68|هل ستسأم؟
لاتنسى ترك تعليق لطيف ✨
...
"اهه لقد كنت مخطئة تمامًا عندما أعتقدت أنك قد تصبحين أكثر عقلانية بعد أن تصبحي أم، ألن تنضجي في وقتٍ قريب؟"
" لاتكوني لئيمة هكذا بينما أنا أشكو لك"
عبست منكمشةً على نفسها في طرف الأريكة، تتحاشى النظر في عيني صديقتها بعد أن حكت لها إحدى المصائب اللامتناهية التي تفتعلها مع زوجها بشكلٍ منتظم.
" أهه، أن كنت أنا قد سئمت لهذا الحد، فكيف وضع ريو ياترى"
كانت كلماتها خافتة الا أن إيلينا أستطاعت سماعها بوضوح، مما جعلها تفز من مكانها مندفعةً نحو صديقتها ومعالم الصدمة أعتلت وجهها :" مـ.ماذا تقصدين؟ هل سئم مني؟!"
" لا أقول هذا كتصريح، كنت أتسائل وحسب..ولكن تعلمين كم الرجال ملولون يجب عليك أن تكوني حذرة "
" ولكن..ماذا أن كان قد سئم بالفعل؟ "
عضت أظافرها ولقد بدأ يُخيل لها جميع السيناريوهات المحتملة.
" لست أحاول أقلاقك ولكن يجدر بك أن تتوقفي عن صب جام غضبك عليه ثم أنتظار أعتذاره "
ربتت الاخرى على فخذها قبل أن تنهض من الأريكة مكملةً إعداد الغداء.
.
كانت تجلس على السرير تضم ساقيها الى صدرها محدقةً في الفراغ بينما حديث سيلين ما أنفك يُعاد في عقلها.
كان السكون يملئ المنزل فكلاهما يتجاهل الاخر، وإيفا ذهبت للمبيت عند جدتها البارحة.
بينما كان ريو يجلس في الردهة مشغولًا بهاتفه سمع خطوات الاخرى قادمةً نحوه حتى أستقرت على الاريكة بجانبه.
كان مستمرًا في تجاهلها وأكمل مشاهدة الوثائقي الذي يتابعه عبر اليوتيوب حين تحدثت فجأة دون النظر ناحيته:
" مللت مني، صحيح؟"
"ها؟"
أصدر صوتًا مستفهمًا بعد صمتٍ دام لثوانٍ محاولاً خلاله إستيعاب ماتفوهت به.
" أصبحت تكرهني، صحيح؟"
أستمرت في إشاحةً بصرها بعيدًا عنه مما جعله يستغرب من التصعيد المفاجئ للموقف.
لايتذكر لمَ كان غاضبًا حتى ولكنه يتذكر أنه يجب عليه أن يكون.
" مالذي تقولينه"
نفث بضحكة ظانًا أنها تمزح معه وتحاول إستدراجه للحديث معها.
" بالتأكيد تجلس هنا بينما تفكر بمثل ' وااه لمَ تزوجت هذه المختلة؟ هي دائمًا تصرخ علي، وتعاملني كأنني مخطئ في كل مرة، وتدعني أعتذر في النهاية رغم أنني لم أذنب، كما أنها أنانية ولاتهتم' صحيح ؟"
نظر إليها بغير تصديق:
" واه..أنا مصدوم من قدرتك على قول كل هذا بنفسك "
" هل تقر به!"
صاحت مستاءة حين ظنت أنه سيحاول أن ينكر ذلك على الاقل.
" لم أقل ذلك.."
جفل معتدلًا في جلسته ليسارع بالنفي قبل أن ينتهي الأمر بشكل مأساوي مجددًا.
" لا داعي للكذب..أعلم أنك كذلك"
اتكأت بساعدها على ذراع الاريكة موجهةً أبصارها نحو التلفاز المطفئ.
