو عن طريق الخطأ!
لاحظت ايرين ذهابه نحو متجرٍ معين منذ البداية، وقد كان ذي سمعةٍ تجارية ضخمة في عالم الأزياء.
ربما سيشتري بذلةً او أي شيء من أجل الغد...هذا ما فكرت به.
اما عنه فقد إنتقى عدة أشياء ثم أمرها بالجلوس وإنتظاره حتى يجربها ويخرج.
تملكها الملل بشكلٍ رهيب، فبدأت تتجول بالمكان...ليس بقدميها، بل بعينيها.
لمحت أنّ الشاب الذي يعمل بالمتجر يبتسم لها منذ دخولها، وهذا ما أشعرها بالإنزعاج وعدم الإرتياح.
حاولت تجنب النظر إليه، لكنه كان يناظرها دون توقف ويبتسم بشكلٍ أثار إشمأزازها، الى أن خرج تايهيونغ.
فغرت فاهها بإعجاب لمظهره ولطريقة إنتقائه للقطع ثم دمجها بشكلٍ محترف، بدى وسيماً بشكلٍ سيء...سيءٍ على قلبها.
فلطالما كانت نقطة ضعفها هي الشبان الوسيمون وخاصةً إن كانت إبتسامه ساحرة كجيبوم مثلاً، وحتى تايهيونغ!
أساساً كل الشبان الوسيمون لديهم إبتسامة ساحرة...هذه هي قاعدتها.
هزت رأسها عدة مرات مبديةً إعجابها وقالت:
- انها جميلةٌ جداً.
- حقاً؟!
تسائل ثم إتجه نحو المرآة الطويلة حتى يرى نفسه، ثم باشر بتعديل سترته الى أن إستدار فجأة!
وقد فعل ذلك بفضل لمحه لذاك الشاب وهو يبتسم بشهوانية نحو ممتلكاته الخاصة كما يسميها.
وما زاد الطين بلة هو غمزه لها، فبدأ هرمون الأدرينالين يتدفق بقوة داخل عروقه ليقبض كفيه بغيظ مع إنتفاخ أوداجه.
دخل نحو غرفة التبديل وإرتدى ثيابه الأولى بغضبٍ عارم، ثم خرج وبيده ما سيشتريه.
إنتظر الى حين الدفع وإستلام أكياسه، ثم قال مخاطباً ذاك الموظف:
- أين هو مديرك؟
تعجب الشاب من هذا السؤال، فقطب ملامحه مستفسراً:
- المعذرة؟!
- قلت لك أين مديرك؟ أريد رؤيته!
بدى انه على وشك لكمه وقتله بدمٍ بارد، لكنه تمالك نفسه بأعجوبة في آخر لحظة.
- ولكن هذا ممنوعٌ يا سيد!
- أخبره أنّ كيم تايهيونغ يريد رؤيته.
تحدث بجدية تامة حتى شعرت ايرين بالخوف من تحوله المفاجئ!
بدى الشاب متردداً في البداية، لكنه ذهب ما إن شعر بأنّ الآخر قد يفصل رأسه عن رقبته إن لم يتحرك!
كان المتجر كبيراً، وفي أحد زواياه يوجد مكتبٌ للمدير الذي أخبر الموظف بمناداة تايهيونغ الى مكتبه على الفور.
كان تايهيونغ على وشك الذهاب لولا قول ايرين:
- إذاً...سأنتظرك هنا حتى تخرج.
أغمض عيناه بنفاذ صبر وإبتسم بسخرية، ثم عاد الى الخلف وسحب يدها حتى تأتي معه بينما شعرت هي بالغرابة منه.
- كلا، لن أترككِ وحدكِ هنا! تعالي معي.
دخلا سوياً الى مكتب المدير الذي بدى انه في نهاية الأربعين من عمره.
وما إن لمح تايهيونغ حتى إستقام من كرسيه فإتضحت بطنه الكبيرة وقصر قامته الذي جعله يبدو كالسنافر مع أنفه الكبير نوعاً ما بالإضافة الى وجهه البشوش...هذا ما قالته ايرين بداخلها.
