21~قَلْبٌ يَئِنُّ وَيَصْرُخْ
قراءة ممتعة💛
﴿دَعْ مُهْجَتِي تَزْدَادُ فِي خَفَقَانِهَا...لَيْسَ التَّذَلُّلُ فِي الْوَرَى مِنْ شَأْنِهَا﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
رن هاتفها بينما تقوم بتعديل كنزتها السكرية أمام المرآة، فأسرعت نحوه وأجابت:
- صباح الخير جونغكوك...حسنا انا قادمة.
أغلقت الخط وحشرت هاتفها في جيب بنطالها الجينز، وأسرعت بخطواتها للذي ينتظرها بالأسفل حتى انها كادت تنسى معطفها!
وما إن صعدت السيارة حتى أخذت نفساً عميقاً إثر ركضها، ثم إلتفتت يسارها وحيته ببسمةٍ بشوشة:
- كيف حالك اليوم؟
- بأفضل حال...تفضلي، لقد جلبت القهوة لكلينا، إشربيها...لا تزال ساخنة.
ناولها كوب قهوتها ليمسك خاصته هو أيضا ويرتشف منه القليل قبل أن ينطلق.
- شكرا لك.
- العفو...هل غادر تايهيونغ؟
إستنشقت رائحة القهوة بتلذذ قبل أن تجيبه:
- اجل.
همهم بتفهم مكملاً طريقه نحو الحديقة العامة حيث سيلتقايان ببيكهيون، وما إن وصلا حتى وجداه بإنتظارهما على أحد المقاعد الخشبية.
- صباح الخير بيكهيوني.
حيّته بنشاط وإبتسامة متسعة، ليجيبها بوجهٍ بشوش:
- صباح الخير.
لمح جونغكوك معها فحياه هو إيضاً بتلويحةٍ خفيفة دون كلام...والآخر لم يختلف عنه في شيء!
كلاهما يحاربان كبرياءً لعيناً يمنعهما حتى من التحدث بطبيعية! وكل هذا بلا سببٍ يذكر!
إتخذا لنفسيهما مكاناً بقربه وسط هذه الحديقة المليئة بالزهور ذات العطور الزكية، ناهيك عن أرضها المكسوة بالعشب الأخضر المرصع بدموع الفجر كما لو انها حسناءٌ تبكي.
وأخيراً تحتضنهم جميعاً أشجار الساكورا الوردية بدفئ وسط برد خريف اكتوبر، لتضفي عليها جمالاً لا يوصف بمجرد الكلام!
تأملت ايرين هذا المشهد الطبيعي، ثم تنهدت براحة كما لو انها اكتسبت بعضاً من السكينة والأمان، وما لبثت حتى سألت:
- كيف سارت الخطة جونغكوك؟
- آه لم أخبركم بعد...ولكن ما حدث كان لصالحنا، واليوم سننتهي من كل شيء.
ثقته كانت عارمة أثناء حديثه الذي إختتمه ببعض الحزم ونظرةٍ جادة.
وماهي سوى لحظاتٍ حتى سرد لهم ما جرى ليلة البارحة...وتحديداً عندما كان برفقة هيونا.
Flash back:~
ركن سيارته أمام منزلها الواقع في حيٍ عادي، لينطق ببحته الرجولية:
- وصلنا.
رافق نطقه لتلك الكلمة فتحه لبابه والنزول معها، وهذا ما دعاها لإقطاب حاجبيها بعدم فهمٍ لأفعاله، ولكن سرعان ما أرختهما فور إدراكها لرغبتة في الدخول معها.
إبتسمت بجانبية ظناً منها انه ينوي على شيءٍ ما، او لنقل انها هي من تخطط لهذا وستحاول إستدراجه بطريقتها الخاصة.
نزلت بدورها لتقوم بفتح باب المنزل ذو الحديقة البسيطة كبساطته تماماً، وأشعلت الأنوار.
- منزلكِ لطيف.
عبّر جونغكوك عن رأيه بعد أن أخذ لمحةً سريعة على شكل المنزل من الداخل.
- وقد أصبح ألطف بوجودك.
ردت له المجاملة بينما تعلّق معطفها بجانب الباب، لترتدي خفها المنزلي وتعطي له واحداً مثله، ثم أخذت بخطواتها نحو غرفة المعيشة او لنقل انها صالةٌ صغيرة يطل عليها المطبخ من الجانب الأيسر.
ثم يوجد رواقٌ صغير به غرفتان وحمام...انه مناسب ليعيش به شخصٌ واحد، وهذا ما فكر به جونغكوك قبل أن يسألها بينما يهم بالجلوس:
- هل تعيشينَ بمفردك؟
- اجل.
أجابته وهي تتجه نحو المطبخ الصغير، وبما انها هيونا فهي ستقدم النبيذ كضيافة.
فهم انها تحاول الإيقاع به بجعله يثمل وخصوصاً مع ثيابها التي تظهر اكثر مما تخفي!
فإبتسم بجانبية على إختلافها الشاسع مع هيري، وعلم ما عليه فعله بالتحديد، ألا وهو توخي الحذر.
لم يستطع رفض ضيافتها ولكن ما لا تعلمه هي انه لا يثمل من كأسٍ واحدة! بل يحتاج قنينةً كاملة حتى تبدأ علامات السُكْرِ بالظهور عليه!
أكمل كأسه وطوال فترة جلوسهما وهي تتحدث بأمورٍ لم ترقهُ بتاتاً، إبتداءً من شتمها المستمر لهيري الى كلماتها الجريئة نحوه!
إستقامت بعد ذلك من جديد وعادت للمطبخ، وأثناء هذا أصدر هاتفها تنبيهاً بوصول رسالة، ويبدو انها لم تسمعها بفضل صوت ماء الصنبور.
رفع جونغكوك حاجباه بتعجب ما إن سمع هذا الصوت، وإنتابه الفضول حول ذلك من دون سبب، وقد صوّب بصره نحوها بالفعل فوجدها منشغلةً في إعداد شيءٍ ما.
أعاد عيناه الى الهاتف ليمسكه بهدوء ويرى مضمون الرسالة، فأي شيءٍ يخصها قد يفيده.
'أحضري الملف غداً عند الثانية ظهراً وستستلمين مالكِ بالكامل، وإن طلبتِ المزيد وحاولتي المماطلة مجدداً فلن يكون ذلك لصالحكِ أبداً'.
إبتسم بجانبية، فهذه الرسالة تعني أنّ الملف لا يزال بحوزتها، لكنّ الوقت يداهمهم ويجب أن يبحث عنه الآن.
أعاد الهاتف لمكانه، ثم تحمحم بخفة قبل أن ينهض.
- المعذرة...أين الحمام؟
أغلقت الصنبور ما إن سألها، لتجيبه وعيناها على الكأس الذي إنتهت للتو من غسله:
- ستجده على يمينك ما إن تدخل الرواق...لا بأس، ستعتاد على المنزل قريباً.
همهم ليتجه نحوه كما يدَّعي بينما يكمش ملامحه بإستنفارٍ منها.
وما إن بلغت قدماه ذاك الرواق حتى إستدار خلفه ليتأكد من انها لم تلحق به...وقد كانت كذلك.
فأسرع وفتح الغرفة القابعة في الجهة اليسرى، وقد كانت غرفة نومها كما خمن تماماً.
أمال زاوية شفتيه بفخر، ثم أغلق الباب خلفه بهدوء.
أشعل الأنوار وشرع في البحث عن ذاك الملف وقلبه يخفق توتراً من فكرة عدم إيجاده، وبعد لحظاتٍ لمحه وهو يتموضع على طاولةٍ صغيرة في ركن الغرفة!