" لست كذلك..أعني، ربما عندما تصيغينها بهذه الطريقة يبدو الامر منطقيًا قليلًا ولكنني حقًا لم أفكر بهذا"
رأى بأنها لاتزال توليه ظهرها ويبدو أنها لم تقتنع فأكمل:" أظن انك ستحتاجين لفعل الكثير حتى أكرهك..فهذا ليس سببًا كافيًا لأفعل"
" أعجز عن فهمك احيانًا ريو.."
همهم متسائلًا مما دفعها الى النظر نحوه كي تكمل حديثها :" أعني لمَ قد تحبني بهذا الشكل بينما أنا أغضب بسرعة وأصبه عليك غالبًا وقوم بإزعاجك حتى في أوقات العمل، أنا لم أكن لأُطيق نفسي"
" اتسائل ايضًا..ربما أعتدت الامر"
" تجعلني أشعر بالذنب "
عبست أسيةً على حاله فهو لكثرة ماتعرض للألم بات مخدرًا، لقد عانى كثيرًا على مايبدو بسببها.
" أن كنت تشعرين بالذنب..هل ستعوضينني؟"
سأل مُربعًا ذراعيه على صدره كي يجرب اولًا.
" أ.أعوض؟"
وترها الامر قليلًا، لأن التعويض لهذا الكم من المواقف سيكون مكلفًا بالتأكيد!
" هل يمكن.."
لقد كان يتحدث ببطئ جعل الوقت لتخيل المزيد من الطلبات الإعجازية في عقلها يزيد أكثر.
" أن نشوي لحمًا على العشاء!"
"نشوي؟!"
لشدة توقعها الاسوء ظنت أنه يطلب لحمًا بشريًا والذي قد يكون لحمها في هذا الموقف، ولكن النظرة على وجهه تدل على انه حقًا يفكر بالعشاء دون أفكار خارجة عن الطبيعة.
" بالتأكيد! يمكننا شوي اللحم على العشاء..لقد أفزعتني توقعت أنك ستطلب شيئًا صعبًا"
" صعبًا مثل ماذا؟"
" ربما التوقف عن إزعاجك والغضب عليك"
أنخفض صوتها قليلًا في نهاية حديثها فهي أستوعبت بأنه قد يفكر بالامر بجدية بعد ذلك.
" أعلم انك لاتستطيعين كتم غضبك، ربما أن فعلتي ستكونين أكثر عرضة للجلطة، لا أريدك أن تموتي"
كان حديثه ساخرًا ولكن لعل إيلينا قد أحبت أستغلال الامر وكأنه الوقت المناسب لتفاهاتها:" لماذا؟"
" لماذا ماذا؟"
لم يفهم الامر حتى رأى إبتسامتها غبية التي تدل على سؤال أغبى :"لماذا لاتريدني أن أموت؟"
" كي لاتعيش إيفا بدون أم "
أبعد وجهها الذي كان قريبًا جدًا منه، وهو موقن أن هذه أبعد ما يكون عن الإجابة الصحيحة.
" يااه! ماهذه الاجابة القاسية!"
" لم تظني أنني سأقول شيئًا مبتذلًا كـ' لأنني لا أستطيع العيش بدونك' صحيح؟"
صمتت ولم تقل شيئًا بينما لازال العبوس على وجهها مما جعله يُصدم من عدم إنكارها :" هاا! هل أردتي سماع شيء كهذا!؟"
" ليس كذلك "
كانت تكذب.
" يالهي..حسنًا لأنني لا أستطيع العيش بدونك"
" أنسى! لاداعي لأن تكذب هكذا، سأذهب لشراء مكونات العشاء"
نهضت عن الأريكة متجهةً نحو الغرفة لتستعد.
" رغم أنها مبتذلة لكنني كنت صادقًا هذه المرة"
كان صوته خافتًا وإيلينا كانت قد أبتعدت بالفعل ولكنها صاحت من بعيد:" ماذا قلت؟"
" قلت عودي بأمان "
أبتسم بزيف في وجهها ظانًا بأن صوته كان خافتًا كفاية كي لاتسمعه، ولكن الأوان قد فات فهي الان تبتسم بشدة كالمجانين وهي في طريقها الى المتجر.
.
.
-----
سوري عالسحبة افكاري خلصت:)
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top