رحّب هذا الرجل بتايهيونغ أشدّ ترحيب، حتى عندما تصافحا كان الإحترام جلياً بينهما.
- سيد كيم تايهيونغ، شرفتنا زيارتك.
إبتسم المعني بالكلام دون أن يتحدث، وإكتفى بالإيماء كردٍ للتحية.
- تعال، تفضل وإجلس.
سحبه حتى يجلس، لكنّ الآخر إعتذر قائلاً:
- شكراً لك سيد تشان، لا يوجد داعٍ...
كاد ينهي كلامه إلا أنّ سؤال هذا الرجل قد إعترض طريقه وذلك بعد أن لمح ايرين وأخيراً!
ما ذنبها إن كانت تقف خلف رجلٍ يفوق حجمها بأضعاف!..كما وأنّ هذا لا يعني انه ضخمٌ للغاية، بل هي من تمتلك جسداً ضئيلاً نسبياً مقارنةً بعمرها!
- أهلا بكِ يا آنسة.
صافحها بلباقة، فإبتسمت بخفة وأومأت برأسها هي كذلك...كما لو أنّ تايهيونغ قد نقل طباعه لها بالعدوى!
وعندما كانت تبتسم، لمح تايهيونغ ذاك الشاب يقف في زاويةٍ ليست بالبعيدة عنهم بينما يحدق نحوها بعينان ليزريتان تكادان تخترقانها!
أغمض عيناه بنفاذ صبر، وقبض كفيه حتى كاد الدخان يخرج من أذنيه وقمة رأسه، فقال موجهاً كلامه للشاب:
- هل يمكنك تركنا لوحدنا قليلاً؟
حاول جعل نبرته تبدو لطيفة لكن الطابع المستنفر قد طغى عليها بالفعل.
عقد الشاب حاجبيه وكاد يخرج، لولا تذكر تايهيونغ انه يجب عليه البقاء حتى يخبر مديره بما حدث، لذا إستوقفه قائلاً:
- مهلاً...لا تخرج، تعال الى هنا.
أشار له نحو بقعةٍ تكمن امام مديره وأمامه إيضاً، ليمتثل الشاب لما قاله والحيرة تغلف وجهه وكذلك ايرين والمدير!
- ماذا هناك سيد تايهيونغ؟!
تسائل السيد تشان بعد إلتماسه نوعاً من الغرابة في تصرف الآخر، فوجه تايهيونغ بصره نحو هذا السيد من جديد وقال بجديةٍ تامة:
- سيد تشان...يجب عليكِ إنتقاء موظفيك بدقةٍ عالية، خصوصاً وأنّ وكالة علامةٍ تجارية كهذه تمنحك إدارة أحد فروعها!
- المعذرة!
لم يفهم مقصده وكذلك الشاب وايرين، فثلاثتهم لا يرسمون سوى التعجب على محياهم.
- أعتقد أنّ كلاميِ واضحٌ بما فيه الكفاية!
موظفك اللبقُ هذا، كان يتحرش بهذه الآنسة دون أي خجل!
كان جاداً في كلامه وملامحه لا تبدي سوى الثبات، ما جعل ايرين تفغر فاهها حتى كاد يلامس الأرض!..هل يقصدها بكلامه ام انها تتوهم؟!
وسع المدير عيناه بصدمة وأقطب حاجبيه، وكذلك الشاب لم يكن أفضل حالاً منه...فقال:
- هل هذا صحيح يا نامسو؟!
وسع الموظف مقلتيه بذعرٍ أكبر ونفى برأسه سريعاً، ليقول:
- كلا سيدي، الأمر ليس هكذا!
كادت ايرين تتحدث وتبرر الموقف، لكنّ الواقف بثبات قربها نطق قبلها بتحدي:
- لا تكذب! لقد رأيتك وانت تتحرش بها!