هرع نحوه بسرعة وفتحه، وقد كاد يصرخ فرحاً ما إن وجد أوراق التصاميم بداخله، لكنه تمالك نفسه سريعاً وإبتلع لسانه...بات الآن يعلم أنّ الأمر يسير كما خُطِّط له بالضبط.
أعاده الى حيث مكانه، وإستدار بنيَّةِ الخروج، وما كاد يتقدم خطوتين حتى فتحت هي باب الغرفة وملامحها لا تفسِّر شيئاً سوى التعجب، اما هو فقد تجمد مكانه!
- مالذي تفعله هنا؟!
إبتسم بإصفرار ليدلك مؤخرة عنقه ببطئ، ثم تدارك نفسه وبرر قائلاً:
- ظننتها الحمام، وعندما دخلت وجدت انها غرفتكِ...اوه بالمناسبة هي جميلةٌ مثلكِ.
إستعمل إستراتيجيته في التنويم المغناطيسي بإقترابه منها ومنحها بعض اللمسات على خصلات شعرها ووجنتيها وإختتمها بنظرةٍ تذيب الحجر.
فما كان امامها سوى أن تتناسى العالم من حولها وتناظره بهيام.
لطالما كان هذا أسلوبه للتهرب من المصائب مع الجنس الآخر!
وقفت على رؤوس أصابعها حتى تصل لطوله الفارع ولفّت ذراعيها حول عنقه...كادت تقدم على تقبيله لولا إبعاده لوجهه سريعاً، فإكتساها التعجب وعُقد حاجباها بإستفهام.
- ما بك؟!
كان يشيح بوجهه للجانب الآخر، فأكمل ما بدأه وأزال ذراعيها عن عنقه، وتراجع خطوتين للوراء قبل أن يقول:
- آسف هيونا، ولكنني غير مستعدٍ لمثل هذه الأمور، لازالت علاقتنا في أولها.
كتفت ذراعيها ورفعت إحدا حاجبيها لتعرب عن سخريتها من تبريره:
- حقاً!..لم أكن أعلم بأنك سترفض إمرأةً بهذه البساطة! انت تركض خلف كل نساء هذا الكوكب، وتقول الآن بأنك غير مستعد!
- كلا لم تفهمي قصدي...أود أن يحدث ذلك في الوقت المناسب، وفي ظروفٍ أفضل من هذه...لما تتسرعين؟!
ظلت على نفس الوضعية الى أن دحرجت مقلتيها وإستدارت مغادرةً الغرفة.
أما هو فقد أزفر بإرتياح وأخذ بخطواته خارج الغرفة خلفها...لقد فعل ما جاء لأجله، اما الآن فيجب أن يغادر.
تقدم نحو المنضدة في تلك الصالة وإنتشل، مفاتيح سيارته.
- إذاً...يجب أن أغادر الآن، لدي بعض الأمور لأنجزها، آراكِ غداً جميلتي.
منحها قبلةً رقيقة على عنقها حتى يتأكد من انه قد إمتص كل الغضب الذي يعتريها، وقد نجح، لأنها أرخت كتفيها بالفعل وقبلت وجنته بدورها.
- حسناً...عِمت مساءً.
- وانتِ أيضاً.
أدار حلقة مفاتيحه حول سبابته بينما يخطو خارج المنزل، وإبتسامة النصر تعتلي شفتيه.
- انت رائع جونغكوك...لقد فعلتها!
End flash back.
- كل ما علينا فعله الآن هو تتبعها وأخذ الملف منها عندما ستسلمه لذاك الوغد.
أدلى جونغكوك برأيه بعد أن روى لهما عمله البطولي، فتنهد بيكهيون للمرة الألف هذا الصباح!
- لا تستبق الأحداث، قد لا يكون هو الفاعل!
- قلت لك أصمت وراقب كيف سأثبت لك ذلك، لما تحب معاندتي؟! انا متأكدٌ من انه الفاعل وسترى ذلك!
أجابه جونغكوك بإنزعاج، حتى انه كاد يهتاج لولا تمالكه لنفسه.
- لا يهم...المهم الآن هو إمساكها وأخذ الملف، والباقي سنعرفه لاحقاً على ضوء التحقيق.
بيكهيون لن يتوافق مع جونغكوك في الكلام ولو على جثته، فما كان أمام الآخر سوى أن دحرج مقلتيه بضجر وإلتزم الصمت.
وطوال شجارهما هذا كانت ايرين تنسج الخطوات القادمة في مخيلتها، وما لبث صمتها طويلاً حتى قالت:
- يا رفاق...يجب أن ننقسم.
- ماذا؟!
ولأول مرة يتفقانِ في شيء ألا وهو تعجبهما ونطقهما لذات الكلمة وفي آنٍ واحدٍ، فحدقا نحو بعضهما بغيض.
- بيكهيون...ستأتي برفقة شرطيّيْن وتنتظرون الإشارة منا، اما انا وجونغكوك فسنلحق بها ونراقبها...ويبقى بيننا الإتصال إن طرأ أي شيءٍ جديد، حسناً؟
- حسناً.
_______________________
تتسكع رفقة صديقتها من نصف ساعة في ساحات الجامعة الضخمة بينما تتبادل معها أطراف الحديث.
- يبدو أنّ علاقتكِ بجيمين قد تحسنت كثيراً!
تحدثت مينا بإبتسامة جانبية، لتقهقه لورا بسعادة.
- أجل...أصبحنا مقربيْن اكثر من ذي قبل، هذا رائع!
- جيد...لما لا تعترفين له الآن؟ أظن بأنه الوقت المناسب لفعل ذلك.
أزفرت لورا تنهيدةً مثقلة وبوزت شفتيها مجيبةً على الأخرى بإستياء:
- لست أعلم...أظن بأن علاقتنا لا تقتصر على مجرد كوننا صديقيْن، لا اعرف كيف سأصفِ لك وضعنا ولكنه غريب!
- لم أفهم مقصدكِ! هل تعنين أن هناك شيءٌ ما بينكما؟
- كلا ليس بالضبط، هو لا يعاملني معاملة صديقٍ لصديقته، بل معاملة رجلٍ لإمرأة!
أظن بأن كل شيءٍ قد تغير بعد الذي فعلته تلك الليلة، حتى أنّ كلامه أصبح غريباً ومبهم!
ضيّقت مينا عيناها بتخمين، وكل ما توصلت له هو:
- قد يكون معجباً بكِ!
إسمعيني...لا تعترفي له وإنتظري قليلاً، فإن كانت توقعاتي في محلها فهو أول من سيبادر بالإفصاح عن مشاعره تجاهكِ...فقط إنتظري.
- حسناً أتمنى هذا، على كل حال سألتقي به مساءً في منزله لإنهاء المشروع.
- جيد...حاولي أن تتصرفي بإعتيادية، وراقبي أفعاله جيداً، فعلى ضوئها ستعلمين ما يفكر به.
- حسنا.
________________________
لم يزِح عيناه عن تلك البقعة أمامه لشدة شروذه وتفكيره منذ مدة لم يتداركها حتى!
قبل دقائق اتصل به جونغكوك وأخبره بكل ما جرى ليلة البارحة وما سيفعلونه اليوم أيضاَ.
هو حتماً يفكر في كشف جيبوم امام العامة إن كان هو الفاعل حقاً، لكنها خطوةٌ تحتاج دراسةً شاملة، فالذي سيلعب معه ليس مجرد ثعلب...بل انه وكرٌ كاملٌ منها!
