10~فُوبْيَا الظَّلَامْ؟!
قراءة ممتعة❤
﴿...صَوْتٌ يَهْمِسُ بِأُذُنِي بِإِسْتِمْرَارْ، أَكَادُ أَسْمَعُهُ يَقُولْ...ظَلاَمُ اللَّيْلِ لَنْ يَطُولْ...﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
Taehyung pov:~
هؤلاء الحمقى...اللعنة عليهم!
كم مرة يجب أن اكرر لهم 'لا تطفؤ الأنوار قبل مغادرتي!'.
End taehyung pov.
__________________________
نطقت ايرين بنبرة مرتعبة وساقان تكادان تخذلانها:
-هـ...هل من أحـ...ـدٍ هنا؟!
حاولت رؤية ما حولها، ولكن عبثاً...المكان مظلم!
ولكن ما لبث صمتها طويلاً حتى أجابها صوتٌ عميق دبَّ الرعب في أوصالها المرتعشة.
- من هناك؟! هل من أحدٍ هنا؟!
لمحتُ طيف شخصٍ ما بفضل ضوء القمر المتسلل عبر النافذة...هو الشيء الوحيد الذي كان ينير جزءً ضئيلاً من الرواق وبنورٍ باهت جداً!
تصنمت مكانها عندما ميزت هيأته...انه هو!
ولكن لما يلمس كل ما حوله وكأنه كفيف؟! هذا كل ما دار في ذهنها لحظتئذ!
لم تنطق بأي كلمة، وهي ذاتها لا تعرف السبب...ربما لا تعرف ما تقول بعد أن أكل القط لسانها!
- اللعنة، هل من أحدٍ هنا؟!
زمجر بحدة، لتجفل مكانها بخوف!
وسرعان مت تداركت نفسها سريعاً لتجيب بتلعثم وسط خوفها:
- أجـ...أجل سيدي انا هنا.
وما كادت تنهي جملتها حتى عاد وصرخ من جديد بنبرةٍ لم تختلف عن سابقتها في شيء:
- أياً من كان هنا، فقط أشعل الأنوار!
سارعت في البحث عن مفتاح الإنارة، وكل ما تفكر به هو 'أيخاف الظلام؟!'...لقد بدى لها أنّ تصرفه وإهتياجه هذا مبالغٌ فيه قليلاً مقارنةً بشابٍ في عمره!
وجدت المفتاح أخيراً؛ أشعلته فدبّ النور في الرواق من جديد.
إتضحت لها هيأته وأخيراً وقد كان يضيّق عينيه ويرمش بكثرة...وكأنه يحاول تمييز ما حوله!
لم تتجرأ على التزحزح من مكانها حتى، هي تحاول فهم ما يحدث معه الآن.
لحظاتٌ وجيزة مرّت حتى صوّب عينيه الحادة نحوها، ناظرها لثوانٍ معدودة قبل أن يطرح سؤاله بهدوءٍ مخيف، وبتعابير أبتْ تغيير عنوان الفراغ!
- مالذي تفعلينه هنا وفي مثل هذا الوقت؟
موظفوا قسمكِ قد غادروا منذ ساعة لإنتهاء دوامهم بالفعل!
تعجبت من حديثه...لم تكن تتوقع أن يذكُرها أبداً!
لكنه ميزها على الفور وللمرة الثانية!
ولما لا وهي قد لفتت إنتباهه منذ ذلك اليوم، حتى عقله قد أقسم على نسخ ملامحها في ذاكرته رغم إنزعاجه من الأمر بحد ذاته!
جمعت شتات نفسها، لتجيبه بينما تحاول السيطرة على نبرة صوتها المهتز:
- كانت لدي بعض الأعمال لأنهيها، وقد أتممتها بالفعل كما وكنت على صدد الخروج أيضاً، لكنني نسيت غرضاً يخصني هنا وعدت لأخذه.
لم يجبها...بل اكتفى بالتقدم نحوها بخطوات بطيئة مع نظراته الحادة والتي أجزمت انها تكاد تُوقف قلبها من فرط التوتر...خصوصا مع خطواته الهادئة والمتلاعبة بتوازنها النفسي!
جفلت عندما شعرت بإقترابه نحوها يزداد، فتراجعت للخلف ببطئ تزامناً مع تقدمه الذي لم يتوقف مطلقاً...وكذلك هي!
ولم يدم ذلك طويلاً حتى أوقفها الحائط من خلفها مُوضِحاً لها بأنه لا يوجد مفرٌّ أبداً!
توقّف أمامها مباشرةً بينما يداه تتموضع في جيوبه بثقة...ما كان يفصله عنها هو بضعة سنتيمتراتٍ قليلة!