- نامسو لا تكذب! هل فعلت هذا حقاً؟ هل فعل لكِ شيئاً يا آنسة؟
بدأ الرجل في سؤالهما وهو لايزال مصدوم، فطريقة كلام تايهيونغ وإصراره على الأمر تثبت صحة أقواله، بالإضافة الى ثباته وجديته.
- كلا سيدي، أقسم لك بأني لم أفعل اي شيءٍ لها!
رأت ايرين الفزع من طريقة كلامه، وكانت ستتحدث حتى تحل سوء الفهم، إلا أنّ تايهيونغ قد قاطعها للمرة الثانية كما لو انه يتعمد فعل ذلك:
-لا تكذب!
- مالذي فعلته يا نامسو...تحدث!
بدأ المدير يفقد أعصابه بالفعل، فأجابه الموظف بينما لا يزال فزعاً وبرر قائلاً:
- صدقني انا لم ألمسها! كنت أبتسم لها فحسب!
- كاذب!..لقد غمزت لها أيضاً!
صرخ تايهيونغ بإهتياج لتكمش ايرين ملامحها بذعر وعدم فهم من جنونه الغير مفسر.
إرتخت ملامح المدير، ليسأل تايهيونغ هذه المرة بنبرةٍ ملؤها التفاجؤ:
- المعذرة سيد تايهيونغ!..هل تسمي هذا تحرشاً؟!
- اجل...لا يحق له النظر نحوها بهذا الشكل او حتى محاولة التقرب منها!..ألا يرى انني معها، ألا يوجد إحترام؟!
إهتاج ولولا إمساك ايرين لذراعه لكان الشاب في خبر كان منذ لحظات!
- ولكن هل هي حبيبتك يا سيد حتى تدافع عنها وتدّعي تحرشه بها؟!
تسائل المدير بتعجب، فرد فعل الآخر غير منطقيٍ أبداً بالنسبة لأمرٍ بسيطٍ كهذا...حتى انه إعتبر الغمزة تحرشاً!
فتحت ايرين عينيها على مصرعيهما، وكادت تنفي برأسها الى حين قوله هو بتحدي محاولاً جعل الامر عادي:
- أجل.
- آسف سيدي، آسفٌ حقاً...لم أكن اعلم بهذا، انا آسف.
إعتذر الموظف مراراً للواقف بشموخٍ وكبرياءٍ امامه.
- أعتذر بالنيابة عنه، وأعدك بأن هذا لن يتكرر مجدداً...آسفون يا آنسة.
إعتذر لهما المدير بعد أن إنطلت عليه الكذبة بنجاح.
وبالعودة الى ايرين، فتلخيص وضعها يكمن في كلمة...الصدمة!
حتى أنّ ذلك قد إتضح عليها ولم تستطع إخفاءه أبداً!
- شكراً لك سيد تشان على وقتك...والآن نستأذنكما.
شكره ثم جرها خلفه كما لو انها ريشة، وغادر المتجر بدمٍ لم يتوقف عن الغليان.
وما إن ركبا السيارة سألته بإنزعاج:
- كيف يمكنك القول بأنني حبيبتك؟! ألم تفكر في عواقب هذا؟!
- هو لن يهتم للأمر لذا لا يوجد داعٍ للقلق!
كان لا يقل عنها إنزعاجاً، ولكن ربما يفوقها بأضعافِ الأضعاف!
وسبب انزعاجه الآن غير أمر ذاك الشاب، هو عدم إكتراثها لما يحدث ولو قليلاً، بينما هو كاد أن يفقد أعصابه ويتسبب في عاهةٍ مستديمة لذاك الموظف...أجل يا سادة، إنها الغيرة!
ويبدو أنّ غيرته من النوع الشديد والمتملك...هو لا يطيق فكرة تقرب أي شابٍ منها على انها إمرأة لغيره هو!
تنهد ودلّك ما بين صدغيه، ثم أدار محرك السيارة وإنطلق عائداً نحو الشركة.