وسرعان ما إنتشل هاتفه من جديد وإتصل بتايمين.
- تعال الى مكتبي حالاً.
أغلق الخط ووضع هاتفه على المكتب من جديد بينما يدلك ما بين صدغيه بتعب...وماهي سوى لحظاتٍ حتى كان تايمين أمامه.
- نعم سيدي.
- أريد منك مراقبة كانغ جيبوم مراقبةً دقيقة؛ يجب أن تتَّبع كافة تحركاته منذ الآن.
- أمرك سيدي.
وهو مغمض العينين...ظل على هذا الحال الى أن زارت هي تفكيره دون سابق إنذار، فإبتسم بخفة وعيناه لازالتا مغمضتين.
إعتدل بجذعه للأمام ثم عاد بكرسيه للخلف قليلا، فتح أحد أدراج مكتبه وأخرج منه ذاك الكتاب.
أخذ يقلّب صفحاته الى أن وقعت عيناه على تلك الورقة الملونة الصغيرة، فزاد إتساع ابتسامته أكثر...هي كل ما كان يبحث عنه منذ البداية.
أمسكها بأنامله الرفيعة وقرأ مضمونها بينما يرسم شكلها في مخيلته وهي تكتبها.
لم يظن يوماً بأن فتاةً ببساطتها ستجعله أعمى عن بقية النساء!
خصوصاً مع تجربته السابقة في الحب والتي كانت فاشلة بشكلٍ مؤلم.
ولكنه إستفاق من هذه الأوهام لمجرد تذكره لشقيقه!
انهما حتما يكنان لبعضهما مشاعراً خفية...هذا ما يظه هو.
شعر بضيقٍ في جانب صدره الأيسر، فأزال إبتسامته تلك وأعاد الورقة والكتاب الى مكانهما، ثم إستقام نحو نافذة مكتبه العملاقة.
وقف بإستقامة وهيبةٍ تكاد ترهب الملوك لقوتها، مع ملامحه التي قد تصبغت بالبرود التام.
يجب أن يتوقف عند هذا الحد، هو يعلم بأنها لن تكون له لذلك لا يجب أن يبنيَ آمالاً أساسها غير سليم.
هو لن يسرقها من شقيقه وإن كان يحبها...سيحارب هذا الشعور الى أن يتخلص منه!
ويجب أن يطرد هذه الأوهام من عقله ويتدارك نفسه سريعاً قبل فوات الأوان، فهو لا يزال غير مدركٍ لحقيقة مشاعره إن كانت حباً حقيقياً ام مجرد إعجاب.
أخذ نفساً عميقاً بعد مدةٍ من التفكير، ثم عاد لكرسيه ما إن شعر ببعض الراحة.
أمامه عملٌ كثيرٌ لينجزه، فهو بات متيقناً بأن الملف سيعود له قبل مساء اليوم ويجب أن ينهي ما تبقى له من تجهيزات المهرجان.
________________________
- آه عظامي تكسحت!..كم الساعة الآن؟
إنتحبت ايرين وهي تعدل جلستها للمرة الألف داخل السيارة، والقابع بجوارها أجابها بعد أن أخذ نظرةً سريعة لساعة رسغه:
- انها الحاديةَ عشر ونصف، هل ترغبين بالمشي قليلاً؟ لا يزال الوقتُ مبكراً.
- حسناً.
ترجلا من السيارة المركونة أمام الشركة، وبدآ بالمشي على الرصيف الجانبي.
الطقس باردٌ اليوم بخلاف الأيام السابقة، وكلاهما يرتديان ثياباً ثقيلة.
هي ترتدي كنزة سكرية اللون وبنطال جينز ومعطف باللون الأزرق الغامق، بينما تسدل شعرها الفحمي بإنسيابية...مظهرها كان لطيفاً للغاية مع وجنتيها المتصبغتين باللون الأحمر من شدة البرد وكذلك شفتيها وانفها.
اما جونغكوك فكان يرتدي كنزةً هو الآخر باللون الرمادي مع معطف منفوش وبنطال جينز وكلاهما باللون الأزرق الغامق، وأخيرا حذاء رياضي.
- هل إعتدتِ على العيش في منزل عمي كيم، أم لازلتِ تشعرين بالغربة؟
طرح سؤاله هذا حتى يطرد الصمت، وكذلك ليعرف أخبارها...انه يرتاح للحديث معها كثيراً كما وبدأ يستلطفها بشكلٍ كبير.
كانت مطأطِأةً رأسها عندما تحدث، ولكن سرعان ما إبتسمت بإمتنان ورفعت عينيها نحو الطريق أمامها مجيبةً بذات الإبتسامة:
- لقد إعتدت عليهم بسرعة، انهم لطفاءٌ للغاية ولم يشعروني بأني فردٌ جديدٌ في عائلتهم على الإطلاق، بل بدوتُ كما لو أنِّي ولدت في منزلهم وعشت معهم لسنينَ طويلة.
إبتسم بدوره لكلامها وقال:
- جيد.
أصبح الصمت ثالثهما من جديد بعد هذه الكلمة...وماهي سوى هنيهات حتى قهقهت بخفة لتشد إنتباهه.
- سأخبرك بشيء ولكن لا تقله لتايهيونغ...حسناً؟
إتسعت إبتسامته ظناً منه انها فضيحةٌ ما او شيءٌ مضحك عن الآخر، فهمهم بالموافقة سريعاً.
- أعدكِ لن أخبره.
- في أول أيامٍ لي بمنزلهم واجهت بعض المشاكل معه؛ لا اعلم كيف ولكنه كان بارداً وصامتاً طوال الوقت، حتى انني خِفتُ منه ولم أستطع التحدث إليه عكس البقية!
بدى غريباً ومنطوياً على نفسه في البداية، ولكنه اصبح ألطف الآن، وعلى الرغم من كل هذا، يحدث له أحياناً إنفصامٌ مخيف! يتحول فيه من شخصٍ لطيف الى بارد في ثوانٍ معدودة!
لن ينكر جونغكوك انه شعر بالإحباط عندما تحدثت، فما قالته لم يمتَّ لما كان في مخيلته بصلة، ولكن على الرغم من هذا لم يمنع إبتسامته من الظهور، فهذا تقدمٌ ملحوظ بالنسبة لصديقه.
- إسمعي ايرين...تاي شخصٌ مزاجيٌ للغاية، لكنه ألطف مخلوقٍ على وجه الأرض أيضاً!
قد يبدو لكِ هذا غريباً بعض الشيء، ولكن هذه هي شخصيته...صدقيني انه حنونٌ ومرح عكس ما ترينه تماماً!
ومع كل كلمةٍ تلفَّظ بها كان التعجب يتسلل لتعابيرها شيئاً فشيئاً...خصوصاً عندما قال مرحاً!
- حقاً! ولكن لِما لم أرى هذه الجوانب من قبل؟! أعني صحيحٌ انه يعاملني بلطفٍ وإحترام أحياناً، لكنني لم أرى أي شيءٍ يتعلق بالمرح في قاموسه!
هزّ جونغكوك رأسه مراراً وإبتسامته لم تفارق محياهُ بعد.
- أعلم أعلم...لكنه كذلك بالفعل، أعذِرُكِ على هذا لأنكِ لم تسمعي عن مغامرتنا سوياً أيام المدرسة الثانوية.
رفعت حاجبيها بإستغراب، ليجد انها إشارةٌ منها حتى يروي ما بجعبته.
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يبدأ بسرد كوارثه رفقة الآخر:
- كنا ندرس في مدرسةٍ داخلية للأغنياء، قد تتسائلين عن السبب ولكنني كنت السبب بأم عينه!