تزايدت سرعة نبضات قلبها...إضطرب تنفسها...وعقلها قد توقف عن العمل كلياً!
لم تعلم إن كان بسبب خوفها من أفعاله الغير مفسرة أم بفضل عطره الآخذ للأنفاس!
وسرعان ما دنى نحوها أكثر، وتحديداً نحو أذنها منهياً بذلك على الإنشات الفاصله بين جسديهما!
وما كان ذلك إلا إشارةً لضخ الأدرينالين في كامل جسدها بقوة ودون رحمة!
لقد إرتعبت من فعلته كثيرا...
لكنه نفى كافة توقعاتها بهمسة صدرت من ثغره يتخللها صوته المعتاد، غير انه كان اكثر هدوءً وعُمقاً:
- فلتعتبري أنكِ لم تري شيئاً قبل قليل، وإن تجرأتي على ذكرِ ولو حرفٍ واحد مما حدث...فلن أضمن لكِ العمل هنا أكثر!
قذف بتلك الكلمات على مسامعها، ثم إبتعد ليرمقها بنظرةٍ حادة تفسر ما قد يحدث لها إن لم تنفِّذ ما أمرها به تواً!
ومن ثم غادر بهدوء عكس العاصفة التي حلّت بها والتي كان هو سببها بالفعل!
ظلت تحدق بالفراغ أمامها والهدوء يكسو تقاسيمها رغم الضجة التي تداهم عقلها.
قلّبت كلماته جيداً في عقلها، وقد فهِمت أنّ ما قاله لم يكن سوى تهديدٍ صريح دون أي إلتواء!
هزت رأسها بإنزعاج طاردةً تلك الافكار المشؤومة من ذهنها قبل أن تذهب لأخذ ما جائت لأجله وتغادر بسلام...يكفيها ما حدث معها حتى الآن!
وبعد أن خرجت، توقفت لوهلة أمام بوابة الشركة.
- غريبٌ حقاً! رأيته في الصباح يأتي بسيارته الخاصة والآن يغادر برفقة السائق الخاص!
تمتمت بذلك عند لمحها لسيارةٍ سوداء فاخرة تخرج من مرآب السيارات الخاص بالشركة، وتايهيونغ بداخلها.
هو ذهب في سبيل طريقه، وهي هزت كتفيها بلامبالاة.
- إنه رجلٌ غريبُ الأطوار وبشكلٍ مخيف!
آه...يجب عليّ العودة بسرعة، الوقت تأخر والجو بارد جداً.
هرولت سريعاً بينما تفرك يديها باحثةً عن الدفئ.
________________________
بعد عودته الى القصر، تناول العشاء برفقة عائلته ككل ليلة، ومن ثم توجه نحو حجرة الرسم الخاصة به، والتي زُينت بلوحاته الجميلة، محاكيةً بذلك ما كان يداهم مخيلته حينما رسمها وكم كان عمره أيضاً.
فبعضها كانت لطيفة ومليئة بالأزهار والأشجار والحيوانات، وبعضها لأشخاصٍ يمسكون بأيدي بعضهم البعض والتي تعبر عنه وعائلته بالطبع...هذه كانت بعضاً من لوحاته عندما كان طفلاً بخيالٍ لطيف.
اما اللوحات الاخرى، فقد كانت تحاكي قصصاً لا نهاية لها بمجرد النظر إليها...هي لوحاتٌ تسجن آلاف الكلمات والأحاسيس بين ألوانها وخطوطها.
كانت خلابة وإبداعية كما لو انها لرسامٍ محترف! وما يميزها أكثر أنها معبرة كما لو انها ستنطق!
جلس أمام حاملة اللوحات، وبدأ بالرسم متناسياً كل ما حوله، كما وبدأت فرشاته تخطُّ أروع الألوان على ورقته البيضاء...وكالعادة سيرسم ما رُسِم في خياله للتو.
لم يشعر بالوقت أبداً، فقد مرت ساعتين بالفعل منذ جلوسه!
حيث أنهى تلك اللوحة، وراح يحدق بها للحظات من الصمت...
وسرعان ما بعثر شعره بإنزعاج، ليقول متمتماً:
- اللعنة! لما هي؟..لما رسمتها؟! آه الرحمة.
تذمر بحنق عندما تدارك رسمه ونحته لملامحهة بشكلٍ متقن وبدون أي شائبة...كما لو انها هي بالفعل!
رمى الفرشاة بعيداً والإمتعاض يضج من لغة جسده، ثم إستقام.
- سأقتلها إن نطقت بحرفٍ واحد مما جرى، وسأقتلها أيضاً إن إقتحمت تفكيري مجدداً!
بدى كالمجنون وهو يخاطب نفسه في تلك الغرفة الخالية من اي شخصٍ غيره!