اما عنها هي...فقد إتخذت من الصمت أنيساً من بعد إجابته الواصفة لكمية الإنزعاج بداخله، وبقيت على هذا الحال الى حين وصولهما.
وهو أيضاً لم ينبس ببنت شفة...كلاهما يمتلكان كبرياءً لعيناً.
____________________________
وعند حلول المساء، عاد البعض الى منازلهم لأخذ قسطٍ من الراحة بعد يومٍ شاق، والبعض الآخر قد خرج للتنزه وإمضاء وقتٍ ممتع، كحال هيري وجونغكوك مثلاً.
أقلّها من الشركة وأخذها نحو سوقٍ شعبي في البداية والحماس يتملكه كما السعادة أيضاً.
لقد خطط لكل شيءٍ منذ الصباح...لذا لديه الكثير والكثير من الأشياء ليفعلها برفقتها.
تنزها وكان الوضع بينهما لطيفاً للغاية على عكس ما سبق.
إشتريا بعض الأشياء الرمزية لتبقى كذكرى من موعدهما الحقيقي الأول، ولا ننسى شرائهما لخاتمٍ خاص بالثنائيات حتى يثبتا إرتباطهما أمام الملأ.
كل خاتمٍ كانت تزينه حلقةٌ صغيرة بالإضافة الى اول حرفٍ من إسميهما...وعند دمجهما سوياً يكونان علامة المالانهاية، أي دلالةً على بقائهما سوياً والى الأبد.
ثم ذهبا لتناول العشاء، ولم يخلو ذلك من مغازلاته المتكررة نحوها بينما لم يسعها سوى الإحمرار خجلاً، وهذا ما يعجبه في الأمر ويحفزه على الإستمرار.
وأخيراً خرجاً للمشي قليلاً في شوارع سيول المُضاءة كما لو أنّ النهار لم ينجلي فيها بعد، بينما يمسكان بأيدي بعضهما البعض والإنسجام يملأ طقسهما الربيعي المزهر.
وعلى حين غرّة، إعترضت طريقهما فتاةٌ صغيرة تحمل وروداً حمراء جميلة بين يديها الصغيرتين.
- مرحباً...ألا تعتقد يا سيد أنّ هذه الفتاة الجميلة تستحق وردةً جورية من شخصٍ مثلك، ألست حبيبها او زوجها؟
قهقها بخفة للطافتها وقدرتها على التحدث بهذا الشكل مقارنةً بعمرها، فجلس جونغكوك القرفصاء حتى يسعه محادثتها بينما يبتسم بعذوبةٍ نحوها.
- انها حبيبتي بالفعل، ويبدو انك محقة في كونها تستحق واحدة، هل يمكنكِ إعطائي وردة؟
أومأت بلطافة مفرطة حتى كاد يلتهمها، بينما هيري تقهقه على ما يحدث.
ناولته وردةً، فأعطاها مقابلها من المال وقبّل وجنتها قبل أن يشكرها وهو يستقيم:
- شكراً لكِ يا لطيفة.
- العفو.
لم تستطع هيري مقاومة لطافتها رغم عدم إهتمامها للأطفال، لذا دنت نحوها وقبّلتها هي الأخرى.
- أتمنى أن تبقيا سوياً.
تلفظت الطفلة بهذه الكلمات متسببةً في توسيعهما لأعينهما...انها محترفة في الكلام بحق!
فضحكا سوياً وأومآ برأسيهما، ثم بقيا يراقبان طيفها الصغير وهو يغادر.
إستدار جونغكوك بعد ذلك نحو هيري، ليقول برومنسيةٍ مرهفة بينما يناولها الوردة:
- صدقيني...لا أعلم كيف لوردةٍ أن تحمل وردة؟!
إبتسمت بحياء وأخذتها، ثم قبٍلت أرنبة أنفه سريعاً وهربت منه خجلاً.
تجمد للحظات في مكانه وحدق بالفراغ دون إبداء أي رد فعل...منذ متى وأفعال النساء تزعزعه؟!