كنت جالباً للمشاكل ومشاغباً للغاية، ولهذا السبب تم وضعي في مدرسةٍ داخلية من قِبل عائلتي، تعرّفت على تاي في بداية المتوسطة وكان لقاؤنا الأول غريباً للغاية، لقد قمت بمساعدته من بعض المتنمرين، فتاي كان مسالماً للغاية في صغره ولا يمكنه حماية نفسه.
وعلى خلافي انا، كنت مشاغباً وذو شخصيةٍ مشهورة للغاية بين الطلاب في المدرسة...وأضيفي أنّ مدرستنا لم تكن داخلية عند المتوسطة.
ساعدته من أولئك الفتية وذهبت، لكنه أراد أن يرد الجميل لي بأي شكلٍ كان...لحق بي وشكرني في البداية ثم ساعدني وكذب على المعلمة عندما كنت هارباً من الفصل وأخبرها بأنني مريضٌ وذهبت الى الحمام، أعجبتني شخصيته، فبدأنا نتقرب من بعضنا أكثر فأكثر الى أن أصبحنا بمثابة شقيقين، أنهينا سنين المتوسطة ونحن برفقة بعضنا، ولكن بفضل مشاكلي اللامتناهية قرر والدي وضعي في مدرسةٍ داخلية للفتيان، حزِنت كثيراً لأنني سأفترق عنه، ولكنه فعل ما جعلني أتمسك به أكثر...لقد أقنع والديه وسجّل معي في المدرسة الداخلية، كنا مشهوريْن للغاية بين بقية الفتيان بفضل مشاغباتنا المستمرة...هل تصدقين اننا وضعنا ذات مرةٍ صرصوراً ميتاً في قهوة المدير!
وسعت عينيها ومزجت في تعابيرها بين الإبتسام والتقزز!
- ماذا؟!..هل حقاً ما تقول؟!
إتسعت إبتسامته الشبيهة بالأرانب ليهز رأسه مرارا ما جعلها تنفجر من الضحك.
وما لبث حتى أكمل:
- كان منظراً تاريخياً ولا ينسى، ولكن لكل فعلٍ ردُّ فعل مساويا له في المقدار معاكساً له في الإتجاه كما يُقال...لقد وًضعنا في الحجز لستِّ ساعاتٍ كاملة مع تنظيف المسبح لشهرين، ناهيك عن إستدعائه لوالدينا وهنا كانت الطامة الكبرى، لقد كان أسوء يومٍ في حياتي ولكن الأكثر متعة!
كان سعيداً طيلة حديثه، اما هي فلم تستطع تصديق أنّ تايهيونغ فعل كل هذا!
وما إن ناظرها جونغكوك حتى فهم انها مصدومةٌ مما سمعت للتو، فقرر زيادة الجرعة!
- هذه أتفه وأصغر الكوارث التي سببناها آنذاك، انتِ لم تسمعي عن قصة إطلاق سراح النمل الأبيض من معمل العلوم.
وسعت عيناها اكثر فأكثر، ليبتسم حتى كادت عيناه تختفي وأكمل حديثه:
- من المعروف عني انني أحب جمع الحشرات وتربيتها وكذلك معرفة سلوك حياتها، ففي إحدى المرات سمعت عن النمل الأبيض...لم أكن أظن بأن هناك نملاً لونه أبيض في الواقع، ولكنني سمعت أيضاً انه يأكل الخشب او شيءٌ من هذا القبيل، فأردت رؤيته وتربية البعض منه، إلا انني لم أفقه خطورته إلا بعدما حلّت الكارثة!
في ذاك اليوم دخلنا معمل العلوم برفقة المعلمة وكان هناك صناديقٌ زجاجية مصطفةٌ بإنتظام، بها أنواعٌ مختلفة من الكائنات كالزواحف والحشرات، ومن بينها النمل الأبيض، لن أنكر أنّ عيناي قد لمِعتا عندما رأيته ولكن المعلمة البغيضة لم تسمح لي بلمسه
لذا...قررنا انا وتايهيونغ العودة في وقتٍ لاحق من اليوم وأخذ ما نريد بالقوة، تسللنا بعد الحصة الى المعمل وفتحنا ذلك الصندوق، وحينما كنت على وشك أخذ ثلاث نملاتٍ ووضعها داخل قنينة دخل مراقب الممرات ففزعنا، وبفضله وقع الصندوق على الأرض وإنطلق النمل الأبيض في كل مكان وبدأ بحفر خشب الأرضيات والمقاعد...وكذلك مكتب المدير!
- واو!..ولكن مالذي حدث بعدها؟
شعرت بالتشويق يتدافع في خلايا عقلها، ليبتسم ببطولية مكملاً قصته الكارثية رفقة صديقه:
- أضطررنا للإنتقال الى مبناً آخر للدراسة حتى أبادوا جميع النمل وأعادو ترميم ما دمره.
شعرت يومها بالحزن الشديد على موتهم، فأنا كنت السبب في ذلك...ولكن الجيد في الأمر انني إحتفظت بتلك الثلاث نملات، لكنهم ماتو أيضاً بعد خمسة أيام لعدم إعتنائي بهم...وخلاصة الأمر أنّ المدير كان على وشك طردنا لولا تدخل والدينا وحلهما للمشكلة، وكالعادة إحتُجزنا لعشر ساعات مع غسل صحون الغذاء بدلاً عن العاملين...آه كانت أياماً جميلة.
فغرت ايرين فاهها لتقول بتعجب:
- هل تسمي هذا جميلاً؟! أليس من المفترض أن تقول متعِباً!
- كلا...لا تنظري الى الجانب السلبي، بل انظري الى الجانب الايجابي للأمر، لقد عشنا أياماً جميلة حينها وإستمتعنا بكل لحظاتنا.
- لازلتُ غيرِ مصدقةٍ لما قلته عن تايهيونغ، أعني هو لا يبدو من هذا النوع بتاتاً!
أبدت برأيها، فإبتسم وعاد للتحديق بالطريق أمامه.
- بلى كان كذلك، صحيحٌ أنّ المرء يتغير قليلاً بعد أن ينضج، ولكن هذا لا يعدم شخصيته القديمة، لهذا قلت لكِ بأنه مرح، هو لن يظهر هذا الجانب أمامكِ بسهولة، فكبريائه لعينٌ للغاية، ولكن أتمنى أن تساعديه على التخلص منه، انتِ الوحيدة القادرة على هذا ايرين.
ألقى بكلماته الشبه مبهمة وتقدم عنها بعدة خطوات، فتوقفت هنيهةً تحلل ما قاله تواً، وسرعان ما لاحظت إبتعاده الملحوظ عنها لتركض خلفه مناديةً بإسمه:
- إنتظر جونغكوك، مالذي تقصده؟!
سمع ندائها من خلفه، ليبتسم بجانبية ويكمل طريقه الذي كان عبارةً عن جولةٍ حول مبنى الشركة من الخارج منتهياً بنقطة البداية قرب سيارته.
_____________________
Jin pov:~
خرجت للتو من مكتب والدي انا وتايهيونغ، تناقشنا حول آخر ما حدث بشأن القضية، ويبدو انها تسير على أفضل حال بفضل شقيقي.
لطالما شعرت بأنه أكثر مسؤوليةً مني واكثر حكمةً
رغم اني الأكبر، هذا مضحك!
على كل حال عدت لمكتبي فلدي عملٌ كثير ينتظرني.
المهرجان على الأبواب...سير القضية لصالحنا لذا لن يتم إلغاؤه او تأجيله، لهذا يجب أن ننهي كافة تجهيزاته بسرعة.