غادر بعدها تاركاً صورتها معلقةً على لوحته، ليكون أنيسها الظلام من بعده...لم يلقي لها بالاً او يعلقها كباقي أخواتها حتى!
_________________________
في اليوم الموالي...
فور أن دلفت ايرين الى الشركة، أخذت بأقدامها نحو قسم عملها كالمعتاد.
ألقت التحية على الجميع، ثم جلست بملل تستمع لأحاديث اللواتي بقربها بما انه لا يوجد شيء تفعله الآن.
فكرت في الذهاب الى الكفيتيريا وأخذِ كوبٍ من القهوة علّه يعدّل مزاجها ويطرد الصداع الذي يكاد يفتك برأسها بسبب عدم نومها ليلة البارحة!
إذ أنها بقيت طوال الليل تفكر فيما حدث، وكلما أغلقت عينيها محاولةً النوم تداهم عقلها تساؤلات حول ما رأته، ومع كل هذا لم تتوصل لأي مبررٍ قد يفسر أفعاله المريبة تلك!
- عفواً سيدي...أريد كوباً من القهوة لو سمحت.
- حسنا آنستي.
وكعادتها تطلب بلطف وإحترام، ورغم أنّ مدة عملها لم تتم الشهر بعد، إلا أنّ الجميع يستلطفها بما في ذلك شاب الكافيتيريا.
- صباح الخير.
أفاقها هذا الصوت من شروذها، فكادت الإبتسامة تشق وجهها عندما ناظرته.
- سيد جين...كيف حالك؟
بادلها ذات الابتسامة ليجيب:
- بخير...ثم ألم نتفق على عدم قول كلمة سيدي مرة أخرى؟!
كانت نبرته شبه موبّخة وهو يحثها على الحديث، فضحكت بخفة لتجيبه بينما تريح ذراعيها على الطاولة أمامها:
- اجل، لكننا في العمل الان!
فلتوبخني حينما أقولها خارجاً لا هنا...ألم نتفق على هذا أيضاً؟
أمالت رأسها قليلا مبوزةً شفاهها بتساؤل، فإبتسم وبعثر شعرها كالاطفال، ثم طلب لنفسه أيضا كوباً من القهوة.
- ألديكِ أيُّ أعمالٍ الآن؟
تسائل بينما يسير بمحاذاتها خارج الكافيتيريا، فزمّت شفتيها بلطافة مديرةً رأسها نحوه.
- كلا، انا متفرغة الآن...لما؟
- لا شيء، كلُّ ما في الأمر أني رغبتُ في إحتساء قهوتي برفقتك.
أجابها بينما يمسك كوبه آخذاً منه رشفةً خفيفة، وسرعان ما رفعت إبهامها مع إبتسامة قد أخفت عينيها لشدة إتساعها.
- لك هذا.
قهقه على تصرفاتها المشابهة لطفلةٍ في الخامسة، ليقول وسط ضحكاته:
- يالكِ من طفلة لطيفة!
- انا لست طفلةً يا هذا!
عبست مدّعيةً الإنزعاج، فرفع إحدى يديه و بعثر شعرها من جديد.
- حسنا حسنا انتِ طفلة كبيرة...أهذا جيد؟
توقفت عن السير، وكتفت ذراعيها مدعيةً الانزعاج أكثر.
- كلا ليس جيداً! ثم لا تبعثر شعري بهذا الشكل، لقد أفسدته!
حتى وعند محاولتها لإظهار إنزعاجها بشكلٍ طبيعي هو لم يرها كذلك، بل رآها كطفلة صغيرة لطيفة، ليجاريها في حديثها قائلاً:
- لم يحدث له أي شيء، لايزال جميلاً.
إبتسمت برضا وأخيراً، لتسحبه خلفها مرةً أخرى مكملةً السير برفقته.
وبعد دقائق من المشي، إستأنف حديثه من جديد وبتساؤل حتى يطرد الصمت:
- إذاً...اين هيري؟ لم أرها منذ مدة!
- إنها في القسم كالعادة.
أجابته بإختصار بينما إكتفى هو بالهمهمة فحسب.
نظر الى ساعة رسغه بعدها، لينطق في عجلةٍ من أمره، ومربتاً على كتفها:
- شكرا لكِ على إعطائي بعضاً من وقتكِ، والآن يجب أن أغادر، فلدي إجتماعٌ هام.
- العفو...لا داعي للشكر، فهذا أمرٌ بسبط.
- حسنا، أراكِ لاحقاً.
لوّح لها مبتسماً، لتبادله ذات الأمر بينما تراقب طيفه الذي يبتعد شيئاً فشيئاً.