ولكن هذه الفتاة وحدها دون غيرها من إستطاعت ذلك.
وقبل أن تبتعد عنه تدارك نفسه وإستفاق من محيط أحلامه الوردي وصرخ منادياً عليها:
- وردتي إنتظري!
لم تعره أي إهتمام، بل زادت من وتيرة مشيها حتى تتفاداه، إلا انه باغتها بحمله لها ووضعها ككيس الدقيق فوق كتفه دون أن يأبه بمن حوله!
- لم يكن عليكِ تجاهلي منذ البداية!
إبتسم ببساطة فغطت وجهها بيديها محاولةً إخفاءه عن نظرات الناس المتعجبة لأفعاله الصبيانية قبل أن تتمتم برجاء:
- أنزلتي أرجوك...نحن نبدو كالمراهقيْن بأفعالنا هذه!
- الدرس الأول...لا تأبهي لمن حولكِ وإفعلي ما يحلو لكِ.
أكمل مسيره بذات المنحنى دون أن يستمع لتوسلاتها...يعجبه الأمر كثيراً.
وفي حين تقضي هيري وقتاً لطيفاً رفقة جونغكوك، كانت صديقتها رهينة أفكارها المشتتة.
تستلقي على سريرها منذ مدة وتحدق بالسقف كالجماد عدى عن رمشها لعينيها.
تفكر فيما قاله تايهيونغ وتحاول تفسيره...هل ستلاحقهما الشائعات إن تفوه ذاك الرجل ولو بحرفٍ واحد عما حدث؟!
أدركت أنّ فكرة مرافقته لم تجلب لها سوى المتاعب، لذا بعثرت شعرها وتنهدت بضيق بينما تستدير للجانب الآخر وتحتضن دبها المحشو تاتا.
وعلى حين غرة، طُرق الباب فشد إنتباهها!
- تفضل.
رفعت رأسها نحو الباب فإذا بمن كان السبب فيما حدث يدخل برفقة صندوقٍ متوسط الحجم.
إكتساها التعجب لزيارته الغير مألوفة، فإستقامت تعدل من جلستها وتنزل طرف فستانها البسيط.
أما عنه...فقد أغلق الباب بهدوء وتقدم نحوها بروية، جلس على حافة سريرها وسحب ذراعها بلطف لتشاطره فعل ذلك.
ناظرته لهنيهات منتظرةً حديثه، فقد كان يتحاشى ذلك بوضوح...ليس لغضبه، وإنما ليعتذر عما بدر منه، فالإعتذار صعب النطق بالنسبة له!
- آسفٌ لما حدث، لقد تملكني الغضب ولم أفقه حجم كلامي إلا بعد فوات الأوان!
لم يقابل عينيها طوال إعتذاره، ففي هذا خدشٌ عميق لكبريائه الأعمى!
لكن وبتربيتها على ذراعه، إستقطبت إنتباهه وأرغمته على مناظرتها عنوة!
- لا بأس...جميعنا نخطئ.
كم يحب سماحتها وتفهمها لكل شيء بسلاسة، كما لو انها بلسم الجراح بكلامها الجميل.
ظهر على إثر تفكيره طيف بسمةٍ حكت آلاف الآلاف من الأحاسيس المرهفة، والمخالجةِ لروحه الذابلة وسط أزهار حبها اليافعة.
ولم يلبث سكونهما حتى بتر الصمت وسحب ذاك الصندوق مريحاً إياه في حضنها.
- هذه هديةٌ بسيطة من أجلك، فكما تعلمين...خرجنا اليوم بنية التسوق سوياً، إلا انه إنتهى بعودتنا فارغي الوفاض عداً مما إشتريته لنفسي.
ناظرت ذاك الصندوق للحظات قبل أن تفتحه، فيتضح لها فستانٌ أنيق بلونٍ أسود.
أخرجته ورأت تصميمه، فنال إعجابها دون نقاش!