آمل أن لا يكون لجيبوم دخلٌ بما يجري...الجميع لن يكون مسروراً بهذا خصوصاً تاي!
كما وستفتح الملايين من أبواب المشاكل حولنا وهذا غير مبشرٍ بالخير، فوالده ووالدي يربطهما عقد شراكةٍ في الأسهم بين الشركتين، وإن حدثت اي مشاكل فسيكون ذلك خسارةً فادحة لنا نحن بالذات!
آمل أن يمر كل شيءٍ بسلام...اوه بالمناسبة، أشتاق لعزيزتي هولي كثيراً.
ضميري يؤنبني للغاية، فقد أهملتها بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة، حتى انها باتت تصدر أصواتاً مضحكة كلما تراني، كما لو انها تؤنبني على ذلك!
يالها من جروةٍ شقية...وجميلةٌ كصاحبها بالطبع!
آه اتمنى أن لا أصادف مرآةً ما في طريقي، فربما أموت إن رأيت التحفة الفنية المتموضعة على أكتافي...كلا كلا، لا أريد الموت بعد، فلازلت شاباً وسيماً يحب التفاخر بوسامته أمام الجميع.
سوكجيني...لا تنظر الى أي مرآة، حسنا؟..
End Jin pov.
_________________________
[الساعة الثانية ظهراً - منتزه غانغنام]
- هل تظن بأنه سيأتي؟
تسائلت ايرين وهي تراقب هيونا الواقفة على بعدٍ لا بأس به، وقد كانت تنتظر.
فأطلق جونغكوك 'تشه' ساخرة لفهمه من تقصد.
- جيبوم؟!..مستحيلٌ أن يفعل ذلك، فهو ليس أحمقاً كما تظنين!
إلتزمت الصمت لبرهة...
هي الآن تصارع ملايين الأفكار المشوشة داخل عقلها التائه، بعضها غير مستوعبٍ لفكرة أنّ جيبوم قد يُقدم على خطوةٍ كهذه، والبعض الآخر يخبرها بأن تثق في كلام جونغكوك وتايهيونغ.
اما عنها هي وجونغكوك الآن، فهذا هو وضعهما منذ عشر دقائق تقريباً...
بعد أن أخبرهما تايهيونغ بأمر خروجها إستعدا ولحقا بسيارة الأجرة التي ستقلها، كما ومنحا بيكهيون علماً بذلك حتى يستعد هو الآخر...والجميع الأن يراقب عن كثب وينتظر.
لحظاتٌ وجيزة مرّت، يليها قدوم رجلٍ ببذلةٍ رسميةٍ سوداء نحو هيونا، فإعتدل جونغكوك في جلسته سريعاً وأمسك مقود السيارة بعينان متسعتان.
كاد يفتح الباب ويخرج حقاً لولا منع ايرين له!
- كلا لا تفعل! إنتظر قليلاً حتى تخرج الملف.
نظر إليها ثم الى هيونا، ليهمهم عدة مرات ويعود لمكانه والغيض ينهش كل خليةٍ من جسده.
هما لا يعلمان ما يتحدث عنه الآخران، فقد أطالا الوقوف دون اي جدوى...يبدو انها تفاوض على سعرٍ مناسب رغم تحذير الآخر لها بالفعل!
ثم بعد لحظات أعطاها ذاك الرجل حقيبةً صغيرة ويبدو انها تحتوي على النقود.
فتحتها الأخرى حتى تتأكد من إكتمال المبلغ...وما إن وجدت مرادها ناولته الملف.
وفي هذه اللحظة تماماً فتح جونغكوك الباب على مصرعيه وركض نحوهما بسرعة...هو بحد ذاته أقسم بأنه قد تغلب على متسابقي الماراثون!
إنتشل الملف من يدها، وفي هذه الأثناء تقدم بيكهيون ومن معه بسرعةٍ أيضاً وأمسكوا بالرجل أولاً ثم هيونا التي توسع عينيها وتناظر الجميع بعدم فهم.
- لي هيونا...انتِ رهن الإعتقال بتهمة سرقة بعض المستندات التجارية، يمكنكِ الإحتفاظ بكافة أقوالكِ الى أن يحين موعد التحقيق، واي شيءٍ تقولينه الآن قد يستعمل ضدكِ.
تحدث بيكهيون بينما يناظرها وهي تُكبّل بالأصفاد، ثم أشاح بعينيه نحو ذاك الرجل الذي تم تكبيله أيضاً.
إهتاجت ولم تفهم أيًّ مما يحدث حولها، لتنفي مراراً برأسها!
- كلا كلا! انا لم أفعل شيئاً!
مالذي يحدث جونغكوك! انا بريئة أخبرهم بهذا انا...
أخرسها بإبتسامةٍ ساخرة مصحوبةٍ بـ 'تشه' خفيفة، ثم لوّح بذاك الملف أمام وجهها ونطق من بين صرير أسنانه:
- حقاً! يالكِ من حمقاء ساذجة! تذكري دائماً...من حفر حفرةً لغيره وقع فيها!
لم يُرِدْ عقلها تصديق ما يقوله...هل إستغلها ليصل الى هذا الملف؟!
- هل إستغليتني حتى تصل الى هذا الملف؟!
هل كنت تفعل هذا من أجل تلك اللعينة! هاااه؟!
صرخت بحرقةٍ في وجهه، إلا انه إبتسم بإستفزازه المعتاد، وقد بدى جلياً انه يكتم غضبه بصعوبةٍ بالغة.
- لست رجلاً ساذجاً لأحب إمرأةً مثلكِ!
وأضيفي أيضاً...هي ليست لعينة، بل انها أشرف وأنقى منكِ يا بائعة الهوى!
همس بكلماته المسمومة أمام وجهها الذي لا يزال يرسم الفزع والكره في كل ثناياه.
سحبها الشرطيان نحو السيارة، لتبدأ بالصراخ وحشدٌ من الناس قد تجمع حول مكان وقوفهم بتساؤل.
- كلا أتركوني! ألا يُعدُّ إستغلاله لي جريمة!؟ ألا يعد إنتهاكاً للحقوق؟!
لحق بها بيكهيون ودنى نحوها بعد دخولها للسيارة.
- كلا...هذا يُعد تعاوناً مع الشرطة والقانون يا آنسة.
أجابها ببساطة ثم أغلق الباب مانعاً إياها من التفوه بأي كلمةٍ أخرى، فصوتها يشعره بالتقزز حقاً!
وما إن إستدار حتى وجد ايرين تقف على بعد مترٍ واحدٍ منهما تقريباً، وتبدو مصدومةً لما حدث قبل لحظات.
إذ أنها رمشت عيناها عدة مرات قبل أن تنقلهما نحو جونغكوك الذي ما إن رآها حتى إتسعت إبتسامته وركض نحوها دون تردد.
رفعها لأعلى فوزنها كالريشة مقارنةً به، وبدأ يدور بها بينما يصرخ بسعادة:
- لقد نجحنا صغيرتي، لقد نجحنا!
عقلها تعطل كلياً الى أن بدأ هو بالصراخ كالمجانين، فإبتسمت حتى ظهرت أسنانها الناصعة، وماهي إلا ثوانٍ حتى بدأت بالعويل معه.
- أجل نجحنا نجحنا!
منظرهما كان مضحكاً للغاية، وهو ما جعل بيكهيون يقهقه بينما يناظرهما، الجميع يعتبرها طفلةً صغيرة، وهذا يناسبها للغاية.
ثوانٍ حتى حشر يده في جيب بنطاله منتشلاً هاتفه ليخبر تايهيونغ بما جرى:
- مرحباً...لقد حصلنا على الملف.