وكل هذا حدث أمام ناظرَيْ شقيقه الذي كان متجهاً نحو قاعة الإجتماعات هو الآخر.
_________________________
ركن جونغكوك سيارته الفارهة أمام مدخل الشركة، وفور أن ترجل منها رمى بمفتاحها لحارس الأمن
مشى بخطواته المتناسقة بينما يعيد شعره للوراء بثقة عارمة، كانت وجهته معروفة بالفعل، لكنه لم يجد من جاء لأجله في مكتبه!
تسائل عن مكانه، فأخبره أحد الموظفين بأمر الاجتماع،
لذا قرر الجلوس والإنتظار ريثما ينتهي، وبالطبع لم يكف عن العبث بأغراض تايهيونغ حتى يغيضه.
وفي تلك الأثناء عادت ايرين الى حيث عملها، لتُصْدم من الفوضى التي حلّت بالمكان في غيابها!
كل ما لمحته هو هيري التي تقوم بشد شعر المدعوة بهيونا، والتي بدورها لم تقصر في حق الأخرى!
كان شجاراً حاداً وصراخهما يملئ المكان!
ميون تحاول إبعادهما عن بعضهما قبل أن تُقْتَل إحداهما على يد الاخرى، وهوسوك المسكين كان يحاول إخراجهما من قسمه حتى لا تدمراه، وذلك بعد أن فشل في إيقافهما عن العراك هو الآخر!
وبقيّة الموظفات يحدّقن بصدمة فيما يحدث، ولم تتجرأ أيٌّ منهم على الإقتراب.
فغرت ايرين فاهها من الصدمة وتمتمت لنفسها:
- يا إلهي ما هذا؟!
إستدركت الوضع أخيرا لتجري بسرعة نحوهما وهي تدعي في قرارة نفسها أن تسحب هيري بهدوء دون اي إصابات!
المسكينة كانت تحاول وبكل قوة سحب هيري، لكنها لم تحصل إلا على بعض الضربات العشوائية من كلتيهما!
- أفلتي شعري أيتها اللعينة!
صرخت هيونا حينما إشتدّ إمساك هيري لشعرها، كما وصرخت بصوتٍ أعلى حينما أحكمت عليه الاخرى بشكلٍ اكبر بعد شتيمتها.
- من هي اللعينة ايتها البلاستيكية المقززة هاه؟!
أقسم بأني سأقتلع رأسك هذا إن لم تغلقي فمك اللعين!
- إبتعدي عني أيتها المجنونة، أتركي شعري!
إحتد صراخها من جديد بفضل إحكام هيري على خصلاتها اكثر فأكثر...إنها تنوي إقتلاعه دون أدنى شك!
- انتِ المجنونة الوحيدة هنـ...
صمتت فجأة عندما شعرت بنفسها ترتفع عن الأرض دون أي مقدمات!
هل تلاشت جاذبية الأرض؟!
- ما به مزاج الجميلة اليوم؟!
جحظت عيناها حينما ميزت نبرة الصوت، وكل ما رددته في عقلها تلك اللحظة 'مالذي أتى بهذا المعاق الان؟!'.
تداركت فيما بعد موقفها، والذي يتلخص في كونه يحملها ككيس الدقيق!
إكتست الحمرة وجهها سريعاً...ليس من الخجل بل من شدة الغضب.
- أنزلني حالاً وإلا قمت بقتلك!
كانت تصرخ وتضرب ظهره بقبضتيها والتي كانت لا شيء بالنسبة لبرودة أعصابه، فضلاً عن أنها كانت تركل بقدميها في الهواء وهو يسير بها بعيداً عن هيونا، وتحديداً خارج القسم.
وكالعادة...ضحية إحدى الركلات كان هوسوك المسكين، والذي تلقاها على وجهه ما أدّى لسقوطه الى الوراء بشكلٍ مستقيم.
سارعت ميون لمساعدته لأنه وكما يبدو قد فقد وعيه...إنه أرقُّ من أن يتحمل لدغة بعوضة!
ولم تكن هيونا أفضل حالاً منهم، فهي كانت تتوعد للأخرى بالجحيم على ما حدث لها أمام الجميع، ما جعلها تفقد صوابها هو إهتمام جونغكوك بهيري بدلاً عنها بعد أن ظنته معجباً بها وبَنَتْ لنفسها آمالاً زائفة برفقته.
فكم كان مهينا لها ان يتركها واقعةٌ أرضاً وبمنظرها المزري والمخيف هذا إثر سيلان مكياجها...بدت كالمهرجين تماماً!
لحِقت بهما ايرين لتفقّد الوضع وفهم السبب وراء ما حدث...هي لم تفهم أي شيء حتى الآن!
- قلت لك أنزلني، ألا تفهم؟!