كان فستاناً طويلاً يحيطه قماش الدانتيل عند الكتفين وكذلك كامل العنق، بالإضافة الى لمسة من ذات الطراز على جزءه السفلي الذي يمتد من منتصف فخذيها وصولاً الى كاحليها.
- إنه من أجل المهرجان غداً...آمل انه قد نال إستحسانكِ وناسب معايير ذوقك.
كان ينتظر رأيها بلهفةٍ مدفونة خلف تحديقاته الثابتة نحوها، وما لبثت نيران لهفته تضرم بجسده حتى قابلته ببسمتها البشوشة وشكرته بمنتهى اللطف:
- ذوقك جميل، شكراً لك.
- العفو.
أعادت الفستان لصندوقه وأغلقته، ثم وقفت وسارت به نحو خزانتها...كانت تنوي وضعه في الرف العلوي، إلا أنّ قصر قامتها لم يساعدها على ذلك.
حاولت بعجز الى أن لبّى هو ندائها الصامت ووضعه في المكان المنشود من أجلها.
وعلى ضوء خدمته البسيطة، كانت هناك ضريبة دفع ثمنها قلبيهما...قربه الشديد منها جعل من أطرافها تتيبس وتعلن حالة النفور التام!
أما هو، فعقله يأمر ساقيه بالتراجع، ولكن كان لقلبه كلمةٌ أخرى أدّت لتسليمه عجلة القيادة رغم انه غير كفؤ البتة، وسيتسبب بحادثٍ دموي لكليهما!
كانت قد إستدارت نحوه، فلعلّها بفعلتها تلك تنوِّه عن ضرورة إبتعاده، إلا انه صنّفها كإشارة للتقدم بقيادة قلبه المجنون.
تشاركا ذات الهواء بالفعل، فما كان منها سوى كتم أنفاسها منتظرةً ساعة الرحمة...ولكن خصمها شديد البأس ولن يتراجع بتلك السهولة!
ودت لو تدفعه وتصرخ بوجهه، لكنها كانت ساكنة عداً عن ملامحها المنكمشة بنوعٍ من الرهبة والإضطراب...مالذي سيفعله؟!
لم تفقه أي شيء حتى أسند كفه على الخزانة من خلفها ودنى نحوها ببطئٍ قاتل!
تلاعبه بمشاعرها كان كفيلاً بإردائها قتيلة اللحظة، لكنه لم يكن ليفكر بأفعاله...ببساطة لأن عقله رهينة قلبه المتهور.
لم يكن يرى شيئاً عدى فريسةٍ من نسيجٍ ناعم ألا وهي شفتيها!
ومع كل إنشٍ يقتله بإقترابه، كانت تزداد تكوراً على نفسها، وفي لحظةٍ حاسمة كانت ستنهي ما بدأه لتوه...توقف!
إستعاد عقله زمام الأمور وأوقفه...تدارك حجم فعلته بعد فيضان الطوفان، إلا انه شكر الإله على توقفه عند هذه النقطة!
هو لم يتمادى او يتمرد على أنثى من قبل!..فكيف سمح لنفسه بإرتكاب مثل هذا الفعل بحقها؟!
أما عنها...فكانت كمن ينتظر نقطة النهاية لملحمة شهواته!
إلا أنّ توقفه جعلها تفرق جفنيها لتبصر السبب، وجدته يناظر عينيها بهدوءٍ قاتل جعلها تزفر أنفاسها المكبوتة بعد كفاح.
تصنمت على ذات الوضع ولم تدرك السبب وراء عدم دفعه او قول أي شيء...كانت صماء وبكماء وفاقدةً للسيطرة على أطرافها كمن أصابها شلل!
نظراته كانت عميقة، ولا يسهل تفسيرها بمجرد الكلام، وسرعان ما تراجع خطوتين للوراء يليها إنصرافه من الغرفة بأكملها دون الرؤية خلفه حتى!
تاركاً إياها تخور أرضاً لهذا الصراع المكتوم بين عقلها وقلبها...والضحية كانت هي!