___________________________
عند عشية نفس اليوم وتحديداً في وقت الغروب...
يجلس جونغكوك وايرين معاً على رصيف حيٍ ما والمكان هادئ من حولهما.
نسيمٌ بارد يلفحهما من كل جانب بينما يراقبان مشهد الغروب الساحر.
كان من المفترض أن تتواجد في الشركة الآن لكن جونغكوك طلب منها المجيء معه بحجة انه يريد مساعدتها في شيءٍ ما.
وقد كان مسنداً كوعيه على فخذيه ويثني ركبتيه المفرقتان قليلاً وهو جالسٌ على حافة الرصيف الشبه مرتفع...اما هي فتضم كلتا ساقيها الى صدرها بينما تمسك عصى صغيرة وترسم بها أشكالاً وهمية على الرصيف أمامها.
قاطع شروذها وإنسجامها تنهيدةً أُطْلِقت من ثغر القابع بقربها، ما جعلها تلتفت نحوه.
- وأخيراً أثبتت برائتها...ولكن مازال أمامي الحصول على عفوها!
بدى متضايقاً للغاية، وهذا جعلها تدرك أهمية صديقتها بالنسبة له، فإبتسمت بهدوء.
- هل تحبها؟
قهقه بخفة لتذكره كلام إيونها المشابه لكلام ايرين تماماً قبل أن يجيب...ولكن هذه المرة بثبات:
- اجل.
تنهدت هي بدورها وأعادت مقلتيها للرصيف أمامها محتفظةً بذات الإبتسامة.
- سأساعدك.
- حقاً!
إبتسامته شقت طريقها لأذنيه من فرط السعادة، ما جعلها تضحك على شكله.
- اجل، هي صديقتي وأعرف كيفية التعامل معها.
إحتضنها سريعاً وراح يثرثر بدرامية مبتذلة:
- آه شكرا لكِ ايرين، انت الأفضل بالفعل.
ضحكت على طفوليته لتبدأ في سرد الخطوات التي سيتبعها لإرضاء صديقتها العنيدة.
- هيري فتاةٌ عنيدةٌ للغاية، لذا سيصعب إقناعها في البداية...ولكن لا تقلق، قد تكون المحاولة الأولى فاشلة ولكن ما من مشكلة إن أصررت على مرادك...إن لم تسمعك هذه المرة فسأتكفل انا بإقناعها...حسناً؟
- حسناً.
رفعت عيناها نحو السماء المحمرة الجميلة، لتبتسم بخفة.
- المنظر جميلٌ للغاية.
رفع عينيه أيضاً بعدما تحدثت، فأمال شفتيه بذات الإبتسامة ووافقها الرأي بقوله:
- اجل، انه كذلك.
أزفرت أنفاسها بإرتياح، فلطالما كانت هذه المناظر منبعاً لطمأنينة روحها النقية، ثم إستقامت وبدأت تنفض معطفها بينما تحثه على النهوض معها:
- هيا يجب أن نغادر، تايهيونغ أخبرنا بأن لا نتأخر عن العشاء.
إستنكرت ملامحه لما قالت تواً، فتسائل بتعجب:
- اي عشاء؟!
- ما بك جونغكوك؟! ألم نتفق قبل ساعتين على إقامة حفلٍ بسيط بمناسبة إسترجاع التصاميم؟
- حقاً!
لا زال متعجباً!
فصفعت جبينها بيأس قبل أن تضيف:
- هل تمزح معي؟! أولم نتفق على إقامته في منزلك أيضاً؟! ألهذا الحد تشغل تفكيرك بالطريقة التي سترضي بها هيري؟
قهقه بحرج ما إن تذكر، ليدلك عنقه بخفة.
- ما ذنبي...صديقتكِ صعبة المنال وستقودني للجنون يوماً ما!
لم يسعها سوى إكمال ضحكها بينما تسير برفقته نحو السيارة، وصلا الى الشركة بعد عشر دقائق وكانت وجهتهما الأولى هي مكتب تايهيونغ.
- لقد عدنا.
وكعادة جونغكوك دوماً، إقتحم مكتب رفيقه دون اي مقدمات بينما يصرخ.
وسرعان ما إرتخت ملامحه ما إن قابلته خاصة الآخر المتجهمة...ولن ينكر أنّ الرعب قد تسلل الى كيانه!
في البداية ظن انه بسبب إقتحامه للمكان، ولكنه أبعد هذ الإحتمال فهي ليست المرة الأولى التي يفعلها فيها...لذا سيتنظر حتى يعلم.
إما سيقتل إن كان أمرا خطيراً، او سيقتل إن كان غير خطيراً...سيقتله في كلتا الحالتين!
- يمكنكِ العودة الى المنزل إن كنت متعبة، وسيصطحبنا تايمين فيما بعد الى منزله...إذهبي وإرتاحي قليلاً.
خاطب تايهيونغ ايرين في بادئ الأمر بملامح لينة ولطيفة، وما إن ذكر أمر جونغكوك حتى عاد الى التجهم مرة أخرى وهو يشير نحوه بسبابته...ثم الى اللطافة من جديد على ذكر راحتها.
هزت رأسها عدة مرات لتمنحه إبتسامةً شاكرة كخاصة الأطفال تماماً ثم غادرت.
إبتسم جونغكوك لا إرادياً على لطافتها التي لا تقاوم بينما يتبعها بعينيه وهي تخرج، وما أفاقه من ذلك هو تلقيه لقلم حبرٍ طائر على وجهه، فصرخ بألم:
- آوتش!
وأول ما واجهه هو صديقه الذي لا يبدو بأنه مسرورٌ على الإطلاق!
- ما خطبك؟!..كدت تفسد وجهي الجميل!
تذمر بإنزعاج، ليرفع الآخر حاجبه بمعنى 'حقاً' ثم قال ببساطة:
- سأقطع يديك إن لمستها مجدداً...أتفهم هذا يا رأس الفجل!
- مالذي تقوله ياصاح؟!
سأل مجددا بينما يمسد مكان الألم بتذمر.
- إحتضنتها عندما حصلتم على الملف، وكذلك قبل قليل و...ماذا أيضاً ذكرني!
كلماته صدمت جونغكوك بقوة...هل يمزح معه أم أن صديقه أصبح غبياً فجأة!
رفع حاجباه وهمهم بتعجب، ثم أجاب بإنزعاج:
- انت تعلم بأن قلبي لفتاةٍ أخرى أليس كذلك؟ لذا لا تدعي الغباء و...اوه مهلاً لحظة! مالذي تقصده بكلامك؟!
فهم للتو معنى ما قاله الآخر، فوسع عيناه وصرخ بصدمة.
ناظره تايهيونغ بفراغٍ مرعب، وبدل أن يخاف إتسعت إبتسامته تدريجياً ليرفع كلتا حاجبيه عدة مرات بطريقةٍ لعوبة بينما يحني جذعه قليلاً، ويشر بإصبعه نحو صديقه الذي لا يزال جامداً ببرود.
- هاي...هل انت..؟!
- في خيالك يا مغفل!
قاطعه تايهيونغ وإختصر الإجابة في ثلاث كلمات ما جعله يرخي كتفيه وكذلك ملامحه.
- إذاً لماذا تـ...
قُوطِعَ مجدداً!
- لأنك قردٌ متوحش هارب من الأدغال، فلربما تكسر ضلوعها عن طريق الخطأ او تقتلها بإحتضانك الشبيه بضربةٍ قاضية في حلبة المصارعة!