لم تتوقف عن ضربه وشتمه أبداً، وهو لم يتوقف عن تجاهلها.
أنزلها بعد لحظات وإبتسم بحماقة.
- أتعلمين...هذا أفضل تدليك كنت قد حصلت عليه
يوماً، شكراً لكِ.
مسح على شفته السفلية بُغية إغاظتها، لتقلب مقلتها بإمتعاض وتبصق بكلماتها المندهشة بسخرية:
- هل انت غبي؟! كنت أضربك وتقول انه افضل تدليك حصلت عليه؟! كلا كلا، أنت غبيٌ بالفعل!
أتت ايرين لتبدأ في تفقّد هيري بقلق وترتب لها شعرها المبعثر.
- عزيزتي هل أصابكِ مكروه؟ هل تأذيتِ؟!
كانت نبرة القلق تكسو صوتها، بيد أنّ جونغكوك قد إبتسم بجانبية، ليردف بثقة بينما يكتف ذراعيه ويناظر هيري بسخرية:
- حقاً!..ألم تري حالة تلك المسكينة؟!
يجب على الجميع التفكير جيداً قبل أن يدخلوا معها في أي شجار!
أشار نحو هيري وهو يعنيها بكلامه مع نظرة إستفزاز، فإن نظرنا من الجانب المنطقي، سنلاحظ فعلا أنّ هيونا هي المتضرر الاكبر مما حدث، اما هيري فلم يكن لها ضررٌ كبير عدى شعرها المبعثر كأعشاش الطيور!
تنهدت ايرين بيأس حينما لمحت تحديق صديقتها بالواقف أمامها والكره والحقد يتدفقان من عينيها، لتردف مبعدةً هذا الجو المشحون:
- على كلٍ...شكرا لك على تدخلك، فلولاك لما حُلَّت المشكلة.
ثم أضافت عند تذكرها لأمرٍ آخر:
- اوه نسيت...أودُّ أن أشكرك وبشدة على مساعدتك لها في المرة الماضية، انا مدينةٌ لك حقاً...شكراً جزيلاً.
إبتسم لها بلطف، لينفي بيديه:
- لا داعي للشكر، فهذا واجبي، أليس كذلك جميلتي؟
وجه نظراته الخبيثة للواقفة أمامه بملل.
دُهشت ايرين من إنفصامه وتبديله لملامحه في جزءٍ من الثانية!
لتحدجه المعنية بالكلام بسخطٍ شديد.
- أصمت وإلا قمت بحشر حذائي في فمك القذر هذا!
تذكرت ايرين امر الشجار، لتسأل الأخرى مقاطعةً شتمها وتبلّد الآخر وإبتسامه الغريب:
- لما تشاجرتما؟!
كادت هيري تتحدث لولا تذكرها للسبب الاساسي وهو...
[Flash back...]
Hirey pov:~
كنت أُجري آخر التعديلات على التصاميم برفقة هوسوك كالمعتاد...
وفور إنتهائي، جُلتُ بنظري في أرجاء المكان بحثاً عن ملاكي الصغير ايرين، لكني لم أرها بعد خروجها حتى الان!
قررت الذهاب والبحث عنها...لكن يدٌ ما أوقفتني عن السير وإعترضت طريقي، ولم تكن سوى تلك الدمية البلاستيكية!
- مالذي تريدينه؟
خاطبتها بإمتعاضٍ ظاهر وبعض التقزز، لتضحك بسخرية، وكم وددت تهشيم أسنانها في تلك اللحظة!
- ألم تحزري بعد؟! إنه أمرٌ واضح جداً عزيزتي.
لم افهم أيٌّ مما تفوهت به، وصبري قد بدأ ينفذ بالفعل من تصرفاتها الصبيانية هذه.
- أوه حقاً!..الأمر الوحيد الواضح هو أنني لا أفهم لغة المجانين!
بدى جليّاً من تعابيرها انها تكبت غضبها وبصعوبة، لتحاول اظهار إبتسامة متكلفة علّها تغيظني.
- فلنكن أكثر وضوحاً عزيزتي..إبتعدي عن جونغكوك أبتعد انا عن طريقك!
اوه يالَرَوعة ما أسمع!.أاظن بأني على وشك الانفجار من الضحك!
او لنقل انني قد إنفجرت وانتهى الامر، خصوصا مع وقفتها الواثقة وتكتيفها لذراعيها أمامي.
- ماذا قلتي؟! يا إلهي انتِ ظريفةٌ حقاً!
كنت أمسح دموع ضحكي الوهمية حتى يكتمل المشهد، وقد وصلت لمبتغاي ألا وهو جعلها تنفجر من الغضب.