لم تفقه إتخاذها للأرض مجلساً إلا بعد إستفاقتها من شروذها على صوت باب غرفته الموصد من طرفه.
لم يكن أفضل حالاً منها، فقد خانته ساقاه وخار أرضاً مثلها بينما يجابه لكبت أحاسيسه الفيّاضة نحوها.
يمقت فكرة نظرتها له بصورة رجلٍ يركض خلف شهواته دون عقل!
هي لا تدرك أنّ أفعاله صادقة تنم عن رغبته بها في علاقةٍ جادة...كرجلٍ بنية طيبة وإمرأة تخطف أنفاسه لأتفه الأسباب!
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- أحوالكم بعد التصحر والجفاف العاطفي😁؟
- توقعاتكم للقادم؟
- نسبة حماسكم للبارت الجاي؟
ما رح كتر أسئلة هاي المرة على غير العادة.
وهلا سمعوني زغروطتكم بعد كل هالقفزات الكبيرة يلي صارت بمجرى احداث الرواية💃
جين طلع ما بيضم اي مشاعر تجاه ايرين...يعني تاي كان عايش بالأوهام وهلا الطريق مفتوح قدامه🙈
جونغكوك وهيري وبعد صراع كبير واخيرا إرتبطوا...أعطوه مباركاتكم هون😃
بيكهيون الخروف😂..اسفة على تخييب ظنكم لأنو أغلبكم كان مفكر ان بيكهيون رح يعجب بميون، بس هيك الاحداث وانا يلي مسويتها من فترة ومرتبتها.
الشخصية الجديدة والدخول الناري لكاي ولد اكسو😎💃
ترا دوره مرة حلو ومتأكدة بتحبونه😍
اوصفولي شعوركم هون بخصوص اكتر جزئية حبيتوها بالبارت🤗
اظن سبب تسمية العنوان واضح للجميع الآن.
سو حابة ابشركم انو الرواية لسا مطولة وجايتكم بأحداث خنفشارية😎
يعني ما تفكروا انها رح تخلص عن قريب بس لان تاي أدرك حقيقة اوهامه تجاه جين وايرين.
البارت الجاي عن المهرجان، فكونوا مستعدين.
ومثل ما وعدكم بالبارت الماضي اني رح حط مقاطع تشويقية واسم البارت الجديد🙈
العنوان: جوليانا...
مقتطفات تشويقية:
- لا أعلم...ألححت في دعوتي على قدومه، وأتمنى أن يفعل.
~
- صباح الخير يا صهرنا العزيز.
~
- لم يتغير شيء، كلاهما يرددان ذات الكلام منذ ذلك اليوم ولم يغيرا أي شيءٍ فيه...أظن أنّ جيبوم بريءٌ هذه المرة.
~
- إنه أوسم شاب على وجه الأرض، هل تصدقين أنّ إنعاكاسه في المرآة يغار من جماله!
~
- لما تتجاهلينني منذ الصباح؟!
~
- لا تشكريني على شيء أعتبره من أهم أولوياتي.
~
- أتمنى أن يخرس فحسب، فكلامه مستفزٌ للغاية ولربما أفتعل جريمةً نكراء في حقه.
~
- رائع...كنت أفكر في كيف سيبدو مظهري وانا أدخل الحفل بمفردي دون مرافق، ولكن حظي جلبك لي من السماء!
~
- المعذرة...هل أنتِ الآنسة مين هيري؟
~
- هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟
~
-إن كنتِ تعرفين مين هيري فأنا شقيقها، وإن لم تكوني على صلةٍ بها فأنا أدعى مين يونغي.
~
- تبدين جميلةً للغاية الليلة.
~
- لا أحب أن تُلمس ممتلكاتي بهذا الشكل!
ما شاء الله، دلعتكم بالمقتطفات😂
البارت الجاي طويل، وإذا ما فهمتوا معنى العنوان فحطوا تخميناتكم هون...أتحفوني😁
أشوفكم بخير🌌
See you next part...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top