إنزعج جونغكوك وناظر صديقه وهو يضيق عيناه بغيض...أولاً على مقاطعته في كل مرةٍ يتحدث فيها، وثانياً على هذا التشبيه المعاق!
هل يظنه متوحشاً!
- أجل، أنت كذلك!
تحدث تايهيونغ ببساطة كما لو انه قد قرأ أفكاره، ليزيد الآخر من تضييق عينيه، ثم أطلق ضحكةً ساخرة بينما يتقدم بنية الجلوس.
- هل هي دمية حتى تنكسر ضلوعها بهذه السهولة؟!
تسائل بسخرية وإختتمها برمي نفسه على المقعد بإهمال، وكل هذا حتى يثير غيض القابع خلف المكتب...إلا أنّ الآخر قد كان متبلداً بشكلٍ مستفز وهو يناظره بثبات وفراغ.
- الدمى لا تمتلك ضلوعاً...هي إنسانةٌ مثلي ومثلك.
- واو حقاً!..ظننتها أرنباً!
سخر جونغكوك أيضاً...ولكن الأخر لن يتوقف عند هذا الحد بعد!
- لا يوجد أرنبٌ غيرك هنا.
- حسنا حسنا أصمت!
تذمر جونغكوك بإنزعاج، ليبتسم رفيقه بنصر بينما يعود الى أوراق العمل أمامه.
تم إخراسه بنجاح لكنه تحدث بعد دقيقتين تقريباً من التفكير:
- مهلاً لحظة!..كيف علمت بكل هذا؟ هل كنت تتجسس علينا؟!
تسائل بفزع، ليجيبه تايهيونغ بإختصار وعيناه لا زالتا على الأوراق أمامه:
- لدي مصادري الخاصة.
- حسنا حسنا هذا لا يهم، ولكن لا تكن عبوساً!..تبدو مخيفاً!
لم يكلف نفسه عناء إصدار اي رد فعل، فهو قد بقي منشغلاً بتوقيع الأوراق أمامه وتقليبها...فقط يجاري صديقه، وإختصر كل هذا في كلمة وصفت عدم إهتمامه:
- حقاً!
إتكأ جونغكوك على الكرسي كما لو انه في غرفته مع رفعه لحاجبيه وهزه رأسه.
- اجل...ايرين فتاةٌ لطيفة ورقيقة ولن تحب رجلاً منفصماً مثلك!
أمال المعني بالكلام شفتيه في إبتسامة جانبية خفيفة ليقول:
- صدقني...الجميلة أحبت وحشاً يوماً ما، لذا لن يكون مستحيلاً إعجاب فتاةٍ رقيقة بشابٍ مزاجي مثلي...الحب يفوق كل التوقعات!
فغر جونغوك فاهه بصدمة ثم إبتسم بشكلٍ لعوب:
- يبدو أنّ توقعاتي كانت في محلها حقاً، هيا إعترف!
- جونغكوك لا تدع خيالك الخصب يزداد نمواً بفضل عقلك الشبيه بسماد الماشية!
قلت لكَ انني لا أفكر بمثل هذه الأمور، لذا إستيقظ من أحلامك الوردية!
- أعلم بأن كبريائك هذا سيقتلك ندماً يوماً ما...صدقني هناك بعض الأمور لا يمكن تعويضها ولو بمال الدنيا او حتى بكلمة يا ليتني...هناك أشياءٌ لا يجدر بالمرء تفويتها فقط بسبب غلطةٍ في الماضي، الحياة تسير وكذلك الجراح تلتئِم، لذا لا تبقى سجيناً في زنزانة الماضي وإفرد جناحيك وحلّق في سماء الحاضر.
ألقى كلماته الجدية بهدوء كما لو انه شخصٌ آخر، فرفع تايهيونغ عيناه ببطئٍ نحوه وقلبه المتيم بعشقها في صراعٍ دموي مع عقله الذي يرفض فكرة أخذها من شقيقه!
خرج جونغكوك بعد ذلك وهو على يقينٍ تام بأن كلماته هذه ستُحرك نوعاً من العواطف لدى صديقه وتفيقه من توهانه المظلم.
Jungkook pov:~
أعلم بأن لها مكاناً في قلبه، لكنه لا يريد إظهار ذلك.
كل ما قلقت لأجله هو فكرة عدم تجاوزه لتلك العقبة بعد!
آمل أن يفهم كلامي جيداً ويضعه في الحسبان.
اما الآن...فلدي حسابٌ أصفيه مع سارقة قلبي!
ذهبت الى قسم التصميم ومسحت المكان بمقلتاي الى أن وجدتها.
كانت تبتسم بسعادة رفقة البقية...يبدو أنّ صدور برائتها من تلك التهمة قد أعاد البهجة إليها.
ولن أنكر انني كدت أطير فرحاً لرؤيتها وهي فرحة بهذا الشكل.
تقدمت بخطواتي نحو مكان وقوفها، وإنتشلت يدها دون اي سابق إنذار ساحباً إياها خلفي...هي لن تكون سعيدةً أبداً، لهذا سأستعمل وجهي الآخر حتى أسيطر على الوضع.
- مالذي تفعله؟! أتركني!
ضربت قبضتي المحكمة على رسغها مراراً دون اي جدوى، فأنا مصممٌ على حل كل النزاعات بيننا، كما ولم أجبها بأي كلمةٍ بعد!
- قلت لك أتركني ألا تفهم؟!
صرخت بحدة وإنزعاج وكنا قد وصلنا الى سيارتي المركونة في مرآب الشركة...وهنا إهتجت وبدأت أفقد أعصابي لأزجرها بغضب:
- لا تفقديني صوابي وإخرسي!
لمحت عقدة حاجبيها المستنكرة يليها إستدارتها بنية المغادرة، لكنني مصِّرٌ على بقائها لتسمعني.
إذ أني سحبتها بقوة حتى تأوهت بألم، لأتمتم لها بفقدان صبر بينما أرص على أسناني حتى برزت عروق رقبتي:
- لا تختبري صبري وإلا قمت بما لا يعجبكِ!
- مالذي تريده مني؟! دعني وشأني ولا تتحدث معي مجدداً، انت مجرد زير نساء لا يفقه شيئاً عدى اللهو!
خاطبتني بنوعٍ من الضجر الغاضب، لأرخي ملامحي محاولاً إخفاء توسلي في نبرتي التي كادت تهتز لوهلةٍ أمامها...لقد سقطت نيراني في الماء وإنطفأت في لحظات!
- زير النساء هذا قد قُلبت حياته رأساً على عقِب ما إن دخلتها انت هيري...لقد غيرتي الكثير من طباعي وأفكاري، انتِ الوحيدة التي منحتني فرصة تجربة شعور الحب الحقيقي...أرجوكِ لا تجعليه مجرد تجربة، دعيني أعش هذه التجربة معكِ، وأعدك انني لن أخيب ظنكِ ابداً.
ولأول مرة أكون صادقاً في كلامي حول مشاعري مع فتاة!
انه شعورٌ غريب...شعورٌ جميل ولكن مؤلمٌ في آنٍ واحد!
- كلامك هذا قد قلته لهيونا من قبلي، وتحديداً قبل يومٍ واحد...لا تعتقد اني سأصدق كلامك الفارغ هذا!
لأنك ستتركني ما إن تملّ مني كما فعلت مع من قبلي!
- انتِ لستِ مثلهن!
انتِ الوحيدة من بينهن جميعاً التي أريد خوض علاقةٍ جادة معها وتغيير كل شيءٍ الى الأفضل.
كتفت يديها وأدارت رأسها نحو الجانب الآخر، لتقهقه بسخرية وتعود لمناظرتي بجدية.