أليس مضحكاً؟! انا انفجر من الضحك وهي تنفجر من الغضب...أُراهن على انه انفجار نووي مدمر!
أحكمت تلك البلاستبكية كما أسميها على قبضتها بغيظ قبل أن ترص على أسنانها وتقول:
- إسمعيني جيداً يا هذه، انا لا أمزح معكِ!
وإن إستمررت في إلتصاقك به كالعُثّة ستندمين وبشدة، أتفهمين؟
إحتفظت بنفس إبتسامتي لأغيظها أكثر...فأنا لم أكتفي بعد!
- يجب أن تعرفي انه هو من يلتصق بي كالعُثّة لا انا!
ثم إنّ أمركما لا يعنيني بتاتاً، لذا كُفي عن إختلاق هذه التفاهات وأغربي عن وجهي.
يبدو اني اغضبتها كثيرا، لأنها قد أجابتني فعلا لا قولاً!
اجل، تلك الحقير شدتني من شعري مدّعيةً القوة!
لكنها لم تحزر، سأجعلها تتمنى لو انها لم تحادثني أصلاً!
وفعلا قد حدث الانفجار النووي الذي توقعته...
End hirey pov.
[End flash back.]
و بعد إلحاحٍ طويل من ايرين قررت هيري أن تسرد ما حدث وامام جونغكوك ايضاً لتبرهن له انه لا يعني لها شيئا، وأنّ عليه تركها وشأنها.
لكنه وكالعادة محطم جميع الآمال والافكار!
- واو! لم أكن أعلم أنّ هناك فتياتٍ يتشاجرن من اجلي...هذا رائع!
تحدث بسعادة بينما يفغر فاهه مندهشاً، لتضرب هيري جبينها بكف يدها متنهدة بيأس.
- ايرين...خذيه بعيداً عن وجهي أرجوكِ.
إمتثلت الاخرى لكلامها فمن نبرتها لا يبدو انها سترحمه إن إنقضّت عليه.
____________________________
Lora pov:~
أنهيت دوامي الجامعي منذ ساعة ونصف تقريبا.
لم أبقى برفقة مينا كالعادة، لأني عدت الى القصر وأخذت حماماً سريعاً، ثم جففت شعري وعدلته، وبالطبع إرتديت ملابسي والتي كالعادة يغلب عليها الطابع البسيط بألوانه الهادئة.
وقبل خروجي أخذت دفاتري وأوراقي من أجل جيميني ووضعتهم في حقيبة ظهري البيضاء.
خطرت في بالي فكرة لطيفة عندما لمحتُ متجراً لبيع الزهور في طريقي، لذا طلبت من السائق التوقف حتى أدخل إليه وأختار ما أشاء.
فكرتُ في انه من اللطف أن أذهب ومعي هديةٌ بسيطة، خصوصاً أنّ والدته تحب الزهور كثيرا وتهتم لأمرها.
لم أعرف نوعها المفضل منها، لذا قررت شراء باقةٍ مليئة بأنواع مختلفة، كما وطلبت من صاحب المتجر أن يقوم بتزيينها بشكلٍ جميل حتى تنال إعجابها، ثم بعد ذلك إتجهت صوب منزلهم الذي بات يروقني مؤخرا...
وحين وصولي قابلت سبايك في الحديقة، يبدو انه قد تعرف عليّ من حركة ذيله اللطيفة، إذ أنه ركض نحوي بالفعل، وانا إنحنيت لأسفل مربتةً على فروه الناعم.
- مرحبا يا وسيم...كيف حالك اليوم؟
لقد أطلق نباحاً كما لو انه يقول بخير...انه ظريف!
إستقمت بعد لحظات وطرقت الباب، لتفتح لي السيدة بارك بوجهها البشوش، رحبت بي كما المعتاد، والأهم أنّ هديتي قد نالت إعجابها وأسعدتها.
End lora pov.
_________________________
- يا إلهي! أنظري إليهما كيف تحدقان ببعضهما!
تحدث هوسوك كمراهقة مرتعبة بينما يخيط أحد الأقمشة، ولم يكن رأي ميون بعيداً عن رأيه، فقد قالت هي الأخرى بهمس:
- أجل، لو كانت النظرات تقتل لقُتِلت إحداهما!
المتحدث عنهما كانتا هيري وهيونا بالطبع، فهما لم تكفا عن حدج بعضهما بنظراتٍ قاتلة، خصوصاً بعد سماع إدارة الشركة بالأمر.
إختار جين أن يحضر بنفسه لحلِّ النزاع بشكلٍ سلمي، وحتى لا ينتهي بهما الأمر مطرودتين إن أتى شخصٌ غيره، فهيري ليست من النوع المتفاهم والأخرى لا تقل عنها سوءً!
وهوسوك بالطبع عمل على وضع كل واحدة في ركنٍ بعيد عن الاخرى تفادياً لأي شجارٍ آخر، وحرص على مراقبتهما بينما ينجز أعماله، وميون كما المعتاد دائماً أنها تعمل على حاسوبها وتتبادل أطراف الحديث مع هوسوك، ومعظمه كان عن القابعتيْن أمامهما، بينما ايرين شعرت بالملل يزحف في كل خلية من جسدها مع هذا الهدوء الغريب في المكان!
هي من النوع الذي يتملكه خوفٌ مرعب من الملل...كالفوبيا تماماً!
لا تحب أن تجلس بهدوء لوقتٍ طويل، وبما أنّ لا عمل لديها في الوقت الراهن، قررت التسكع بالشركة والتعرف على بعض الموظفين الجُدد.
جدتها كانت تلقّبها بالفايروس الاجتماعي النشيط لأنها كذلك بالفعل، فهي تمتلك أصدقاء في كل مكان تقريبا...لذا عزمت على تكوين بعضٍ منهم هنا ايضاً.
في بادئ الامر ذهبت الى الكفيتيريا وأخذت كوباً من عصير الفراولة الطازج، بدأت ترتشف منه بواسطة القشة، وكم بدا منظرها لطيفاً للمارين بقربها.
فعلاً...جين لم يخطأ حينما لقبها بالطفلة!
ألقت التحية على كل من قابلتهم في طريقها تقريبا دون إستثناء ، وبينما تتسكع كان جين يراقب تصرفاتها اللطيفة مع من حولها وهو يبتسم بلطف من خلال مكتبه الذي يحوي نافذةً كبيرة تطلُّ على جزءٍ كبيرٍ من الشركة.
- صدقاً...لم أرى فتاةً مثلها من قبل!
وعند حلول المساء...
Jimin pov:~
كانت أمسية رائعة بالفعل...
صدقوني، لا يوجد أجمل من إجتماع عائلي لطيف تسوده المحبة والود...خصوصا بوجود ضيف ظريف كلورا.
أحب تواضعها وإحترامها بالرغم من ثراء عائلتها الفاحش...أعتبرها مميزة!
وأحب كونها صديقة وفية ومراعية، انا أعني هذا حقا، فمنذ أن علمت بأمر إصابتي لم تتوانى ولو لثانية عن زيارتي والاطمئنان علي، ولن أنسى انها تحضر لي كل الدروس التي فوّتها من المحاضرات
انا مدينٌ لها...
والجميل في الأمر أيضاً هو إهدائها باقةً من الزهور لأمي، وتلبيتها لطلبها في المرة السابقة بخصوص العشاء، فهي قد تناولته برفقتنا الليلة.
كما وأحبّت بسكويت المربى الذي تعده امي وبشدة، ولم تكف عن مدح طعمه وإبداءِ إعجابها به طوال الأمسية.
والداي أحبّاها كثيرا...وكذلك سبايك.
لم أره يعامل أيّ شخصٍ غريبٍ هكذا من قبل، أظن انه إعتاد عليها بسرعة...أم انه يراها لطيفةً مثلي.
بصدق...أفكر في التقرب منها بشكل افضل، وتحسين علاقة زمالتنا الى أصدقاء، لأنها فتاة لا تعوّضُ أبداً.
End jimin pov.
_________________________
Irene pov:~
وأخيراً...وقت الراحة والإلتصاق بالسرير!
سريري العزيز، أعدك بأني سأفترشك ولن أتركك بسهولة،
وذلك بالطبع بعد أن آخذ حماماً ساخناً يريح أعصابي.
وبعد إنتهائي من الإستحمام، وقفت أمام المرآة لأمشِّط شعري، قابلني إنعكاس قلادتي في المرآة لأتذكر جدتي...كم إشتاق إليها.
قررت أن أتصل بها وأطمأن عليها، ولم أتوانى عن فعل ذلك بأسرع وقت.
- مرحباً جدتي.
- ايرين؟ أهذه انتِ يا إبنتي؟
بالطبع لم تتعرف علي، لأني إتصلت بها من الهاتف المنزلي.
- أجل جدتي إنها انا...كيف حالكِ؟
- بخير عزيزتي، ماذا عنكِ؟ هل أنت بصحة جيدة؟ أتأكلين جيداً؟
كالعادة...دائما ما تخبرني بأن أهتم بوجبات طعامي حتى أبقى بصحة جيدة، لأني أمرض كثيراً ومناعتي ضعيفة.
-أجل انا آكل جيداً...ماذا عنكِ؟
- أنا بأفضل حال، ستتفاجئين عندما تريْني، فقد عدت شابةً جميلة كالسابق!