- آسفة، ولكن إن كنت تحبني كما تدّعي لما كنت لتقول كلاماً معسولاً لألدِّ عدواتي وسبب توريطي في قضيةٍ لا يد لي فيها!
أغمضت عيناي لأرتب أفكاري، ثم وبعد لحظات فرقت جفناي وقلت بهدوء:
- لقد فعلت ذلك من أجلكِ، إدعيت ذلك أمامها حتى أصل الى الملف وأثبت برائتكِ...أليس هذا سبباً كافياً؟! أقسم لكِ بأني لم أفعل اي شيءٍ آخر معها!
- لم أطلب من...
انها عنيدة!
لقد أخرستها بقبلةٍ مفاجئة...عنادها هذا سيقودني الى فعل امورٍ ليست بالجيدة، ولكنه النعيم بأم عينه!
أحسست بكمٍ هائلٍ من الأحاسيس تتدفق داخل جسدي في هذه اللحظة!
لم أُطلها كثيراً، فقد فصلتها بعد ثوانٍ لأجدها متصنمة وتوسع عيناها بصدمة!
إبتسمت بخفة منزلاً عيناي نحو شفتيها المطبقتين، وتحسستهما بإبهامي.
- انتِ من أجبرني على فعل هذا، لو كنتِ فتاةً مطيعة لحصلتِ على قبلةٍ أكثر جموحاً، لا تقلقي...سأشبع غليلي من هاتين الزهرتين ما إن تعترفي بوجودي وبمشاعري، أنا بإنتظاركِ وسأظل انتظرك مدى الدهر.
لا أعلم لما لم تستجب لكلامي ولا لقبلتي، بل ظلت متصنمةً في مكانها دون حراك.
قهقهت على شكلها المفزوع، لأبتعد خطوتين للوراء ثم الى باب السيارة.
- سآتي لإصطحابكِ بعد نصف ساعة الى منزلي...سنقيم حفلةً صغيرة بمناسبة عودة التصاميم، وإن لم توافقي سأقبلك أمام شقيقكِ هذه المرة!
رأيت جحظها لعينيها وتحديقها المتفاجئ بي، لأغمز وأرسل لها قبلةً في الهواء، ثم ركبت سيارتي وتركتها وحدها في المرآب.
آمل أن أصل الى المنزل بسلام، فدعواتها الرقيقة لي الآن ستكون سبب وفاتي حتماً!
End jungkook pov.
__________________________
لم يكف جيمين عن مناظرة ساعة الحائط أمامه كل دقيقة بينما ينتظر قدوم لورا بشوق.
وحينما شعر بتأخرها، قرر الإتصال بها، وقبل أن يفعل صدح صوت طرقٍ على الباب، فإستقام سريعاً بإبتسامةٍ سعيدة ومرحبة.
- لما تأخرتي؟
سألها، إلا انها قد دخلت في صلب موضوعٍ آخر، وقد لاحظ السعادة تنبض من عينيها اللتان تلمعان كالنجوم:
- لن ندرس الليلة، ستأتي معي لنحتفل مع البقية.
تملكه التعجب، فسأل من جديد:
- وما مناسبة الإحتفال؟!
- لقد إستعاد والدي ملف التصاميم ولن يُلغى المهرجان...هيا هيا أحضر معطفك واسرع.
حثته على الإسراع بينما شعر هو بنوعٍ من التردد، لكنه ذهب في النهاية بفضل إلحاحها.
_________________________
Taehyung pov:~
انا في طريقي الى المنزل...سأغير ثيابي واستحم ثم سأذهب.
صحيحٌ اني سعيدٌ بإسترجاعنا للتصاميم، ولكن يبقى أمرٌ واحدٌ يزعجني!
إتصل بي المحامي قبل قليل ليخبرني بما حدث في التحقيق، وقد علمتً أنّ هيونا وذاك الرجل لم يتحدثا عن اي شيءٍ يتعلق بجيبوم.
الرجل لم يعترف وقال انه لا يعمل تحت إمرة اي شخص، وانه قد إشترى التصاميم من هيونا حتى يبيعها للشركات المنافسة بسعرٍ باهظ كنوعٍ من التفاوض والربح، والأهم من هذا انه قد أصر على كلامه ولم يغيره أبداً.
اما تلك اللعينة، فقد قالت كلاماً مشابهاً لكلامه بالضبط!
قالت انها تعرف هذا الرجل وتعلم بأنه يشتري مثل هذه المستندات ثم يبيعها بمبلغٍ باهظ، لذا إتفقت معه وسرقت التصاميم بحجة انها تحتاج للمال خلال هذه الفترة وقامت ببيعها لذاك الرجل.
آه أعلم بأن هناك حلقةً مفقودة في القضية!
يجب أن أثبت تورط ذاك الحثالة بأي طريقة، فهو متورط بالفعل وانا اعلم هذا!
لم أشعر بنفسي عندما وصلت حتى اخبرني تايمين بذلك.
دخلت المنزل وتوجهت نحو غرفتي على الفور...يجب أن أطرد هذه الأفكار الآن وأساير البقية الليلة، وما إن دخلت حتى رميت معطفي على السرير وخلعت قميصي ثم توجهت نحو الحمام.
فتحت الماء ووقفت أسفله لتنساب قطراته بتسارعٍ على جسدي مسببةً في إنسدال خصلات شعري على وجهي...وكحركةٍ بديهيةٍ مني اني قمت برفعه وارجاعه للخلف ثم مسحت على وجهي وأسندت جذعي على الحائط خلفي بينما أفكر في طريقةٍ لحل مشاكلي...انا متعب...متعبٌ من كل شيء.
أكملت إستحمامي بعد مدةٍ من الإبحار في محيط أفكاري وبدأت بتجفيف نفسي، وأثناء ذلك سمعتُ صوت باب غرفتي وهو يُفتح يليه قرع خطواتٍ بالخف على الأرض الرخامية.
يبدو أنّ شخصاً ما قد دخل، إبتسمت لا شعوريا لمعرفتي من يكون وأسرعت في إرتداء ثيابي، ولكن أحيانا قد لا تكون توقعاتنا في محلها!
End taehyung pov.
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- الاكشن يلي صار علشان الملف😂؟
- تايهيونغ ووجع قلبه؟ رح ابكي والله😭
- جيبوم يلي ما له حس ويمكن نطلع ظلمناه؟
- ايرين ومساعدتها لجونغكوك بخصوص هيري؟
- مصايب جونغكوك وتايهيونغ ايام الثانوية😂؟
- جونغكوك الوسخ ويلي سواه بهيري عشان يسكتها؟
- جيمين ولورا والتطورات؟
- بيكهيون الجنتلمان؟
- الورلد وايد هاندسوم جين😂؟
- كلمة لهيونا المصونة؟
- توقعاتكم للجاي؟
بصراحة ما كنت رح نزل اليوم لأن ظروفي ما كانت بتسمح، بس عشانكم عدلت البارت ونزلت.
سو كنت رح أعمل مثل البارت الماضي وأكتب مقططفات تشويقية بس صارت مشكلة بالبارت الجاي وتخربطت الامور لهيك سحبت عليها هاي المرة😂
بس رح قلكم انو البارت الجاي فيه شخصية جديدة رح تطلع بالرواية، وكمان أحداثه مرة حلوة وعنوانه: أحاسيس مرهفة...
يعني أظن إنّ المضمون واضح من الإسم 😉
يلاّ فجرو البارت بالكومنتات والڤوتات😆
اشوفكم بخير🧚♀️
See you next part...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top