حتى وفي مثل هذه الظروف لا تكف عن المزاح...آه كم أحبها.
- حقاً! أراهن أنّ كل شباب الحي سيقعون بغرامك من أول نظرة!
- كفاكِ سخرية يا فتاة!
إبتسمت بصدق لسماعي ضحكاتها وصوتها الحنون، ولم أشعر بنفسي حينما تسابقت قطرات دموعي فوق وجنتيْ، لأجهش بالبكاء فجأة!
- جدتي، إشتقت إليكِ كثيراً.
أخرجت هذه الكلمات وسط بكائي وبصعوبة
- لا تبكِ عزيزتي..أرجوكِ، أنت تشعرينني بالذنب حيال هذا! إسمعيني جيدا...لا أريدكِ أن تضعفي مهما كانت الظروف، كوني كما ربيتكِ تماماً، وتحلي دائماً بالقوة والصبر والحكمة، ولا تنسي أنّ لكِ جدةً تحبكِ وتتمنى لكِ الأفضل دائماً.
كلامها هذا أثّر بي كثيرا، أحسست بنوعٍ من المسؤولية.
ان أكون قوية...أن أكون صبورة وشجاعة...وحكيمة...
كل هذا مسؤولية سأحملها على عاتقي من أجلها...من أجل ان أُبْقِيها بجانبي.
توقفت عن البكاء من أجلها، وأكملت محادثتي معها، وبالطبع كانت توصيني بأن أهتم بنفسي وأن اتصل بها بشكلٍ مستمر.
وبعد مدةٍ لا بأس بها أنهيت مكالمتي معها، ورغم كل هذا لا زالت تلك الغصة تخنقني وتمنعني من التنفس كلما أردت ذلك.
لكنني تذكرت كلامها...لذا أخذتُ نفساً عميقاً متخلصةً به من كل ما هو مزعج، وقررت إمضاء الوقت على طريقتي.
سأبحث عن مايشغل بالي بسبب الفضول القاتل...يجب أن أُشبِعه وإلا أكلني!
- دعونا نكتشف سبب تصرفاتك الغريبة كيم تايهيونغ!
باشرت في كتابة كل ما يخطر ببالي على حاسوبي، كتبتُ كل ما لاحظته ليلة أمس من حركات او ما تسمى بالأعراض، لكنني لم أصل لأي نتيجة!
فكرت لوهلة قبل أن أكتب من جديد.
- ماذا عن حالة الهلع في الظلام؟!
كانت تلك آخر الكلمات المفتاحية التي أعرفها حسب تشخيصي لموقفه وحالته، فظهرت بعض النتائج لأباشر في قرائتها، وقد كانت الشيء المنطقي الوحيد والأقرب لحالته.
إذ أني صرختُ بدهشة:
- واو، هل لديه فوبيا من الظلام؟!
صدقاً...لا أعرف لما أودّ الضحك كلما تذكرت شكله الهلع تلك الليلة، هل كل ذلك بسبب رهابه من الظلام!
End irene pov.
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- شو رأيكم بتايهيونغ وتفكيره المستمر بإيرين وهلعه من من معرفة حقيقة ما جرى؟
- رأيكم بجونغكوك وهيري يلي عاملين فيها حلبة مصارعة من أول الرواية؟
- رأيكم بلورا وجيمين...وشو بتتوقعو يصير معهم؟
- رأيكم بهيونا وهل حيكون لها تأثير على الأحداث؟ وتحديداً أي أحداث؟
- رأيكم بهوسوك يلي شغلانته يستقبل كل شتيمة وضربة في الرواية😂؟ وكمان شو رأيكم بشخصيته؟
- شو توقعاتكم بالمختصر المفيد للجاي؟
بصراحة تحسونهم لايقين على بعض في الرواية، انا عن نفسي أحسهم مناسبين جداً جداً، مع العلم اني مو شيبر لهم ابداً ولا بدعم الشيبرز بصفة عامة، لهيك ما يجيني حدا ويقلي انتي عم بتلزقيهم ببعض وبتدعمي علاقتهم الوهمية، رجاءً ما يجيني حدا ويتفلسف علي، لأني وضحت موقفي عنجد.
مع العلم اني لما بلشت ارسم فكرة الرواية بمخي وكمان لما برمجت انواع الشحصيات وادوارها، حطيت كل شخصية ع حسب تخيلي، يعني مثلا انا كوك وجين ستان، بس الرواية سويتها بطولة تاي لاني ما قدرت اتخيل دور البطولة وشخصية البطل يلي براسي الا عليه، ونفس الشي مع باقي الشخصيات، يعني كل شي كان عن محض صدف لا اكثر.
المهم...نلتقي في البارت الجاي على خير بإذن الله💞
See you next part...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top